logo
من ألزهايمر إلى السرطان، شمع أذنك يكشف عن صحتك

من ألزهايمر إلى السرطان، شمع أذنك يكشف عن صحتك

الوسط٢٩-٠٤-٢٠٢٥

Emmanuel Lafont/ BBC
من ألزهايمر إلى السرطان، قد يحتوي شمع الأذن على مؤشرات قيّمة لصحة الإنسان، وهو ما دفع العلماء إلى تحليل تركيبه الكيميائي، أملاً في إيجاد طرق جديدة لتشخيص الأمراض.
هذه المادة اللزجة التي يتباين لونها بين الأصفر والبني، ربما تكون آخر ما ترغب في الحديث عنه خلال حوار لطيف. ومع ذلك، فإن شمع الأذن يحظى باهتمام متزايد بين العلماء الذين يرغبون في استخدامه للكشف عن معلومات أكثر حول إصابة صاحبه بأمراض القلب والسرطان واضطرابات التمثيل الغذائي كداء السكري من النوع الثاني.
والاسم الصحيح لهذه المادة اللزجة هو الصِّملاخ، وهو مزيج من إفرازات نوعين من الغدد التي تبطّن قناة الأذن الخارجية: الغدد الصِملاخية والغدد الدهنية.
والمادة اللزجة الناتجة، تختلط بالشعر وقشور الجلد الميت وبقايا الجسم الأخرى، إلى أن تصل إلى القوام الشمعي الذي نعرفه جميعاً ونبذل قصارى جهدنا للتخلص منه.
بمجرد أن تتكون تلك المادة في قناة الأذن، تنتقل عن طريق نظام يشبه "حزام السير المتحرك" كما يحدث داخل المصانع، حيث تتشبث المادة بخلايا الجلد أثناء انتقالها من داخل الأذن إلى الخارج، وهو أمر يحدث بسرعة تبلغ حوالي عشرين جزءاً من المليمتر كل يوم.
Emmanuel Lafont/ BBC
بمجرد أن تتكون تلك المادة في قناة الأذن، تنتقل عن طريق نظام يشبه "حزام السير المتحرك" كما يحدث داخل المصانع
لا يزال الغرض الأساسي من شمع الأذن محل جدل، لكن وظيفته على الأرجح هي الحفاظ على نظافة قناة الأذن وترطيبها.
ومع ذلك، فإن شمع الأذن يُعد أيضاً بمثابة مصيَدة فعالة، تمنع البكتيريا والفطريات وغيرها من الكائنات غير المرغوب فيها كالحشرات، من دخول إلى جسدنا.
يبدو شمع الأذن مقززاً، ربما لمظهره غير المستساغ، ما دفع الباحثين إلى تجاهله إلى حد ما عند دراسة إفرازات الجسم الأخرى.
لكن بدأ هذا الأمر يتغير مؤخراً، وذلك بفضل سلسلة من الاكتشافات العلمية، التي كان أولها أن شمع أذن الإنسان يمكن أن ينقل كماً هائلاً من المعلومات عنه، سواء كانت تلك المعلومات بسيطة أو من الأهمية بمكان.
على سبيل المثال، شمع الأذن لدى الغالبية العظمى من الناس من أصل أوروبي أو أفريقي، شمع لزج أصفر أو برتقالي اللون.
أما سكان شرق آسيا لديهم شمع أذن جاف غير لزج، رمادي اللون.
ويُطلق على الجين المسؤول عن إنتاج شمع الأذن الرطب أو الجاف اسم ABCC11، وهو المسؤول أيضاً عن رائحة الإبطين.
ويمتلك حوالي 2 في المئة ممن ينتمون إلى فئة شمع الأذن الجاف، نسخة من هذا الجين، ما يعني أن إبطهم خالٍ من الرائحة.
ومع ذلك، ربما تكون أهم الاكتشافات المتعلقة بشمع الأذن مرتبطة بما يمكن أن تكشفه تلك المادة اللزجة في آذاننا عن حالتنا الصحية.
أدلة مهمة
في عام 1971، توصل نيكولاس إل. بيتراكيس، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، إلى أن النساء القوقازيات والألمانيات والأفريقيات-الأمريكيات في الولايات المتحدة الأمريكية، من ذوات "شمع الأذن الرطب"، لديهن احتمال أعلى للوفاة بسرطان الثدي بنحو أربعة أضعاف اليابانيات والتايوانيات من ذوات "شمع الأذن الجاف".
وفي الآونة الأخيرة، وتحديداً في عام 2010، أخذ باحثون من معهد طوكيو للتكنولوجيا عينات دم من 270 مريضة مصابة بسرطان الثدي، و273 متطوعة غير مصابة، للمقارنة بينهما.
ووجد الباحثون أن اليابانيات المصابات بسرطان الثدي أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 77 في المئة لامتلاك جين شمع الأذن الرطب مقارنةً بالمتطوعات اللائي لا يعانين من المرض.
ومع ذلك، لا تزال هذه النتيجة مثيرة للجدل، كما لم تتوصل دراسات واسعة النطاق في ألمانيا وأستراليا وإيطاليا إلى وجود أي فرق في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين ذوات شمع الأذن الرطب والجاف، على الرغم من أن عدد ذوات شمع الأذن الجاف في هذه البلدان قليل للغاية.
والأمر الأوضح هنا كدليل، هو الصلة بين بعض الأمراض الجهازية والمواد الموجودة في شمع الأذن.
لنأخذ على سبيل المثال داء البول القَيْقبي، وهو اضطراب وراثي نادر يمنع الجسم من التخلص من بعض الأحماض الأمينية الموجودة في أطعمة كاللحوم، ويؤدي إلى تراكم المواد الضارة في الدم والبول، ما يُعطي البول رائحة شراب القيقب (ومن هنا جاءت تسمية الداء).
