logo
كوريا الجنوبية في مأزق الاستقطاب الصيني الأميركي

كوريا الجنوبية في مأزق الاستقطاب الصيني الأميركي

العربي الجديدمنذ يوم واحد
تصارع كوريا الجنوبية الضغوط المتزايدة من حليفتها الولايات المتحدة لاتخاذ مواقف أكثر وضوحاً في التنافس المتفاقم بين واشنطن وبكين، غير أن المصالح الاستراتيجية لكوريا الجنوبية لا تتوافق دائماً مع نهج الاحتواء الكامل تجاه الصين في ظل التقارب الأخير بين البلدين، وسعي سيول للاستفادة من علاقة بكين بنظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من أجل دفع بيونغ يانغ لوقف الاستفزازات المستمرة من جانبها.
وكانت تقارير أميركية قد أفادت بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تضغط على حلفائها في المنطقة لتوضيح الدور الذي سوف تلعبه في حال نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن جزيرة تايوان. كما بدت واشنطن خلال الأشهر الأخيرة أكثر وضوحاً في مطالبها لحلفائها بتحمل المزيد من المسؤوليات الدفاعية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
التحالف بين كوريا الجنوبية وأميركا
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، في إفادة صحافية سابقة، في تعليقها على العلاقات الثنائية بين واشنطن وسيول، إن
التحالف مع كوريا الجنوبية
يُنظر إليه على أنه محور السلام والأمن والازدهار في شمال شرق آسيا والمنطقة، لكنها أكدت أنه يجب على سيول أن تستمر في التكيّف مع بيئة أمنية إقليمية متغيرة، وسلطت الضوء على المناقشات الجارية بشأن تحمل سيول المزيد من العبء الدفاعي.
فيكتور وانغ: على سيول أن تحافظ على علاقة وثيقة مع بكين
هذه التصريحات والمواقف، لا تترك لسيول سوى مساحة محدودة لتحديد موقفها في بيئة أمنية سريعة التطور، خصوصاً أن ذلك يتزامن ذلك مع
تلويح الجارة الشمالية بقدراتها العسكرية
وتكثيف أنشطتها الاستفزازية، الأمر الذي يحتم على كوريا الجنوبية السير على حبل التوازنات الدقيق بمرونة كبيرة لتجنب الانجرار إلى مواجهة غير محسوبة مع القوى الكبرى في المنطقة. ومع ذلك، فإن هامش المناورة آخذ في التقلص، باعتبار أن البلاد تمر بأزمات سياسية داخلية، فضلاً عن التطورات المتعلقة باندلاع صراع محتمل في مضيق تايوان.
أخبار
التحديثات الحية
كوريا الجنوبية وأميركا تتفقان على تعاون جديد لردع كوريا الشمالية
ويرى الباحث في الشأن الكوري في جامعة تايبيه الوطنية فيكتور وانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن
كوريا الجنوبية في موقف لا تحسد عليه،
وتبدو خياراتها محدودة، فهي تدرك أنه في حال اندلاع صراع في شبه الجزيرة الكورية سوف تشكل الصين تهديداً بالتدخل لصالح حليفتها بيونغ يانغ، كما فعلت في الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي لحماية أمنها ومصالحها الاستراتيجية. ويضيف: مع ذلك، على سيول أن تحافظ على علاقة وثيقة مع بكين، لأنها القوة الوحيدة القادرة على وضع حد لاستفزازات نظام كيم جونغ أون، ومنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة.
ويشير في المقابل إلى أن هناك دعوات أميركية صريحة لسيول من أجل تحديد موقفها بشأن
احتمال الصدام الأميركي الصيني
