
تقرير أمريكي: دول الخليج تخشى أن يضر التهور الإسرائيلي بعلاقاتها مع إيران
أكد تقرير أمريكي أن دول الخليج العربي تخشى أن يُلحق التهور الإسرائيلي ضررًا بالعلاقات الهشة مع إيران، وأشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولًا أخرى في المنطقة سعت إلى توثيق العلاقات مع إيران خلال السنوات الأخيرة أملًا في تعزيز الاستقرار.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه كان من الممكن أن تُعرّض الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الأمريكية في قطر جهود دول الخليج العربية في السنوات الأخيرة لتخفيف عزلة طهران للخطر، بدعوى أنها ستجعل المنطقة أكثر أمنًا. لكن الصحيفة لفتت إلى أن الهجوم جاء بعد أن وجّهت إيران تحذيرًا، ولم تُلحق الصواريخ التسعة عشر أي ضرر بقطر أو القاعدة الجوية.
الخليج يخشى إسرائيل أكثر من إيران
ومع هذا أثارت الصواريخ الإيرانية على قطر إدانات شديدة من دول الخليج فقط، ما يُشير إلى أن علاقاتها المُحسنة مع إيرانوفرت بعض الحماية، وقد تدوم الفترة المقبلة.
وهذه الحادثة مثالًا واضحًا على كيفية تحوّل نظرة الخليج للتهديدات الإقليمية وكيفية مواجهتها منذ الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما ساهم الخوف من إيران في حثّ بعض الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودفع دولًا أخرى إلى التفكير في ذلك لكن ترامب يواجه واقعًا مختلفًا الآن، إذ تُلحّ إدارته على إبرام المزيد من هذه الاتفاقيات، بما في ذلك بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
وقالت الصحيفة ان التحول الخليجي تجاه طهران جاء أولًا، مع تراجع الخطر الذي كان يُخيّل إلى الخليج سابقًا من إيران فعلى الرغم من تاريخ طويل من التنافس والعداء، سعت دول الخليج خلال السنوات القليلة الماضية إلى التقارب مع إيران، لأن هذا التقارب قد يُخفف من وطأة التهديد الذي تُشكله شبكة ميليشياتها بالوكالة، ويحقق مكاسب أخرى.
حروب إسرائيل في الشرق الأوسط تهدد الخليج
في الوقت نفسه، ازداد حذر بعض الأنظمة الملكية العربية من إسرائيل، إذ اعتبرتها لاعبا إقليميا عدوانيا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وذلك بسبب هجماتها في غزة ولبنان وسوريا وأماكن أخرى بعد عملية طوفا الأقصى التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023،.
وقال إتش. إيه. هيلير، الزميل البارز في الجغرافيا السياسية والأمن الدولي ودراسات الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن في لندن، إنه لفترة طويلة، اعتبرت دول الخليج "إيران أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة"، وتهديدًا يتعين عليها مواجهته لكن الآن تغيرت هذه الحسابات وبات الطرف الأكثر زعزعة للاستقرار هو إسرائيل، وذلك بسبب عملياتها العسكرية في المنطقة.
وأوضح أن هذه المخاوف تتأثر جزئيًا بـ "قلة المقاومة ومدى التمكين" لأفعال إسرائيل القادمة من الولايات المتحدة وأوروبا وقد اثار ذلك أثار قلق الخليج "بشكل كبير".
فيما قال محمد بهارون، المدير العام لمركز بحوث في دبي، إنه اعتبر اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، بما فيها الاتفاقية التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى، إيجابية لأسباب عدة، منها احتمالية أن تساعد الإمارات في تحقيق الدولة الفلسطينية لكن الأحداث التي وقعت خلال العامين الماضيين، والتي سبقت هجوم 13 يونيو على إيران، أشارت لي على الأقل إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى السلام، بل إلى الأمن من وجهة نظرها فضلا عن أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتلاحقة في المنطقة في غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران كانت غير مسبوقة.
ووفق التقرير أعاقت حرب إسرائيل في غزة ومعارضة الحكومة الإسرائيلية لقيام دولة فلسطينية جهود الولايات المتحدة لتأمين التطبيع مع السعودية وقد أكدت المملكة مرارًا أنها لن تُطبّع العلاقات مع إسرائيل في غياب تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية لكن بعد وقف إطلاق النار مع إيران، أشار مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إلى أن السلام سيعود بالنفع.
فشل استراتيجية أمريكا تجاه إيران هدد الخليج
لكن الضربات زادت من الشعور بالقلق، على الأقل في الخليج كما عطلت المحادثات النووية التي كان من المقرر استئنافها في عُمان بين إيران والولايات المتحدة وهو اجتماع اعتبره الكثيرون علامة فارق"، بحسب بهارون.
