
تجمّع مدني لأبناء جنوب لبنان للضغط باتجاه العودة للحدود مع إسرائيل
ويأتي الإعلان، وهو الأول من نوعه منذ نهاية الحرب، في ظل انقسام داخلي على تسليم سلاح «حزب الله»، وإقرار ورقة الموفد الأميركي توماس براك التي تشترط تنفيذ «حصرية السلاح» قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
وتحت شعار «عودة، أمان، إعمار» دعت فعاليات وبعض الأهالي من قرى الحافة الأمامية لأجل تأسيس «تجمع أبناء البلدات الجنوبية الحدودية»؛ بهدف تحقيق العودة الآمنة للناس والبدء بإعمار ما دمرته إسرائيل وتأمين حقوق العائدين، وكذلك مساعدة النازحين في شتى أمور حياتهم إلى حين العودة النهائية إلى قراهم.
ويقول طارق مزرعاني، وهو أحد الداعين إلى تأسيس التجمع: «نحن تجمع مستقل ليس له أيّ علاقة بالأحزاب وغير سياسي، هدفنا الحصول على مطالب أهالي الشريط الحدودي والنازحين منهم».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تتضمن مطالبنا، تأمين عودة الناس وإعادة الإعمار ودفع التعويضات، وكذلك التركيز على الهموم المعيشية اليومية للنازحين؛ ككلفة إيجارات المنازل ومتطلبات الحياة للعائدين».
ومزرعاني، هو من أبناء بلدة حولا (جنوب لبنان) والذي أجبرته الحرب الإسرائيلية على خوض تجربة النزوح، يعتبر أن هذا التجمع يشكّل فرصة للإضاءة على أحوال الناس، والمخاطر الجمّة التي تعيشها جراء الاستهدافات شبه اليومية في القرى الحدودية.
ويتابع: «هي صرخة للتفكير بالناس المنسيين منذ أكثر من عامين، بعد أن خسروا كل شيء، أراضيهم وأملاكهم ومساكنهم ومؤسساتهم»، لذا «أردنا تحريك هذا الملف من خلال خلق تجمع يضم أفراداً من كل قرى الشريط الحدودي، على أمل إحداث تغيير هناك»، حسبما يقول.
ويضيف: «منفتحون على كل الناس والجهات السياسية، ونطلب من كل المعنيين وبكل إيجابية، مساعدتنا في ظل هذا الوضع المزري».
وعن آليات التحرك يقول مزرعاني: «سنعمل بشتى الوسائل القانونية، سنطرق كلّ أبواب المعنيين ونزور كافة المراجع الرسمية وغير الرسمية وخاصة نواب المنطقة والإدارات الرسمية، للتعريف بالتجمع».
ولكن، ماذا في حال فشلت هذه التحركات ولم تثمر شيئاً، خصوصاً أن المسألة معقدة وأبعد بكثير من رفع الصوت عالياً؟ يقول مزرعاني: «المسألة لن تقتصر على زيارات، وإنما ستأخذ أشكالاً مختلفة من التعبير، كتنفيذ وقفات احتجاجية في الساحات العامة، وتقديم اقتراحات قوانين، وتنسيق زيارات ميدانية للصحافيين للحديث أكثر عن هذه القرى المنسية وغيرها من الأمور».
وأبعد من ذلك يذهب مزرعاني إلى حد التشبيك مع المغتربين لتحسين واقع أهالي البلدات الحدودية، خصوصاً العائلات التي لا تزال نازحة في قرى الجوار، والذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة، منذ ما يقارب العامين.
ومع أن القيمين على التجمع يؤكدون أنه غير مسيس، لكن موقع إطلاقه في النبطية، لا ينفي أن يكون مدعوماً من ثنائي «حزب الله وحركة أمل»، ويُنظر إلى تأسيس هذا التجمع بوصفه آلية ضغط مدنية على الحكومة اللبنانية، خصوصاً إذا تجاوزت تحركاتهم النداءات، باتجاه تنفيذ اعتصامات ميدانية في الأماكن العامة.
ويرى الناشط السياسي المعارض لـ«حزب الله» الدكتور هادي مراد أن مطلب التجمع «محق»؛ إذ «لا بد من عودة كل الجنوبيين إلى قراهم في الوقت المناسب، لكن هذا الأمر يتطلب توفر الأمن والأمان من قبل الطرفين، إسرائيل والحزب».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «برأيي، إن أكبر عائق أمام هذا التجمع هو كلام (حزب الله)، الذي يُصّعد عبر أمينه العام ويقول بفتح معركة كربلائية، وبالتالي هو من يقول لهم لا حياة لكم في حال تحقق سحب للسلاح».
ويتابع: «هي صرخة محقة، ولكن يجب أن توجه إلى القياديين في الحزب كي لا يكون هناك تصعيد، وإلا فما الفائدة من العودة في حال صدق قاسم في حدوث معركة كربلائية».
ويرى كثيرون أن التلويح بورقة المدنيين يشبه في أحد جوانبه توظيفات مشابهة كان اختبرها لبنان في عرقلة عمل قوات «اليونيفيل» في الجنوب، ومحطات أخرى.
وفي هذا السياق، يقول مراد: «عادة ما يعبث الحزب بأمن الناس من خلال رميهم في المقدمة وهو يقف متفرجاً في الخلف، كما فعل عند انتهاء مدة اتفاقية وقف إطلاق النار عندما خاطر ببعض الناس ووضعهم في المقدمة وللضغط على اليونيفيل من أجل الانسحاب».
ويضيف: «من المؤكد أن الحزب مستفيد من الضغط الذي يمارسه عامة الناس، بشكل أو بآخر، على اعتبار أن مطلب الحزب بإعادة الإعمار وعودة النازحين لم يسمعه أحد»، في إشارة إلى خروج الحزب من جلسة الحكومة اللبنانية عندما اتخذت القرار التنفيذي بحصر سلاحه، «ما يؤكد أن الحزب اليوم غير قادر على الضغط على الدولة لأنه أصبح خارجاً عن شرعيتها ولا أحد يحميه، وبالتالي هو المستفيد الأكبر من أي ضغط شعبي في هذا السياق».
وفي هذا السياق، يقول الكاتب السياسي المعارض لـ«حزب الله» الدكتور حارث سليمان إن في لبنان مسارين لا ثالث لهما، المسار الأول، يدعو إليه أمين عام الحزب نعيم قاسم، ومضمونه الاحتفاظ بالسلاح ومن ثمّ يعود الناس إلى بيوتهم وقراهم، و«هذا أمر يصعب تحقيقه»، أما المسار الثاني، بحسب ما قاله سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، فهو «دبلوماسي، يقوم على أساس تسليم سلاح (حزب الله) مقابل ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف الاغتيالات وضمان عودة السكان وعقد مؤتمر إعادة الإعمار وغيرها الكثير، وفق ما جاء في بنود الورقة الأميركية التي تبنتها الحكومة اللبنانية، وهذا ما يمكن أن يتحقق بالاتفاق وليس عن طريق الحرب».
وبالتالي، يؤكد سليمان أن «تحقيق عودة الناس وإعادة الإعمار قرى الحافة الأمامية، لن يكون إلا عبر المسار الدبلوماسي وليس خارجه».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة رواد الأعمال
منذ 34 دقائق
- مجلة رواد الأعمال
وفد سوري رفيع المستوى يزور الرياض لتعزيز الشراكة الاقتصادية
تستقبل المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، وفدًا سوريًا رسميًا رفيع المستوى برئاسة الدكتور محمد نضال الشعار؛ وزير الاقتصاد والصناعة بالجمهورية العربية السورية. في زيارة رسمية إلى العاصمة الرياض. ويرافق الوفد ممثلون للقطاع الخاص من البلدين. فيما يعد خطوة لافتة على صعيد تعزيز التعاون الإقليمي. وتأتي هذه الزيارة امتدادًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-. لتعميق وتطوير الشراكة الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وبناء جسور تعاون تسهم في تحقيق التكامل الإقليمي، وفقًا لما نقله موقع 'مباشر'. تأكيد مخرجات المنتدى الاستثماري تعتبر هذه الزيارة للعاصمة الرياض استكمالًا لمخرجات المنتدى الاستثماري السعودي – السوري، الذي انعقد الشهر الماضي برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع. وشهد المنتدى مشاركة واسعة من مختلف الجهات؛ حيث تجاوز عدد المشاركين 100 شركة سعودية و20 جهة حكومية. ما يعكس جدية الطرفين في تعزيز العلاقات. علاوة على ذلك أسفر عن توقيع 47 مشروعًا استثماريًا بقيمة تتجاوز 24 مليار ريال. هذه المشاريع تعد أساسًا متينًا للتعاون المستقبلي، وتظهر أن هناك إرادة حقيقية لترجمة التطلعات إلى خطوات عملية وملموسة. أهمية التعاون الاقتصادي في دفع عجلة التنمية شملت المشاريع التي تم توقيعها في المنتدى قطاعات حيوية ومتنوعة. مثل: العقار، والبنية التحتية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والطاقة، والصناعة، والسياحة؛ والتجارة والاستثمار، والصحة. بينما يشير هذا التنوع إلى أن التعاون لا يقتصر على مجال واحد، بل يهدف إلى إحداث تنمية شاملة في مختلف القطاعات. وفي هذا الجانب تؤكد تلك الزيارة اهتمام العاصمة الرياض بتعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة، بما يعزز مكانتها الاستثمارية عالميًا. ويرسخ دورها كمركز اقتصادي إقليمي. وتعد هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية أوسع لزيادة التبادل التجاري والاستثماري مع دول المنطقة. ما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي الإقليمي. الدبلوماسية الاقتصادية ودعم رؤية 2030 كما يعكس هذا التعاون حرص البلدين على دفع عجلة التعاون الاقتصادي إلى مستويات متقدمة. بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، ويعزز من النمو والازدهار. كما تعد هذه الزيارة نموذجًا للدبلوماسية الاقتصادية التي تركز على المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة. وفي إطار ذلك تسهم تلك الشراكات في دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 والتنمية المستدامة؛ حيث تعد السياحة والاستثمار من القطاعات الرئيسية التي تسعى المملكة لتطويرها كجزء من خطتها لتنويع الاقتصاد. آفاق جديدة للنمو والتنمية بينما تشير هذه التطورات إلى أن الدبلوماسية الاقتصادية السعودية تصبح أكثر نشاطًا وحيوية في المنطقة. ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والتنمية. وينتظر أن تسهم هذه الزيارات المتبادلة في توقيع المزيد من الاتفاقيات التي تعزز من حجم التبادل التجاري. وإلى جانب ذلك فإن مشاركة القطاع الخاص من البلدين في هذه الزيارة تعطي مؤشرًا إيجابيًا على أن هناك رغبة حقيقية من الشركات في بناء شراكات استثمارية قوية. ما يعزز من دور القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي.

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
القيادة تعزي رئيس جمهورية باكستان في ضحايا الفيضانات التي وقعت شمال بلاده
وقال الملك المفدى: "علمنا بنبأ وقوع فيضانات في شمال جمهورية باكستان الإسلامية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وإننا إذ نبعث لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيق أحر التعازي، وأصدق المواساة، لنسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يعيد المفقودين سالمين، ويحفظكم وشعب جمهورية باكستان الإسلامية من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب". كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية عزاء ومواساة لفخامة الرئيس آصف علي زرداري، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، في ضحايا الفيضانات التي وقعت شمال بلاده، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين. وقال سمو ولي العهد: "تلقيت نبأ وقوع فيضانات في شمال جمهورية باكستان الإسلامية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين كافة عن بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلًا الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين، وأن يعيد المفقودين سالمين، إنه سميع مجيب".


الأمناء
منذ 2 ساعات
- الأمناء
نادي القضاة الجنوبي بعدن يعلن رفع إضراب المحاكم ويؤكد استمراره بمتابعة حقوقهم المشروعة
أصدر المكتب التنفيذي لنادي القضاة الجنوبي اليوم الأحد الموافق 17 أغسطس 2025م بياناً هاماً طالب فيه مجلس القضاء الأعلى بسرعة البث في الترقيات الخاصة بالقضاة ، مؤكداً في ذات الوقت لاعضاء السلطة القضائية على استمرار المكتب التنفيذي بمتابعة كافة الحقوق والمطالب الخاصة بالقضاة والاداريين بالتنسيق مع مجلس القضاء الأعلى. وكان نص البيان الصادر عن النادي اليوم على النحو التالي : قال تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" صدق الله العظيم. في ظل ما تشهده البلد من موجة إصلاحات شاملة على كافة الأصعدة والمستويات، وقف المكتب التنفيذي لنادي القضاة الجنوبي في اجتماعه اليوم الاحد الموافق 17-08-2025م على مسؤوليته القانونية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للقضاة والاداريين والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذه المرحلة التي تمر بها البلد. وناقش الاجتماع أوضاع منتسبي السلطة القضائية، كما وقف على الاضراب الذي اعلنه فرع النادي بعدن المخالف لنص المادة (33) من النظام الأساسي لنادي القضاة الجنوبي والمادة (40) من قانون تنظيم النقابات وما نتج عن ذلك الاضراب من تعطيل لمصالح المواطنين في ظل موجة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي يشهده الوطن والهادفة للنهوض بالعملة الوطنية والاقتصاد الوطني. كما ناقش الاجتماع أيضا أوضاع الدفعة (23) من خريجي معهد القضاء العالي، حيث اكد الحاضرون على مساعي النادي لإيجاد الحلول المناسبة، بالإضافة للتأكيد على ضرورة إعادة هيكلة الأجور لمنتسبي السلطة القضائية بما يتناسب مع الظروف المعيشة للقضاة كما ناقش الاجتماع عددا من المواضيع الأخرى الهامة المتعلقة بحقوق ومطالب القضاة واتخذ بشأنها عددا من التوصيات والقرارات المناسبة. وفي ختامه خرج الاجتماع بالقرارات التالية: (1) رفع الاضراب المعلن من قبل الهيئة الإدارية لفرع النادي في عدن، نظرا لمخالفته للنظام الأساسي للنادي وللقانون، مع التأكيد على عدم الاستجابة لأي دعوات للأضراب مالم تكن صادرة في بيان رسمي عن المكتب التنفيذي لنادي القضاة الجنوبي. (2) عرض اللائحة الخاصة بالتأمين الصحي للقضاة على فروع النادي في المحافظات بهدف سرعة اثرائها وإعادة عرضها على المكتب التنفيذي للنادي بغرض رفعها لمجلس القضاء الأعلى. (3) استمرار المكتب التنفيذي بمتابعة كافة الحقوق والمطالب الخاصة بالقضاة والاداريين بالتنسيق مع مجلس القضاء الأعلى. (4) مطالبة مجلس القضاء الأعلى بسرعة البث في الترقيات الخاصة بالقضاة.