
الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: الوزير البلدوزر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم لا يعرف المستحيل
أمراض مزمنة عانت منها المنظومة التعليمية في مصر كثيرا، وتصور الناس أنه لا أمل ولا حل، مع تفاقم المشكلة والمرض عامًا بعد عام، العجز في عدد المدرسين يتضخم، والكثافة داخل الفصول ازدحام لا مثيل له في العالم؛ فالفصل الواحد يضم نحو 200 تلميذ، والمناهج الدراسية طويلة جدًا، ومملة، وتقريبًا بلا جدوى.
لذلك، كانت السناتر والدروس الخصوصية والتعليم الموازي هو " الحل الغلط " الذي لا يمكن مقاومته، ولا سبيل للتصدي له في ضوء الإمكانيات المتاحة؛ فالعجز في عدد المعلمين يصل إلى أكثر من نصف مليون، وعدد الفصول محدود، وحتى لو توافرت الاعتمادات المالية، لا توجد أراضٍ داخل الكتلة السكنية، كما أن إنشاء مدارس وفصول جديدة لملاحقة كل هذه الأعداد يحتاج إلى مال قارون، وصبر أيوب، وعمر نوح!، وظل الحال من سيئ إلى أسوأ، وأصبح التعليم "في خبر كان".
ثلاثون عامًا أو أكثر، ظل فيها التعليم في مصر يدور في دوائر مغلقة؛ تجارب تولد ناقصة وتموت سريعًا، وملفات تتضخم دون حل، ومعها تضيع أجيال، وتتراجع مكانة المعلم، وتفقد المدرسة هيبتها.
وسط هذا الإرث الثقيل من التحديات، خرج علينا وزير التربية والتعليم الحالي محمد عبد اللطيف متحديًا كل هذه الظروف، وكأنه يحمل معه عصا سحرية، وفاجأ الناس بنمط جديد من القيادة لا يشبه من سبقوه.
رجل جاء لا ليجرب، بل معه خطة جريئة، وعقلية إدارية فذة، وإرادة فولاذية، من أجل بناء منظومة كاملة بخطى ثابتة ومدروسة، لا يلتفت خلفه، ولا تزعجه حملات أعداء النجاح، ولا تثنيه الأصوات المحبِطة، لأنه ببساطة يحمل عقل العالم، ويد الجرّاح، ونفس وروح الملهم.
رؤية محمد عبد اللطيف لا تعرف المستحيل، وعينه لا تغفل عن مستقبل الأمة وتستشرف الغد.
منذ اللحظة الأولى، أعلن الوزير أن التعليم قضية أمن قومي، وأنه لا نهضة بدون معلم مُمَكن، وطالب لديه الشغف والحافز، وفصل متطور، لذلك لم يبحث عن حلول وقتية، ولم يركن إلى حجة " مافيش إمكانيات "، بل واجه أصل الداء.
رأى في الكثافة الطلابية، والعجز في أعداد المعلمين، أكبر عقبتين، وقرر أن يضع لهما حداً، فبدأ بخطط خارج الصندوق، لا يراهن فيها على الموازنات والاعتماد المالي، بل على الإبداع والإرادة والتخطيط المحكم، واستطاع في زمن قياسي يشبه المعجزة أن يقضي على أخطر مشكلتين، عجز عدد المعلمين، وكثافة الفصول.
وبدلًا من انتظار تشييد مدارس بعيدة لا يصلها أحد، وجّه بتوسيع المدارس القائمة، وتحويل المساحات المهدرة إلى فصول حديثة، مثل غرف الكنترول، وبذلك أضاف أكثر من 200 ألف فصل، كما أطلق مبادرة " المدرسة الصديقة للحي "، وقال لا مدارس بدون شجر بالشراكة مع المحليات، حتى يكون التعليم داخل قلب المجتمع.
وفي المناطق المزدحمة، جاءت مبادرة " الفترات الممتدة "، حيث تعمل بعض المدارس بنظام الفترتين أو الثلاث فترات، لتقليل التكدس دون المساس بجودة التعليم.
يسد عجز المعلمين.. لكن بالكفاءة وليس بالأقدمية
لم يفتح باب التعيينات عشوائياً، بل أطلق مسابقات قومية عادلة تخضع لمعايير دقيقة في التخصص، والقدرات التربوية، والتحول الرقمي، كما واجه العجز أيضًا بحلول مرنة، مثل العمل بالحصة.
