
من عمق الجراح وركام القصف إلى ميادين العزة .. اليمنيون يجددّون العهد لفلسطين
صنعاء - سبأ: جميل القشم:
من عمق الجراح، ومن بين ركام القصف الأمريكي، خرج الشعب اليمني بمسيرات مليونية تستنهض الضمير العالمي، تجاه فلسطين وغزة التي تذبح من الوريد إلى الوريد، ليقول للعالم إن صوته لا يُخرس، وإرادته لا تُكسر، وبوصلته نحو فلسطين لا تنحرف.
سيول بشرية، لشعب لم يسمح لجراحه أن تكم فمه أو تقعد قدميه، إنما حول الألم إلى وقود، والجراح إلى رايات، والتحديات إلى ساحات ينطلق منها الصوت الصادق نحو غزة المحاصرة، ليقول لأبنائها ": نحن معكم، لن نترككم، ولن نساوم على دمكم".
الحشود التي غصّت بها الميادين، كانت أعجوبة في زمن الخذلان، ولوحة بشرية من الوفاء، وتجسيد حي لمعادلة لا يفهمها الخانعون بأن الشعوب الحرة لا تحتاج إذنًا لتناصر، ولا قرارًا لتنتصر، ولا دعمًا لتقف، بل تخرج من تلقاء نفسها، بإيمانها وحده، تهتف وتقاتل وتقاوم.
كل هتاف ارتفع اليوم كان صاعقة على رؤوس الطغاة، وكل لافتة مرفوعة شكلت سهمًا في قلب الحلف الأمريكي الصهيوني، وكل دمعة صادقة سقطت لأجل أطفال غزة، كانت عهدًا جديدًا بأن الكرامة لا تشترى، وأن الضمير لا يباع، وأن فلسطين لا تخذل.
مسيرات تجدّد العهد وتعبر عن موقف أمة، وانبعاث روح، وتثبيت لوعد قطعه الشعب اليمني على نفسه تحت راية قائد حكيم، بأن فلسطين قضية وجود، ومحرك نضال، وبوصلة لا تنحرف مهما بلغت شدة العواصف.
خرجت الجموع الهادرة بقلوب محترقة، وبملامح عزة لا توصف، لم يمنعهم القصف، ولا الفقر، ولا المشاق، فاليمن حين يتعلق الأمر بفلسطين، ينسى كل جراحه، ويقف بكل ما فيه من شموخ.
كانت الميادين تنطق ببلاغة الحضور، صرخة واحدة تصعد من عمق الأرض، تقول :"هذا هو الشعب الذي لا ينهار، هذا هو اليمن الذي لا ينسى، هذا هو الجسد العربي الحي الذي ما زال قلبه ينبض لفلسطين، وسط محيط من الجثث السياسية الباردة".
الرسالة التي خرج بها اليمن اليوم كانت أكبر من أن تختصر، رسالة للأعداء قبل الأصدقاء، للعالم المتآمر قبل الشعوب النائمة: أن ثبات اليمانيون عقيدة وإيمان، ووقوفهم مع غزة واجب ديني وإنساني وتاريخي".
اليمن، وهو يتقدم الصفوف، لا يبحث عن مجد، ولا يلهث وراء التصفيق، إنما يؤدي الأمانة أمام الله والتاريخ، يقف حيث يجب أن يكون الموقف، ويهتف حيث خرس الآخرون، ويثور حيث سكتت الشعوب، ويصرخ حيث خنع الجميع.
كل وجه خرج اليوم كان شهادة، وكل يد ارتفعت كانت بيعة جديدة، وكل صوت دوّي في السماء كان طعنة في صدر المشروع الصهيوني، الأمريكي الذي ظن أن الأمة ماتت، وأن الشعوب صارت عبيدًا لحكامها، وإذا باليمن الميمون يبعثر ظنونه ويكسر حساباته.
