logo
«الثقافة المصرية» تُطلق «خطة قومية» لإحياء صناعة السينما

«الثقافة المصرية» تُطلق «خطة قومية» لإحياء صناعة السينما

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن إطلاق خطة قومية لإحياء صناعة السينما، وأوضح وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو في بيان، السبت، أن الخطة ترتكز على تطوير الأصول السينمائية المملوكة للدولة، وتحويلها إلى مراكز إنتاج حديثة تُواكب تطورات العصر، مع الحفاظ على التراث السينمائي وتقديمه للأجيال الجديدة بصيغ رقمية تليق بقيمته التاريخية والفنية.
ولفت الوزير إلى أن الخطة تستند إلى 3 محاور رئيسية؛ تشمل تحديث البنية التحتية للاستديوهات ودور العرض، وإعادة تشغيل الأصول المتوقفة وتعظيم الاستفادة الاقتصادية منها، إلى جانب تأسيس كيان إنتاج وطني محترف، يُقدم خدمات متكاملة للمبدعين والمستثمرين.
وأسند الوزير لـ«الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية» تنفيذ خطة لتحديث مدينة السينما واستديوهي «الأهرام» و«نحاس»، وتزويدها بأحدث تقنيات ما بعد الإنتاج وتصحيح الألوان والمكساج ومنظمات الحريق والتكييف، جنباً إلى جنب مع تطوير البلاتوهات ودور العرض، على غرار «ميامي» و«ديانا» و«نورماندي».
وكانت الشركة القابضة قد قامت بترميم نحو 19 فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية، بالتعاون مع «مركز ترميم التراث السمعي والبصري» بمدينة الإنتاج الإعلامي، وتحويلها إلى نسخة رقمية، ومن بين هذه الأفلام «الزوجة الثانية»، و«الحرام»، و«السمان والخريف»، و«غروب وشروق»، و«القاهرة 30»، و«شيء من الخوف»، و«زوجتي والكلب»، وتدرس الشركة تنظيم مهرجان خاص لعرض الأفلام المرممة من خلال عروض جماهيرية، بمشاركة نقاد وكتاب وفنانين، بما يثري تجربة المشاهدة ويعمق فهم الجمهور لمكانة هذه الأفلام في تاريخ السينما.
وذكر المهندس عز الدين غنيم، الرئيس التنفيذي لـ«الشركة القابضة»، أن المرحلة المقبلة ستشهد تزويد المعمل السينمائي بمدينة السينما بأحدث معدات الترميم، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتحت إدارة شركة الأصول السينمائية؛ نظراً لضخامة حجم الأعمال المستهدفة.
أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة)
وعَدَّ المخرج هاني لاشين، عضو لجنة السينما بوزارة الثقافة، هذا البيان خطوة مهمة للأخذ بيد صناعة السينما، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى تحقيق هذه الخطة التي تستلزم تطوراً في الأفكار، ونظرة أخرى لفن السينما، لتعود كما كانت مصدراً رئيسياً للدخل القومي».
ورحّب لاشين بإقامة كيان إنتاجي، متمنياً أن يفكر القائمون عليه «خارج الصندوق»، وأن يعمل مع السينمائيين الشباب الجادين الذين يستطيعون مواكبة التطور الحادث في السينما، ولا يكون شباك التذاكر الهم الأول، حتى لا ندور في الدائرة نفسها، بل من المهم أن يجمع عاشقي السينما الحقيقيين والمخلصين لهذا الفن لتغيير شكل الشاشة التي تعمل على تشكيل وجدان الناس، على حد تعبيره.
وتساءلت الناقدة الفنية المصرية خيرية البشلاوي: «هل لدى وزارة الثقافة ميزانية تكفي كل هذه الخطة الطموح؟»، وقالت إنها تتمنّى ذلك، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في أمسّ الحاجة لقوة ناعمة تواجه التيارات الرجعية المتطرفة، وتعمل على تغيير المفاهيم الخاطئة وزرع الوعي؛ لأن نوعية المضامين التي تقدمها السينما لا تُحقق ذلك»، مؤكدة أن «إنشاء كيان إنتاجي لتقديم أفلام بمضامين جيدة هو أمر مطلوب للأجيال الجديدة لطرح قضايا وطموحات تتفق مع الحالة الاجتماعية الراهنة».
