
لا تزامل صديقك
قالت «سنكون صديقتين إلى الأبد»... حتى تم تعيينهما في المكان ذاته، بعد سنوات عدة أصبحتا عدوتين لدودتين، إحداهما كانت تشي كثيراً بالأخرى كي تحظى هي بثقة رؤساء العمل وتحصل على المميزات. عندما طرحت الموضوع على صديقات اعترضت إحداهن وقالت: لا ينطبق على الكل فصديقتي المقربة تعمل معي في الوزارة نفسها. فسألتها هل تعملان في القسم نفسه؟ فأجابت بالنفي، قلت باختصار: في بيئة العمل، البعيد عن العين قريب جداً من القلب.
لست بصدد كتابة أمور سلبية وأدعو لرفض الصداقات، لكن جميع روابط الصداقة الجميلة تتوقف في وقت الترقيات والعلاوات وتوزيع المناصب، تشتعل المنافسة والغيرة أحياناً التي تدفع البعض لأن يكون جاسوساً ينقل الأحاديث لتشويه صورة زميله الذي كان يوماً ما صديقاً مقرّباً منه، حدثت كثيراً ويخجل البعض من ذكر ذلك حتى لا يعاتبه الناس لسوء اختياره للصديق.
وبسؤالي للدكتور خالد الصالح، طبيب نفسي كويتي عن الصداقة في العمل، بيّن «أن بيئة العمل تحمل نواقض العلاقة العميقة بين الأصدقاء، فطبيعة العمل التنافسية واللقاء اليومي الإلزامي حتى بوجود تقلبات المزاج قد يؤثر على جودة وطبيعة التواصل على المستوى الشخصي، إضافة إلى انعدام خصوصية العلاقة ما يُسبّب حتمية تدخل الآخرين والتفاعل والتأثير على العلاقة بينهما».
تخيل لو كنت تعمل في القسم ذاته الذي تعمل به زوجتك، أو العكس، كيف هو الإحساس؟ طرحت السؤال بسبب عمق العلاقة التي يفترض أن تكون بين الزوجين. سيحاول المنافسون دائماً التأثير على العلاقات بين الأفراد.
وجود الناس المقرّبين منك في بيئة العمل أمر جميل، بل كُتبت مقالات سابقة عن نعمة وجود الصديق الحقيقي في العمل، لكن مهلاً، نحن نقضي وقتاً طويلاً في العمل، ولأننا مخلوقات اجتماعية نحب الحديث كثيراً عن أمور أخرى لا علاقة لها بالعمل. مثال واقعي تذكرته في حلقة من المسلسل الفكاهي الشهير «أصدقاء» عندما قام أحد أبطال المسلسل بتعيين صديقه زميلاً له في العمل دون خبرة أو علم بروتين العمل، وسرعان ما اكتسب صديقه شهرة في العمل وأحبه الموظفون، والسبب أنه كان يتحدث كثيراً عن حياته الاجتماعية وزوجته وأطفاله المزيفين، وأدعى أن أطفاله يرتادون المدرسة نفسها مع أبناء إحدى زميلاته التي صدقته فوراً وأحبته، صديقه كان إنساناً عملياً ولا يتحدث عن حياته الشخصية مع الموظفين ما جعلهم ينفرون منه ويجدونه إنساناً مملاً.
من الجيد أن تكون إنساناً اجتماعياً في العمل، وتهتم بالجميع وبحياتهم الاجتماعية، وتلقي المعايدات والتهنئة وأحياناً التعزية فجميعها من الواجبات التي تجعلك مقرّباً ومحبوباً من زملائك، لكن ذلك لا يعني أنك «صديق». مَنْ يملك صديقاً وفياً وفي الوقت ذاته زميله في العمل ولمدة طويلة، فهو حتماً إنسان محظوظ جداً وعليه أن يُصلي ركعتين شكراً لله على هذه النعمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجريدة
289 مصاباً بسرطان القولون في الكويت
أطلقت الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) حملة «صحتك قرارك» للتوعية بسرطان القولون. وقال رئيس مجلس إدارة «كان»، رئيس مبادرة التوعية بسرطان القولون، د. خالد الصالح، إن التوعية هي حجر الزاوية في الوقاية والكشف المبكر عن الأمراض السرطانية. وأوضح أن العدد الإجمالي للإصابات بالسرطان في الكويت لآخر إحصائية رسمية هو 2775 حالة، منها 1478 حالة بين الكويتيين، و1297 حالة لغير الكويتيين. وأشار إلى أن عدد المصابين بسرطان القولون في الكويت يبلغ 289، منها 169 حالة للكويتيين (90 من الذكور و79 من الإناث)، و119 حالة لغير الكويتيين (66 من الذكور 53 من الإناث)، ويحتل سرطان القولون المرتبة الأولى في إصابة الذكور، والثاني للإناث بعد سرطان الثدي، الذي يبلغ مجموعه 582 حالة، منها 326 امرأة كويتية و256 غير كويتية.


