
كيف يقود الشباب وعيا رقميا في معركة التشويه؟
تغريد السعايدة
اضافة اعلان
- في الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة، يتجدد الولاء والانتماء لهذه المناسبة العظيمة، التي يستذكر فيها الأردنيون المراحل التي مر بها الوطن، والتحديات التي ما تزال تحيط به من كل جانب. ومع ذلك، يبقى الأردن عزيزا شامخا بزنود أبنائه الذين يقفون سدا منيعا في وجه أي محاولة لتشويه الحقائق أو تزييفها.واليوم، في ظل عالم يزدحم بالقضايا الشائكة بالمنطقة، يجد الشعب الأردني نفسه في مواجهة دوامة من "الأخبار التي تتلاطم كأنها أمواج عاتية"، حيث تتبعثر الحقائق والمعلومات، ويستخدم جزء كبير منها للنيل من السلم المجتمعي الأردني، ومن حجم التضحيات والدور الاستراتيجي الذي يقدمه الأردن في الكثير من القضايا المفصلية في المنطقة.وقد تكمن الخطورة في سرعة انتشار تلك الأخبار المضللة، إذ إنها تأتي في عالم افتراضي واسع، يصعب ضبطه أو استيعاب الكم الهائل من الردود التي تلاحق "كل ما هو أردني"، والأخبار التي يتم تداولها والتلاعب بها بطرق عدة، بعضها يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي يراه الشباب الأردني عالما معقدا يقوم على التضليل في كثير من تفاصيله.ومن حين لآخر، تظهر إشاعات تتعلق بالقضايا الوطنية الأردنية، وغالبا ما تصدر من الخارج، وكثير منها ينشر من دون "مصدر واضح وصريح"، مما يزيد العبء على الأردنيين، وخاصة الشباب، ليكونوا الدرع الحامي لقضايا الوطن والأمة معا. وقد أظهرت الأرقام الصادرة عن مرصد مصداقية الإعلام الأردني أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي شهدت بث 43 إشاعة من الخارج، جميعها تستهدف "المبادئ الأردنية".العالم الافتراضي، الذي يلقي بظلاله على واقعنا اليومي، يتداول مضامينه وأخباره ملايين من الشباب الأردني. ووفق تصريح إعلامي سابق لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج"، فإن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن بلغ 6.45 مليون مستخدم، أي ما يعادل 55.7 % من السكان، وبلغ عدد المستخدمين الذين تجاوزت أعمارهم 18 عاما نحو 5.84 مليون مستخدم، ما يمثل 79.4 % من هذه الفئة العمرية، حيث بلغت نسبة الذكور 53.4 % مقابل 46.6 % للإناث.وهذا يعني أن الشباب من كلا الجنسين عليهم أن يكونوا بالمرصاد لكل من يحاول العبث بالثوابت الأردنية، وأن يحافظوا على الكيان الأردني الراسخ، الذي يحتفي به الأردنيون اليوم بمناسبة الاستقلال ويتطلعون من خلاله إلى مستقبل أفضل في ظل قيادة ملكية حكيمة، تقود الأردن ليكون "حرا، عزيزا، كريما، آمنا مطمئنا"، كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلمه سلطاته الدستورية.تتزين مواقع التواصل الاجتماعي، كما شوارع وأحياء وقرى الأردن، بالأعلام والشعارات الوطنية والأهازيج التي تتغنى بالوطن حبا وفخرا وانتماء، ليكون هذا الانعكاس دلالة على أن الأردنيين يقفون صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية، على أمل مستقبل أفضل ووطن آمن مستقر، لا تشوبه العبارات الهدامة ولا المعلومات مجهولة المصدر التي تسعى لزعزعة استقراره في ظل محيط متخبط.