وأوضح بهارون أن دول الخليج كانت تتطلع إلى نجاح المحادثات لكن هجوم إسرائيل على إيران بدا وكأنه لا يهدف فقط إلى إفشال تلك المحادثات، بل "محاولة" لعرقلة تطور علاقات طهران مع الخليج.
وقال بهارون إن إن تواصل الخليج مع إيران يُمثل تراجعا عن استراتيجية استثمرت فيها الولايات المتحدة لمدة 30 عامًا، وهي استراتيجية العزلة التي لم تُحقق شيئًا فقد كان من المفترض أن توقف برنامجها النوويو أن تحد من تأثير برنامج الصواريخ وتقليل اعتماد إيران على الوكلاء لكن ما حدث هو العكس.
فيما قالت آنا جاكوبس، الزميلة غير المقيمة في معهد دول الخليج، إن إدانات دول الخليج التي أعقبت الهجوم "مهمة للغاية" فمن المرجح أن تكون هناك "فترة تهدئة"، لكن دول الخليج لا تزال ملتزمة بشدة بالعلاقات مع إيران لأغراض خفض التصعيد الإقليمي.
وتابعت "أعتقد أن الاستراتيجية الصحيحة هي الحفاظ على العلاقات، والحفاظ على الحوار خاصة في ظل الوضع المحفوف بالمخاطر الذي تعيشه المنطقة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 5 دقائق
- خبر صح
خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية
أكد نعمان توفيق العابد، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية، أن الإعلان عن وقف الهجمات المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران لم يكن نتيجة لمفاوضات تقليدية أو اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، بل جاء كقرار أحادي من الرئيس الأمريكي، الذي يسعى دائمًا للظهور كـ'صانع للسلام'. خبير دولي يؤكد أن قرار وقف الهجمات بين إسرائيل وإيران نتج عن مبادرة أمريكية أحادية ممكن يعجبك: خسائر الحوثي تصل إلى 1.3 مليار دولار مع اتهامات لإسرائيل وأمريكا بجرائم حرب وأشار نعمان العابد في تصريح خاص لـ 'نيوز روم' إلى أن ترامب أراد أن يُنسب إليه هذا القرار بشكل مباشر، وقد يكون ذلك دون علم مسبق من الجانب الإسرائيلي، مضيفًا أن إيران قد تكون تلقت إشارات مسبقة من وسطاء، وخاصة من دولة قطر، التي يُعتقد أنها كانت على تواصل مع طهران بعد الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد. اقرأ كمان: خسائر كبيرة لموسكو في المال والجيش بعد عملية 'شبكة العنكبوت' وأوضح 'العابد' أن التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي في الأيام التي تلت وقف الهجمات كانت تؤكد أنه هو من ألحق الهزيمة بإيران، متفاخرًا بتفوق الطائرات والطيارين والأسلحة الأمريكية، وادعى أنه دمّر المفاعلات النووية الإيرانية بالكامل، ما جعل إيران عاجزة عن الاستفادة من قدراتها النووية. وفي المقابل، عندما ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطابًا جماهيريًا، اعتبر أن إيران هي المنتصرة في هذه الجولة، وأكد أن الكيان الإسرائيلي هو من طلب وقف الهجمات المتبادلة، كما زعم أن واشنطن لم تتمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني كما ادعت. وأضاف العابد أن هذه التصريحات الإيرانية شكلت تحديًا للرواية الأمريكية وأثارت غضب ترامب، الذي لطالما قدم نفسه كرجل الإنجازات القوية وصاحب المبادرات الحاسمة، خاصة في القضايا المتعلقة بالسلام والقوة العسكرية. نعمان العابد: ترامب لم يكن دقيقًا في تقييمه لشخص المرشد الإيراني الذي حرم امتلاك السلاح النووي وأكمل أن الرئيس الأمريكي لم يكن دقيقًا في تقييمه لشخص المرشد الإيراني، مشيرًا إلى أن أحد الأسباب الجوهرية لعدم سعي إيران لامتلاك القنبلة النووية هو الفتوى التي أصدرها علي خامنئي بتحريم السلاح النووي، والتي تمثل التزامًا عقائديًا للنظام الإيراني والشعب على حد سواء. وحذر من أن غياب المرشد الحالي قد يفتح الباب أمام إعادة النظر في هذه الفتوى، خاصة إذا جاء من يخلفه بتوجهات مختلفة، لافتًا إلى أن النظام الإيراني بطبيعته العقائدية يلتزم بفتاوى المرشد، لكن التغير في القيادة قد يبدل هذا الالتزام. وأكد نعمان العابد أن احتمال تجدد الهجمات المتبادلة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي يظل قائمًا في أي لحظة، خاصة في ظل عدم رضا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الوضع الراهن، وسياسته المستمرة التي تعتمد على الحسم العسكري والضربات الاستباقية، مضيفًا أن إسرائيل قد تجد في أي ذريعة، كما حدث في سوريا واليمن ولبنان، مبررًا لتوجيه ضربات جديدة لإيران أو حلفائها في المنطقة.


