
من سيشعل فتيل جولة الحرب التالية بين الاحتلال وإيران؟
عواصم - يسود شعور بعودة القتال مع إيران في الفضاء العام في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسط محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تسويق نتيجة الحرب على أنها انتصار، وأنه نجح في تحقيق أهدافها المعلنة.ورغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف الحرب بين الاحتلال وإيران، فإن إنهاء الحرب جاء من دون بنود واضحة أو اتفاق مكتوب، في ظل حالة من الغموض تلف مصير الملف النووي الايراني الذي كان المبرر الأساسي للعدوان الإسرائيلي الأميركي، وغياب خطوات واضحة بشأن مسار المفاوضات.وتشير ترجيحات لمحللين سياسيين أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة تعتبران وقف إطلاق النار وسيلةً لإعادة تنظيم قدراتهما العسكرية وتحسينها.وبحسب المحللة السياسية في صحيفة "معاريف" أنا براسكي في مقال نشر الجمعة الماضي، فإن السؤال الكبير المُخيّم على الشرق الأوسط ليس "هل سيُستأنف القتال؟"، بل "متى ستبدأ الجولة التالية وعلى أي جبهة؟وعلى الرغم من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن كل طرف يواصل التصرف وفقًا للخطوط الإستراتيجية التي شكّلت أساس الصراع، فدولة الاحتلال من جهتها ترى في وقف البرنامج النووي الإيراني هدفا أساسيا، في المقابل، تشدد إيران على أنها لن تتخلى عن مشروعها النووي حتى لو عادت الآن إلى قاع الأرض، فاللاعبون بقوا في أماكنهم، وستستمر اللعبة، ولن يخدع أحد نفسه بأنها انتهت.وخلافًا لأي اتفاقات في مثل هذه الحروب، فإن هذا الاتفاق غير مستقر، فلا توجد آليات مراقبة، ولا قنوات اتصال لمتابعة تطبيقه، ولا التزامات صريحة من أي من الجانبين بوقف التسلح أو الحد من الأنشطة.ووفقًا للتقديرات في دولة الاحتلال والولايات المتحدة، لم ينتهِ القتال بعد، وقد نشهد جولة أخرى خلال أسابيع، وقد يستمر الهدوء لأشهر، لكن التوتر القائم، وانعدام الثقة، والصراع الذي لم يُحلّ بعد حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني كل ذلك لن يختفي من تلقاء نفسه.ويؤيد هذا تصريحات رئيس حزب إسرائيل بيتنا عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان من على منصة الجلسة العامة للكنيست؛ بأن على إسرائيل الاستعداد الآن لحرب ضد إيران.وقال "أمامنا 3 سنوات بحد أقصى حتى الحرب القادمة ضد إيران. هذا يعني أن على الحكومة الإسرائيلية تغيير جميع أولوياتها".حرب لم تنتهوتلا ذلك قول رئيس الأركان جيش الاحتلال إيال زامير الجمعة الماضي "لقد حققنا جميع أهداف العملية وضربنا البرنامج النووي الإيراني، لكن الحرب لم تنتهِ بعد".ونقل الكاتب رافيف دراكر عن مسؤول عسكري كبير بأن بيانات الجيش الإسرائيلي بالقضاء على القدرات الإيرانية لإنتاج الصواريخ الباليستية لا تستند إلى أي أساس استخباراتي.وكتب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق إيهود باراك في مقال نشرته هآرتس "يجب ألا ننخدع. فرغم الستار الدخاني المُصطنع الذي يُخفي الصورة، لم نقضِ بعد على التهديد النووي أو الصاروخي الإيراني".وعلى الجانب الإيراني، كانت تصريحات رئيس كلية العلوم السياسية في جامعة طهران إبراهيم متكي والتي قال فيها إن الأدلة المتوفرة تشير إلى أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، ستستأنف عملياتها العسكرية المفاجئة والمدمرة ضد إيران".من جهته، حذر المتخصص في الشأن الإسرائيلي عقل صلاح فقال "إنه انطلاقا من أهداف نتنياهو ومن ورائه الرئيس الأميركي بخصوص شرق أوسط جديد، فإنه لن يسمح لإيران بترميم قدراتها النووية من جهة، أو قدراتها الصاروخية خصوصا الباليستية منها، وسيسعى الجانبان إلى توجيه ضربات متتالية لهذه القدرات حتى تبقى ضعيفة".كذلك ستعمل أميركا وإسرائيل على فرض حصار دولي على إيران لمنعها من امتلاك أي قدرات دفاعية خصوصا الدفاعات الجوية أو الطائرات الصينية المتقدمة، إذ كانت قد أثبتت نفسها أمام الطائرات الغربية الحديثة في المواجهة بين الهند والباكستان.واستبعد صلاح قدرة الطيران الإسرائيلي على استباحة الأجواء الإيرانية كما فعل في الأجواء السورية واللبنانية قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فالقدرات الإيرانية في رد العدوان تم إثباتها بقدرات صاروخية واضحة شعرت بها الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل واضح.