logo
بين الجماعة والمجتمع والدولة

بين الجماعة والمجتمع والدولة

الاتحاد١٩-٠٧-٢٠٢٥
بين الجماعة والمجتمع والدولة
الجماعة مصطلحٌ عريقٌ يعود حتى إلى حقبة ما قبل الإسلام، وتعني ما يجتمع حوله الناس في مجتمعٍ معيَّنٍ ويلتفون حوله من الأعراف والعادات والتقاليد الدينية والثقافية. وفي العصر الإسلامي الأول صارت الجماعة مرادفةً للسلطة الشرعية، فيقال دولة الجماعة، وفي العام 41 للهجرة سمّى العلماءُ ذلك العام عام الجماعة لأنّ العرب اجتمعوا على سلطةٍ واحدة.
لماذا يجري أحياناً التقابل بين الجماعة والدولة وكأن أحد المفهومين مناقضٌ أو مُضادٌّ للآخر؟ فالدولة تقوم في المجتمع الذي تتعدد فئاته، لكنّ الجماعة بالمعنيين العربي والإسلامي هي الجامع للمشتركات الوطنية التي تقوم عليها الدولة أو هي المعنى المتضمن للشرعية التي تتبادل الاعتراف مع السلطة السائدة، وهما يتبادلان الإحاطة والحياطة والحماية. لقد جاء التشكيك من جانب بعض الإسلامويين في الدولة الوطنية بادعاء أنها لا تمثّل الجماعة، أي إجماع المجتمع! ولو لم تكن ممثلةً للمجتمع لما قامت أصلاً، فالمجتمع لا يتوحد ولا يستقر من دون الدولة التي تمثّل إجماعاته، وهو يعرِّفُ نفسَه من خلالها، فيقال حتى في التحديد الدولي: دولة فرنسا أو بريطانيا أو مصر، كما يقال شعب مصر أو شعب فرنسا أو بريطانيا.. إلى آخره. ولذا فالدولة لا تتغير بل تتغير الحكومات، وإذا حدث اختلالٌ تنشب الفوضى ويختل الانتساب لذهاب الجماعة (وحدة المجتمع) بذهاب الانتظام في دولة.
لقد كان هذا المعنى واضحاً لدى المسلمين الأوائل، فقد سمَّوا الاختلالات التي يُحدثها المتمردون على الدولة: فتنة تجب مكافحتها، وفسّر عبد الله بن المبارك (-161ه) «حبل الله» في الآية القرآنية «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» بأنه الاجتماع على الإمام (= الجماعة) بمصطلح ذلك العصر للدولة. وهكذا ليس من الحكمة أن تضلّلنا ادعاءاتُ المتطرفين واغتصابهم للمفاهيم العميقة، فننصرف عنها وندعها لهم لاستغلالها في دعاواهم وحزبياتهم وخداعهم لعامة الناس. بل المطلوب الإصرار على تصحيح المفاهيم باستمرار وعدم السير في سلسلة الأهواء والأَوهام التي تُصطنع من أجل الفتنة والنزاعات الداخلية. لا يستطيع «الإخوان» الاحتجاج بالجماعة لأنهم هم أنفسهم انشقاقٌ عن الجماعة وفي الدين.
لقد اعتدنا على تشبيه المتطرفين وأهل العنف بالخوارج القُدامى الذين تمردوا على سلطات الدولة وعبثوا بأمن الناس. لكنّ القرآن يسمّي أمثال هؤلاء في عشرات المواضع: المفسدون في الأرض، وهم بحسب مفسّري القرآن ثلاثة أنواع: المتمردون على دعوات الأنبياء للإصلاح، والذين يخرجون على الإمام العادل، وقطاع الطرق والعصابات المسلحة. فلو كان التنكر لمفهوم الجماعة مفيداً أو يصبح منسياً، فالأمر محتمل. لكنّ الواقع أنه يصبح عرضةً للتحريف وسوء التأويل والاستعمال لمواجهة دولنا الوطنية. والشأن في ذلك مثل الشأن في مفهوم أو مفاهيم الهوية. فقد اعتبر البعض أنّ المواطنة تشكل بديلاً عن الهوية. واعتبر المضلِّلون أنّ هذا التنكر للهوية سببه أنها تشمل الدِّينَ إلى جانب العادات والأعراف والثقافة.
والواقع أنّ الهوية عمادٌ من أعمدة المواطنة، لأنّ المواطنين ليسوا أغفالاً أو أفراداً قانونيين في الدولة وحسب، وإنما هم يدخلون في المواطَنة تحت ظل الدولة الحديثة بهوياتهم وخصوصياتهم التي تتجدد وتتطور وتضيف معاني جديدة، لكنّ أصولها العرفية والثقافية لا تُلغى ولا تُتجاوَز. فالدولة الوطنية لديها مجتمع مواطنين، والمواطنون ذوو ثقافةٍ وعاداتٍ وأعراف وأصول دينية وجغرافية ونَسَبية.. لأنهم بشرٌ لهم لونٌ وطعمٌ وأخلاقٌ، وهذا هو شأن كل المجتمعات.
إنّ الخوف من الجماعة (= المجتمع) والهوية يجعل من الدولة الوطنية كائناً فضائياً لا علاقة له بالأرض والموروث واللغة وإنسانية الإنسان. ولأنّ مواطني الدولة الحديثة يعيشون على أرضهم وفي وطنهم، بموروثهم وحاضرهم وسلطاتهم، فإنّ الدولة الوطنية الناجحة هي التي تصنع التكامل وتنتج ثقافة العيش معاً، مؤلِّفةً بين الثوابت والمتغيرات من دون انتقاصٍ ولا تزيُّد
. *أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبدالله بن سالم يترأس اجتماع المجلس التنفيذي للشارقة
عبدالله بن سالم يترأس اجتماع المجلس التنفيذي للشارقة

