logo
الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: الوزير البلدوزر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم لا يعرف المستحيل

الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: الوزير البلدوزر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم لا يعرف المستحيل

الأحد، 20 يوليو 2025 09:05 مـ بتوقيت القاهرة
أمراض مزمنة عانت منها المنظومة التعليمية في مصر كثيرا، وتصور الناس أنه لا أمل ولا حل، مع تفاقم المشكلة والمرض عامًا بعد عام، العجز في عدد المدرسين يتضخم، والكثافة داخل الفصول ازدحام لا مثيل له في العالم؛ فالفصل الواحد يضم نحو 200 تلميذ، والمناهج الدراسية طويلة جدًا، ومملة، وتقريبًا بلا جدوى.
لذلك، كانت السناتر والدروس الخصوصية والتعليم الموازي هو " الحل الغلط " الذي لا يمكن مقاومته، ولا سبيل للتصدي له في ضوء الإمكانيات المتاحة؛ فالعجز في عدد المعلمين يصل إلى أكثر من نصف مليون، وعدد الفصول محدود، وحتى لو توافرت الاعتمادات المالية، لا توجد أراضٍ داخل الكتلة السكنية، كما أن إنشاء مدارس وفصول جديدة لملاحقة كل هذه الأعداد يحتاج إلى مال قارون، وصبر أيوب، وعمر نوح!، وظل الحال من سيئ إلى أسوأ، وأصبح التعليم "في خبر كان".
ثلاثون عامًا أو أكثر، ظل فيها التعليم في مصر يدور في دوائر مغلقة؛ تجارب تولد ناقصة وتموت سريعًا، وملفات تتضخم دون حل، ومعها تضيع أجيال، وتتراجع مكانة المعلم، وتفقد المدرسة هيبتها.
وسط هذا الإرث الثقيل من التحديات، خرج علينا وزير التربية والتعليم الحالي محمد عبد اللطيف متحديًا كل هذه الظروف، وكأنه يحمل معه عصا سحرية، وفاجأ الناس بنمط جديد من القيادة لا يشبه من سبقوه.
رجل جاء لا ليجرب، بل معه خطة جريئة، وعقلية إدارية فذة، وإرادة فولاذية، من أجل بناء منظومة كاملة بخطى ثابتة ومدروسة، لا يلتفت خلفه، ولا تزعجه حملات أعداء النجاح، ولا تثنيه الأصوات المحبِطة، لأنه ببساطة يحمل عقل العالم، ويد الجرّاح، ونفس وروح الملهم.
رؤية محمد عبد اللطيف لا تعرف المستحيل، وعينه لا تغفل عن مستقبل الأمة وتستشرف الغد.
منذ اللحظة الأولى، أعلن الوزير أن التعليم قضية أمن قومي، وأنه لا نهضة بدون معلم مُمَكن، وطالب لديه الشغف والحافز، وفصل متطور، لذلك لم يبحث عن حلول وقتية، ولم يركن إلى حجة " مافيش إمكانيات "، بل واجه أصل الداء.
رأى في الكثافة الطلابية، والعجز في أعداد المعلمين، أكبر عقبتين، وقرر أن يضع لهما حداً، فبدأ بخطط خارج الصندوق، لا يراهن فيها على الموازنات والاعتماد المالي، بل على الإبداع والإرادة والتخطيط المحكم، واستطاع في زمن قياسي يشبه المعجزة أن يقضي على أخطر مشكلتين، عجز عدد المعلمين، وكثافة الفصول.