غطاء دوليفي المقابل، قال المتخصص بالشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني إن هناك تقدير موقف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يحذّر من التصعيد من دون غطاء دولي واسع، خاصة إذا كان الرد الإيراني هذه المرة مباشرًا، وليس عبر "وكلاء".وأضاف أنه نظرا لذلك فقد يختار نتنياهو خطوات جزئية، مثل تكثيف عمليات الاغتيال أو الهجمات السيبرانية، من دون الدخول في حرب مفتوحة، على الأقل في المدى القريب.وتطرح وسائل إعلام عبرية سيناريو الحرب المتدحرجة على شكل جولات قصيرة ومُركزة، لكنها مُدمرة، تحدث كل بضعة أشهر، في كل مرة على ساحة مختلفة.ومن شأن صراعٍ كهذا أن يُقوّض الاستقرار الإقليمي تدريجيا، ويزيد من التدخل الأميركي، ويؤدي إلى عدم انتهاء الحرب بجولة شاملة، بل إلى استمرارها كبنية تحتية حربية مستمرة.ما موقف واشنطن؟ولكن أين ترى واشنطن نفسها في السيناريوهات المستقبلية؟ تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة ستبقى حاضرة في الساحة في هذه المرحلة، ليس من منطلق أيديولوجي، بل من منطلق المصلحة.وترى براسكي أن ترامب غير مهتم بفتح جبهة جديدة، وفي الوقت نفسه لديه مصلحة في إظهار قوة ردع، سواء ضد إيران أو ضد منافسيه ومنتقديه على الساحة الداخلية. لذلك، ما لم تحدث أي شرارة قوية، سيواصل ترامب الضغط على الجانبين لالتزام الهدوء.مع ذلك، ليس هناك يقين من أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا مجددًا إذا اندلع قتال واسع النطاق، وقد أدلى ترامب نفسه بتصريحات متناقضة، إذ قال مرة إن "أميركا انتهت من مهاجمة إيران"، وفي مناسبة أخرى "سنهاجم مجددًا إذا لزم الأمر".ولكن وراء هذه التصريحات والتغريدات، ثمة حقيقة واقعة، فدعم الكونغرس لمزيد من الإجراءات غير مضمون، والمجتمع الأميركي متوترٌ بما يكفي، وهذا ضعف إستراتيجي قد يضع إسرائيل رمأزق صعب، إذا ما قررت توجيه ضربة استباقية أخرى لإيران.الردع المتبادلويعتقد الخبير في الشؤون الإيرانية عماد آب شناس أن إيران نجحت في إيصال رسالتها الردعية للاحتلال وأميركا، وهذا ما أثبتته الهجمات الصاروخية الإيرانية، فالأضرار التي لحقت بالكيان نسبيا كانت أكبر بكثير مقارنه بالأضرار التي لحقت بإيران، ولا تزال إيران تملك برنامجها النووي رغم الأضرار التي لحقت به.وقال إن قرار البرلمان الإيراني بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يأتي في مصلحة إيران بمنع وجود طرف ثالث، يطّلع أو يعرف ما يحدث في البرنامج النووي الإيراني من تخصيب لليورانيوم أو تطوير لهذا البرنامج الذي بات اليوم تحت الأرض.في المقابل، لا يستبعد المتخصص في الشأن الإسرائيلي عقل صلاح استخدام إسرائيل للخيار النووي ضد إيران لو أغلقت كل السبل أمامها للوصول إلى أهدافها بمنع طهران من الوصول للقنبلة النووية وتدمير مقدراتها النووية أو الصاروخية الباليستية.ولا بد الاخذ بالحسبان أن وقف إطلاق النار بين الاحتلال وإيران، حتى هذه اللحظة، هو نتيجة وساطة وإرهاق تكتيكي أكثر منه ثمرة تفاهم إستراتيجي عميق، لذا فالنتيجة هي واقع خطير، فهي تبدو جبهة هادئة، لكنها تشتعل تحت السطح.وما سيحدد استمرار هذا الهدوء أو انهياره ليس سلوك إسرائيل وإيران فحسب، بل قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على وقف إطلاق النار الهش وضبط الإيقاع بين الطرفين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
البقور: جمع الأموال لأغراض تمس أمن الدولة يندرج ضمن اختصاص محكمة أمن الدولة
أكد رئيس محكمة أمن الدولة الأسبق، القاضي فواز البقور، أن جمع الأموال إذا كان بهدف تنفيذ أعمال تمس أمن الدولة أو التخطيط لأي نشاط إرهابي يستهدف المملكة، سواء من خلال الإضرار بالأشخاص أو الممتلكات، فإنه يقع ضمن اختصاص محكمة أمن الدولة. وأوضح البقور خلال حديثه لـ 'المملكة' الثلاثاء أن القانون الأردني يجرّم صراحة جمع الأموال لصالح جمعيات غير مشروعة، ويُعاقب عليه بنصوص قانونية واضحة ومحددة. وأشار إلى أن نتائج التحقيق هي التي تحدد الجهة القضائية المختصة بالنظر في القضية، فإذا تمخض التحقيق عن وجود نية أو تخطيط للقيام بأعمال إرهابية أو تهديد أمن الدولة، فإن ذلك يُعد