logo
إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية

إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية

الكنانةمنذ 7 ساعات

إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية
بقلم: محمود سعيدبرغش
لم تعد التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل مجرد عناوين في الصحف، بل تحوّلت خلال الأيام الأخيرة إلى واقع دموي ملتهب. فقد خرج الصراع من حرب الوكلاء والضربات المحدودة إلى مواجهة مباشرة، تهدد بإشعال الشرق الأوسط كله، وربما العالم. فهل نحن أمام حرب إقليمية شاملة؟ أم مجرد جولة جديدة من الصراع المزمن؟ ومن الأقوى فعليًا على الأرض؟ وماذا يريد كل طرف؟
بدأت الجولة الأخيرة بعد ضربة إسرائيلية دقيقة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بينها مواقع في 'نطنز' و'فوردو'، ومقرات للحرس الثوري، ما أسفر عن مقتل شخصيات عسكرية وعلماء نوويين.
لم تمضِ ساعات حتى جاء الرد الإيراني صاعقًا، من خلال عملية 'الوعد الحق الثالث'، التي شهدت إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا و100 طائرة مسيّرة باتجاه عمق إسرائيل، منها تل أبيب، حيفا، وقواعد عسكرية حساسة.
ورغم فاعلية أنظمة الدفاع الإسرائيلية (مثل 'القبة الحديدية' و'حيتس 3″)، سقطت عشرات القذائف على الأرض، وسُجِّلت خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة منذ حرب أكتوبر.
رغم أن إيران تمتلك جيشًا ضخمًا، وصواريخ باليستية، ونفوذًا إقليميًا واسعًا، إلا أن إسرائيل تتفوق تكنولوجيًا، وتملك دعمًا أمريكيًا وغربيًا مباشرًا، إضافة إلى قوة نووية غير معلنة.
لكن ما يُحسب لإيران هو شبكتها المعقدة من الحلفاء: حزب الله في لبنان، الحوثيون في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، والنظام السوري. هذه القوى تُستخدم لشن ضربات بالوكالة، مما يجعلها قادرة على إرهاق إسرائيل على جبهات متعددة دون الدخول في مواجهة مباشرة طويلة الأمد.
الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الأول لإسرائيل، أعلنت منذ اليوم الأول أن أمن إسرائيل خط أحمر، ورفعت حالة التأهب في قواعدها في المنطقة (في العراق، الخليج، الأردن). كما دفعت حاملة الطائرات 'يو إس إس دوايت أيزنهاور' إلى شرق المتوسط، وبدأت في إعادة تموين أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
لكن إدارة الرئيس الأمريكي تسير على حبل دقيق:
لا تريد حربًا شاملة تجرّها إلى مستنقع جديد.
وفي الوقت نفسه، لن تسمح بانكسار إسرائيل أو استهدافها نوويًا.
وقد استُدعي مجلس الأمن للانعقاد الطارئ، بينما يجري البيت الأبيض محادثات مكثفة مع حلف الناتو ودول الخليج لاحتواء التصعيد.
باكستان دخلت المشهد بشكل غير مباشر، بعد تقارير عن:
اجتماعات استخباراتية عالية المستوى مع إيران خلال الأسبوع الماضي.
دعوات من أطراف إيرانية للتنسيق العسكري مع باكستان بحكم تقارب إسلامي وعقائدي.
لكن باكستان حتى اللحظة تتخذ موقفًا حذرًا ومحايدًا، وتدعو للتهدئة، حيث تخشى:
الانزلاق في صراع إقليمي لا يخدم مصالحها.
توتر علاقتها مع السعودية والإمارات، حلفائها الاقتصاديين.
كما أن المؤسسة العسكرية الباكستانية تدرك تعقيدات التحالفات في المنطقة، خصوصًا أن أمريكا شريك رئيسي لها في التمويل والتدريب.
أسعار النفط تجاوزت 100 دولار للبرميل.
تأمين السفن في الخليج ارتفع لأرقام قياسية.
البورصات في تل أبيب ودبي والكويت شهدت انهيارات نسبية.
الخوف من إغلاق مضيق هرمز أو توسيع الحرب إلى الخليج، جعل الاقتصاد العالمي في حالة تأهب، وربما ركود مرتقب.
إسرائيل: تسعى لضمان تفوقها العسكري ومنع إيران من تطوير القنبلة النووية. كما تستفيد حكومة نتنياهو من الحرب داخليًا لصرف الأنظار عن أزمات داخلية واحتجاجات مستمرة.
إيران: ترى في المواجهة فرصة لترسيخ 'الهيبة' في الداخل بعد أشهر من اضطرابات داخلية، ولإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وأوروبا بأن أمن إسرائيل لن يكون بمعزل عن الساحة الإقليمية.
الولايات المتحدة: تدعو للتهدئة، لكنها لن تسمح بسقوط إسرائيل أو بامتلاك إيران للسلاح النووي.
باكستان: تراقب بحذر وتتحفظ عن أي انحياز، رغم الضغوط الدينية والإقليمية، وتخشى أن يتحول الصراع إلى سني–شيعي يجرّها إلى دوامة.
رغم نيران الصواريخ، يبدو أن الطرفين لا يرغبان في حرب شاملة:
إيران تخشى التدمير الكامل لبنيتها النووية والعسكرية.
إسرائيل لا تريد التورط في مستنقع دموي طويل الأمد.
لكن لعبة حافة الهاوية خطيرة جدًا، وأي خطأ أو استهداف غير محسوب قد يُشعل حربًا لا يُمكن السيطرة عليها.
ما يحدث اليوم بين إيران وإسرائيل ليس مجرد تصعيد عابر، بل هو جزء من معركة كبرى على النفوذ والهيمنة في الشرق الأوسط. ومع دخول قوى كبرى مثل أمريكا وباكستان في المعادلة، بات الوضع أكثر تعقيدًا. العالم كله يراقب.. والشرق الأوسط يحبس أنفاسه. السؤال الذي يبقى: هل هذه بداية النهاية؟ أم نهاية البدايه


Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مايك جونسون يؤجل زيارته لإسرائيل: هل بدأت واشنطن بالتراجع عن دعمها المفتوح؟
مايك جونسون يؤجل زيارته لإسرائيل: هل بدأت واشنطن بالتراجع عن دعمها المفتوح؟

الدستور

timeمنذ 34 دقائق

  • الدستور

مايك جونسون يؤجل زيارته لإسرائيل: هل بدأت واشنطن بالتراجع عن دعمها المفتوح؟

أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، تأجيل زيارته المقررة إلى إسرائيل، والتي كانت ستتضمن خطابًا خاصًا في الكنيست، معربًا عن قلقه إزاء "الوضع المعقّد" في المنطقة، وأكد أن القرار جاء بالتنسيق مع رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوهانا. وفي بيان رسمي صدر مساء الاثنين، قال جونسون: "نظرًا للوضع المعقد الذي يتكشف حاليًا في إيران وإسرائيل، فقد قررنا، أنا ورئيس الكنيست أوهانا، تأجيل الجلسة الخاصة للكنيست. ونتطلع إلى إعادة تحديد موعدها في المستقبل القريب، ونرسل صلواتنا لشعب إسرائيل والشرق الأوسط." رسالة دعم سياسي رفيعة من واشنطن وكان من المتوقع أن تمثل الزيارة رسالة دعم سياسي رفيعة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لا سيما في خضم عمليات عسكرية واسعة تنفذها تل أبيب ضد أهداف إيرانية، قالت إنها "مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني والبنية العسكرية للحرس الثوري". لكن التحول الحاد في المشهد الأمني فرض نفسه على الأجندة السياسية. فمع اتساع رقعة القصف المتبادل وتسجيل مئات القتلى والجرحى على الجانبين، باتت أي زيارة لمسؤول أمريكي رفيع محفوفة بالتعقيدات، سواء على المستوى الأمني أو الدبلوماسي. ويأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث تُتهم الولايات المتحدة، من قبل أطراف إقليمية، بالتغاضي أو الدعم الضمني للعمليات الإسرائيلية الأخيرة. ورغم أن واشنطن تؤكد أن لا علاقة مباشرة لها بالغارات، إلا أن زيارات مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في مثل هذا التوقيت كانت لتُفسّر كرسائل دعم غير مشروطة. من جهته، التزم البيت الأبيض الصمت تجاه القرار، مكتفيًا بالإشارة إلى أن "المنطقة تمر بمرحلة حساسة تستوجب الحذر في التحركات الدبلوماسية". ويمثل تأجيل زيارة جونسون تحولاً في حسابات واشنطن، ويعكس إدراكًا بأن الانخراط العلني في الملف قد يزيد من حدة الاستقطاب الإقليمي، كما يشير إلى رغبة أمريكية في عدم إعطاء الانطباع بأنها منخرطة في حرب مفتوحة أو أنها تدعم مساعي إسرائيل لتوسيع دائرة الاشتباك إلى مواجهة مباشرة مع إيران. وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، قد يفسر البعض هذا التأجيل على أنه تراجع في زخم الدعم الأمريكي، رغم تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أبدى فيها "تفهمًا للضربات الإسرائيلية" واستعداده للوساطة، بشرط توقف إيران عن هجماتها الصاروخية.