Emmanuel Lafont/ BBC
يأمل العلماء أن تؤدي الأدلة الموجودة في شمع الأذن إلى إيجاد علاجات لمرض منيير
إن المكوّن المسؤول عن رائحة البول التي تشبه القيقب من المصابين بالبول القَيْقبي هو السوتولون، ويمكن العثور عليه في شمع أذن المصابين بهذه الحالة.
هذا يعني أنه يمكن تشخيص الحالة بمجرد مسح أذن المُصاب، وهي عملية أبسط وأرخص بكثير من إجراء فحص جيني مع أن هذا الفحص قد لا يكون ضرورياً.
وتقول رابي آن موسى، الكيميائية البيئية في جامعة ولاية لويزيانا: "إن رائحة شمع الأذن [في هذه الحالة] تشبه رائحة شراب القيقب، لذا، ففي غضون 12 ساعة من ولادة الطفل، عندما تشم هذه الرائحة المميزة الجميلة، فهذا يعني أن لديه خللاً فطرياً في عملية الأيض".
كما يمكن أحياناً اكتشاف إصابتك بكوفيد-19 من خلال شمع الأذن، ويمكن لشمع أذن المرء أن يخبرك أيضاً إن كان مصاباً بداء السكري من النوع الأول أو الثاني.
وقد أشارت الأبحاث المبكرة إلى أنه يمكنك معرفة إصابة المرء بنوع معين من أمراض القلب، من خلال شمع أذنه، مع أنه لا يزال من الأسهل تشخيص هذه الحالة من خلال فحوصات الدم.
هناك أيضاً مرض (مِنيير)، وهو مرض يصيب الأذن الداخلية ويُسبب الدوار وفقدان السمع. تقول عنه رابي آن موسى: "قد تكون أعراضه مُنهكة للغاية، كالغثيان الشديد والدوار. ويُغدو من المستحيل قيادة السيارة أو الذهاب إلى أي مكان برفقة شخص آخر. ويُصاب المريض في النهاية بفقدان كامل للسمع بالأذن المصابة".
وقد قادت موسى مؤخراً فريقاً اكتشف أن شمع أذن مرضى (منيير) يحتوي على مستويات أقل من ثلاثة أحماض دهنية، مقارنةً بالمجموعة غير المصابة.
وهذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على مؤشر حيوي لهذه الحالة، والتي عادةً ما تُشخص باستبعاد أي مرض آخر، وهي عملية قد تستغرق سنوات.
ويبعث هذا الاكتشاف الأمل في أن يتمكن الأطباء من استخدام شمع الأذن في تشخيص هذه الحالة بشكل أسرع في المستقبل.
وتعلق موسى قائلة: "ينصب اهتمامنا بشمع الأذن كباحثين في مجال الأمراض، على تلك الأمراض التي يصعب تشخيصها باستخدام السوائل البيولوجية التقليدية كالدم والبول أو السائل النخاعي، والتي تستغرق وقتاً طويلاً لتشخيصها نظراً لندرتها".
ولكن ما الذي يجعل شمع الأذن كنزاً ثميناً من المعلومات الصحية؟
اتضح أن السر يكمن في قدرة الإفرازات الشمعية على أن تكون انعكاساً للتفاعلات الكيميائية الداخلية التي تحدث داخل الجسم، أي عملية الأيض.
وقد حدد الباحثون 27 مُركّباً في شمع الأذن بمثابة "بصمة" لتشخيص السرطان.
ويقول نيلسون روبرتو، أستاذ الكيمياء في الجامعة الفيدرالية في غوياس بالبرازيل، الذي ضرب مثالاً بداء السكري والسرطان ومرض باركنسون وألزهايمر: "إن العديد من أمراض الكائنات الحية هي أمراض أيضية".
وأضاف: "في حالات كهذه، تبدأ الميتوكوندريا في العمل بشكل مختلف عن تلك الموجودة في الخلايا السليمة؛ حيث تبدأ بإنتاج مواد كيميائية مختلفة، وقد تتوقف حتى عن إنتاج مواد أخرى".
والميتوكوندريا هي عُضَيّات خلوية مسؤولة عن تحويل الدهون والكربوهيدرات والبروتينات إلى طاقة. والعُضيات "تصغير لكلمة عضو" هي جزء من تركيب الخلية، لها وظيفة أو أكثر تؤديها في الخلية، كما يفعل العضو في الجسم.
وقد اكتشف مختبر نيلسون روبرتو أن شمع الأذن يُركّز هذا التنوع الهائل من المواد، أكثر من السوائل البيولوجية الأخرى كالدم والبول والعرق والدموع.
ويقول بروس كيمبال، عالم البيئة الكيميائية في مركز مونيل للحواس الكيميائية، وهو معهد أبحاث مقره فيلادلفيا: "هذا منطقي، إذ لا تحدث تقلبات كبيرة في شمع الأذن. إنه يتراكم، ومن ثَمّ فهناك سبب وجيه للاعتقاد بأنه قد يكون مكاناً جيداً للحصول على تصوّر طويل المدى للتغيرات في عملية الأيض".
تشخيصات مُعقّدة
مع وضع هذا في الاعتبار، يُطوّر نيلسون روبرتو وفريقه "مُخطَّط شمع الأذن"، وهو أداة تشخيصية يزعمون أنها قادرة على التنبؤ بدقة بإصابة المرء بأنواع مُعينة من السرطان بناءً على شمع أذنه.
وفي دراسة أُجريت عام 2019، جمع فريق نيلسون روبرتو عينات من شمع أذن 52 مريضاً بالسرطان شُخِّصوا إما بالورم اللمفاوي، أو السرطان، أو سرطان الدم.
