logo
القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية

القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية

اليوم الثامنمنذ يوم واحد
بعد أكثر من أربعة عقود من السياسات الخاطئة والانقسامات، وبعد سنوات من المراوغات الغربية والمراهنات على الحرب التي لم تؤد إلا إلى تعميق معاناة الشعب الإيراني، بات اليوم واضحًا أن التغيير الحقيقي لا يأتي من خلال تدخلات خارجية، بل ينبثق من داخل قلب إيران ذاته، من الشعب النابض بالحياة والمقاومة.
شهدنا خلال الأعوام الماضية موجات احتجاجات شعبية واسعة غير مسبوقة، بدأت عام 2017 وتتصاعد بوتيرة متسارعة، تعكس رفضًا جماهيريًا صارمًا للنظام القائم. فما يجري ليس مجرد مظاهرات عابرة، بل هو حراك اجتماعي راسخ الجذور يقوده شباب ونساء صارمون في إرادتهم على كسر حاجز الظلم والقهر، في مواجهة نظام ديكتاتوري يرى نفسه فوق الجميع، وينفق مليارات الدولارات من ثروات البلاد على بناء قواعد صاروخية وبرامج تخصيب اليورانيوم وتشجيع الإرهاب، بدلاً من تقديم أبسط الخدمات لشعبه.
إن الهتافات التي تعلو في شوارع المدن، ومنها شعار 'الموت للدكتاتور'، ليست صرخة غضب فقط، بل هي إعلان واضح وصريح من الشعب الإيراني بأنه لم يعد يرضى أن يعيش في ظل نظام ينهب ثرواته ويحكمه الظلام السياسي والفساد الإداري. إنهم يطالبون اليوم بحقهم الطبيعي في تقرير مصيرهم، وببناء دولة ديمقراطية تُساوي بين الجميع دون تمييز أو استبداد.
وفي هذا السياق الوطني الحر، يبرز دور حركة المقاومة المنظمة وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تمتلك الخبرة السياسية والتنظيمية التي تمكنها من قيادة هذا الحراك الشعبي نحو تغيير حقيقي وجذري. فهذه المنظمة تقدم بديلاً حضارياً وسياسياً قائمًا على مبادئ فصل الدين عن الدولة، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وضمان حقوق الأقليات، ورفض عقوبة الإعدام، وإرساء آليات الديمقراطية اللامركزية التي تعطي دورًا حقيقيًا للشعب في إدارة شؤون بلاده.
إن مشروع المقاومة السياسي، المتمثل في 'خطة النقاط العشر' التي أقرها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يحظى باعتراف واسع النطاق من آلاف البرلمانيين والشخصيات العالمية، ويرسم رؤية واضحة لمستقبل إيران التي يحلم بها كل إيراني حر.
ولا تطلب المقاومة سلاحاً ولا مالاً يضيف إلى نضالها، بل تطالب فقط بالاعتراف بحق شعبنا في المقاومة، وحقه في انتزاع الحرية والعدالة التي يستحقها. هي بكل بساطة تعبّر عن نبض لا يقهر لروح إيران الحرة التي صمدت وواجهت طوال عقود من الزمن ما لا يطاق من قمع وفساد.
نحن اليوم واقفون عند مفترق طرق حاسم؛ إما استمرار سياسات المراوغة والمصالح العابرة التي تعميق الأزمة وتزيد الشعب معاناة، أو خيار دعم الانتفاضة السلمية التي يقودها الشعب الإيراني وينتظرها العالم ليكون بداية عهد جديد لإيران حرة ومستقلة.
إن القوة الحقيقية للتغيير موجودة في الشوارع، في قلوب المواطنين الذين يرفضون الخنوع، في شبابٍ ونساء رفعوا صوتهم من أجل الحرية والمساواة والكرامة. إنهم يشكلون الأمل والضوء في مستقبل إيران، ومستقبل المنطقة كاملة.
في النهاية، لا بد من معرفة حقيقة أن التحولات الكبرى لا تأتي من الخارج، ولا من اتفاقيات جانبية، بل تبدأ من الداخل حيث ينبض الشعب وكل أمل التغيير بين أيديهم. والمقاومة المنظمة هي الركيزة التي يمكنها توجيه هذا الحراك الشعبي وضمان انتقال سلمي مستقر نحو مستقبل أفضل يليق بتاريخ وحضارة إيران.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نافذة محادثات إسطنبول: هل تكسر أوروبا الجمود النووي مع إيران؟
نافذة محادثات إسطنبول: هل تكسر أوروبا الجمود النووي مع إيران؟