وبدلًا من انتظار تشييد مدارس بعيدة لا يصلها أحد، وجّه بتوسيع المدارس القائمة، وتحويل المساحات المهدرة إلى فصول حديثة، مثل غرف الكنترول، وبذلك أضاف أكثر من 200 ألف فصل، كما أطلق مبادرة " المدرسة الصديقة للحي "، وقال لا مدارس بدون شجر بالشراكة مع المحليات، حتى يكون التعليم داخل قلب المجتمع.
وفي المناطق المزدحمة، جاءت مبادرة " الفترات الممتدة "، حيث تعمل بعض المدارس بنظام الفترتين أو الثلاث فترات، لتقليل التكدس دون المساس بجودة التعليم.
يسد عجز المعلمين.. لكن بالكفاءة وليس بالأقدمية
لم يفتح باب التعيينات عشوائياً، بل أطلق مسابقات قومية عادلة تخضع لمعايير دقيقة في التخصص، والقدرات التربوية، والتحول الرقمي، كما واجه العجز أيضًا بحلول مرنة، مثل العمل بالحصة.
وزير يسبق الزمن
يمضي هذا الوزير وسط زحام التحديات وكأنه في سباق مع الزمن، يحلم لمصر، لا كما يحلم مسؤول تقليدي، بل كما يحلم عالم يعرف أن المستقبل يبدأ من مقعد الدراسة، يتنقل بين الملفات برؤية العالم، ويتعامل مع القرارات كأنها عمليات جراحية دقيقة، لا تحتمل الخطأ، ولا مجال فيها للعشوائية.
إنه لا يتوقف عند الحاضر، بل يفتح نوافذ على تجارب الدول المتقدمة، ويغوص في عالم الذكاء الاصطناعي، ويعيد بناء المناهج لتخدم المستقبل لا الماضي، كل مبادرة عنده لها عمق وفلسفة، لأنه ببساطة لا يدير الوزارة فقط، بل يقود مشروعًا حضاريًا لبناء الإنسان المصري من جديد.
لا يشغله النقد.. ولا يشتت انتباهه الغبار
ربما أكثر ما يميز هذا الوزير، أنه لا يرد على كل هجوم، ولا يفتح النار على من يهاجمه، لأنه ببساطة يرى في كل دقيقة تمر فرصة للعمل لا للكلام.
لا تحبطه حملات التشكيك، ولا تؤثر فيه محاولات هدم الثقة، لأنه يدرك أن من يقود تغييرًا بهذا الحجم لا بد أن يكون صلبًا جدًا.. مثل الجبال.
والحقيقة أن الوزير الحالي محمد عبد اللطيف ليس موظفًا عابرًا، ويرفض أن يكون مثل أي من الوزراء الذين سبقوه، لأنه لا "يسير أعمالًا"، وإنما هو بلدوزر لا يترك القديم المتهالك، وجراح يعرف موطن الداء ويستأصله فورًا، وقائد شجاع ينتمي إلى مدرسة العلماء، لا يكتفي بالرؤية، بل يتحرك على الأرض.
لا يبيع الوهم، بل يبني الأمل.
في وقت ضاعت فيه بوصلة التعليم وسط تجارب فاشلة، ومبادرات مرتعشة، جاء هذا الرجل ليحلم ويُحقق، ليقود قاطرة التغيير بعقل مفكر، وأسلوب إصلاحي حقيقي، يضع مصر من جديد على خريطة التقدم.
كاتب المقال الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم نائب رئيس تحرير جريدة الوفد
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير التعليم عن البكالوريا المصرية: نظام تعليمي يتوافق دوليًا ويقضي على 'بعبع الثانوية العامة'
وزير التعليم عن البكالوريا المصرية: نظام تعليمي يتوافق دوليًا ويقضي على 'بعبع الثانوية العامة'