وزير يسبق الزمن
يمضي هذا الوزير وسط زحام التحديات وكأنه في سباق مع الزمن، يحلم لمصر، لا كما يحلم مسؤول تقليدي، بل كما يحلم عالم يعرف أن المستقبل يبدأ من مقعد الدراسة، يتنقل بين الملفات برؤية العالم، ويتعامل مع القرارات كأنها عمليات جراحية دقيقة، لا تحتمل الخطأ، ولا مجال فيها للعشوائية.
إنه لا يتوقف عند الحاضر، بل يفتح نوافذ على تجارب الدول المتقدمة، ويغوص في عالم الذكاء الاصطناعي، ويعيد بناء المناهج لتخدم المستقبل لا الماضي، كل مبادرة عنده لها عمق وفلسفة، لأنه ببساطة لا يدير الوزارة فقط، بل يقود مشروعًا حضاريًا لبناء الإنسان المصري من جديد.
لا يشغله النقد.. ولا يشتت انتباهه الغبار
ربما أكثر ما يميز هذا الوزير، أنه لا يرد على كل هجوم، ولا يفتح النار على من يهاجمه، لأنه ببساطة يرى في كل دقيقة تمر فرصة للعمل لا للكلام.
لا تحبطه حملات التشكيك، ولا تؤثر فيه محاولات هدم الثقة، لأنه يدرك أن من يقود تغييرًا بهذا الحجم لا بد أن يكون صلبًا جدًا.. مثل الجبال.
والحقيقة أن الوزير الحالي محمد عبد اللطيف ليس موظفًا عابرًا، ويرفض أن يكون مثل أي من الوزراء الذين سبقوه، لأنه لا "يسير أعمالًا"، وإنما هو بلدوزر لا يترك القديم المتهالك، وجراح يعرف موطن الداء ويستأصله فورًا، وقائد شجاع ينتمي إلى مدرسة العلماء، لا يكتفي بالرؤية، بل يتحرك على الأرض.
لا يبيع الوهم، بل يبني الأمل.
في وقت ضاعت فيه بوصلة التعليم وسط تجارب فاشلة، ومبادرات مرتعشة، جاء هذا الرجل ليحلم ويُحقق، ليقود قاطرة التغيير بعقل مفكر، وأسلوب إصلاحي حقيقي، يضع مصر من جديد على خريطة التقدم.
كاتب المقال الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم نائب رئيس تحرير جريدة الوفد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المستقبل
منذ 21 دقائق
- المستقبل
أخبار جيدة.. وزير التعليم يزف بشرى بشأن رواتب للمعلمين
زفّ محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أخبارًا وصفها بالجيدة بشأن رواتب المعلمين في مصر. فقال 'عبد اللطيف'، في تصريحات متلفزة، إن الوزارة تقوم حاليًا بالتنسيق مع وزارة المالية لزيادة أجور المعلمين، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن هذه الزيادة قريبًا جدًا. وأكد هذه الزيادة كتعبير عن تقدير الدولة للدور المهم للمعلمين المصريين في العملية التعليمية، والذين وصفهم بأنهم من أكفأ المعلمين في جمع أنحاء العالم، خاصةً وأن الوزارة تختارهم بمنتهى الدقة في مسابقات التعيين. وأشار الوزير إلى أن الوزارة تحرص على تحفيز المعلمين وتوفير برامج تدريبية لهم لرفع مهاراتهم، لاسيما وأنهم يقدمون رسالة حقيقية تساهم في مستقبل بلد بأكمله. أبرز تصريحات وزير التربية والتعليم كان من بين أبرز تصريحات وزير التربية والتعليم في لقاء تليفزيوني على قناة 'dmc' الفضائية، حديثه عن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي للوزارة بتوفير تعليم أفضل لمحدودي الدخل. كما تناول الوزير في تصريحاته نظام البكالوريا المقرر تطبيقه من العام الدراسي المقبل، فقال إن هذا النظام سيسيح للطلاب الفرصة لتغيير مسارهم من خلال الدخول لى الامتحان أكثر من مرة حتى الحصول على المجموع المطلوب. وأكد أن البكالوريا ستقضي على ظلم الفرصة الواحدة المتبع في النظام التقليدي للثانوية العامة، علاوة على أنه سيمنح المحلمين فرصة جيدة للانتهاء من المنهج في خلال وقت كاف. ولفت محمد عبد اللطيف إلى أن 'البكالوريا' تشبه أنظمة التعليم المطبقة حاليًا في الدول المتقدمة.