الاتحاد

timeمنذ 9 ساعات

  • الاتحاد

عبدالله بن سالم يترأس اجتماع المجلس التنفيذي للشارقة

الشارقة (وام) ترأّس سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، نائب رئيس المجلس التنفيذي، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، نائب رئيس المجلس التنفيذي، اجتماع المجلس الذي عُقد صباح أمس «الثلاثاء» في مكتب سمو الحاكم. وناقش المجلس عدداً من الموضوعات المعنية بمتابعة أداء الدوائر والهيئات المحلية، ما يوفر أفضل الخدمات المقدمة للمجتمع في مختلف القطاعات والمجالات. وأصدر المجلس قراراً بشأن تشكيل مجلس القضاء الشُّرطي في إمارة الشارقة، برئاسة العميد عمر أحمد سلطان بوالزود، وعضوية كل من، العميد فيصل إبراهيم الشيخ نصار، والعميد الدكتور مقرب خليفة عبدالله المقرب، والعميد عامر أمين محمد الهرمودي، والعميد عبدالرحمن محمد بن عاشور، والعميد حميد عبدالله المشرخ، والمقدم عبيد عبيد الكندي، والنقيب سعيد عبيد محمد النقبي. واعتمد المجلس مشروع الهيكل التنظيمي العام لدار الوثائق، الذي يدعم أعمال الدائرة وتأديتها لمهامها التي تقع ضمن التخصصات المنوطة بها، ويأتي ضمن أعمال التطوير المستمر للهياكل والأسس التنظيمية لمختلف الدوائر والهيئات الحكومية، موجهاً أمانته العامة باستكمال دورته التشريعية. واطلع المجلس على التقرير السنوي لمؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية لعام 2024، الذي تناول أبرز الجهود والإنجازات التي حققتها المؤسسة، كما سلّط التقرير الضوء على أهم الأنشطة والبرامج المنفذة، التي تدعم استراتيجية المؤسسة وأهدافها الرامية إلى تفعيل رسالة المسجد والارتقاء بمستوى حُفّاظ القرآن الكريم بإمارة الشارقة. واستعرض التقرير أبرز الأرقام التي حققتها المؤسسة خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد محفظي القرآن الكريم 1179 مُحفظاً ومحفظة، فيما بلغت عدد الحلقات 1465 حلقة قرآنية تستهدف 32636 دارساً ودارسة، إضافة إلى 24 حلقة إقراء تضم 249 منتسباً، وهي متخصصة في منح السند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما استعرض التقرير المبادرات المشتركة مع مختلف المؤسسات على مستوى مدن ومناطق إمارة الشارقة. ووجّه المجلس الشكر والتقدير لمؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية على جهودها المباركة في خدمة كتاب الله عز وجل، وتعزيز القيم الإسلامية، مشيداً بجهودها في ترسيخ مفاهيم القرآن الكريم والسنة النبوية بين أفراد المجتمع.

