logo
المقاتلون الأجانب بسوريا... من هم وما هي خطة الرئيس أحمد الشرع لإدماجهم في الجيش؟

المقاتلون الأجانب بسوريا... من هم وما هي خطة الرئيس أحمد الشرع لإدماجهم في الجيش؟

فرانس 24 منذ 2 أيام

مع سقوط نظام الأسد ، بدأت تظهر الكثير من الأسئلة المحيطة بالحكم الجديد في سوريا، لعل أبرزها كيفية تعاطيه مع مسألة المقاتلين الأجانب في هذا البلد، ولاسيما الذين قاتلوا إلى جانب " هيئة تحرير الشام" قبل أن يعتلي زعيمها أحمد الشرع كرسي الرئاسة، وينطلق في مسلسل جديد من بناء دولة تبني جسور العلاقات مع محيطها الإقليمي العربي والغرب أيضا.
والدعم الدولي الذي لاقته ساعد القيادة الجديدة في سوريا على الشروع في بناء جيشها انطلاقا من الواقع الداخلي، الذي له خصوصياته، لاسيما بوجود الآلاف من المقاتلين الأجانب في البلد، ظلوا إلى عهد قريب "رأس الحربة" في مواجهة قوات الأسد كما يقول صحافي فرانس 24 وسيم نصر المختص في الحركات الجهادية.
وأعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لدمشق بالدخول في عملية إدماج هؤلاء المقاتلين في الجيش، إذ قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا توماس باراك إن واشنطن "وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف من المتشددين الأجانب الذين كانوا في السابق ضمن المعارضة بالانضمام للجيش الوطني، شريطة أن يحدث ذلك بشفافية"، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
وظلت الولايات المتحدة تطالب القيادة الجديدة باستبعاد المقاتلين الأجانب من قوات الأمن حتى مطلع مايو/أيار. لكن المقاربة الأمريكية للوضع السوري الجديد شهدت تغييرا ملحوظا تجاه دمشق إثر جولة ترامب في الشرق الأوسط الشهر الماضي، والتي وافق خلالها الرئيس الأمريكي على رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد.
من هم هؤلاء المقاتلون؟
منذ مرحلة مبكرة من الحرب الأهلية في سوريا، والتي استمرت لمدة 13 عاما، انضم آلاف السنة الأجانب لجماعات معارضة سورية. وشكل بعض المقاتلين جماعاتهم الخاصة بينما انضم آخرون لجماعات قائمة مثل تنظيم " الدولة الإسلامية" أو "القاعدة" أو التحقوا بجماعات محلية، شكل البعض منها "هيئة تحرير الشام".
واكتسب المقاتلون الأجانب داخل "هيئة تحرير الشام" خاصة سمعة التزامهم بالولاء والانضباط والخبرة العسكرية. وشكلوا العمود الفقري لوحدات النخبة في الجماعة. وحاربوا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وضد فروع من تنظيم "القاعدة" اعتبارا من 2016 عندما نأت الجماعة بنفسها عن تنظيم أسامة بن لادن.
"يجب أن نعلم أن المقاتلين ينتمون إلى جنسيات مختلفة بمن فيهم الأويغور بالإضافة إلى فصائل ربما صغيرة الحجم وكبيرة التأثير تحت المظلة التركية. على أية حال غالبية هذه الفصائل كانت إما على توافق مع هيئة تحرير الشام أو على صلة بها بصورة أو بأخرى. وعددهم يتراوح بين 3500 و5 آلاف عنصر. خلافا لتنظيمي 'الدولة الإسلامية' و'القاعدة" اللذين بقيا على خلاف مع الهيئة التي خاضت معارك ضدهما"، حسب خبير الأمن الاستراتيجي والمحلل السياسي الأردني عمر الرداد.
