logo
تآكل السّلام.. قراءة في الخطاب السعودي

تآكل السّلام.. قراءة في الخطاب السعودي

عكاظمنذ 7 أيام
استمعتُ لكلمة المملكة العربية السعودية التي قدمها سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، خلال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وشدّتني الكلمة في حبكتها التعبيرية والدبلوماسية؛ حيث قدمت المملكة العربية السعودية خطابًا يجمع بين الحزم الدبلوماسي والوضوح السياسي، فقد حضرت اللغة الحازمة مع مطلع الكلمة مما يدل على أهمية الموضوع وجديته في تحقيق الحق ورفع الظلام عن دولة فلسطين، واتضح ذلك جليًا في الخطاب المباشر عبر تحميل مباشر للمسؤولية للجهات المعنية، حينما أكد سموه على أن استمرار التصعيد والانتهاكات الجسيمة في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك التجويع والقصف والتهجير، يمثل تقويضًا ممنهجًا للجهود الدولية. وهنا وُظفت الكلمات المسؤولة والحازمة توظيفًا مباشرًا دون استعارة أو تورية أو مجازًا حالما استخدم الكلمات في سياقها الصريح والفصيح مثل الكلمات: الانتهاكات الجسيمة التي تُعبر عن خطورة الأفعال المرتكبة، مما يعكس موقفًا حازمًا تجاه هذه التصرفات، و«تقويض ممنهج» الذي يشير إلى أن هناك جهودًا منظمة تهدف إلى إضعاف أو تدمير الجهود الدولية، مما يعكس تحميلًا مباشرًا للمسؤولية، وأيضًا «قيود تعسفية، سياسيات استيطانية، تهدف إلى تغيير الطابع الديني والديموغرافي، كما جاء التعبير البلاغي الجميل». تآكل السلام، اختصار للمشهد السياسي فيما يحدث تجاه القضية الفلسطينية.. «تآكل السلام» يعني أن هناك مسؤولية عظيمة وخيبة أعظم في التخاذل مع حل السلام في دولة فلسطين.
وبعد اللغة الحازمة التي لا تقبل أي تزييف ولا تتحمّل أي ردة فعل غير الانصياع للحق المشروع، حضرت اللغة الدبلوماسية في الدعوة للتعاون الدولي، وحضر معها الخطاب السعودي الدبلوماسي الذي يهدف إلى بناء الإنسان والمكان وذلك من خلال الكلمات والجمل «الالتزام بالسلام»، فهو تعبير يُظهر دعم المملكة للجهود السلمية والتزامها بالحلول الدبلوماسية، وأيضًا عبارة «دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته»، وتؤمن المملكة بأن السلام لا يمكن أن يبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني تنمويًا واقتصاديًا، التي تعكس رغبة المملكة في تمكين الشعب الفلسطيني وتعزيز قدراته الذاتية، وغيرها من المفردات التي تدعو المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته وتمكين مؤسساته الوطنية وضرورة تمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديًا وتنمويًا وتعزيز التعاون مع السلطة الفلسطينية في مجالات التعليم وتنمية القدرات البشرية.
كما تضمنت الكلمة السعودية في المؤتمر عددًا من الرسائل المضمّنة توازن بين المبادئ والواقعية السياسية؛ فالكلمة بشكلها العام تُظهر توازنًا بين التمسك بالمبادئ، مثل دعم حقوق الشعب الفلسطيني، والواقعية السياسية من خلال الدعوة إلى التعاون الدولي وتعزيز التنمية، وهذا التوازن يعكس نهج المملكة في التعامل مع القضايا الدولية، حيث تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار من خلال الحوار والتعاون. كما تضمنت الكلمة توازنًا بين الحزم في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والدعوة إلى التعاون الدولي وهذا التوازن يعكس الدور المتنامي للمملكة في الساحة الدولية، حيث تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار من خلال الحوار والتعاون.
ختامًا.. الكلمة السعودية في المؤتمر جاءت واضحة ومباشرة وامتدادًا للموقف السعودي الراسخ عبر الزمان تجاه القضية الفلسطينية وحل السلام الدولي في إحقاق الحق المشروع لفلسطين وإنهاء العدوان عبر التعاون والتضامن مع المبادرة السعودية لاستقلال الشعب الفلسطيني وبناء قدراته وتمكينه التنموي.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المهلة الأميركية الأخيرة لروسيا توشك على النفاد.. فماذا بعد؟
المهلة الأميركية الأخيرة لروسيا توشك على النفاد.. فماذا بعد؟

