logo
الطائفية والهلال العبري

الطائفية والهلال العبري

المدينة٠٨-٠٥-٢٠٢٥

فرضت إسرائيل بقوَّة السلاح -خلال الأيام الماضية- خطوطًا حمراءَ في جنوب سوريا، حظرت بموجبها على الحكومة السوريَّة إرسال قواتها إلى ثلاث محافظات بالجنوب السوريِّ وهي: السويداء (المعقل الرئيس للدروز في سوريا)، ودرعا، والقنيطرة، وذلك بحجة حماية الدروز السوريين.وقد عزا بعض المحليِّين الخطوات الإسرائيليَّة للروابط بين الدروز السوريِّين والدروز الحاملين للجنسيَّة الإسرائيليَّة المنتمين للمؤسسة العسكريَّة والأمنيَّة، بينما أشار آخرون إلى أبعاد أعمق، عندما نوَّهوا بوثيقة "أوديد إينون" مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون مطلع ثمانينيَّات القرن الماضي، والتي تحدِّد مبدأين رئيسين يجب على إسرائيل العمل بموجبهما من أجل بقائها وهما: أنْ تتحوَّل لقوة إقليميَّة إمبرياليَّة في المنطقة، وثانيًا أنْ تعمل على تفتيت دول المنطقة الحاليَّة إلى كيانات طائفيَّة وعرقيَّة صغيرة؛ بهدف ضمان تفوُّق إسرائيل الإقليميِّ.هذا ولا يخفي المسؤولون الإسرائيليون رغبتهم في تغيير خارطة الشرق الأوسط بشكل كبير، انطلاقًا من سوريا، حيث أشار بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي لذلك بعدَّة مناسبات مؤخَّرًا، وأبدوا رغبتهم في تقسيم سوريا لدويلات صغيرة، في تصريح هو الأوضح لوزير المالية الاسرائيلي سموتريش.أما على الجانب الآخر فقدرات الدولة السوريَّة على مواجهة المخططات الإسرائيليَّة تبدو محدودةً للغاية، حيث تعاني سوريا من أضرار جسيمة جرَّاء الأزمة المدمِّرة التي عانت منها، لمواجهة نظام الأسد البائد "الثورة السوريَّة" لمدة ثلاثة عشر عاما بعنف منقطع النظير، نجم عنه مئات الآلاف من الضحايا، وأُصيب عدد أكبر، وهاجر الملايين داخل سوريا ولخارجها، عدا عن تدمير المدن والبنية التحتيَّة (تقدَّر تكلفة إعادة البناء 500 - 1000 مليار دولار أمريكي)، وخلَّفت اقتصادًا مدمَّرًا بما يضع أعباء ثقيلة جدًّا على الحكومة السوريَّة الحاليَّة، وخاصةً بعد تدمير إسرائيل وبشكل شبه كامل وممنهج القدرات العسكريَّة للجيش السوريِّ خلال الأسابيع والشهور الماضية، مع ملاحظة تعقيدات المشهد السوري بشكل كبير لتعدُّد الطوائف والأديان والعرقيات والاثنيات بالمجتمع السوري.وفي حال تمكُّن إسرائيل من تكريس نفوذها في الجنوب السوريِّ، ووصل ذلك جغرافيًّا مع القوات الكرديَّة في شرق وشمال سوريا (قسد)، وتاليًا كردستان العراق؛ نظرًا للعلاقات الممتازة التي تربط الدولة العبريَّة بأكراد سوريا والعراق، فستقطع إسرائيل أيَّ تواصل بين الحشد الشعبي في العراق، وضمنًا إيران مع حزب الله اللبناني، وذلك عبر فرض هلال من النفوذ الإسرائيلي.الاحداث المتسارعة في الجنوب السوري ستفتح الباب عاجلًا لتقسيم أقاليم أُخرى في سوريا، مثل الإقليم الكردي في شمال وشرق سوريا، المهيَّأ بشكل كبير -ومنذ سنوات- لذلك، وإقليم الساحل ذي الغالبية العلويَّة، خاصَّةً بعد أحداث الساحل الاخيرة، بما يضع مخاطر جمَّة على دول عربيَّة أُخرى لإمكانيَّة تعرضها لمخاطر مشابهة، وهذا ما يضع مسؤولية كبيرة على جامعة الدول العربيَّة بحكم موقعها في إدارة العمل العربيِّ المشترك لسرعة تنسيق الجهود، واتِّخاذ إجراءات مبتكرة لحماية موقع سوريا في العالم العربيِّ قبل أنْ تصبح سوريا بشكلها الحالي جزءًا من الماضي، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف الدول العربيَّة المحوريَّة السعوديَّة، ومصر الصارم برفض تقسيم سوريا، وكذلك الرفض التركي الإيراني لوجود كيانين كردي سوري، وكردي عراقي، قابلين للاندماج مستقبلًا على حدودهما، وما يبديه الجانب الروسي من حرص على وحدة أراضي سوريا، مع ملاحظة الدعم الغربي الضمنيِّ لإسرائيل في أيِّ خطوات تتخذها تحت مسمَّى "الدفاع عن النَّفس" وإنْ لم يخف بعض الإسرائيليين أنفسهم الإشارة لسفر التكوين، أحد أسفار الكتاب المقدَّس العبري، والوعد الإلهي فيه "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر النيل إلى نهر الفرات"، وحقهم في الأراضي السوريَّة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

