
'من ينقذ من ينقذون؟ صوت عاجل من قلب مأرب'
'تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية'.
85.10.193.41
الحدث، الذي حضره عدد كبير من القيادات المحلية والمنظمات الدولية والمحلية، لم يكن مجرد فعالية روتينية، بل رسالة إنذار مبكر من الأرض، تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية وسط تراجع التمويل الدولي، وتراجع الدعم الإنساني، وتصاعد التحديات الأمنية والسياسية التي تفرضها مليشيا الحوثي الإرهابية.
تفاصيل الفعالية وبيانات صادمة:
الوضع الإنساني في مأرب: كارثة تنتظر تدخلًا عالميًا
أكد الدكتور عبدربه مفتاح، وكيل محافظة مأرب، أن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام يأتي وسط ظروف استثنائية التعقيد، حيث تواجه مأرب تحديات متزايدة، لا سيما في ظل:
نقص التمويل الإنساني الحاسم .
. محاولات الحوثيين لعرقلة الوصول للمساعدات .
. استهداف العاملين الإنسانيين .
. استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية وعسكرية.
وقال مفتاح:
'السلطة المحلية لن تمل من تقديم الحماية والدعم، لكننا نحذر من خطورة حرف العمل الإنساني عن مساره، واستخدامه كأداة سياسية لا إنسانية.'
أكثر من 3 مليون نازح في مأرب.. والعالم يُعرض عنهم
أوضح المتحدثون في الفعالية أن أكثر من 3 مليون نازح وجدوا في مأرب ملاذًا أمنًا، بعد أن شردتهم الحروب، وطردهم الحوثيون من مناطقهم. ومع ذلك، فإن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إذ:
تتراجع التدخلات الإنسانية بشكل مخيف .
. تتزايد حالات الجوع والعوز الغذائي .
. تظهر مؤشرات على وشك وقوع كارثة مجاعة.
إحصائيات صادمة من الأمم المتحدة:
383 عاملًا إنسانيًا قُتلوا حول العالم خلال سنة ونصف، بسبب استهدافهم أثناء أداء عملهم الإنساني.
خلال سنة ونصف، بسبب استهدافهم أثناء أداء عملهم الإنساني. 62% من النازحين في اليمن يعيشون في مأرب .
. أكثر من 17 مليون يمني يحتاجون للمساعدات الإنسانية.
كلمات ملهمة ونداء عاجل:
أكد عزالدين مثقال، المدير التنفيذي لمنتدى الإغاثة والبناء (CRB)، على أن الجهود المبذولة رغم التحديات الكبيرة، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى مضاعفة التمويلات والدعم الدولي، لسد الفجوة المتفاقمة في الخدمات الأساسية.
من جانبه، وجه راشد الدبعي، ممثل مكتب أوتشا، نداءً عاجلًا للشركاء الدوليين بالالتزام بمبادئ العمل الإنساني، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، مع حماية العاملين الإنسانيين.
وقال:
'العمل الإنساني ليس خيارًا، بل التزام أخلاقي. نحن نتحدث عن أرواح، لا أرقام.'
كلمة مؤثرة من الشجني والقيسي:
أكد عبدالحكيم القيسي، مدير مكتب الشؤون الاجتماعية، وخالد الشجني، ممثل الوحدة التنفيذية، أن مأرب أصبحت رمزًا للصمود الإنساني، لكنها بحاجة إلى دعم أكبر.
وأشارا إلى أن الوضع الإنساني في مأرب يشهد تدهورًا مستمرًا، مع تراجع التدخلات الدولية، ما يعرض النازحين لخطر الجوع والمرض والموت البطيء.
