logo
«القراءة المجتمعية».. شغف المعرفة والإبداع

«القراءة المجتمعية».. شغف المعرفة والإبداع

الاتحاد١٢-٠٧-٢٠٢٥
سعد عبد الراضي
في إطار إعلان 2025 «عام المجتمع»، وضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتحويل القراءة إلى نمط حياة يومي، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية مبادرة «القراءة المجتمعية»، لتكون خطوة محورية في مشروع الإمارات الثقافي الشامل. المبادرة لم تقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية، بل تشمل كل شرائح المجتمع، وفي مقدمتهم أصحاب الهمم، الذين أثبتوا من خلال مشاركتهم الفاعلة أن القراءة ليست فعلاً معرفياً فقط، بل بوابة للتمكين والاندماج والإبداع.
وجاءت القراءة المجتمعية كمبادرة نوعية، بهدف تحويل القراءة إلى ممارسة يومية في المنازل، والمدارس، والمجالس، والمراكز، بل وحتى أماكن العمل.
وتتضمن المبادرة خمس محطات رئيسية: مكتبة في كل بيت: توزيع حقائب معرفية تشمل كتباً متنوعة باللغتين العربية والإنجليزية على أكثر من 20 ألف أسرة في أبوظبي والمناطق المحيطة. ومجالس القراءة: لقاءات ثقافية صيفية تُعقد في المجالس الإماراتية، تجمع القرّاء لمناقشة كتاب شهري بإشراف مختصين. واقرأ مع نجم: جلسات قراءة مباشرة للأطفال يقدّمها فنانون ومبدعون إماراتيون وعرب في المدارس والمستشفيات. والمكتبة المتجولة: حافلة ثقافية مجهزة بأحدث الإصدارات، تجوب المدن والقرى لتقديم تجربة معرفية ترفيهية. وتحدي القراءة الأسرية: فعالية تفاعلية تجمع الأسرة الواحدة في تجربة قراءة جماعية، تعزز الحوار الثقافي وتُكرّم التميز.
تكريس ثقافة القراءة
بداية يقول سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «إن الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة انطلقت تحت شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات عام 2025 ليكون عام المجتمع، في ضوء استراتيجية المركز الهادفة لدعم حضور اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع».
وأوضح أن المبادرة لا تقتصر على نشر الكتب، بل تتضمن رؤية متكاملة تشمل الوصول العادل إلى مصادر المعرفة. وأضاف: «صُمّمت الحملة لتخدم كافة قطاعات المجتمع وفئاته، على اختلاف تصنيفاتهم العمرية والثقافية والاجتماعية، وتمكين جميع أفراد المجتمع من الوصول إلى مصادر المعرفة، وتعزيز عادة القراءة ضمن نسيج الثقافة اليومية».
وأكد الطنيجي أن أصحاب الهمم يمثلون ركيزة أساسية في برامج المبادرة، مشيراً إلى أن المركز عمل على تيسير الإجراءات، وتوفير محتوى رقمي ونوعي يناسب احتياجاتهم، قائلاً: «لقد وضعت الحملة نصب أعينها، ككل مبادرات المركز، أن يكون لأصحاب الهمم نصيبهم من المشاركة الفاعلة، من خلال أنشطة نوعية تُبرز إبداعاتهم، وتنمي قدراتهم، وتوفّر لهم فرصاً مستدامة للتعلم والمشاركة الثقافية».