وأشارت إلى أنه «من المهم أن نعرف ما هذا الكيان الإنتاجي؟ وما الخطوات التنفيذية التي ستتخذها الوزارة لتنفيذ خطتها؟»، مشددة على أنه «من المهم أن يتم إسناده لشخصيات لديها القدرة على اختيار أعمال ترفع الوعي لدى الجمهور».
في حين رأى الناقد رامي المتولي أن «البيان مهم جداً ولو أنه جاء متأخراً»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «كانت هناك مطالبات منذ سنوات طويلة من صناع أفلام ونقاد بأهمية وجود الدولة بوصفها لاعباً في صناعة السينما، بإنتاج أفلام فنية تُسهم في اكتشافات مهمة، في ظل سيطرة الأفلام التجارية، كما تعمل على إعادة تأهيل الاستديوهات وإنشاء كيان إنتاجي، وهما محوران مهمان».
ويُشير متولي إلى «أهمية ترميم كلاسيكيات الأفلام للحفاظ على تاريخنا السينمائي»، مشيداً بفكرة تنظيم عروض لها، مطالباً بـ«ضم الأفلام الوثائقية الموجودة بأرشيف المركز القومي للسينما لعروض الأفلام، والتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات، بما تضمه من أفلام وثائقية تمثل تراثاً مهماً»، وفق تعبيره.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسلسلات «الأوف سيزون»... دراما مصرية تراهن على المواقف الحزينة
مسلسلات «الأوف سيزون»... دراما مصرية تراهن على المواقف الحزينة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

مسلسلات «الأوف سيزون»... دراما مصرية تراهن على المواقف الحزينة

اتّسمت مسلسلات «الأوف سيزون» التي عُرضت مؤخراً بالتركيز على المواقف الحزينة، وهو ما بدا واضحاً في عدد من القصص التي انطلقت منها أعمال مثل «كتالوج»، و«فات الميعاد»، و«حرب الجبالي»، و«220 يوم»، وهو من أحدث المسلسلات التي برزت وتصدّرت قوائم «التريند» خلال الأيام الماضية. وتدور قصة مسلسل «220 يوم» في أجواء مأساوية معتمدة على جرعة الحزن الممتدة في المشاهد بين البطل «أحمد» (كريم فهمي) والبطلة «مريم» (صبا مبارك)، فحين يكتشف البطل إصابته بمرض خطير يهدد حياته، تعلن زوجته حملها في طفلهما الأول، ويفصل بين الحدثين 220 يوماً تنقلب خلالها حياتهما. المسلسل يُشارك في بطولته على الطيب وميرا دياب ومحسن محيي الدين وحنان سليمان، وهو من تأليف محمود زهران وإخراج كريم العدل. في حين يدور مسلسل «كتالوج» حول رجل يفقد زوجته ويتحمل مسؤولية تربية ابنه وابنته، ويفاجَأ بزوجته الراحلة، تاركة له مجموعة فيديوهات لتساعده في طريقة تربية الأولاد، والمسلسل من بطولة محمد فراج وريهام عبد الغفور وسماح أنور وتارا عماد، من تأليف أيمن وتار وإخراج وليد الحلفاوي. «فات الميعاد» دراما اجتماعية تصدّرت الاهتمام في «الأوف سيزون» (الشركة المنتجة) في حين ينطلق مسلسل «فات الميعاد» من موقف مأساوي يتمثل في طلب للطلاق، على أثره تتغير مصائر العديد من الشخصيات خلال تصاعد الأحداث. والمسلسل بطولة أسماء أبو اليزيد وأحمد مجدي وأحمد صفوت ومحمد علي رزق، من تأليف محمد فريد وإسلام أدهم وإخراج سعد هنداوي. ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن «المسلسلات التي عرضت أخيراً مثل (فات الميعاد) أو (كتالوج) أو ما زالت تعرض حالياً مثل (220 يوم) هي بلا شك خارج الموسم الدرامي الرئيسي، ولكن لا ننسى أنها تُقدم دراما اجتماعية مليئة بالحزن والشجن، وتعتمد على ذلك في الوصول للجمهور والتأثير فيه». ويضيف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»: «هذا اللون الدرامي يحبه الجمهور للغاية؛ لأن عناصر الجذب فيها متوفرة لدى كل الناس، ومن الممكن بسهولة أن تجد هذه المواقف والمشاهد في تماس وتشابه وتطابق مع الحياة اليومية». مسلسل «كتالوج» يعتمد على الدراما الاجتماعية (الشركة المنتجة) وتابع: «حتى مسلسل (كتالوج) يشير إلى قضية مهمة، وهي وفاة الأم وكيفية تربية الأبناء وهي أزمة تواجه الأب الذي ربما لا يعرف شيئاً عن هذا الأمر لاستغراقه في عمله، وهو أمر قد تعانيه الكثير من الأسر، هذه المسلسلات فيها حزن وشجن، لكنها مشحونة بالدراما التي تلامس مشاعر كل الناس؛ لذلك نجد أن معظم هذه المسلسلات تصدرت (التريند) وقت عرضها، وحظيت بنسبة مشاهدة ونجاح عاليين». ومن المسلسلات التي عرضت خلال «الأوف سيزون» أيضاً «حرب الجبالي»، ويدور في إطار اجتماعي حول عائلتين بحي الجمالية الشعبي، تتصارعان في محاولة لكل منها فرض سيطرتها على الحي، والمسلسل من بطولة أحمد رزق وسوسن بدر ورياض الخولي وصلاح عبد الله، من تأليف سماح الحريري وإخراج محمد أسامة.

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: تحررت من القيود في ألبوم «أُفق»
هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: تحررت من القيود في ألبوم «أُفق»

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: تحررت من القيود في ألبوم «أُفق»

قال المؤلف الموسيقي المصري، هشام خرما، إن فكرة ألبومه الجديد «أُفق» وُلدت من شعوره الداخلي بضرورة التحرر من القيود الفنية، سواء كانت تلك القيود نابعة من داخله، أو فرضتها عليه الأعراف الموسيقية السائدة. وأضاف أنه كان يشعر خلال مراحل سابقة من مشواره الفني بأنه يسير بمحاذاة الحائط، متجنباً التجريب المفرط، لكنه قرر هذه المرة أن يكسر كل القوالب، ويخوض مغامرة حقيقية مع الأصوات والإيقاعات والثقافات المختلفة، حتى لو لم يكن على دراية كاملة بالنتيجة النهائية. خرما يتمرد على الأنماط التقليدية (حسابه على {فيسبوك}) وأشار خرما في حواره مع «الشرق الأوسط» إلى أنه أراد أن يكون الألبوم مزيجاً بين المألوف و«اللامتوقع»، فبدأ في تجميع أفكار موسيقية جديدة ومختلفة عما قدمه في السابق، محاولاً الوصول إلى أفق جديد من التفكير والتأليف، وأوضح أن «اختيار اسم (أُفق) جاء من رغبتي في التعبير عن هذه الحالة من التمدد والانفتاح، حيث يعكس الاسم حالة كسر الحواجز، سواء الذهنية أو الإبداعية، والانطلاق إلى فضاء أوسع من الأصوات والأنماط الموسيقية». وعن توقيت بداية العمل على الألبوم، كشف خرما أن «أول لحن وُلد قبل نحو أربع سنوات، لكنني بدأت العمل جدياً على المشروع منذ ثلاث سنوات تقريباً»، مشيراً إلى أن عملية الإنتاج