logo
روسيا وإيران من "ليلة دمشق" إلى "صفر تخصيب": 3 مسارات لتحالف "بلا ثقة"!

روسيا وإيران من "ليلة دمشق" إلى "صفر تخصيب": 3 مسارات لتحالف "بلا ثقة"!

النهار٢١-٠٧-٢٠٢٥
صحيح أن الحرب الإيرانية – الإسرائيلية انتهت باتّفاق أوقف الضربات المتبادلة بين البلدين بعد 12 يوماً، إلّا أن تداعيات "حرب حزيران" لا تزال ترسم حدود المنطقة وخطوطها مع كل الأحداث التي هزّت الشرق الأوسط، فتدفعه إلى واقع جديد. وما بين الخطوط والحدود، يشكّل مستقبل علاقة الحلفاء ومصيره جزءاً مهمّاً من هذه العملية، والعين بدون شك إلى "تحالف المصالح" بين إيران وروسيا.
في ظلّ كل هذه المستجدّات، تواجه طهران وموسكو عند كل استحقاق امتحانات تعكس متانة هذه العلاقة التي تطوّرت في السنوات الماضية لتُتوّج بتوقيع اتّفاقية شراكة استراتيجية شاملة مطلع عام 2025. ولعلّ الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد إيران جعلت العلاقة بين الحليفتين في امتحانها الأهم، فتتفتّح العين على ملف التخصيب!
"روسيا تدعم التوصّل إلى اتّفاق نووي لا يُسمح فيه لإيران بتخصيب اليورانيوم"، بهذّه المعطيات، هزّ موقع "أكسيوس" الأميركي أساس التحالف الإيراني – الروسي بالرغم من النفي الثنائي الذي صدَر من البلدين. ونقل الموقع أيضاً: "روسيا التي تُعد الداعم الرئيسي لإيران ديبلوماسياً في ملفها النووي منذ سنوات، تتحدّث علناً عن حق إيران في التخصيب، لكن بوتين يتبنّى موقفاً أكثر تشدّداً خلف الأبواب المغلقة، خاصّة بعد الحرب التي استمرّت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران".
فأي مستقبل للعلاقة بين موسكو وطهران بعد جولات من الاستحقاقات؟ وهل يكون الموقف الروسي رغم نفيه مدخلاً لاهتزاز العلاقة مع إيران وتراجعها؟
كلمة سرّ التحالف واحدة: "أميركا". جمعت إيران وروسيا عقوبات الولايات المتحدة والعقوبات الأوروبية فوضعتهما في خندق واحد، استطاعت منه الدولتان تعزيز الشراكة مع تقارب سياسي واقتصادي. أمّا التعاون العسكري فيتجلّى في حرب أوكرانيا المستمرّة، في الميدان، حيث تقصف روسيا أوكرانيا بطائرات "شاهد" المسيّرة بمقابل تبادل معلوماتي وتكنولوجي.
شكّل نظام بشار الأسد أحد أهم القواسم المشتركة بين البلدين أيضاً، فقد دافعا عنه طيلة الحرب السورية وعزّزا مواقعهما مقابل مصالح وامتيازات استفاد منها النظام السوري للبقاء على قيد الحياة. ولكن سقوطه في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، شكّل نكسة للحليفين، وقد دفع إيران إلى مراقبة "التخلّي" الروسي عن حليفها الأسد، لتكون المحطّة عبرة لها في استحقاقاتها. وها هي أمام سيناريو التخصيب، في مشهد لا يقل خطورة عن ليلة دمشق التاريخية.
"بين التعاون والمنافسة"
يعتبر المحلّل السياسي والباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي أن "ما يحدث اليوم من محاولات متكرّرة إيرانية – روسية لا يمكن اعتبارها شراكة على المستوى النووي بالرغم من أنّهما أمام تحدّيات مشتركة في مواجهة الولايات المتحدة. وتأتي التسريبات بشأن موقف روسيا من تخصيب اليورانيوم في وقت حافظت روسيا على علاقات معقّدة مع إيران، تتأرجّح بين التعاون والمنافسة، مدفوعة بمصالحها الجيوسياسية والاقتصادية".
ويقول النعيمي في حديث لـ"النهار": "يمكن تصوّر 3 سيناريوات محتملة للتعاون النووي بين روسيا وإيران، بين مضي روسيا في تقديم الدعم الفني واللوجستي لبرنامج إيران النووي المدني، كما هي الحال في محطّة بوشهر للطاقة النووية السلمية. أو تصعيد التعاون في وجه الضغوط الغربية، وإذا استمرّت قد تدفع الظروف إلى تعزيز تعاونهما في المجال النووي. أو تكتيك "الباب المفتوح" فتستخدم روسيا علاقتها النووية مع إيران كورقة مساومة في مفاوضاتها مع الغرب، خاصّة في ما يتعلّق بالعقوبات المفروضة عليها، إلّا أنّ هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر كبيرة، إذ قد تؤدّي إلى تدهور أكبر في العلاقات الدولية".