الشرق للأعمال

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق للأعمال

المهلة الأميركية الأخيرة لروسيا توشك على النفاد.. فماذا بعد؟

هناك قصة تتبادر إلى الذهن بينما يترقب العالم نفاد المهلة التي منحها الرئيس دونالد ترمب مؤخراً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي خفضها من 50 يوماً إلى 10 أيام تنتهي الجمعة. تعود القصة إلى الراحل جورج شولتز، وكان قد قصها أثناء توليه منصب وزير الخارجية في الثمانينيات على رئيسه رونالد ريغان، المروّج الرئيسي لنهج "تحقيق السلام باستخدام القوة" في السياسة الخارجية. روى شولتز أنه عندما كان في معسكر تدريب مشاة البحرية (المارينز)، أعطاه ضابط صف برتبة رقيب بندقيته، وقال له: "هذا أعز صديق لك. وتذكر شيئاً واحداً: لا تصوّب البندقية أبداً إلى أي شخص ما لم تكن مستعداً لإطلاق النار. لا تطلق تهديدات جوفاء". وأوضح شولتز أنه واصل تكرار الحكاية على مسامع ريغان ليوضح أنه "يجب علينا توخي الحذر الشديد فيما نقوله". فإذا رسمت الولايات المتحدة خطاً أحمر، أو حددت مهلة أخيرة، أو ببساطة أعلنت عدم قبولها لأمر ما، فهي في الواقع تُشهر أكبر سلاح في العالم. وإذا تجاهل الخصم هذه الإشارة "ولم تفعل شيئاً، فلن يُعيرك أحد بالاً بعد ذلك". فلا قوة بعد ذلك، ولا سلام على الأرجح. سخاء ترمب في المهل النهائية هناك علاقة معقدة بين ترمب والمُهل النهائية، فيوزعها بسخاء، سواء كان الأمر يتعلق بالمفاوضات حول الرسوم الجمركية، أو استمرار نشاط "تيك توك" في الولايات المتحدة، أو برنامج إيران النووي، أو -كما في الموقف الحالي- استعداد بوتين لقبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا. في حالة التجارة، اتسم ترمب بالقدر نفسه من السخاء في تعديل تلك المُهل النهائية (ما شكل مصدر إلهام للصورة الساخرة المنتشرة في البورصات بأن "ترمب يتراجع دوماً"). في المقابل، فيما يخص إيران، شهر ترمب سلاحه المجازي في أبريل بمهلة 60 يوماً، وعندما انقضت (وكانت المفاوضات مستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، بدأت إسرائيل القصف بالفعل) ضغط الزناد بشن ضربات هائلة، لكن دقيقة، على المواقع النووية في إيران. لكن إيران لم تكن بعد تمتلك أي أسلحة نووية، سواء كانت تعمل فعلياً على تطويرها أم لا، في حين تمتلك روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم. لذلك توجيه سلاح عسكري إلى بوتين، والمجازفة باندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا "أمر لا يمكن حتى تصوره"، بحسب ماركو روبيو، مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الخارجية. بحسب ما قاله ماركو روبيو، مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الخارجية. وقد تجلى هذا الواقع في حادثة نادرة، وإن لم تستمر طويلاً، حين خرج دونالد ترمب عن مسار الحديث الرئيسي، وتبادل تهديدات نووية مبطنة مع مسؤول روسي لا يشغل موقعاً مؤثراً في دوائر القرار، ما أثبت هذه النقطة. ذخائر متعددة للسلاح الاقتصادي في الوقت الحالي، لا يمكن رفع أي سلاح سوى السلاح الاقتصادي، وحتى ذلك يُفسح المجال لسيناريوهات كثيرة. اقترح أندريه يرماك، وهو مسؤول أوكراني رفيع المستوى، فرض "حصار اقتصادي شامل". ومن الأفكار الأخرى مصادرة احتياطيات العملة الروسية المودعة في الخارج ومنحها لأوكرانيا. لكن أياً من تلك الإجراءات لن يؤثر على الأرجح في بوتين الذي تحمل بالفعل مقتل وإصابة نحو مليون روسي منذ 2022، وقدراً هائلاً من العقوبات الاقتصادية الغربية. إدراكاً لمحدودية هذه الخيارات، يتطلع ترمب حالياً إلى سلاح اقتصادي آخر؛ العقوبات الثانوية. تلك رسوم جمركية تُفرض على الدول التي تستمر في شراء النفط والغاز وغيرهما من الصادرات الروسية، وبالتالي فهي تمول آلة موسكو الحربية. استلهم الرئيس الفكرة من مشروع قانون يحظى بدعم الحزبين في مجلس الشيوخ يسمح بفرض رسوم جمركية ثانوية هائلة بنسبة 500%، وإن كان قد لوح بنسبة أقل تبلغ 100%، وهي لا تزال نسبة كبيرة على أي حال. النيران قد تصيب دولاً أخرى المشكلة هي أن تلك العقوبات، رغم توجيهها إلى روسيا، ستضر بدول أخرى، على رأسها الصين والهند أبرز المشترين للمواد الهيدروكربونية من روسيا. ولا يفكر أي منهما في التراجع عن موقفه أيضاً. الصين تعتبر الولايات المتحدة خصمها الجيوسياسي الرئيسي، وشاركت مع روسيا (ودول أخرى) لتشكيل جبهة تزداد تنسيقاً يوماً بعد يوم. ولم يطرف لها جفن أمام تهديدات ترمب بالرسوم الجمركية الأخرى، بل تعهدت بالرد بالمثل. بطريقة ما، صوبت بكين أسلحتها، ويبدو أنها تعلمت درس شولتز. الهند وضعها مختلف، وإن كان مشابهاً، فهي تمتع بعلاقات وثيقة مع موسكو منذ عقود، على الرغم من تقاربها إلى حد ما مع الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. علقت واشنطن آمالاً كبيرة على ما يُعرف باسم "الحوار الأمني الرباعي" (Quad)، على سبيل المثال، وهو شبه تحالف بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان يهدف إلى إحداث توازن أمام النفوذ الصيني بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما كان رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الزعيم الشعبوي، منسجماً مع ترمب لفترة ما. ذلك الانسجام تلاشى الآن مع تحول مودي إلى تحدي استفزازات ترمب التجارية بشكل عام- فرضت الولايات المتحدة مؤخراً تعريفة جمركية بنسبة 25% على الصادرات الهندية- والتهديدات بالرسوم الجمركية الثانوية بشكل خاص. وكنتيجة ثانوية لتصويب الولايات المتحدة سلاحها الاقتصادي إلى روسيا، فهي تبدو محاصرة حالياً في دوامة تصعيد مع دولة يُفترض أن تصبح حليفة لها. أميركا في وضع معقد تلك التعقيدات تحولت إلى معضلة جيوسياسية كبيرة مع إرسال ترمب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا لإجراء محادثات قبل انقضاء المهلة يوم الجمعة. حرص ترمب لشهور على حسن الظن في بوتين. وهذا خطأ ما كان ريغان وشولتز ليقعا فيه، لأن بوتين لم يستحق قط حسن النية من أميركا أو أي دولة. تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف صعب يتمثل في أن سلاحها لم يعد مصوباً إلى روسيا فحسب، بل إلى الصين والهند أيضاً، ثم ستكتشف على الأرجح أن الدول الثلاث ستتجاهل ذلك. عندما يحدث ذلك، فماذا بعد؟ قد لا تفعل واشنطن شيئاً، فتبدو ضعيفة، أو قد تصوب سلاحاً أكبر لا ترغب في استخدامه. أعتقد أن شولتز كان سيتفق معي حين أقول إن الوضع يبدو سيئاً.