3 قتلى بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان
3 قتلى بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

3 قتلى بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان

قتل ثلاثة أشخاص بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة أمس الأربعاء، مع مواصلة تل أبيب تنفيذ ضربات تقول إنها تستهدف "حزب الله"، على الرغم من وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين. وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت سيارة في بلدة عين بعال- قضاء صور، أدت إلى سقوط ضحية". وأدى هجومان آخران بمسيّرتين إلى مقتل شخص في ياطر وآخر في عيترون، وهما بلدتان قريبتان من الحدود الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه "هاجم في وقت سابق اليوم (الأربعاء)، في منطقة صور جنوب لبنان وقضى على الإرهابي حسين نزيه برجي". وقال إن برجي "كان يعتبر عنصرا ذا خبرة مركزية في مجال إنتاج الوسائل القتالية في لبنان والذي عمل تحت مديرية البحث والتطوير والإنتاج في حزب الله الإرهابي". وأضاف أن المستهدف كان "مهندسا ذا خبرة طويلة في التنظيم وتولى مسؤولية إنشاء بنى تحتية لإنتاج صواريخ أرض أرض دقيقة حيث هدفت عملية استهدافه إلى ضرب جهود إعمار حزب الله بعد حملة سهام الشمال". وأسفرت غارة إسرائيلية ثانية على منطقة ياطر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح، بحسب وزارة الصحة. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الغارة استهدفت شخصاً "بينما كان يقوم برفع الردم بجرافته من منزله التي تضرر جراء الحرب الأخيرة". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "قضى على قائد" في قوة الرضوان، وحدة النخبة العسكرية في "حزب الله"، في بلدة ياطر. وفي شأن الغارة في بلدة عيترون، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية بيان أعلن أن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة على بلدة عيترون - قضاء بنت جبيل، أدت إلى سقوط قتيل". وأفاد مندوب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن "الغارة على عيترون استهدفت دراجة نارية، ومعلومات عن وقوع إصابات". وشنّت إسرائيل يوميا هذا الأسبوع، ضربات قالت إنها تستهدف عناصر الحزب. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية الثلاثاء بأن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح جراء غارة في منطقة المنصوري بجنوب لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي "القضاء" على عنصر في "حزب الله". وقتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بضربات على مناطق جنوبية عدة الاثنين، وفق السلطات، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قضى" على عنصر في قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة في "حزب الله". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويسري منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية، بعد نزاع امتد لأكثر من عام وتحول مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر (أيلول) 2024. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي "حزب الله" من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. وتؤكد السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة قرارها "حصر السلاح" بيد الدولة، وسط ضغوط أميركية متصاعدة لسحب سلاح الحزب بعدما تكبّد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل. واعتبرت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الثلاثاء أن لبنان لا يزال أمامه "الكثير" من أجل نزع سلاح "حزب الله". وأشارت أورتاغوس في ردّها على سؤال بشأن هذه المسألة خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة إلى أن المسؤولين في لبنان "أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية". وأضافت "لكن لا يزال أمامهم الكثير". وأكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون في أواخر أبريل (ر) أن الجيش بات يسيطر على أكثر من 85 في المئة من الجنوب الذي قام بـ"تنظيفه"، في إطار تنفيذ التزاماته باتفاق وقف النار. ونص الاتفاق كذلك على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها خلال الحرب. لكن بعد انتهاء المهلة المخصصة لذلك، أبقت اسرائيل على وجود قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود. وتواصل شن غارات خصوصا في الجنوب. ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال موجودة فيها.