لذا، يطلب من الشباب التصدي للتضليل والتشويه والإشاعات من خلال "تحصين الاستقلال الرقمي"، كما يوضح خبير أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية الدكتور عمران سالم، مجيبا عن سؤال "كيف يحمي شباب الأردن هويتهم في وجه التشويه الرقمي؟".ويقول سالم: "في خضم احتفالاتنا بعيد الاستقلال، نستحضر قيم العزة والمنعة التي تأسس عليها هذا الوطن الأبي، إلا أن التحديات في عصرنا الرقمي لم تعد تقتصر على الحدود التقليدية، بل باتت تتسلل عبر شبكات الإنترنت، حاملة معها رياحا سامة من حملات التشويه والتزييف، حتى أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة معركة جديدة، ينشط فيها ما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني" لنشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام، مستغلين ربما "تحيز الخوارزميات"، الذي يفاقم انتشار المعلومات المغلوطة من دون تدقيق أو تمييز".ويؤكد سالم "أن هذه الهجمات الإلكترونية، التي تستهدف النيل من استقرار الأردن وصورته وهويته، تتخذ أشكالا متطورة من التزييف وتشويه الحقائق، وتغزو بيوتنا وعقول شبابنا عبر شاشات هواتفهم وحواسيبهم، مما يفرض علينا إيلاء اهتمام خاص بتعزيز وتحصين وعي الشباب، فهم الدرع الواقي لمستقبل هذا الوطن".وتابع "لذلك، علينا أن نعي الكيفية التي يتم من خلالها تسليح الشباب بالوعي النقدي والمهارات التكنولوجية اللازمة لمواجهة هذه التحديات الرقمية، وكيف يمكننا استثمار طاقاتهم الإبداعية في فضاء الإنترنت، ليس فقط للدفاع عن الحقائق، بل أيضاً لتقديم صورة مشرقة وحقيقية عن الأردن وقيمه وإنجازاته. إن الإجابة عن هذه التساؤلات تعد مفتاحاً للحفاظ على استقلالنا الرقمي وحماية مكتسباتنا الوطنية في وجه هذه التحديات المتصاعدة".الناشط في مجال العمل الشبابي، والحاصل على لقب أحد أبرز عشرة قادة شباب مؤثرين على مستوى المملكة في العام 2022، حمزة بسام أبو خضير، يتحدث لـ"الغد" عن الدور الذي يجب أن يضطلع به الشباب في مختلف المحافل، ليكونوا الدرع الواقي والمدافع عن الوطن في كل موقف يتعرض فيه لأي حملة تشويه أو تضليل متعمدة، وهي الحملات التي لم تنجح يوما في النيل من قوة وهيبة الدولة.ويقول أبو خضير: "في عالم تتقاطع فيه الحقائق مع الأوهام، وتتشابك فيه الأصوات الصادقة مع حملات التضليل الممنهجة، يقف الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة، وبشعبه وشبابه الوفي، شامخاً أمام تحديات متجددة تستهدف النيل من مواقفه المشرفة ومكانته المرموقة".ويعتقد أبو خضير أن ما يحدث يمكن وصفه بأنه يمارس ضد الأردن إعلاميا وسياسيا، وقد تجاوز حدود النقد البناء ليتحول إلى حملات منظمة "تتصيد في الماء العكر"، تتعمد تزييف الحقائق وتشويه الإنجازات التي يشهد لها القاصي والداني، محاولة ضرب الثقة بين المواطن ودولته، لا سيما في وجدان الشباب الذين يشكلون نبض الوطن وقوته المستقبلية.والتحديات التي يواجهها الأردن من حملات التشويه والتزييف تستدعي منا وقفة جادة وتفكيرا عميقا في كيفية تحصين شبابنا وتمكينهم ليصبحوا خط الدفاع الأول عن وعي مجتمعنا. وفي هذا السياق، يقدم الدكتور عمران سالم مجموعة من الخطوات التي من شأنها تعزيز قدرات الشباب وتحصينهم، واستثمار طاقاتهم التكنولوجية لمواجهة هذه الحملات، من بينها "تعزيز الوعي النقدي والتفكير بالمستقبل".