نافذة على العالم

timeمنذ 44 دقائق

  • نافذة على العالم

نافذة محادثات إسطنبول: هل تكسر أوروبا الجمود النووي مع إيران؟

السبت 26 يوليو 2025 08:00 صباحاً نافذة على العالم - في توقيت بالغ الحساسية وبعد أسابيع فقط من الحرب الدامية التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، التقت طهران مجددًا بالترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) في إسطنبول في محاولة لإحياء المفاوضات النووية المتعثّرة. الاجتماع، الذي عُدّ الأول منذ التصعيد العسكري الأخير، جاء وسط ضغوط غربية متجددة لإعادة إيران إلى طاولة التفاوض بجدية، وفي وقت لا تزال فيه طهران تُلوّح بمواقفها المبدئية حيال العقوبات وآلية الزناد، وتواجه اتهامات بعدم الشفافية بشأن برنامجها النووي. فهل تمثل هذه الجولة بداية مسار دبلوماسي جديد يمكن أن يكسر الجمود؟ أم أن إيران، كما يرى الأوروبيون، تناور لكسب الوقت وتفادي العقوبات دون تقديم تنازلات جوهرية؟ الرؤية الإيرانية: العودة للدبلوماسية دون إملاءات خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، اعتبر أحمد مهدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قم، أن هذه الجولة تمثل "منطلقًا جديدًا" لا بد أن يُبنى على منطق الدبلوماسية الصريحة، وليس على التهديدات والضغوط العسكرية. وأكد أن طهران "تريد التوصل إلى اتفاق"، لأن العقوبات أثّرت بعمق في اقتصاد البلاد، معتبرًا أن الإصرار الأوروبي على استخدام آلية الزناد يمثل امتدادًا للرؤية الأميركية وليس تعبيرًا عن حياد أوروبي. وقال مهدي إن الأوروبيين "ينبغي أن يتخلوا عن سياسة الإملاءات الأميركية" وأن يتخذوا موقفًا مستقلًا، منتقدًا بشدة المواقف التي تلمّح إلى إعطاء مهلة زمنية محددة لإيران وإلا فالعقوبات ستعود، معتبراً ذلك ابتزازًا دبلوماسيًا لا يخدم أي مسار تفاوضي. كما أكد أن إيران ملتزمة بما أسماه "الخط الاستراتيجي" في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مستندًا إلى أكثر من 14 تقريرًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن إيران "لم تنحرف" عن التزاماتها، وأن الادعاءات الغربية بشأن سوء النوايا "لا تستند إلى أي دليل حقيقي". سياق ما بعد الحرب: أوراق جديدة ومناخ متغير يرى مهدي أن مرحلة ما بعد الحرب غيّرت المشهد تمامًا، مشيرًا إلى أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة دمّرت جزءًا كبيرًا من المنشآت النووية الإيرانية. واعتبر أن الأسئلة الغربية حول مصير اليورانيوم المخصب أو أجهزة الطرد المركزي "تجاهلت عمداً التقارير والتفتيشات الدولية التي سبقت الحرب"، متهمًا واشنطن بأنها تسعى الآن للتفاوض على برنامج "قُصف ودُمّر بالفعل". ورأى أن على الترويكا الأوروبية أن تلتزم بوعودها السابقة، متذكراً تعهدات قادة أوروبيين مثل ماكرون وميركل وبوريس جونسون بإنشاء قنوات بديلة لتبادل مالي مع إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، وهي وعود لم تُنفذ، مما زاد من أزمة الثقة بين طهران والغرب. الاتهامات الأوروبية: مناورة إيرانية وغياب الشفافية في المقابل، جاءت المقاربة الأوروبية شديدة التحفظ والحذر، حيث اعتبر رامي خليفة العلي، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن الأوروبيين لا يلمسون إرادة حقيقية من إيران للوصول إلى اتفاق، رغم حرصهم على البقاء في موقع "الوسيط النزيه" بين طهران وواشنطن. وأشار العلي إلى عدة عوامل تثير الشكوك الأوروبية، أبرزها: 1. غياب الشفافية: إذ لا تزال إيران ترفض التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. 