وأوضح أن البرامج المخصّصة لهم تتضمن ورشاً معرفية وثقافية، ومسابقات تعزز الثقة بالنفس، إضافة إلى مكتبة رقمية تضم أكثر من 400 كتاب صوتي في الأدب والتاريخ والعلوم، مصممة بأساليب تفاعلية وإبداعية.
طريق التميز
يرى عمار يوسف المرزوقي أن القراءة هي الطريق إلى الكتابة والتميز، ويقول: «القراءة مفتاح لجميع أبواب العلوم والمعارف، وهي الركيزة الأولى للكتابة. كل كاتب لا شك أنه كان قارئاً في البداية، وكل قارئ هو قائد الغد».
عمار وقّع روايته «كرة من صوف وكرة من جلد» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كما شارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، موضحاً: «أحب أن ألهم أصدقائي الأطفال واليافعين لتنمية موهبتهم في القراءة والكتابة، وأتمنى أن أكون قدوة لهم في تحقيق الإنجازات الأدبية».
100 كتاب
من أبرز النماذج الملهمة المشاركة في المبادرة، مريم يوسف المرزوقي، التي قالت: «أحب اللغة العربية وأحب أن أكون سفيرة لها، فهي هوايتي المفضلة؛ ولذلك أحب أن أشارك في كل الفعاليات المتعلقة بها، خاصة القراءة».
وأوضحت مريم أنها شاركت في مسابقة «أصدقاء اللغة العربية» وفازت بها، كما تألقت في «تحدي القراءة العربي» بقراءة أكثر من 100 كتاب، مضيفة: «فخورة بوصولي إلى التصفيات النهائية على مستوى الدولة، وبتقديمي ورشاً قرائية للأطفال بالتعاون مع عدة جهات ثقافية».
أما سلمى عزت، الموهوبة في مجال الفنون البصرية، فتجاوزت إبداعها في ركن الفنون بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب لتشارك في دعم الإصدارات الجديدة لأقرانها من أصحاب الهمم. وقد ساعدت في الترويج لكتب اليافعين واليافعات من أصحاب المشاريع الأدبية، مؤكدة أن الفن والكتاب يكملان بعضهما بعضاً، وأن الدمج الثقافي لا يكون كاملاً دون حضور الجميع.
من جانبها، تؤكد شما يوسف المرزوقي، أن مشاركتها تأتي من شعور بالمسؤولية تجاه لغتنا العربية، قائلة: «لغتنا العربية فخرنا وعزتنا، ونحن جميعاً سفراء لها. أشارك بفخر في الفعاليات التي تعزز حضورها في المجتمع».
شما قدّمت ورشة «الحكواتي» للأطفال في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ضمن جناح نادي دبي لأصحاب الهمم، كما تمت استضافتها في قناة ماجد وسما دبي وتلفزيون الشارقة لتقديم فقرات قرائية للأطفال. تقول: «سعدت باختياري صوتاً للقصص الرقمية المذاعة في جناح صحيفة البيان، كما فزت في مسابقات قرائية وإبداعية عدة، ووقعت كتبي القصصية في معارض الشارقة الدولية، وأتمنى أن أكون سفيرة للأطفال لتعزيز حب اللغة والقراءة».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أطفال الشارقة تطلق "ليث وهيلة" في أولى جولات أدب الوعي
أطفال الشارقة تطلق "ليث وهيلة" في أولى جولات أدب الوعي