كما أخذ الباحثون شمع الأذن من 50 إنساناً سليماً، ثم حللوا العينات باستخدام طريقة تُمكّن من الكشف بدقة عن وجود المركبات العضوية المتطايرة، وهي مواد كيميائية تتبخر بسهولة في الهواء.
وحدد الباحثون 27 مُركّباً في شمع الأذن، بمثابة نوع من "البصمة" لتشخيص السرطان.
بمعنى آخر، استطاع الفريق التنبؤ بدقة 100 في المئة بإصابة إنسان ما بالسرطان (سواءً كان ورماً لمفاوياً، أو سرطان الخلايا، أو سرطان دم) بناءً على تركيزات هذه الجزيئات الـ27.
وتجدر الإشارة إلى أن الاختبار لم يميّز بين أنواع السرطان المختلفة، ما يشير إلى أن الجزيئات تُنتج إما بواسطة خلايا سرطانية من جميع هذه الأنواع أو كرد فعل للإصابة بالسرطان.
يقول نيلسون روبرتو: "على الرغم من أن السرطان يتكون من مئات الأمراض، إلا أنه من وجهة نظر أيضية، يُعدّ السرطان عملية كيميائية حيوية واحدة، يمكن اكتشافها في أي مرحلة من خلال تقييم مركّبات عضوية متطايرة محددة".
وعلى الرغم من أن الفريق حدد 27 مركباً عضوياً متطايراً في عام 2019، إلا أنهم يركزون حالياً على مُركّبات قليلة منها، تنتجها الخلايا السرطانية حصرياً كجزء من عملية أيضها الفريدة.
وفي عمل لم يُنشر بعد، يقول نيلسون روبرتو إنهم كشفوا أيضاً أن مخطط شمع الأذن قادر على اكتشاف الاضطرابات الأيضية التي تحدث في مراحل ما قبل السرطان، حيث تُظهر الخلايا تغيرات غير طبيعية قد تؤدي إلى السرطان، لكنها لم تتحول إلى سرطانية بعد.
وأضاف روبرتو: "وبالنظر إلى أن الطب يشير إلى أن معظم أنواع السرطان التي تُشخّص في المرحلة الأولى تتمتع بمعدل شفاء يصل إلى 90 في المئة، فمن المعقول أن يكون النجاح في العلاج أعلى بكثير مع تشخيص مراحل ما قبل السرطان".
Emmanuel Lafont/ BBC
يساعد شمع الأذن على اصطياد البكتيريا والفطريات قبل أن تتمكن من دخول رؤوسنا
تدرس مجموعة البحث أيضاً إمكان رصد التغيرات الأيضية الناتجة عن ظهور أمراض تنكسية في الجهاز العصبي مثل باركنسون وألزهايمر، بواسطة هذا الجهاز، على الرغم من أن هذا العمل لا يزال في مراحله الأولى.
ويقول نيلسون روبرتو: "نأمل في المستقبل أن يصبح فحص شمع الأذن فحصاً سريرياً روتينياً، يُفضل إجراؤه كل ستة أشهر باستخدام كمية صغيرة من شمع الأذن، بحيث يسمح بتشخيص أمراض مثل السكري والسرطان وباركنسون وألزهايمر في آنٍ واحد، بالإضافة إلى تقييم التغيرات الأيضية الناتجة عن حالات صحية أخرى".
في البرازيل، اعتمد مستشفى أمارال كارفالو مؤخراً فحص شمع الأذن كتقنية تشخيص ومراقبة لعلاج السرطان.
وتأمل رابي آن موسى أن يُساعد بحثها يوماً ما من يعانون من مرض (منيير)، وهو مرض لا علاج له حتى الآن، لكنها ترغب أولاً في التحقق من صحة اختبارها على عينة أكبر من المرضى في العيادة، قبل إنتاج اختبار تشخيصي يمكن للأطباء اعتماده في عياداتهم.
وتقول موسى: "نعمل حالياً على تطوير أدوات اختبار مشابهة جداً لما تراه من أدوات اختبار كوفيد-19 المتاحة للبيع المباشر"، دون وصفة طبية.
سبر أغوار شمع الأذن
توضح رابي آن موسى أن مجرد ملاحظة انخفاض نسبة ثلاثة أحماض دهنية مقارنةً بشمع الأذن الطبيعي، قد تقدم أيضاً بعض الأدلة التي يمكن دراستها بشكل أعمق، قائلة: "قد يساعدنا ذلك في فهم أسباب المرض، أو ربما حتى اقتراح طرق لعلاجه".
وترى موسى أنه لا تزال هناك حاجة إلى بذل مجهود كبير لفهم التركيب الكيميائي لشمع الأذن الطبيعي والصحي، وكيف يتغير هذا التركيب في حالات مَرَضية مختلفة؛ لكنها تأمل أن يخضع شمع الأذن للتحليل بشكل روتيني في المستشفيات يوماً ما لتشخيص الأمراض، تماماً كما هو الحال مع تحليل الدم.
وتقول موسى: "شمع الأذن مادة ممتازة للاستخدام لغناه بالدهون، وهناك الكثير من الأمراض التي تنجم عن خلل في عملية التمثيل الغذائي للدهون".
أما بالنسبة لبيرديتا باران، الكيميائية وأستاذة قياس الطيف الكتلي بجامعة مانشستر في المملكة المتحدة، فهي لا تدرس شمع الأذن تحديداً، لكنها تُحلل الجزيئات البيولوجية وتبحث في إمكان استخدامها لتشخيص الأمراض.