ويعني ذلك ضرورة تضمين مهارات التفكير النقدي في المناهج التعليمية، بدءا من مراحل التعليم الأساسي، بحيث يتعلم الطلاب كيفية تحليل المعلومات، وتقييم المصادر، والتمييز بين الحقائق والآراء، واكتشاف المغالطات المنطقية. ويتم ذلك من خلال ورش عمل ودورات تدريبية تفاعلية متخصصة تركز على تطوير مهارات التحليل النقدي للمحتوى الرقمي، والتعرف على الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، وفهم أساليب التلاعب النفسي المستخدمة في حملات التشويه.ونظراً لهذا التداخل العميق والمتشابك بين واقعنا الحقيقي والواقع الافتراضي، بات من الضروري تحصين الشباب وتعزيز وعيهم في كيفية التعامل مع التضليل الرقمي، الذي يلقي بظلاله على مجتمعنا المحلي والمحيط الإقليمي ككل. وفي هذا السياق، تؤكد المختصة في علم الاجتماع الدكتورة فاديا إبراهيم "أن الشباب اليوم يمتلكون أدوات قوية لم تكن متاحة في الماضي"."وقد أسهم ذلك في تكوين جيل جديد نشأ في بيئة رقمية، يتقن استخدام الإنترنت، ويملك قدرة فريدة على تحليل المعلومات، وصناعة المحتوى، والتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي. ومن هنا، تبرز مسؤوليتهم، التي لا تقتصر على تلقي المعلومات، بل تتعداها إلى التحقق منها ونشر الحقائق والتصدي للأكاذيب"، بحسب إبراهيم.وتعتقد إبراهيم أن الشباب الأردني بإمكانه أن يوظف مهاراته في التكنولوجيا بطرق فعالة لمواجهة الحملات المضللة التي تستهدف الأردن، وذلك من خلال التحقق من المعلومات باستخدام الأدوات المتاحة، ووسائل التحقق من الصور والفيديوهات، ويمكن للشباب كشف الأخبار الكاذبة والرد عليها بحجج منطقية وموثوقة.إلى ذلك، من الأهمية بمكان، وفق سالم، أن يكون هناك تعزيز لثقافة الحوار البناء والاختلاف، من خلال تشجيع الشباب على التعبير عن آرائهم بحرية واحترام، وتعليمهم كيفية الاستماع للرأي الآخر وتقييمه بموضوعية، وبناء حجج منطقية مدعومة بالأدلة، وتوعية الأهل بدورهم في تعزيز ثقافة الحوار المفتوح مع أبنائهم حول ما يشاهدونه ويقرؤونه عبر الإنترنت، وتقديم الدعم والتوجيه اللازم لهم.ولا يمكن أن يكون التحصين من التزييف كافيا إلا في حال تم تمكين الشباب بالمهارات التكنولوجية، حيث يرى سالم أن الاستثمار في تعليم التكنولوجيا والبرمجة وتوفير فرص تعليمية وتدريبية عالية الجودة في مجالات التكنولوجيا والبرمجة المختلفة، يمنحان الشباب الأدوات اللازمة لفهم كيفية عمل المنصات الرقمية وكيفية تحليل البيانات والمعلومات بشكل أعمق.كما يمكن دعم المبادرات الشبابية في مجال الأمن السيبراني من خلال تشجيعهم على تطوير أدوات وتقنيات للكشف عن الأخبار الكاذبة والحسابات الوهمية، وتوعية المجتمع بمخاطرها، إلى جانب تطوير مهارات إنتاج المحتوى الرقمي الإيجابي عبر تدريب الشباب على إنتاج محتوى إبداعي وهادف، يسلط الضوء على الحقائق، والإنجازات، والقيم الإيجابية في الأردن. ويمكن أيضاً إنشاء منصات شبابية تفاعلية رقمية آمنة وموثوقة، تتيح لهم التعبير وتبادل المعلومات الصحيحة.