
ما المرتقب بعد قصف ترمب المنشآت النووية الإيرانية؟
أعلن الرئيس دونالد ترمب أنه "دمر بالكامل وبشكل تام" البرنامج النووي الإيراني من خلال سلسلة من الضربات الصاروخية والغارات الجوية، في تدخل أميركي صريح في حرب إسرائيل، ينذر بأزمة دولية أوسع.
ولا يزال حجم الدمار الحقيقي غير واضح، في حين يتوقع وقوع ضربات انتقامية، وبالتوازي معها محاولات محتملة لإحياء مفاوضات متعثرة وجهود دبلوماسية لخفض التوتر.
لكن الولايات المتحدة أصبحت الآن طرفاً في حرب بين دولتين مسلحتين جيداً، قد تمتد خارج حدودهما وتخلف أعداداً لا تحصى من الضحايا، بحسب ما حذر متخصصون.
وقال ترمب في خطاب مقتضب للأمة مساء الـ21 من يونيو (حزيران) الجاري، بعد نحو ساعتين من إعلانه عن "ضربات ناجحة جداً" استهدفت المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان: "تذكروا أن هناك كثيراً من الأهداف الأخرى. إذا لم يتحقق السلام سريعاً، فسنستهدف تلك المواقع الأخرى بدقة وسرعة ومهارة. معظمها يمكن تدميره في غضون دقائق".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العالم يراقب التطورات من كثب، فيما يحاول محللون ومتخصصون تقدير ما سيحدث بناءً على الظروف الحالية والتاريخ والبيئة السياسية المتقلبة.
تصعيد خطر
كان ترمب قد خاض حملته الانتخابية على وعد بإنهاء جميع الحروب، بما في ذلك حرب إسرائيل في غزة والغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أنه أخفق حتى الآن في التوصل إلى تسوية لأي من النزاعين.
وطلبت إسرائيل دعماً عسكرياً أميركياً لحملتها ضد إيران، بعدما حصلت على ضوء أخضر عملي لحربها المدمرة في غزة عقب هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 التي نفذتها حركة "حماس"، وهو ما "يقوض ادعاء ترمب بأنه صانع سلام، وزعمه أن الحروب ما كانت لتندلع في عهده"، بحسب الزميل البارز في معهد بروكينغز، شاران غريوال، من مركز السياسات الخاصة بالشرق الأوسط.
ويخاطر ترمب الآن بتفجير أزمة أوسع في الشرق الأوسط، قد تهدد القواعد الأميركية في الخارج، وتدفع حلفاء إيران إلى الرد، في مشهد يتقاطع مع سجل التدخلات الأميركية وزعزعة الاستقرار في المنطقة، إلى جانب دعم واشنطن المستمر لحرب إسرائيل في غزة والأراضي المحتلة.
حذر المرشد الإيراني واشنطن من التدخل في صراعها الدائر مع إسرائيل (أ ف ب/موقع الزعيم الأعلى الإيراني)
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء أمس السبت إنه "قلق للغاية" من قرار ترمب بقصف إيران، واصفاً إياه بأنه "تصعيد خطر" و"تهديد مباشر للسلام والأمن الدوليين".
وأضاف "هناك خطر متزايد بأن هذا النزاع قد يخرج سريعاً عن السيطرة، مما قد تكون له عواقب كارثية على المدنيين والمنطقة والعالم".
وقد تلجأ إيران إلى الرد عبر إغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي، أو مهاجمة البنية التحتية للطاقة في دول الخليج العربية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط عالمياً. وفي غضون ساعات من الهجوم، شوهدت نحو 50 ناقلة نفط وهي تغادر مضيق هرمز بصورة متسارعة.
من جهتها، حذرت جماعة الحوثي المدعومة من إيران بأن "ترمب سيتحمل العواقب"، وفقاً لما كتبه عضو المكتب السياسي للحوثيين، حزام الأسد، على منصة "إكس".