المستقبل

timeمنذ ساعة واحدة

  • المستقبل

وزير التعليم عن البكالوريا المصرية: نظام تعليمي يتوافق دوليًا ويقضي على 'بعبع الثانوية العامة'

صرح محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، بأنه تم تعديل نظام الثانوية العامة الصيف الماضي قبل تقديم نظام البكالوريا. وذلك حرصًا على مصلحة طلاب الشهادة الثانوية لهذا العام. حيث أنه نظام تعليمي يتوافق دوليًا ويقضي على 'بعبع الثانوية العامة'. وأشار إلى أن نسبة حضور الطلاب في العام الدراسي الماضي زادت بشكل ملحوظ وتجاوزت 85%، مما يدل على نجاحنا. أنظمة التعليم الدولية وأضاف الوزير، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج مساء dmc الذي يعرض على قناة dmc. أن النظام القديم للتعليم الثانوي كان يتضمن 32 مادة دراسية على مدار 3 سنوات، بينما أنظمة التعليم الدولية تحتوي على عدد أقل بكثير من المواد. الثانوية العامة وتابع عبد اللطيف: 'تحتوي الأنظمة الدولية في مصر على 10 مواد كحد أقصى في الثانوية العامة موزعة على ثلاث سنوات، في حين أن نظام IG يتراوح عدد مواده بين 8 و10 مواد في 3 سنوات، ونظام IB يحتوي على 6 مواد في سنتين، بينما نظام النيل يحتوي على 7 مواد في 3 سنوات'. المركز القومي للبحوث وأشار الوزير إلى أن زيادة عدد المواد في النظام القديم كانت تسبب صعوبة في إنهاء شرح المناهج في الفصول الدراسية. وتحدث عبداللطيف عن دراسة أجراها المركز القومي للبحوث في الوزارة حول 20 دولة رائدة في التعليم عالميًا. نظام البكالوريا وتبين من الدراسة أن عدد المواد في الثانوية في هذه الدول لا يتجاوز 8 مواد. وأشار إلى أن عدد ساعات الدراسة السنوية لا تكفي لثلاث مواد أكثر من 8. وقال الوزير عن نظام البكالوريا إن النظام الحالي للثانوية العامة يعتمد على امتحان واحد، وهو أمر غير عادل تمامًا.

وزير التعليم: التنسيق مع "المالية" حول رواتب المعلمين وأخبار جيدة قريبا جدا
وزير التعليم: التنسيق مع "المالية" حول رواتب المعلمين وأخبار جيدة قريبا جدا

مصر اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • مصر اليوم

وزير التعليم: التنسيق مع "المالية" حول رواتب المعلمين وأخبار جيدة قريبا جدا

قال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إنه جارى التنسيق مع وزارة المالية فيما يتعلق بدخول المعملين وقريبا جدا سيتم إعلان "أخبار جيدة"، مؤكدا أن المعلمين هم أساس العملية التعليمية ولذلك يتم اختيارهم بمنتهى الدقة فى مسابقات التعيين، وأن الوزارة يتبعها مليون موظف منهم 823 ألف معلم داخل الفصول، وهم من أكفأ المعلمين بشهادة العالم كله "بحسب تعبير الوزير". وأوضح وزير التربية والتعليم، فى لقاءه مع الإعلامى أسامة كمال ببرنامج "مساء dmc"، المذاع على قناة dmc، اليوم الأربعاء، نعتمد على تحفيز المعلمين وتوفير برامج تدريب لهم لرفع مهاراتهم، مؤكدا أنهم يقدمون رسالة حقيقية وهم مسئولون عن مستقبل بلد بالكامل، وأنه قريبا جدا سيكون هناك أخبار جيدة لهم فيما يتعلق بدخولهم ورواتبهم. وأضاف عبد اللطيف، أن منظومة التعليم ظلت تواجه تحديات موروثة منذ أكثر من 30 عاما تعيق العملية التعليمية وتطويرها، والتى كان أبرزها يتمثل فى كثافة الفصول والعجز فى أعداد المعلمين وزيادة أعداد مواد الثانوية العامة وضعف حضور الطلاب أبرز التحديات التى كانت تعيق العملية التعليمية. وأوضح وزير التربية والتعليم، أنه تم اتخاذ العديد من القرارات خلال العام الدراسى السابق لمواجهة هذه التحديات، لافتا إلى أن الوزارة لديها 25 مليونا و700 ألف طالب فى مراحل التعليم المختلفة بينهم ما يقرب من 22 مليون طالب فى التعليم الرسمى العام، يمثلون 87% من إجمالى عدد الطلاب، بينما الـ13% الباقين يدرسون فى تعليم خاص أو دولى أو "حكومى بمصروفات". وأشار الوزير إلى أن كثافة الفصول كانت تتجاوز الـ90 طالبا وبعض قوائم الفصول كانت تصل لـ150 و200 طالب وهو أمر يستحيل معه العملية التعليمية. مؤكدا أن الوزارة لم ننتظر بناء 200 ألف فصل لحل أزمة الكثافة لكنه اعتمد فى الحل على الإمكانات المتاحة "وفق تعبيرة". وشدد وزير التربية والتعليم أنه لم يعد هناك فصل فى مصر به أكثر من 50 طالبا، موضحا أن استراتيجية التعامل مع أزمة كثافة الفصول اعتمدت على استغلال الفراغات المتواجدة فى المدارس مثل غرف الكنترول وكذلك تطبيق نظام "الفصل المتحرك"، وهو ما أسفر عن استحداث 98 ألف فصل جديد. وفيما يتعلق بعجز أعداد المعلمين، أكد وزير التربية والتعليم أنه كان يصل إلى 469 ألف معلم، ومع دخول الـ 98 ألف فصل جديد لخفض كثافة الفصول زاد العجز بشكل كبير. لكن الوزارة استطاعت حل الأزمة والأن لا يوجد مادة أساسية داخل الفصل بدون معلم. وأوضح أن ذلك تم عن طريق مد فترة العام الدراسى من 23 أسبوعا إلى 31 أسبوعا وتخفيض النصاب الأسبوعى لحصص كل مادة لمواجهة العجز فى أعداد المعلمين، وهو ما زاد من قوة التدريس بنسبة 35%. وتابع الوزير: "استعنا بمعلمى الحصة، كما تم تغيير المسمى الوظيفى لبعض العاملين بالوزارة من حاملى المؤهلات التربوية لسد العجز". ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