ويشكل الأويغور العمود الفقري في جماعات المقاتلين الأجانب التي حاربت تحت لواء "هيئة تحرير الشام"، وهم من الصين ووسط آسيا، ينتمون للحزب الإسلامي التركستاني، وهي جماعة تصنفها بكين على أنها إرهابية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "الصين تأمل في أن سوريا ستعارض كل أشكال قوى الإرهاب والتطرف استجابة لمخاوف المجتمع الدولي"، وفق ما نقلته عنه رويترز، فيما أكد عثمان بوغرا، وهو مسؤول سياسي في الحزب الإسلامي التركستاني لنفس الوكالة، "إن الجماعة حلت نفسها رسميا واندمجت في الجيش السوري".
ما هي خطة إدماج المقاتلين الأجانب ضمن الجيش السوري؟
تنص الخطة، وفق ما نقلته رويترز عن ثلاثة مسؤولين في الجيش السوري، على انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الأويغور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة مشكلة حديثا، وهي الفرقة 84 من الجيش السوري، والتي ستضم سوريين أيضا.
و"هذه الفصائل هي الأقدر على مواجهة تنظيم 'الدولة الإسلامية' والتعامل معها، وأيضا 'القاعدة' بتشكيلاته وبعض الفصائل غير المنضوية تحت لواء الدولة السورية الجديدة. وهو ما يمكن اعتباره أيضا أحد الأسباب التي دفعت لاتخاذ قرار الإدماج"، حسب الرداد.
وإضافة لاستثمار "خبرتهم" القتالية في مواجهة أي تحركات لتنظيم "الدولة الإسلامية" و"القاعدة"، لربما سيتم توظيف هؤلاء المقاتلين في مناطق مختلفة ليس ضد السوريين، ولكن ضد الانفصاليين وتنظيمات جهادية أخرى غير راضية بخطوات القيادة السورية الجديدة، وربما تتطلع لمقاتلتها. وأعتقد أنه سيتم نشرهم على الحدود أيضا." يقول الخبير في الأمن الاستراتيجي الأردني.
وتسبب تعيين عدد قليل من المتشددين الأجانب السابقين، الذين كانوا من أبرز قيادات "هيئة تحرير الشام"، في ديسمبر/كانون الأول، في مناصب عسكرية بارزة في إثارة قلق حكومات غربية، ما زاد من المخاوف المتعلقة بتوجهات القيادة الإسلامية الجديدة لسوريا.
كما أثارت أعمال العنف ذات الطابع الطائفي، خصوصا ضد العلويين، شكوكا إزاء قدرة الشرع على ضبط فصائل مختلفة، بينها مجموعات جهادية متشددة تثير قلق المجتمع الدولي. واتخذت السلطات مؤخرا سلسلة إجراءات لتنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية، بينها وجوب انضمام قادة الفصائل إلى الكلية الحربية قبل درس ترقيتهم.
ويعتبر الرداد أن ما حصل في هذه المنطقة "أمر مختلف، وتم التعامل مع تلك الأحداث بأنها انقلاب بتوجيه وتخطيط من إيران وحزب الله، لذلك كان التعاطي معها بشكل آخر".
"ملف معقد"
لا ينفي وسيم نصر أن موضوع المقاتلين الأجانب في سوريا "ملف معقد، ودُبر بشكل جيد من قبل 'هيئة تحرير الشام' في السابق، ومن طرف الحكومة السورية في الوقت الحالي"، ويؤكد الخبير في الحركات الجهادية أن ضمهم للجيش "فكرة جيدة لتفادي الأخطاء السابقة كما حصل في أفغانستان أو البوسنة أو في أماكن أخرى".
ونقلت رويترز عن مصدرين مقربين من وزارة الدفاع السورية بأن الشرع والمقربين منه حاولوا إقناع محاورين غربيين بأن ضم مقاتلين أجانب إلى الجيش سيكون أقل خطورة على الأمن من التخلي عنهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الانضمام مجددا لتنظيم 'القاعدة' أو تنظيم 'الدولة الإسلامية'.
وفي سياق نوع من "الاعتراف بالجميل"، قال الشرع إن المقاتلين الأجانب وأسرهم قد يحصلون على الجنسية السورية لدورهم في محاربة الأسد، علما أنهم كانوا دائما يتبعون أوامره حتى بعد سقوط بشار الأسد.