ويوضح النعيمي: "من المرجّح جداً أن تستغل روسيا ورقة التعاون النووي مع إيران لتحقيق مكاسب سياسية في مفاوضاتها مع الغرب". ويوضح: "في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، تحتاج موسكو إلى أي وسيلة للضغط على خصومها وإبداء استعدادها لتعميق التعاون النووي مع إيران أو حتى التلميح إلى تجاوز الخطوط الحمراء الغربية في هذا الملف. إلى ذلك، قد تحاول تشتيت الانتباه وتغيير الأولويّات من خلال إثارة ملف إيران النووي إثارةً أكثر حدّة، فيمكن لروسيا أن تحاول تشتيت انتباه الغرب عن حرب أوكرانيا، أو على الأقل إضافة تعقيد جديد للمشهد الأمني الدولي".
"ثقة مهتزّة"
ويتابع: "تبقى خيارات موسكو وطهران بناء تحالفات مضادة في ظل ما تراه روسيا نظاماً عالمياً أحادي القطب تقوده الولايات المتحدة، لذلك تسعى موسكو لبناء تحالفات مضادّة لكن لم تنجح في ذلك، والسبب أن التحالفات التي تحاول بناءها في دول غير متجانسة. مع ذلك، هناك خطوط حمراء يجب على روسيا أن تراعيها، فدعم برنامج أسلحة نووية إيراني مباشرةً سيشكّل تهديداً كبيراً للاستقرار الإقليمي والعالمي، وقد يؤدي إلى ردود فعل غربية أكثر شدّة مما يمكن لروسيا تحمله. لذا، من المرجّح أن يكون أي استغلال لورقة التعاون النووي مع إيران ضمن إطار تكتيكي يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، وليس بالضرورة المضي قدماً في تعاون غير محدود يمكن أن يخرج عن السيطرة".
ويردف: "ستشهد العلاقة بين روسيا وإيران في الملف النووي توازناً دقيقاً بين التعاون والمصالح المتضاربة، وستكون استمرارية هذا التعاون مرهونة بالظروف الجيوسياسية المتغيّرة، خاصة العلاقة بين كل من الدولتين والغرب. فرغم الدعم، من غير المرجّح أن تدعم روسيا مباشرةً برنامج أسلحة نووية إيرانياً، إذ إن ذلك سيؤدّي إلى تصعيد خطير في المنطقة وقد يهدّد مصالح روسيا على المدى الطويل، بالإضافة إلى إثارة رد فعل دولي عنيف".
أمام كل الحلول المطروحة على الطاولة، يرى النعيمي أن "إيران ستفضّل الاحتفاظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب كورقة ضغط قوية في يدها، خصوصاً أن ثقتها مهتزّة جداً في أي اتّفاقيات تتطلّب منها التخلّي عن جزء من قدراتها أو مخزونها النووي، ولن تتخلّى عن الورقة بسهولة ما لم تُقدّم لها ضمانات أمنية واقتصادية شاملة وموثوقة، وهذا أمر يصعب تحقيقه في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن".
ويختم: "بالتأكيد، ستستثمر واشنطن أي خلاف أو تباين بين روسيا وإيران للضغط على طهران، وهذه سياسة طبيعية في لعبة المصالح الدولية، خاصة عندما يتعلّق الأمر بخصمين للولايات المتحدة، ويمكن لواشنطن أن تستغل هذه التباينات وتوظيفها لإضعاف موقفي موسكو وطهران، وذلك للحد من التعاون مع الشريكين غير المتجانسين. وليس بالضرورة أن يؤدّي الاستثمار الأميركي لهذه التباينات إلى نجاح كامل. روسيا وإيران تدركان جيّداً أن الغرب يحاول زرع الشقاق بينهما، ولديهما مصلحة مشتركة في مواجهة الهيمنة الغربية، وقد تتعمّدان إظهار بعض التباينات لخدمة مصالحهما الخاصة، مع الحفاظ على جوهر تحالفهما الاستراتيجي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يؤكد تحقيق 'تقدم كبير' في المحادثات الأمريكية الروسية، ويفرض رسوماً على الهند بسبب شرائها النفط الروسي #عاجل
ترامب يؤكد تحقيق 'تقدم كبير' في المحادثات الأمريكية الروسية، ويفرض رسوماً على الهند بسبب شرائها النفط الروسي #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 18 دقائق