في وقت تذبح فيه غزة ولا يتحرك ساكن، وتقصف فيه المآذن وتحرق المستشفيات وتسحق الطفولة، لا شيء أعظم من أن ترى شعبًا جريحًا ينهض من بين رماده، ليقول :"لبيك يا غزة، لبيك يا فلسطين، دمنا دونك، وأرواحنا فداء ترابك".
خرج الشعب اليمني اليوم ليعلن أن الشعوب الحيّة لا تعرف التعب، وأن الكرامة لا تموت تحت الأنقاض، ومن اعتاد على الصبر لا يخاف الطغيان، وأن من حمل راية الحق لن يسقطها حتى آخر رمق.
اليمن وهو ينزف، ويقصف، ويحاصر، لا يساوم ولا يتراجع ولا ينحني، يقف اليوم مرفوع الرأس، شامخًا، ليعيد إلى الأمة توازنها، وليصرخ في وجه كل متخاذل :من أراد أن يقف مع غزة، فليأت إلى الميدان".
الرسائل التي أطلقها الشعب اليمني اليوم من مختلف الساحات والميادين كانت متفجرة، واضحة كالشمس، لا مواربة فيها ولا خوف :نحن ثابتون في المعركة، نعلم من عدونا، ونعرف طريقنا، ولن تلهينا الجراح عن واجبنا، بل ستزيدنا صلابة وتوقدًا واستبسالًا".
العالم الذي صم آذانه عن أنين أطفال غزة، سمع اليوم صدى صوت اليمن يدوي كالرعد، ليقول إن الأمة لم تمت، وأن هناك شعبا واحدا على الأقل ما زال يحمل على عاتقه القضية، ويحميها بصدره العاري، وينتصر لها من بين ركامه".
لحظة تاريخية، تسجل بحروف العزة، لا بالأقلام، بل بالدم، لا بالكلمات بل بالمواقف، لا بالشعارات وبالميدان أيضًا، لحظة يقول فيها اليمن "نحن الأمة في زمن التمزق، نحن الصوت في زمن الصمت، نحن الجبهة التي لا تكسر".
وفي كل ساحة اليوم، كانت فلسطين الحاضر الأول، والوعد واحد أن الأمة لن تنكسر طالما بقي في اليمن نبض، وفي قلوب رجاله جذوة لا تخبو، فما زالت الأرض اليمنية تردد بصوت واحد "فلسطين في قلب كل يمني، وعهدها لن يضيع مهما تعاظمت التحديات".
هذه اليمن، صوت الضمير، وقلب الأمة النابض، والجدار الأخير الذي لم يتصدع، والنبض الحر الذي لم يُخن، خرج اليمنيون اليوم ليعلنوا للعالم " لا تهن غزة، ففي اليمن رجال لا يعرفون الذل، ولا يفرطون في شرف القضية".
وإذا كانت الشعوب الأخرى رهينة لحكامها، الشعب اليمني ما يزال يكسر القيد، ويقولها بملء الفم :"نحن الأحرار، نحن الجبهة، ونحن من سيفضح كل ساكت ومتواطئ، وسنظل حيث يجب أن نكون في صف الحق، ومع غزة، والقدس، حتى آخر نفس".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الأنباء اليمنية
وقفتان بمديرية الوحدة في أمانة العاصمة تضامناً مع غزة والبراءة من الخونة
صنعاء - سبأ : نظم أبناء حارتي عيبان وخالد بن الوليد بمديرية الوحدة في أمانة العاصمة اليوم، وقفتين تضامناً مع غزة وإعلان البراءة من الخونة والعملاء، والجهوزية لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني. وردد المشاركون في الوقفتين، هتافات التعبئة والنفير والبراءة من أعداء الله وعملاء الصهاينة والأمريكان، وشعارات منددة باستمرار المجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل في قطاع غزة وفلسطين المحتلة. وجدد المشاركون، تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كل القرارات والخيارات التي يتخذها لردع العدو الصهيوني الغاصب، لإسناد ونصرة غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وأكدوا موقفهم الثابت والمبدئي في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني، والاستعداد والجهوزية العالية لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.


