logo
أزمة طيران عالمية بسبب التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران

أزمة طيران عالمية بسبب التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران

الشرق الأوسطمنذ 12 ساعات

في تطور خطير له تداعيات مباشرة على قطاع الطيران العالمي، اضطربت حركة الملاحة الجوية بشكل واسع صباح الجمعة عقب شن إسرائيل هجمات عسكرية على أهداف في إيران. ومع اتساع رقعة التصعيد، اضطرت شركات طيران عدّة إلى تعليق رحلاتها وتحويل مساراتها، في حين أغلقت دول عدة مجالاتها الجوية؛ تحسباً لأي تطورات أمنية مفاجئة.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط إغلاقاً واسعاً لعدد من المجالات الجوية الحيوية بعد بدء الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية في إيران. وقد أدى ذلك إلى شلل مؤقت في حركة الطيران، خاصة في أجواء، إسرائيل، وإيران، والعراق، والأردن وسوريا. وأفادت بيانات موقع «فلايت رادار 24» بأن كثيراً من شركات الطيران سارعت إلى تحويل رحلاتها بعيداً عن مناطق النزاع؛ حفاظاً على سلامة الركاب وأطقم الطيران.
وأغلقت إسرائيل مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، ووضعت منظومات الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى؛ ترقباً لأي ضربات انتقامية إيرانية محتملة. وبدورها، أعلنت السلطات الإيرانية تعليق الرحلات من مطار الخميني الدولي في طهران مع إغلاق المجال الجوي الإيراني مؤقتاً. كما أغلقت كل من العراق والأردن المجال الجوي؛ ما أثر على أحد أكثر ممرات الطيران ازدحاماً في العالم، الذي يربط أوروبا بالخليج وآسيا.
وأعلنت «طيران الإمارات» تعليق جميع رحلاتها إلى العراق، والأردن، ولبنان وإيران، كما نشرت على موقعها الإلكتروني قائمة بالرحلات الملغاة. وأكدت سلطات دبي تسجيل تأخير أو إلغاء بعض الرحلات في مطاري دبي الدولي ودبي وورلد سنترال نتيجة الإغلاق الجزئي للأجواء.
أما «الاتحاد للطيران» الإماراتية فقد علّقت رحلاتها كافة بين أبوظبي وتل أبيب، بينما أعلنت «فلاي دبي» تعليق رحلاتها إلى عمان، وبيروت ودمشق إضافة إلى إيران وإسرائيل، وأعادت جدولة كثير من الرحلات الأخرى.
من جانبها، علّقت «الخطوط الجوية القطرية» رحلاتها إلى إيران والعراق بشكل مؤقت، بينما حذرت الإدارة العامة للطيران المدني في الكويت من تحويل وإلغاء بعض الرحلات في مطار الكويت الدولي نتيجة الإغلاق الجزئي للأجواء المجاورة.
أما «طيران الخليج» البحرينية فقد نبّهت إلى احتمال تأجيل أو إلغاء بعض الرحلات، في حين ألغت «الخطوط الجوية السورية» جميع رحلاتها من وإلى الإمارات والسعودية مؤقتاً.
على صعيد الشركات العالمية، أعلنت «لوفتهانزا» الألمانية تعليق رحلاتها إلى طهران وتل أبيب حتى نهاية يوليو (تموز)، وإلغاء رحلاتها إلى عمان وبيروت وأربيل حتى 20 يونيو (حزيران) الحالي، مع تجنب التحليق فوق المجال الجوي للدول المتأثرة. وشمل القرار أيضاً شركات: «سويس إير»، و«أوستريان إيرلاينز»، و«يورو وينغز»، و«بروسلز»، و«إيتا إيرويز» و«لوفتهانزا كارغو».
ومن جانبها، حولت «الخطوط الجوية الهندية» مسارات رحلاتها المتجهة إلى أوروبا وأميركا الشمالية، كما أعلنت «إيروفلوت» الروسية و«إيجيان إيرلاينز» اليونانية و«إيه جيت التركية» التركية تعليق أو إعادة جدولة كثير من رحلاتها المتجهة إلى المنطقة. كذلك، أعلنت شركة «بيغاسوس» التركية تعليق رحلاتها إلى إيران، والعراق والأردن.
كما ألغت «كيه إل إم» الهولندية جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى مطلع يوليو، وأعلنت شركات الطيران الإسرائيلية «العال»، و«يسرائير»، و«أركيع» نقل طائراتها إلى مطارات خارج إسرائيل في إطار خطط طوارئ معدة مسبقاً، حيث تم نقل بعضها إلى قبرص وأوروبا.
وفي تطور إقليمي إضافي، حولت مطارات قبرص 32 رحلة قادمة من الشرق الأوسط إلى مطاري لارنكا وبافوس، إجراءً احترازياً تحسباً لتدهور الأوضاع الأمنية.
وتؤكد هذه الأحداث حجم المخاطر الجيوسياسية التي تهدد صناعة الطيران العالمية، حيث أصبحت مناطق النزاع عبئاً متزايداً على عمليات شركات الطيران وربحيتها، بحسب تحليلات «أوزبري فلايت سوليوشنز». ويؤدي إغلاق مساحات جوية واسعة إلى زيادة تكاليف التشغيل مع لجوء شركات الطيران إلى اتخاذ مسارات أطول عبر وسط آسيا أو شبه الجزيرة العربية؛ الأمر الذي يرفع من استهلاك الوقود وأوقات الرحلات ويؤثر على جداول الرحلات والالتزامات اللوجيستية.
وبحسب بيانات «يوروكنترول»، يمر يومياً نحو 1400 رحلة عبر أجواء الشرق الأوسط بين أوروبا وآسيا والخليج؛ ما يوضح حجم التأثير المباشر لأي إغلاق مفاجئ في المنطقة.
وسط هذه الفوضى الجوية، أصدرت جهات تنظيمية عدّة تحذيرات عاجلة لشركات الطيران بتوخي «أقصى درجات الحذر» في المنطقة، وفقاً لما أورده موقع «سيف إير سبيس» المختص بمخاطر الطيران. كما دعت مطارات مثل مطار زايد الدولي في أبوظبي ومطارات دبي المسافرين إلى متابعة تحديثات شركات الطيران بشكل مستمر؛ نظراً لاحتمال حدوث تغييرات طارئة في مواعيد الرحلات.
وبحسب المحللون، وفي ظل التصعيد المتسارع، تبقى المخاوف قائمة من أن تتحول هذه الأزمة إلى صراع أوسع قد يمتد أثره إلى قطاعات النقل والتجارة والاقتصاد العالمي بشكل أعمق. وتبقى الشركات والسلطات المعنية في حالة استنفار قصوى، وسط ترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات قد تعيد رسم خريطة الملاحة الجوية في المنطقة والعالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