الكرملين يشدد على استئناف الاتصالات الإستراتيجية.. تبادل سجناء بين واشنطن وموسكو
الكرملين يشدد على استئناف الاتصالات الإستراتيجية.. تبادل سجناء بين واشنطن وموسكو

البلاد السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • البلاد السعودية

الكرملين يشدد على استئناف الاتصالات الإستراتيجية.. تبادل سجناء بين واشنطن وموسكو

البلاد – موسكو في تطور جديد يشير إلى تحركات دبلوماسية حذرة بين موسكو وواشنطن، أعلن الكرملين أمس (الأربعاء)، أن العمل جارٍ بين الجانبين على ترتيب عملية تبادل سجناء، غير أن موعد تنفيذ العملية لم يُحدد بعد. ويأتي هذا الإعلان بعد مكالمة هاتفية جرت يوم الإثنين الماضي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلالها احتمال تبادل تسعة سجناء من كل طرف. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن 'الجهات الحكومية المختصة من الجانبين على تواصل مباشر لبحث هذه المسألة'، من دون إعطاء تفاصيل إضافية بشأن الأسماء أو الجدول الزمني المتوقع. فيما نقلت وكالة 'رويترز' عن مصدر مطّلع قوله إن واشنطن قدمت لموسكو سابقًا قائمة تضم تسعة مواطنين أميركيين محتجزين في روسيا، تطالب السلطات الأميركية بإعادتهم في إطار صفقة تبادل محتملة. الملف الإنساني المتعلق بالسجناء ظل أحد الموضوعات الشائكة في العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة وغياب الثقة، إلا أن هذه التطورات تشير إلى وجود قنوات اتصال مفتوحة تعمل بهدوء رغم التوترات السياسية القائمة. وفي سياق موازٍ، دعا الكرملين إلى استئناف الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن قضايا 'الاستقرار الاستراتيجي'، في ظل التصعيدات العسكرية والتكنولوجية المتلاحقة. وأكد بيسكوف أن التطورات الجيوسياسية الأخيرة تجعل من الضروري استئناف الحوار بشأن التوازن العسكري والاستراتيجي، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة نيتها إطلاق مشروع 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كشف الثلاثاء عن اختياره لتصميم منظومة 'القبة الذهبية'، التي تبلغ كلفتها 175 مليار دولار، مشيرًا إلى تعيين جنرال من سلاح الفضاء لقيادة البرنامج، الذي يُنظر إليه على أنه رد استراتيجي مباشر على تنامي القدرات الصاروخية لكل من روسيا والصين. واعتبر بيسكوف أن هذه الخطط الأمريكية 'شأن سيادي'، لكنه أضاف أن موسكو ستتابع الأمر عن كثب لما له من تأثير على موازين القوى الدولية. وبينما تواصل واشنطن وموسكو اختبار حدود المنافسة والتقارب في آن، تبقى ملفات مثل تبادل السجناء والحوار الاستراتيجي مؤشرات مهمة على استمرار خطوط التواصل – ولو بحذر – بين القوتين النوويتين الأكبر في العالم.

«قبة ذهبية» لحماية أميركا بكلفة 175 مليار دولار
«قبة ذهبية» لحماية أميركا بكلفة 175 مليار دولار

سعورس

timeمنذ 2 ساعات

  • سعورس

«قبة ذهبية» لحماية أميركا بكلفة 175 مليار دولار

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى «القبة الذهبية» بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكداً أنها ستصبح قيد الخدمة في غضون ثلاث سنوات. وأعلن ترمب تخصيص 25 مليار دولار كتمويل أولي للمشروع، مضيفاً أن كلفته الإجمالية قد تصل إلى حوالي 175 ملياراً. وقال ترمب في البيت الأبيض: «خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعاً صاروخية متطورة جداً»، وأضاف: «يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسمياً هيكلية هذه المنظومة المتطورة». وأوضح: «ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أُطلقت من جوانب أخرى من العالم، وحتى لو أُطلقت من الفضاء. إنها مهمة جداً لنجاح بلدنا ولبقائه أيضاً». وأشار الرئيس الأميركي إلى إن الجنرال مايكل غيتلاين من قوة الفضاء الأميركية سيترأس المشروع، مضيفاً أن كندا أعربت عن اهتمامها بالمشاركة فيه لأنها «تريد الحصول على الحماية أيضاً». لكن فيما قال ترمب إن الكلفة الإجمالية للمشروع هي 175 مليار دولار، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس كلفة الصواريخ الاعتراضية للتصدي لعدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات بين 161 مليار دولار و542 ملياراً على مدى عشرين عاماً. وللقبة الذهبية أهداف أوسع إذ قال ترمب: إنها «ستنشر تقنيات الجيل المقبل براً وبحراً وعبر الفضاء، بما في ذلك أجهزة الاستشعار الفضائية والصواريخ الاعتراضية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store