لقد "نفذوا تعليماته بعدم تعريض الأقليات لأي سوء وعدم مهاجمة القوات الروسية التي كانت تقصفهم قبل 24 ساعة. وهذا يدل على انضباطهم" الدائم، يقول وسيم نصر معلقا على الوجه الذي ظهر به المقاتلون مباشرة بعد انهيار حكم بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
ويرى وسيم نصر في خطوة دمشق أنها "تمنحهم أفقا سياسيا واقتصاديا"، قبل أن يعود لما عبر عنه الرئيس السوري بهذا الشأن أثناء مقابلة معه: "قال لي الشرع عندما قابلته في ديسمبر بمقر الحكومة، حيث لم يكن بعد استقر في القصر الرئاسي، إنهم ناس قاتلوا معنا، وهناك من تزوج من سوريات ولهم أطفال سوريون، يجب أن نجد لهم إطارا ومخرجا، وهو ما هو بصدد تطبيقه الآن. وأقنع الأمريكيين بذلك".
وهذا الاختيار كان "شر لابد منه"، يقول المحلل السياسي عمر الرداد، "ولا تستطيع القيادة السورية الجديدة أن تنقلب بهذه السرعة على هذه الفصائل وإلا ستكون العواقب خطيرة بالإمكان أن تزج بالبلاد في حرب أهلية، وهو ما تتحاشاه دمشق. وجميع الخيارات العسكرية الداخلية اليوم هي مؤجلة وربما غير مطروحة للحفاظ على صورة القيادة الجديدة بوصفها قيادة مدنية وبرغماتية وحضارية، تريد التعاون مع الجميع."
وملف المقاتلين الأجانب لا يعني القيادة السورية لوحدها، بل "أعتقد أنه حصل اتفاق أمريكي تركي بهذا الشأن لاسيما وأن إعلان عملية الدمج تزامن مع انسحابات أمريكية من قواعد شرق الفرات" يضيف خبير الأمن الاستراتيجي الأردني .
نهاية الجهاديين في سوريا؟
فهل بهذه الخطوة تكون سوريا قد طوت ملف الجهاديين؟ يقول الرداد: "هو حل مؤقت ومرحلي، بمعنى استيعابهم ضمن هذا السياق بإشراف أمريكي وتركي لضمان الاستقرار أطول مدة ممكنة للحيلولة دون انتقال هؤلاء إلى مناطق أخرى".
"لكن النظام السوري الجديد بحاجة إليهم مع تشكيل جيش جديد، لاسيما وأنهم سيكونون في تشكيل عسكري مستقل، بمعنى أن حجم الاختلاط والتداخل مع بقية تشكيلات الجيش السوري ربما ستكون عبر قيادات".
ويطرح الرداد مخاوف إيديولوجية تصعب من "انصهارهم" في مؤسسة الجيش، "فيما تريد القياد السورية الجديدة تشكيل جيش بعقيدة دفاعية قتالية، لا تستند إلى مرجعيات لتنظيمات جهادية".
ورغم هذه المخاوف من صعوبة الانصهار في الجيش، إلا أن "الشرع والقيادة السورية عموما يراهنان على حدوث تغييرات محتملة وتعديلات بإيديولوجية هؤلاء المقاتلين لاسيما وأن التنظيمات الأكثر تشددا تم التخلص من قيادييها"، يقول الرداد.
ويضيف: "أعتقد أن الموجودين الآن ليسوا قياديين وإنما فصائل وعناصر وهناك رهانات على احتوائهم. القيادة السورية ربما لها محظور بأنه لا يجب دخولها إلى المدن ولا التعامل مع السوريين".
بهذا الإجراء، يقول وسيم نصر، يكون الشرع قد "فعّل الخروج من الحرب ضد الإرهاب كما عرفناها طيلة عقدين، والتي لم تؤد إلا إلى الفشل والعزلة. وبالتالي نجرب شيئا جديدا، لأن هناك طريق ثالث" رسمه الحكم الجديد في سوريا بدعم أمريكي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيلون ماسك: لولاي لخسر ترامب الانتخابات وسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب
إيلون ماسك: لولاي لخسر ترامب الانتخابات وسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب

يورو نيوز

timeمنذ 19 ساعات

  • يورو نيوز

إيلون ماسك: لولاي لخسر ترامب الانتخابات وسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب

قال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إن الرئيس دونالد ترامب كان "سيخسر الانتخابات لولاه، وكان الديمقراطيون سيسيطرون على مجلس النواب". وأضاف المدير التنفيذي لشركة تسلا إن مشروع الإنفاق لم يعرض عليه وأقر ليلا بسرعة كبيرة لدرجة أن أحدا في الكونغرس لم يقرأه. وتأتي تصريحاته لتزيد من حدة التوتر بينه وبين الزعيم الجمهوري، الذي يحاول أن يضبط أعصابه حتى الآن، ويمتنع عن الرد بقساوة على كلام ماسك، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤول في البيت الأبيض. وذكرت مصادر الوكالة أنه "من الواضح أن إيلون ماسك انحاز إلى جانب معين بمهاجمته مشروع قانون الإنفاق" في إشارة إلى أنه وجود نوع من تضارب المصالح. وكانت قد تحدثت تقارير سابقة عن أن ماسك أُرغم على مغادرة البيت الأبيض، وأنه يتصرف كرجل أعمال يريد حماية مصالحه، إذ أن مشروع القانون سيلغي الضرائب على السيارات الكهربائية، وسيشمل ذلك بطبيعة الحال، سيارات شركة تسلا، التي يملكها ماسك.

المقاتلون الأجانب بسوريا... من هم وما هي خطة الرئيس أحمد الشرع لإدماجهم في الجيش؟
المقاتلون الأجانب بسوريا... من هم وما هي خطة الرئيس أحمد الشرع لإدماجهم في الجيش؟

فرانس 24

timeمنذ 2 أيام

  • فرانس 24

المقاتلون الأجانب بسوريا... من هم وما هي خطة الرئيس أحمد الشرع لإدماجهم في الجيش؟