صحيفة سبق

timeمنذ 40 دقائق

  • صحيفة سبق

سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، اليوم، بفخامة الدكتور مسعود بزشکيان، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد أعرب سمو ولي العهد في بداية الاتصال عن تعازيه ومواساته لفخامته، وللشعب الإيراني الشقيق، ولأسر المتوفين الذين سقطوا نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سائلًا المولى سبحانه أن يتغمدهم برحمته، وأن يمن على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل. كما جدد سموه – حفظه الله – إدانة المملكة واستنكارها لهذه الاعتداءات التي تمس سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمنها، كما تمثل انتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية. وأكد سمو ولي العهد أن هذه الاعتداءات أدت إلى تعطيل الحوار القائم لحل الأزمة، وعرقلة الجهود الرامية لخفض التصعيد والتوصل لحلول دبلوماسية، مؤكدًا رفض المملكة لاستخدام القوة لتسوية النزاعات، وضرورة اعتماد الحوار كأساس لتسوية الخلافات. من جهته، شكر الرئيس الإيراني سمو ولي العهد على مشاعره النبيلة تجاه إيران والشعب الإيراني، مقدّرًا للمملكة موقفها في رفض وإدانة العدوان الإسرائيلي، كما قدّم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين لتوفير احتياجات الحجاج الإيرانيين وتسهيل الخدمات لهم لحين عودتهم إلى بلادهم.

ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أرقام

timeمنذ 40 دقائق

  • أرقام

ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، اليوم، بفخامة الدكتور مسعود بزشکيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد أعرب سمو ولي العهد في بداية الاتصال عن تعازيه ومواساته لفخامته وللشعب الإيراني الشقيق ولأسر المتوفين الذين سقطوا نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سائلًا المولى سبحانه أن يتغمدهم برحمته وأن يمن على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل. كما جدد سموه -حفظه الله- إدانة المملكة واستنكارها لهذه الاعتداءات التي تمس سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمنها كما تمثل انتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية. كما أكد سمو ولي العهد أن هذه الاعتداءات أدت إلى تعطيل الحوار القائم لحل الأزمة وعرقلة الجهود الرامية لخفض التصعيد والتوصل لحلول دبلوماسية، مؤكدًا رفض المملكة لاستخدام القوة لتسوية النزاعات وضرورة اعتماد الحوار كأساس لتسوية الخلافات. من جهته شكر فخامة الرئيس الإيراني سمو ولي العهد على مشاعره النبيلة تجاه إيران والشعب الإيراني مقدرًا للمملكة موقفها في رفض وإدانة العدوان الإسرائيلي، كما قدم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين لتوفير احتياجات الحجاج الإيرانيين وتسهيل الخدمات لهم لحين عودتهم إلى بلادهم.

حمّلت بغداد واشنطن مسؤولية حماية أجوائها من ما وصفتها بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، وذلك من خلال رسالة "رسمية شديدة" اللهجة
حمّلت بغداد واشنطن مسؤولية حماية أجوائها من ما وصفتها بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، وذلك من خلال رسالة "رسمية شديدة" اللهجة

العربية

timeمنذ 43 دقائق

  • العربية

حمّلت بغداد واشنطن مسؤولية حماية أجوائها من ما وصفتها بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، وذلك من خلال رسالة "رسمية شديدة" اللهجة

دعا العراق الولايات المتحدة إلى منع الطائرات الإسرائيلية من استخدام الأجواء العراقية لشن هجمات على إيران، مستنداً إلى الاتفاقات الثنائية والقانون الدولي. وقال المتحدث العسكري صباح النعمان في بيان السبت: "الحكومة العراقية تطالب الولايات المتحدة بتحمل مسؤوليتها وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين البلدين، والأعراف والمواثيق الدولية، بما يؤدي إلى منع طائرات (إسرائيل).. من تكرار اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات". وقد حمّل العراق الولايات المتحدة مسؤولية حماية أجوائه من ما وصفتها بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، وذلك من خلال رسالة "رسمية شديدة" اللهجة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر حكومي مسؤول لم تسمه. وقال المصدر، إن "العراق طالب الولايات المتحدة الأميركية في رسالة رسمية شديدة، باتخاذ دورها بعدم السماح للطائرات (الإسرائيلية).. بخرق الأجواء العراقية، استناداً إلى الاتفاقية الإطارية المشتركة". وفي 2008 أبرمت الولايات المتحدة والعراق "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" التي مهدت لخروج القوات الأميركية بشكل كامل أواخر 2011 وتنظم الاتفاقية العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وأكدت الرسالة، على "أهمية احترام سيادة العراق وسلامة مجاله الجوي"، وفق ذات المصدر. وشددت على أن "الولايات المتحدة، بصفتها الدولة التي تتولى قيادة التحالف الدولي لمحاربة (تنظيم) داعش، مطالبة بتحمّل مسؤولياتها، ومنع أي انتهاكات تمس سيادة العراق على أجوائه أو تعريضه للخطر". ولم يحدد المصدر الجهة الرسمية في العراق التي أرسلت الرسالة، والطرف الأميركي الذي استلمها. غير أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التقى، الجمعة، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى بغداد ستيفن فاجن، وقائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش الجنرال كيفن ليهي، وأعرب لهما عن رفض بلاده "القاطع" لاستخدام أراضيها وأجوائها في تنفيذ أي قصف ضد أي دولة مجاورة، وفق بيان لمكتبه. وفي نفس اليوم، تقدمت وزارة الخارجية العراقية بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي أدانت فيها اختراق إسرائيل لمجالها الجوي في تنفيذ "اعتداءات عسكرية في المنطقة". في سياق متصل، أجرت بغداد اتصالات مع كلّ من طهران وواشنطن للنأي بنفسها عن النزاع العسكري الدائر بين إيران وإسرائيل، حسبما قال مسؤولان رفيعان السبت لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال مسؤول عراقي أمني كبير لوكالة الأنباء الفرنسية طالباً عدم كشف هويته إن بغداد طلبت من طهران تجنّب استهداف المصالح الأميركية في أراضيه، موضحاً: "تم الطلب ووعدنا الإيرانيون خيراً". وأضاف "إيران متفهمة للطلب العراقي". من جهته، قال مسؤول حكومي طلب عدم كشف هويته، إن بغداد "طلبت رسمياً من الولايات المتحدة عدم السماح للطائرات الإسرائيلية بخرق الأجواء العراقية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store