
الخليج يترقب ويحتاط... ردود فعل متباينة بعد الضربات الأميركية لمواقع نووية إيرانية
مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إثر استهداف واشنطن ثلاثة مواقع نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، تباينت المواقف الخليجية بين الإدانة والدعوة إلى التهدئة، مقابل تحركات احترازية لرفع مستوى الجاهزية في عدد من العواصم الخليجية. وتتقاطع هذه المواقف عند هدف مشترك، الحؤول دون انزلاق المنطقة نحو مواجهة واسعة النطاق قد تفضي إلى فوضى أمنية غير مسبوقة.
وأصبحت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية عدة في حال تأهب قصوى اليوم الأحد، مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة الصراع بعد الضربات الأميركية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن القوات الأميركية "دمرت" المواقع النووية الإيرانية الرئيسة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات في الساعات الأولى من صباح اليوم، محذراً طهران من مزيد من الهجمات "الأشد تدميراً" إذا لم تدخل في عملية سلام.
وكانت طهران هددت في وقت سابق باستهداف الأصول الأميركية في المنطقة، بما فيها القواعد العسكرية، في حال تعرضها لهجوم مباشر.
السعودية بين الإدانة والاحتواء
أعلنت الرياض موقفها الرسمي سريعاً، إذ عبرت وزارة الخارجية عبر بيان عن "إدانة واستنكار" المملكة لانتهاك سيادة إيران، محذرة من انعكاسات الضربة على أمن الإقليم واستقراره. وجاء في البيان، "تتابع المملكة بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وتؤكد أهمية التوصل إلى حل سياسي يضع حداً للأزمة ويفتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن في المنطقة".
بالتوازي، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية بياناً أكدت خلاله أن "شبكة الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر" لم تسجل أية مؤشرات على تسرب إشعاعي في أجواء المملكة أو في دول الخليج، عقب الضربات الأميركية على منشآت نووية تحت الأرض.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، رفعت مستوى تأهبها الأمني تحسباً لأية تطورات لاحقة.
خطة كويتية لمواجهة التصعيد
وفي الكويت، أعلنت وزارة المالية تفعيل "خطة طوارئ متكاملة" لضمان استمرارية العمليات الحيوية في مؤسسات الدولة، شملت تجهيز الملاجئ في مجمع الوزارات لاستيعاب ما يصل إلى 900 شخص، وتصنيفها بدرجة "سي 4" (C4)، إضافة إلى تأمين مخازن لوجستية للطوارئ.
كما فعّلت الوزارة الأنظمة المالية الرقمية إلى جانب تفعيل خيار العمل عن بعد ضمن بيئة إلكترونية مؤمنة، وتزامن ذلك مع اجتماعات مكثفة بين وزارة المالية والدفاع المدني بهدف رفع مستوى التنسيق وتعزيز الجاهزية العامة تحسباً لأية تداعيات إقليمية.
من جهته أعلن مجلس الدفاع الكويتي استمرار انعقاده في ظل التصعيد الإقليمي.
البحرين تبعد موظفيها من التصعيد
بدورها فعّلت البحرين نظام العمل عن بعد في مؤسسات الدولة بنسبة 70 في المئة كإجراء وقائي، مع استثناء الجهات التي تتطلب طبيعة عملها الحضور المباشر.
وأكد جهاز الخدمة المدنية أن القرار يضمن استمرار تقديم الخدمات العامة بأعلى معايير السلامة.
جاء ذلك عقب ساعات من إعلان ترمب تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تفتح الباب أمام رد إيراني مباشر أو عبر الحلفاء الإقليميين.
وأعربت البحرين ضمن بيان رسمي عن "قلقها البالغ" من تطورات الأوضاع في المنطقة عقب الضربات، مؤكدة أهمية ضبط النفس وتغليب الحوار السياسي وداعية إلى وقف فوري للتصعيد واستئناف المسار التفاوضي للحفاظ على الأمن والاستقرار.
