
هل تتجاوز الحرب بين إسرائيل وإيران الخطوط الحمراء؟
المواجهة العسكرية التي حدثت بين إسرائيل وإيران منذ ليلة الجمعة ولا تزال مستمرة، أدخلتهما مرحلة نوعية جديدة من المواجهات العسكرية الخطيرة التي تهدد السلم والأمن العالميين، حيث حدثت تلك المواجهة العسكرية عندما وصلت المفاوضات بين أميركا وإيران إلى طريق مسدود يمنع الوصول إلى اتفاق سلمي بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تقوم فيه إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 %، وهي نسبة قريبة من مستوى صنع الأسلحة النووية، كما تسارع في تطوير هذا البرنامج النووي من خلال تركيب أجهزته الخطيرة، من جانبها كانت إسرائيل تراقب تطور تلك المفاوضات ونتائجها، وذلك لرفضها من الأساس البرنامج النووي الإيراني لما يشكله في نظرها من تهديد وجودي لبقائها.
بسبب كل ذلك قامت إسرائيل بمفاجأة إيران وتوجيه ضربات عسكرية استباقية لإيران، حيث قامت بقصف عدد من المنشأة النووية الإيرانية والصواريخ الباليستية واغتيال قادة عسكريين مثل رئيس الحرس الثوري الإيراني ونائب وزير الدفاع وعلماء نوويين، وقد أُطلقت إسرائيل على هذه العملية (الأسد الصاعد)، وأظهرت تلك المواجهة العسكرية أن النار لا تزال تحت الرمال في المنطقة، وأن ما توعّد به رئيس وزراء إسرائيل قام بتنفيذه ضد إيران، ولعل أهم الأسباب التي أشعلت هذه الحرب هو تصلب الموقف الإيراني في المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي، وما أكد خطورة البرنامج النووي الإيراني كذلك تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أظهر أن لدى إيران محطات سرية لتخصيب اليورانيوم.
وأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة من التخصيب يمكنها من صنع أكثر من قنبلة نووية في برنامجها النووي، ومعروف أن روسيا عرضت على إيران منذ عام 2005 تخصيب اليورانيوم الإيراني في الأراضي الروسية بضمان تزويد المفاعلات الإيرانية قدر حاجتها بالوقود النووي، لكن طهران رفضت ذلك تهربا منها، وهذا ما يفسر لنا برودة الموقف الروسي من الهجوم الأخير الذي قامت به إسرائيل ضد إيران وعدم تعاطفها مع إيران.
ويرى الكثير من المراقبين الدوليين أن إيران كان عليها أن تستغل الفرصة التي أعطيت لها من قبل الرئيس الأميركي في المفاوضات، خصوصًا بعد أن فقدت إسناد أهم أذرعها الموالية لها، حزب الله اللبناني ونظام الأسد في سوريا والحوثيون في اليمن، بعد ما حدث لهم بعد السابع من أكتوبر عام 2023، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي تطبقها أميركا ودول الناتو عليها، ما أوصل الدولة في إيران إلى ظروف اقتصادية وسياسية سيئة جعلتها غير قادرة على المواجهة مع إسرائيل التي تمتلك ترسانة أسلحة متطورة، وذلك ما شهد به بعض المحللين السياسيين الإيرانيين أنفسهم من خطأ الموقف الإيراني في عدم قبول بلادهم البدائل السلمية التي قدمها لهم الفريق التفاوضي الأميركي.
الخلاصة أن دول العالم أصبحت الآن تشعر بالقلق من أن تؤدي هذه المواجهة بين إسرائيل وإيران في النهاية إلى حرب إقليمية، حيث أصبحت كل السيناريوهات مفتوحة فيما لو لم تقبل إيران الشروط الأميركية، وذلك ما قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 26 دقائق
- البلاد البحرينية
فانس: ترامب قد يتخذ "إجراء إضافيا" ضد برنامج إيران النووي
قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الثلاثاء إن دونالد ترامب قد يرى حاجة إلى اتخاذ "إجراء إضافي" ضد البرنامج النووي الإيراني، وذلك في ظل التكهّنات بشأن احتمال تدخّل واشنطن في المواجهة بين حليفتها إسرائيل وطهران. وكتب فانس على منصة إكس إنّ "الرئيس أظهر انضباطا ملحوظا في إبقاء تركيز جيشنا منصبا على حماية قواتنا وحماية مواطنينا"، لكنه "قد يقرّر اتخاذ إجراء إضافي لإنهاء التخصيب الإيراني". وأوضح فانس: "يمكن لإيران أن تمتلك طاقة نووية مدنية بدون تخصيب، لكن إيران رفضت ذلك." وأضاف أن طهران تجاوزت بكثير المستويات المطلوبة لأغراض مدنية في عمليات التخصيب، مشيرا إلى أن هذا التوجه يتعارض بشكل واضح مع التزاماتها الدولية. وتابع نائب الرئيس: "شيء واحد أن ترغب في الطاقة النووية المدنية. وشيء آخر أن تطالب بقدرة تخصيب متطورة. وشيء آخر لا يزال هو التمسك بالتخصيب بينما تنتهك في الوقت نفسه الالتزامات الأساسية بعدم الانتشار وتخصب اليورانيوم لدرجة تصل إلى مستوى الأسلحة." وأشار فانس إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثّقت انتهاكات إيران لهذه الالتزامات، وقال: "لم أرَ بعد حجة واحدة جيدة لماذا احتاجت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بكثير عتبة الاستخدام المدني. لم أرَ بعد أي رد جيد ضد نتائج الوكالة الدولية للطاقة الذرية."