من اختصاص محكمة أمن الدولة، أما إذا كانت الأفعال أو التهم خارج نطاق اختصاص هذه المحكمة، فسيتم تحويل القضية إلى المحاكم النظامية المختصة. وأكد أن الفيصل في تحديد طبيعة التهم والجهة القضائية المعنية هو ما يُسفر عنه التحقيق وما يتوصل إليه من معطيات. وكشفت التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة عن وجود نشاط مالي غير قانوني ضلعت به جماعة الإخوان المسلمين المحظورة طوال الأعوام الماضية داخلياً وخارجيا، تزايدت وتيرته في آخر 8 سنوات. وأدارت الجماعة شبكة مالية ضخمة ومعقدة كانت تتأتى مواردها من مصادر عدة أبرزها؛ جمع التبرعات التي كانت تقوم بها جمعيات تنشط في هذا المجال بشكل غير قانوني، ومن عوائد استثمارات أقيمت بشكل مباشر وبالباطن داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى الاشتراكات الشهرية من داخل الأردن وخارجه. وفي التفاصيل، أثبتت التحقيقات والمضبوطات التي أطلعت 'بترا' على مضمونها أن الجماعة التي يُفترض أنها منحلة وعملها غير قانوني، وهو ما أكده قرار محكمة التمييز الصادر عام 2020، حازت وتحت عناوين مختلفة على عشرات الملايين من الدنانير استُثمر جزء منها في شراء شقق خارج الأردن، كما استُخدمت الأموال لأغراض غير مشروعة قانونا، ومنها ما سُجل بأسماء أفراد ينتمون للجماعة عن طريق ملكيات مباشرة أو أسهم في بعض الشركات.

السوسنة
منذ 2 ساعات
- السوسنة
السيسي يثمّن تصريحات ترامب حول سد النهضة
وكالات - السوسنة علق الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأن بلاده تعمل على حل أزمة سد النهضة الإثيوبي، بين القاهرة وأديس أبابا، وغيرها من الأزمات في المنطقة والعالم.وقال السيسي في تدوينة نشرها حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "تثمّن مصر تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب".وأضاف الرئيس المصري: "وتؤكد مصر ثقتها في قدرة الرئيس ترامب على حل المشاكل المعقدة، وإرساء السلام والاستقرار والأمن في مختلف ربوع العالم، سواء كان ذلك في أوكرانيا، أو الأراضي الفلسطينية، أو إفريقيا".وختم السيسي تدوينته قائلا: "وتقدر مصر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة. وتجدد مصر دعمها لرؤية الرئيس ترامب في إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم".وكان ترامب أثار ضجة، مساء الاثنين، بتصريحات جديدة عن سد النهضة الإثيوبي، واعترافه بتمويل أمريكا لبناء السد على النيل الأزرق، وتأثيره على الشعب المصري، مؤكدا أنه يعمل على حل أزمة السد بين مصر وإثيوبيا.وقال ترامب في تصريحات خلال لقائه مع مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في البيت الأبيض: "لقد عملنا على ملف مصر مع جار قريب (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء لي، لكنهم بنوا السد وهو ما أدى وقف تدفق المياه إلى ما يعرف بنهر النيل".وأضاف الرئيس الأمريكي: "أعتقد أنني لو كنت مكان مصر فسأرغب في وجود المياه في نهر النيل، نحن نعمل على حل هذه المشكلة، لكنها ستُحل. لقد بنوا واحدا من أكبر السدود في العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد" .


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
'القوات المسلحة الاردنية' تتابع واجب إخماد الحرائق داخل الاراضي السورية
تابع وفد من القوات المسلحة الأردنية اليوم الثلاثاء، جهود إخماد الحرائق في الجمهورية العربية السورية، الذي تنفذه طائرات سلاح الجو الملكي وكوادر الدفاع المدني داخل الأراضي السورية، في إطار التنسيق والتعاون المشترك. واطلع الوفد على آلية عمل الفرق وتنفيذها للجهود الميدانية، بما يضمن التعامل الفعال مع الحرائق في المناطق المتضررة. وأكد الوفد أهمية استمرار التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات البيئية والإنسانية، وبما يحقق المصالح المشتركة ويُسهم في الحد من آثار الكوارث الطبيعية على المجتمعات. وتأتي هذه المشاركة تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، بضرورة الاستجابة الفورية للواجبات الإنسانية، وتأكيداً لدور المملكة الأردنية الهاشمية في الوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في مختلف الظروف، وتقديم الدعم اللازم عبر تسخير جميع الإمكانات والقدرات.