منذ ساعة واحدة
مستشار الرئيس الزبيدي الإعلامي: الجنوب في ذكرى فك الارتباط إرادة التحرر لن تنكسر
العاصفة نيوز/خاص في الحادي والعشرين من مايو نحتفي بذكرى تاريخية فارقة، ذكرى إعلان الجنوب قراره الشجاع بفك الارتباط عن وحدة زائفة تحولت إلى كابوس من الحرب والاحتلال، لم يكن هذا القرار مجرد صرخة ألم بل كان إعلانا مدويا عن ميلاد إرادة شعب أبي شعب لفظ الظلم والخيانة وانتفض ليصنع مستقبله الحر بيده، إنها الذكرى التي نستلهم منها قوة الحق ونستمد منها عزيمة التحرر ونؤكد فيها للعالم أجمع أن حلم الجنوب بدولته المستقلة ليس مجرد أمنية بل هو حق سينتزع بإذن الله. لقد تجرع الجنوب مرارة الوحدة المغدورة وشاهد بأم عينه كيف تحولت الشراكة المزعومة إلى هيمنة وقمع، وكانت حرب 1994م الفصل الأخير في مسرحية الوحدة الكاذبة وإعلانا صريحا بانتهاء أي أمل في تعايش عادل، لكن شعب الجنوب لم يستسلم بل تحول الألم إلى قوة دافعة والخيبة إلى وعي متجدد، ومن رحم هذه المعاناة بزغ فجر مشروع وطني جنوبي عظيم، مشروع يحمله جيل اليوم بكل فخر وإصرار جيل يرفض أن يكون تابعا ويطمح إلى بناء دولة جنوبية فيدرالية مستقلة تعكس هويته وتاريخه العريق. لقد قاوم الجنوب ببسالة كل محاولات طمس هويته ونهب ثرواته وأثبت للعالم أنه شعب لا ينكسر وأن إرادته في الحرية أقوى من كل المؤامرات، وفي القلب من هذا النضال وقف الحراك الجنوبي ثابتا رغم عشوائيةالتنظيم الى ان تجسد المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، تجسيدا حيا لإرادة شعب الجنوب وحاملا أمينا لقضيته العادلة. وها نحن اليوم في الذكرى الحادية والثلاثين لفك الارتباط نقف على أرض صلبة أكثر تماسكا وأشد عزما على تحقيق هدفنا،بعد ان تجاوزنا كل محاولات التشكيك والعرقلة، وأصبح صوت الجنوب مسموعا في كل المحافل الإقليمية والدولية، ولم يعد خيار التراجع أو الانتظار واردا، فقد حان زمن الثقة والعزة بعيدا عما ينشده المغرضون بهدف تحطيم المعنويات وإحباط القاعدة الشعبية. ووجب علينا التكاتف لتحويل تضحيات الأجيال إلى واقع سياسي جديد، واقع يعيد للجنوب دولته وكرامته، وإننا نؤكد للعالم أجمع أن لا مستقبل لأي حلول تتجاهل تطلعات شعب الجنوب ولا مساومة على استعادة دولتنا كاملة السيادة. الجنوب قادم والدولة قادمة بإذن الله وبإرادة شعب لا يعرف المستحيل. المجد لشهدائنا الأبرار والحرية لجنوبنا الأبي. اقرأ المزيد... الوحدة اليمنية لم تُقتل فقط… بل لم تولد يوماً. 20 مايو، 2025 ( 7:34 مساءً ) الكثيري يطّلع على خطط المؤسسة الإقتصادية بالعاصمة عدن لتغطية إحتياجات السوق من السلع الأساسية والإستهلاكية 20 مايو، 2025 ( 7:28 مساءً ) كتب: د. صدام عبدالله مستشار الرئيس عيدروس الزُبيدي الإعلامي رئيس قطاع الصحافة والإعلام الحديث في المجلس الانتقالي الجنوبي


منذ ساعة واحدة
اشتكى خذلان الجهات الرسمية.. صحفي وضابط توجيه يعرض كليته للبيع لسداد ديونه