  • سيدر نيوز

ترامب يؤكد تحقيق 'تقدم كبير' في المحادثات الأمريكية الروسية، ويفرض رسوماً على الهند بسبب شرائها النفط الروسي #عاجل

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن 'تقدماً كبيراً' قد أُحرز بشأن أوكرانيا خلال المحادثات التي جرت بين مبعوثه، ستيف ويتكوف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ووصف ترامب في منشور على منصته 'تروث سوشيال'، الاجتماع بأنه 'مثمر للغاية'. وكان الكرملين قد أصدر في وقت سابق بياناً غامضاً بشأن المحادثات، إذ قال مساعد السياسة الخارجية الروسي، يوري أوشاكوف، إن الجانبين تبادلا 'إشارات' في إطار محادثات 'بنّاءة' في موسكو. وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة ناقشتا إمكانية التعاون الاستراتيجي، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل حتى يقدّم ويتكوف تقريره للرئيس الأمريكي. وجاء الاجتماع قبل أيام من الموعد النهائي الذي حدده ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وأضاف ترامب أن 'الجميع متفق على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، وسنعمل على تحقيق ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة'. وفي وقت لاحق، أكد البيت الأبيض لـبي بي سي، أن الروس أعربوا عن رغبتهم في لقاء الرئيس الأمريكي، وأن ترامب 'منفتح على لقاء كل من الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي'. وقالت المتحدثة باسم ترامب، كارولاين ليفيت، إن 'الرئيس ترامب يريد إنهاء هذه الحرب الوحشية'. من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تحدث مع ترامب بشأن زيارة ويتكوف، وكان عدد من القادة الأوروبيين أيضاً ضمن المكالمة. وأضاف: 'يجب أن تنتهي هذه الحرب'. وكان زيلينسكي قد حذّر من أن روسيا لن تتجه بجدية نحو السلام إلا إذا بدأت تنفد أموالها. وبدا أن المحادثات التي جرت الأربعاء بين بوتين وويتكوف كانت ودّية، على الرغم من تزايد انزعاج ترامب من بطء التقدّم في المفاوضات بين موسكو وكييف. وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية بوتين وويتكوف، اللذين التقيا عدة مرات من قبل، وهما يتبادلان الابتسامات ويصافحان بعضهما في قاعة فخمة داخل الكرملين. وكان ترامب قد قال إن روسيا قد تواجه عقوبات كبيرة، أو عقوبات ثانوية على كل من يتعامل معها تجارياً، إذا لم تتخذ خطوات لإنهاء الحرب. وبُعيد مغادرة ويتكوف موسكو، أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع أمراً تنفيذياً بفرض تعرفة جمركية إضافية بنسبة 25 في المئة على الهند بسبب شرائها النفط من روسيا، على أن تدخل حيز التنفيذ في 27 أغسطس/ آب الجاري. واتّهم الرئيس الأمريكي الهند بعدم الاكتراث بـ'عدد الأشخاص الذين تقتلهم آلة الحرب الروسية في أوكرانيا'. ورغم تهديدات ترامب بالعقوبات، لا تزال التوقعات متواضعة بخصوص التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الجمعة، كما أن روسيا تواصل هجماتها الجوية الواسعة على أوكرانيا. وكان ترامب قد وعد قبل توليه المنصب في يناير/ كانون الثاني أنه سيكون قادراً على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في يوم واحد، لكنه فشل، وأصبح خطابه تجاه روسيا أكثر حدة منذ ذلك الحين. وقال الشهر الماضي: 'كنا نظن أننا توصلنا إلى حل للحرب عدة مرات، ثم يخرج الرئيس بوتين ويبدأ في إطلاق الصواريخ على مدينة مثل كييف ويقتل الكثير من الناس في دار رعاية أو شيء من هذا القبيل'. وقد فشلت ثلاث جولات من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول في تقريب الحرب من نهايتها، بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على بدء الغزو الروسي الشامل. ولا تزال الشروط العسكرية والسياسية التي تطرحها موسكو للسلام غير مقبولة بالنسبة لكييف وشركائها الغربيين. كما أن الكرملين رفض مراراً طلبات كييف لعقد اجتماع بين زيلينسكي وبوتين. وفي غضون ذلك، وافقت الإدارة الأمريكية يوم الثلاثاء على صفقة مبيعات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار (150 مليون جنيه إسترليني)، بعد مكالمة هاتفية بين زيلينسكي وترامب، ناقش خلالها الزعيمان التعاون الدفاعي وإنتاج الطائرات المسيّرة. وقد استخدمت أوكرانيا الطائرات المسيّرة لضرب مصافي النفط والمنشآت الحيوية في روسيا، بينما ركزت موسكو هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية. وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف إن حصيلة الهجوم الذي استهدف المدينة الأسبوع الماضي ارتفعت إلى 32 قتيلاً بعد وفاة أحد الجرحى. وكان هذا الهجوم من بين أكثر الهجمات دموية على كييف منذ بداية الغزو. وفي يوم الأربعاء، أفادت السلطات الأوكرانية بأن هجوماً روسياً استهدف مخيماً صيفياً في منطقة زاباروجيا وسط البلاد، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين. وقال زيلينسكي إنه 'لا يوجد أي هدف عسكري لهذا الهجوم. إنه مجرد عمل وحشي لترهيب الناس'.

'حصريّة السّلاح'.. من يملك التّوقيت: الدّولة أم 'الحزب'؟
'حصريّة السّلاح'.. من يملك التّوقيت: الدّولة أم 'الحزب'؟

