
الهجوم الإسرائيلي على إيران... كيف واجهته دول الخليج؟
بعد سنوات من العمل على احتواء التوترات مع إيران، وجدت دول الخليج نفسها فجأة أمام واقع جديد تتّسم فيه التطورات بالسرعة والخطورة. بعض العواصم الخليجية كانت تراهن على مسارات تهدئة مع طهران، تضمّنت عروضاً بالاستثمار في الاقتصاد الإيراني بهدف تشجيع الأخيرة على الدخول في تسوية نووية.
إلّا أن هذه الرهانات اصطدمت بتطورات ميدانية متسارعة، دفعت دول الخليج لمواجهة تداعيات محتملة لصراع طويل، قد يستهدف منشآتها الحيوية ويقوّض طموحاتها التنموية، خاصّة في ظل شراكاتها العسكرية الوثيقة مع الولايات المتحدة، التي قد تجعلها عرضة لتبعات غير مباشرة.
وفي توقيت حساس، جاء اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في النرويج، ليعكس رغبة في تخفيف حدّة التوتر، لكن بعد مرور 48 ساعة فقط على اللقاء، نفّذت إسرائيل ضربات داخل الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى انهيار المفاوضات مع واشنطن، ووضع المنطقة على حافة صراع واسع يُنذر بتقويض الاستقرار الإقليمي.
حسابات خاطئة وتقديرات مبالغ فيها
جاء الهجوم الإسرائيلي أثناء استمرار المحادثات بين طهران وواشنطن، وهو ما شكل مفاجأة للدول العربية التي كانت تُعوّل على استمرار المسار الدبلوماسي. ووفقاً لمطّلعين، فإنّ بعض هذه الدول ربما بالغت في رهانها على قدرة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
على ضبط اندفاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومع اقتراب الولايات المتحدة من اتخاذ خطوات عسكرية ضد إيران، تعيد دول الخليج تقييم سيناريو سقوط النظام الإيراني، في مشهد يذكّرها بالفوضى التي اجتاحت المنطقة عقب انهيار أنظمة في العراق وسورية وليبيا بعد العام 2011، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".
وبحسب تقديرات عدد من الخبراء في الشأن الأميركي-الإيراني، فإنّ ما يحدث اليوم يعيد إلى السطح المخاوف القديمة التي لطالما حاولت دول الخليج تفاديها. فهذه الدول تقع جغرافياً على خط المواجهة، ما يجعلها مهدّدة على نحوٍ مباشر أو غير مباشر بتداعيات اقتصادية وأمنية واسعة. وفقاً لما ذكرته "بلومبيرغ" عن مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابقة لشؤون الشرق الأدنى في إدارة جو بايدن، والمستشارة السياسية الدولية لدى شركة الاستشارات القانونية "آرنولد آند بورتر"، باربرا ليف، فإن هذا ما كانت دول الخليج تخشى حدوثه وتسعى لتجنّبه على مدى إدارات متعاقبة، إذ إنها على خط المواجهة وقد تُستهدف مباشرة أو تتعرض لأضرار جانبية اقتصادية.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
الحرب المتصاعدة تهدد التجارة الخليجية الإيرانية
جهود دبلوماسية مكثفة... وتعقيدات أميركية
على الرغم من أنّ الارتفاع الأخير في
أسعار النفط
، بنسبة تقارب 10% ليصل إلى نحو 77 دولاراً للبرميل، قد يحقق فائدة مالية مرحلية لاقتصادات الخليج، إلّا أن هذه المكاسب جاءت وسط غموض سياسي متصاعد، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يقدّم موقفاً حاسماً بشأن نية بلاده مهاجمة إيران، مكتفياً بتصريحات ملتبسة قال فيها: "قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل، لا أحد يعرف ما سأقوم به".