وقال القيسي:
'هذا اليوم ليس للاحتفاء فقط، بل للاستغاثة. من سينقذ هؤلاء الأبرياء؟'
تكريم الشركاء الإنسانيين:
في ختام الفعالية، تم تكريم عدد من المنظمات والمكاتب الحكومية والدولية التي ساهمت بفاعلية في دعم العمل الإنساني في مأرب، ما يعكس أهمية الشراكة الإنسانية في مواجهة الكارثة الإنسانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الضفة الغربية ترزح ديموغرافيا واقتصاديا تحت ضغط الاستيطان
بعدما وافقت إسرائيل أمس الأربعاء على بناء 3400 وحدة استيطانية ستقسم الضفة الغربية إلى قسمين، بحسب معارضي المشروع، في ما يأتي بعض الأرقام المتعلقة بالضفة من حيث السكان والمستوطنات وتداعيات حرب غزة اقتصادياً. تحد إسرائيل الضفة الغربية شمالاً وغرباً وجنوباً، ويحدها الأردن شرقاً، وتبلغ مساحتها 5655 كيلومتراً مربعاً. وباستثناء القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها منذ عام 1967، يعيش في الضفة الغربية نحو 3 ملايين فلسطيني إلى جانب نحو 500 ألف إسرائيلي، يقطنون في مستوطنات تعتبرها الأمم المتحدة غير قانونية بموجب القانون الدولي. توسع الاستيطان وفي نهاية عام 2024، أحصت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية غير الحكومية المناهضة للاستيطان 147 مستوطنة اعترفت بها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إضافة إلى 224 مستوطنة أقيمت من دون إذن رسمي، وأقيمت نحو 60 منها في 2024، أي نحو ضعف ما أنشئ في عام 2023. وتؤكد "السلام الآن" أن هذا التوسع لمستوطنات الضفة الغربية قياسي، معتبرة أنه يعود لوجود وزراء من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وتظهر مقارنة بين عام 1996 وبداية عام 2023، أن أقل من سبع مستوطنات كانت تنشأ سنوياً في المتوسط. وتصاعدت التوترات بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ بدء الحرب في غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقتل ما لا يقل عن 967 فلسطينياً، بينهم مقاتلون ومدنيون، على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين منذ اندلاع الحرب، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية حتى مطلع أغسطس (آب) الجاري، يستند إلى بيانات صادرة عن السلطة الفلسطينية. وقتل 36 إسرائيلياً من مدنيين وجنود في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تقسيمات أوسلو بموجب اتفاقات أوسلو الموقعة في تسعينيات القرن الماضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تقسم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: المنطقة (أ) تديرها السلطة الفلسطينية، والمنطقة (ب) تخضع لسيطرة مشتركة إسرائيلية وفلسطينية، والمنطقة (ج) تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، وتشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية. وتقع ضمن المنطقة (ج) معظم المستوطنات وغور الأردن، وهو شريط من الأراضي الزراعية يشكل نحو 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ويقطنه نحو 10 آلاف مستوطن، وكانت هذه المنطقة في صلب مشروع لضم جزء من الضفة الغربية أجلته إسرائيل رسمياً عام 2020. أثرت الحرب في غزة بصورة كبيرة في اقتصاد الضفة الغربية والتوظيف فيها، بحسب تقرير مشترك صادر عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة نشر في فبراير (شباط) 2025. منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فرضت إسرائيل قيوداً على وصول فلسطينيي الضفة الغربية إلى سوق العمل فيها. وهناك 27 ألف عامل فلسطيني فقط في إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية حالياً بعدما كانوا 177 ألفاً، بحسب التقرير. ولأن متوسط رواتب هؤلاء العمال يزيد على ضعف متوسط الرواتب في الضفة الغربية، أدى هذا الوضع إلى انخفاض حاد في الدخل وأثر في الاقتصاد المحلي. وسجل معدل البطالة في الضفة الغربية بنسبة 35 في المئة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وسبتمبر (أيلول) 2024، بعدما بلغ 14 في المئة قبل حرب غزة، كما زاد معدل الفقر من 12 إلى 28 في المئة بحلول منتصف 2024، أي أكثر من الضعف.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