شهدت الكثير من التجريب والتبديل، حيث تعاون مع مطربين من دول مختلفة، وجرب مع آخرين لم تكتمل معهم التجربة، كما أخضع كل تفصيلة في الألبوم لعمليات مراجعة وتطوير مستمرة امتدت لسنوات. ويضم ألبوم «أُفق» عشر مقطوعات تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية بأسلوب روحي وحداثي، منها مقطوعات أوركسترالية مثل «Awakening» و«أُفق»، وأغانٍ صوفية وعالمية مثل «أيها القلب» مع أميمة جعواني و«Le Silence» مع إيليم، إضافة إلى مقاطع مصورة. الموسيقار المصري هشام خرما ({الشرق الأوسط}) واعتبر المؤلف الموسيقي الألبومات السابقة له مراحل لاكتشاف صوته الخاص، موضحاً: «لكنني كنت لا أزال ملتزماً ببنية موسيقية تقليدية نوعاً ما، أما في (أُفق) فقد سمحت لنفسي بمساحة أكبر من التجريب، حتى في هيكلة المقطوعات، وهذا التحرر انعكس على تعليقات الجمهور، الذي وصف بعض (التراكات) بأنها مليئة بالمفاجآت، إذ لم يكن الجمهور قادراً على التنبؤ بمسار المقطوعة»، وهو ما اعتبره خرما نابعاً من انفتاحه على أفكار غير تقليدية، وميله أيضاً نحو «التحرر من القواعد الصارمة في التوزيع والتأليف»، على حد تعبيره. وأكد خرما أن «روح الألبوم مستوحاة من فكرة الرحلة، سواء كانت رحلة داخلية أو خارجية»، مشيراً إلى أنه حاول أن ينقل للمستمعين هذه الرحلة من خلال الأصوات المختارة، والتعاون مع مطربين وموسيقيين من ثقافات مختلفة. أراد خرما أن يكون الألبوم مزيجاً بين المألوف واللامتوقع ({الشرق الأوسط}) وتطرق إلى استعانته بمغنية مغربية وأخرى سويدية ومغنية لبنانية تؤدي بالفرنسية، إلى جانب إدخال آلات أفريقية وهندية وآسيوية وأوركسترالية، لخلق فسيفساء موسيقية ذات طابع عالمي لكن بروح شخصية، موضحاً أن «الروح هي الخيط الرابط بين هذه التجارب المتعددة». وقال إن «الفنان الجيد يضع روحه في الموسيقى، وقد ركزت في هذا الألبوم على إنتاج جمل لحنية قوية تعلق بذهن المستمع، وتعود إليه بأشكال متعددة طوال (التراك) الواحد، بشكل يحافظ على التماسك، لكنه لا يلغي عنصر الدهشة». وتحدث خرما عن تأثير تجربته في تأليف الموسيقى للأعمال الدرامية والسينمائية، موضحاً أن مشاركته في أعمال مثل «سوتس بالعربي» ساعدته على اكتساب مرونة في التعامل مع أنماط موسيقية جديدة مثل «الفانك والجاز والبلوز»؛ ما «أثرى قاموسه الموسيقي وفتح له آفاقاً جديدة للتأليف»، وفق قوله. غلاف الألبوم ({الشرق الأوسط}) وعن اختياراته للآلات الموسيقية، أوضح أنه يحب المزج بين الآلات الشرقية والآلات النادرة من آسيا وأفريقيا، وأنه كان يحدد الآلات التي يستخدمها بحسب طبيعة كل مقطوعة، لافتاً إلى استخدمه الإيقاعات الإلكترونية و«المقسوم» بصيغة محدثة، تتناسب مع الحالة العامة للألبوم، وحرصه على أن تظل الآلات جزءاً من شخصية كل «تراك»، لا مجرد زينة صوتية. أما عن مقطوعة «Move On»، فأكد خرما أنه قدمها للمرة الأولى في حفل افتتاح مهرجان «القاهرة للدراما»، ولقيت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، مشيراً إلى أنه فضّل أن