وفي مواجهة هذا التصعيد، تحركت العواصم الخليجية الكبرى، خصوصاً الرياض وأبوظبي والدوحة، في محاولة لاحتواء الأزمة، مستفيدة من ثقلها الاقتصادي ونفوذها السياسي وعلاقاتها المتشابكة مع كل من واشنطن وطهران. وتجلّت هذه التحركات في سلسلة من الاتصالات والمشاورات الدبلوماسية، بعضها جرى عبر اللقاءات المباشرة وأخرى من خلال قنوات خلفية، وأفاد إسفنديار باتمانغليدج، مدير مؤسّسة بحثية مقرها لندن لوكالة "بلومبيرغ" أنه يرى وقف التصعيد سيمكّن دول الخليج من لعب دور أكبر وأكثر تأثيراً في المستقبل، سواء في حفظ ماء وجه طهران أو في صياغة التوازنات الإقليمية الجديدة.
لكن رغم ذلك، يبقى الموقف الأميركي، وبخاصة شروط الرئيس ترامب، عائقاً أساسياً أمام الحلول؛ فالبيت الأبيض يربط أي تسوية بضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو ما لم تُبدِ طهران استعداداً للقبول به حتى الآن، رغم إشاراتها إلى رغبتها في العودة إلى المفاوضات إذا توقفت الهجمات الإسرائيلية. وتُعقد اليوم الجمعة في جنيف لقاءات بين وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا ونظيرهم الإيراني، في محاولة أوروبية جديدة لاحتواء الأزمة.
مضيق هرمز... نقطة الخطر الدائمة
تشكل منطقة الخليج العربي بُعداً استراتيجياً بالغ الأهمية في الأمن العالمي، ليس بسبب مواردها النفطية فحسب، بل أيضاً لموقعها الجغرافي الحساس. ففي الوقت الذي تتموضع فيه دول الخليج الست على الضفة الغربية من الخليج العربي، تقع إيران مباشرة على الضفة الشرقية. وبين الضفّتَين، يبرز
مضيق هرمز
، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ لا يتجاوز عرضه 21 ميلاً في أضيق نقطة، ويمر عبره نحو 20 مليون برميل نفط يومياً، أي ما يعادل خُمس الاستهلاك العالمي للسوائل البترولية.
وأي تهديد بإغلاق المضيق من الجانب الإيراني قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، وسط تقديرات تشير إلى إمكانية تجاوز سعر البرميل حاجز 130 دولاراً، وفقاً لتقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس". وتزداد حساسية هذه النقطة في ظل الحضور العسكري الأميركي الكثيف في المنطقة، إذ ينتشر أكثر من 45 ألف جندي في 19 قاعدة، من بينها أكبر قاعدة أميركية في قطر، ومقر الأسطول الخامس في البحرين، إضافة إلى وجود عسكري كبير في الكويت والسعودية والإمارات.
أسواق
التحديثات الحية
قفزة حادة في أسعار شحن الوقود من الخليج العربي إلى آسيا وأوروبا
تداعيات اقتصادية معقّدة
في ظل هذا التوتر، تحذّر مؤسّسات دولية من تصاعد المخاطر الاقتصادية في دول الخليج، لا سيّما في ما يتعلق باستقرار الأسواق، وتدفقات الاستثمار، وثقة المستهلكين. وتشير تقارير إلى إمكانية حدوث اضطرابات في حركة الشحن البحري، وارتفاع نفقات الدفاع، وتراجع في قطاعي السياحة والخدمات المالية، كما تثير احتمالات استهداف منشآت نووية إيرانية، خاصة محطة "بوشهر"، مخاوف بيئية واقتصادية، نظراً لاعتماد دول الخليج على محطات التحلية القريبة من الموقع في توفير مياه الشرب والصناعات.
وفي اجتماع طارئ، قرّر مجلس التعاون الخليجي تفعيل مركز إدارة الطوارئ لمراقبة الإشعاعات وتعزيز التنسيق الإقليمي، كما دعا إلى وقف التصعيد، محملاً إسرائيل مسؤولية زعزعة الجهود الدبلوماسية، ولا تنسى دول الخليج تجربة عام 2019، عندما استُهدفت منشآت نفطية سعودية بهجمات نُسبت إلى الحوثيين المدعومين من إيران. وتشير المعطيات إلى احتمال لجوء طهران مجدداً إلى هذه الجماعات، لا سيّما في ظل تصعيدهم السابق ضد الملاحة في البحر الأحمر.