الأمر الآخر الذي يؤكده سالم يتمثل في "بناء شراكات استراتيجية"، من خلال تعاون المؤسسات التعليمية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لتطوير برامج توعية مشتركة وتنفيذ حملات إعلامية مضادة لحملات التشويه، والاستفادة من خبرات كل طرف في الوصول إلى الشباب والتأثير فيه، وذلك بالتعاون أيضاً مع شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف الكشف عن المحتوى المضلل وحذفه، وتوفير أدوات للمستخدمين للتحقق من مصداقية المعلومات.ويعتقد سالم أن من المفيد أن يكون هناك تعاون مشترك في هذا المجال مع دول أخرى قد تكون تعرضت لحملات مشابهة، من خلال تبادل أفضل الممارسات والأفكار في مجال تعزيز الوعي الرقمي وتمكين الشباب.ويشدد سالم على أن هذه الخطوات، التي يمكن اتباعها على المستويات الوطنية والمجتمعية والفردية، تزداد فاعليتها عند "تعزيز الانتماء الوطني والقيم الأصيلة"، لما لذلك من أثر في غرس قيم الولاء والانتماء للوطن والتاريخ والتراث الأردني الأصيل في نفوس الشباب، وتعزيز فهمهم العميق لقضاياهم الوطنية.كما ينبغي على الجهات المعنية إبراز النماذج الشبابية الناجحة، وتسليط الضوء على قصص النجاح والإنجازات التي يحققها الشباب الأردني في مختلف المجالات، ليكونوا قدوة ومصدر إلهام لغيرهم، وتشجيع المشاركة المجتمعية الفاعلة التي تعزز التلاحم الوطني وتقوي النسيج الاجتماعي.وبحسب سالم، فإن "مواجهة حملات التشويه والتزييف تتطلب تضافر جهود جميع قطاعات المجتمع، وإن تمكين الشباب بالوعي والمعرفة والمهارات اللازمة هو استثمار في مستقبل الأردن وحماية قيمه ومبادئه. ومن خلال هذه الخطوات المتكاملة، يمكننا تحويل طاقات شبابنا إلى قوة فاعلة في الدفاع عن الحقائق وبناء مجتمع رقمي واع ومحصن".إضافة إلى ذلك، تؤكد إبراهيم "أن لدى شبابنا القدرة على إنتاج محتوى توعوي عبر الفيديوهات القصيرة، الرسوم التوضيحية والبودكاست؛ حيث يستطيعون نشر الوعي الوطني وتصحيح المفاهيم الخاطئة بلغة يفهمها ويتفاعل معها جيلهم. كما يمكن مواجهة الروايات الكاذبة من خلال الحملات الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي، وفضح حملات التشويه التي تستهدف الأردن، سواء كانت مرتبطة بالقضايا الإقليمية أو بالشأن الداخلي".ومن الأهمية أيضا، كما تبين إبراهيم، التشجيع على التطوع في المبادرات الرقمية، إذ توجد في الأردن العديد من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الرقمي ومواجهة الإشاعات. ويمكن للشباب المساهمة فيها كصناع محتوى أو مدققين للمعلومات، كما يمكنهم تدريب الأقران والأصدقاء، ونقل خبراتهم الرقمية إلى زملائهم وعائلاتهم، لتوسيع دائرة الوعي بمخاطر الأخبار الكاذبة وطرق التصدي لها.وفي هذا السياق، يؤكد أبو خضير "أن الشباب الأردني اليوم ليسوا مجرد متلقين للمعلومات، بل أصبحوا أكثر إدراكا لطبيعة الصراعات المعاصرة، التي لم تعد تدار بالسلاح فقط، بل بالكلمة، والمعلومة، والصورة".ويضيف "أن هذا الوعي المتزايد أسهم في بناء جدار من المناعة ضد حملات التضليل، لا سيما مع وجود فئة واسعة من الشباب تمتلك أدوات التحقق الرقمي، وتدرك أهمية التروي قبل النشر أو التفاعل مع الأخبار المثيرة للجدل".