من جانبها دعت وزارة الداخلية البحرينية المواطنين والمقيمين إلى عدم إشغال الطرق الرئيسة إلا للضرورة، حفاظاً على سلامة الجميع وإفساحاً للمجال أمام تحركات الفرق الأمنية.
وأوضح جهاز الخدمة المدنية أن القرار يشمل معظم الجهات الحكومية، وتُستثنى منه القطاعات التي تفرض طبيعتها الحضور الشخصي، أو تلك التي لديها إجراءات خاصة في حالات الطوارئ، ويستمر تطبيقه حتى إشعار آخر.
وكانت السلطات البحرينية فعّلت قبل أيام الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ، وشرعت في اختبار صفارات الإنذار. كما أقامت 33 مركز إيواء في أنحاء البلاد.
وتعد البحرين مقراً للأسطول الخامس الأميركي وتستضيف قواعد عسكرية أميركية إلى جانب السعودية والكويت وقطر والإمارات.
الخليج يحذر من الانفجار الكبير
وعلى المستوى الخليجي المشترك، حذر الأمين العام لمجلس التعاون جاسم محمد البديوي من أن استهداف منشآت نووية في إيران يشكل "تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة"، مشيراً إلى أن التصعيد الراهن قد يؤدي إلى نتائج لا يمكن احتواؤها.
ودعا البديوي إلى التمسك بالمسار السياسي وتفعيل القنوات الدبلوماسية، مؤكداً على مخرجات الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عُقد في الرياض أخيراً والذي طالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب لغة الحوار على منطق القوة".
الخليج يراقب الإشعاع... ولا قلق حتى الآن
وفي خطوة لطمأنة الرأي العام، أكدت الأمانة العامة لمجلس التعاون أن "مركز إدارة الطوارئ" التابع لها يواصل مراقبة المؤشرات الإشعاعية في دول المجلس بصورة دقيقة، بالتنسيق مع الجهات الوطنية المختصة.
وأوضح المركز أن القراءات البيئية الحالية "لا تشير إلى مستويات إشعاعية مقلقة" وأن البيانات المتوافرة حتى الآن تقع ضمن النطاق الآمن.
وشددت الأمانة على استمرار المراقبة اليومية والتنسيق مع الجهات المعنية، استعداداً لأية تطورات مفاجئة قد تطرأ على الوضع الإشعاعي.
سياق إقليمي محفوف بالأخطار
ويأتي هذا التصعيد في وقت إقليمي معقد، إذ لم تعُد المواجهة محصورة في التوتر الأميركي – الإيراني، بل تشابكت مع نزاع نشط بين إيران وإسرائيل، يتخذ طابع الهجمات المتبادلة داخل العمق وعلى الحدود.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم تفاوت أدوات الاستجابة الخليجية، فإن المواقف الرسمية تتوحد عند نقطة أساسية، الدعوة إلى التهدئة وتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة والتركيز على حماية الاستقرار الإقليمي.
وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حسن الحسن إن "التدخل الأميركي المباشر يعد نقطة تحول خطرة، وقد يجرّ دول الخليج، ولا سيما البحرين والكويت وقطر التي تستضيف منشآت أميركية، إلى قلب المواجهة".