تاريخياً، أظهرت الهجمات على
البنية التحتية
للطاقة في الخليج مدى هشاشة الأمن الإقليمي، وتخشى دول الخليج من تكرار سيناريو مشابه لما حدث عام 2019، حين أعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن هجوم على منشآت نفطية سعودية حساسة.
تخوّف من سقوط النظام الإيراني
على جانب آخر، يترقب قادة الخليج بقلق بالغ ما إذا كانت الهجمات المتصاعدة قد تدفع إيران نحو انهيار داخلي، وبرأي مصادر مطلعة، فإنّ انهيار النظام الديني الإيراني سيخلق فراغاً سياسياً خطيراً في دولة تضم أكثر من 90 مليون نسمة، ما قد يؤدي إلى فوضى تتجاوز حدودها وتطاول المنطقة برمتها.
وفي حين ترى بعض الدول الخليجية أن ضرب البرنامج النووي الإيراني يخدم استقرار المنطقة، فإنها تتخوف من أن يؤدي تغيير النظام إلى نتائج غير محسوبة، شبيهة بما حصل في العراق عقب سقوط صدام حسين أو في سورية بعد تفكّك مؤسسات الدولة. ورغم تباين العلاقات بين دول الخليج وإيران، بين من يعتمد نهجاً متحفظاً كالسعودية والبحرين والإمارات، ومن يحتفظ بعلاقات منفتحة كقطر وسلطنة عُمان، إلّا أن الجميع يتفق اليوم على ضرورة تفادي الحرب الشاملة.
تعيش المنطقة لحظة مصيرية يُحتمل أن تعيد رسم ملامح العلاقة بين إيران وجيرانها العرب؛ فالصدام الحالي، الذي قد يتطوّر ليصبح المواجهة الأوسع على الإطلاق بين إيران وإسرائيل، ستكون له تداعيات عميقة على مستقبل التوازنات الإقليمية، وسط خشية من أن يتحول الخليج إلى ساحة مواجهة مفتوحة بدلاً من أن يكون شريكاً في الاستقرار والتنمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
تراجع أوروبي عن اقتراح خفض سقف سعر النفط الروسي إلى 45 دولاراً
تخلّى الاتحاد الأوروبي عن خطة لخفض سقف سعر صادرات النفط الروسي على نحوٍ أكثر صرامة، بسبب مخاوف من عدم دعم الولايات المتحدة لعقوبات أشدّ، في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام. واقترح الاتحاد الأوروبي خفض السقف من 60 دولاراً للبرميل إلى 45 دولاراً، لكن ارتفاع أسعار النفط بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران زاد من صعوبة تحقيق إجماع بين الدول الـ27 الأعضاء في التكتل. ونقلت بلومبيرغ عن مسؤولين مطلعين على المناقشات، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أنّ بعض دول الاتحاد الأوروبي ترى أن خفض سقف سعر النفط الروسي لن ينجح إلّا إذا دعمت الولايات المتحدة هذه الخطوة، وأضافوا أن قمة مجموعة السبع الأخيرة أوضحت أن الولايات المتحدة غير مستعدة لدعم تشديد العقوبات على روسيا. وخلال الاجتماع في ألبرتا بكندا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحافيين إن العقوبات "كلّفتنا الكثير من المال". وتظل حزمة العقوبات الأوروبية، وهي الثامنة عشرة منذ غزو روسيا لأوكرانيا، متوقعة أن تشمل حظراً على أنابيب الغاز نورد ستريم التي تربط ألمانيا وروسيا، إضافة إلى تمديد عقوبات نظام "سويفت" المالي على بنوك إضافية، وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذه الإجراءات في بروكسل يوم الاثنين. اقتصاد دولي التحديثات الحية خسائر حرب إيران عند روسيا "فوائد" ... زيادة عوائد النفط والاحتياطي وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين هذا الأسبوع، في ظلّ مناقشات مجموعة السبع، إنّ "السعر ارتفع في الأيام الأخيرة. لذا؛ فإن سقف سعر النفط يؤدي وظيفته"، مضيفة أن "الضغط على خفض سقف سعر النفط قليل حالياً".