وزير التعليم: طرحنا نظام البكالوريا حرصا على الطلاب ونسبة الحضور بالمدارس تخطت 85%
وزير التعليم: طرحنا نظام البكالوريا حرصا على الطلاب ونسبة الحضور بالمدارس تخطت 85%

مصر اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • مصر اليوم

وزير التعليم: طرحنا نظام البكالوريا حرصا على الطلاب ونسبة الحضور بالمدارس تخطت 85%

الأربعاء، 23 يوليو 2025 10:26 م قال محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنهم قاموا بإعادة هيكلة الثانوية العامة الصيف الماضي ثم طرحوا نظام البكالوريا حرصا على مصلحة الطلاب، موضحا أن التعليم الثانوي القديم كان يحتوى على 32 مادة في حين الانظمة الدولية عدد المواد بها أقل من ذلك بكثير. وأوضح وزير التعليم، خلال حواره ببرنامج "مساء دي ام سي"، مع الاعلامي اسامة كمال، المذاع على قناة دي ام سي، أن أنظمة التعليم الدولية في مصر عدد مواد الثانوية العامة فيها لا تتجاوز 10 مواد دراسية موزعة على 3 سنوات، ونظام الـiG عدد مواده من 8 الى 10 مواد في 3 سنوات. وأشار، إلى أن زيادة عدد المواد في نظام الثانوية القديم كان يؤدي إلى عدم القدرة على الانتهاء من شرح المناهج داخل الفصول، متابعا: "أجرينا دراسة على أهم 20 دولة في التعليم وجميعهم عدد مواد الثانوية العامة لا يتجاوز 8 مواد في العام وساعات الدراسة في العام لا تستوعب أكثر من 8 مواد". وأوضح: "لم نلغي مواد في الثانوية العامة ولكن تم الدمج بين المواد المتشابهة مثل الجيولوجيا والاحياء كم كانت في السابق مادة واحدة، وفي ال20 دولة الأهم في التعليم على مستوى العالم لا يوجد سوى دولة واحدة فقط تدرس 3 لغات في مرحلة الثانوية"، لافتا إلى أن نسبة حضور الطلاب خلال العام الدراسي الماضي ارتفعت بشكل كبير وزادت عن 85%. واستطرد: "النظام الجديد يتيح للمعلمين الوقت اللازم للانتهاء من شرح المناهج داخل الفصول بجانب النشاطات المطلوبة". ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store