مع سقوط نظام الأسد ، بدأت تظهر الكثير من الأسئلة المحيطة بالحكم الجديد في سوريا، لعل أبرزها كيفية تعاطيه مع مسألة المقاتلين الأجانب في هذا البلد، ولاسيما الذين قاتلوا إلى جانب " هيئة تحرير الشام" قبل أن يعتلي زعيمها أحمد الشرع كرسي الرئاسة، وينطلق في مسلسل جديد من بناء دولة تبني جسور العلاقات مع محيطها الإقليمي العربي والغرب أيضا. والدعم الدولي الذي لاقته ساعد القيادة الجديدة في سوريا على الشروع في بناء جيشها انطلاقا من الواقع الداخلي، الذي له خصوصياته، لاسيما بوجود الآلاف من المقاتلين الأجانب في البلد، ظلوا إلى عهد قريب "رأس الحربة" في مواجهة قوات الأسد كما يقول صحافي فرانس 24 وسيم نصر المختص في الحركات الجهادية. وأعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لدمشق بالدخول في عملية إدماج هؤلاء المقاتلين في الجيش، إذ قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا توماس باراك إن واشنطن "وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف من المتشددين الأجانب الذين كانوا في السابق ضمن المعارضة بالانضمام للجيش الوطني، شريطة أن يحدث ذلك بشفافية"، وفق ما أوردته وكالة رويترز. وظلت الولايات المتحدة تطالب القيادة الجديدة باستبعاد المقاتلين الأجانب من قوات الأمن حتى مطلع مايو/أيار. لكن المقاربة الأمريكية للوضع السوري الجديد شهدت تغييرا ملحوظا تجاه دمشق إثر جولة ترامب في الشرق الأوسط الشهر الماضي، والتي وافق خلالها الرئيس الأمريكي على رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد. من هم هؤلاء المقاتلون؟ منذ مرحلة مبكرة من الحرب الأهلية في سوريا، والتي استمرت لمدة 13 عاما، انضم آلاف السنة الأجانب لجماعات معارضة سورية. وشكل بعض المقاتلين جماعاتهم الخاصة بينما انضم آخرون لجماعات قائمة مثل تنظيم " الدولة الإسلامية" أو "القاعدة" أو التحقوا بجماعات محلية، شكل البعض منها "هيئة تحرير الشام". واكتسب المقاتلون الأجانب داخل "هيئة تحرير الشام" خاصة سمعة التزامهم بالولاء والانضباط والخبرة العسكرية. وشكلوا العمود الفقري لوحدات النخبة في الجماعة. وحاربوا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وضد فروع من تنظيم "القاعدة" اعتبارا من 2016 عندما نأت الجماعة بنفسها عن تنظيم أسامة بن لادن. "يجب أن نعلم أن المقاتلين ينتمون إلى جنسيات مختلفة بمن فيهم الأويغور بالإضافة إلى فصائل ربما صغيرة الحجم وكبيرة التأثير تحت المظلة التركية. على أية حال غالبية هذه الفصائل كانت إما على توافق مع هيئة تحرير الشام أو على صلة بها بصورة أو بأخرى. وعددهم يتراوح بين 3500 و5 آلاف عنصر. خلافا لتنظيمي 'الدولة الإسلامية' و'القاعدة" اللذين بقيا على خلاف مع الهيئة التي خاضت معارك ضدهما"، حسب خبير الأمن الاستراتيجي والمحلل السياسي الأردني عمر الرداد. ويشكل الأويغور العمود الفقري في جماعات المقاتلين الأجانب التي حاربت تحت لواء "هيئة تحرير الشام"، وهم من الصين ووسط آسيا، ينتمون للحزب الإسلامي التركستاني، وهي جماعة تصنفها بكين على أنها إرهابية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "الصين تأمل في أن سوريا ستعارض كل أشكال قوى الإرهاب والتطرف استجابة لمخاوف المجتمع الدولي"، وفق ما نقلته عنه رويترز، فيما أكد عثمان بوغرا، وهو مسؤول سياسي في الحزب الإسلامي التركستاني لنفس الوكالة، "إن الجماعة حلت نفسها رسميا واندمجت في الجيش السوري". ما هي خطة إدماج المقاتلين الأجانب ضمن الجيش السوري؟ تنص الخطة، وفق ما نقلته رويترز عن ثلاثة مسؤولين في الجيش السوري، على انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الأويغور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة مشكلة حديثا، وهي الفرقة 84 من الجيش السوري، والتي ستضم سوريين أيضا. و"هذه الفصائل هي الأقدر على مواجهة تنظيم 'الدولة الإسلامية' والتعامل معها، وأيضا 'القاعدة' بتشكيلاته وبعض الفصائل غير المنضوية تحت لواء الدولة السورية الجديدة. وهو ما يمكن اعتباره أيضا أحد الأسباب التي دفعت لاتخاذ قرار الإدماج"، حسب الرداد. وإضافة لاستثمار "خبرتهم" القتالية في مواجهة أي تحركات لتنظيم "الدولة الإسلامية" و"القاعدة"، لربما سيتم توظيف هؤلاء المقاتلين في مناطق مختلفة ليس ضد السوريين، ولكن ضد الانفصاليين وتنظيمات جهادية أخرى غير راضية بخطوات القيادة السورية الجديدة، وربما تتطلع لمقاتلتها. وأعتقد أنه سيتم نشرهم على الحدود أيضا." يقول الخبير في الأمن الاستراتيجي الأردني. وتسبب تعيين عدد قليل من المتشددين الأجانب السابقين، الذين كانوا من أبرز قيادات "هيئة تحرير الشام"، في ديسمبر/كانون الأول، في مناصب عسكرية بارزة في إثارة قلق حكومات غربية، ما زاد من المخاوف المتعلقة بتوجهات القيادة الإسلامية الجديدة لسوريا. كما أثارت أعمال العنف ذات الطابع الطائفي، خصوصا ضد العلويين، شكوكا إزاء قدرة الشرع على ضبط فصائل مختلفة، بينها مجموعات جهادية متشددة تثير قلق المجتمع الدولي. واتخذت السلطات مؤخرا سلسلة إجراءات لتنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية، بينها وجوب انضمام قادة الفصائل إلى الكلية الحربية قبل درس ترقيتهم. ويعتبر الرداد أن ما حصل في هذه المنطقة "أمر مختلف، وتم التعامل مع تلك الأحداث بأنها انقلاب بتوجيه وتخطيط من إيران وحزب الله، لذلك كان التعاطي معها بشكل آخر". "ملف معقد" لا ينفي وسيم نصر أن موضوع المقاتلين الأجانب في سوريا "ملف معقد، ودُبر بشكل جيد من قبل 'هيئة تحرير الشام' في السابق، ومن طرف الحكومة السورية في الوقت الحالي"، ويؤكد الخبير في الحركات الجهادية أن ضمهم للجيش "فكرة جيدة لتفادي الأخطاء السابقة كما حصل في أفغانستان أو البوسنة أو في أماكن أخرى". ونقلت رويترز عن مصدرين مقربين من وزارة الدفاع السورية بأن الشرع والمقربين منه حاولوا إقناع محاورين غربيين بأن ضم مقاتلين أجانب إلى الجيش سيكون أقل خطورة على الأمن من التخلي عنهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الانضمام مجددا لتنظيم 'القاعدة' أو تنظيم 'الدولة الإسلامية'. وفي سياق نوع من "الاعتراف بالجميل"، قال