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون أنها مستعدة لاستهداف السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر "في حال شن العدو الأميركي عدواناً دعماً لإسرائيل". وكان الحوثيون قد استهدفوا في السابق سفناً مرتبطة بالحرب في غزة، وردت الولايات المتحدة حينها بسلسلة ضربات جوية في اليمن أوائل هذا العام.
ترسيخ موقف إيران... أم دفعها إلى التفاوض؟
وفي السياق يعتبر كريم سجادبور، وهو محلل إيراني - أميركي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن الهجوم الذي وقع أمس السبت هو "حدث غير مسبوق قد يكون نقطة تحول لإيران، والشرق الأوسط، والسياسة الخارجية الأميركية، ونظام حظر الانتشار النووي العالمي، بل وربما النظام الدولي بأسره".
وأضاف "سيقاس تأثير هذا الحدث لعقود مقبلة. فقد يعزز من تماسك النظام الإيراني، أو يسرع في انهياره. وقد يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، أو يعجل بذلك".
كثيراً ما شدد المسؤولون الإيرانيون على أن برامجهم النووية ذات طبيعة مدنية وسلمية، فيما تؤكد إسرائيل أن إيران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، وهي مزاعم أساسية في هذا الصراع المتفاقم.
وفي أعقاب غارات أمس السبت، تعهدت الوكالة الذرية الإيرانية بعدم التراجع "أبداً" عن برنامجها النووي، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
ترمب في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مع كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين (عبر رويترز)
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن المنشآت النووية الثلاث تعرضت لـ"هجوم وحشي"، معتبرة أنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي، وبخاصة 'معاهدة عدم الانتشار النووي'". واتهمت المنظمة أيضاً الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"التواطؤ"، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات، وأنها "لن تتراجع أبداً عن تطوير هذه الصناعة الوطنية".
وقال السفير الأميركي السابق، راين كروكر، لموقع "بوليتيكو"، إن القصف الجوي وحده لا يكفي لوضع حد نهائي لأي طموح نووي، "لأن إسرائيل والولايات المتحدة لا تستطيعان قتل جميع العلماء النوويين".
لكن المبعوث الأميركي السابق، دينيس روس، رأى أن الضربات الدقيقة التي تلحق أضراراً كبيرة بالمنشآت قد تدفع إيران إلى التفاوض.
إلا أن هجوماً أوسع، تغذيه مطالب مسؤولين إسرائيليين وصقور السياسة الأميركية تجاه إيران، قد يدفع طهران إلى الاعتقاد بأنها "لا تملك ما تخسره، وأن خيارها الأفضل هو أن تجعلنا ندفع ثمناً باهظاً"، بحسب ما قاله روس.
عندما ضربت إسرائيل البرامج النووية في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007، كانت "النتائج الطويلة الأمد مختلفة تماماً"، بحسب مساعدة وزير الدفاع السابقة لشؤون الإستراتيجية والخطط والقدرات في عهد جو بايدن، مارا كارلين. وأوضحت "من الممكن أن تختار طهران أياً من المسارين"، مضيفة "وما دامت منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم لا تزال سليمة إلى حد كبير، فلا حاجة لها باتخاذ قرار حاسم بعد".
تداعيات في واشنطن... وعموم أميركا
تهدد هجمات ترمب بتعميق الانقسام المتزايد بين حلفائه من الجمهوريين الداعين إلى عدم التدخل، والمنضمين موقتاً إلى حركة أوسع مناهضة للحرب، وبين غالبية الأميركيين الذين لا يريدون أي دور لبلادهم في حرب إسرائيل.
وقد شكك عدد من أعضاء الكونغرس في قانونية تصرفات الرئيس، معتبرين أنها محاولة غير دستورية لتجاوز تفويض الكونغرس. وانضم اثنان من النواب الجمهوريين - وورين ديفيدسون وتوماس ماسي - إلى الديمقراطيين في إدانة القصف فوراً، واعتبروه غير دستوري.