الشرق الجزائرية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الجزائرية

'حصريّة السّلاح'.. من يملك التّوقيت: الدّولة أم 'الحزب'؟

بقلم محمد قواص «أساس ميديا» وفق بيانات لبنانية رسمية، سلّم 'الحزب' سلاحه الثقيل جنوب نهر اللبناني أو تولّى الجيش اللبناني السيطرة على مجمل مخازن ذلك السلاح في تلك المنطقة. فوق ذلك يعيد 'الحزب' التأكيد بثقة أنّه التزم البروتوكولات الإضافية للقرار الأممي رقم 1701، لجهة إخلاء السلاح من جنوب النهر، حتّى إنّ النائب في 'الحزب' علي فياض وجد فذلكة تنفي عن القرار مفاعيله شمال النهر، مجتهداً، بثقة أيضاً، أنّ القرار تحدّث عن مساحة تنفيذ يحدّها النهر شمالاً باتّجاه حدود لبنان جنوباً. بناء على هذه الوقائع التي لا تنفيها مصادر 'اليونيفيل' لجهة أنّ مشكلة السلاح باتت منتهية في جنوب النهر، فإنّ ما تحدّث عنه الرئيس جوزف عون في خطابه لمناسبة عيد الجيش وما طُرح وسيُطرح داخل جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء وغداً الخميس، يتناول عمليّاً وحصريّاً مسألة 'حصريّة السلاح' بيد الدولة شمال نهر الليطاني بعد افتراض أنّها تمّت جنوبه. وعلى هذا، سلاح 'الحزب' المستهدَف شمال النهر هو ذلك الذي ليس من مهمّاته 'المقاومة' بما هي فعل ضدّ العدو جنوب البلاد، ولا يندرج ضمن عنوان 'تحرير فلسطين' 'المختَرع' أن يُباشر من تخوم تلك الحدود. لم يعد السلاح الثقيل الذي تختزنه مناطق شمال النهر خطراً استراتيجيّاً على أمن إسرائيل التي ما فتئت تستهدفه وهو في بطون الأرض مستعينةً بما تيسّر لها من اختراقات داخل صفوف 'الحزب'، فما بالك إن لاح تحريك له تحت الشمس. والحال فإنّ جهد الدولة لتسلّم السلاح والتمتّع بحصريّته يُفترض أن يشمل كلّ مستويات السلاح وأنواعه، لا سيما ذلك المتوسّط والخفيف الذي سبق أن باشر حرباً أهليّة في الداخل في أيّار 2008 ومناسبات أخرى، واستُخدم في سوريا للدفاع عن نظام الأسد، وما يزال يُخطَّط له أن يُستخدم للتخريب على التحوّل السوري الموجع الذي لن يبقي لـ'الحزب' آمال إعادة الوصل مع الأمّ الحنون في إيران. السّلاح من دون دور ومسؤوليّة فقد السلاح مفاعيله العملانيّة التي كان يملكها قبل 'حرب الإسناد' التي انتهت إلى فاجعة لـ'الحزب' ولبنان. بالمقابل ما يزال السلاح، على تصدّع قواه، 'فكرة' تتمسّك بها قيادة 'الحزب' ومسؤولوه ونوّابه وسياسيّوه، وخصوصاً أمينه العامّ الذي يقرأ علينا حرفيّاً بحذافير ما يرد من توجيهات وتوجّهات، الأرجح أنّها مستورَدة المصدر، بالنظر إلى امتلاك طهران لتلك 'الفكرة'، ديدن وجود وأحلام تمدّد في ذلك 'الهلال' الذي بات خيالاً. فحين يتحرّك ضابط 'فيلق