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
آلاف المفصولين الحكوميين يُغرقون سوق العمل الأميركية المنقبضة
تشهد سوق العمل الأميركيّة المنقبضة أصلاً تزايداً في عدد المستشارين الحكوميين الخاصين الذين فُصلوا خلال حملة تقليص التكاليف في إدارة الرئيس دونالد ترامب ، رغم تقلص فرص التوظيف في القطاع، وفقاً لما أوردت بلومبيرغ اليوم الجمعة، استناداً لبيانات جمعتها شركة تحليلات سوق العمل "لايتكاست" (Lightcast) من لوحات الوظائف ، وأظهرت انخفاض عدد فرص العمل المعلنة لدى سبع من أصل عشر شركات استشارية استهدفتها الإدارة العامة للخدمات الحكومية لتقليص العقود بنحو 27% منذ عام 2023، وبنسبة 11% مقارنة بالعام الماضي. وأظهرت البيانات أن شركتَي "بوز ألن هاميلتون" (Booz Allen Hamilton Holding Corp) و"ديلويت" (Deloitte LLP) كان لديهما نحو 1200 و8200 فرصة عمل أقل مما كان عليه الحال في العام السابق على التوالي. وقد أعلنت الشركتان عن تخفيضات في الوظائف خلال هذا الربع. وفي هذا الصدد، نقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين في "لايتكاست" رون هيتريك، قوله إن "سوق العمل بالتأكيد ليست جيّدة لهؤلاء الأشخاص. إذا قاموا بفصل موظفين ، فمن المرجح ألّا يعوّضوا هذه الوظائف". وقد تقلص التوظيف في الحكومة الفيدرالية بمقدار 22 ألف وظيفة في مايو/أيار، ليصل إجمالي الوظائف المفقودة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، إلى 59 ألفاً، وفقاً لأحدث تقرير عن الوظائف. ويستثني هذا العدد العاملين في إجازات مدفوعة الأجر أو المتلقين لتعويضات الفصل المستمرة، كما استفاد نحو 75 ألف عامل من صفقة شراء فيدرالية تدفع لهم حتى سبتمبر/أيلول، وهناك آلاف آخرون في جولة عروض جديدة. أسواق التحديثات الحية إبقاء الفائدة الأميركية والقطرية على حالها.. هكذا تفاعلت أسواق المال وقد رصدت شركة التوظيف "بايكون هيل" (Beacon Hill) "زيادة ملحوظة" في عدد الباحثين عن عمل من القطاع الفيدرالي خلال النصف الأول من العام، بسبب تخفيضات الوظائف وإعادة الهيكلة الداخلية، حسب ما قالت مديرة إقليمية تشرف على خدمات الحكومة في الشركة تُدعى كيم آيرز. ورداً على استفسارات حول تخفيضات الوظائف، أشارت "بوز ألن" إلى تصريحاتها خلال مكالمة أرباح حديثة، إذ قالت المديرة التنفيذية للعمليات كريستين مارتن أندرسون إن الشركة تتوقع "إضافة عدد كبير من الموظفين في النصف الثاني من العام"، بينما قالت "ديلويت" إنها لا تملك المزيد لتضيفه على بيانها في إبريل/نيسان، وأشارت إلى أنها "تتخذ إجراءات متواضعة في ما يتعلق بالموظفين بسبب تباطؤ النمو في بعض المجالات، واحتياجات عملائنا الحكوميين المتطورة، وانخفاض معدلات الاستقالة الطوعية". هذا ويدعم المقاولون الحكوميون الموظفين العموميين في مجموعة واسعة من المهام، من إنتاج المحتوى وتطوير البرمجيات إلى المساعدة في صياغة اللوائح والتعامل مع المهام الإدارية. ويقدر بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا عدد العاملين بعقود في بداية هذا العام بحوالي 4.6 ملايين شخص، مقارنة مع 2.4 مليون موظف يعملون مباشرة لدى الحكومة الفيدرالية، باستثناء العسكريين العاملين، وموظفي البريد، والعاملين المؤقتين في التعداد السكاني. كما أظهرت بيانات موقع التوظيف "إنديد" (Indeed) أن فرص العمل في واشنطن العاصمة، التي تضم أكبر تركيز من العاملين الفيدراليين، انخفضت بنسبة 17% في إبريل مقارنة مع 20 يناير/كانون الثاني الفائت. وكانت أكبر الانخفاضات في وظائف المساعدة الإدارية والموارد البشرية والمحاسبة، وهي وظائف نموذجية في الوكالات العامة. وبالتحديد، انخفضت فرص العمل في مجال الاستشارات الإدارية في منطقة واشنطن الحضرية بنسبة 28% بين فبراير/شباط ومايو، بحسب بيانات "لايتكاست". اقتصاد دولي التحديثات الحية تباطؤ سوق العمل الأميركي رغم نمو الوظائف.. فماذا عن الأسهم والسندات؟ ورغم تراجع التوظيف، قال هيتريك في مقابلة إن "التوظيف ليس معدوماً، مضيفاً أن "الشركات تبحث عن أشخاص لديهم مهارات تساعدهم على استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية. وقد يفسر ذلك زيادة 171 ألف فرصة عمل في قطاع الخدمات المهنية والتجارية من مارس/آذار إلى إبريل، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل، رغم فقدان 82 ألف وظيفة خلال الفترة نفسها. وخارج خدمات الحكومة الفيدرالية، لا يزال الطلب قوياً على المواهب في مجالات مثل الرعاية الصحية والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، بحسب إيما لونغ غاربر، نائبة رئيس المبيعات والتوصيل في شركة التوظيف "إنسايت غلوبال" (Insight Global) لمنطقة وسط الأطلسي.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
تراجع أسعار النفط وارتفاع أسواق المال: هدنة مؤقتة أم هدوء يسبق العاصفة؟
وسط انحسار المخاوف من تصعيد الحرب في إيران، تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة، بينما سجلت الأسواق الأميركية والأوروبية مكاسب متفاوتة. ومع ذلك، لا يزال المستثمرون حذرين من تقلبات محتملة في الأيام المقبلة، إذ يشير المحللون إلى استمرار حالة الغموض بشأن النزاعات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الترقب بشأن الرسوم الجمركية الأميركية. وانخفض سعر خام برنت ، المؤشر العالمي لأسعار النفط، بنسبة 3%، مما أثر على أسعار أسهم شركات الطاقة الكبرى، وذلك بعد أن صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيقرر خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كان سينضم إلى الضربات الإسرائيلية ضد إيران. ونقلت فرانس برس عن متداولين أن تصريحات ترامب توحي بتفضيله للمفاوضات لإنهاء النزاع، بالتزامن مع لقاء دبلوماسيين أوروبيين بارزين بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف يوم الجمعة، لبحث "حل دبلوماسي" لإنهاء الحرب. وافتتحت المؤشرات الأميركية تداولات الجمعة، بارتفاع طفيف قبل أن تتراجع لاحقاً، فيما أشار المحللون إلى أن حجم التداولات كان ضعيفاً بسبب تمتع العديد من المتعاملين بعطلة نهاية أسبوع طويلة عقب عطلة يوم الاستقلال (Juneteenth) يوم الخميس في الولايات المتحدة. وأغلقت المؤشرات الآسيوية الأسبوع بأداء متباين، في حين تراجع الدولار أمام معظم العملات الرئيسية. وقالت المحللة في شركة التداول "إكس تي بي" (XTB) كاثلين بروكس إن "أخبار تأجيل الرئيس ترامب اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى الهجمات على إيران دعّمت المعنويات في الأسواق"، وأضافت: "تراجع خام برنت يعود إلى أن المتداولين بدؤوا يستبعدون أسوأ السيناريوهات الجيوسياسية". طاقة التحديثات الحية تراجع أوروبي عن اقتراح خفض سقف سعر النفط الروسي إلى 45 دولاراً وكانت أسعار النفط قد قفزت في جلسات سابقة، بينما تراجعت الأسهم العالمية بشدة، في ظل تصاعد حدة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، حيث