الشارقة 24

timeمنذ يوم واحد

  • الشارقة 24

أطفال الشارقة تطلق "ليث وهيلة" في أولى جولات أدب الوعي

الشارقة 24: ضمن مشروع "أدب الوعي" الهادف إلى إنتاج محتوى أدبي عربي موجه للأطفال من عمر 9 إلى 12 عاماً، أطلقت مؤسسة أطفال الشارقة، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين؛ في مركز الطفل بالقرائن، أولى الجولات الترويجية لأول إصدارات المشروع المتمثل بكتاب قصصي تحت عنوان "ليث وهيلة"، من تأليف الكاتبتين حصة المهيري ومها الخلاوي، حيث تم الإطلاق في فعالية استهدفت منتسبي أطفال الشارقة، وقدمت لهم جلسات وورش إبداعية مستوحاة من أحداث القصة وشخصياتها لتعزيز الخيال والمهارات الحياتية كالتفكير النقدي لدى الأطفال. وتنوعت فقرات الفعالية بين مجموعة من الورش المتنوعة والأحاديث التفاعلية، التي صُمِّمت لتعكس أحداث القصة وقيمها التربوية بأسلوب حسي وتطبيقي، أبرزها ورشة "فك الشفرة"؛ و"الوحش الهلامي" كما شارك الأطفال في ورشة رسم مع الكاتبة والرسامة حصة المهيري لتصميم ملصقات مستوحاة من عالم "ليث وهيلة"، وقدّم منتسبي مركز الطفل بالقرائن عرضاً مسرحياً يجسد القصة، حيث نال العرض إعجاب الحضور وتفاعلهم مع أحداثه؛ واختُتِمت الفعالية بجلسة قرائية تفاعلية لكاتبات القصة، تلتها أسئلة بين الحضور والكاتبة. ومن خلال هذه التجربة التفاعلية، تمكن الأطفال من التعمق في بعض مشاهد وعناصر القصة، ما عزز فهمهم لمضامينها وأثار فضولهم لاستكشاف تفاصيلها بشكل أوسع عند قراءتها، وقد ساهم تنوّع الأنشطة في تحويل القراءة إلى تجربة حسية وتربوية ممتعة، تعكس أهداف المشروع في ربط الطفل بالمحتوى الأدبي بطريقة مبتكرة وفعّالة. وفي هذا الصدد، أكدت سعادة نورة بنت أحمد النومان، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أن مشروع أدب الوعي يأتي ترجمة لتوجيهات سامية من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، ورئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، في تعزيز قدرات النشء عبر مبادرات أدبية وثقافية تفاعلية تنمّي مهاراتهم الحياتية والفكرية. وأضافت سعادتها: "يهدف مشروع 'أدب الوعي' إلى إنتاج إصدارات أدبية سنوية، ويقدم في نسخته لهذا العام، كتاب 'ليث وهيلة'، والذي تم إطلاقه ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، ويركّز الكتاب على أهمية تنمية مهارات الوعي الذاتي، واتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية، من خلال قصة تفاعلية قريبة من واقع الطفل، وشخصيات تداعب خياله؛ حيث يعد هذا المشروع خطوة استراتيجية في طرح محتوى معرفي وتربوي باللغة العربية، يُسهم في بناء جيل متمكن من أدوات التعبير والتفكير، ويعزز ارتباطه بهويته الوطنية وقيم مجتمعه". ومن جانب آخر، صرحت سعادة حنان المحمود، نائب رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وعضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، قائلةً: "تُجسّد فعالية 'ليث وهيلة' التوجه الراسخ لمؤسسة ربع قرن نحو الاستثمار في الإنسان في عمر مبكر، وتحويل الأدب إلى تجربة تعليمية تفاعلية تنمي الخيال والمهارات معاً". وأضافت سعادتها قائلة: "إن إطلاق الإصدار الأول لهذا المشروع يمثّل الخطوة الأساسية نحو صناعة جيل يُقدّر الكلمة، وينفتح على الحياة من زوايا متعددة؛ وجاءت هذه القصة كمدخل ذكي للتعلّم غير المباشر، إذ قدمت مضامين تربوية في قالب من التفاعل والمغامرة والمرح، مما يعزز فاعلية الأنشطة التعليمية ويترك أثراً مستداماً في ذاكرة الطفل". كما أكدت سعادتها أن مهارات الحياة يمكن تعلمها ليس فقط من خلال التجربة، بل أيضاً من خلال الاستدلالات والتعلّم من الشخصيات الخيالية والمواقف التي يمرون بها بناءً على مهاراتهم، مشيرة إلى أن الهدف هو أن يفهم القارئ أهمية هذه المهارات في سرد ممتع وحافل بالمغامرة.