القدس' الكبير باتّجاه العراق ناصحاً، حاملاً توجيهات تتعلّق بالسلاح هناك، فإنّ طهران من خلال جدل السلاح في لبنان تلوّح للداخل في إيران كما للخارج المهتمّ بطاولة المفاوضات بأحجام تمتلكها في 'بعض' المنطقة تتجاوز الخلاف على نسب تخصيب اليورانيوم ومكانه. بات 'الحزب' على مشارف هضم فكرة أن يكون حزباً من دون سلاح. وباتت بيئة 'الحزب' والطائفة برمّتها تتأقلمان بقلق ووجع وكثير من الهواجس مع فكرة العيش كبقيّة البيئات والطوائف من دون سلاح. ولن يكون مفاجئاً أن تُظهر منابر 'الحزب' التقليدية حرصاً مفرطاً على الانتماء إلى لبنان والتدثّر بدولته، ما دام الأمر متناسلاً من خيار الشيعة منذ الإمام موسى الصدر. ولئن تطلّ ظواهر نافرة تبشّر بالقبول بمبدأ 'حصريّة السلاح' بيد الدولة من قبل مَن أقسم قبل أسابيع فقط على أنّ دون الأمر دماء، فإنّ في الأمر استدارة سيغطّيها 'الحزب' بالفتاوى والاجتهادات السهلة الإنتاج. غير أنّ ما قد يقدّمه 'الحزب' كمنَّة وتكرُّم وجب أن يُقابل من قبل الدولة بخطاب حزم وجزم. صحيح أنّ رئيس الجمهورية اختار من موقع قوّة منطق الدولة واحتضان المجتمع الدولي و'خطاب القسم' و'البيان الوزاري' سبيل الحوار ثمّ الحوار مع 'الحزب'. وصحيح أنّ 'الحزب' استأنس بالكلام مع 'بعبدا' مستثقلاً الكلام مع 'السراي'، فإنّ على 'سلاح الدولة' أن يَظهر ويُطمئن اللبنانيين جميعاً إلى أنّ مرونة الدولة تقوم على مقدرة في قوّة القرار وقوّة في الإمكانات أيضاً. هي مسألة توقيت المسألة مسألة توقيت. كان الشيخ نعيم قاسم حين كان نائباً للأمين العامّ لـ'الحزب' يقول إنّ 'إسرائيل باتت وراءنا'. حدث ما حدث، ويمكن لأيّ مراقب غرّ أن يستنتج أنّ سلاح 'الحزب' بات وراءنا. 'الحزب' نفسه يقرّ يوميّاً بذلك حتّى لو قال الأمين العامّ ما يقول. غير أنّ توقيت التسليم بسقوط سلاح الميليشيا من أجل الدولة يجب أن يكون لبنانيّاً خالصاً يقرّره منطق المرونة. نعم، لكن أيضاً منطق الحزم مفقود لا تلاحظه العواصم المعنيّة براهن لبنان ومستقبل خلاصه حتّى الآن. قد يشتري 'الحزب' الوقت. إيران أيضاً تفعل ذلك، تناور بين الأوروبيين والأميركيين مستعينة بظلال باهتة من روسيا والصين. لكنّ مواهب 'الحزب' في لعبة شراء الوقت، بما في ذلك التحذير من '5 أيّار' يقود إلى 7 منه، ليست متناسلة فقط من ديناميّات ذاتيّة، بل الأرجح من غياب أيّ رادع يقفل أمام 'الحزب' أسواق البيع والشراء. الأمر يحتاج إلى إرادة يريدها اللبنانيون أوّلاً، والعالم أجمع تالياً، من دولة في بيروت تفرض عقارب ساعة تضع توقيتاً دستوريّاً وطنيّاً ينهي إلى غير رجعة استقواء لبنانيّين على اللبنانيّين ودولتهم بالسلاح.