الشرع إن المقاتلين الأجانب وأسرهم قد يحصلون على الجنسية السورية لدورهم في محاربة الأسد، علما أنهم كانوا دائما يتبعون أوامره حتى بعد سقوط بشار الأسد. لقد "نفذوا تعليماته بعدم تعريض الأقليات لأي سوء وعدم مهاجمة القوات الروسية التي كانت تقصفهم قبل 24 ساعة. وهذا يدل على انضباطهم" الدائم، يقول وسيم نصر معلقا على الوجه الذي ظهر به المقاتلون مباشرة بعد انهيار حكم بشار الأسد وفراره إلى روسيا. ويرى وسيم نصر في خطوة دمشق أنها "تمنحهم أفقا سياسيا واقتصاديا"، قبل أن يعود لما عبر عنه الرئيس السوري بهذا الشأن أثناء مقابلة معه: "قال لي الشرع عندما قابلته في ديسمبر بمقر الحكومة، حيث لم يكن بعد استقر في القصر الرئاسي، إنهم ناس قاتلوا معنا، وهناك من تزوج من سوريات ولهم أطفال سوريون، يجب أن نجد لهم إطارا ومخرجا، وهو ما هو بصدد تطبيقه الآن. وأقنع الأمريكيين بذلك". وهذا الاختيار كان "شر لابد منه"، يقول المحلل السياسي عمر الرداد، "ولا تستطيع القيادة السورية الجديدة أن تنقلب بهذه السرعة على هذه الفصائل وإلا ستكون العواقب خطيرة بالإمكان أن تزج بالبلاد في حرب أهلية، وهو ما تتحاشاه دمشق. وجميع الخيارات العسكرية الداخلية اليوم هي مؤجلة وربما غير مطروحة للحفاظ على صورة القيادة الجديدة بوصفها قيادة مدنية وبرغماتية وحضارية، تريد التعاون مع الجميع." وملف المقاتلين الأجانب لا يعني القيادة السورية لوحدها، بل "أعتقد أنه حصل اتفاق أمريكي تركي بهذا الشأن لاسيما وأن إعلان عملية الدمج تزامن مع انسحابات أمريكية من قواعد شرق الفرات" يضيف خبير الأمن الاستراتيجي الأردني . نهاية الجهاديين في سوريا؟ فهل بهذه الخطوة تكون سوريا قد طوت ملف الجهاديين؟ يقول الرداد: "هو حل مؤقت ومرحلي، بمعنى استيعابهم ضمن هذا السياق بإشراف أمريكي وتركي لضمان الاستقرار أطول مدة ممكنة للحيلولة دون انتقال هؤلاء إلى مناطق أخرى". "لكن النظام السوري الجديد بحاجة إليهم مع تشكيل جيش جديد، لاسيما وأنهم سيكونون في تشكيل عسكري مستقل، بمعنى أن حجم الاختلاط والتداخل مع بقية تشكيلات الجيش السوري ربما ستكون عبر قيادات". ويطرح الرداد مخاوف إيديولوجية تصعب من "انصهارهم" في مؤسسة الجيش، "فيما تريد القياد السورية الجديدة تشكيل جيش بعقيدة دفاعية قتالية، لا تستند إلى مرجعيات لتنظيمات جهادية". ورغم هذه المخاوف من صعوبة الانصهار في الجيش، إلا أن "الشرع والقيادة السورية عموما يراهنان على حدوث تغييرات محتملة وتعديلات بإيديولوجية هؤلاء المقاتلين لاسيما وأن التنظيمات الأكثر تشددا تم التخلص من قيادييها"، يقول الرداد. ويضيف: "أعتقد أن الموجودين الآن ليسوا قياديين وإنما فصائل وعناصر وهناك رهانات على احتوائهم. القيادة السورية ربما لها محظور بأنه لا يجب دخولها إلى المدن ولا التعامل مع السوريين". بهذا الإجراء، يقول وسيم نصر، يكون الشرع قد "فعّل الخروج من الحرب ضد الإرهاب كما عرفناها طيلة عقدين، والتي لم تؤد إلا إلى الفشل والعزلة. وبالتالي نجرب شيئا جديدا، لأن هناك طريق ثالث" رسمه الحكم الجديد في سوريا بدعم أمريكي.