يتم إطلاقها رسمياً ضمن الألبوم بعد فترة طويلة من اختبارها في الحفلات. وأوضح أنه وزعها لاحقاً بشكل أكثر نضجاً وثراءً، لتتماشى مع بنية الألبوم وتطوره، لافتاً إلى أن الألبوم بأكمله قام على فكرة «الأوركسترا الهجينة»، التي تدمج بين الأوركسترا التقليدية والصوت الإلكتروني الحديث. وأوضح أن هذه الفكرة منحته فرصة لصناعة صوت جديد، يتلاءم مع طبيعة الموسيقى التي يقدمها، خصوصاً أن التكنولوجيا الحديثة فتحت له أبواباً غير محدودة من التجريب في الأصوات، عبر أدوات الذكاء الاصطناعي والمكتبات الصوتية العالمية. وأكد أن التكنولوجيا كانت عاملاً محورياً في إنتاج هذا الألبوم، ليس فقط من حيث تنوع الأصوات، بل أيضاً في سهولة التعاون مع موسيقيين ومطربين من أنحاء العالم، واكتشاف أنماط وأفكار جديدة تسكن في خياله، ويبحث عن أدواتها في الواقع. وتحدث خرما عن التنوع اللغوي في الأغاني، مؤكداً أنه كان يرغب منذ فترة طويلة في خوض تجربة الغناء بالفرنسية، إلى جانب حبه العميق للأصوات المغربية، واللغة الفصحى في الأغاني الصوفية، وهو ما تحقق في تعاونه مع أميمة جعواني. وقال إنه جرب الأغنية الصوفية مع عدد من المطربين لكن لم يصل إلى الإحساس المنشود، حتى تعاون مع أميمة جعواني التي اعتبر خرما صوتها ملائماً لرؤية المقطوعة. وعن موقفه من الأغاني مقارنة بالمقطوعات، قال إنه يعرف تماماً أن الأغنية تصل أسرع إلى الجمهور، لكن علاقته بالموسيقى الآلية عميقة؛ لأنها تتيح له التعبير عن إحساسه بشكل مباشر، من دون كلمات. «الفنان الجيد يضع روحه في الموسيقى» هشام خرما وقال: «في الحفلات أحرص على أن تكون الغلبة للمقطوعات، حتى وإن شارك بعض المطربين معي في الغناء؛ لأنني أعتبر المقطوعة هي قلب مشروعي الفني». وأكد أنه لا يشعر بأي قلق من صدور الألبوم وسط زخم من الإصدارات الأخرى، بل يعتبر ذلك أمراً صحياً ومفيداً للجميع، لأنه يساعد الفنانين على الاستماع لبعضهم البعض، وتطوير أنفسهم عبر المنافسة الإيجابية. وعن إمكانية تقديم الألبوم لايف، أشار إلى أنه يخطط بالفعل لتقديم مقطوعات من الألبوم في حفلاته المقبلة، مضيفاً: «عملت على توزيع المؤثرات الصوتية بحيث تقدم للجمهور تجربة غامرة وكأنه داخل (التراك)، كما يحدث في قاعات السينما». وقال إن «هذه الفكرة سيبدأ تنفيذها في حفل مرتقب خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حيث سيكون بمثابة تدشين فعلي للألبوم على المسرح». وعن تصوير «التراكات» التي يؤلفها، أوضح خرما أنه صور بالفعل مقطوعتين، وهناك نية لتصوير مقطوعات أخرى لاحقاً، مؤكداً أن جمال الموسيقى يكمن في أنها ليست مقيدة بزمن معين، ويمكن إحياء مقطوعة بعد سنوات من صدورها، كما حدث مع مقطوعة «وادي الملوك»، التي أُعيد تقديمها بعد عامين في حفل عند الأهرامات. وأشار إلى أن هناك مشاريع جديدة قيد الإعداد، ستتضمن تعاونات غير تقليدية، ومزجاً بين الموسيقى والفنون البصرية وربما التكنولوجيا، مشيراً إلى أن العودة إلى الموسيقى التصويرية للأفلام والمشاريع الدرامية واردة جداً.