من بدلة زيلينسكي والقذافي إلى عمامة الحجاج ..."الخيل من خيالها"
الأزياء ليست مجرد قماش يغطي الجسد، بل هي لغة بصرية تحمل دلالات ثقافية وسياسية عميقة، تعكس الهوية، والسلطة، والمقاومة، وحالات الحزن والفرح، بل هي جزء من "الرموز" المؤثرة في الحشد وإثارة الحماسة والضغائن. لهذا لم يكن السجال حول بدلة زيلينسكي في البيت الأبيض في نسختيها الأولى الخضراء والثانية السوداء، نقاشاً من دون معنى، إذ ظلت للأزياء دلالاتها في السلم والحرب، في الثقافة العربية والعالمية. فعلى مر العصور، كان اللباس وسيلة للتعبير عن الانتماء، وترسيخ السلطة، أو حتى إشعال المقاومة. من عصابة أبي دجانة الحمراء في غزوات النبي إلى عمامة الحجاج التي توعد بها أهل العراق يوم أصبح حاكماً لها، إلى بدلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العسكرية التي فجّرت جدلاً عالمياً في 2025. الأزياء كرمز سياسي عبر التاريخ في العصور الوسطى، اتخذت الأزياء أشكالاً تعكس الصراع الطبقي والهوية السياسية. فالأثواب المزخرفة والطربوش في الدولة العثمانية لم يكونا مجرد زينة، بل أداة لتأكيد النفوذ والهوية الوطنية. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، كما تروي الباحثة سارة شيلدز في كتابها "الطرابيش في النهر"، أصبح الطربوش في قضاء الإسكندرون مثلاً رمزاً للصراع السياسي بين القوميات السورية والتركية، حتى أن اختيار غطاء الرأس بات يعكس الموقف السياسي. أما الثورة الفرنسية (1789-1799)، فقد جعلت من السراويل الطويلة شعاراً للثوار في مواجهة الأرستقراطية ذات السراويل القصيرة. واللباس هنا لم يكن تفصيلاً شكلياً، بل رمزاً لصراع اجتماعي جذري. وفي فرنسا الحديثة، كما توضح كريستين بارد في كتابها "تاريخ سياسي للبنطلون"، خاضت النساء معارك طويلة لكسر احتكار الرجل للبنطلون بوصفه رمزاً للسلطة، إذ لم يُعترف بحق المرأة في ارتدائه بحرية إلا بعد عقود طويلة. الأزياء والاحتجاجات الشعبية في الأزمنة المعاصرة، تكررت رمزية اللباس في ساحات الاحتجاجات. من "قناع فانديتا" المستلهم من فيلم V for Vendetta إلى "السترات الصفراء" في فرنسا، وتحولت الأزياء العفوية إلى أيقونات عالمية للمقاومة، لا تقل قوة عن البيانات السياسية. الملابس هنا لم تكن مجرد تعبير جمالي، بل علامة سياسية فورية يفهمها العالم. ولئن ضُرب في المنطقة العربية مثلاً لأشهر الأزياء السياسية وأكثرها غرابة، فإن أحداً لا ينافس معمر القذافي في زيه المثير للجدل، بما جعل منه مادة صحافية تستهويه في كل إطلالة عبر الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وعلى منبر الأمم المتحدة. ومع تعدد "الرموز" التي تحملها الأزياء بين الشعوب، إلا أن الأكاديمية السعودية ثريا نصر، ترجح في كتابها "تاريخ أزياء الشعوب" أن اتخاذها لغة إبهار وتعبير رمزي ظل سمة مشتركة، مثل الزخرفة، والبهرجة التي حاول زيلينسكي الاقتصاد فيها على هيئة الحداد، والقذافي أن يسرف فيها، لتظل كل إطلالة له مناسبة احتفال قائمة بذاتها. وتضيف "مهما اختلفت الأجناس والأقطار فهناك ظاهرة تجمع بين مظاهر هذا الذوق الفطري للشعوب كلها... وكأن هناك لغة موحدة يتحدث بها جميع البشر، هي لغة الزخارف المشحونة التي تتداخل تارة وتفترق أخرى في سذاجة". بدلة زيلينسكي: بين المقاومة والبروتوكول وسط الحرب الروسية- الأوكرانية، برز الرئيس فولوديمير زيلينسكي كأحد أبرز الأمثلة على توظيف الأزياء سياسياً. منذ بداية الغزو، تبنّى زياً شبه عسكري، بسيطاً وموحداً، أصبح علامة للمقاومة الأوكرانية. لكن زيارته إلى البيت الأبيض في 2025 فجرت جدلاً واسعاً، حين رفض ارتداء بدلة رسمية على رغم طلب الجانب الأميركي، كذلك ظهر بملابس شبه عسكرية من دون ربطة عنق خلال لقائه الرئيس دونالد ترمب مع الزعماء الأوروبيين أخيراً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) هذا الاختيار لم يكن مجرد تعنت شخصي، بل استراتيجية مدروسة لتكريس صورته كقائد ميداني يعيش مع شعبه في قلب المعركة. وعلى رغم الانتقادات التي وصفت اللقاء بأنه "كارثة دبلوماسية"، فإن زيلينسكي واصل تمسكه بالزي العسكري، مؤكداً أنه لن يغيّره حتى تتحرر أوكرانيا. هكذا تحولت قطعة قماش إلى سلاح رمزي في معركة سياسية ونفسية مع روسيا، بل ومع المجتمع الدولي. عمامة الحجاج بن يوسف وإحرام الحج وفي التاريخ العربي القديم، اشتهرت "عمامة الحجاج" القائد الشهير في العهد الأموي، علامة فارقة لاتخاذ الزي وسيلة تعبير لإرهاب الخصوم وبعث الرسائل السياسية الصارمة للمتمردين، فلم يشتهر في خطبته إلى أهل العراق يومئذ (في القرن السابع الميلادي) غير التهديد بقوله "متى أضع العمامة تعرفوني"، أي أنه حين يلبس بدلة الحرب سيعرفون من هو حاكمهم الجديد، وهو ما حدث حقاً، إذ كان بطشه مضرب المثل. في المقابل، يمثل "لباس الإحرام" في الحج نموذجاً مختلفاً للقوة الرمزية للأزياء، ببساطة الإحرام الأبيض البسيط، الذي يلغي كل الفوارق الطبقية والاجتماعية، ويرمز إلى وحدة البشر ومساواتهم أمام الله. لكن الرسالة ليست دينية فقط، بل أيضاً سياسية، إذ جسدت فكرة أن المجتمع قادر على تجاوز طبقاته وحدوده القومية ليلتقي في لحظة روحانية موحدة، وقد وضع كل الخلافات جانباً وجنح إلى السلم. إذ ربما التقى الأوكراني والروسي في مكة فلا يجد أي منها حرجاً في ذلك. بل كان العرب قبل الإسلام من تعظيم الكعبة يلتقي الرجل بقاتل أبيه فلا يرى ذلك فرصة لأخذ الثأر. التاريخ السعودي الحديث يحتفظ بمثال آخر، إذ توثق "الشرق الأوسط" اللندنية أن الملك عبد العزيز آل سعود كان يستخدم رمزية اللباس سياسياً، حين رفض مثلاً ارتداء "العقال المقصب" الذي كان يلبسه في بدايات حكمه حتى يؤدب أحد خصوم بلاده، في إشارة إلى وعي القادة بأن اللباس يمكن أن يكون أداة تفاوضية لا تقل أهمية عن الكلمة، فلما نال من غريمه "نادى: نادى: ائتوني بعقال مقصب. فلما أحضروه وضعه على رأسه فيما صدحت الهتافات والأهازيج". الأزياء والسياسة في أميركا الولايات المتحدة أيضاً لم تكن بمنأى عن هذا الترميز، ففي القرن التاسع عشر، عكست الأزياء الأميركية صراعاً بين الحداثة والتقاليد في ظل الثورة الصناعية. وفي القرن العشرين، صارت نيويورك مركزاً عالمياً للموضة بعد الحرب العالمية الثانية، مؤثرة في صناعة الأزياء العالمية بما يحمله ذلك من إسقاط سياسي للقوة الناعمة الأميركية. وفي السنوات الأخيرة، ارتبطت الأزياء بمفهوم الاستدامة، لتصبح جزءاً من النقاش السياسي البيئي. دخول شركات أميركية كبرى في شراكات لتطوير أقمشة صديقة للبيئة يعكس كيف أن صناعة الأزياء لم تعد محايدة، بل جزء من السجالات الكبرى حول المناخ والسياسة الاقتصادية. المثل العربي "الخيل من خيالها" يختصر العلاقة بين الأزياء والسياسة. فما يرتديه القائد أو الشعب يعكس هويتهم ورسالتهم للآخرين، وربما حالتهم المزاجية في تلك اللحظة. الطربوش، وعمامة الحجاج، وسراويل الثوار، وبدلة زيلينسكي والقذافي وغيرها... كلها ليست مجرد أزياء، بل شيفرات سياسية مكثفة تحمل معاني المقاومة، والوحدة، والهوية أو حتى التمرد على الأعراف.

