
خالد عامر يكتب: من الفائز؟ أمريكا ـ إسرائيل .. أم إيران؟
بعد انتهاء الحرب، كيف لكل الأطراف الاحتفال بالنصر؟
إيران أعلنت عن احتفال رسمي في ساحة الثورة بمناسبة الانتصار، وفي نفس التوقيت تعلن إسرائيل عن احتفال كبير بمناسبة النصر على إيران في ميدان رابين وسط تل أبيب.
إذا كان طرفا الصراع يحتفلان بالنصر، إذن من الخاسر؟
حتى الولايات المتحدة، الحليف والداعم الأول لإسرائيل، تتعامل مع الموقف على أنه انتصار سياسي لها.
للإجابة عن كل هذا، يجب معرفة نسبة تحقيق أهداف كل دولة شاركت في الحرب، أو ما تحقق من هذه الأهداف.
أهداف إسرائيل التى بدأت بها الحرب على إيران هي القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وإسقاط النظام بالكامل، وتدمير قدرات الدفاع والهجوم الصاروخي لدى الدولة الإيرانية.
فهل تحققت؟
قولًا واحدًا: لا.
إسرائيل هاجمت إيران ودمرت أهدافًا كثيرة، وقصفت عددًا كبيرًا من مواقعها النووية، واغتالت علماء نوويين مهمين جدًا وقادة عسكريين في الحرس الثوري، ودمرت منصات صواريخ كثيرة، إلا أنها في النهاية لم تحقق هدفًا من أهدافها في الحرب.
وهنا نقول إنها لم تحقق أهداف الحرب، لأن إيران لم تتأثر كما يُقال في الإعلام الإسرائيلي والغربي، بل استفاد النظام الإيراني، الذي كان يعاني من تراجع شعبي كبير قبل الاعتداء الإسرائيلي، وبعد الاعتداء أصبح النظام يتمتع بدعم شعبي، كما حدث بعد سقوط نظام الشاه.
أطياف الشعب جميعًا، حتى المعارضة، اجتمعت خلف المرشد.
حتى القادة والعلماء النوويون الذين تمت تصفيتهم، يوجد غيرهم الكثير والكثير.
فالنظام يظهر على الواجهة في بعض الأوقات من لا يحكم ولا ينتج، لكن صناعة القرار الحقيقي تتم في العمق، داخل منظومة تُتقن توزيع الأدوار وتعمل بهدوء، دون أن تربط مصيرها بشخص مهما علا شأنه.
فكل شخص في الواجهة يقف خلفه صفوف جاهزون تم إعدادهم ليكملوا الطريق.
وأكبر دليل أن المرشد الإيراني نفسه فوّض الحرس الثوري للقيام بأعماله في حال تم اغتياله.
إيران عندها عشرات، بل مئات من العلماء النوويين، موجودون ضمن البرامج النووية.
ومفاعل فوردو ونطنز، اللذان تم قصفهما، يمكن إصلاحهما خلال شهور.
تصريح وكالة الطاقة الذرية بعدم قدرتها على معرفة المكان الذي تم نقل اليورانيوم المخصب إليه، والذي يُمكّن إيران من إنتاج ما لا يقل عن 10 رؤوس نووية ويزيد خلال شهور قليلة، يؤكد لنا أن هدف إسرائيل في القضاء على برنامج إيران النووي بالكامل، ومنع امتلاك إيران للقنبلة النووية، أيضًا فشل.
على الجانب الآخر، إيران ردت على الاعتداء الإسرائيلي بصواريخ فرط صوتية تجاوزت الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، ووصلت إلى قلب تل أبيب، ودمرت مدن الاحتلال بقوة لم يتوقعها أحد.
كما تم تدمير المنشآت البحثية مثل معهد وايزمان، ومعهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية، وبداخلهما أبحاث وعينات مهمة، وتم استهداف مصافي النفط، ومحطات الكهرباء وإخرجها عن العمل لفترة.
كل هذه الخسائر، ونتنياهو يحتفل بنصر كاذب!
فهو من بدأ الحرب للهروب من المشاكل الداخلية، والاتهامات التي تلاحقه بالفساد وجرائم الحرب، بعد حصاره وتدميره غزة.