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
غالانت يتحدث عن الانتصار وخامنئي و"المفاجأة"
قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يؤاف غالانت، إن إسرائيل اتخذت "قرارًا حاسمًا" في اللحظات الأخيرة من المرحلة الحرجة قبل وصول إيران إلى القدرة على تصنيع قنبلة نووية. وأشار في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن طهران كانت قد رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة واقتربت من إنتاج الوقود النووي اللازم لصنع السلاح. وقال:"كان الإيرانيون قاب قوسين أو أدنى من امتلاك السلاح النووي، وفي الكيلومتر الأخير قبل أن ينهوا الماراثون، اتخذنا القرار الحاسم لإيقافهم عند حدهم." وتعليقا على تصريحات إسرائيلية بشأن إسقاط النظام الإيراني، قال غالانت: "نحن لا نقاوم تغييره، فهذا أمر يعود للشعب الإيراني"، لكنه لم يستبعد أن تشمل العمليات الإسرائيلية استهداف القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين، واصفًا ذلك بأنه يمثل "فصلًا لقدرات النظام" و"انتصارًا كبيرًا". ورفض غالانت تأكيد ما إذا كانت إسرائيل قد تراجعت عن استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطلب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنه أكد أن "جميع الخيارات مطروحة"، معتبرًا أن "إسرائيل باتت تملك اليد العليا في هذا الصراع". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إنه لا يستبعد اغتيال خامنئي، مشيرا إلى أن ذلك قد ينهي الصراع. وحول ما وصفه السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بـ"المفاجأة" التي قد تحدث الخميس أو الجمعة، قال غالانت إنها "لا يمكن توقعها ولا يُفصح عنها"، في إشارة إلى عملية إسرائيلية مرتقبة ضد إيران، تبقى تفاصيلها سرية حتى اللحظة.


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
10 محطات رسمت تاريخ الصراع الإيراني-الإسرائيلي
لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران مجرد نزاع عابر أو نتيجة لخلاف سياسي طارئ، بل هي صراع ممتد ومعقّد تجذّرت جذوره منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. منذ ذلك الحين، تبنّت طهران خطابا معاديا لإسرائيل، معتبرة إياها "العدو الأول"، فيما تعاملت تل أبيب مع إيران باعتبارها التهديد الاستراتيجي الأخطر. ومع تصاعد نفوذ طهران في محيط إسرائيل عبر وكلاء إقليميين مثل "حزب الله" في لبنان وميليشيات في سوريا والعراق، تحوّل الصراع إلى "حرب ظلّ" مفتوحة على كافة المستويات. عبر السنوات، تباينت أدوات المواجهة بين الطرفين، من الاغتيالات النوعية والهجمات السيبرانية، إلى العمليات الاستخباراتية المعقدة، وصولا إلى الضربات الدقيقة، التي أطاحت اليوم بكبار القادة في النظام الإيراني، ولوحت بنهاية درامية لهذا الصراع، الذي امتد لـ45 عاما. سكاي نيوز عربية استعرضت 10 محطات تاريخية للمواجهة بين إسرائيل وإيران، تصل بنا للصراع الواقع اليوم: 1- بدايات التوتر (1979) بعد الثورة الإسلامية في إيران، قطعت طهران علاقتها بإسرائيل، واعتبرتها "العدو الصهيوني". إيران بدأت بدعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، أبرزها حزب الله في لبنان. 2- دعم إيران لحزب الله (1982) إيران ساهمت في تأسيس حزب الله خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان. منذ ذلك الوقت، أصبح الحزب أداة رئيسية لإيران في مواجهة إسرائيل، خاصة في جنوب لبنان. 3- حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل مثّلت حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني واحدة من أبرز المواجهات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل في العقود الأخيرة، حيث اتخذ الصراع بُعدا إقليميا يتجاوز الساحة اللبنانية. خلال تلك الحرب التي استمرت 34 يوما، لعبت إيران دورا محوريا من خلال دعمها العسكري والمالي لحزب الله، عبر تزويده بالصواريخ والأسلحة النوعية، في وقت كانت فيه طهران تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي وفرض توازن ردع مع إسرائيل من خلال وكلائها. ورغم عدم تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين، اعتُبرت الحرب محطة مفصلية كرّست حزب الله كقوة عسكرية إقليمية، وأظهرت مدى تشابك النزاع الإسرائيلي-الإيراني عبر أدوات غير مباشرة، ما مهد لاحقا لمرحلة من التوتر المزمن في المنطقة. 