
روسيا وإيران من "ليلة دمشق" إلى "صفر تخصيب": 3 مسارات لتحالف "بلا ثقة"!
في ظلّ كل هذه المستجدّات، تواجه طهران وموسكو عند كل استحقاق امتحانات تعكس متانة هذه العلاقة التي تطوّرت في السنوات الماضية لتُتوّج بتوقيع اتّفاقية شراكة استراتيجية شاملة مطلع عام 2025. ولعلّ الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد إيران جعلت العلاقة بين الحليفتين في امتحانها الأهم، فتتفتّح العين على ملف التخصيب!
"روسيا تدعم التوصّل إلى اتّفاق نووي لا يُسمح فيه لإيران بتخصيب اليورانيوم"، بهذّه المعطيات، هزّ موقع "أكسيوس" الأميركي أساس التحالف الإيراني – الروسي بالرغم من النفي الثنائي الذي صدَر من البلدين. ونقل الموقع أيضاً: "روسيا التي تُعد الداعم الرئيسي لإيران ديبلوماسياً في ملفها النووي منذ سنوات، تتحدّث علناً عن حق إيران في التخصيب، لكن بوتين يتبنّى موقفاً أكثر تشدّداً خلف الأبواب المغلقة، خاصّة بعد الحرب التي استمرّت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران".
فأي مستقبل للعلاقة بين موسكو وطهران بعد جولات من الاستحقاقات؟ وهل يكون الموقف الروسي رغم نفيه مدخلاً لاهتزاز العلاقة مع إيران وتراجعها؟
كلمة سرّ التحالف واحدة: "أميركا". جمعت إيران وروسيا عقوبات الولايات المتحدة والعقوبات الأوروبية فوضعتهما في خندق واحد، استطاعت منه الدولتان تعزيز الشراكة مع تقارب سياسي واقتصادي. أمّا التعاون العسكري فيتجلّى في حرب أوكرانيا المستمرّة، في الميدان، حيث تقصف روسيا أوكرانيا بطائرات "شاهد" المسيّرة بمقابل تبادل معلوماتي وتكنولوجي.
شكّل نظام بشار الأسد أحد أهم القواسم المشتركة بين البلدين أيضاً، فقد دافعا عنه طيلة الحرب السورية وعزّزا مواقعهما مقابل مصالح وامتيازات استفاد منها النظام السوري للبقاء على قيد الحياة. ولكن سقوطه في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، شكّل نكسة للحليفين، وقد دفع إيران إلى مراقبة "التخلّي" الروسي عن حليفها الأسد، لتكون المحطّة عبرة لها في استحقاقاتها. وها هي أمام سيناريو التخصيب، في مشهد لا يقل خطورة عن ليلة دمشق التاريخية.
"بين التعاون والمنافسة"
يعتبر المحلّل السياسي والباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي أن "ما يحدث اليوم من محاولات متكرّرة إيرانية – روسية لا يمكن اعتبارها شراكة على المستوى النووي بالرغم من أنّهما أمام تحدّيات مشتركة في مواجهة الولايات المتحدة. وتأتي التسريبات بشأن موقف روسيا من تخصيب اليورانيوم في وقت حافظت روسيا على علاقات معقّدة مع إيران، تتأرجّح بين التعاون والمنافسة، مدفوعة بمصالحها الجيوسياسية والاقتصادية".
ويقول النعيمي في حديث لـ"النهار": "يمكن تصوّر 3 سيناريوات محتملة للتعاون النووي بين روسيا وإيران، بين مضي روسيا في تقديم الدعم الفني واللوجستي لبرنامج إيران النووي المدني، كما هي الحال في محطّة بوشهر للطاقة النووية السلمية. أو تصعيد التعاون في وجه الضغوط الغربية، وإذا استمرّت قد تدفع الظروف إلى تعزيز تعاونهما في المجال النووي. أو تكتيك "الباب المفتوح" فتستخدم روسيا علاقتها النووية مع إيران كورقة مساومة في مفاوضاتها مع الغرب، خاصّة في ما يتعلّق بالعقوبات المفروضة عليها، إلّا أنّ هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر كبيرة، إذ قد تؤدّي إلى تدهور أكبر في العلاقات الدولية".