اشتكى خذلان الجهات الرسمية.. صحفي وضابط توجيه يعرض كليته للبيع لسداد ديونه أعلن صحفي يمني واحد ضباط التوجيه المعنوي بالجيش، عرض احدى كليتيه للبيع لسداد ديونه وايجارات منزله، بعد ان خذلته جميع الجهات الرسمية، في زمن فقد فيه الموظف والصخفي والضابط حقوقه واهدرت كرتمته . وعلى وقع ما تعيشه البلاد من انهيار في شتى مجالات الحياة نتيحة نكبة فبراير 2011 ومنجزها انقلاب سبتمبر 2014 وحروب عصابة الحوثي الايرانية التي تسببت بتدمير جميع مؤسسات الدولة، واوقفت صرف المرتبات منذ العام 2016، بات الموظفين يعانون شظف العيش ووصلت بهم الامور الى عرض اعضائهم للبيع، لمواجهات متطلبات الحياة، وبعضهم فقد القدرة على المقاومة واثار انهاء حياته والبعض الاخر اصيب بجلطات او دخل في حالة نفسية صعبة. وفي منشور له على حسابه في "فيسبوك"، عرض الصحفي انور العامري - نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر سابقا والمستشار السياسي والاعلامي لرئيس هيئة الأركان السابق، وأحد ضباط وزارة الدفاع، احد كليتيه للبيع، لتسديد ديونه وايحارات منزله التي تراكمت عليه حتى تسببت بطرده وعائلته الى الشارع حسب وصفه. وجاء في منشوره" أعلن وأنا بكل قواي العقلية عن رغبتي في بيع إحدى كليتي لسداد ديوني المتبقية علي والتي تجاوزت 12 ألف سعودي بعد أن وصلت الى طريق مسدود واستنفذت كل امكاناتي المادية وعلاقاتي وتخلى عنا الأقارب والأصدقاء حتى مسؤولي الحكومة الذين تربطني بهم علاقات قوية". نص المتشور: أعلن عن بيع إحدى كليتي لسداد ديوني وأمور أخرى أنا الصحفي انور العامري - نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر سابقا والمستشار السياسي والاعلامي لرئيس هيئة الأركان السابق، وأحد ضباط وزارة الدفاع وأحد أهم مؤسسي دائرة التوجيه المعنوي بمعية اللواء محسن خصروف وصاحب مشروع استعادة صحيفة 26 سبتمبر الشرعية ومديرها الفعلي السابق، أعلن وأنا بكل قواي العقلية عن رغبتي في بيع إحدى كليتي لسداد ديوني المتبقية علي والتي تجاوزت 12 ألف سعودي بعد أن وصلت الى طريق مسدود واستنفذت كل امكاناتي المادية وعلاقاتي وتخلى عنا الأقارب والأصدقاء حتى مسؤولي الحكومة الذين تربطني بهم علاقات قوية. والمبالغ التي أستدنتها كانت: 1- 15 ألف سعودي لعلاج والدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته والذي كان يعاني من أمراض كثيرة منها تضخم البروستات وتضخم في الكلى وارتفاع الكرياتين والكبد، وحاولت التواصل مع مسؤولين في الدولة للحصول على منحة علاجية لعلاجه خارج اليمن، مع العلم أن والدي عبدالقادر العامري أحد أبرز رواد مؤسسي الاتحاد العام للعمال في جنوب اليمن عام 1951م ومن اعضاء الحزب الاشتراكي المؤسسين ومن مناضلي ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وأصدقاء النعمان الإبن وعبدالفتاح اسماعيل والأصنج وغيرهم، وكان له دور في البناء والإعمار بعد الثورة حيث أشرف على مشاريع كبيرة تربوية وصحية ومنها على سبيل المثال