الطريق
منذ 2 ساعات
- الطريق
وزير التعليم: 'البكالوريا' نظام تعليمي يتوافق مع النظم الدولية ويقضي على 'بعبع' الثانوية العامة
الخميس، 24 يوليو 2025 01:25 صـ بتوقيت القاهرة قال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه تم إعادة هيكلة الثانوية العامة الصيف الماضي قبل طرح نظام البكالوريا، حرصا منا على مصلحة أبنائنا الطلاب الذين كانوا في الشهادة الثانوية هذا العام. لافتا إلى أن نسبة حضور الطلاب خلال العام الدراسي الماضي ارتفعت بشكل كبير وزادت عن 85% وهو ما يؤكد نجاحنا. وأوضح وزير التربية والتعليم، في لقاءه مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج مساء dmc، المذاع على قناة dmc، اليوم الأربعاء، أن نظام التعليم الثانوي القديم كان يحتوي على 32 مادة خلال 3 سنوات في حين الأنظمة الدولية عدد المواد بها أقل من ذلك بكثير. وتابع: "أنظمة التعليم الدولية في مصر عدد مواد الثانوية العامة فيها لا تتجاوز 10 مواد دراسية موزعة على الـ 3 سنوات، الـ IG عدد مواده من 8 لـ 10 مواد في 3 سنوات، والـ IB يشمل 6 مواد في سنتين، ونظام النيل 7 مواد في 3 سنوات" وأشار الوزير إلى أن زيادة عدد المواد في نظام الثانوية القديم كان يؤدي إلى عدم القدرة على الانتهاء من شرح المناهج داخل الفصول. وأوضح وزير التربية والتعليم أن المركز القومي للبحوث بالوزارة، أجرى دراسة على أهم 20 دولة في التعليم على مستوى العالم، وجميعهم لا يتجاوز عدد المواد في الثانوية أكثر من 8 مواد". لافتا إلى أن ساعات الدراسة السنوية لا تستوعب أكثر من 8 مواد. وفيما يتعلق بإلغاء بعض المواد السابقة، أوضح الوزير أنه لم يتم إلغاء أي مواد ولكن تم الدمج بين المواد المتشابهة مثل الجيولوجيا والأحياء كما كانت في السابق مادة واحدة، كما أنه لا يوجد سوى دولة واحدة بين الـ 20 دولة الأهم في التعليم على مستوى العالم، التي تدرس 3 لغات في مرحلة الثانوية. وحول نظام البكالوريا، قال وزير التربية والتعليم أن نظام الثانوية العامة الحالي، كان قائما على امتحان الفرصة الواحدة وهو أمر ظالم جدا. وأكد الوزير على أن الرئيس السيسي يوجه دائما بضرورة تقديم أفضل نظام تعليم لمحدودي الدخل، غير القادرين على الدراسة في المدارس الدولية، مؤكدا أن "البكالوريا" تنقل التعليم الدولي لأبناء الطبقات محدودي الدخل، وهم يشبه أنظمة التعليم في كافة الدول المتقدمة. وأوضح الوزير أن "البكالوريا" تتيح للطلاب تغيير مساراتهم وكذلك دخول الامتحان أكثر من مرة حتى لا يتعرض لظلم "الفرصة الواحدة". وتابع: "الحوار المجتمي حول نظام "البكالوريا" شمل جلسات مع كافة أطياف المنظومة التعليمية والمجتمع، جلسنا ما كافة الجهات المعنية ومراكز البحوث للوصول لأفضل نظام تعليمي. وحول مادة "التربية الدينية" قال الوزير أنه طالما سيتم تدريس "الدين" فلابد أن يتم تدريسه بقدره وقيمته لذلك وضعنا نسبة النجاح فيه 70%. وأضاف قائلا: "البكالوريا" تضم 4 مسارات هي "طب وعلوم حياة" و"هندسة وحاسابات" و"أداب وفنون" و"قطاع الأعمال"، كما أن التنسيق في "البكالوريا" سيكون مماثل للثانوية العامة. وشدد الوزير على أن للطالب ولولي الأمر الحرية الكاملة في اختيار نظام التعليم المناسب سواء "البكالوريا أو الثانوية العامة"، مؤكدًا أن "البكالوريا" هو نظام تعليمي يتوافق مع النظم الدولية ويقضي على "بعبع" الثانوية العامة.