وتتفق، على الأقل نظرياً، مع منطقية أن تكون هذه المادة وسيلة جيدة للبحث عن مؤشرات على وجود مرض ما.
وتقول باران: "تميل المركّبات الموجودة في الدم إلى أن تكون قابلة للذوبان في الماء، بينما شمع الأذن مادة غنية بالدهون، والدهون لا تحب الماء".
وأضافت: "لذا، إذا درست الدم فقط، فلن تحصل إلا على نصف الصورة. الدهون هي مؤشر الخطر في جزيئات منجم الفحم. إنها التي تبدأ بالتغير أولاً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"لا أريد لابني أن يموت": لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟
"لا أريد لابني أن يموت": لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟

الوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الوسط

"لا أريد لابني أن يموت": لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟

BBC تعيش نهاية في قلق دائم على حياة طفلها بعد أن أعيد من الأردن إلى قطاع غزة، بعد شهرين تقريباً من سفره ليتلقى العلاج. سافر محمد في الرابع من مارس/آذار الماضي مع 28 طفلاً آخرين، ضمن مبادرة ملكية أردنية لعلاج 2000 من أطفال غزة، أُعلن عنها خلال الهدنة التي بدأت منتصف يناير/كانون الثاني واستمرت نحو شهرين، قبل أن يُستأنف القتال. وفي مساء 12 مايو/أيار الجاري، أُبلغت نهاية وأهالي 16 طفلاً آخرين بأنهم سيُعادون جميعاً إلى قطاع غزة. وفي اليوم التالي، تم إجلاء مجموعة جديدة مكونة من أربعة أطفال مرضى من غزة إلى الأردن. تعترف العائلات بأنها تلقت رعاية جيدة خلال فترة وجودهم في الأردن، إلا أنها تقول إن إعادة أطفالهم إلى غزة تمّت على غير رغبتهم، وإن أطفالهم لم يستكملوا علاجهم، وهو ما تنفيه السلطات الأردنية مؤكدة أن الأطفال تلقوا الرعاية الطبية اللازمة واستكملوا علاجهم. "لا أريد لابني أن يموت" بصوت يخنقه البكاء تقول الأم إن طفلها محمد، المصاب بالربو وحساسية شديدة تجاه الطعام والروائح، لم يُكمل علاجه ولا يزال بحاجة إلى متابعة مستمرة. وتضيف أنهم خرجوا من مستشفى عمّان على أساس نقلهم إلى مكان سكني، لكنهم صُدموا بقرار إرجاعهم إلى غزة وسط الحرب، مما يعرّض حياة طفلها إلى خطر كبير من جديد. BBC تعيش نهاية في قلق دائم على حياة طفلها منذ عودتهم إلى القطاع "تركت أولادي وزوجي هنا، عاشوا الويل. كنت في الأردن وقلبي وعقلي معهم هنا. تحمّلنا كل ذلك حتى يتم علاج طفلي، فكيف يعيدوننا قبل أن يستكمل علاجه؟ وإلى ماذا نعود؟ إلى الجحيم والجوع والحاجة؟"، تتساءل الأم. تتحدث نهاية بينما تطغى أصوات المسيّرات الإسرائيلية على صوتها، وابنها يزحف نحو موقد مشتعل تستخدمه العائلة للطهي داخل الخيمة. "لا أريد لابني أن يبقى هنا، أنا وصلت لمرحلة في علاج ابني كنت راضية عنها، عودتنا هنا ستعيده لنقطة الصفر، لا أريد لابني أن يموت"، تنفجر نهاية في البكاء وهي تتحدث. "نيفين لن تنجو في خيمة" BBC في إحدى خيام مخيم الشاطئ شمالي قطاع غزة، يحاول والدا الطفلة نيفين أبو دقة، البالغة من العمر سبعة أشهر، تهدئتها. وُلدت نيفين خلال فترة الحرب وتُعاني من ثقب في القلب. خضعت لعملية جراحية ناجحة أثناء إقامتها في الأردن، غير أن والدتها، إيناس أبو دقة، تقول إن حالة نيفين الصحية "لم تتحسن بعد، وما زالت بحاجة إلى العلاج، ولن تتمكن من البقاء على قيد الحياة في ظل العيش داخل خيمة". تقول إيناس لبي بي سي: "وزن الطفلة لا يزداد؛ عمرها 7 أشهر، ووزنها لم يصل بعد إلى 4 كيلوغرامات. أيّ عارض صحي تتعرض له يؤدي إلى اختناقها وتغيّر لونها إلى الأزرق. حالتها خطيرة وقد تُهدد حياتها". لا تتوقف الطفلة الصغيرة عن البكاء، بينما تتساءل والدتها بقلق: "غادرنا خلال الهدنة، فكيف نعود الآن في ظل الحرب؟". بجوارها، يحكي والد الطفلة، هيثم أبو دقة، كيف عانى ليحصل على فرصة لعلاج ابنته بالخارج: "توجهت إلى كل المختصين، وإلى وزارة الصحة، تعبت بما فيه الكفاية، واصلت السعي، حتى ظهر اسمها للعلاج في مستشفى الأردن التخصصي". ويضيف الأب: "كان الأطباء يهتمون بها كثيراً، لكن ابنتي لم تُكمل علاجها. فوجئتُ بقرار إعادتها من دون أي إنذار مسبق. كيف تعود إلى مكان يفتقر تماماً إلى الرعاية الصحية، والحليب، وأبسط مقومات الحياة؟". أثار قرار إعادة الأطفال إلى قطاع غزة في ظل الحرب الكثير من التساؤلات، خاصة في ضوء تأكيد مسؤول في وزارة الصحة بالقطاع، تحدّث إلى بي بي سي بشرط عدم الكشف عن هويته، بأن الأطفال ما زالوا بحاجة إلى العلاج والرعاية المستمرة، محذراً من