2. المخزون النووي المقلق: حيث بلغت كمية اليورانيوم المخصب نحو 400 كغم، وبعضها بنسبة 60%، وهو ما يقترب من النسبة المطلوبة لصناعة قنبلة نووية. 3. أجهزة الطرد المركزي المتقدمة: إيران طورت نماذج حتى الجيل الثامن، مما يشير إلى تسارع تقني يثير الريبة. 4. الخطاب المزدوج: حيث تقول طهران شيئًا في المفاوضات، وتمارس سياسة مغايرة في الداخل والإقليم. كما اتهم العلي طهران باستخدام أسلوب الابتزاز السياسي عبر التهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حال أعيد فرض العقوبات، ورفضها النقاش حول ملفات حساسة كبرنامجها الصاروخي أو دعم الميليشيات المسلحة، والتي تُصنف في أوروبا كمنظمات إرهابية. مفاوضات مهددة بالفشل: من الميدان إلى الطاولة.. والعكس وارد من جهة أخرى، أوضح العلي أن الأوروبيين يشعرون بقلق بالغ من احتمال عودة المواجهة العسكرية سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأميركي، وهو ما تحاول المفاوضات الحالية تفاديه. إلا أن غياب المؤشرات الإيجابية من الطرف الإيراني قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة، لا سيما أن بعض الأطراف داخل الغرب ترى أن طهران تشتري الوقت بهدف تعزيز مكاسبها التقنية على الأرض. وأشار إلى أن الأوروبيين يدركون أن القرار النهائي إيرانيًا هو سياسي، فامتلاك الإمكانيات التقنية لوحده لا يعني بالضرورة السعي لامتلاك سلاح نووي، لكن غياب جهة رقابية مستقلة وشفافة يمنع تأكيد حسن النوايا الإيرانية. وبحسب العلي، فإن الجانب الأوروبي لا يرفض بالمطلق رفع العقوبات، بل يرى أن ذلك يجب أن يتم ضمن "سلة متكاملة" تشمل البرنامج النووي، الصواريخ الباليستية، ودور إيران في المنطقة. ودون ذلك، فإن أي اتفاق جزئي يبقى هشًا، وعرضة للانهيار في أول مواجهة ميدانية أو سياسية. مستقبل المفاوضات.. خيارات محدودة ومسارات متضادة في ضوء المواقف المتضاربة، فإن مستقبل هذه المفاوضات يبدو مهددًا على مستويين: أوروبيًا، فإن فشل المحادثات يعني العودة إلى مجلس الأمن وتفعيل آلية الزناد، ما يعني إعادة فرض العقوبات تلقائيًا، الأمر الذي يزيد من عزلة إيران ويُصعّب فرص التهدئة. أميركيًا وإسرائيليًا، فإن تعثّر الحوار قد يُفسر بأنه دليل على وجود "نية خفية" لدى إيران، ما يفتح الباب مجددًا أمام الخيارات العسكرية، خاصة أن الحرب الأخيرة أظهرت تصاعدًا غير مسبوق في مستوى الاشتباك المباشر بين إسرائيل وإيران. تفاوض تحت الظلال الكثيفة رغم النبرة الدبلوماسية الظاهرة على تصريحات طهران والترويكا الأوروبية، فإن الواقع على الأرض لا يعكس ثقة متبادلة. إيران تتمسك بمواقفها، وتتهم الأوروبيين بالتبعية لواشنطن، فيما ترى أوروبا أن طهران تحاول المناورة وكسب الوقت في ظل غياب الشفافية. أما الضامن الوحيد، فهو غياب البديل الآمن عن التفاوض، مما قد يدفع الجانبين مجددًا إلى البحث عن تسوية، وإن جاءت متأخرة. ويبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل تنجح جولة إسطنبول في فتح نافذة جديدة قبل أن يُغلق باب الدبلوماسية تمامًا؟

مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني
مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني

شبكة النبأ

timeمنذ 2 ساعات

  • شبكة النبأ

مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني

وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار، وتصاعد التنافس بين القوى العظمى، يمكن لباكستان أن تقدم الشيء الكثير للولايات المتحدة؛ فهي ليست الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط الكبير فحسب، بل تمتلك أيضًا أقوى جيش في المنطقة، وهي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وقد أعادت حرب إسرائيل وإيران... بقلم: مارفن وينباوم، نادي علي- معهد الشرق الأوسط ترجمة: د. لطيف القصاب/ مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية استقبل الباكستانيون بارتياح إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي دام اثني عشر يومًا، فمع تصاعد التوترات بين الخصمين اللدودين، لاسيما عقب الغارات الجوية الأمريكية في الحادي والعشرين من حزيران ضد المنشآت النووية الإيرانية، ارتفعت وعلى نحو مفاجئ الأهمية الجيوسياسية لباكستان. لقد كانت كلًا من طهران وواشنطن تتوقعان من إسلام آباد الانحياز إلى موقفيهما، فالولايات المتحدة تأمل في أن تتفهم باكستان قرارها باستخدام القوة لتدمير برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، في حين كانت إيران تعوّل على وقوف باكستان إلى جانبها في متابعة ما تزعم أنه برنامج طاقة سلمي، وقد وضع هذا الوضع الحكومة الباكستانية في موقف حساس سياسيًا ودقيق دبلوماسيًا. فمن جهة، كانت بصدد تعزيز علاقاتها الستراتيجية مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، لم تكن ترغب في التخلي عن مبدأ دعم تقرير المصير لدولة إسلامية مجاورة، على أن أي هجوم يؤدي إلى زعزعة استقرار إيران يهدد في الوقت نفسه بإشعال أزمة داخل باكستان؛ إذ قد تستغل الجماعات الإرهابية الناشطة في إقليم بلوشستان المتوتر والممتد على الحدود الإيرانية-الباكستانية، قد تستغل الوضع الخارج عن السيطرة لتكثيف الهجمات أو الاستحواذ على مناطق حدودية رخوة. وعلى الرغم من كل هذه الاعتبارات، فإن الصراع الطويل بين إيران وإسرائيل لم يشكل من قبل تحديًا داخليًا بالغًا للمؤسسة العسكرية- المدنية الباكستانية كما فعل في هذه المرة، فقبل يوم واحد فقط من الضربات الأمريكية أقدمت باكستان على ترشيح الرئيس دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026، مشيدةً بـما سمته (تدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية) خلال الحرب الأخيرة التي دامت أربعة أيام بين الهند وباكستان، وقد كان هذا التوقيت سيئا للغاية فقد انتقدت أطياف سياسية واسعة المؤسسة الحاكمة لظهورها وكأنها تُرضي الولايات المتحدة، وتتخلى عن دولة إسلامية مجاورة! وهنا سارعت الحكومة الباكستانية إلى إدانة الضربات، ووصفتها بأنها (مقلقة بشدة) وانتهاك للمعايير الدولية، كما أعربت وزارة الخارجية عن قلقها العميق من احتمالات التصعيد، وتواصل رئيس الوزراء شهباز شريف مع الرئيس الإيراني بزشكيان مؤكدا دعم باكستان لإيران. لكن هذا الدعم من إسلام آباد كان محسوبًا بدقة؛ إذ تجاهلت الضغوط المحلية التي تطالب بتقديم دعم أمني لإيران مقتصرة على إبداء الدعم الخطابي والرمزي، فعلى الرغم من حالة التهدئة الأخيرة في علاقات إيران مع بعض جيرانها، فإنه من المرجح -واقعيا- أن لا