وأضاف أن خطر اندلاع نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران بات واقعاً ملموساً، مع ما يحمله من احتمال لانفجار إقليمي واسع النطاق يصعب احتواؤه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الحوثي يتعهد "جبهة إسناد" دعما لإيران
تعهدت جماعة الحوثي اليوم الأحد مواصلة إسناد النظام الإيراني، في مواجهة الضربات الإسرائيلية التي يتلقاها ضد منشآته العسكرية والنووية، وسط توعد بشن عمليات عسكرية ضد السفن الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر ومخاوف شعبية من تعرض اليمن للقصف والدخول في حروب لا شأن له بها. واليوم الأحد جددت الجماعة الحوثية تعهدها معاودة عملياتها العسكرية في المياه الدولية ضد القطع البحرية الأميركية في مسعى يهدف، وفقاً لمراقبين، إلى تخفيف الضغط عن إيران التي تقدم دعماً للجماعة. وقالت "حكومة التغيير والبناء" التابعة للحوثيين ومقرها صنعاء، في بيان إن "عدوان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الطائش على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، إعلان حرب سافر على الشعب الإيراني الشقيق"، مؤكدة التزام "إعلان القوات المسلحة استعدادها لاستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر". وجاء البيان عقب ساعات من إعلان ترمب نجاح الجيش الأميركي فجر اليوم في تنفيذ هجوم استهدف ثلاثة مواقع نووية في إيران من بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض، وشملت العملية، وفق ما أعلنه ترمب، مواقع فوردو ونطنز وأصفهان حيث تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيس في فوردو. قفاز لسحب الضغط وفي محاولة للإسهام في ثني الإدارة الأميركية عن عزمها قصف المفاعلات النووية الإيرانية، استبق الحوثيون هجوم طائرات B2 الأميركية بإطلاق تهديدات شديدة اللهجة على لسان ناطقها العسكري يحيى سريع بأن الجماعة ستهاجم مصالح الولايات المتحدة في البحر الأحمر في حال استهدفت واشنطن إيران. وقال المتحدث الحوثي إن الجماعة تؤكد "الموقف المبدئي والثابت في المعركة مع العدو الإسرائيلي المعتدي على إيران". اليمنيون عدّوا هذا الخطاب تأكيداً عملياً جديداً للارتباط بين الحوثي وداعميه في طهران بما يعرض مصالح اليمن وأبنائه للتدمير مقابل إثبات الولاء لنظام طهران. وقال الباحث الكاتب السياسي عادل الأحمدي إن إيران تسعى إلى استخدام الحوثي في هذه اللحظات الحرجة لتخفيف الضغط عنها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويرى الأحمدي أن "مثل هذا التلويح الحوثي تأكيد صارخ وجديد أن الحوثي لم يكن سوى قفاز بيد النظام الإيراني وكثيراً ما أنكر العالم أو تساءل عن دلائل إثبات ارتباط الحوثي بإيران ثم بعد ذلك وصل لهذه النتيجة، إلى الحد الذي صار فيه الحوثيون مع إيران محوراً واحداً وسقط الحديث عن غزة ونصرة غزة". وفي السادس من مايو (أيار) الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "استسلام" الحوثيين عقب عمليات جوية شنتها البحرية الأميركية استهدفتهم في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن استمرت أسابيع ألحقت بعض الأضرار في قوام الجماعة المدعومة من إيران على مستوى القدرات العسكرية في الأقل في حين تضاربت الأنباء عن مدى دقة قتلى عناصرها القيادية أو العسكرية. اليمن ساحة اختبار لإيران في الفترة المقبلة لا يتوقع الأحمدي أن يصبح "التدخل الحوثي المنقذ لإيران كما كان قبله"، ذلك لأن "التوجه الإسرائيلي والأميركي اليوم واضح وحاسم ولا يقبل التراجع في سبيل القضاء على التهديدات الإيرانية حيثما كانت، ولا أظن الحوثي سيكون أفضل حالاً من قادته في طهران الذين وصلتهم النيران في أسرة نومهم". ويكشف الأحمدي وهو المقرب من دوائر القرار في الحكومة الشرعية التي تتخذ من عدن مقراً لها عن "معلومات تشير إلى أن العمليات الحوثية التي جرت على مدى الفترة الماضية سواء الصاروخية أو المسيرات باتجاه إسرائيل هدفها قياس واختبار قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي كعمليات تسبق العمليات المماثلة التي تشنها إيران وتعريض اليمن للتدمير في سبيل تلك الغاية"، ويتطرق إلى "الخشية من تعريض البلاد لمزيد من عمليات الدمار والقتل التي لا علاقة ولا مصلحة له بها". ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، عطل الحوثيون حركة التجارة عقب شنهم مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن التجارة المارة في البحر الأحمر بزعم استهداف الحركة البحرية المرتبطة بإسرائيل تضامناً مع غزة. ومنذ 10 أيام تعيش المنطقة على وقع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران، اندلعت عقب هجوم إسرائيلي واسع في الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري استهدف منشآت نووية وعسكرية داخل إيران. وردت طهران بهجمات صاروخية على مدن إسرائيلية مع تصاعد حدة المواجهات وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة النزاع إلى دول أخرى في المنطقة.