الطريق
منذ 2 ساعات
- الطريق
وزير التعليم: التنسيق مع 'المالية' حول رواتب المعملين وأخبار جيدة قريبًا جدًا
الخميس، 24 يوليو 2025 01:32 صـ بتوقيت القاهرة قال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه جاري التنسيق مع وزارة المالية فيما يتعلق بدخول المعملين وقريبا جدا سيتم إعلان "أخبار جيدة". مؤكدا أن المعلمين هم أساس العملية التعليمية ولذلك يتم اختيارهم بمنتهى الدقة في مسابقات التعيين، وأن الوزارة يتبعها مليون موظف منهم 823 ألف معلم داخل الفصول، وهم من أكفأ المعلمين بشهادة العالم كله "بحسب تعبير الوزير". وأوضح وزير التربية والتعليم، في لقاءه مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج "مساء dmc"، المذاع على قناة dmc، اليوم الأربعاء، نعتمد على تحفيز المعلمين وتوفير برامج تدريب لهم لرفع مهاراتهم، مؤكدا أنهم يقدمون رسالة حقيقية وهم مسئولون عن مستقبل بلد بالكامل، وأنه قريبا جدا سيكون هناك أخبار جيدة لهم فيما يتعلق بدخولهم ورواتبهم. وأضاف عبد اللطيف، أن منظومة التعليم ظلت تواجه تحديات موروثة منذ أكثر من 30 عاما تعيق العملية التعليمية وتطويرها، والتي كان أبرزها يتمثل في كثافة الفصول والعجز في أعداد المعلمين وزيادة أعداد مواد الثانوية العامة وضعف حضور الطلاب أبرز التحديات التي كانت تعيق العملية التعليمية. وأوضح وزير التربية والتعليم، أنه تم اتخاذ العديد من القرارات خلال العام الدراسي السابق لمواجهة هذه التحديات، لافتا إلى أن الوزارة لديها 25 مليون و700 ألف طالب في مراحل التعليم المختلفة بينهم ما يقرب من 22 مليون طالب في التعليم الرسمي العام، يمثلون 87% من إجمالي عدد الطلاب، بينما الـ 13% الباقين يدرسون في تعليم خاص أو دولي أو "حكومي بمصروفات". وأشار الوزير إلى أن كثافة الفصول كانت تتجاوز الـ 90 طالب وبعض قوائم الفصول كانت تصل لـ 150 و 200 طالب وهو أمر يستحيل معه العملية التعليمية. مؤكدا أن الوزارة لم ننتظر بناء 200 ألف فصل لحل أزمة الكثافة لكنه اعتمد في الحل على الإمكانات المتاحة "وفق تعبيرة". وشدد وزير التربية والتعليم أنه لم يعد هناك فصل في مصر به أكثر من 50 طالب، موضحا أن استراتيجية التعامل مع أزمة كثافة الفصول اعتمدت على استغلال الفراغات المتواجدة في المدارس مثل غرف الكنترول وكذلك تطبيق نظام "الفصل المتحرك"، وهو ما أسفر عن استحداث 98 ألف فصل جديد. وفيما يتعلق بعجز أعداد المعلمين، أكد وزير التربية والتعليم أنه كان يصل إلى 469 ألف معلم، ومع دخول الـ 98 ألف فصل جديد لخفض كثافة الفصول زاد العجز بشكل كبير. لكن الوزارة استطاعت حل الأزمة والأن لا يوجد مادة أساسية داخل الفصل بدون معلم. وأوضح أن ذلك تم عن طريق مد فترة العام الدراسي من 23 أسبوع إلى 31 أسبوع وتخفيض النصاب الأسبوعي لحصص كل مادة لمواجهة العجز في أعداد المعلمين، وهو ما زاد من قوة التدريس بنسبة 35%. وتابع الوزير: "استعنا بمعلمي الحصة، كما تم تغيير المسمى الوظيفي لبعض العاملين بالوزارة من حاملي المؤهلات التربوية لسد العجز".