ويوضح النعيمي: "من المرجّح جداً أن تستغل روسيا ورقة التعاون النووي مع إيران لتحقيق مكاسب سياسية في مفاوضاتها مع الغرب". ويوضح: "في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، تحتاج موسكو إلى أي وسيلة للضغط على خصومها وإبداء استعدادها لتعميق التعاون النووي مع إيران أو حتى التلميح إلى تجاوز الخطوط الحمراء الغربية في هذا الملف. إلى ذلك، قد تحاول تشتيت الانتباه وتغيير الأولويّات من خلال إثارة ملف إيران النووي إثارةً أكثر حدّة، فيمكن لروسيا أن تحاول تشتيت انتباه الغرب عن حرب أوكرانيا، أو على الأقل إضافة تعقيد جديد للمشهد الأمني الدولي".
"ثقة مهتزّة"
ويتابع: "تبقى خيارات موسكو وطهران بناء تحالفات مضادة في ظل ما تراه روسيا نظاماً عالمياً أحادي القطب تقوده الولايات المتحدة، لذلك تسعى موسكو لبناء تحالفات مضادّة لكن لم تنجح في ذلك، والسبب أن التحالفات التي تحاول بناءها في دول غير متجانسة. مع ذلك، هناك خطوط حمراء يجب على روسيا أن تراعيها، فدعم برنامج أسلحة نووية إيراني مباشرةً سيشكّل تهديداً كبيراً للاستقرار الإقليمي والعالمي، وقد يؤدي إلى ردود فعل غربية أكثر شدّة مما يمكن لروسيا تحمله. لذا، من المرجّح أن يكون أي استغلال لورقة التعاون النووي مع إيران ضمن إطار تكتيكي يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، وليس بالضرورة المضي قدماً في تعاون غير محدود يمكن أن يخرج عن السيطرة".
ويردف: "ستشهد العلاقة بين روسيا وإيران في الملف النووي توازناً دقيقاً بين التعاون والمصالح المتضاربة، وستكون استمرارية هذا التعاون مرهونة بالظروف الجيوسياسية المتغيّرة، خاصة العلاقة بين كل من الدولتين والغرب. فرغم الدعم، من غير المرجّح أن تدعم روسيا مباشرةً برنامج أسلحة نووية إيرانياً، إذ إن ذلك سيؤدّي إلى تصعيد خطير في المنطقة وقد يهدّد مصالح روسيا على المدى الطويل، بالإضافة إلى إثارة رد فعل دولي عنيف".
أمام كل الحلول المطروحة على الطاولة، يرى النعيمي أن "إيران ستفضّل الاحتفاظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب كورقة ضغط قوية في يدها، خصوصاً أن ثقتها مهتزّة جداً في أي اتّفاقيات تتطلّب منها التخلّي عن جزء من قدراتها أو مخزونها النووي، ولن تتخلّى عن الورقة بسهولة ما لم تُقدّم لها ضمانات أمنية واقتصادية شاملة وموثوقة، وهذا أمر يصعب تحقيقه في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن".