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
لماذا تُثير الهيمنة التكنولوجية الأمريكية قلق أوروبا؟
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير موسع، عن تنامي القلق الأوروبي من الهيمنة التكنولوجية الأميركية، بعد حادثة أقدمت فيها شركة مايكروسوفت على تعليق حساب بريد إلكتروني تابع للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، تنفيذًا لأمر تنفيذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل حول التداعيات السياسية والتقنية لهذه الخطوة، التي اعتبرها كثيرون في أوروبا دليلًا صارخًا على هشاشة السيادة الرقمية للقارة في مواجهة النفوذ الأميركي المتصاعد. في فبراير الماضي، وبعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، أصدر ترمب أمرًا يعاقب خان ويمنع الشركات الأميركية من التعامل معه. وسرعان ما امتثلت مايكروسوفت للأمر، وأوقفت حساب بريد خان الإلكتروني المستخدم في المحكمة، ما أدى فعليًا إلى فصله عن زملائه، رغم أن المحكمة تتخذ من لاهاي مقرًا لها، وتعمل بوصفها مؤسسة قضائية مستقلة في قضايا حقوق الإنسان والجرائم الدولية. هذه الخطوة، التي أكّدتها تقارير صحفية مثل أسوشيتد برس، شكّلت صدمة لصنّاع القرار الأوروبيين، ووصفت بأنها جرس إنذار لمدى هشاشة السيادة الرقمية الأوروبية في مواجهة النفوذ الأميركي. وقال النائب الأوروبي الهولندي وعضو لجنة الأمن السيبراني في البرلمان الأوروبي بارت خروتهاوس: 'ما حدث مع المحكمة ليس خيالًا سياسيًا، بل واقع ملموس'، مؤكدًا أن أوروبا باتت بحاجة ملحّة لتأمين استقلالها الرقمي. خطر يتجاوز بريدًا إلكترونيًا تعاملت مايكروسوفت مع الموقف بالتنسيق مع المحكمة الجنائية الدولية، وبررت قرارها بإجراءات قانونية، وأشارت إلى أن خدماتها الأخرى للمحكمة – مثل برامج التحليل الجنائي والحماية السيبرانية – استمرت دون انقطاع. لكنها أكدت لاحقًا إدخال تعديلات على سياساتها الداخلية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا. ومع ذلك، فإن الامتثال السريع للشركة الأميركية عزّز المخاوف من أن المؤسسات الأميركية قد تكون أدوات ضغط سياسي بيد واشنطن، حتى ضد حلفائها الأوروبيين. ولم تمضِ سوى أسابيع حتى عاقبت إدارة ترمب أربعة قضاة آخرين في المحكمة، لكن مايكروسوفت لم توقف حساباتهم، في ما بدا محاولة لامتصاص الغضب الأوروبي. القلق لم يقتصر على المحكمة، بل امتد إلى الحكومات الأوروبية بأسرها. فشركات مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت تسيطر على أكثر من 70% من سوق الحوسبة السحابية في أوروبا، ما يجعلها عصبًا حيويًا لتخزين البيانات وتشغيل الخدمات الأساسية. هذا الاعتماد البنيوي دفع بعض الهيئات إلى التوجه نحو مزوّدي خدمات محليين مثل Proton السويسرية، وIntermax الهولندية، وExoscale السويسرية. خطط طارئة في العواصم الأوروبية في هولندا، أعلنت وزارة الداخلية أنها تضع السيادة الرقمية على رأس أولوياتها، فيما تختبر الدنمارك بدائل لحزمة برامج أوفيس من مايكروسوفت. أما ولاية شليسفيغ-هولشتاين الألمانية فباشرت خطوات عملية لتقليص اعتمادها على العملاق الأميركي. ومن جهتها، خصصت مؤسسات الاتحاد الأوروبي مليارات