ويتفق أبو خضير مع ما ذكر سابقا بأن "التصدي للإشاعات لم يعد مهمة الدولة وحدها، بل أصبح واجبا مجتمعيا يتحمل فيه الشباب الأردني مسؤولية كبرى. فنحن، بقدرتنا على التأثير في محيطنا عبر منصاتنا، نشكل خط الدفاع الأول عن الحقيقة، فكل شاب قادر على دحض الإشاعة بمعلومة موثقة، أو فضح حملة مغرضة بتحليل منطقي، يسهم في حماية الأمن المجتمعي ورفع الوعي العام".وفي كل أزمة إعلامية أو موجة تضليل، يؤكد أبو خضير "أن الشباب الأردني أثبتوا أنهم أكثر من مجرد جمهور متابع، بل هم فاعلون، ناقدون، ومبادرون. هم حراس الحقيقة في زمن الالتباس، ورأس الحربة في معركة الدفاع عن الوطن ضد التشويه. وكلما زاد وعيهم، وتعززت أدواتهم، أصبح الأردن أكثر صلابة، وأكثر قدرة على تجاوز محاولات التشويش، بسلاح العقل والحقيقة، والوطنية الواعية. فلنكن جميعا على قدر المسؤولية، نذود عن وطننا بالكلمة الصادقة، ونزرع الوعي في وجه الريبة، لأن الأردن يستحق منا أن نكون دائما أهلا للثقة، وصناعا للحق".وتشدد إبراهيم على أن دور الشباب لا يقتصر على رد الفعل، بل يجب أن يكونوا في طليعة الفعل والمبادرة. فبهم تبنى شبكات إلكترونية وطنية ترد على حملات الإساءة فور ظهورها، وتظهر الوجه الحقيقي للأردن؛ بلد الأمن والاعتدال والانتماء.فالحفاظ على صورة الوطن والدفاع عنه لم يعد مسؤولية الإعلام الرسمي فقط، بل أصبح واجبا جماعيا يبدأ من كل هاتف ذكي وكل حساب إلكتروني. والشباب، بما يملكون من مهارات وثقافة رقمية، هم الأقدر على رفع راية الحقيقة، وإفشال محاولات التضليل والتشويه، وصون سمعة الأردن في الفضاء الرقمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
سوريا: رتل عسكري إسرائيلي يتمركز قرب مبنى محافظة القنيطرة
تمركز رتل عسكري إسرائيلي، صباح اليوم الأحد، على الطريق الواصل بين بلدة الحميدية ومبنى المحافظة بمدينة القنيطرة في جنوبي سورية. وذكر 'تلفزيون سوريا' أن الرتل يتألف من 14 آلية عسكرية، بينها 3 دبابات من طراز ميركافا، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية عززت من انتشارها في المنطقة، دون معرفة الأسباب المباشرة لهذه التحركات. وأشار إلى 'إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي سراح شابين، كانت قد اعتقلتهما أمس السبت، في ريف القنيطرة الأوسط، خلال عملية توغل مفاجئة في المنطقة'. ويشهد جنوبي سورية توغلات إسرائيلية داخل المنطقة العازلة، كما تواصل القوات الإسرائيلية توسيع وجودها العسكري في محافظة القنيطرة.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
وزير الخارجية: وقف العدوان وإدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة يجب أن يكونا أولوية دولية فورية
أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، اليوم، محادثاتٍ ركّزت على تعزيز العلاقات التاريخية بين المملكتين، وزيادة التعاون في مختلف المجالات. وبحث الوزيران آليات تفعيل التعاون في المجالات الدفاعية والاقتصادية والتجارية والسياحية، وأكّدا استمرار العمل على إنجاز اتفاقية الشراكة الاستراتيجية تمهيدًا لتقويتها في أقرب وقت ممكن. وأكّد الصفدي وألباريس على استمرار التعاون في المحافل الدولية، وتبادل الدعم لترشيحات البلدين في المنظمات الدولية. واستعرض الوزيران الاستعدادات لاجتماع الاتحاد من أجل المتوسط الذي سينعقد في إسبانيا التي