4- البرنامج النووي الإيراني يمثل البرنامج النووي الإيراني أحد أبرز مصادر التوتر بين إسرائيل وطهران منذ مطلع الألفية، إذ تعتبره تل أبيب تهديدا وجوديا مباشرا يستدعي التعامل معه بكل الوسائل، بما في ذلك الخيار العسكري. منذ إعلان إيران عن أنشطتها النووية مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عبّرت إسرائيل مرارا عن خشيتها من أن تسعى طهران لتطوير سلاح نووي. وحاربت إسرائيل هذا البرنامج عبر: الضغوط الدبلوماسية، والهجمات السيبرانية، والعمليات الاستخباراتية. إسرائيل قامت باغتيال علماء نوويين إيرانيين، مثل محسن فخري زاده عام 2020، كما قامت بهجمات سيبرانية مثل زرع فيروس Stuxnet الذي عطّل أجهزة تخصيب اليورانيوم. 5- سوريا.. ساحة مواجهة (2011) تحوّلت سوريا خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للمواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى طهران لترسيخ وجودها العسكري عبر الحرس الثوري والميليشيات التابعة له، بينما تعمل إسرائيل بشكل منهجي على إحباط هذا التمدد عبر غارات جوية دقيقة تستهدف مواقع إيرانية ومستودعات أسلحة ومراكز قيادة. ورأت إسرائيل في الوجود الإيراني في سوريا تهديدا مباشرا لأمنها القومي، خاصة مع محاولات طهران نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية. وفي المقابل، تواصل إيران تعزيز حضورها عبر قواعد عسكرية ومراكز تدريب، ما يجعل الأراضي السورية مسرحا دائما لتبادل الرسائل النارية بين الطرفين. 6- "حرب الظل" في البحر (2019–2022) عمليات تخريب واستهداف سفن تجارية ونفطية للطرفين في الخليج العربي والبحر الأحمر. هجمات لم يُعلن عنها دائما، لكن نُسبت إلى الطرفين. 7- هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ تصاعدت وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ بين إيران وإسرائيل في السنوات الأخيرة، لتتحول إلى أحد أبرز أوجه المواجهة غير التقليدية بين الطرفين. إيران دعمت جماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي والحوثيين بتقنيات صواريخ وطائرات مسيرة. إسرائيل اتهمت إيران بتوجيه أو دعم الهجمات ضدها من غزة، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى العراق. 8- الحرب في غزة (2023) خلال التصعيد الكبير بين إسرائيل وحماس، اتهمت إسرائيل إيران بدعم هجوم 7 أكتوبر 2023. إيران نفت التورط المباشر، لكنها دعمت حركة حماس سياسيا ومعنويا. 9- هجوم إيران المباشر (أبريل 2024) إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، ردا على استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق. معظم الهجوم تم اعتراضه بمساعدة الجيش الأميركي ودول أخرى، لكنه شكّل أول هجوم مباشر علني من إيران على إسرائيل. مقتل نصر الله في 27 سبتمبر 2024، نفّذت إسرائيل غارة جوية دقيقة استهدفت مقرا تحت منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، أدت إلى مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. هذا الاغتيال، إلى جانب مقتل أغلب القادة البارزين في الحزب، مثل هاشم صفي الدين، ومحمد ناصر، وفؤاد شكر، كشف عن عمق القدرات الاستخبارية ونوعية الاستهدافات الإسرائيلية، التي بقيت سرا حتى اللحظة الأخيرة. هذه الهجمات مثلت ضربة قاضية لأحد أبرز الأذرع الإيرانية خارج إيران. المواجهة الأخيرة (2025) شهد الأسبوع الذي انقضى تصعيدا ملحوظا بين إسرائيل وإيران، عبر مواجهات من نوع جديد. نفذت إسرائيل عملية عسكرية مكثفة، استهدفت مواقع حساسة في إيران، فجر الجمعة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل العملية استهدفت "دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل". كما استهدفت إسرائيل قادة إيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، اللذين لقيا حتفهما خلال الضربات. وفي ردّ سريع، شنت إيران هجمات بالمسيرات والصواريخ الباليستية، تجاوزت الـ150 صاروخا وأكثر من 100 طائرة بدون طيار تجاه أهداف داخل إسرائيل، ما أدى إلى وقوع إصابات واعتداءات على بنى مدنية. انعكس هذا التصعيد على المدنيين الإيرانيين، حيث فرّ مئات آلاف الأشخاص من طهران نحو الشمال بعد تحذيرات إسرائيلية بالأمن العامة.