عمرو أديب: الحرب الإيرانية الإسرائيلية تتجه للتصعيد.. الصواريخ والجواسيس أبطالها
عمرو أديب: الحرب الإيرانية الإسرائيلية تتجه للتصعيد.. الصواريخ والجواسيس أبطالها

مصراوي

timeمنذ 35 دقائق

  • مصراوي

عمرو أديب: الحرب الإيرانية الإسرائيلية تتجه للتصعيد.. الصواريخ والجواسيس أبطالها

كشف الإعلامي عمرو أديب آخر تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية، مشيرًا إلى أن هناك سؤالًا مهمًا حول مدى استمرار هذه الحرب. وأضاف عمرو أديب، مقدم برنامج "الحكاية" المذاع عبر قناة "mbc مصر"، أن إيران "معندهاش غير صواريخ ولا يبقى لديهم غير الصواريخ". وأوضح أن إيران "استطاعت أن توجع إسرائيل وحققت دمارًا شمالًا". وتابع أديب أن إسرائيل "تصرف في اليوم ما لا يقل عن مليار دولار إلا ربع، وده كل يوم في شكل تكلفة مباشر"، مشيرًا إلى أن هذا الرقم لا يشمل التكلفة غير المباشرة وتوقف الحياة والاقتصاد والسياحة. وأكمل: "الخسائر الإيرانية أكبر من الخسائر الإسرائيلية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث عن رغبة إيران في المفاوضات". وقال عمرو أديب إن هناك ثلاثة أبطال في الحرب بين إسرائيل وإيران، وهم: الأول الجواسيس، والثاني الطائرات المسيرة، والثالث الصواريخ سواء الإسرائيلية أو الإيرانية. وأضاف أن إيران "استطاعت أن توجع إسرائيل بفعل الضربات الصاروخية القوية التي وجهتها لها"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر يجب النظر إليها، حتى وإن كانت خسائر إيران أكثر في تلك الحرب. واعتبر مقدم "الحكاية"، أن العامل الأهم في تلك الحرب هو القدرات الصاروخية الإيرانية، وإلى أي مدى ووقت يمكن لطهران الاستمرار في مهاجمة إسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل ألقت القبض على إسرائيليين كانا يتجسسان لإيران، لافتًا إلى أن هذا الأمر أسعده "لوجود إسرائيلي يتجسس لإيران". ولفت إلى أن قصة الجاسوسة التي كانت تتجسس لإسرائيل وتعرفت على 100 مسؤول إيراني، وكانت قريبة من الرئيس السابق إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه إثر تحطم طائرته، منوهًا بأن الأمور في إيران "بدأت في التحسن عبر القبض على جواسيس لإسرائيل".

أدانت جرائم الاحتلال.. قائمة الدول العربية والإسلامية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على إيران
أدانت جرائم الاحتلال.. قائمة الدول العربية والإسلامية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على إيران

مستقبل وطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • مستقبل وطن

أدانت جرائم الاحتلال.. قائمة الدول العربية والإسلامية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على إيران

كشف بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية، عن قائمة تحتوي على 20 دولة عربية وإسلامية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على إيران. وأكد بيان الخارجية المصرية، منذ قليل، عبر الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، أن قائمة الدول تضم كل من 'مصر – المملكة العربية السعودية – الإمارات العربية المتحدة – قطر – المملكة الأردنية الهاشمية – العراق – الكويت – البحرين – عمان – ليبيا – السودان – الجزائر – موريتانيا – تركيا – باكستان – تشاد – جيبوتي – الصومال – جزر القمر – سلطنة بروناي'. الهجمات الإسرائيلية في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة وتصاعد حالة التوتر لحدود غير مسبوقة في الشرق الأوسط نتيجةً للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يؤكد وزراء خارجية كل من المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية باكستان الإسلامية، ومملكة البحرين، وبروناي دار السلام، وجمهورية تركيا، وجمهورية تشاد، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وجمهورية القمر المتحدة، وجمهورية جيبوتي، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية السودان، وجمهورية الصومال الفيدرالية، وجمهورية العراق، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، ودولة ليبيا، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، على ما يلي: رفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ فجر يوم 13 يونيو 2025 وكذلك أية ممارسات تمثل خرقاً للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حُسن الجوار وتسوية النزاعات بالسبل السلمية. الإعراب عن القلق البالغ حيال هذا التصعيد الخطير، والذي ينذر بتداعيات جسيمة على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، والتأكيد على ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران، والتي تأتي في توقيت يشهد فيه الشرق الأوسط مستويات متزايدة من التوتر، وأهمية العمل على خفض التوتر وصولاً إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة شاملة. التأكيد على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفق القرارات الدولية ذات الصلة ودون انتقائية، والتشديد على ضرورة سرعة انضمام كافة دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. التشديد على ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق قرارات الوكالة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لما يمثله ذلك من خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بموجب ميثاق جنيف لعام ١٩٤٩. ضرورة العودة لمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني. التشديد على أهمية احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية وفقاً لقواعد القانون الدولي ذات الصلة، وعدم تقويض أمن الملاحة الدولية. التأكيد على أن السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة يتمثل في الدبلوماسية والحوار والالتزام بمبادئ حسن الجوار وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتشديد على أنه لا يمكن تسوية الأزمة الراهنة بالسبل العسكرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store