وقال السيناتور بيرني ساندرز خلال خطاب له في أوكلاهوما بينما كان الحضور يتابعون أنباء القصف لحظة بلحظة "الجهة الوحيدة التي يمكنها إعلان الحرب هي الكونغرس الأميركي. لا يملك الرئيس هذا الحق".
احتجاجات في لوس أنجليس ضد تورط الولايات المتحدة في حرب إسرائيل مع إيران، في أعقاب سلسلة من التظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد إدارة ترمب (غيتي)
من جهتها، قالت العضوة الديمقراطية في الكونغرس عن نيويورك ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إن "قرار الرئيس الكارثي بقصف إيران من دون تفويض هو انتهاك جسيم للدستور ولصلاحيات الكونغرس في إعلان الحرب". وأضافت "لقد خاطر بشكل متهور بإشعال حرب قد تورطنا لأجيال قادمة"، معتبرة أن الهجوم "يشكل بوضوح أساساً للمساءلة والعزل".
كذلك فإن كبار الديمقراطيين في لجان الاستخبارات في الكونغرس لم يبلغوا مسبقاً بهذه الهجمات.
وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين، الذي حث الكونغرس سابقاً على تمرير تشريع يشترط على ترمب الحصول على موافقة المجلس قبل مهاجمة إيران إن "الغالبية الساحقة من الأميركيين يعارضون دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران"، مشيراً إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم قالوا إن الهجمات قد أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء عامين أو ثلاثة. وتساءل "فلماذا تعجل ترمب واتخذ هذا القرار الطائش اليوم؟ إنه قرار كارثي. سأضغط لإجراء تصويت داخل مجلس الشيوخ حول هذه الحرب الشرق أوسطية الثالثة الحمقاء".
وعلى رغم ما يروجه ترمب عن "نجاحات عسكرية لا لبس فيها"، فإنه أمضى أيضاً الأشهر الأولى من ولايته في وضع خطط لقمع المعارضة الداخلية. ونظر إلى نشر الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجليس للرد على احتجاجات ضد أجندته المعادية للهجرة، كـ"بروفة" لتوسيع صلاحيات الطوارئ الفيدرالية للسيطرة على المدن الأميركية، وفقاً لما كتبه ديفيد فروم في مجلة "ذي أتلانتيك".
ومن المتوقع خروج مزيد من التظاهرات رفضاً لأي تصعيد عسكري إضافي ضد إيران، لتضاف إلى موجة الاحتجاجات المستمرة التي عمت الشوارع الأميركية في الأسابيع الأخيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 36 دقائق
- Independent عربية
الخليج يترقب ويحتاط... ردود فعل متباينة بعد الضربات الأميركية
مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إثر استهداف واشنطن ثلاثة مواقع نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، تباينت المواقف الخليجية بين الإدانة والدعوة إلى التهدئة، مقابل تحركات احترازية لرفع مستوى الجاهزية في عدد من العواصم الخليجية. وتتقاطع هذه المواقف عند هدف مشترك، الحؤول دون انزلاق المنطقة نحو مواجهة واسعة النطاق قد تفضي إلى فوضى أمنية غير مسبوقة. وأصبحت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية عدة في حال تأهب قصوى اليوم الأحد، مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة الصراع بعد الضربات الأميركية. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن القوات الأميركية "دمرت" المواقع النووية الإيرانية الرئيسة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات في الساعات الأولى من صباح اليوم، محذراً طهران من مزيد من الهجمات "الأشد تدميراً" إذا لم تدخل في عملية سلام. وكانت طهران هددت في وقت سابق باستهداف الأصول الأميركية في المنطقة، بما فيها القواعد العسكرية، في حال تعرضها لهجوم مباشر. السعودية بين الإدانة والاحتواء أعلنت الرياض موقفها الرسمي سريعاً، إذ عبرت وزارة الخارجية عبر بيان عن "إدانة واستنكار" المملكة لانتهاك سيادة إيران، محذرة من انعكاسات الضربة على أمن الإقليم واستقراره. وجاء في البيان، "تتابع المملكة بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وتؤكد أهمية التوصل إلى حل سياسي يضع حداً للأزمة ويفتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن في المنطقة". بالتوازي، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية بياناً أكدت خلاله أن "شبكة الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر" لم تسجل أية مؤشرات على تسرب إشعاعي في أجواء المملكة أو في دول الخليج، عقب الضربات الأميركية على منشآت نووية تحت الأرض. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، رفعت مستوى تأهبها الأمني تحسباً لأية تطورات لاحقة. خطة كويتية لمواجهة التصعيد وفي الكويت، أعلنت وزارة المالية تفعيل "خطة طوارئ متكاملة" لضمان استمرارية العمليات الحيوية في مؤسسات الدولة، شملت تجهيز الملاجئ في مجمع الوزارات لاستيعاب ما يصل إلى 900 شخص، وتصنيفها بدرجة "سي 4" (C4)، إضافة إلى تأمين مخازن لوجستية للطوارئ. كما فعّلت الوزارة الأنظمة المالية الرقمية إلى جانب تفعيل خيار العمل عن بعد ضمن بيئة إلكترونية مؤمنة، وتزامن ذلك مع اجتماعات مكثفة بين وزارة المالية والدفاع المدني بهدف رفع مستوى التنسيق وتعزيز الجاهزية العامة تحسباً لأية تداعيات إقليمية. من جهته أعلن مجلس الدفاع الكويتي استمرار انعقاده في ظل التصعيد الإقليمي. البحرين تبعد موظفيها من التصعيد بدورها فعّلت البحرين نظام العمل عن بعد في مؤسسات الدولة بنسبة 70 في المئة كإجراء وقائي، مع استثناء الجهات التي تتطلب طبيعة عملها الحضور المباشر. وأكد جهاز الخدمة المدنية أن القرار يضمن استمرار تقديم الخدمات العامة بأعلى معايير السلامة. جاء ذلك عقب ساعات من إعلان ترمب تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تفتح الباب أمام رد إيراني مباشر أو عبر الحلفاء الإقليميين. وأعربت البحرين ضمن بيان رسمي عن "قلقها البالغ" من تطورات الأوضاع في المنطقة عقب الضربات، مؤكدة أهمية ضبط النفس وتغليب الحوار السياسي وداعية إلى وقف فوري للتصعيد واستئناف المسار التفاوضي للحفاظ على الأمن والاستقرار. من جانبها دعت وزارة الداخلية البحرينية المواطنين والمقيمين إلى عدم إشغال الطرق الرئيسة إلا للضرورة، حفاظاً على سلامة الجميع وإفساحاً للمجال أمام تحركات الفرق الأمنية. وأوضح جهاز الخدمة المدنية أن القرار يشمل معظم الجهات الحكومية، وتُستثنى منه القطاعات التي تفرض طبيعتها الحضور الشخصي، أو تلك التي لديها إجراءات خاصة في حالات الطوارئ، ويستمر تطبيقه حتى إشعار آخر. وكانت السلطات البحرينية فعّلت قبل أيام الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ، وشرعت في اختبار صفارات الإنذار. كما أقامت 33 مركز إيواء في أنحاء البلاد. وتعد البحرين مقراً للأسطول الخامس الأميركي وتستضيف قواعد عسكرية أميركية إلى جانب السعودية والكويت وقطر والإمارات. الخليج يحذر من الانفجار الكبير وعلى المستوى الخليجي المشترك، حذر الأمين العام لمجلس التعاون جاسم محمد البديوي من أن استهداف منشآت نووية في إيران يشكل "تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة"، مشيراً إلى أن التصعيد الراهن قد يؤدي إلى نتائج لا يمكن احتواؤها. ودعا البديوي إلى التمسك بالمسار السياسي وتفعيل القنوات الدبلوماسية، مؤكداً على مخرجات الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عُقد في الرياض أخيراً والذي طالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة الحوار على منطق القوة". الخليج يراقب الإشعاع... ولا قلق حتى الآن وفي خطوة لطمأنة الرأي العام، أكدت الأمانة العامة لمجلس التعاون أن "مركز إدارة الطوارئ" التابع لها يواصل مراقبة المؤشرات الإشعاعية في دول المجلس بصورة دقيقة، بالتنسيق مع الجهات الوطنية المختصة. وأوضح المركز أن القراءات البيئية الحالية "لا تشير إلى مستويات إشعاعية مقلقة" وأن البيانات المتوافرة حتى الآن تقع ضمن النطاق الآمن. وشددت الأمانة على استمرار المراقبة اليومية والتنسيق مع الجهات المعنية، استعداداً لأية تطورات مفاجئة قد تطرأ على الوضع الإشعاعي. سياق إقليمي محفوف بالأخطار ويأتي هذا التصعيد في وقت إقليمي معقد، إذ لم تعُد المواجهة محصورة في التوتر الأميركي – الإيراني، بل تشابكت مع نزاع نشط بين إيران وإسرائيل، يتخذ طابع الهجمات المتبادلة داخل العمق وعلى الحدود. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعلى رغم تفاوت أدوات الاستجابة الخليجية، فإن المواقف الرسمية تتوحد عند نقطة أساسية، الدعوة إلى التهدئة وتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة والتركيز على حماية الاستقرار الإقليمي. وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حسن الحسن إن "التدخل الأميركي المباشر يعد نقطة تحول خطرة، وقد يجرّ دول الخليج، ولا سيما البحرين والكويت وقطر التي تستضيف منشآت أميركية، إلى قلب المواجهة". وأضاف أن خطر اندلاع نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران بات واقعاً ملموساً، مع ما يحمله من احتمال لانفجار إقليمي واسع النطاق يصعب احتواؤه.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الخليج يترقب ويحتاط... ردود فعل متباينة بعد الضربات الأميركية لمواقع نووية إيرانية
مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إثر استهداف واشنطن ثلاثة مواقع نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، تباينت المواقف الخليجية بين الإدانة والدعوة إلى التهدئة، مقابل تحركات احترازية لرفع مستوى الجاهزية في عدد من العواصم الخليجية. وتتقاطع هذه المواقف عند هدف مشترك، الحؤول دون انزلاق المنطقة نحو مواجهة واسعة النطاق قد تفضي إلى فوضى أمنية غير مسبوقة. وأصبحت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية عدة في حال تأهب قصوى اليوم الأحد، مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة الصراع بعد الضربات الأميركية. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن القوات الأميركية "دمرت" المواقع النووية الإيرانية الرئيسة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات في الساعات الأولى من صباح اليوم، محذراً طهران من مزيد من الهجمات "الأشد تدميراً" إذا لم تدخل في عملية سلام. وكانت طهران هددت في وقت سابق باستهداف الأصول الأميركية في المنطقة، بما فيها القواعد العسكرية، في حال تعرضها لهجوم مباشر. السعودية بين الإدانة والاحتواء أعلنت الرياض موقفها الرسمي سريعاً، إذ عبرت وزارة الخارجية عبر بيان عن "إدانة واستنكار" المملكة لانتهاك سيادة إيران، محذرة من انعكاسات الضربة على أمن الإقليم واستقراره. وجاء في البيان، "تتابع المملكة بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وتؤكد أهمية التوصل إلى حل سياسي يضع حداً للأزمة ويفتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن في المنطقة". بالتوازي، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية بياناً أكدت خلاله أن "شبكة الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر" لم تسجل أية مؤشرات على تسرب إشعاعي في أجواء المملكة أو في دول الخليج، عقب الضربات الأميركية على منشآت نووية تحت الأرض. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، رفعت مستوى تأهبها الأمني تحسباً لأية تطورات لاحقة. خطة كويتية لمواجهة التصعيد وفي الكويت، أعلنت وزارة المالية تفعيل "خطة طوارئ متكاملة" لضمان استمرارية العمليات الحيوية في مؤسسات الدولة، شملت تجهيز الملاجئ في مجمع الوزارات لاستيعاب ما يصل إلى 900 شخص، وتصنيفها بدرجة "سي 4" (C4)، إضافة إلى تأمين مخازن لوجستية للطوارئ. كما فعّلت الوزارة الأنظمة المالية الرقمية إلى جانب تفعيل خيار العمل عن بعد ضمن بيئة إلكترونية مؤمنة، وتزامن ذلك مع اجتماعات مكثفة بين وزارة المالية والدفاع المدني بهدف رفع مستوى التنسيق وتعزيز الجاهزية العامة تحسباً لأية تداعيات إقليمية. من جهته أعلن مجلس الدفاع الكويتي استمرار انعقاده في ظل التصعيد الإقليمي. البحرين تبعد موظفيها من التصعيد بدورها فعّلت البحرين نظام العمل عن بعد في مؤسسات الدولة بنسبة 70 في المئة كإجراء وقائي، مع استثناء الجهات التي تتطلب طبيعة عملها الحضور المباشر. وأكد جهاز الخدمة المدنية أن القرار يضمن استمرار تقديم الخدمات العامة بأعلى معايير السلامة. جاء ذلك عقب ساعات من إعلان ترمب تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تفتح الباب أمام رد إيراني مباشر أو عبر الحلفاء الإقليميين. وأعربت البحرين ضمن بيان رسمي عن "قلقها البالغ" من تطورات الأوضاع في المنطقة عقب الضربات، مؤكدة أهمية ضبط النفس وتغليب الحوار السياسي وداعية إلى وقف فوري للتصعيد واستئناف المسار التفاوضي للحفاظ على الأمن والاستقرار. من جانبها دعت وزارة الداخلية البحرينية المواطنين والمقيمين إلى عدم إشغال الطرق الرئيسة إلا للضرورة، حفاظاً على سلامة الجميع وإفساحاً للمجال أمام تحركات الفرق الأمنية. وأوضح جهاز الخدمة المدنية أن القرار يشمل معظم الجهات الحكومية، وتُستثنى منه القطاعات التي تفرض طبيعتها الحضور الشخصي، أو تلك التي لديها إجراءات خاصة في حالات الطوارئ، ويستمر تطبيقه حتى إشعار آخر. وكانت السلطات البحرينية فعّلت قبل أيام الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ، وشرعت في اختبار صفارات الإنذار. كما أقامت 33 مركز إيواء في أنحاء البلاد. وتعد البحرين مقراً للأسطول الخامس الأميركي وتستضيف قواعد عسكرية أميركية إلى جانب السعودية والكويت وقطر والإمارات. الخليج يحذر من الانفجار الكبير وعلى المستوى الخليجي المشترك، حذر الأمين العام لمجلس التعاون جاسم محمد البديوي من أن استهداف منشآت نووية في إيران يشكل "تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة"، مشيراً إلى أن التصعيد الراهن قد يؤدي إلى نتائج لا يمكن احتواؤها. ودعا البديوي إلى التمسك بالمسار السياسي وتفعيل القنوات الدبلوماسية، مؤكداً على مخرجات الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عُقد في الرياض أخيراً والذي طالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة الحوار على منطق القوة". الخليج يراقب الإشعاع... ولا قلق حتى الآن وفي خطوة لطمأنة الرأي العام، أكدت الأمانة العامة لمجلس التعاون أن "مركز إدارة الطوارئ" التابع لها يواصل مراقبة المؤشرات الإشعاعية في دول المجلس بصورة دقيقة، بالتنسيق مع الجهات الوطنية المختصة. وأوضح المركز أن القراءات البيئية الحالية "لا تشير إلى مستويات إشعاعية مقلقة" وأن البيانات المتوافرة حتى الآن تقع ضمن النطاق الآمن. وشددت الأمانة على استمرار المراقبة اليومية والتنسيق مع الجهات المعنية، استعداداً لأية تطورات مفاجئة قد تطرأ على الوضع الإشعاعي. سياق إقليمي محفوف بالأخطار ويأتي هذا التصعيد في وقت إقليمي معقد، إذ لم تعُد المواجهة محصورة في التوتر الأميركي – الإيراني، بل تشابكت مع نزاع نشط بين إيران وإسرائيل، يتخذ طابع الهجمات المتبادلة داخل العمق وعلى الحدود. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعلى رغم تفاوت أدوات الاستجابة الخليجية، فإن المواقف الرسمية تتوحد عند نقطة أساسية، الدعوة إلى التهدئة وتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة والتركيز على حماية الاستقرار الإقليمي. وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حسن الحسن إن "التدخل الأميركي المباشر يعد نقطة تحول خطرة، وقد يجرّ دول الخليج، ولا سيما البحرين والكويت وقطر التي تستضيف منشآت أميركية، إلى قلب المواجهة". وأضاف أن خطر اندلاع نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران بات واقعاً ملموساً، مع ما يحمله من احتمال لانفجار إقليمي واسع النطاق يصعب احتواؤه.


الموقع بوست
منذ ساعة واحدة
- الموقع بوست
انعدام الأمن الغذائي يهدد نصف السكان.. بيان أممي يرسم صورة قاتمة للمحافظات الجنوبية في اليمن
حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، الأحد، من انعدام الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحكومة في اليمن الذي يشهد صراعا منذ عشر سنوات. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) -في بيان مشترك- إن انعدام الأمن الغذائي يهدد أكثر من نصف السكان بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية جنوبي البلاد. وأكد البيان أن وضع الأمن الغذائي في مناطق الحكومة اليمنية حرج، حيث يعاني ما يقرب من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويكافحون من أجل الحصول على وجبتهم التالية". يظهر آخر تحديث جزئي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) - الصادر اليوم الأحد - صورة قاتمة للمحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها دوليا". وحسب البيان فإنه "بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2025، يواجه حوالي 4 ملايين و95 ألف شخص حالة من انعدام الأمن الغذائي، ترقى إلى مستوى الأزمة أو ما هو أسوأ (المرحلة 3 من التصنيف)، بما في ذلك 1.5 مليون شخص في حالة طوارئ (المرحلة 4 من التصنيف)". وأفاد البيان بأن ذلك "يمثل زيادة قدرها 370 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مقارنة بالفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى فبراير/شباط 2025". وتوقع تدهور الوضع مستقبلا بين سبتمبر/ أيلول 2025 وفبراير/ شباط 2026 بإضافة 420 ألف شخص إلى المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو ما هو أسوأ، خاصة إذا لم يتم تقديم المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة، بحسب البيان. ولفتت المنظمات الأممية إلى ذلك من شأنه أن يرفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المحافظات الجنوبية إلى 5 ملايين و38 ألف شخص، أي أكثر من نصف السكان". وأوضح البيان أن "الأزمات المتداخلة والمتعددة تستمر في زيادة مستوى انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك التدهور الاقتصادي المستمر، وانخفاض قيمة العملة في المحافظات الجنوبية، والصراع، والظواهر الجوية القاسية التي تحدث بشكل متزايد". ويأتي هذا التدهور في الأمن الغذائي في وقت تشهد فيه العملة اليمنية أكبر تدهور في تاريخ البلاد، حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد نحو 2750 ريالا.