ترحب أي دولة في المنطقة بفكرة وجود إيران نووية، ويُعتقد أن بعض القادة في باكستان يدعمون سرًا الإجراءات الأمريكية، أما الانتقادات العلنية، فيبدو أنها ترمي إلى إدارة الرأي العام الداخلي والحفاظ على خيارات دبلوماسية مفتوحة. لقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مؤخرا مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء شهباز شريف، اتفقا خلالها على العمل المشترك لتحقيق سلام دائم بين إيران وإسرائيل، وفي الوقت ذاته، اتصل القائد العسكري الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، برئيس أركان الجيش الباكستاني المشير عاصم منير ليشكره على موقف باكستان الشجاع ودعمها لإيران خلال حربها التي استمرت اثني عشر يومًا مع إسرائيل. إن قدرة باكستان على الحفاظ على علاقات بناءة مع كل من إيران والولايات المتحدة تضعها في موقع استراتيجي مهم لتجسير الفجوة والعمل بوصفها وسيطا موثوقا بين الطرفين، ولطالما برعت باكستان في هذه المناورات الدبلوماسية الدقيقة، وتمكنت على مدى عقود بالحفاظ على علاقة متوازنة بين خصمين كبيرين هما إيران والسعودية، مثلما تمكنت من البقاء على علاقات ودية مع دول عربية متعارضة بعضها مع البعض الآخر في كثير من الأحيان. لقد دعمت الحكومات الباكستانية العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان لمدة عشرين عامًا، في حين احتفظت أيضا بعلاقات أو تحالفات مع قسم من المتمردين الأفغان، كما انها رفضت ضمنيًا، ولكن دون إنكار صريح، فكرة تصنيف برنامجها النووي بوصفه برنامجا إسلاميا، وفي التوتر الذي نشب مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين، أظهرت إسلام آباد مهارة دبلوماسية في تجنب الانحياز لطرف ضد آخر، مستعيدةً لدورها المحوري في التقارب الأمريكي-الصيني عام 1971. وعلى الرغم من تجذّر مشاعر العداء لأمريكا في الوجدان الشعبي الباكستاني الذي تغذيه المعارضة السياسية منذ سنوات تحت بند نظرية المؤامرة، لاسيما مع التوافق الأمريكي مع السياسات الإسرائيلية في غزة، فإن السلطات المدنية والعسكرية في إسلام آباد عملت على تطبيع العلاقة مع واشنطن قدر الإمكان، وفي عهد الرئيس الامريكي جو بايدن شعرت الحكومة الباكستانية بالضيق من سياساته التي همّشت باكستان إقليميا فضيّقت من مفهوم العلاقات الثنائية، وقد شعر كثير من الباكستانيين بالإهانة الشخصية بسبب رفض بايدن التواصل مع قادة بلدهم، ومع هذا ظل رادار واشنطن يقظا تحسبا من تجدد خطر الإرهاب العالمي في المنطقة. في المقابل، ترى باكستان إدارة الرئيس دونالد ترامب مناسبة لبداية جديدة للعلاقات الباكستانية-الأمريكية، فقد أبدت إسلام آباد سرورها عندما خصّ الرئيس ترامب باكستان بالثناء في خطابه أمام الكونغرس في نيسان الماضي على خلفية مساعدتها في اعتقال أحد الإرهابيين، وقد استندت الحكومة والجيش الباكستاني إلى تصريحات ترامب لتصور إدارته في هيأة من يستعد للعب دور فعال في حل قضية كشمير، كما عبّر آخرون عن أملهم في أن تستغل واشنطن نفوذها لدى صندوق النقد الدولي لتخفيف شروطه الصارمة على البلد، لاسيما مع رحيل بايدن الذي منح باكستان فرصة للتخلص من الانتقادات الأمريكية المتواصلة بخصوص سجلها الخاص بحقوق الإنسان والممارسة الديمقراطية. وعلى الرغم من أن جدول أعمال ترامب الخارجية القائمة على عقد صفقات ناجحة تعزز مصالح أمريكا أولا قد خففت قليلًا من آمال باكستان بخصوص عقد علاقات دافئة مع واشنطن، فإن رد