تستضيف مقره الدائم في برشلونة نهاية العام الحالي، ويرأسه الأردن والاتحاد الأوروبي في الذكرى الثلاثين لتأسيسه. كما بحث الصفدي وألباريس، اللذان التقيا قُبَيل انعقاد الاجتماع الوزاري لمجموعة مدريد الموسّعة (مدريد+) من أجل تنفيذ حل الدولتين، التحركات الإقليمية والدولية المُستهدِفة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء ما يسببه العدوان من كارثة إنسانية ومعاناة للشعب الفلسطيني. وأكّد الصفدي خلال اللقاء أن وقف العدوان وإدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة يجب أن يكونا أولوية دولية فورية؛ حمايةً للشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والغذاء والماء والدواء، وحمايةً للقانون الدولي الذي قوّض عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب على غزة صدقيته، ولفرص تحقيق السلام العادل والشامل. وثمّن الصفدي مواقف إسبانيا في نصرة حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على أساس حل الدولتين، وما تبذله إسبانيا من جهود للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، والتقدم نحو السلام العادل والشامل الذي يشكل الضامن الوحيد لأمن واستقرار المنطقة. كما ثمّن الصفدي اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين ووقفها تصدير السلاح لإسرائيل، وأكّد أهمية الاجتماع الذي تستضيفه مدريد اليوم بمشاركة أكثر من عشرين دولة، تضم وفدًا من اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة والاتحاد الأوروبي، في حشد الدعم لوقف العدوان والاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة. وأكّد وزير الخارجية الإسباني، الذي هنّأ الصفدي بالذكرى التاسعة والسبعين لعيد استقلال المملكة، على حرص بلاده تعزيز علاقات الصداقة التاريخية مع الأردن، وتثمينها الجهود التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيق السلام العادل والأمن والاستقرار في المنطقة.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
في ذكرى الاستقلال..المرأة الأردنية شراكة فاعلة بمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي
في الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، تتجلى إنجازات المرأة الأردنية كأحد أبرز معالم التقدم الوطني، حيث حققت حضورًا متناميًا في مواقع صنع القرار السياسي والاقتصادي والحزبي والمجالس البلدية، مدفوعة بإرادة سياسية وتشريعية عززت مكانتها كشريك فاعل في مسيرة التنمية. وعام 2024 شهد تطورًا ملحوظًا في التمثيل النيابي للمرأة، حيث وصلت نسبة النساء في مجلس النواب العشرين إلى 19.6%، مع فوز 27 سيدة، وهو أعلى تمثيل نسائي منذ منح المرأة حق الترشح والانتخاب عام 1974، حيث يعود هذا الإنجاز إلى التعديلات على قانوني الانتخاب والأحزاب لعام 2022، التي خصصت 18 مقعدًا للنساء ضمن القوائم المحلية (الكوتا)، وألزمت الأحزاب بتمثيل نسائي لا يقل عن 20% من الأعضاء المؤسسين. كما شهدت المرأة الأردنية حضورًا بارزًا في المجالس المنتخبة، حيث ترأست أربع سيدات لجانًا نيابية، وشغلت عشر نساء مناصب رئيس لجنة أو مقررة في اللجان النيابية، بالإضافة إلى انتخاب سيدتين كمساعدات لرئيس المكتب الدائم