نهيان بن زايد: الإمارات اكتسبت سمعة طيبة وتاريخاً عريقاً في مسيرة العمل الإنساني
نهيان بن زايد: الإمارات اكتسبت سمعة طيبة وتاريخاً عريقاً في مسيرة العمل الإنساني

الاتحاد

timeمنذ 10 ساعات

  • الاتحاد

نهيان بن زايد: الإمارات اكتسبت سمعة طيبة وتاريخاً عريقاً في مسيرة العمل الإنساني

أبوظبي (الاتحاد) تحتفي مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، بمرور 33 عاماً على تأسيسها على يد الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث نجحت المؤسسة خلال تلك الفترة في أن تكون إحدى منارات العمل الخيري والإنساني في المنطقة والعالم، ليتجاوز حجم مساعداتها لأكثر من 185 دولة حول العالم الملياري درهم في مشاريع ومبادرات تمس الاحتياجات الأساسية للإنسان أينما كان، في مجالات حيوية منها الصحة، والتعليم، والاستدامة، والمساعدات الاجتماعية، والإغاثة الإنسانية. سمعة طيبة وتاريخ عريق بهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اتخذت نهجاً متميزاً وأسلوباً متفرداً في تعزيز أوجه العمل الخيري والإنساني كمّاً وكيفاً من خلال مبادرات ومشاريع تنموية يستفيد منها الملايين حول العالم، مشيراً سموه إلى أن هذه المكانة الفريدة التي ‏تبوأتها الدولة في مجال العمل التنموي والإنساني والخيري هي ثمرة عقود من العمل الجاد والمخلص، حيث حملت الدولة على عاتقها دوراً حيوياً في ‏تحسين الحياة ودرء المخاطر عن كاهل الضعفاء في خضم التحديات الإنسانية التي يشهدها العالم. وقال سموه: «خلال العقود الماضية، اكتسبت الإمارات سمعة طيبة وتاريخاً عريقاً في مسيرة العمل الإنساني، وخطت خطوات متميزة في هذا المجال من خلال مؤسساتها الإنسانية التي تمتلك خبرات طويلة واحترافية في مجال ضمان إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية والرعاية لكافة المستفيدين حول العالم بنحو يضمن لهم العيش الكريم وحفظ كرامتهم، لافتاً سموه إلى أن مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، التي تمتلك خبرة طويلة اكتسبتها على مدار 33 عاماً، مستمرة في تحقيق رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في توفير جودة حياة أفضل للمجتمعات الأكثر حاجة لبناء مستقبل مزدهر وتحقيق التنمية المستدامة لملايين البشر حول العالم. مسيرة العطاء متواصلة من ناحيته، أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، مدير عام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، أن الاحتفاء بمرور 33 عاماً على تأسيس المؤسسة يؤكد المكانة الريادية ومسيرة العطاء المتواصلة التي تبوأتها دولة الإمارات في ميادين العمل الخيري والإنساني، والحرص على تعزيز الجهود لإبقاء اسم الإمارات وبصمتها الإنسانية عالياً في جميع بقاع العالم، لافتاً إلى أن المؤسسة - وضمن توجهات دولة الإمارات - تمكنت من تلبية الاحتياجات المعيشية والتنموية لملايين البشر حول العالم، وخففت من تداعيات الكوارث الطبيعية التي ضربت بعض الدول، وأنقذت مئات الآلاف من آثار الفقر والمرض والجوع. وأضاف الفلاحي: على مدار أكثر من 3 عقود، تمكنت المؤسسة من نشر رسالة «زايد الخير» في الكثير من بقاع العالم، حيث شاركت بفاعلية كبيرة في إغاثة المناطق المنكوبة بسبب الكوارث، وإنشاء ودعم المستشفيات ودور التأهيل الصحي وبناء المدارس والجامعات ودعم دور رعاية الأيتام ورعاية الأطفال ومراكز المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، حيث تكاد لا تخلو منطقة من العالم من بصمة «زايد الخير»، بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة التي أضفت الطابع المؤسسي والتنظيمي على المساعدات الإنسانية الإماراتية ليستفيد منها كل إنسان، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو جنسه أو عرقه أو لونه. وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود، نجحت المؤسسة منذ انطلاقتها في الخامس من شهر أغسطس عام 1992 في تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية ودعم مسيرة الخير والعطاء في الكثير من دول العالم، في تأكيد جلي على أن العمل الإنساني في الإمارات أصبح أسلوب حياة وسلوكاً حضارياً تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل. مبادرات ومشاريع مستحدثة نجحت المؤسسة، خلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2025، في الإعلان عن مشاريع تنموية مستدامة تمس احتياجات الإنسان في عدد من دول العالم في أكثر القطاعات احتياجاً، من تعليم وصحة ورعاية لأصحاب الهمم، ومشاريع مائية وزراعية تخدم شرائح متنوعة من الفئات الأكثر حاجة حول العالم، لتواصل بذلك مسيرتها الإنسانية في تحقيق أهدافها المتمثلة في تخفيف المعاناة عن الشرائح الاجتماعية الضعيفة، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم. دعم ذوي الهمم أعلنت المؤسسة مؤخراً، وضع حجر الأساس لإنشاء مركز إعادة تأهيل الأطفال من ذوي الهمم في كازاخستان، مدعوماً بطاقم طبي وإداري متخصص يعمل من أجل تأهيل ودمج ذوي الهمم في المجتمع، إضافة إلى إنشاء ملاعب رياضية وحدائق، يتكون كل مشروع منها من ملعب رياضي متعدد الأغراض وحديقة أطفال مع لوازمها كافة. اتفاقات الشراكة والتعاون شملت مبادرات المؤسسة أيضاً، خلال العام الجاري 2025، مشاريع تحلية المياه في مناطق نائية بمصر والأردن وتنزانيا، من خلال الالتزام بحفر آبار تعمل بالطاقة الشمسية. ففي محافظة الوادي الجديد المصرية، يتم تنفيذ بئر ارتوازية وبحيرة تخزين بسعة 36.000 م³ لري ما بين 180 إلى 200 فدان، ليستفيد منها 20 ألف شخص. وفي منطقة وادي عربة بجنوب الأردن، سيتم حفر بئر بعمق 250 متراً تعمل بالطاقة الكهربائية، ويُتوقع أن يخدم المشروع 20 ألف مستفيد. وتماشياً مع التزام المؤسسة بتعزيز الأمن المائي في المجتمعات الأفريقية التي تعاني شح الموارد، امتدت جهودها إلى تنزانيا، حيث تم تنفيذ مشروع حفر 3 آبار ارتوازية في مناطق مباتاكيرو، متماكوجا، ونايبوروسويت، لتزويد أكثر من 5.000 شخص بالمياه الصالحة للشرب والرعي. تعليم وصحة كما بادرت المؤسسة بدعم وزارة التعليم في طاجيكستان لبناء مدرستين بطاقة استيعابية 144 طالباً لكل مدرسة. وتعمل المؤسسة على إنجاز مشروع استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري في المملكة المغربية بالشراكة مع «مؤسسة نور دبي»؛ بهدف توفير أنظمة علاجية متقدمة في المغرب لتقديم أفضل الخدمات الطبية على أعلى مستوى للمساهمة في الحفاظ على الشبكية وحماية البصر ومكافحة العمى. وتقدم مؤسسة زايد الإنسانية دعماً لمشروع ترميم وتجهيز مستشفى الإمارات لطب وجراحة العيون في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إضافة إلى التشغيل السنوي للمخيمات العلاجية. ولخدمة السكان في جزيرة طال ومنطقة كمبر الباكستانية، شيدت المؤسسة مستشفى الشيخ زايد والذي يتكون من 20 سريراً، كما يستعد لاستقبال نحو 250 مريضاً يومياً، مع تقديم خدمات الطب العام والطوارئ وطب النساء والتوليد. شراكة وتعاون وقعت المؤسسة، خلال الأشهر المنصرمة من العام الجاري، عدداً من اتفاقات الشراكة والتعاون بغرض تعزيز مستهدفات العمل الخيري والإنساني وتوسيع نطاقه، وزيادة فعالية المبادرات الخيرية وأعداد المستفيدين من مشاريعها ومبادراتها. ووقعت المؤسسة اتفاقية تعاون مع مؤسسة «مؤسسة إنسان للإغاثة» في تنزانيا، من أجل إنشاء مشاريع تخص مياه الشرب في بعض المناطق التي تعاني من شح الموارد، كما وقعت المؤسسة مذكرة تفاهم مع بنك الطعام المصري؛ بهدف تعزيز التعاون لتحقيق الأهداف في مجال التنمية المستدامة، لاسيما في قطاعي الزراعة والمياه، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع شركة وادي عربة الأردنية بشأن تمويل مشاريع تخص تحلية المياه يعمل معظمها بالطاقة المتجددة، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة تركستان في جمهورية كازاخستان بشأن تنفيذ مشروع إنشاء ملاعب رياضية وحدائق.

الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات
الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات

الاتحاد

timeمنذ 11 ساعات

  • الاتحاد

الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات

الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات نقلة نوعية في جهود دولة الإمارات لمكافحة المخدرات ستشهدها الساحة، مع مواصلة المعركة المتواصلة ضد هذه الآفة المدمرة، وذلك بإصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً بقانون اتحادي بإنشاء «الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات»، وتعيين الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان رئيساً له. وقد حرص الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على تهنئة الشيخ زايد بن حمد بن حمدان على الثقة الغالية التي أولته إياها القيادة الرشيدة بتعيينه رئيساً للجهاز. ويدرك سمو الشيخ سيف بن زايد حجم التحديات الكبيرة التي تنتظر رئيس الجهاز الجديد. وفي هذه المناسبة، نتوجه بالشكر الجزيل والتقدير الكبير لضباط وأفراد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية على الجهود الجبارة، والضربات المتلاحقة التي وجهوها خلال الفترة الماضية لعصابات الاتجار بالمخدرات، والتي أسفرت عن إسقاط العديد من تجار السموم الذين حاولوا تقويض استقرار المجتمع من خلال استهدافهم لفئة الشباب، عماد بناء ونهضة الوطن. جاء إنشاء الجهاز الجديد لتحقيق نقلة نوعية في الأداء والعمل الأمني في مواجهة عصابات الاتجار بالمخدرات، في ظل اشتداد الهجمات الشرسة التي تشنّها هذه العصابات، مستخدمةً أساليب وحيلاً متطورة لإغراق المجتمع بالمخدرات. كما جاء تأسيس الجهاز في إطار تعزيز المنظومة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتوحيد الجهود الاتحادية والمحلية في التصدي لهذه الآفة، بما يعزز أمن المجتمع ويحمي أفراده، وتحقيق الاستراتيجية الوطنية الشاملة الخاصة بالمكافحة وحماية المجتمع من شرورها. لقد نجحت الإمارات، خلال الفترة الماضية، في تحقيق إنجازات كبرى في هذا المجال، وتم توسيع دائرة التوعية وإشراك مختلف فئات المجتمع في تلك الجهود، جنباً إلى جنب مع التوسع في التعاون الدولي، الذي أثمر عن الإطاحة بعصابات دولية ورؤسائها. ويُعد الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات جهة اتحادية مستقلة تتبع مجلس الوزراء، ويحل محل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية. ويتولى مهام وضع وتنفيذ السياسات العامة والتشريعات والاستراتيجيات المتعلقة بمكافحة المخدرات، وتعقّب وضبط شبكات تهريبها وترويجها، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية على المستويين الاتحادي والمحلي. ومع تمنياتنا بالنجاح والتوفيق للجهاز الجديد وقيادته والعاملين فيه، يظل العنصر الأهم في هذه المعادلة هو دورنا كأفراد وأولياء أمور لحماية مجتمعنا وشبابنا. حفظ الله الإمارات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store