أن إعادتهم في هذه الظروف تشكل خطراً كبيراً على حياتهم. "تثبيت للفلسطينيين على أرضهم" في الجانب الآخر، نفت الحكومة الأردنية في رد على أسئلة لبي بي سي "الادعاءات بطرد المرضى" مؤكدة أن قرار إعادة الأطفال اتُخذ بعد استكمال علاجهم في المستشفيات الأردنية. واعتبرت أن هذا القرار ينسجم مع موقف المملكة الداعم لبقاء الفلسطينيين على أرضهم ورفضها المشاركة بأي شكل في تهجيرهم. وقالت الخارجية الأردنية في ردها على بي بي سي إن "هؤلاء المرضى أُبلغوا منذ البداية عند مجيئهم إلى الأردن بأن فترة وجودهم مرهونة باستكمال العلاج، وأنهم سيعودون فور انتهاء علاجهم". وقالت إن الأردن لن يتمكن من استقبال دفعة جديدة من المرضى دون إعادة الدفعة الأولى لـ"أسباب سياسية ولوجستية"، مشيرة إلى أن المملكة استقبلت دفعة جديدة من المرضى "بعد يوم واحد من عودة المصابين والمرضى الذين تلقوا العلاج". وأكدت الخارجية الأردنية في ردّها: "المرضى أُخذوا وأُعيدوا بنفس الظروف، فلم يؤتَ بهم في وقت رخاء وأعيدوا وقت حرب. نحن تبرعنا بعلاج مجموعة من الأطفال ورحبنا باستقبال عدد من ذويهم المرافقين لهم، وقد تمّت معالجة هؤلاء الأطفال من الدفعة الأولى بينما بقي آخرون من ذات الدفعة لعدم انتهاء علاجهم". "عُدنا صِفرَ اليدين" في رحلة عودتهم، اشتكى أهالي الأطفال العائدين من الأردن من سوء معاملة الجانب الإسرائيلي، مشيرين إلى مصادرة جميع متعلقاتهم، بما في ذلك الأموال، والأدوية، وحليب الأطفال، والملابس. تقول نهاية: "كنّا وحدنا من دون أي تنسيق عندما وصلنا إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تم تسليمنا للجيش الإسرائيلي، الذي بدأ بسبّنا وشتمنا وتهديدنا بالضرب". وتضيف "أخذوا كل شيء كان معنا، أموالنا وهواتفنا ولم يتركوا معنا أي شيء. تركنا كل متعلقاتنا في الحافلة التي عادت إلى الأردن". نقلت إيناس أبو دقة الشكوى نفسها، موضحة أن الجنود صادروا حتى الأدوية التي كانت بحوزتها، وقالت: "أخذوا حتى حليب الطفلة. لم أتمكن من إطعامها أثناء الطريق، والآن لا أستطيع شراء الحليب لها". لكن الجيش الإسرائيلي قال في رد لبي بي سي إنه "أثناء التفتيش الأمني للعائدين، عثر مع بعضهم على مبالغ نقدية غير مُصرّح عنها تتجاوز الحدود المسموحة، ومن ثم حُجزت الأموال المشتبه 'باستخدامها في أعمال إرهابية' داخل قطاع غزة لحين اكتمال التحقيق بشأنها". لم يردّ الجيش الإسرائيلي على استفسار بي بي سي بشأن مصادرة الهواتف والأغراض الشخصية، بما في ذلك حليب الأطفال، أو حول مزاعم سوء المعاملة. أدت الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من عام ونصف العام إلى تدهور حاد للمنظومة الصحية حيث توقفت العديد من مستشفيات القطاع عن تقديم خدماتها نتيجة القتال. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية، مما جعل السفر للعلاج بالخارج حلماً للآلاف من المرضى في القطاع. ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي يُعاد فيها هؤلاء المرضى الذين تمكنوا من السفر للعلاج.

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل
رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

Mariana Castiñeiras/Caroline Souza عاشت الأسر المتضررة في سيرينها دوس بينتوس دون تشخيص حتى وصلت عالمة الوراثة سيلفانا سانتوس لا تزال سيلفانا سانتوس تتذكر جيرانها في البلدة الصغيرة التي زارتها لأول مرة قبل 20 عامًا، حيث فقد العديد من الأطفال القدرة على المشي. تتذكر سانتوس بنات لولو اللواتي كنّ يسكُنَّ عند مدخل البلدة.، وريجان في نهاية الطريق، وماركينيوس بعد محطة الوقود، وباولينيا قرب المدرسة. تقع بلدة سيرينها دوس بينتوس النائية في شمال شرق البرازيل، ويقل عدد سكانها عن خمسة آلاف نسمة. في هذه البلدة اكتشفت عالمة الأحياء والوراثة سيلفانا سانتوس حالةً مرضية غير معروفة من قبل، وأطلقت عليها اسم "متلازمة سبوان". وتنتج هذه المتلازمة عن طفرة جينية تؤثر على الجهاز العصبي، فتُضعف الجسم تدريجيا، ولا تظهر إلا عندما يُورّث الجين المُعدّل من كلا الوالدين. وقد مثّل بحث سانتوس أول توصيف علمي لهذا المرض في أي مكان في العالم، وبفضل هذا الإنجاز، إضافة إلى أبحاثها اللاحقة، اختيرت ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم وفق تصنيف بي بي سي لعام 2024. وقبل وصول سانتوس، لم يكن لدى العائلات أي تفسير للمرض الذي يصيب أطفالهم. أما اليوم، فيتحدث السكان بثقة عن "سبوان" وعلم