أبو حامد الغزالي ضيفاً على «بيت السناري» في القاهرة التاريخية
أبو حامد الغزالي ضيفاً على «بيت السناري» في القاهرة التاريخية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

أبو حامد الغزالي ضيفاً على «بيت السناري» في القاهرة التاريخية

قبل نحو أربعة أعوام، أطلقت الكاتبة المصرية وأستاذة علم اللغويات، ريم بسيوني، سلسلة ندوات شهرية مجانية حول الفكر الصوفي وأسرار اللغة استضافها المركز الثقافي «بيت السناري» بالقاهرة التاريخية، وشهد مساء يوم الخميس، تتويج تلك المحاضرات والنقاشات المُطوّلة بإطلاق كتاب «برفقة أبي حامد الغزالي - إصلاح القلب». ويُعدّ الكتاب الإصدار الثاني للكاتبة ضمن سلسلة «رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة» من إصدار دار «المعارف المصرية» بعد كتابها «البحث عن السعادة» الذي تطرّق إلى رحلة تاريخية وفكرية عبر الصوفية منذ العصر الأموي وحتى العصر المملوكي. في لقائها مع جمهور «بيت السناري»، مساء الخميس، قالت ريم إن «ما تعلمته من أبي حامد الغزالي يفوق ما تعلمته على مدار رحلتها العلمية بجامعة أكسفورد، والولايات المتحدة». وتضيف أن «مسألة التعليم والتعلّم كانت محوراً رئيسياً في فكر الغزالي، بما في ذلك التدرّج بالتعلم، وفتح أفق أوسع من التلقين وفرض الرأي هو من الأفكار التي حملها مشروعه الفكري، وهي مسألة لها أهميتها المعاصرة والراهنة بشكل كبير». من حفل إطلاق الكتاب (الشرق الأوسط) ويُعد الإمام أبو حامد الغزالي، أحد أبرز علماء وفلاسفة المسلمين في القرن الخامس الهجري، واشتهر بنزعته الصوفية، كما اشتهر بمعاركه الفكرية خصوصاً مع الفلاسفة، ومن كتبه الشهيرة «إحياء علوم الدين»، و«المنقذ من الضلال»، و«فضائح الباطنية»، و«تهافت الفلاسفة». وحول كتابها الأحدث «برفقة أبي حامد الغزالي - إصلاح القلب»، قالت ريم بسيوني: «استمر العمل على هذا الكتاب سنوات، وخلال المحاضرات التي استضافها (بيت السناري) لأعوام، كنت أقوم فيها بعرض أجزاء من هذا الكتاب خلال العمل به، وكانت نقاشات الحضور تفتح أمامي مسارات جديدة للتأمل». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «حرصت في الكتاب على تضمين مقولات لأبي حامد الغزالي بلغته حتى لو كانت صعبة، بوصفه جزءاً من أمانة البحث، واعتمدت على تبسيطها في الكتاب للقارئ». وكانت ريم بسيوني قد أصدرت العام الماضي روايتها «الغواص: أبو حامد الغزالي» من وحي توغلها في دراسة عالم الإمام الراحل، وهو ما تشير إليه في كتابها الجديد، وتقول: «كان هدفي الكتابة عن الغزالي بطريقة علمية، ولكن برفقة الغزالي وجدتني أغوص معه في العلوم وفي النفس والقلب». وتسجّل ريم في كتابها الأحدث حالة «الخوف» من مقاربة شخصية بحجم الغزالي في عمل روائي، وتقول: «وأنا أكتب روايتي كان الخوف الأكبر هو القرب من شخصية بهذا الصدق والإخلاص». جانب من الحضور في «بيت السناري» (الشرق الأوسط) وفي كلمته خلال حفل إطلاق الكتاب قال مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد، إن الكتاب ينتمي إلى فكرة «البحث عن الإنسان»، فيما أشار الكاتب المصري إيهاب الملاح، المشرف العام على إدارة النشر والمحتوى بمؤسسة دار المعارف المصرية، إلى أن «العودة إلى منابع الصوفية في الثقافة الإسلامية يُخفف حدة تلك القسوة التي صار عليها عالمنا الغارق في الجفاف والخشونة». ويتنقل الكتاب بين موضوعات مختلفة مستقاة من فكر الإمام الغزالي بداية من تعريف القلب، والصبر، والتوحيد والتوكل، والحب والرضا، ومعنى الحقيقة، وفصل الإلهام، والفلسفة. وترى ريم أن «جانباً كبيراً ممن ينتقدون الغزالي ويصفونه بأنه كان ضد الفلسفة والعقل بسبب كتابه (تهافت الفلاسفة) لم يقرأوا مشروعه كاملاً، أو قرأوه بعيداً عن سياقه، فقد تعرّض الغزالي في حياته للتكفير وإحراق كتبه في عصره، لذلك فإن قراءة مشروعه اليوم مهم، ويشجعنا على معرفة أنفسنا أكثر».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store