السياسة بضمير.. السعودية تكتب موقفها في التاريخ
السياسة بضمير.. السعودية تكتب موقفها في التاريخ

عكاظ

timeمنذ 5 ساعات

  • عكاظ

السياسة بضمير.. السعودية تكتب موقفها في التاريخ

في زمن تتسارع فيه التحوّلات وتتعدّد فيه المواقف؛ تظل المملكة العربية السعودية على ثباتها في قضية لم تغب عن ضميرها يوماً (القضية الفلسطينية)، فمنذ تأسيسها وبلادنا حاضرة في المشهد، تقف في الصف الأول، تحمل الموقف بوزنها السياسي، وتدعمه بأخلاقية راسخة وإنسانية لا تتزحزح، حاملة راية الإنصاف والعدالة لشعب لا يزال يبحث عن حقه في أرضه وكرامته. تؤمن المملكة أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل وجع إنساني وحق أصيل لا يسقط بتقادم الزمن، ومن هذا اليقين شرعت في تحركاتها على مختلف المستويات من السياسة إلى الدبلوماسية، ومن النداء الأخلاقي إلى الحراك في المحافل الدولية، كما ظهر جلياً في المؤتمر الدولي رفيع المستوى بالأمم المتحدة الذي شهد حضوراً سعودياً وفرنسياً واسعاً للدفع نحو حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. تتجلى رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في هذا الموقف المتزن؛ إذ أكد في الخطاب الملكي السنوي أن لا علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية؛ ليست كلمات عابرة بل سياسة تمارس على الأرض من جدة إلى الجزائر، ومن جامعة الدول العربية إلى كل منبر إقليمي ودولي. ولم تثنِ تحوّلات المنطقة المتسارعة المملكة عن موقفها بل زادتها إصراراً، فظلت تذكر بالمبادرة العربية للسلام التي أطلقتها في قمة بيروت (2002) كمفتاح وحيد لباب الاستقرار، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وتكثيف الاستيطان في الضفة وتهويد القدس؛ كانت السعودية صوتاً أخلاقياً يدعو العالم إلى تحمّل مسؤوليته، وإلى إعادة ميزان العدالة إلى مكانه الطبيعي. المملكة اليوم لا ترفع شعار السلام فقط، بل تنادي بالعدل، وتدعو إلى عالم يرى فيه أطفال فلسطين السماء بلا رعب، والأرض بلا أسلاك، والمستقبل بلا معابر مغلقة، هي لا تسعى لمجد سياسي بل لحق إنساني لا يجب أن يسلب. من هنا فإن هذا الدور السعودي لا يروى للفخر بل لأنه الحقيقة، فحين تكون البوصلة هي الحق تصبح القيادة شرفاً، والموقف رسالة، والسعودية كما عرفناها دوماً لا تساوم على مبادئها، إنما تقف حيث يجب أن تقف مع فلسطين. أخبار ذات صلة

مزايدات «إخوان إسرائيل»
مزايدات «إخوان إسرائيل»

الشرق الأوسط

timeمنذ 11 ساعات

  • الشرق الأوسط

مزايدات «إخوان إسرائيل»

المضحك المبكي في المشهد السياسي اليوم هو متاجرة ومزايدة جماعة «الإخوان المسلمين» بالقضية الفلسطينية وأوجاعها ومجاعة سكان غزة، وقيامهم بحشد تظاهرة تقودها مجموعة من «إخوان إسرائيل» المنتمين لجماعة «الإخوان المسلمين» وهم من حاملي جوازات السفر والجنسية الإسرائيلية، أمام السفارة المصرية، وتحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مطالبين بفك الحصار عن غزة، مما يؤكد حالة من فصام الشخصية (الشيزوفرينيا) التي يعيشها عناصر هذا التنظيم الضال؛ حيث تجاهل الفاعل الحقيقي الذي يحاصر غزة ويضربها بالقنابل، وتظاهر عناصره المفلسين عقلياً وسياسياً أمام سفارة جمهورية مصر العربية في تل أبيب، مما يؤكد حال الإفلاس والتذبذب السياسي عند «الإخوان» الذي مرده إلى الجهل بالواقع. فقد قام التنظيم الدولي لـ«الإخوان المسلمين» بتعبئة أتباعه ومريديه، ووجههم نحو السفارات المصرية في الخارج، لاتهام مصر بأنها المسؤولة عن غلق المعابر، وذلك لرفع الضغط من فوق بنيامين نتنياهو، مما يؤكد حالة الخيانة التي يجتهد التنظيم ويبدع فيها بشتى الطرق والسبل متجاهلاً المجرم الحقيقي؛ بل ويسعى للدفاع عنه ورفع الحرج عنه، مما يظهر حالة من الفجور في الخصومة هي من أبرز ما يتقنه عناصر هذا التنظيم الإرهابي. ومن أبرز «إخوان إسرائيل» رئيس «القائمة العربية الموحدة» في إسرائيل، الإخواني منصور عباس الذي دعا لتشكيل ائتلاف حكومي يصعد باليميني المتطرف نفتالي بنيت إلى رئاسة «حكومة التغيير» في إسرائيل. حالة عباس وحزبه الذي تأسس عام 1971 وترجع أصوله إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، تطرح كثيراً من الأسئلة عمَّن هي جماعة «الإخوان المسلمين»، فهي بهذا السلوك لا يمكن إلا أن تكون حركة سياسية براغماتية متلونة ولا مبدأ لها، فهي شريكة في حكومة إسرائيل، وتزعم أنها في حركتَي «حماس» و«الجهاد» وفي مناطق وجبهات متناقضة، مما يعكس حالة من فصام الشخصية لدى جماعة «الإخوان» المتلونة في مواقفها السياسية والدينية. «إخوان إسرائيل» المزايدون على مصر العروبة التي خاضت حروباً كبرى من أجل فلسطين، خاضوا هم الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، وأصبح لديهم عضوان في «الكنيست» الإسرائيلي، هما منصور عباس ووليد طه، ولعل أبرز ما قيل عن الإخواني الإسرائيلي عباس هو أن «لا خطوط حمراء عنده في الساحة الإسرائيلية» وهذا فعلاً ما ثبت عنه في مغازلته جميع الأطراف، حتى التي كانت أكثر تشدداً ضد الفلسطينيين، ومنهم نتنياهو. «إخوان إسرائيل» هؤلاء ليسوا بإخوان لنا ولا هم بالمسلمين - كما قال كبيرهم الذي علَّمهم السحر حسن البنا - استخدموا التقیة في التزلُّف والكذب والتزویر، مما يؤكد تلوث أفكار هذا التنظيم بأفكار ضالة، ومنها استخدام التقية سلاحاً أمام أي عاصفة تعصف بهم، فيهرعون إليها للخروج من أي مأزق، فالتقية في مفهوم «الإخوان» معناها: أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن. وتضليل «إخوان إسرائيل» عن المتسبب في تجويع الشعب الفلسطيني في غزة لا يختلف عن المدعية الشرف والعفة، فكل منهما يكذب كما يتنفس؛ بل ويجاهر بالكذب والتضليل وإلصاق التهمة بغير فاعلها، لمجرد المتاجرة السياسية التي يتفنن ويبدع فيها عناصر التنظيم الدولي لـ«الإخوان» في أي قضية يختصمون فيها مع الآخر، فيطلقون الذباب الإلكتروني لنشر الكذب والتضليل.فتنظيم «الإخوان» الدولي الذي يتظاهر عناصره في تل أبيب بحماية الشرطة الإسرائيلية أمام السفارة المصرية، هم أنفسهم الذين كانوا يحمون تنقلات الإسرائيلي برنارد ليفي عراب «الربيع العربي» في ليبيا، ويهتفون أمامه: «القذافي يهودي» في حالة هستيريا سياسية تجمع التناقضات؛ وقد علَّق عليها برنارد ليفي في مذكراته عن الحرب في ليبيا. تناقضات جماعة «الإخوان المسلمين» ليست بالجديدة، ولا أظنها بالأخيرة، خصوصاً في ظل تعنت الجماعة على مسارها القديم، ورفض التجديد، والبقاء في دائرة العنف والفجور والخصومة مع المشهدين السياسي والديني، فلا هي جماعة دينية خالصة، ولا هي حزب سياسي يعمل لصالح الوطن الذي يعيشون فيه، فهم لا يؤمنون بجغرافيا الوطن؛ بل بجغرافيا المرشد وخلافته المزعومة. فهم جماعة أقل ما يقال عنها إنها مفلسة سياسياً ودينياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store