"أطفال الشارقة" تقدم أكثر من 110 برامج خلال النصف الأول من 2025
"أطفال الشارقة" تقدم أكثر من 110 برامج خلال النصف الأول من 2025

الشارقة 24

time٣١-٠٧-٢٠٢٥

  • الشارقة 24

"أطفال الشارقة" تقدم أكثر من 110 برامج خلال النصف الأول من 2025

الشارقة 24: في إنجاز نوعي يُجسّد رؤيتها في بناء جيل مبدع ومتمكن، نفّذت "أطفال الشارقة" – التابعة لمؤسسة "ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين" – أكثر من 110 برامج وفعاليات متخصصة خلال النصف الأول من عام 2025، استهدفت أكثر من 8300 طفل وطفلة ضمن الفئة العمرية من 6 إلى 12 عاماً . حيث تنوعت البرامج لتشمل نحو 100 برنامج تخصصي شارك فيه 3800 منتسب، ركزت على تمكين الأطفال في مجالاتهم المفضلة، وتحفيز قدراتهم الإبداعية والقيادية. تمكين رياضي وفني وعلمي شامل ففي المسار الرياضي، خاض الأطفال تجارب متميزة، أبرزها التسلق للمرة الأولى، إلى جانب ورش رياضية متقدمة ومنافسات في كرة القدم، الجودو، التايكوندو، وألعاب القوى؛ والسباحة؛ و إشراكهم في الحاضنات الرياضية والمسبح الاحترافي، والتي ركزت على تطوير المهارات الحركية وتعزيز اللياقة البدنية لديهم؛ أما في الفنون، فقد شهدت الورش الفنية إقبالاً كبيراً من قبل الأطفال، ومن أبرزها: ورش "الفنون التشكيلية" تحت إشراف الفنانة نجاة مكي التي هدفت إلى ربط أحلام الأطفال برؤاهم المستقبلية؛ ورش "فن الذكاء الاصطناعي" التي دمجت بين التكنولوجيا والتراث بأسلوب بصري مبتكر؛ كما شملت الورش الأخرى تجارب مثرية مثل "رحلة النخيل"، و"فن الإيبرو"، و"الفن ثلاثي الأبعاد". وفي مسار الآداب واللغات، قُدّمت سلسلة من الورش التعليمية، من أبرزها ورشة 'عالم الفانتازيا' التي وفرت بيئة محفزة للكتابة الإبداعية والتعلم التفاعلي، وورش "رحلة مع القرآن" بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية، حيث تعلّم الأطفال تلاوة الآيات وتجويدها وفهم معانيها. أما في مجال العلوم والتكنولوجيا، فقد طُرحت برامج متخصصة تعزز التفكير التحليلي والمهارات التقنية مثل "برنامج الكومون" و"مبرمج الإمارات"؛ كما اكتسب الأطفال مهارات شخصية ومهنية ضمن برامج مسار المهارات الحياتية من خلال ورش مهارية متنوعة، مثل الورش المقدمة لأعضاء "شورى أطفال الشارقة" الذي ركز على تنمية مهاراتهم في التعبير والحوار ومناقشة الأفكار والقضايا الهامة في المجتمع، بالإضافة إلى برامج أخرى مثل الخياطة والنجارة وإعادة التدوير، إلى جانب تقديم أنشطة في المسرح وفنون الأداء والموسيقى، فضلاً عن البرامج الموسمية والمعسكرات والمشاريع المشتركة مع مؤسسات ربع قرن. فعاليات نوعية ومشاركات متميزة وخلال النصف الأول، نظّمت المؤسسة 14 فعالية ومبادرة نوعية، شارك فيها أكثر من 4500 طفل، من بينها: "مهرجان الرياضة والفنون"، و"عربة المرح"، و"يوم الطفل الإماراتي"، والمشاركة في "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، بالإضافة إلى لقاءات مجتمعية ومبادرات تربوية. أما على صعيد المشاركات التنافسية، فقد شارك نحو 500 طفل في 20 جائزة ومسابقة محلية ودولية، حصدوا خلالها 30 جائزة وميدالية، من أبرزها: البطولة العربية للجودو في الأردن، البطولة العربية للأندية، كأس الإمارات للجودو، بطولة الإمارات للتايكواندو، جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة، ومسابقة الرسم البيئي وغيرها من المسابقات والجوائز المحلية والدولية. نورة الشامسي: نؤمن بأن الطفل اليوم هو صانع التغيير في الغد وفي هذا السياق، أكدت نورة الشامسي، نائب مدير "أطفال الشارقة"، أن ما تحقق من إنجازات خلال النصف الأول من العام يعكس التزام المؤسسة برؤيتها في تمكين الأطفال وتنمية مواهبهم المتنوعة؛ وقالت : "نحن في أطفال الشارقة نؤمن بأن الطفل هو نواة التغيير وصانع المستقبل، لذا نحرص على تصميم برامج نوعية وتجارب تعليمية وتفاعلية متنوعة تراعي احتياجاتهم وتواكب تطلعاتهم، وتُعزز مهاراتهم وتمنحهم المساحة للتعبير، والتجربة، والاكتشاف". ومن الإنجازات التي حققوها على الصعيدين المحلي والدولي، هو دليل على أن استثمارنا في الطفولة سيثمر قيادات ومواهب واعدة وجيلاً واثقاً، واعياً، ومبدعاً". وأضافت الشامسي أن المؤسسة ستواصل في النصف الثاني من العام تقديم تجارب مبتكرة ومبادرات مجتمعية ومشاركات وطنية ودولية تواكب طموحات الأطفال وتفتح لهم آفاقًا جديدة من التعلم والنمو.

