
استشارية: أول علاج رسمي لـ ألزهايمر في السعودية بتكلفة 27 ألف دولار سنويًا
وأكدت استشارية الأعصاب المتخصصة في أمراض الذاكرة والأمين العام لشعبة الإدراك والسلوك السعودية، الدكتورة رؤى خلاف، في حديثها لإذاعة العربية FM، أن "لكانيماب" يُمثل نقلة نوعية في مسار العلاج، قائلة: "هو بداية التغيير وليس النهاية، لأنه يُصنف ضمن العلاجات المعدلة لمسار المرض، وليس فقط مهدئًا للأعراض كما كانت الأدوية السابقة، التي يُشبه تأثيرها المسكنات، بينما هذا الدواء أشبه بمضاد حيوي يستهدف السبب من جذوره".
وأوضحت أن مادة البيتا أميلويد موجودة طبيعيًا في الدماغ، لكنها تتحول لأسباب غير معروفة إلى مادة لزجة تترسب بين الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى ضمور تدريجي لها وظهور أعراض ألزهايمر. يعمل "لكانيماب" على تقليل ترسب هذه المادة، مما يُبطئ تطور المرض ويؤخر تدهور القدرات المعرفية لدى المصابين.
أشارت د. خلاف إلى أن العلاج لا يُعطى لجميع المرضى، بل يُستخدم فقط في مراحل محددة من المرض، مثل "الاختلال الإدراكي البسيط" أو "الخرف الخفيف"، ولا يُستخدم كوسيلة وقائية قبل ظهور الأعراض. كما أوضحت أن استخدام الدواء يتطلب تقييمًا جينيًا، لا سيما جين APOE4، حيث يُنصح بعدم إعطاء الدواء لمن يحمل نسختين من هذا الجين بسبب ارتفاع خطر المضاعفات.
وأضافت: "العلاج مصرح فقط لمن لا يحمل الجين APOE4 أو يحمل نسخة واحدة فقط منه، أما من يحمل نسختين، فيُفضل تجنّب استخدام الدواء نظرًا لاحتمال حدوث مضاعفات خطيرة مرتبطة بإزالة الأميلويد من الدماغ".
وفيما يتعلق باستخدام الدواء كوقاية، أكدت د. خلاف أنه لا يُعطى للأشخاص الأصحاء، مضيفة: "هناك دعوات لإجراء فحص الزهايمر لجميع الناس، لكن من المهم التوضيح أن وجود مادة الأميلويد وحده لا يعني وجود المرض أو الحاجة للعلاج، فقد لا تظهر أي أعراض رغم وجود الترسّب، وقد يعيش الإنسان طويلًا دون أن تتطور الحالة".
شددت د. خلاف على أهمية تبني نمط حياة صحي لتقليل مخاطر الإصابة، قائلة: "الدراسات أثبتت أن ممارسة الرياضة الهوائية مثل الجري والسباحة، وتمارين المقاومة، تسهم في تقليل ترسب الأميلويد في الدماغ". كما أشارت إلى أن التمارين الذهنية، مثل حل الألغاز والسودوكو، غير مثبتة علميًا، لكن التفاعل الاجتماعي والنشاطات الذهنية مثل القراءة والعمل لها أثر إيجابي في تأخير الأعراض.
ضرورة الرقابة الطبية
وفيما يخص الآثار الجانبية، شددت د. خلاف على ضرورة وجود متابعة طبية دقيقة تشمل تقييمًا سريريًا دوريًا، وإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي كل 3 إلى 6 أشهر، ثم سنويًا حسب الحالة. وذكرت أن الأعراض الجانبية تشمل التهابات أو حساسية، وأحيانًا مضاعفات أخطر مثل تجمع السوائل في الدماغ أو أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية، لذا يجب أن يُصرف الدواء فقط بعد فحص كلينيكي شامل وفحص جيني دقيق.
أوضحت د. خلاف أن البدء بالعلاج يتطلب تقييمًا دقيقًا من طبيب مختص، يتضمن فحوصات إشعاعية وتحاليل مخبرية لتأكيد وجود مادة الأميلويد وتشخيص المرض، بالإضافة إلى الفحص الجيني. كما بيّنت أن الدواء لا يتوفر حاليًا في الصيدليات العامة، بل يتم طلبه مباشرة من الشركة المنتجة عبر المستشفيات للمرضى المؤهلين.
أما عن التكلفة، فذكرت أن السعر السنوي للدواء بلغ عند إطلاقه نحو 50 ألف دولار في عام 2023، وانخفض حاليًا إلى نحو 26 إلى 27 ألف دولار سنويًا، مؤكدة أن هذه التكلفة تشمل الدواء فقط، ولا تشمل الفحوصات والمتابعة الطبية الدورية.
واختتمت د. خلاف حديثها بالتأكيد على أن "لكانيماب" يُمثّل بداية لعصر جديد في علاج ألزهايمر في السعودية، مشددة على أهمية التشخيص المبكر، والاهتمام بنمط الحياة كعنصر رئيسي في الحد من انتشار المرض وتأخير تطوره.
أول دواء يعتمد في #السعودية لعلاج #ألزهايمر.. المزيد مع استشارية الأعصاب د. رؤى خلاف #ستديو_الصباح #العربيةFM pic.twitter.com/eNSY5YLVEC
— FM العربية (@AlarabiyaFm) July 31, 2025
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 25 دقائق
- صحيفة سبق
"لا تهزّه ولا تسقه ماء".. تحذيرات طبية من التصرفات الخاطئة عند اختناق الطفل
حذّر أستاذ وعالم الأبحاث الطبية الدكتور فهد الخضيري من التعامل الخاطئ مع حالات اختناق الأطفال، مؤكدًا أن الهلع والتصرفات العشوائية مثل هزّ الطفل أو سقيه الماء قد تؤدي إلى تفاقم الحالة بدل إنقاذها. وأوضح الخضيري، عبر منشور توعوي، أن حالات الاختناق الناتجة عن دخول الطعام أوجسم غريب إلى مجرى التنفس تتطلب هدوءًا وتدخلًا سريعًا باستخدام المناورات المعتمدة طبيًا. وفي حالة الطفل الصغير، أوضح أن الطريقة الصحيحة تبدأ بقلب الرضيع على بطنه مع تثبيت رأسه للأسفل، والقيام بضربات خفيفة على الظهر باتجاه الرقبة، مع وضع اليد الأخرى أسفل بطنه لدعمه، حتى خروج الجسم الغريب. وأشار إلى أن مناورات "هيمليك" أو ما يُعرف بـ "ضغطات البطن" تستخدم مع الأكبر سنًا أو البالغين، عبر الوقوف خلف الشخص المصاب، ووضع قبضة اليد أسفل القفص الصدري، ثم الضغط بقوة باتجاه الأعلى نحو الصدر، حتى إخراج العائق التنفسي. وشدد على عدم اللجوء إلى الممارسات الخاطئة كالضرب العشوائي، أو محاولة سقي المختنق بالماء، أو رفعه بشكل عنيف، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات قد تسد مجرى التنفس بالكامل وتفاقم الحالة. وتأتي هذه التوصيات في سياق التوعية العامة بالإسعافات الأولية، خصوصًا مع تكرار حوادث اختناق الأطفال بسبب الطعام أو قطع الألعاب الصغيرة، وهو ما تتناوله أيضًا الرسوم الإرشادية المنشورة من جهات صحية معنية.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
إنفاذًا لتوجيهات القيادة.. الإخلاء الطبي ينقل مواطنين من المغرب إلى أرض الوطن لاستكمال العلاج
إنفاذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- وحرصها الدائم على رعاية مواطني المملكة في الداخل والخارج، قامت طائرة الإخلاء الطبي السعودي، بنقل مواطنين سعوديين من العاصمة المغربية الرباط إلى أرض الوطن بعد تعرضهما لوعكة صحية. وجرى التنسيق لنقل الحالتين عبر السفارة السعودية في الرباط، حيث استدعت حالتهما الصحية نقلهما العاجل لاستكمال مراحل العلاج والرعاية الطبية اللازمة داخل المملكة. وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا على ما توليه القيادة من اهتمام كبير بسلامة المواطنين وتقديم الدعم الصحي واللوجستي لهم في مختلف الظروف، أينما كانوا حول العالم.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
تحذير طبي: تدخين السيجارة الإلكترونية يرفع خطر الإصابة بجلطات القلب بنسبة 33%
حذّر استشاري وأستاذ أمراض القلب الدكتور خالد النمر الشباب من خطورة تدخين السيجارة الإلكترونية (الفيب)، مؤكدًا أنها تُعد من العوامل المسببة لجلطات القلب. وأوضح النمر، عبر منشور توعوي، أن تدخين الفيب يزيد من احتمالية الإصابة بجلطة القلب بنسبة تصل إلى 33%، مقارنة بالأشخاص غير المدخنين نهائيًا. واستند النمر في تحذيره إلى دراسة علمية منشورة في دورية Circulation الصادرة عن جمعية القلب الأميركية، وهي من أبرز الدوريات المتخصصة عالميًا في أبحاث القلب والأوعية الدموية. وبحسب الدراسة، فإن استخدام السجائر الإلكترونية لا يخلو من التأثيرات الضارة على الجهاز القلبي الوعائي، حيث أظهرت البيانات أن المواد المستنشقة ترفع من مؤشرات الالتهاب، وتؤثر سلبًا على بطانة الشرايين، وتزيد من احتمالات التخثر، ما يجعلها عامل خطر حقيقي، خصوصًا بين فئة الشباب. وتأتي هذه التحذيرات في ظل ازدياد معدلات استخدام الفيب بين المراهقين والشباب حول العالم، وسط اعتقاد خاطئ بأنها أقل ضررًا من السجائر التقليدية، وهو ما تنفيه الدراسات الطبية المتراكمة التي بدأت تكشف تباعًا عن آثارها الصحية طويلة المدى.