لمجلسي النواب والأعيان. وفي انتخابات المجالس البلدية لعام 2022، فازت 68 سيدة بالتنافس، بالإضافة إلى المقاعد المخصصة للنساء بنسبة 25% من خلال نظام الكوتا، مما رفع نسبة التمثيل النسائي في عضوية المجالس البلدية إلى حوالي 27% من إجمالي المقاعد. وتُوّجت هذه الجهود بارتفاع ملحوظ في ترتيب الأردن على مؤشرات عالمية حيوية، حيث تقدم الأردن 9 مراتب على مؤشر الفجوة الجندرية العالمي للتمكين السياسي ليصل إلى المركز 115 من بين 146 دولة. وتؤكد برلمانيات وأعضاء مجالس منتخبة، أن هذه الإنجازات للمرأة الأردنية أصبحت ركيزة أساسية في مسيرة البناء والتقدم، ومع استمرار الجهود الحكومية والمجتمعية، فإن المملكة ماضية نحو مستقبل أكثر عدالة ومساواة، حيث تقف المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل في سبيل تحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات، فضلا عن التمكين الاقتصادي ودعم ريادة الأعمال والمساواة في سوق العمل لتعزيز مشاركة المرأة، منها فرض تمثيل نسائي في مجالس إدارة الشركات، وإطلاق سياسات لدعم المؤسسات التي تديرها النساء. وأكدت النائب هدى نفاع، مساعد رئيس مجلس النواب، أن تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة ليس خيارًا بل ضرورة وطنية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وأشارت نفاع إلى أن مجلس النواب يؤمن إيمانًا راسخًا بهذا الدور، ويعمل على مراجعة وإقرار قوانين منصفة تعزز حقوق المرأة وتفتح أمامها آفاقًا أوسع للمشاركة في صياغة السياسات الوطنية. وأكدت، أن التعديلات على قانون الأحزاب السياسية أسهمت في تعزيز مشاركة المرأة، حيث نص القانون على أن لا تقل نسبة النساء عن 20% من عدد المؤسسين للحزب، مما عزز تواجد النساء في الأحزاب وزاد من فرص ترشحهن في القوائم الحزبية. كما تم إطلاق برامج تدريبية، مثل 'المدرسة السياسية'، التي خرجت 12 فوجًا ودرّبت 340 سيدة من الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف تعزيز وعيهن وتمكينهن من المشاركة السياسية الفاعلة. وبينت أن المرأة الأردنية تركت بصمات واضحة في شتى المواقع التي تقلدتها، وأثبتت قدرتها على إحداث فارق في الأثر والتأثير عبر سنوات من العطاء والإنجاز. وأشارت النائب نفاع إلى أنه بفضل التوجيهات الملكية السامية، تم إقرار قوانين وتشريعات حققت المرأة الأردنية على أثرها تقدمًا ملحوظًا في التمثيل النيابي والمجالس المنتخبة، ووصل عدد النائبات في مجلس النواب العشرين إلى 27 سيدة، ما يمثل 19.6% من إجمالي الأعضاء. وجاء ذلك نتيجة لتعديلات قانوني الانتخاب والأحزاب لعام 2022، التي خصصت 18 مقعدًا نسائيًا ضمن القوائم المحلية وألزمت الأحزاب بتمثيل نسائي لا يقل عن 20% من المؤسسين. وفي سياق احتفالات الأردن بعيد الاستقلال، أكدت النائب نفاع، أن الاستقلال يعكس التزام الأردن بقيادته الهاشمية بتمكين المرأة الأردنية وتعزيز دورها في مختلف المجالات. وأشارت إلى أن المرأة الأردنية تؤدي دورًا قياديًا مهمًا في المؤسسات التعليمية، مما أسهم في تطوير السياسات التعليمية وتحسين جودة التعليم. كما شددت نفاع على أهمية تمكين المرأة من خلال توفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مؤكدة