«القراءة المجتمعية».. شغف المعرفة والإبداع
«القراءة المجتمعية».. شغف المعرفة والإبداع

الاتحاد

time١٢-٠٧-٢٠٢٥

  • الاتحاد

«القراءة المجتمعية».. شغف المعرفة والإبداع

سعد عبد الراضي في إطار إعلان 2025 «عام المجتمع»، وضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتحويل القراءة إلى نمط حياة يومي، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية مبادرة «القراءة المجتمعية»، لتكون خطوة محورية في مشروع الإمارات الثقافي الشامل. المبادرة لم تقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية، بل تشمل كل شرائح المجتمع، وفي مقدمتهم أصحاب الهمم، الذين أثبتوا من خلال مشاركتهم الفاعلة أن القراءة ليست فعلاً معرفياً فقط، بل بوابة للتمكين والاندماج والإبداع. وجاءت القراءة المجتمعية كمبادرة نوعية، بهدف تحويل القراءة إلى ممارسة يومية في المنازل، والمدارس، والمجالس، والمراكز، بل وحتى أماكن العمل. وتتضمن المبادرة خمس محطات رئيسية: مكتبة في كل بيت: توزيع حقائب معرفية تشمل كتباً متنوعة باللغتين العربية والإنجليزية على أكثر من 20 ألف أسرة في أبوظبي والمناطق المحيطة. ومجالس القراءة: لقاءات ثقافية صيفية تُعقد في المجالس الإماراتية، تجمع القرّاء لمناقشة كتاب شهري بإشراف مختصين. واقرأ مع نجم: جلسات قراءة مباشرة للأطفال يقدّمها فنانون ومبدعون إماراتيون وعرب في المدارس والمستشفيات. والمكتبة المتجولة: حافلة ثقافية مجهزة بأحدث الإصدارات، تجوب المدن والقرى لتقديم تجربة معرفية ترفيهية. وتحدي القراءة الأسرية: فعالية تفاعلية تجمع الأسرة الواحدة في تجربة قراءة جماعية، تعزز الحوار الثقافي وتُكرّم التميز. تكريس ثقافة القراءة بداية يقول سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «إن الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة انطلقت تحت شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات عام 2025 ليكون عام المجتمع، في ضوء استراتيجية المركز الهادفة لدعم حضور اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع». وأوضح أن المبادرة لا تقتصر على نشر الكتب، بل تتضمن رؤية متكاملة تشمل الوصول العادل إلى مصادر المعرفة. وأضاف: «صُمّمت الحملة لتخدم كافة قطاعات المجتمع وفئاته، على اختلاف تصنيفاتهم العمرية والثقافية والاجتماعية، وتمكين جميع أفراد المجتمع من الوصول إلى مصادر المعرفة، وتعزيز عادة القراءة ضمن نسيج الثقافة اليومية». وأكد الطنيجي أن أصحاب الهمم يمثلون ركيزة أساسية في برامج المبادرة، مشيراً إلى أن المركز عمل على تيسير الإجراءات، وتوفير محتوى رقمي ونوعي يناسب احتياجاتهم، قائلاً: «لقد وضعت الحملة نصب أعينها، ككل مبادرات المركز، أن يكون لأصحاب الهمم نصيبهم من المشاركة