ويختم: "بالتأكيد، ستستثمر واشنطن أي خلاف أو تباين بين روسيا وإيران للضغط على طهران، وهذه سياسة طبيعية في لعبة المصالح الدولية، خاصة عندما يتعلّق الأمر بخصمين للولايات المتحدة، ويمكن لواشنطن أن تستغل هذه التباينات وتوظيفها لإضعاف موقفي موسكو وطهران، وذلك للحد من التعاون مع الشريكين غير المتجانسين. وليس بالضرورة أن يؤدّي الاستثمار الأميركي لهذه التباينات إلى نجاح كامل. روسيا وإيران تدركان جيّداً أن الغرب يحاول زرع الشقاق بينهما، ولديهما مصلحة مشتركة في مواجهة الهيمنة الغربية، وقد تتعمّدان إظهار بعض التباينات لخدمة مصالحهما الخاصة، مع الحفاظ على جوهر تحالفهما الاستراتيجي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 33 دقائق
- صدى البلد
أكسيوس: واشنطن ترعى لقاء بين سوريا وإسرائيل غدًا الخميس
في تحرك دبلوماسي عاجل لتفادي تصعيد أمني جديد في الجنوب السوري، كشفت مصادر أمريكية مطلعة لموقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة ستستضيف غدًا الخميس اجتماعًا ثلاثيًا يضم مسئولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل وسوريا، لبحث ترتيبات أمنية مشتركة في جنوب سوريا. ويأتي هذا اللقاء – الذي سيترأسه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك – في أعقاب توتر خطير شهدته مدينة السويداء الأسبوع الماضي، أعقبه قصف إسرائيلي استهدف العاصمة السورية دمشق، بما في ذلك محيط القصر الرئاسي، ما أثار مخاوف من انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة. وقال مسئول إسرائيلي رفيع لموقع "أكسيوس": "تشهد المنطقة الآن هدوءًا نسبيًا، لكن القضايا الجوهرية لن تحل دون اتفاقات شاملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والحكومة السورية". وأضاف المصدر أن الهدف من الاجتماع هو التوصل إلى تفاهمات أمنية وتكثيف التنسيق بين تل أبيب ودمشق لمنع تكرار الأزمات. خلفية التصعيد وشهدت محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، اشتباكات مسلحة الأسبوع الماضي بين فصائل درزية محلية ومسلحين من قبائل البدو، ما دفع الجيش السوري لإرسال قافلة دبابات باتجاه المدينة. ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن القافلة دخلت منطقة منزوعة السلاح على الحدود الجنوبية لسوريا، وشاركت في هجمات ضد السكان الدروز، وهو ما نفته دمشق. وفي اليوم التالي، نفذت إسرائيل ضربات جوية على أهداف في دمشق، في تصعيد غير مسبوق أثار قلق البيت الأبيض. وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس دونالد ترامب عبر عن "انزعاجه الشديد" من الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وأجرى اتصالًا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب فيه بـ"تصحيح المسار". لقاءات سرية سابقة لم تحدد بعد مكان انعقاد الاجتماع المرتقب، إلا أن اللقاءات السابقة بين الجانبين الإسرائيلي والسوري جرت في العاصمة الأذربيجانية باكو، بحضور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانيجبي ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ماذا يريد فلاديمير بوتين فعليا؟