24 القاهرة
منذ 5 دقائق
- 24 القاهرة
أعلن الحرب على المسؤولين عن التسريبات.. ترامب يقرر الحد من مشاركة المعلومات السرية مع الكونجرس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه على الحد من مشاركة المعلومات السرية مع الكونجرس بعد تسريب معلومات عن أضرار القصف الإيراني. وتخطط إدارة ترامب للحد من تبادل المعلومات السرية مع الكونجرس، بعد أن سرب شخص ما تقييما داخليا يشير إلى أن تفجيرات المنشآت النووية الإيرانية يوم السبت، لم تكن ناجحة كما ادعى الرئيس ترامب، حسبما ذكرت 4 مصادر لموقع أكسيوس. وقالت المصادر إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق أيضًا في التسريب، وذلك بعدما أثار تسريب التقييم الأولي لأضرار المعركة الذي أجرته وكالة استخبارات الدفاع، غضب ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين، الذين قالوا إنه غير مكتمل وأن نشره يهدف إلى تقويض مزاعم ترامب بأن المواقع النووية الإيرانية تم طمسها. ترامب والتسريبات وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض يوم الأربعاء: نعلن حربا على المسربين، فيما أوضح مصدر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في التسريب، كما يعمل مجتمع الاستخبارات على إيجاد طريقة لتشديد عملياته حتى لا يكون لدينا جهات فاعلة في الدولة العميقة تقوم بتسريب أجزاء من تحليلات الاستخبارات التي تتمتع بثقة منخفضة لوسائل الإعلام. وتم نشر تقييم وكالة استخبارات الدفاع بشأن التفجيرات الإيرانية على موقع CAPNET في وقت متأخر من يوم الاثنين، وبعد ظهر اليوم التالي، نشرت شبكة سي إن إن ثم صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات من التقييم. ترامب: وقف إطلاق النار في غزة قد يكون الأسبوع المقبل ترامب يهاجم خامنئي بعد حديثه عن النصر: أنقذتك من موت مهين.. وإيران باتت دولة محروقة بلا مستقبل

مصرس
منذ 35 دقائق
- مصرس
ترامب: اتفاق قريب لإنهاء حرب غزة واحتفال مرتقب في البيت الأبيض
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد أصبح قريبًا جدًا، ومن المتوقع التوصل إليه خلال الأسبوع المقبل، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية. وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الضغوط الأميركية على إسرائيل، وتحديدًا على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لإنهاء العملية العسكرية الجارية في غزة، التي أثارت انتقادات دولية ومخاوف من تصعيد إقليمي جديد.ترامب: اتفاق وقف النار في غزة بات وشيكًاصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن جهود التهدئة في غزة وصلت إلى مراحل متقدمة، مرجحًا التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار خلال أيام، وذلك بالتوازي مع صفقة تشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.وأكدت مصادر لموقع "أكسيوس" أن ترامب يدفع بقوة في اتجاه اتفاق شامل ينهي النزاع في القطاع. نتنياهو تحت الضغط الأميركي المباشرحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا شديدة من ترامب لوقف العملية العسكرية في قطاع غزة، وهي الضغوط التي بدأت قبل الضربة الجوية ضد إيران واستؤنفت بعدها فورًا.وذكرت الصحيفة أن الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة قد تم التوافق عليه بالفعل بين الجانبين، على أن يُنفذ خلال أسبوعين كحد أقصى، وهي المهلة التي يبدو أن واشنطن تعتبرها حاسمة للانتقال إلى ملفات أخرى أكثر حساسية، مثل الملف الإيراني. البيت الأبيض قد يستضيف احتفالًا مشتركًا بعد الهجوم على إيرانفي مؤشر على تنسيق عسكري وسياسي عميق بين واشنطن وتل أبيب، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن نتنياهو يسعى للقاء ترامب في البيت الأبيض قريبًا، للاحتفال علنًا بالقصف المشترك على برنامج إيران النووي، في حال تم تنفيذه كما هو مخطط له.ويعكس هذا التوجه رغبة من الطرفين في إظهار التحالف السياسي والعسكري الاستراتيجي بين البلدين، وسط تصاعد التوتر في المنطقة، وتزايد انتقادات المجتمع الدولي للعمليات الإسرائيلية في غزة.