الفاعلة، من خلال أنشطة نوعية تُبرز إبداعاتهم، وتنمي قدراتهم، وتوفّر لهم فرصاً مستدامة للتعلم والمشاركة الثقافية». وأوضح أن البرامج المخصّصة لهم تتضمن ورشاً معرفية وثقافية، ومسابقات تعزز الثقة بالنفس، إضافة إلى مكتبة رقمية تضم أكثر من 400 كتاب صوتي في الأدب والتاريخ والعلوم، مصممة بأساليب تفاعلية وإبداعية. طريق التميز يرى عمار يوسف المرزوقي أن القراءة هي الطريق إلى الكتابة والتميز، ويقول: «القراءة مفتاح لجميع أبواب العلوم والمعارف، وهي الركيزة الأولى للكتابة. كل كاتب لا شك أنه كان قارئاً في البداية، وكل قارئ هو قائد الغد». عمار وقّع روايته «كرة من صوف وكرة من جلد» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كما شارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، موضحاً: «أحب أن ألهم أصدقائي الأطفال واليافعين لتنمية موهبتهم في القراءة والكتابة، وأتمنى أن أكون قدوة لهم في تحقيق الإنجازات الأدبية». 100 كتاب من أبرز النماذج الملهمة المشاركة في المبادرة، مريم يوسف المرزوقي، التي قالت: «أحب اللغة العربية وأحب أن أكون سفيرة لها، فهي هوايتي المفضلة؛ ولذلك أحب أن أشارك في كل الفعاليات المتعلقة بها، خاصة القراءة». وأوضحت مريم أنها شاركت في مسابقة «أصدقاء اللغة العربية» وفازت بها، كما تألقت في «تحدي القراءة العربي» بقراءة أكثر من 100 كتاب، مضيفة: «فخورة بوصولي إلى التصفيات النهائية على مستوى الدولة، وبتقديمي ورشاً قرائية للأطفال بالتعاون مع عدة جهات ثقافية». أما سلمى عزت، الموهوبة في مجال الفنون البصرية، فتجاوزت إبداعها في ركن الفنون بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب لتشارك في دعم الإصدارات الجديدة لأقرانها من أصحاب الهمم. وقد ساعدت في الترويج لكتب اليافعين واليافعات من أصحاب المشاريع الأدبية، مؤكدة أن الفن والكتاب يكملان بعضهما بعضاً، وأن الدمج الثقافي لا يكون كاملاً دون حضور الجميع. من جانبها، تؤكد شما يوسف المرزوقي، أن مشاركتها تأتي من شعور بالمسؤولية تجاه لغتنا العربية، قائلة: «لغتنا العربية فخرنا وعزتنا، ونحن جميعاً سفراء لها. أشارك بفخر في الفعاليات التي تعزز حضورها في المجتمع». شما قدّمت ورشة «الحكواتي» للأطفال في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ضمن جناح نادي دبي لأصحاب الهمم، كما تمت استضافتها في قناة ماجد وسما دبي وتلفزيون الشارقة لتقديم فقرات قرائية للأطفال. تقول: «سعدت باختياري صوتاً للقصص الرقمية المذاعة في جناح صحيفة البيان، كما فزت في مسابقات قرائية وإبداعية عدة، ووقعت كتبي القصصية في معارض الشارقة الدولية، وأتمنى أن أكون سفيرة للأطفال لتعزيز حب اللغة والقراءة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store