صور الأقمار الصناعية تكشف: الهجوم الأوكراني دمّر قاذفات روسية إستراتيجية
صور الأقمار الصناعية تكشف: الهجوم الأوكراني دمّر قاذفات روسية إستراتيجية

يورو نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • يورو نيوز

صور الأقمار الصناعية تكشف: الهجوم الأوكراني دمّر قاذفات روسية إستراتيجية

أظهرت صور أقمار صناعية أُخذت عقب هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة في عمق الأراضي الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع، تدمير وإصابة عدد من القاذفات الاستراتيجية الروسية، وفقاً لما أكّده ثلاثة محللين متخصصين في تحليل المصادر المفتوحة. واستهدفت أوكرانيا ما لا يقل عن أربعة قواعد جوية في روسيا مستخدمةً 117 طائرة مسيّرة أُطلقت من حاويات قريبة من المواقع المستهدفة. وأكدت لقطات التُقطت بطائرات من دون طيار، وتم التحقق منها من قبل وكالة "رويترز"، إصابة عدة طائرات في موقعين على الأقل. شركة "كابيلا سبيس" الأميركية زوّدت "رويترز" بصورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية لإحدى تلك القواعد الجوية، وتحديداً قاعدة "بيلايا" العسكرية في منطقة إيركوتسك السيبيرية، وذلك بتاريخ 2 يونيو، أي بعد يوم من تنفيذ العملية، التي اعتُبرت من أكثر العمليات الأوكرانية تعقيداً وفعالية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات. ورغم أن الغيوم تحجب الرؤية في الصور التقليدية، إلا أن هذه الصور التُقطت باستخدام تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR)، والتي تعتمد على إرسال موجات طاقة نحو سطح الأرض ورصد صداها، ما يتيح الكشف عن تفاصيل دقيقة رغم العوامل الجوية. الصورة، وهي بالأبيض والأسود وتقلّ دقّتها عن الصور البصرية التقليدية، أظهرت حطام طائرات عدة منتشرة على مدرج القاعدة أو داخل حواجز إسمنتية واقية. وقال جون فورد، الباحث في "مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار" في كاليفورنيا: "بالمقارنة مع صور الأقمار الصناعية السابقة ولقطات الطائرات المسيّرة التي نُشرت عبر تليغرام وتويتر، يمكنني تأكيد تدمير عدد من الطائرات". وأشار إلى أن الصور تُظهر بقايا طائرتين من طراز Tu-22 "باكفاير"، وهي قاذفات استراتيجية بعيدة المدى تُستخدم في ضربات صاروخية ضد أوكرانيا. وأضاف أن الصور ولقطات الطائرات المسيّرة المنشورة على وسائل التواصل تشير أيضاً إلى تدمير أو تضرر أربع قاذفات استراتيجية ثقيلة من طراز Tu-95. من جانبه، أكد برادي أفرِك، محلل استخبارات المصادر المفتوحة، أن الصور تُظهر بالفعل تدمير وإصابة عدد من قاذفات Tu-95 وTu-22 في قاعدة إيركوتسك، لكنه أشار إلى الحاجة لمزيد من الصور لتقدير حجم الأضرار بدقة. ومع ذلك، اعتبر أفرِك أن "الهجوم كان ناجحاً جداً"، لافتاً إلى أن القاعدة تضم أيضاً نماذج مزيّفة لطائرات، يبدو أنها فشلت في تضليل الطائرات المسيّرة الأوكرانية. ولم تحصل "رويترز" بعد على صور رادارية لقاعدة "أولينيا" الجوية في منطقة مورمانسك شمال غربي روسيا، التي كانت أيضاً هدفاً للهجوم. لكن لقطات فيديو قدمتها السلطات الأوكرانية وتحققت منها الوكالة، أظهرت اشتعال النيران في قاذفتين يُعتقد أنهما من طراز Tu-95، بالإضافة إلى ثالثة أُصيبت بانفجار ضخم. وزارة الدفاع الروسية من جهتها أكدت أن أوكرانيا استهدفت قواعد جوية عسكرية في مناطق مورمانسك، إيركوتسك، إيفانوفو، ريازان، وآمور. وأضافت أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت للهجمات في ثلاث مناطق، لكنها لم تتمكن من منع الأضرار في مورمانسك وإيركوتسك، حيث اندلعت النيران في عدد من الطائرات. جهاز الأمن الأوكراني (SBU) تبنّى العملية التي أطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"، مشيراً إلى أن 41 طائرة حربية روسية أُصيبت، بينها 13 تم تدميرها بالكامل. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالعملية واصفاً إياها بأنها "عبقرية بكل معنى الكلمة"، بعدما وصلت الضربات إلى أهداف تبعد نحو 4,300 كيلومتر عن خطوط القتال. وفيما لم تكشف القوات الأوكرانية عن تفاصيل إضافية، أعلنت أنها أضافت 12 طائرة إلى سجل خسائر روسيا الجوية. وقدّر جهاز الأمن الأوكراني أن حجم الخسائر التي تسببت بها العملية بلغ نحو 7 مليارات دولار، مشيراً إلى أن 34% من القاذفات الحاملة لصواريخ كروز الاستراتيجية في القواعد الروسية الأساسية قد تضررت. ورغم عدم قدرة "رويترز" على التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، إلا أن محللين أشاروا إلى أن الخسائر ستؤثر على القدرة الروسية، خصوصاً أن بعض الطائرات المستهدفة لم تعد تُنتج، ما يجعل تعويضها أمراً بالغ الصعوبة. ويرجّح "معهد دراسات الحرب" (ISW) أن يجبر هذا الهجوم موسكو على إعادة توزيع أنظمتها الدفاعية الجوية لحماية نطاقات أوسع، وربما اللجوء إلى نشر منظومات متنقلة قادرة على الاستجابة السريعة لهجمات مماثلة مستقبلاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store