الوراثة. يقول ماركينيوس، أحد المصابين: "لقد أعطتنا تشخيصا لم نكن نعرفه من قبل. وبعد البحث، جاءت المساعدة في صورة أشخاص، وتمويل، وكراسي متحركة". سيرينها دوس بينتوس: عالم قائم بذاته كانت سانتوس تعيش في ساو باولو، أكبر وأغنى مدينة في البرازيل، وكان جيرانها في الشارع الذي كانت تسكن فيه تقريبا من عائلة واحدة من بلدة سيرينها حيث كان العديد منهم أبناء عمومة بدرجات متفاوتة، ومتزوجين من بعضهم البعض. وأخبروا سانتوس عن بلدتهم "هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون السير، لكن لا أحد يعرف السبب". وكانت إحدى بنات الجيران، زيرلانديا، تعاني من حالة مرضية مُنهكة ففي طفولتها، كانت عيناها تتحركان لا إراديًا، ومع مرور الوقت، فقدت قوة أطرافها واحتاجت إلى كرسي متحرك للتنقل، وكانت تحتاج إلى مساعدة حتى في أبسط المهام. Mariana Castiñeiras/BBC إينيس لديها إبنان مصابان بمتلازمة سبوان قادت سنوات من البحث سانتوس وفريقها البحثي إلى تحديد هذه الأعراض على أنها أعراض اضطراب وراثي لم يُوثّق سابقًا، وهو متلازمة سبوان. وعثروا لاحقًا على 82 حالة أخرى حول العالم. بدعوة من جيرانها، زارت سانتوس سيرينها لقضاء عطلة، وتصف وصولها إلى هناك بأنه دخول "عالم خاص"، ليس فقط للمناظر الطبيعية الخلابة ومناظر الجبال، ولكن أيضًا لما بدا وكأنه مصادفة اجتماعية بارزة. كلما تجولت وتحدثت مع السكان المحليين، ازدادت دهشتها من شيوع زواج الأقارب. لقد أدت عزلة سيرينها وقلة الهجرة الداخلية إلى أن يصبح العديد من سكانها أقارب، مما يزيد من احتمالية الزواج بين أبناء العمومة. Mariana Castiñeiras/BBC مدخل سيرينها دوس بينتوس لم يكن العديد من الأزواج على دراية بوجود صلة قرابة بينهم إلا بعد الزواج، بينما كان آخرون يعلمون بذلك، لكنهم كانوا يعتقدون أن هذه الروابط تستمر لفترة أطول وتوفر دعمًا عائليًا أقوى. ويُعتبر الزواج بين الأقارب أمرًا شائعا نسبيا في أنحاء العالم، حيث يُقدّر بنحو 10% من حالات الزواج، ومعظم الأطفال المولودين من هذه الزيجات يتمتعون بصحة جيدة، حسب الخبراء. مع ذلك، تواجه هذه الزيجات خطرًا أكبر في انتقال طفرات ضارة عبر العائلة. ويشرح عالم الوراثة لوزيفان كوستا ريس من الجامعة الفيدرالية البرازيلية في ريو غراندي دو سول: "إذا لم يكن الزوجان أقرباء، فإن احتمال إنجاب طفل مصاب باضطراب وراثي نادر أو إعاقة يتراوح بين 2 و3 في المئة، أما بالنسبة لأبناء العمومة، فتزيد النسبة إلى ما بين 5 و6 في المئة". وأظهرت دراسات لاحقة أن أكثر من 30% من الأزواج في سيرينها كانوا أقارب، وأن ثلثهم أنجبوا طفلا واحدا على الأقل من ذوي الإعاقة. طريق طويل للتشخيص انطلقت سانتوس للبحث عن تشخيص لسكان سيرينها، وبدأت التخطيط لدراسة جينية مفصلة، ​​الأمر الذي تتطلب رحلات متعددة، ثم انتقلت في النهاية إلى المنطقة. لقد سافرت مسافة 2000 كيلومتر من وإلى ساو باولو مرات عديدة في السنوات الأولى من بحثها. وجمعت عينات الحمض النووي من منزل إلى منزل، وتبادلت أطراف الحديث أثناء احتساء القهوة، وجمعت قصصًا عائلية، في محاولة لتحديد الطفرة المسببة للمرض. وما كان من المفترض أن يستغرق 3 أشهر من العمل الميداني تحول إلى سنوات من التفاني. وأدى كل ذلك إلى نشر دراسة في عام 2005، والتي كشفت عن وجود سبوان في المناطق النائية في البرازيل. Mariana Castiñeiras/BBC لمواصلة أبحاثها، عاشت سانتوس لمدة ثلاث سنوات في المناطق الداخلية من ريو غراندي دو نورتي وانتقلت لاحقًا إلى المناطق الداخلية من بارايبا، حيث اكتشفت أمراضًا أخرى وجد فريق سانتوس أن الطفرة تتضمن فقدان جزء صغير من كروموسوم، مما يُسبب زيادة في إنتاج جين لبروتين رئيسي في خلايا الدماغ. ويتذكر المزارع لولو، الذي تحمل ابنته ريجان جين سبوان: "قالوا إنها جاءت من ماكسيميانو، وهو زير نساء في عائلتنا". وتزوج لولو، البالغ من العمر الآن 83 عامًا، ابنة عمه ولم يغادر سيرينها قط، ولا يزال يرعى الماشية ويعتمد على عائلته في رعاية ريجان، التي تُعاني من صعوبات في أداء مهامها اليومية. لكن الطفرة الجينية وراء سبوان أقدم بكثير من أسطورة ماكسيميانو العجوز، فمن المرجح أنها وصلت منذ أكثر من 500 عام مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل في شمال شرق البرازيل. وتقول سانتوس: "تُظهر دراسات التسلسل الجيني وجود أصول أوروبية قوية لدى المرضى، مما يدعم سجلات الوجود البرتغالي والهولندي واليهود السفارديم في