الرأي
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- الرأي
لا تزامل صديقك
قالت «سنكون صديقتين إلى الأبد»... حتى تم تعيينهما في المكان ذاته، بعد سنوات عدة أصبحتا عدوتين لدودتين، إحداهما كانت تشي كثيراً بالأخرى كي تحظى هي بثقة رؤساء العمل وتحصل على المميزات. عندما طرحت الموضوع على صديقات اعترضت إحداهن وقالت: لا ينطبق على الكل فصديقتي المقربة تعمل معي في الوزارة نفسها. فسألتها هل تعملان في القسم نفسه؟ فأجابت بالنفي، قلت باختصار: في بيئة العمل، البعيد عن العين قريب جداً من القلب. لست بصدد كتابة أمور سلبية وأدعو لرفض الصداقات، لكن جميع روابط الصداقة الجميلة تتوقف في وقت الترقيات والعلاوات وتوزيع المناصب، تشتعل المنافسة والغيرة أحياناً التي تدفع البعض لأن يكون جاسوساً ينقل الأحاديث لتشويه صورة زميله الذي كان يوماً ما صديقاً مقرّباً منه، حدثت كثيراً ويخجل البعض من ذكر ذلك حتى لا يعاتبه الناس لسوء اختياره للصديق. وبسؤالي للدكتور خالد الصالح، طبيب نفسي كويتي عن الصداقة في العمل، بيّن «أن بيئة العمل تحمل نواقض العلاقة العميقة بين الأصدقاء، فطبيعة العمل التنافسية واللقاء اليومي الإلزامي حتى بوجود تقلبات المزاج قد يؤثر على جودة وطبيعة التواصل على المستوى الشخصي، إضافة إلى انعدام خصوصية العلاقة ما يُسبّب حتمية تدخل الآخرين والتفاعل والتأثير على العلاقة بينهما». تخيل لو كنت تعمل في القسم ذاته الذي تعمل به زوجتك، أو العكس، كيف هو الإحساس؟ طرحت السؤال بسبب عمق العلاقة التي يفترض أن تكون بين الزوجين. سيحاول المنافسون دائماً التأثير على العلاقات بين الأفراد. وجود الناس المقرّبين منك في بيئة العمل أمر جميل، بل كُتبت مقالات سابقة عن نعمة وجود الصديق الحقيقي في العمل، لكن مهلاً، نحن نقضي وقتاً طويلاً في العمل، ولأننا مخلوقات اجتماعية نحب الحديث كثيراً عن أمور أخرى لا علاقة لها بالعمل. مثال واقعي تذكرته في حلقة من المسلسل الفكاهي الشهير «أصدقاء» عندما قام أحد أبطال المسلسل بتعيين صديقه زميلاً له في العمل دون خبرة أو علم بروتين العمل، وسرعان ما اكتسب صديقه شهرة في العمل وأحبه الموظفون، والسبب أنه كان يتحدث كثيراً عن حياته الاجتماعية وزوجته وأطفاله المزيفين، وأدعى أن أطفاله يرتادون المدرسة نفسها مع أبناء إحدى زميلاته التي صدقته فوراً وأحبته، صديقه كان إنساناً عملياً ولا يتحدث عن حياته الشخصية مع الموظفين ما جعلهم ينفرون منه ويجدونه إنساناً مملاً. من الجيد أن تكون إنساناً اجتماعياً في العمل، وتهتم بالجميع وبحياتهم الاجتماعية، وتلقي المعايدات والتهنئة وأحياناً التعزية فجميعها من الواجبات التي تجعلك مقرّباً ومحبوباً من زملائك، لكن ذلك لا يعني أنك «صديق». مَنْ يملك صديقاً وفياً وفي الوقت ذاته زميله في العمل ولمدة طويلة، فهو حتماً إنسان محظوظ جداً وعليه أن يُصلي ركعتين شكراً لله على هذه النعمة.


الرأي
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- الرأي
«كان» احتفلت بعيد الفطر مع مسني «الرعاية الاجتماعية»
نظّمت الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان «كان» التابعة للجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، فعالية خاصة في مركز فرح لكبار السن، بهدف إدخال البهجة إلى قلوبهم وتعزيز الجوانب النفسية والاجتماعية لديهم. وتقدّم رئيس مجلس إدارة الحملة الدكتور خالد الصالح، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الكويت، حكومة وشعبا، تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي عهده الشيخ صباح الخالد، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وأهلها. وشهدت الفعالية أجواء مميزة، حيث شارك الفريق الإداري والتطوعي لحملة «كان» في تنظيم مسابقات ترفيهية، تضمنت الأحاجي والأمثال التراثية الكويتية، وسط أجواء من الفرح والذكريات الجميلة. كما تخللت الفعالية فقرات من الأغاني الكويتية التراثية، وتوزيع الهدايا على كبار السن، إلى جانب تقديم الهدايا التقديرية للموظفين والعاملين في دور الرعاية الاجتماعية. وأكد الصالح على أهمية الاهتمام بالجانب النفسي لكبار السن، حيث يلعب دورا حيويا في تعزيز جودة حياتهم وصحتهم العامة. وأوضح أن التفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة الترفيهية تساهم بشكل كبير في تقليل الشعور بالعزلة وتحسين الحالة المزاجية، مما ينعكس إيجابيا على صحتهم الجسدية والنفسية. وأضاف أن مثل هذه الفعاليات تعزز الروابط الاجتماعية وتؤكد على دور المجتمع في دعم ورعاية كبار السن وإدماجهم في الأنشطة الاجتماعية. وفي إطار رسالتها التوعوية، وزّعت الحملة حقائب توعوية تتضمن إرشادات صحية حول العلامات الأولية للأمراض الشائعة لدى كبار السن، مثل سرطان الثدي والقولون لدى السيدات، وسرطان القولون والبروستاتا لدى الرجال، ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى نشر الوعي الصحي وتعزيز الوقاية. كما حرصت الحملة على توعية العاملين في دور الرعاية الاجتماعية بأهمية الاكتشاف المبكر للأمراض السرطانية، من خلال تزويدهم بمعلومات شاملة حول الأعراض الأولية وسبل الوقاية والكشف المبكر، لضمان تقديم رعاية صحية متكاملة لكبار السن. وشهدت الفعالية مشاركة من الفرق التطوعية، التي ساهمت في تعزيز أجواء الفرح والدفء الإنساني بين كبار السن، تأكيدا على أهمية المبادرات المجتمعية في دعم ورعاية هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع.