
وول ستريت جورنال: ترامب أبلغ كبار مساعديه بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران دون أن يعطي الأمر للتنفيذ
وول ستريت جورنال: ترامب أبلغ كبار مساعديه بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران دون أن يعطي الأمر للتنفيذ
قبل 2 ساعة و 31 دقيقة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 43 دقائق
- إيطاليا تلغراف
ضربة إيران المرتدة القاصمة لإسرائيل
إيطاليا تلغراف د. عماد آبشناس كاتب صحفي وأكاديمي إيراني استخدمت إسرائيل ذريعة البَرنامج النووي الإيراني لمهاجمة هذا البلد، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية. ولولا البرنامج النووي الإيراني، لوجدوا بالتأكيد ذريعة أخرى لمهاجمة إيران. ومَن لا يعرف أن الإسرائيليين والأميركيين خبراء في صناعة الذرائع لمهاجمة الآخرين؟ وما هو مؤكد أن ما قامت به إسرائيل كان نتيجة لخطط تم ترسيمها منذ سنوات طويلة. وعلى الرغم من أن إيران وقّعت على الاتفاق النووي وقامت بتنفيذه وفقًا لأربعة عشر تقريرًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الولايات المتحدة، وبعد أن تأكدت من تنفيذ إيران تعهداتها وانخفاض سرعة إنتاج اليورانيوم، خرجت من الاتفاق كي تحضّر الأرضية لما يحصل اليوم. ويعتبر العديد من الإيرانيين أن المفاوضات النووية نفسها كانت خديعة، لأن إسرائيل وظروف المنطقة لم تكونا حينها جاهزتين لعملية كهذه، والأميركيون فقط كانوا يعملون على شراء الوقت لصالح إسرائيل. وهذا ما حصل في الجولات الخمس الأخيرة من المفاوضات الإيرانية-الأميركية، حيث إن الأميركيين خدعوا الإيرانيين بتغيير رأيهم في كل اجتماع، مقارنة بالاجتماع الذي يسبقه، لعرقلة التوصل إلى اتفاق حتى يتم تحضير كل شيء لليوم الحادي والستين، حسب وصف ترامب. وعلى الرغم من أنه، ووفق القوانين الدولية، فإن مهاجمة أي دولةٍ عضوٍ في الأمم المتحدة، يترتب عليها قيام مجلس الأمن الدولي على الأقل بإدانة الدولة المهاجمة وفرض عقوبات عليها، إلا أننا رأينا أنه، وبسبب المظلة الأميركية والأوروبية، كان مجلس الأمن الدولي مشلولًا تجاه ما فعلته إسرائيل. وذريعة الخشية أو التخوف من الجانب المقابل أو تنفيذ ضربة استباقية كي لا يقوم الطرف الآخر بعمل ما، لا يمكن اعتبارها ذريعة مقبولة قانونيًا من قبل المجتمع الدولي، فلو تم قبول هذه الذريعة، يحق لكل دولة أن تهاجم أعداءها بحجة مشابهة. وعدم قيام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بأي تحرك ضد إسرائيل، لما تقوم به من إجرام في غزة وباقي المنطقة، إضافة إلى تجاوزها جميع القوانين الدولية، وقيامها بعمليات الإبادة والمجازر ضد المدنيين في وضح النهار، حول العالم إلى عالم الغاب. ومثلما يقول المثل اللبناني: 'كل مين إيدو إلو'، فكل من يستطيع حماية نفسه يقوم بكل إجراء يمكنه القيام به، ومن لا يستطيع حماية نفسه، عليه أن يواجه مصير الفلسطينيين. ولا يخفى على أحد أن إسرائيل، وحسب التصريحات العلنية لبنيامين نتنياهو، تسعى للسيطرة العسكرية على كل المنطقة، وتغيير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر تحقيق الحلم الصهيوني بإحداث 'إسرائيل الكبرى' من النيل إلى الفرات، وتحويل باقي المنطقة إلى دويلات صغيرة متصارعة ومتناحرة إلى الأبد، كي تتمكن إسرائيل من فرض سلطتها عليها. وفي هذا السياق، فإن إيران تقف عائقًا أمام الأحلام الإسرائيلية. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهي تعتبر أن السيطرة على الشرق الأوسط هي جسر الصراع بينها وبين الصين من جهة، وروسيا من جهة أخرى، وحاليًا إيران تقف حاجزًا أمام هذا الطموح. ولهذا فإن الأميركيين دخلوا في مفاوضات مع الإيرانيين وعرقلوها مرات متعددة، وأعطوا انطباعًا بأنه ما دامت المفاوضات جارية، فلن يكون هناك أي هجوم عسكري ضد إيران، في حين أن الإسرائيليين كانوا يستفيدون من هذه الفترة لترتيب خطتهم لتوجيه ضربة مهلكة ضد إيران. ولا يخفى على أحد أن الإيرانيين انخدعوا بالإغراءات الأميركية، ولم يكونوا في يقظة، ليستفيقوا على ضربة المؤامرة الأميركية- الإسرائيلية. وبيان مجموعة السبع الذي أيد 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها' دون إقرار حق إيران في الدفاع عن نفسها، يعكس مدى ازدواجية المعايير التي يعيشها العالم حاليًا، وأن القوى العظمى تستمر في دعم الظالم ضد المظلوم. خلال عملية أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، قامت إسرائيل بالاستفادة من عملائها في الداخل الإيراني، ولكن العملية فشلت بسبب فشل هؤلاء العملاء في تنفيذ مهامهم. ويبدو أن الإسرائيليين تعلموا الدرس، وهذه المرة قاموا بالتحضير للعملية بشكل أكبر وأكثر دقة. ولربما يمكن القول إن من حضّر للعملية داخل إيران هو نفسه الذي خطط لعمليات 'مجموعة العنكبوت' الأوكرانية ضد روسيا، لأن ما حصل كان مشابهًا لتلك العملية. استطاعت إسرائيل استغلال ما يعتبره الإيرانيون 'الفلتان الحدودي' لبلادهم، حيث قامت بإدخال مئات من عناصرها بصفة مهجرين أفغان إلى إيران، إذ إن من يعرفون وضعية الحدود الإيرانية- الأفغانية يعلمون أن آلاف الأفغان يعبرون الحدود يوميًا بشكل تهريب، دون أي مراقبة أو تسجيل لهوياتهم. ومن جهة ثانية، استغل الإسرائيليون والأميركيون المهربين على الحدود الإيرانية مع العراق وأفغانستان والخليج بشكل عام، لتهريب قطع المسيرات والصواريخ إلى الداخل الإيراني. وبعد إدخال العناصر وقطع المسيرات والصواريخ، قاموا باستحداث أماكن لتجميعها في أطراف المدن الإيرانية الكبرى. واستفاد المهاجمون من شاحنات كبيرة وصغيرة وسيارات 'فان' تم تعديلها لحمل الصواريخ والمسيرات. وعندما أتت ساعة الصفر، تلقت كل سيارة من هذه السيارات أوامر مهمتها لتنفيذ العملية، حيث كانت المهمات مقسّمة بين استهداف قادة القوات المسلحة الإيرانية والعلماء الإيرانيين، واستهداف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية وقواعد الدفاع الجوي والبنية التحتية الأمنية والعسكرية. ومن جهة أخرى، قامت مجموعات من القراصنة بمهاجمة الشبكات التي تربط أنظمة الدفاعات الجوية الإيرانية ببعضها البعض. وكان يأمل الإسرائيليون أن يؤدي قتل قادة الحرس الثوري والقوات المسلحة إلى بلبلة في الشارع الإيراني، بما يسمح لهم بتحريك عناصرهم لإشعال احتجاجات تشغل القوات الأمنية، فتصبح الطائرات الإسرائيلية قادرة على استهداف المنشآت النووية والبنى التحتية العسكرية والاقتصادية بضربة قاضية واحدة عبر 200 مقاتلة. ولكن الإيرانيين استطاعوا لملمة أنفسهم بسرعة غير متوقعة، والتفوا حول بعضهم البعض رغم خلافاتهم الداخلية، وتمكنت القوات المسلحة من السيطرة على الأنظمة التي تم اختراقها خلال أقل من ساعتين وتفعيل أنظمتها الدفاعية. وعلى الرغم من أن ترسانة إيران من الطائرات المقاتلة قديمة نسبيًا، فإن هذه الطائرات انطلقت لتكون جاهزة للمواجهة، واستهداف الصواريخ المحتملة. والدليل على فشل العملية