المنطقة". وازدادت النظرية قوةً بعد اكتشاف حالتين من متلازمة سبوان في مصر، وأظهرت دراساتٌ أخرى أن الحالتان المصريتان تشتركان أيضًا في أصول أوروبية، مما يشير إلى أصلٍ مشترك في شبه الجزيرة الأيبيرية. وتقول سانتوس: "من المرجح أن يكون ذلك قد حدث مع أقارب من اليهود السفارديم أو الموريسكيين الفارين من محاكم التفتيش"، وتعتقد أن هناك حالاتٍ أخرى قد توجد عالميًا، وخاصةً في البرتغال. فهم المخاطر Mariana Castiñeiras/BBC مانويل فيرمينو، المعروف باسم سيو لولو، يعيش مع ابنته ريجان، إحدى مرضى سبوان في البلدة على الرغم من التقدم الطفيف نحو إيجاد علاج، إلا أن متابعة المرضى أحدثت بعض التغيير، وتتذكر ريجان كيف كان الناس يُطلقون عليهم سابقًا "المقعدين"، الآن، يُقال إنهم ببساطة مصابون بمتلازمة سبوان. ولم تُضف الكراسي المتحركة الاستقلالية فحسب، بل ساعدت أيضًا في منع التشوهات، في الماضي، كان الكثير من المصابين بهذه الحالة يُتركون ببساطة مستلقين على السرير أو على الأرض. ومع تقدم حالة سبوان، تزداد القيود الجسدية مع التقدم في السن، وبحلول سن الخمسين، يصبح جميع المرضى تقريبًا معتمدين بشكل كامل على الآخرين. هذا هو حال نجلي إينيس، وهم من بين أكبر المصابين سنًا في سيرينها حيث يبلغ تشيكينيو من العمر 59 عامًا، ولم يعد قادرًا على الكلام، في حيت يبلغ ماركينيوس من العمر 46 عامًا، ولديه قدرات تواصل محدودة. وتقول إينيس، المتزوجة من ابن عم من الدرجة الثانية: "من الصعب يكون لك ابن له ظروف خاصة، نحبهم بنفس القدر، لكننا نعاني من أجلهم". Mariana Castiñeiras/BBC بفضل الأبحاث، حصلت باولا والعديد من المرضى الآخرين بالفعل على كراسي متحركة آلية وتزوجت لاريسا كيروز، ابنة أخ تشيكينيو وماركينيوس، أيضًا من قريب بعيد، لم تكتشف هي وزوجها ساولو جدهما المشترك إلا بعد أشهر من المواعدة. وتقول: "في سيرينها دوس بينتوس، جميعنا أبناء عمومة، وتربطنا صلة قرابة بالجميع". ويُعدّ الأزواج مثل لاريسا وساولو محور مشروع بحثي جديد تشارك فيه سانتوس، فبدعم من وزارة الصحة البرازيلية، سيفحص المشروع 5 آلاف حالة زواج للكشف عن الجينات المرتبطة بأمراض متنحية خطيرة. ولا يهدف المشروع إلى منع زواج الأقارب، بل إلى مساعدة الأزواج على فهم المخاطرالجينية، كما تقول سانتوس. وتعمل سانتوس الآن كأستاذة جامعية، وتدير أيضًا مركزًا لتعليم علم الوراثة، وتعمل على توسيع نطاق الاختبارات في شمال شرق البلاد. وعلى الرغم من أنها لم تعد تعيش في سيرينها دوس بينتوس، إلا أن كل زيارة لها تُشعرها وكأنها عودة إلى الوطن. وكما تقول إينيس:"يبدو الأمر كما لو أن سيلفانا فرد من العائلة". Mariana Castiñeiras/BBC لم تعد سيلفانا سانتوس تعيش في المنطقة، لكنها تستمر في زيارتها

تطورات ثورية بمكافحة ألزهايمر.. فحص دم جديد ودواء يفتحان باب الأمل للملايين
تطورات ثورية بمكافحة ألزهايمر.. فحص دم جديد ودواء يفتحان باب الأمل للملايين

أخبار ليبيا

timeمنذ 4 أيام

  • أخبار ليبيا

تطورات ثورية بمكافحة ألزهايمر.. فحص دم جديد ودواء يفتحان باب الأمل للملايين

يُعد مرض ألزهايمر، النوع الأكثر شيوعًا للخرف، من الأمراض العصبية التنكسية التي تؤثر على نحو 55 مليون شخص حول العالم، ويتوقع الخبراء أن يتضاعف هذا العدد كل 20 عامًا، وفي تطور واعد، كشفت دراسة حديثة أن دواءً متوفرًا حاليًا يُستخدم لعلاج فيروس 'الإيدز' قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بألزهايمر، مما قد يمنع نحو مليون حالة جديدة سنويًا. وأوضحت الدراسة التي شملت تحليل بيانات أكثر من 270 ألف مريض فوق سن الخمسين، أن استخدام مثبطات النسخ العكسي للنيوكليوسيد (NRTIs) –وهي فئة شائعة من الأدوية المضادة لفيروس 'الإيدز'– مرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بألزهايمر بنسبة تتراوح بين 6% و13% مع كل سنة يتناول فيها المرضى هذه الأدوية. وقال جاياكريشنا أمباتي، المدير المؤسس لمركز العلوم البصرية المتقدمة بجامعة فرجينيا: 'يقدر أن أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم يصابون بألزهايمر سنويًا، ونتائجنا تشير إلى أن تناول هذه الأدوية قد يمنع نحو مليون حالة جديدة من المرض كل عام'. وبحسب الدراسة، يستخدم هذا النوع من الأدوية بشكل أساسي لمنع تكاثر فيروس الإيدز داخل الجسم، لكن فريق البحث اكتشف أن لها تأثيرًا إضافيًا عبر تثبيط الإنفليماسوم، وهي مكونات من الجهاز المناعي تلعب دورًا في تطور مرض