اليوروهات لإنشاء مراكز بيانات وبنى تحتية مستقلة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. كما تجري مناقشات في البرلمان الأوروبي حول تشريعات تُلزم الحكومات بشراء خدمات تقنية من شركات مقرّها داخل الاتحاد الأوروبي. وقال كاسبر كلينغ، الدبلوماسي الدنماركي السابق والمدير التنفيذي في إحدى شركات الأمن السيبراني، إن ما حدث مع مايكروسوفت شكّل 'الدليل القاطع الذي كان ينتظره كثير من الأوروبيين'، وأضاف: 'إذا قررت الإدارة الأميركية استهداف منظمة أو دولة أو فرد، فإن الشركات الأميركية تُجبر على الانصياع – وهذا أمر له تبعات خطيرة'. تحول في المزاج الأوروبي الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا حاول احتواء الأزمة، فزار هولندا هذا الأسبوع وأعلن عن 'حلول سيادية' جديدة لتأمين بيانات المؤسسات الأوروبية وتوفير حماية قانونية وتقنية في 'زمن تقلبات جيوسياسية'. لكن الخطوة قوبلت بتحفظ واسع، إذ يرى مسؤولون أوروبيون أن الحديث عن السيادة الرقمية لم يعد ترفًا فكريًا، بل ضرورة استراتيجية. وقالت ألكسندرا غيس، عضوة البرلمان الأوروبي: 'إذا لم نبنِ قدراتنا الرقمية داخل أوروبا، فلن نتمكن من اتخاذ قرارات سياسية مستقلة بعد الآن.' رغم أن الأوروبيين بدأوا في تقليص اعتمادهم على شركات التكنولوجيا الأميركية منذ تسريبات إدوارد سنودن في 2013 التي كشفت عن مراقبة أميركية واسعة النطاق، إلا أن البدائل الفعالة لا تزال محدودة. ولذلك، تمثل الحادثة الأخيرة مع المحكمة الجنائية الدولية لحظة فاصلة لإعادة التفكير في العلاقة الرقمية بين أوروبا والولايات المتحدة.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
أضرار موقع "فوردو" النووي كما سجلتها الأقمار الاصطناعية
أظهرت الأقمار الاصطناعية أن الجبال في موقع "فوردو" النووي تحت الأرض تضررت من الضربات الأميركية، بحسب الصور التي حللتها وكالة "أسوشييتد برس". وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إنه جرى تقليص عدد العاملين في موقع "فوردو" إلى الحد الأدنى بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الأميركية دمرت بصورة تامة وكاملة ثلاث منشآت نووية هي "فوردو" و"أصفهان" و"نطنز". وأعلنت السلطات الإيرانية أنه لم تسجَل أية علامات على تلوث بعد الضربات، وأنه "لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المنشآت" الواقعة في وسط إيران. وأكد ترمب أن منشآت التخصيب النووي في طهران "دمرت بالكامل"، بعد سلسلة ضربات أميركية غير مسبوقة اليوم الأحد، اعتبرتها طهران "تجاوزاً للخط الأحمر" من قبل واشنطن وحليفتها إسرائيل التي تواصل استهداف أراضي إيران منذ اندلاع الحرب بينهما قبل 10 أيام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبعد أيام من الغموض حول إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري، شنت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسة لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي "نطنز" و"فوردو" و"أصفهان". ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات أسفرت عن وقوع إصابات، وتوعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة "تندم" على هجماتها.