في مضيق تايوان، وهذا يضع العلاقة بين كوريا الجنوبية والصين على المحك، لافتاً إلى أن هذه الدعوات تأتي في إطار مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة بتقاسم الأدوار والمسؤوليات والأعباء الدفاعية مع الحلفاء والدول الصديقة، خاصة كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا. ويضيف أن الولايات المتحدة كانت واضحة في هذا الشأن، عندما قالت إن السعي إلى التعاون الاقتصادي مع الصين والتعاون الدفاعي في نفس الوقت مع الولايات المتحدة، أصبح أمراً غير قابل للاستمرار.
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، قد صرح خلال حوار شانغريلا الذي عقد في سنغافورة في مايو/ أيار الماضي، بأنه من غير المنطقي أن تُنفق الدول الآسيوية المعرضة لتهديدات كوريا الشمالية والصين على الدفاع أقل من نظيراتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما حذر من أن الاعتماد الاقتصادي على الصين يُعمّق نفوذ الحزب الشيوعي، ويُعقّد مجال اتخاذ القرارات الدفاعية لدى الحلفاء في أوقات التوتر. وأضاف أن لا أحد يعلم ما ستفعله بكين في النهاية، لكنها تُجهّز نفسها، لذلك يجب أن نكون مستعدين أيضاً.
كوريا الجنوبية تدفع ثمن استراتيجية ترامب
من جهته، يقول أستاذ الدراسات السياسية في معهد قوانغ دونغ، لين تشين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن كوريا الجنوبية تدفع ثمن التحوّل الذي شهدته الاستراتيجية الأميركية في عهد دونالد ترامب، حيث عمل الرئيس الأميركي أخيراً على ربط الأمن بالاقتصاد، وبالتالي وجدت الدول الحليفة نفسها عند مفترق طرق، فهي من جهة تعتمد على
المظلة الأمنية الأميركية،
ومن ناحية أخرى ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع الصين، وهذا أمر بات مرفوضاً بالنسبة للإدارة الأميركية.
لين تشين: كوريا الجنوبية تدفع ثمن التحوّل الذي شهدته الاستراتيجية الأميركية في عهد ترامب
ويلفت إلى أن المظلة الأمنية الأميركية شهدت أيضاً توسعاً في المنطقة، فبعد أن كان التركيز منصباً على
ردع التهديدات الكورية الشمالية،
امتد ليشمل تغطية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع زيادة الأنشطة العسكرية في محيط تايوان، لذلك وجد الحلفاء أنفسهم مطالبين بتقديم إيضاحات بشأن مواقفهم من أي صراع محتمل بين بكين وواشنطن، في حال أقدم الجيش الصيني على استعادة تايوان بالقوة العسكرية.
يشار إلى أن الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب حديثاً لي جاي ميونغ، والذي يعرّف نفسه بأنه براغماتي، كان قد أكد خلال مناظرة تلفزيونية قبل توليه منصبه في يونيو/ حزيران الماضي، على الحاجة إلى التوازن. وقال: لا ينبغي لنا استبعاد الصين وروسيا أو استفزازهما، ويجب أن تُعطي الدبلوماسية الأولوية دائماً للمصلحة الوطنية، وأن تُعامل بواقعية، كما يجب تجنب الانجرار إلى أي صراع، في إشارة إلى تايوان.
تقارير دولية
التحديثات الحية
أميركا تجسّ نبض حلفائها حول تايوان: تجنّب مواجهة مباشرة مع الصين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يحارب عصابات المخدرات خارج أميركا
ترامب يحارب عصابات المخدرات خارج أميركا

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب يحارب عصابات المخدرات خارج أميركا

قبل أشهر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءً عسكرياً أحادي الجانب إذا فشلت المكسيك في تفكيك عصابات المخدرات، وهو ما يبدو أنه قرر البدء فيه لكن من دون حصره بالمكسيك، بعد كشف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن وثيقة سرية تفيد بأن ترامب أصدر توجيهاً يطلب فيه من وزارة الدفاع (البنتاغون) الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد عدد من كارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية، خصوصاً في المكسيك، بالتزامن مع مضاعفة إدارته مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار ، متهمة إياه بأنه أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم. قرار ترامب وجاء قرار ترامب بوضع عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، لا سيما المكسيكية، في مرمى الجيش الأميركي، حلقةً جديدةً في مسار يعكس ما يمكن وصفه بـ"نشوة القوة" التي تلازم خطاب ترامب وسلوكه منذ عودته إلى البيت الأبيض. فالرجل الذي يفاخر بامتلاك "أقوى جيش في التاريخ" لا يتردد في توسيع نطاق استخدامه خارج ساحات الحرب التقليدية، وتحويله إلى أداة في ملفات لطالما عُدّت من اختصاص أجهزة إنفاذ القانون، مثل ما فعل في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا، التي أرسل إليها الحرس الوطني والمارينز من أجل تهدئة الأوضاع بعد صدامات بين أجهزة إنفاذ القانون ومهاجرين، وهي مشكلة افتعلها بنفسه حين قرر معالجة ملف الهجرة بالعنف المؤسساتي. كذلك، فإن ترامب لم يتردد في الإشارة في خطابات عدة إلى أنه "نملك أقوى جيش في التاريخ"، ملمحاً إلى احتمالات ضمّه بنما بالقوة العسكرية. كما أن ترامب عمد إلى إقامة عرض عسكري للجيش الأميركي في 14 يونيو/حزيران الماضي احتفالاً بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش، في أول عرض من نوعه منذ عام 1991، حين استضافت العاصمة واشنطن عرضاً عسكرياً احتفالاً بنهاية حرب الخليج التي حرّرت فيها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الكويت من الغزو العراقي بقيادة صدام حسين. ولعلّ أكثر مكامن الخطورة في قرار ترامب الأخير، متى ما وجد طريقه إلى التنفيذ، أنه سيطبق في حدود ملتهبة، حيث تتشابك الجغرافيا والاقتصاد والجريمة المنظمة، وحيث تمتلك كارتيلات المخدرات تسليحاً متقدماً وقدرة على خوض حرب عصابات، ما يجعل أي تدخل عسكري محفوفاً بمخاطر عدة ليس أقلها التورط في صراع طويل الأمد، فضلاً عن أن صراعاً كهذا، وبحسب تجارب امتدت لعقود، يصعب حسمه بالقوة وحدها. وأثارت خطوة ترامب توجساً، خصوصاً في المكسيك، في ظل استسهاله الزج بالجيش الأميركي في حرب عصابات تخوضها أساساً السلطات المكسيكية منذ عام 2006. وعلى الرغم من تأكيد المكسيك أن الأميركيين لن يشنّوا ضربات في الداخل، إلا أن كل المعطيات توحي بالعكس، في ظلّ إصرار ترامب على منع تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، بحسب زعمه. يتراوح عدد عناصر المجموعات الثماني المُدرجة على قائمة الكيانات الإرهابية في أميركا بين 179 ألفاً و258 ألفاً حرب العصابات على الأبواب وأوردت صحيفة نيويورك تايمز، مساء الجمعة، أن الرئيس الأميركي سمح لوزارة الدفاع سراً بإيفاد الجيش لمكافحة المجموعات الإجرامية الأميركية اللاتينية المرتبطة بالاتجار بالمخدرات التي أدرجتها إدارته في قائمة الكيانات "الإرهابية". والمجموعات هي ست عصابات مكسيكية: كارتيل سينالوا، وكارتيل خاليسكو، وكارتيل نوريستي، وكارتيل لا نويفا فاميليا ميشواكانا، وكارتيل دي غولفو، وكارتيليس أونيدوس. أما العصابة الفنزويلية، فهي ترين دي أراغوا، فيما العصابة الأخيرة سلفادورية الجنسية وهي مارا سالفاتروشا (إم إس 13). وفي 25 يوليو/تموز الماضي، أضافت إدارة ترامب كارتيل الشمس الفنزويلية إلى قائمة الكيانات "الإرهابية" متهمة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادته. وضاعفت إدارة ترامب مكافأة القبض على مادورو إلى 50 مليون دولار متهمة إياه بأنه أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم، ولعمله مع عصابات تغمر الولايات المتحدة بالكوكايين المخلوط بالفنتانيل. وقالت المدعية العامة بام بوندي، الخميس الماضي، في مقطع فيديو تعلن فيه عن المكافأة: "تحت قيادة الرئيس ترامب، لن يفلت مادورو من العدالة وسيُحاسَب على جرائمه الشنيعة". ووُجّهت لائحة اتهام إلى مادورو في المحكمة الاتحادية في مانهاتن عام 2020 خلال فترة رئاسة ترامب الأولى (2017 ـ 2021)، إلى جانب العديد من حلفائه المقربين بتهم اتحادية تتعلق بالإرهاب المرتبط بالمخدرات والتآمر لاستيراد الكوكايين. وفي ذلك الوقت، عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار للقبض عليه، ثم زادت إدارة بايدن المبلغ لاحقاً إلى 25 مليون دولار. ولخطوة ترامب بمهاجمة عصابات المخدرات في المكسيك أبعاد خطرة عسكرياً وأمنياً. في الخريطة الجغرافية، تمتد معظم تلك العصابات على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، وهي بطول 3145 كيلومتراً. وتنشط تلك العصابات في مناطق تضمّ تجمّعات ذات كثافة سكانية عالية، إذ إنه لكل تجمّع مكسيكي مقابلٌ أميركي، تحديداً مثل كاليكسيكو الأميركية في مقابل ميكسيكالي المكسيكية، وسان يسيدرو الأميركية في مقابل تيخوانا المكسيكية، وإل باسو الأميركية في مقابل سيوداد خواريز المكسيكية، وغيرها. ودفع طول هذه الحدود وتعرّجاتها الجغرافية ترامب إلى اقتراح بناء جدار بين أميركا والمكسيك خلال حملته الانتخابية في ولايته الأولى لعام 2016. ومع إعادة انتخابه لولاية ثانية، باشر بتفعيل الأنشطة العسكرية البشرية على الحدود، ثم تمكن من كسب رهانه على تمرير القانون "الجميل والضخم" في الكونغرس في الثالث من يوليو/تموز الماضي، الذي سمح بتمويل إضافي لبناء الجدار. أخبار التحديثات الحية رئيسة المكسيك رفضت عرضاً من ترامب بإرسال قوات أميركية إلى بلادها لكن المسألة في الحرب ضد العصابات غير متصلة بالعامل الحدودي فحسب، بل أيضاً في قدرة العصابات على القتال، واستحواذها على معدات عسكرية متقدمة، مثل الآليات الحربية والمسيّرات. ويتراوح عدد عناصر المجموعات الثماني المُدرجة في قائمة الكيانات الإرهابية في أميركا بين 179 ألفاً و258 ألفاً، وهم موزعون كالتالي: 45 ألفاً ضمن كارتيل سينالوا وفقاً لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية (دي إي إيه)، بين 18 ألفاً و32 ألفاً في صفوف كارتيل خاليسكو بحسب (دي إي إيه)، تسعة آلاف في كارتيل نوريستي، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة El Financiero المكسيكية استندت إلى بحث أكاديمي معتمد على نماذج حسابية وتحليل معلومات استخبارية، وبين 10 آلاف و12 ألفاً في كارتيل لا نويفا فاميليا ميشواكانا، بحسب المركز الوطني للاستخبارات المكسيكي (سي إن آي)، وبين 50 ألفاً ومائة ألف في كارتيل دي غولفو، وفقاً لـ"سي إن آي"، وأكثر من عشرة آلاف في كارتيليس أونيدوس، بحسب "سي إن آي"، وسبعة آلاف في ترين دي أراغوا بحسب الحكومة الفنزويلية، وبين 30 ألفاً و50 ألفاً في مارا سالفاتروشا (إم إس 13)، بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي الأميركية. وبحسب وزارة العدل الأميركية، ينتشر عشرة آلاف عنصر من هذه العصابة في الولايات المتحدة، خصوصاً في ولاية كاليفورنيا، لكونها نشأت هناك لـ"حماية المجتمع المتحدر من أصول سلفادورية" في أميركا، وتهدد هذه العصابة عملياً الأمن الأميركي في الداخل. ومساء الجمعة، أكدت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم أن المكسيك لن تتعرض لغزو أميركي رداً على أمر أصدره ترامب لإيفاد الجنود لمكافحة كارتيلات المخدّرات. وقالت شينباوم خلال إحاطتها اليومية: "أبلغنا بهذا الأمر... لا صلة له بأيّ انخراط عسكري أو كيان ما على أراضينا"، معتبرة أنه "أُبلغنا أن هذا الأمر التنفيذي قادم وأنه لا علاقة له بمشاركة أي أفراد عسكريين أو أي مؤسسة في أراضينا". وأكدت شينباوم أن "الولايات المتحدة لن تأتي إلى المكسيك مع جنودها. نحن نتعاون ونعمل معاً ولا يوجد غزو. هذه الفرضية مستبعدة وغير واردة بتاتا. وقد قلنا ذلك مراراً. والأمر غير مسموح أو منصوص عليه في أيّ اتفاق". من جهتها، أكدت وزارة الخارجية المكسيكية، مساء الجمعة، أن المكسيك "لن تقبل مشاركة القوات العسكرية الأميركية على أراضينا". وجاءت هذه التصريحات في أعقاب بيان صادر عن السفارة الأميركية في المكسيك، جاء فيه أن البلدين سيستخدمان "كل أداة تحت تصرفنا لحماية شعبينا". وكتب السفير الأميركي لدى المكسيك رونالد جونسون على منصة إكس أنّ البلدين "يواجهان عدواً مشتركاً: العصابات الإجرامية العنيفة". مع العلم أنه سبق لترامب أن عرض في مايو/أيار الماضي إرسال قوات أميركية إلى المكسيك لمساعدة شينباوم في مكافحة تهريب المخدرات، وهو ما رفضته رئيسة المكسيك. وقال ترامب علانية إن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءً عسكرياً أحادي الجانب إذا فشلت المكسيك في تفكيك عصابات المخدرات. وتطرقت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى العمل العسكري المحتمل ضد العصابات، مشيرة إلى أن الخيارات تتراوح بين استخدام قوات خاصة وتوفير الدعم الاستخباري، وأن "أي إجراء سيُنسَّق مع شركاء أجانب". ويُعد قرار إدخال الجيش الأميركي في هذه المواجهة الخطوة الأكثر جرأة حتى الآن في الحملة التصعيدية للإدارة ضد تلك العصابات، وهو إشارة إلى استمرار استعداد ترامب لاستخدام القوات العسكرية لتنفيذ ما كان يُعتبر في الأساس مسؤولية أجهزة إنفاذ القانون، بهدف الحد من تدفق الفنتانيل وغيره من المخدرات غير المشروعة. ويمنح هذا الأمر أساساً رسمياً لإمكانية تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة في البحر وعلى أراض أجنبية ضد العصابات. وبحسب مصادر صحيفة وول ستريت جورنال، بدأ المسؤولون العسكريون الأميركيون في إعداد خيارات حول كيفية استهداف الجيش هذه الجماعات، وذلك في إطار محادثات داخلية حساسة جرى الكشف عنها بشرط عدم الإفصاح عن هوية المتحدثين. وشرع الجيش الأميركي بالفعل في تعزيز مراقبته الجوية لعصابات المخدرات المكسيكية لجمع المعلومات الاستخبارية لتحديد أفضل السبل لمواجهة أنشطتها. السلطات المكسيكية تخوض حرباً قاسية مع العصابات منذ عام 2006 تجربة أميركية في كولومبيا مع العلم أن للولايات المتحدة تجربة في كولومبيا، حين أرسلت مستشارين عسكريين وعملاء من إدارة مكافحة المخدرات (دي إي إيه) إلى كولومبيا، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، في ظلّ اختراق كارتيل ميديين، بقيادة بابلو إسكوبار ، الولايات المتحدة. وكانت واشنطن تعتبر بوغوتا مصدر الكوكايين الأول إلى الولايات المتحدة. وتطور التعاون الأميركي ـ الكولومبي إلى حد تشكيل فرقة بحث مشتركة لتعقب إسكوبار بين عامي 1992 و1993 ما أفضى إلى مقتله. ولاحقاً، عملت الولايات المتحدة على تدريب وكالات كولومبية لمكافحة المخدرات وتصنيعها. وفضّلت واشنطن التعاون مع السلطات الكولومبية لاعتبارات عدة، بدءاً من كون بوغوتا حليفاً لها على مداخل قناة بنما، فضلاً عن منح الثقة للجيش الكولومبي عبر دعمه عسكرياً. كذلك، فإن الكارتيلات ليست جيوشاً منظمة، بل شبكات موزعة على مناطق جبلية وغابات، ما يجعل الحرب التقليدية صعبة وغير فعّالة. كما تملك الكارتيلات نفوذاً في المجتمعات المحلية، ويمكنها شن حرب عصابات ضد أي قوة أجنبية. بالإضافة إلى كل ذلك، فإن كلفة الحرب المباشرة كانت ستكون باهظة وستؤدي إلى خسائر بشرية لدى الجيش الأميركي. وفي منتصف التسعينيات، حصلت نقاشات داخل البنتاغون والبيت الأبيض حول خيار إرسال وحدات من قوات مشاة البحرية (المارينز) إلى كولومبيا لمحاربة الكارتيلات، وعلى وجه الخصوص كارتيل كالي بعد تفكيك كارتيل ميديين بمقتل إسكوبار. واقتُرح نشر بين ألف وألفي جندي من المارينز تحت غطاء "تدريب القوات الخاصة الكولومبية"، لكن الحكومة الكولومبية، رغم تعاونها مع واشنطن، رفضت علناً أي وجود قتالي أميركي مباشر، فيما تردد البنتاغون في التطبيق، بينما حذّرت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت من تكرار تجربة حرب فيتنام أو تحول كولومبيا إلى أفغانستان أخرى. في المقابل، فإن السلطات المكسيكية تخوض حرباً قاسية مع العصابات منذ عام 2006 على امتداد الأراضي المكسيكية، وصولاً إلى المناطق الحدودية الأميركية مثل ولايات تكساس وأريزونا ونيو مكسيكو، وبعض دول أميركا الوسطى، مثل السلفادور وهندوراس ونيكاراغوا وبيليز. ويقاتل من الجهة المكسيكية الجيش والحرس الوطني والشرطة الفيدرالية والشرطة البلدية التي تتلقى دعماً استخبارياً من الولايات المتحدة وكولومبيا وأستراليا وكندا والفيليبين، وكذلك من مجموعتين مسلحتين داعمتين للدولة، وهما مليشيا "جيش التحرير الشعبي" ومليشيا "زاباتيستاس". ويبلغ مجموع القوات الحكومية نحو 785 ألف عنصر في مقابل العصابات. وسقط في الحرب المستمرة منذ 19 عاماً نحو خمسة آلاف عنصر من السلطات، و12 ألفاً و500 رجل عصابات، فضلاً عن اعتقال نحو 122 ألف عنصر من العصابات أُدين 8 آلاف و500 منهم. وقُتل خلال هذه الحرب بين 350 ألفاً و400 ألف مدني فضلاً عن أكثر من 41 ألفاً من رجال العصابات خلال اقتتالهم، فيما سُجل فقدان 60 ألفاً. اقتصاد دولي التحديثات الحية واشنطن تهدد المكسيك بإجراءات عقابية بسبب قيود على شركات الطيران

ترحيب دولي واسع باتفاق سلام أذربيجان وأرمينيا برعاية أميركية
ترحيب دولي واسع باتفاق سلام أذربيجان وأرمينيا برعاية أميركية

العربي الجديد

timeمنذ 17 ساعات

  • العربي الجديد

ترحيب دولي واسع باتفاق سلام أذربيجان وأرمينيا برعاية أميركية

حاز اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا، الذي وُقّع في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ترحيبًا واسعًا من عواصم عربية ودولية. وأبدت تركيا دعمًا صريحًا للاتفاق، فيما أيّدت سبع دول عربية الخطوة واعتبرها الاتحاد الأوروبي تطورًا مهمًا يفتح الباب نحو سلام مستدام، ورحّبت روسيا بالمسار بوصفه إيجابيًا. ويُنتظر أن ينعكس الاتفاق على خرائط الترابط والطاقة في جنوب القوقاز، بالتوازي مع تشكيل مجموعات عمل مشتركة لتنفيذ "خريطة الطريق"، في وقت رحّبت إيران بالاتفاق محذّرةً من أي تدخل أجنبي قرب حدودها. وعقب مراسم التوقيع، شكر ترامب الزعيمين إلهام علييف ونيكول باشينيان على قدومهما إلى واشنطن لتوقيع الإعلان، واعتبر الوثيقة "فرصة سلام مهمة"، مؤكدًا أن البلدين سيسيران نحو وقف الأعمال العدائية واستئناف العلاقات التجارية والدبلوماسية واحترام سلامة الأراضي، وأن علاقات الولايات المتحدة الثنائية معهما "ستشهد تطورًا كبيرًا، خصوصًا اقتصاديًا وتجاريًا". كما وقّع الزعماء الثلاثة رسالة مشتركة تطالب بحل "مجموعة مينسك". تركيا تأمل افتتاح ممر العبور ورحبت تركيا، اليوم السبت، باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا. وأعربت أنقرة عن أملها في افتتاح ممر العبور الاستراتيجي المخطط له قريبًا، ما يعزّز صادرات الطاقة والموارد عبر جنوب القوقاز. ويتضمن الاتفاق حقوقًا حصرية للولايات المتحدة لتطوير ممر نقل عبر أرمينيا يربط أذربيجان بمنطقة نخجوان المتاخمة لتركيا، على أن يعمل الممر، المسمّى "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين"، بموجب القانون الأرميني ويمرّ قرب الحدود مع إيران. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في تصريحات من مصر، أن الممر "يمكن أن يربط أوروبا بأعماق آسيا عبر تركيا"، واصفًا إياه بأنه "تطور مفيد للغاية". ولاحقًا، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان ناقش الاتفاق مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ورحّب به، مع عرض دعم أنقرة لتحقيق سلام دائم في المنطقة. ويُنتظر أن يُحدث الاتفاق تحوّلًا في جنوب القوقاز، المنطقة المنتجة للطاقة والمتقاطعة فيها خطوط أنابيب النفط والغاز، والتي تعاني من إغلاقات حدودية، منها الحدود بين تركيا وأرمينيا، وصراعات عرقية ممتدة. وفي السياق نفسه، رحّبت إيران بالاتفاق بوصفه "خطوة مهمة نحو سلام إقليمي دائم"، لكنها حذّرت من أي تدخل أجنبي قرب حدودها قد "يقوّض أمن المنطقة واستقرارها الدائم". أوروبا تدعو للالتزام بتنفيذ الخطوات المتفق عليها من جانبه، رحّب الاتحاد الأوروبي بالإعلان المشترك في بيان مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، واعتبر التوقيع "تطورًا مهمًا" لأرمينيا وأذربيجان يفتح الباب أمام "سلام دائم ومستدام". وأكد البيان أن الخطوة هي حصيلة جهود أوروبية ممتدة، مع الدعوة إلى تنفيذ الخطوات المتفق عليها في مواعيدها لضمان تقدم مستقر نحو التطبيع الكامل، وتأكيد الاستعداد للاستثمار في "تعزيز الترابط الإقليمي والانفتاح الكامل"، ما يقرب المنطقة من السلام والاستقرار والازدهار المستدام. روسيا تأمل أن تدفع الخطوة إلى السلام رحّبت موسكو بالاتفاق "الإيجابي"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن اجتماع مسؤولي الجمهوريتين بوساطة أميركية "يستحق تقييمًا إيجابيًا"، مع الأمل في أن تدفع الخطوة قُدمًا بأجندة السلام. تقارير دولية التحديثات الحية سلام في القوقاز: اتفاق أرميني أذربيجاني برعاية أميركية ومشاركة قطرية 7 دول عربية ترحب رحبت سبع دول عربية بإعلان السلام بين أرمينيا وأذربيجان برعاية الولايات المتحدة، مثمنةً الجهود الأميركية وداعيةً إلى بدء مرحلة تعاون واستقرار في القوقاز. فقد أشادت السعودية بإعلان التوصل إلى الاتفاق وبالرعاية الأميركية له، مع تأكيد التطلع إلى مرحلة جديدة من التفاهم وترسيخ الأمن والاستقرار بما يخدم الشعبين والمنطقة. وفي الأردن، وصفت وزارة الخارجية الاتفاق بأنه "تاريخي" يسهم في تعزيز الأمن والسلم في جنوب القوقاز وتكريس حلول النزاعات بالطرق السلمية، مع الإشادة بجهود الإدارة الأميركية. بدورها، رحبت قطر بالاتفاق معربةً عن الأمل في فتح مرحلة جديدة قائمة على حسن الجوار تحقق السلام والتنمية والازدهار، ومؤكدة دعم مساعي خفض التصعيد والحل الدبلوماسي للنزاعات. ومن جانبها، أعربت الكويت عن ترحيبها وتطلّعت إلى أن تسهم "هذه الخطوة التاريخية" في الاستقرار والازدهار بين البلدين، مع الإشادة بوساطة الولايات المتحدة وتأكيد دعم الحلول السلمية. وفي سلطنة عُمان، جاء الترحيب مقرونًا بتقدير الجهود التي قادت إلى "الاتفاق التاريخي" والإشادة بالدور المحوري الأميركي، مع الأمل بأن تُلهم هذه الخطوة حلولًا مماثلة لقضايا أخرى "ومن أهمها القضية الفلسطينية"، والتشديد على "منطق العدالة" بوصفه نهجًا يعزز الاستقرار والازدهار. أما فلسطين، فوصفت الاتفاق بأنه "تاريخي" يسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وثمّنت دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حل النزاع، مع الإعراب عن الأمل بأن يبذل جهودًا لحل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي وفق الشرعية الدولية بما يضمن حرية وكرامة الشعب الفلسطيني. وفي القاهرة، رحّبت الخارجية المصرية بإعلان التوصل إلى اتفاق السلام وتطلّعت إلى آفاق تعاون وبناء وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في القوقاز، مثمنةً الوساطة الأميركية بقيادة ترامب، ومؤكدة دعم تسوية النزاعات بالطرق السلمية وإعلاء مبادئ حسن الجوار. (الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)

محادثات معاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي.. تقدم غير كافٍ
محادثات معاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي.. تقدم غير كافٍ

العربي الجديد

timeمنذ 20 ساعات

  • العربي الجديد

محادثات معاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي.. تقدم غير كافٍ

حذّر الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو الذي يرأس محادثات تجريها الأمم المتحدة في مقرها بجنيف في شأن صياغة معاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي من عدم تحقيق تقدم كافٍ. وقال في تقييمٍ لمنتصف طريق المفاوضات التي استهلت الثلاثاء الماضي بمشاركة ممثلي 184 دولة وأكثر من 160 منظمة، وذلك قبل أربعة أيام متبقية للتوصل إلى توافق على معاهدة ملزمة قانونياً لمعالجة المشكلة البيئية المتنامية: "وصلنا إلى مرحلة حرجة تتطلب دفعاً حقيقياً لتحقيق هدفنا المُشترك قبل الموعد النهائي الخميس المقبل". تابع :"ليس الخميس 14 أغسطس مجرد موعد نهائي لعملنا، بل تاريخ لإنجاز المعاهدة، لكن بعض المواد لا تزال تتضمن مسائل عالقة، ولا تُظهر تقدماً نحو التوصل إلى تفاهم مشترك رغم أنه أتيحت للوفود فرص لمدة عامين ونصف العام لتقديم اقتراحاتها، والآن لم يعد هناك وقت لهذه المداخلات". وقد زادت عدد صفحات مسودة نص المسودة من 22 إلى 35، وارتفع عدد الأقواس موضع النقاش من 371 إلى نحو 1500. وكانت الدول اجتمعت مجدداً في مقر الأمم المتحدة بجنيف لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة بعد فشل ما كان يُفترض أن تكون الجولة الخامسة والأخيرة من المحادثات التي استضافتها مدينة بوسان الكورية الجنوبية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي من دون التوصل إلى اتفاق. بيئة التحديثات الحية خبراء: التلوث البلاستيكي خطر جسيم يبدّد 1.5 تريليون دولار سنوياً وفي عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحبت بلاده من المفاوضات والالتزامات الدولية، ولا سيما تلك المتعلقة بالمناخ، لكنها منخرطة بقوة في محادثات التوصل إلى اتفاق عالمي لإنهاء التلوث البلاستيكي. وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية لوكالة أسوشييتد برس أن المشاركة في المفاوضات أمر بالغ الأهمية لحماية المصالح والشركات الأميركية، وأن التوصل إلى اتفاق قد يعزز أمن الولايات المتحدة من خلال حماية الموارد الطبيعية من التلوث البلاستيكي، ويعزز الرخاء والسلامة. ووفقاً لجمعية صناعة البلاستيك، تُسهم هذه الصناعة بأكثر من 500 مليار دولار في الاقتصاد سنوياً، وتُوظف نحو مليون شخص في الولايات المتحدة. وتدعم وزارة الخارجية الأميركية بنوداً لتحسين جمع النفايات وإدارتها، وتصميم المنتجات، ودفع عجلة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، وغيرها من الجهود الرامية إلى الحدّ من إلقاء البلاستيك في البيئة. وتقدّر المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية أن 22 مليون طن من النفايات البلاستيكية ستتسرب إلى البيئة هذا العام. ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 30 مليون طن سنوياً بحلول عام 2040 إذا لم يتغير شيء. (فرانس برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store