البيت الأبيض: روسيا أعربت عن رغبتها في لقاء ترامب وهو منفتح على لقاء بوتين وزيلنسكي
البيت الأبيض: روسيا أعربت عن رغبتها في لقاء ترامب وهو منفتح على لقاء بوتين وزيلنسكي

النشرة

timeمنذ 6 ساعات

  • النشرة

البيت الأبيض: روسيا أعربت عن رغبتها في لقاء ترامب وهو منفتح على لقاء بوتين وزيلنسكي

أعلن البيت الأبيض، أن "روسيا أعربت عن رغبتها في لقاء ترامب وهو منفتح على لقاء بوتين وزيلنسكي". وكان قد أعلن الكرملين، منذ أيام، أنه لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير ​بوتين​ والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال الأسبوع الحالي، مشيرًا إلى أن الاتصالات معه "دائمًا مثمرة ومفيدة". كما أكّد الكرملين أن بوتين "مستعد للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي"، لكنه أشار إلى أن "التحضيرات على مستوى الخبراء لم تنتهِ بعد". هذا واعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أصبحت أكثر ميلا لوقف إطلاق النار عقب زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو اليوم الأربعاء. وأوضح زيلينسكي في خطابه المسائي، بانه "يبدو أن روسيا أصبحت الآن أكثر ميلا لوقف إطلاق النار. الضغط عليها يؤتي ثماره. لكن الأهم هو ألا تخدعنا في التفاصيل، لا نحن ولا الولايات المتحدة". وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ إن مبعوثه ستيف ويتكوف أحرز تقدما كبيرا في اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولفت الى أنه أطلع بعض حلفاء واشنطن الأوروبيين على آخر المستجدات بعد الاجتماع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store