الإسرائيلية هو أن الطائرات الإسرائيلية كانت محملة بقنابل خارقة للتحصينات، وكان من المفترض أن تدخل الأجواء الإيرانية وتلقي هذه القنابل على المنشآت النووية والصاروخية. لكنها لم تستطع دخول الأجواء، وكل ما يُقال من قبل المسؤولين الإسرائيليين عن 'السيطرة على الأجواء الإيرانية' هو كذب، على الأقل حتى لحظة كتابة هذا المقال. وفي الواقع، باتت إيران هي التي تسيطر على أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر قدرتها على استهدافها بصواريخها. وكان الرهان الإسرائيلي- الأميركي أن تؤدي عمليات الاغتيال إلى بلبلة داخلية في إيران ونزول المعارضين إلى الشوارع، لكن العكس هو ما حصل، إذ وضع الإيرانيون خلافاتهم جانبًا والتفوا لمواجهة العدو الصهيوني، وفشلت محاولات استهداف المنشآت النووية، كما فشل عملاء إسرائيل في تدمير الأنظمة الدفاعية ومنصات إطلاق الصواريخ. بعد الفشل الذريع للعملية، حوّلت إسرائيل عملاءها إلى 'ذئاب منفردة' نُشرت في شوارع المدن الإيرانية الكبرى لتنفيذ عمليات إرهابية ضد البنى التحتية والمدنية والاقتصادية، واستهداف أي شخصيات يمكنهم الوصول إليها. حاليًا، فإن معظم العمليات داخل إيران تتم عبر مسيرات وصواريخ صغيرة الحجم بحوزة مئات العملاء الذين تمكنوا من التسلل إلى الداخل، وتعمل الأجهزة الأمنية الإيرانية على اعتقالهم. ومن جهة أخرى، وبعد أن وجدت الولايات المتحدة أن العملية الإسرائيلية قد فشلت، وأن إسرائيل باتت تحت ضغط كبير بسبب استهدافها بالصواريخ الإيرانية، بدأت واشنطن تطالب الجهات التي تملك نفوذًا على إيران بالضغط لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات. لكن ما هو مؤكد أن إيران لم تعد تقبل بالشروط السابقة، التي ربما كانت ستقبل بها تحسبًا لمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. أما الآن، فقد أصبحت هي من تضع الشروط، لأنها ترى أن لديها اليد العليا في المعركة. ويصر العديد من صُنّاع القرار في إيران على أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تشمل الشروط التالية: وقف إطلاق نار شامل في المنطقة، وليس فقط بين إيران وإسرائيل. قبول الولايات المتحدة طلب دول المنطقة بأن تكون المنطقة خالية من الأسلحة النووية، وإجبار إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وفرض رقابة دولية على برنامجها النووي. الاتفاق على حل للقضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي، وفرض قبوله على إسرائيل، لأنه ما دامت هذه القضية قائمة، فإن الصراعات في المنطقة ستستمر. وقف تدخلات الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية الإيرانية، ورفض إيران أي طلبات خارج إطار تعهداتها في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. رفع جميع العقوبات الأميركية، ووقف الضغوط والتهديدات السياسية الأميركية والأوروبية ضد إيران. وقف الضغوط الأميركية والأوروبية على إيران في القضايا السيادية، مثل برنامجها الدفاعي، لأن الهجوم الإسرائيلي على إيران أكد أن البلاد في خطر، وهناك احتمالية لهجمات مستقبلية. على أي حال، يبدو أنه في حين كانت إسرائيل والولايات المتحدة تخططان لترسيم ملامح الشرق الأوسط الجديد، فإن إيران هي التي، على الأقل حتى الآن، باتت تضع شروطها على الطاولة لترسيم هذه الملامح.


إيطاليا تلغراف
منذ 43 دقائق
- إيطاليا تلغراف
بين نرجسية ما بعد التقاعد ووهم البطولة: حين يصمتون دهراً ثم ينطقون ضجيجاً..