أن المرأة تمتلك فرصة كبيرة للاستفادة من التطور التكنولوجي والابتكار في مجالات التعليم، مشيرة إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد دائمًا أن الشباب والمرأة هما القوة الرائدة في جميع مسارات عملية التحديث والإصلاح. وقالت نفاع، إن الاهتمام الملكي بالمرأة الأردنية جعلها شريكًا أساسيًا في مسيرة البناء والتحديث، مؤكدة أن المرأة الأردنية كانت ولا تزال ركنًا أساسيًا في حماية قيم الاستقلال وتعزيزها. من جانبها أشادت النائب الدكتورة تمارا ناصر الدين، رئيسة ملتقى البرلمانيات الأردنيات، بدور المرأة الأردنية في العمل النيابي، مؤكدة أنها قدمت نماذج تبعث على الفخر. وأشارت إلى أن المرأة الأردنية تركت بصمات واضحة في شتى المواقع التي تقلدتها، وأثبتت قدرتها على إحداث فارق في الأثر والتأثير عبر سنوات من العطاء والإنجاز . وأشارت ناصر الدين، إلى الإنجازات التي حققتها المرأة الأردنية في المجالات السياسية والحزبية والاقتصادية، مؤكدة أن هذه الإنجازات تعكس دورها الفاعل في مسيرة الإصلاح والتحديث الوطني. وأوضحت، أن المرأة الأردنية تركت بصمات واضحة في شتى المواقع التي تقلدتها عبر السنوات الماضية، وأثبتت قدرتها على إحداث فارق في الأثر والتأثير من خلال العطاء والإنجاز والعمل والمثابرة. وأشارت إلى أن هذه النجاحات تأتي في ظل دعم القيادة الهاشمية، حيث يعمل الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على تحقيق التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مع تمكين المرأة والشباب، مما يسهم في الوصول إلى قيادات فاعلة في المجالس النيابية والحكومات. وأكدت ناصر الدين، أن المرأة الأردنية كان لها دور فاعل وقوي في العمل النيابي، حيث قدمت نماذج تبعث في النفوس الفخر، مشيدةً بالجهود الكبيرة التي تبذلها البرلمانيات الأردنيات في مختلف اللجان والمجالس. ولفتت إلى أهمية تعزيز دور المرأة في الحياة الحزبية والاقتصادية، مشيرةً إلى أن تمكين المرأة اقتصادياً وتعزيز مشاركتها في سوق العمل يعد من أهم الأولويات التنموية الوطنية. وبينت ناصر الدين، بأن الأردن لا يُبنى إلا بمشاركة الجميع، من رجال ونساء، شباب وشابات وأحزاب، مؤكدة ضرورة الإيمان بدور المرأة، وضرورة توسيع آفاق العمل السياسي ليشمل الطاقات الوطنية، 'فالاستقلال الحقيقي هو أن نمكّن الإنسان، ونمنحه حقه الكامل في التعبير والمشاركة وصناعة المستقبل.' وقالت عضو مجلس بلدية لواء الطيبة فاطمة القرعان: ' يُلاحظ أن هناك جهودًا مستمرة لتعزيز مشاركة المرأة في المجالس المحلية والبلديات، من خلال برامج تدريبية وتوعوية تهدف إلى تمكين النساء من أداء أدوارهن بفعالية في هذه المجالس'. وأضافت القرعان: 'في انتخابات المجالس البلدية الأردنية لعام 2022، بلغ عدد النساء الفائزات بالتنافس 68 سيدة، بالإضافة إلى المقاعد المخصصة للنساء بنسبة 25% من خلال نظام الكوتا، مما رفع نسبة التمثيل النسائي في عضوية المجالس البلدية إلى حوالي 27% من إجمالي المقاعد'. وأشارت القرعان إلى أن الأرقام تشير إلى تحسن تدريجي في تمثيل المرأة في المجالس البلدية، مع الحاجة إلى مزيد من الجهود لتعزيز مشاركتها في المناصب القيادية ضمن هذه المجالس.