خشي المستثمرون من تأثير ذلك على إمدادات النفط العالمية، وما قد يسببه من ضغوط على النمو الاقتصادي. ومع ذلك، وجد عقد النفط الأميركي الرئيسي (West Texas Intermediate) بعض الدعم اليوم الجمعة، ويُعزى ذلك إلى انخفاض حجم التداول بعد إغلاق السوق يوم الخميس، إضافة إلى بيانات أشارت إلى تراجع كبير في المخزونات الأميركية من النفط الخام، بحسب محللين. وفي هذا الصدد، نقلت فرانس برس عن محلل الاستثمار في شركة "إيه جيه بيل" (AJ Bell) دان كوتسورث، قوله: "رغم أن احتمالات تدخل أميركي فوري في إيران قد تراجعت، لكن حقيقة أن المهلة المقترحة هي أسبوعان فقط تعني أن هذا الملف سيبقى حاضراً بقوة في الأسواق خلال الأسبوع المقبل". الرسوم الجمركية الأميركية عقبة أمام المستثمرين وفي الوقت الذي تهيمن أزمة الشرق الأوسط على اهتمام المتابعين، تظل حرب الرسوم الجمركية التي يخوضها ترامب عقبة رئيسية أمام المستثمرين، إذ تقترب نهاية فترة التجميد التي دامت 90 يوماً منذ إطلاق حزمة الرسوم في الثاني من إبريل/نيسان. وقال كبير استراتيجيي السوق الأميركية في شركة "مورنينغ ستار" (Morningstar) ديفيد سيكيرا: "رغم أن أسوأ الرسوم تم تجميدها مؤقتًا، نعتقد أن الاتفاقات الجديدة لن تبرم إلا مع اقتراب المهل النهائية"، مضيفاً: "حتى ذلك الحين، فإن أي أخبار تتعلق بتقدم أو مضمون المفاوضات التجارية قد تؤثر بشكل كبير، سلباً أو إيجاباً، على الأسواق". سيارات التحديثات الحية ترامب يهدد بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات وفي أوروبا، قفزت أسهم شركة "يوتلسات" (Eutelsat) بنسبة 30% في بورصة باريس، بعدما أعلنت الحكومة الفرنسية قيادتها لاستثمار بقيمة 1.35 مليار يورو (1.5 مليار دولار) في شركة الأقمار الصناعية الأوروبية. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة ألقاها في معرض باريس الجوي إلى "استعادة سريعة للريادة الأوروبية" في قطاع الفضاء، في مواجهة المنافسة الأميركية المتزايدة. أداء النفط والأسهم وفي ما يلي أبرز أخبار النفط والأسهم بحلول الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش: - برميل النفط خام برنت (Brent): انخفاض بنسبة 3.1% إلى 76.44 دولاراً. - خام غرب تكساس (WTI): انخفاض بنسبة 0.3% إلى 73.25 دولاراً. - مؤشر داو جونز الصناعي (نيويورك): ارتفاع 0.3% إلى 42311.23 نقطة. - مؤشر ستاندرد أند بورز (S&P 500) الأوسع نطاقاً: مستقر عند 5981.74 نقطة. - مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا: انخفاض بنسبة 0.3% إلى 19485.47 نقطة. أسواق التحديثات الحية بلومبيرغ: فيديليتي تراهن على الأسهم متوسطة الحجم أما المؤشرات الأوروبية والآسيوية الأساسية فقد أغلقت على النحو الآتي: - مؤشر فوتسي 100 (لندن): انخفاض 0.2% إلى 7589.66 نقطة. - مؤشر كاك 40 (باريس): ارتفاع 0.5% إلى 7589.66 نقطة. - مؤشر داكس (فرانكفورت): ارتفاع بنسبة 1.3% إلى 23350.55 نقطة. - مؤشر نيكاي 225 (طوكيو): انخفاض 0.2% إلى 38403.23 نقاط. - مؤشر هانغ سنغ (هونغ كونغ): ارتفاع 1.3% إلى 23530.48 نقطة. - مؤشر شنغهاي المركب: انخفاض 0.1% إلى 3359.9 نقطة. وفي سوق العملات، رُصدت هذه التطورات: - اليورو/الدولار: ارتفاع من 1.1463 إلى 1.1521. - الجنيه الإسترليني/الدولار: ارتفاع من 1.3429 إلى 1.3465. - الدولار/الين: ارتفاع من 145.63 إلى 145.88 يناً. - اليورو/الجنيه الإسترليني: ارتفاع من 85.36 إلى 85.56 بنساً.