سعورس
منذ 8 ساعات
- سعورس
ماذا تعني سوريا للسعوديين؟
بفضل من العزيز الودود تم تأسيس المملكة العربية السعودية على يديّ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه–، بتوفيق من رب العزة والجلال على كتاب الله جل في علاه وسنة نبيه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، فكانت مملكة عزٍ وشموخ، نهضت بحضارة الإسلام المعاصر من قلب فيافي نجد العذية إلى واحات الرياض الغنية، فأغنت أهلها وألقت بظلالها على دول الجوار محبة وإيماناً وأمناً، ووصلت ثمارها اليانعة إلى كل بقاع الدنيا، والتاريخ يقف شاهداً أميناً. ثم تعاقب على الحكم أبناؤه الملوك الكرام البررة، ولكل منهم إسهامات أشرقت لها صفحات التاريخ وكتبت بمداد الذهب في جبين الدهر، حتى أتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الملك المُرَسِّخ لجذور التأسيس، والمُمَكّن لانطلاقة التجديد. سيقف التاريخ مطولاً وسيسيل مداد المؤرخين بإسهاب منقطع النظير عنه؛ فانطلقت مرحلة التجديد في عهده بالأمير المجدد محمد بن سلمان -حفظه الله- فكان أميراً انتظره العالم بأسره، وحلماً تجسد حقيقة في شخص الأمير الملهم والقائد الفذ الهمام، فدشنت المشروعات التنموية والخطط الطموحة وإعادة صياغة العلاقات الدولية وتخطيط الاستراتيجيات العالمية، وما هي إلا بارقة من جوهر ثمين يكتنزه هذا الأمير الطموح. ولعلنا نقف عند حدث دولي وأمر عالمي ليس له نظير ولا يشابهه مثيل –وهو دولة سوريا– ، حينما ساهم سموه الكريم في إنقاذها من هلاك الحروب، فوظّف –حفظه الله– ثقله العالمي، وفكره السياسي، وحضوره البارع في وضع سوريا دولة وشعباً على المسار الذي يليق بها، وما استجابة رئيس أكبر وأقوى دولة بالعالم ثم تسارع الدول العظمى وسلاسة هذا التسارع لتعضيد هذه الإستجابة إلاّ دليل على عمل دؤوب، وجهد متواصل، وعزيمة لا تكل، وحزم لا يمل من أمير التجديد والتطوير، والذي ختمه سموه الكريم برمزية الامتنان التي غدت أيقونة عالمية، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه بكل اللغات. ثم توَّج سموه الكريم هذه الجهود السياسية والمبادرات الإنسانية بتوجيهه الكريم بانعقاد المنتدى الاستثماري السوري السعودي في قلب دمشق الشام ليعيد لها نبض العروبة والأصالة، والتي هي أهلٌ لها. منتدى استثماري اقتصادي ينعش العباد والبلاد، ويرسخ معاني الوقفة الصادقة ويبرهن على الوفاء في أبهى صوره، فبعد الدعم السياسي وضعها على مسار الدول المستقرة ضمن الأمم المتحدة ، تدفق الدعم الاستثماري السعودي السخي بتوجيه من القيادة العليا وإشراف مباشر من عراب رؤية 2030 ضرب أروع معاني الشهامة وأسمى دلالات الأخوة، من رجال الأعمال وأرباب الريادة والاستثمار السعوديين، تلبية لتوجيه ولي الأمر ونجدة لشعب سوريا الأبي، وتقديم كل ما يسهم في رفعة الإنسان وبناء الأوطان وعمارة الأرض، منطلقين من رؤية 2030 التي سيسطع نورها في كل العواصم العربية والإسلامية، ليشع نورها بركة ورحمة ومودة للبشرية جمعاء، في كل دول وأصقاع المعمورة. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.