مدرسة الشعب بتعز، ولم يلقى الاهتمام اللازم من الدولة، حتى ان رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان استخسروا فيه التعزية يوم وفاته رحمه الله، مع أنهم يعزون أشخاصا عاديين لا إعتبار لهم، ورفضوا تعزية مناضل أكبر من حجمهم وأفضل منهم، قدم لوطنه الكثير، بينما هم لم يقدموا للوطن غير الذل والإهانة وبناء الفلل والدور والاعمال التجارية وتناسوا الوطن وجراحاته وتفقد مواطنيه واستعادة دولته المغتصبة. المبلغ المذكور قد سددت جزء منه ولم يتبقى في ذمتي غير 9 ألف سعودي. 2- 7 ألف سعودي استدنتها عندما أخرجني صاحب البيت من شقتي التي كنت مستأجر لها الى الشارع أنا وأولادي بسبب تراكم الايجارات وعدم انتظام المرتبات وكثرة المتطلبات من مرض الوالد وتعليم الأولاد ومصاريف البيت، فاضطررت لاستدانة المبلغ المذكور لشراء كرفانة كي تحتضنني وأولادي بعد عدم استجابة الوحدة التنفيذية بمحافظة مأرب لتوجيهات وكيل المحافظة بصرف كرفانة مع كل احتياجاتها لأنه بصريح العبارة ليس لدي وساطة ولست منتمي سياسيا الى أي حزب كي يسندني ويقف الى جانبي. (وضعت حجرا على بطني وأصدرت صحيفة 26سبتمبر الناطقة باسم القوات المسلحة من لا شي يذكر وبدون امكانات ولكم أن تسئلوا الفريق المقدشي، واللواء محسن خصروف والاساتذة الأجلاء بلال الطيب رئيس مجلس ادارة صحيفة الجمهورية والصحفي القدير سعيد الصوفي ونائب مدير تحرير صحيفة أكتوبر أيمن عصام، وغيرهم) 3- للعلم تواصلت مع قيادة الدولة ابتداء: - بمكتب الرئيس فقالوا ارفع مذكرة من رئيس او وزير الدفاع. - تواصلت برئيس الوزراء احمد بن مبارك ولم يرد علينا رغم أنه كانت تربطني به علاقات شخصية منذ 2012م. - تم رفع مذكرتان من دائرة التوجيه المعنوي، الأولى لوزير الدفاع الفريق محسن الداعري وارسلتها بشكل شخصي لمعرفتي السابقة به وكان حينها كالحمل الوديع ويبادلنا الود والاحترام ولكنه لم يرد عليه، ثم أرسلتها الى مكتبه وأدخلتها عن طريق نائب مدير مكتبه مرتين، لكنها خرجت فاضية ولم يكتب فيها حتى طز فيك يا عامري. أما المذكرة الثانية: فكانت مرفوعة من التوجيه المعنوي لرئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن غزيز، فرفعها لفخامة النائب سلطان العرادة والذي ضاعت في أدراجه ولم تخرج الى النور منذ أكثر من شهر، وكان بن عزيز قادر أن يصرف لنا مساعدة ويعتبرني من عمران مثل المساعدات التي يصرفها لأصحاب بلاده بالهبل. واليوم وبعد أن ضاقت بنا السبل وتخلى عنا القريب والبعيد والأخ والصديق، والضغوطات التي نواجها من قبل أصحاب الديون الذين يطالبون بها يوميا ويهددونا أحيانا باللجوء الى الجهات الأمنية لأخذ حقهم. لم يبقى أمامي غير حل وحيد وهو عرض إحدى كليتي للبيع لسداد هذه الديون وكذلك مصاريف الأولاد ورسوم الماجستير 4300 دولار، لأن مدير التوجيه رفض الرفع الى الجهات المعنية لاعتماد مقعد دراسات عليا لشخصنا الكريم بحجة أنه قد رفع مذكرتان مساعدة ولم يتحقق منهما شيئا يذكر.