لكن الرد الإيراني كشف أن إسرائيل لم تكن مستعدة للحرب، ولا للاستمرار في الحرب.
وبقراءة المشهد، تجد أن خسائر إسرائيل في تحقيق أهدافها تُحسب لصالح إيران، وبالتالي يصبح الفائز هو النظام الإيراني، لأنه حافظ على اليورانيوم، ورد الضربة لإسرائيل بشكل قوي وغير متوقع، والتعامل مع البيت الأبيض والرئيس الأمريكي بالطريقة التي يحب أن يظهر بها الرئيس ترامب.
السماح بقصف مواقع نووية إيرانية محسوبة بدقة، ورد إيراني مرسوم باحترافية.
لم يكن الهدف من الضربات تدمير أحد الأطراف، سواء ترامب أو النظام الإيراني، فكلاهما يعلم ماذا يريد.
ضربات محسوبة بين ترامب والمرشد.
الجولة الأولى من الحرب انتهت فعليًا لصالح إيران، لكن إسرائيل كانت ولا تزال تريد تدمير إيران بالكامل، وإسقاط نظامها.
الحرب بدأها نتنياهو.. ولا يريدها أن تتوقف، لن يستطيع النوم وهو تحت التهديد بالعزل والملاحقات القضائية الداخلية ولا في المحاكم الدولية.. الأيام المقبلة أتمنى أن لا تشهد اختراقًا لوقف إطلاق النار من قِبل مجهولين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 38 دقائق
- ليبانون 24
"مثل الكلبة".. ترامب يدعو لطرد صحافية بسبب تغطية الضربات النووية بإيران
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طرد الصحفية ناتاشا برتراند من شبكة "CNN"، بسبب تغطيتها المتعلقة بحجم الدمار الذي طال المنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة. وقال ترامب في منشور عبر منصة "Truth Social": "يجب طرد ناتاشا برتراند من CNN، فهي تروج لأخبار زائفة منذ ثلاثة أيام"، مضيفاً: "ينبغي توبيخها فوراً ثم طردها مثل الكلبة"، وفق تعبيره، متهماً إياها بتقديم معلومات مضللة حول حجم الدمار الذي لحق بالمنشآت الإيرانية، في محاولة برأيه "للتقليل من شأن الطيارين الأمريكيين وتشويه سمعتهم"، مؤكداً أنهم "قاموا بعمل رائع". وكانت القوات الإسرائيلية شنت، فجر 13 حزيران، عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ، في العاصمة طهران ومناطق أخرى، وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم رئيس أركان الجيش وقائد في الحرس الثوري، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين. وفي السياق، ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز" أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون بأن إيران تحتفظ بمنشآت صغيرة وسرية لتخصيب اليورانيوم، ما يمكنها من مواصلة تطوير برنامجها النووي حتى في حال استهداف منشآتها الكبرى. يشار إلى أن ترامب كان قد أعلن مساء الاثنين عن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوماً من التصعيد العسكري المتبادل، الذي بدأته تل أبيب في 13 حزيران الجاري. (روسيا اليوم)


LBCI
منذ 44 دقائق
- LBCI
ويتكوف: التخصيب والتسلح النووي لإيران من الخطوط الحمراء لأميركا
أعلن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لشبكة (سي.إن.بي.سي)، أن أنشطة إيران في التخصيب والتسلح النووي من الخطوط الحمراء للولايات المتحدة، وعبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع طهران. وأضاف: "لا يمكننا السماح بتسلح إيران نوويا سيزعزع ذلك استقرار المنطقة بأكملها. سيحتاج الجميع حينها إلى قنبلة نووية، وهذا ببساطة أمر لا يمكننا قبوله"


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
سنضرب إيران في حال أعادت بناء منشآتها النووية
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستوجّه ضربة جديدة لإيران إذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي. وجاء تصريح ترامب خلال حديثه مع الصحفيين أثناء حضوره قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا، وفقا لشبكة فوكس نيوز. وسأل أحد الصحفيين ترامب عمّا إذا كان سيوجّه ضربة جديدة لإيران في حال أعادت بناء منشآتها النووية. فأجاب ترامب باختصار: 'بالتأكيد'.