ألزهايمر. وبحسب 'نيويورك بوست'، يخطط الفريق العلمي الآن لاختبار هذه الأدوية في تجارب سريرية جديدة، مع الإشارة إلى أنهم طوروا دواءً جديدًا يُدعى 'K9″، وهو نسخة محسنة وأكثر أمانًا وفعالية من مثبطات النسخ العكسي، يخضع حاليًا لتجارب سريرية لعلاج أمراض أخرى، مع نية لتطبيقه أيضًا في علاج ألزهايمر. وتُضاف هذه النتائج إلى قائمة متزايدة من العلاجات المحتملة لمرض ألزهايمر، إذ أظهرت دراسات سابقة أن مادة الكارنوسيك الموجودة في نباتات مثل إكليل الجبل والمريمية يمكن أن تعكس فقدان الذاكرة وتقليل التهاب الدماغ لدى الفئران المصابة بالمرض، بينما وجدت دراسة من جامعة ستانفورد أن كبار السن الذين تلقوا لقاح 'الحزام الناري' كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 20% على مدى سبع سنوات. كما اكتشف باحثون من جامعتي بنسلفانيا وستانفورد أن دواء معينًا للسرطان يمكن أن يستعيد الذاكرة ووظائف الدماغ في نماذج مبكرة لألزهايمر، ما يعكس الأمل المتجدد في إيجاد علاجات فعالة لهذا المرض المزمن. أول فحص دم لتشخيص الزهايمر يحصل على موافقة أمريكية أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، عن إجازة أول فحص دم لتشخيص مرض الزهايمر، ما يمثل محطة مهمة نحو تسهيل الكشف المبكر عن هذا المرض التنكسي الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويُتوقع أن يُحدث هذا الفحص تحولاً في مسار رعاية المصابين بالزهايمر، من خلال تمكين الأطباء من التدخل في مراحل مبكرة، حيث تكون فرص العلاج وإبطاء التدهور المعرفي أكبر. ويعتمد الفحص، الذي طورته شركة 'فوجيريبيو داياغنوستيكس' (Fujirebio Diagnostics)، على قياس نسب بروتينين في الدم مرتبطين بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي العلامة البيولوجية الرئيسية التي تميز الإصابة بمرض الزهايمر، وحتى وقت قريب، لم يكن بالإمكان اكتشاف هذه اللويحات إلا من خلال فحوص مكلفة مثل تصوير الدماغ بتقنية PET أو تحليل السائل النخاعي، وهي طرق معقدة وأقل توفراً للمرضى. وقال مارتي ماكاري، أحد مسؤولي إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إن 'مرض الزهايمر يصيب نحو 10% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050″، مضيفاً أن 'توفر أدوات تشخيصية جديدة مثل فحص الدم سيساهم في تحسين فرص التدخل العلاجي المبكر'. وأظهرت التجارب السريرية أن نتائج فحص الدم الجديد تتطابق بدرجة كبيرة مع نتائج التصوير الدماغي وتحاليل السائل النخاعي، ما يعزز مصداقيته كأداة دقيقة للتشخيص، ويجعله خياراً أكثر سهولة وأقل كلفة مقارنة بالوسائل التقليدية. من جهتها، رحبت ميشيل تارفر، من مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية التابع لإدارة الغذاء والدواء، بالموافقة على الفحص الجديد، مشيرة إلى أنه 'يجعل تشخيص الزهايمر أسهل وفي متناول عدد أكبر من المرضى، خاصة في المراحل المبكرة من التدهور الإدراكي'. يُذكر أن هناك دواءين معتمدين حالياً لعلاج الزهايمر، هما ليكانيماب (Lecanemab) ودونانيماب (Donanemab)، ورغم أنهما لا يعالجان المرض بشكل كامل، فإنهما أثبتا قدرة على إبطاء التدهور المعرفي، لا سيما عند استخدامهما في المراحل المبكرة من الإصابة. يذكر أن مرض ألزهايمر هو اضطراب عصبي تنكسي مزمن يصيب الدماغ تدريجياً، ويتسبب في فقدان الذاكرة وتدهور القدرات الإدراكية والسلوكية. يعد ألزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للخرف، حيث يشكل حوالي 60-70% من حالات الخرف حول العالم. يبدأ المرض عادةً في سن متقدمة، ويزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، ويؤثر ألزهايمر بشكل كبير على نوعية حياة المرضى وعائلاتهم، ويُعد تحديًا صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا عالميًا، مع تكاليف علاج ورعاية ضخمة. بالرغم من التقدم في فهم آليات المرض، لا يزال لا يوجد علاج شافٍ له، وتقتصر العلاجات الحالية على تخفيف الأعراض وتأخير التدهور العصبي، تتضمن الأبحاث الحديثة التركيز على فهم العمليات الجزيئية والالتهابية في الدماغ التي تسهم في تطور المرض، إلى جانب استكشاف أدوية جديدة وإعادة استخدام أدوية متوفرة لعلاج أمراض أخرى، كخطوات واعدة نحو إيجاد حلول فعالة للحد من انتشاره وتأثيره. The post تطورات ثورية بمكافحة ألزهايمر.. فحص دم جديد ودواء يفتحان باب الأمل للملايين appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store