إيطاليا تلغراف • الدكتور عبد الله شنفار ما قَالُوا: «لَآءْ» قطُّ إلاّ في تَشهُّدِهِم؛ ولوْلا التّشهُّدُ لكانت حتى لاؤُهم نَعَمُ: حين يصمتون دهراً ثم ينطقون ضجيجاً. في كثير من المجتمعات والمؤسسات، ثمة ظاهرة تثير الانتباه وتستحق التفكيك: وجود أشخاص قضوا حياتهم الوظيفيّة في صمت مطبق، أو في أقصى الحالات، ممارسة الانقياد الكامل والطاعة العمياء لمنظومة القرار؛ ثم ما إن يُحالوا على التقاعد حتى ينقلب حالهم، ويعلو صوتهم، ويدّعون امتلاك الطبعة الأصليّة للحقيقة الكاملة حول خبايا وأسرار المؤسسة التي احتضنتهم دهراً. من المشروع أن نتساءل: هل كان هؤلاء يمتلكون فعلاً تلك الأسرار والحقائق؟ أم أن غيابهم الطويل عن مراكز الفعل، جعلهم يتوهمون أنهم كانوا في صلب صنع القرار، بينما كانوا، في الواقع، على هامشه؟ وهل يكون الضجيج اللاحق تعويضًا عن سنوات من الغياب أو خيبة التقدير؟ أم أنه مجرد صرخة متأخرة بحثًا عن اعتراف مفقود؟ في هذا السياق العام، يظهر نمط نفسي مثير للشفقة: نرجسية ما بعد التقاعد. إنها نرجسية تنتفخ بعد انطفاء الوظيفة، فتتحول الحاجة للاعتراف والظهور إلى وقودٍ يحرّك خطابًا مليئًا بالمرارة، لا بالنقد البناء. فمن أين ينبع هذا الخطاب؟ وهل هو فعل مقاومة حقيقية؟ أم مجرد محاولة متأخرة لإعادة تموقع رمزي؟ ثم، بأي حقّ يتحوّل من ظلّ في أدنى مراتب الهرم الإداري إلى واعظ في القيّم، وناقد للسياسات العامة والعموميّة والقطاعيّة في الدولة؟ بل وشاهد على ما كان يحدث خلف الكواليس؟ البيروقراطيّة الحديثة، كما هو معلوم، تُحكم شبكات اتخاذ القرار وتصريفه وتوزيع المعلومة وفق منطق الاختصاصات والصلاحيات والتراتبيّة. الكثير من القضايا؛ خاصة في عالم السياسة والمال والاعمال؛ والمجال العسكري والحروب؛ تُطبخ في غرف مظلمة -dark-room- حتى من هو بداخل تلك الغُرف؛ ليس على يقين من دقة معلوماته حول تلك الأمور والقضايا الحسَّاسة؛ لسبب بسيط؛ وهو احتمال وُجُود الخداع والتضليل المعلوماتي؛ أو التمويه الاستراتيجي؛ والمكر والدهاء والخداع؛ لتحقيق المفاجأة؛ حيث يحاط بالسريّة التَّامّة والشديدة جداً؛ من العد التنازلي حتى ساعة الصفر؛ التي يستأثر بها مُخيخ واحد فقط. فكيف بمن هو بعيد كل البعد عن تلك المصادر؛ وكل ما لديه؛ هو شذرات خبر من صحيفة، أو وكالة أنباء متناثر من هنا أو من هناك؛ أو ما سمح به من أجل جس النبض!؟ فهل يعقل أن موظفاً قضى عمره في حراسة بوابة أو في مهام روتينيّة محدودة، أو حتى في منصب سامي او مركز اجتماعي متقدم؛ يدّعي اليوم امتلاك تصور شامل حول الخيارات الاستراتيجية للدولة؟ بل كيف يُقنع الناس بأنه كان شاهداً أميناً على تفاصيل لم يكن له أصلًا حقّ الاطلاع عليها؟ أليس هذا تناقضًا يكشف عن أزمة تموضع، وربما أيضاً عن احتقان نفسي ظلّ يُخزن بصمت؟ هؤلاء الذين لم يُعرف عنهم طيلة سنواتهم الوظيفية قول: 'لاء'، إلا حين يتلون التشهد؛ يُعاد استحضارهم اليوم في خطابات مثيرة للجدل. والحق أن العبارة، وإن استُخدمت هنا بسخرية، فهي في الأصل بيت شعري بليغ قاله الفرزدق في مدح الإمام علي بن الحسين زين العابدين: ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشهُّدِهِ، لولا التّشهُّدُ؛ كانت لاؤه نَعَمُ. بيت شعري يُحيل إلى قيمة العطاء المطلق والكرم النبيل، لا إلى الخنوع والامتثال الوظيفي. فشتّان بين من قيل فيه البيت وبين من يُقحم نفسه فيه. وشتّان ما بين الثريا والترى. يتبدّى إذن أن بعض هذه الظواهر الصوتيّة وهؤلاء الضجيجيين؛ لم يكونوا صامتين طيلة حياتهم لفرط تقواهم أو أدبهم، بل لأنهم ببساطة لم يكن لهم ما يُقال. هل كان صمتهم إذن دليل نضج؟ أم أنه صمت الجبن أو غياب القناعة أو ببساطة غياب الرؤية؟ ولماذا يُقدّم صراخهم اليوم كأنه شهادة شجاعة متأخرة، بينما قد لا يكون إلا تنفيساً عن فشل داخلي؟ التحوّل من الطاعة الكاملة إلى البطولة المتأخرة يدفعنا إلى طرح سؤال أكثر عمقاً: هل نحن أمام ظاهرة فرديّة معزولة، أم أن ثمة سياقًا ثقافيًا واجتماعيًا يجعل من الضجيج ما بعد التقاعد مسلكًا مقبولًا أو حتى مرغوبًا في بعض الأوساط؟ وهل تضخيم الفضاء الرقمي لهذا النوع من الأصوات يُغري بمزيد من التمرد المزيف؟ أليس من الملاحظ أن كثيرًا من هؤلاء لا يتحدثون في مؤتمرات أكاديميّة، أو عبر أوراق تحليليّة رصينة، بل من خلال منشورات عابرة، تغلب عليها اللغة العاطفيّة والنبرة المتشنجّة؟ ومن زاوية سيكولوجيّة، هل يرتبط هذا التحول بحالة من انكسار الهوية؟ فحين يُسحب من الإنسان كرسيّ السلطة أو بطاقة الوظيفة، يجد نفسه في فراغ رمزي قاتل، فيسعى للبحث عن وُجوده ولإعادة تعريف ذاته عبر خطاب انتقامي. هل يمكن إذن تفسير هذا الضجيج كنوع من النكوص النفسي؟ أو هو تعبير عن عقدة الاعتراف المؤجل، التي تجعل من الماضي مسرحاً لإعادة كتابة بطولة لم تقع أصلًا؟ والأسوأ من ذلك، حين يتحوّل هذا النقد إلى تجريح واتهام مجاني، لا يحمل حججًا ولا وثائق، بل مجرد روايات غير موثقة. هل هذا نقد أم نميمة؟ وهل يجوز في أخلاقيّات المهنة، بل في المروءة الإنسانيّة، أن يركب الدناءة من أجل الإساءة ويُشوّه زميل سابق لأنه مازال داخل المؤسسة؟ ألا يُفترض أن يُقدّر الإنسان بيته السابق، حتى لو غادره، لا أن يحرقه على من بقي فيه؟ وهل يستقيم الحديث عن الشجاعة في سياق يغيب فيه الضمير ويغيب فيه التوثيق؟ ثم أليس من المفارقة أن من يهاجمون المؤسسات بعد تقاعدهم، كانوا من أكثر الناس استفادة من ريعها، وصمتوا دهراً عن تجاوزاتها –إن وُجدت– حين كانت رواتبهم تصل في موعدها؟ والسؤال الأهم: ما الذي ننتظره من المتقاعد؟ هل المطلوب منه الصمت التام؟ بالتأكيد 'لا'. فالوظيفة لا تُسقط عن الإنسان حقّه في الرأي. لكن، أليس المطلوب أن يكون هذا الرأي مسئولًا، موزونًا، موجّهًا للإصلاح لا للتشويه؟ ولماذا لا نجد في خطاب كثير من هؤلاء المتقاعدين أي إشارة إلى مسؤوليتهم الذاتيّة فيما آل إليه حال المؤسسات؟ هل كانوا مجرد ضحايا، أم أنهم شركاء -بصمتهم أو بأفعالهم وأعمالهم وصنيعهم– فيما ينتقدونه اليوم؟ إن الذي يُشتم اليوم بعد تقاعده، قد يكون هو نفسه من رسّخ العبث بصمته أو تواطئه. ومن لم يُعرف عنه قول الحق حين كان ذلك مكلفًا، لا يصدُق أنه يقول الحق الآن لأنه شجاع، بل ربما لأنه بلا كلفة، وبلا رهان. فهي تشتكي اليوم بعد تقاعدها وتتبرأ من الواقع الذي ساهمت في وضعه، أو أنشأته وخلفته من ورائها؛ وفي نفس الوقت؛ هي من كان يحافظ عليه ويغديه ويكرسه ويستبقي على أسس تخلفه. وبالتالي؛ فإن استئصال الوعي الزائف؛ هو إحدى المقدمات الصحيحة لإنشاء المجتمعات الجديدة والحديثة ذات الفاعليّة. ثم، كيف نفهم الفرق بين الناقد النزيه والمتقاعد المنتقم؟ إنه فرق دقيق، لكنه جوهري. النِّيّة والضمير والسياق العام، كلها مؤشرات فارقة. فمن ينتقد مؤسسة نقدًا منهجيّاً وموثقًا؛ يهدف للإصلاح والتغيير والمساهمة بما راكمه من خبرات، فله كل الاحترام والتقدير. أما من يُمارس التشهير بدافع كراهيّة وحقد دفين أو شهوة انتقام، فلا مكان له في سجل الشرفاء. إن المؤسسات لا تبنيها كثرة التهليل والتطبيل، ولا تُقوّضها الانتقادات. لكنها تنهار حين تتحوّل إلى مسرح لجلد الذات بلا وعي، وتنهزم حين لا تجد من يرافع ويدافع عنها وفاءً، لا طمعاً. • في الختام: يبقى الزمن هو الفيصل. وحده يكشف معدن الأصوات، وصدق المواقف. فالضجيج لا يبني تاريخًا، والشتائم لا تصنع مجدًا. ومن أساء بعد أن أُكرم، فإنما يُفضح هو، لا المؤسسة. المؤسسات لا تُهدم بالصراخ، بل تُبنى بالعمل الصامت الجبناء لا يصنعون التاريخ. والتاريخ لا يذكر المنافقين، بل يخلد الذين خدموا بصدق. وكما قيل: ما تواضع أحد لله إلا رفعه. فمن تواضع في خدمة دينه ووطنه وملكه؛ ارتفع قدره، ومن تكبر عليها بعد رحيله، فضحه الزمن. لسنا رجال قضاء؛ بل مجرد رجال دعوة. ولسنا وطنيين أكثر من الوطن؛ فقط نضحي بالغالي والنفيس من أجل الوطن. ولا ملكيين أكثر من الملك؛ فقط نحب ملكنا محمد بن الحسن. دمت يا وطني مجداً وشموخاً، ودامت مؤسساتك حرماً منيعاً ضد ناكري الجميل. إيطاليا تلغراف السابق حرب لا تريدها دول الخليج ولا تؤيدها


التلفزيون الجزائري
منذ 44 دقائق
- التلفزيون الجزائري
الأمم المتحدة: غوتيريش يحذر من أي 'تدخل عسكري إضافي' في النزاع بين الكيان الصهيوني وإيران – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أي 'تدخل عسكري إضافي' في النزاع بين الكيان الصهيوني وإيران، مشددا على أن تداعيات ذلك ستكون 'هائلة' على المنطقة برمتها. وقال غوتيريش في بيان تلاه ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاربعاء:' أدعو الجميع بحزم إلى تجنب أي تدويل إضافي للنزاع. أي تدخل عسكري إضافي قد تكون تداعياته هائلة، ليس فقط على الأطراف المعنية، بل على المنطقة بأسرها، وعلى السلام والأمن العالميين عموما'. وأشار دوجاريك في تصريحات، إلى أن غوتيريش يعني بالتدويل إشراك مزيد من الدول في النزاع، من دون أن يسمي دولة معينة، مضيفا:' الأمين العام واضح تماما لجهة ضرورة وقف كل الهجمات العسكرية على الفور'، و'تجنب أيّ صراع أوسع نطاقا مهما كلف الأمر'. وأوضح أن غوتيريش أدان أيضا 'الخسائر المأسوية وغير الضرورية في الأرواح وإصابات المدنيين والأضرار التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية المدنية الحيوية'، مؤكدا أن 'الدبلوماسية لا تزال السبيل الأمثل والوحيد (…)'.