ذكر موقع "Washington Examiner" الأميركي أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح نواياه قبل 17 عامًا من عبور الدبابة الروسية الأولى إلى أوكرانيا في شباط 2022. في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007، شنّ بوتين هجومًا لاذعًا على النظام الدولي ما بعد الحرب الباردة. وندد بوتين، أمام القادة الغربيين، بالأحادية القطبية الأميركية، ورفض توسع حلف شمال الأطلسي، وطالب بالاعتراف بنطاق نفوذ روسيا. لكن تهديدات الرئيس الروسي لم تُجدِ نفعًا". وبحسب الموقع، "في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في بوخارست في نيسان 2008، كان أمام القادة الغربيين خياران: إما تقديم ضمانات أمنية ملموسة لجورجيا وأوكرانيا، أو التراجع في وجه التهديدات الروسية. وفي الواقع، لم يُقدّم الحلفاء سوى خطابات ركيكة. لقد رأت موسكو هذا الأمر على حقيقته، مجرد إظهار للضعف. وفي آب من ذلك العام، دخلت الدبابات الروسية جورجيا. لم تفشل الولايات المتحدة في فرض أي تكاليف باهظة على روسيا جراء هذا الغزو فحسب، بل ذهبت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى حد محاولة "إعادة ضبط" العلاقات الأميركية الروسية بشكل إيجابي". وتابع الموقع، "أدرك بوتين أن إعادة النظر الأحادية في التقسيم الإقليمي لا تُكلف إلا القليل مقابل أقصى قيمة استراتيجية. ثم تبع ذلك غزو شبه جزيرة القرم عام 2014، ومنطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا. كانت كل خطوة مُدروسة لاختبار رد الفعل الغربي على فرض الأمر الواقع. وفي عام 2022، عندما أصبح الأمر متعلقاً بأوكرانيا بأكملها، توقع بوتين في البداية نصرًا سريعًا. أما الآن، فيستغرق الأمر منه وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا. ومع ذلك، لم تقتصر مهمة بوتين النهائية على جورجيا أو أوكرانيا فقط، كما أنها لم تتعلق بتوسع الناتو أو المخاوف الأمنية. إن هدف بوتين الاستراتيجي الأول هو تقويض نفوذ الولايات المتحدة والعالم الأحادي القطب الذي أنشأته أميركا بعد الحرب الباردة. إنه يريد إقامة عالم متعدد الأقطاب تتمتع فيه روسيا بقوة وسلطة عظمى". وأضاف الموقع، "هكذا تُمثل أوكرانيا ساحة المعركة الحاسمة لبوتين. فهو يُدرك أنه لا يمكن لدول ناجحة ذات توجه غربي أن تتواجد على حدود روسيا إذا كانت الأخيرة تأمل في تحدي الهيمنة الأميركية. ولهذا السبب يدعم أيضًا كوريا الشمالية، وسبق ودعم سوريا في عهد بشار الأسد وإيران. افترض الكثيرون في الغرب أن التكامل الاقتصادي والانخراط الدبلوماسي سيكبحان الطموحات الإمبراطورية الروسية بطريقة ما. لكنهم كانوا مخطئين. فالرغبة في تعديل نتائج الحرب الباردة كانت قائمة منذ عام 1989، لكن الوسائل لم تكن متوفرة. لم يُحسن القادة الروس التصرف إلا عندما اضطروا لذلك. ويستغل بوتين الفرصة لتحقيق مزيد من السيطرة محليًا وتعزيز قوته دوليًا، ويحلم علنًا بأن يكون بطرس الأكبر، وأن يستعيد مجد روسيا وسطوتها الإمبراطورية. بالنسبة لرجل المخابرات السوفيتية السابق، تُرسم الحدود السيادية عند تقاطع الخيال والقوة القسرية". وبحسب الموقع، "يكشف توقيت بوتين عن غرائزه العدوانية. فقد رأى فرصةً استراتيجيةً بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الكارثي من أفغانستان، مع تنامي المشاعر الانعزالية لدى كلا الحزبين في الولايات المتحدة، وإرهاق الرأي العام الأميركي من الحرب. لقد اكتشف ضعفًا فسارع إلى استغلاله. في الواقع، بوتين يحسب مغامراته، فيُقدم على الضربات حين يعتقد أنه قادر على النجاح دون تكلفة باهظة. لا يستسلم للقوة إلا عند مواجهته مباشرةً. فعندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية اخترقت مجالها الجوي عام 2015، مارس بوتين ضبط النفس، وعندما قتلت الولايات المتحدة العشرات من عناصر فاغنر في سوريا في شباط 2018، تراجع، وعندما انضم الفنلنديون والسويديون إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد غزو بوتين لأوكرانيا، تمتم ببضع كلمات غاضبة". وتابع الموقع، "يراقب العالم الآن ليرى ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب مستعدًا لإظهار قناعة مماثلة عندما يُصعّد بوتين الضغط حتمًا في مواجهة عقوبات جديدة أو إمدادات أسلحة لأوكرانيا. لكن هذا الضعف يُعزز ثقة بوتين في أطروحته التي طرحها في ميونيخ عام 2007: أن القوة الأميركية آخذة في التراجع، وأن العالم المتعدد الأقطاب يبرز مكانها. يُدرك بوتين أن أوروبا وحدها لن تُوقفه. فقد شاهد القادة الأوروبيين يُماطلون، ويناقشون، ويكتفون بلفتات رمزية مرارًا وتكرارًا. وحتى الآن، ورغم ثلاث سنوات من الحرب، لا تزال استجابة أوروبا غير كافية لحجم التهديد. هذا يعني أن المسؤولية النهائية تقع على عاتق الولايات المتحدة، شئنا أم أبينا". وختم الموقع، "سيواصل بوتين اختبار عزيمة أميركا حتى يواجه تكاليف تُهدده حقًا. بوتين يعرف ما يُقاتل من أجله. فهل يعرف الغرب ما يدافع عنه؟" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المنار
منذ 3 ساعات
- المنار
الرئيس الإيراني: مستعدون لمواجهة العدو وانتهاء البرنامج النووي وهم
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده مستعدة لأي تحرك عسكري إسرائيلي، معلناً أن ادعاء القضاء على برنامج طهران النووي مجرد وهم. وفي لقاء خاص لـ 'قناة الجزيرة'، أضاف بزشكيان – أن 'القوات الإيرانية جاهزة لضرب عمق 'إسرائيل' من جديد'. وتابع إن ''إسرائيل' وجّهت لبلاده ضربات قوية، ولكن إيران ضربت عمقها بقوة، مؤكدا أن تل أبيب تتكتم عن خسائرها.' كما قال الرئيس الإيراني إن ''إسرائيل' تمنع أي حديث عن نجاح الضربات الصاروخية الإيرانية، معتبرا أن طلبها وقف الحرب يشير لكثير'. وأوضح بزشكيان، أن العدو أراد تغيير إيران وتفكيكها وحذفها بالفوضى وضرب النظام لكنه فشل في ذلك. وأكد أن بلاده لا تريد الحرب ولا تستند إلى أن وقف إطلاق النار نهائي، مشددا على أنها ستدافع عن نفسها بقوة. كذلك، أقرّ الرئيس الإيراني بأنه كانت هناك اختراقات لبلاده، لكنه اعتبر أن العامل الحاسم هو التكنولوجيا وتسخير قدرات أميركية. وأكد أن إيران لم ولن تستسلم، موضحاً أنها تؤمن بالدبلوماسية والحوار. وفي ما يتعلق بالهجوم الأميركي الأخير على منشآت بلاده النووية، نفى بزشكيان تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هذه الضربات قضت على البرنامج النووي، ووصف إياها بالوهم، قائلاً 'قدراتنا النووية في عقول علمائنا وليست بالمنشآت'. كما أكد الرئيس الإيراني استمرار برنامج بلاده النووي وعملية تخصيب اليورانيوم في إطار القوانين الدولية. إلى ذلك، أكد أن طهران ترفض حيازة السلاح النووي كليا، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي يقول، إنه لا ينبغي لإيران امتلاك سلاح نووي، وإن طهران تقبل بذلك أيضا. وشدد بزشكيان على أن أي مفاوضات قادمة مع الولايات المتحدة يجب أن تكون على قاعدة ربح الطرفين. واعتبر بزشكيان أنه لم يحصل سابقاً أن اتخذت دول المنطقة موقفاً داعماً لإيران كما فعلت خلال الحرب الأخيرة. وعبّر الرئيس الإيراني عن استعداد بلاده لصياغة مفهوم الأمن الجماعي المشترك مع جيرانها العرب وبقية دول المنطقة. وفي ما يتعلق بالهجوم الايراني على قاعدة العديد القطرية، أكد بزشكيان أن طهران لم تهاجم دولة قطر وشعبها، بل هاجمت قاعدة لأميركا التي قصفت بلاده. وقال إنه يدرك ويتفهم موقف وشعور القطريين، وإنه تواصل هاتفيا مع أمير دولة قطر في ذلك اليوم. وفي معرض رده على سؤال حول محاولة الاغتيال التي تعرض لها من قبل العدو في الحرب الأخيرة، قال الرئيس الايراني إن الهدف كان اغتيال القادة السياسيين بعد اغتيال القيادات العسكرية لخلق فوضى عارمة وإسقاط البلاد ونظامها. المصدر: موقع الجزيرة