فعلها بقي هادئًا، بل عرضت على الولايات المتحدة امتيازات في المعادن النادرة وفرصا استثمارية تعزيزا لروابط البلدين بصرف النظر عن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية عالية وقيود سفر، خاصة بعد الحرب القصيرة مع الهند، فقد وجدت إسلام آباد نفسها مسرورة بمعاملة الوسطاء الأمريكيين لها على قدم المساواة مع نيودلهي، وفي حين رفضت الهند الاعتراف بالدور الأمريكي في إنهاء النزاع، أثنت باكستان على ترامب وروبيو وغيرهما. وكان أوضح مؤشر على تغير الأجواء الأمريكية الباكستانية ما يتمثل بزيارة واشنطن من طرف المارشال عاصم منير الذي يُعد أقوى شخصية في باكستان، لاسيما أن زيارته سبقت بأيام قليلة الغارات الأمريكية على إيران، وقد استُقبل الضيف العسكري الباكستاني في البنتاغون بحفاوة، والتقى بالرئيس الأمريكي في غداء خاص، وقد جاءت زيارته على إثر زيارة وفد دبلوماسي باكستاني أجرى لقاءات ناجحة مع مسؤولي وزارة الخارجية بخصوص تقديم رواية باكستان عن الحرب الأخيرة مع الهند، لكن تلك الزيارة تحولت إلى مصدر حرج لباكستان بعد التدخل الأمريكي العسكري في إيران؛ إذ عُدّت نكسة سياسية للائتلاف الحاكم، وسرعان ما حاولت المعارضة استغلالها على هذا الأساس، ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب بين إيران وإسرائيل، قدّم استراحة مؤقتة لكل من المؤسسة العسكرية، والمؤسسة المدنية في باكستان. إن الدفء الأخير في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان قد يتطلب تفسيرًا أعمق من مجرد المصالح المتبادلة وإبرام الصفقات، وفي ضوء النظر إليه في سياق الانخراط الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط وجنوب آسيا خلال الأشهر الأخيرة، فقد تكون واشنطن بصدد إعداد باكستان لتضطلع ثانية بدور الشريك الأمني الإقليمي الوثيق، كما كان هو الحال في إطار سياسة الاحتواء خلال الحرب الباردة، والمساهمة في هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ثم في حملة مكافحة التمرد ضد حركة طالبان الأفغانية بعد عام 2001. وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار، وتصاعد التنافس بين القوى العظمى، يمكن لباكستان أن تقدم الشيء الكثير للولايات المتحدة؛ فهي ليست الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط الكبير فحسب، بل تمتلك أيضًا أقوى جيش في المنطقة، وهي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وقد أعادت حرب إسرائيل وإيران تسليط الأضواء العالمية على باكستان، مما فاقم التحديات الكثيرة التي تواجهها أصلًا في سياستها الخارجية، وما يزال من غير الواضح تحديد الصورة التي ستتعامل باكستان بموجبها مع هذا المشهد الدولي المعقّد ودائم التغيّر. * مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/ 2001 – 2025 Ⓒ

اختتام جولة مفاوضات "النووى" فى إسطنبول.. محادثات طهران والترويكا الأوروبية للمرة الثانية عقب حرب ال12 يوما.. إيران: مشاورات جادة واتفقنا على استمرارها.. الهجمات قوضت أمن المنشآت النووية
اختتام جولة مفاوضات "النووى" فى إسطنبول.. محادثات طهران والترويكا الأوروبية للمرة الثانية عقب حرب ال12 يوما.. إيران: مشاورات جادة واتفقنا على استمرارها.. الهجمات قوضت أمن المنشآت النووية

مصرس

timeمنذ 2 ساعات

  • مصرس

اختتام جولة مفاوضات "النووى" فى إسطنبول.. محادثات طهران والترويكا الأوروبية للمرة الثانية عقب حرب ال12 يوما.. إيران: مشاورات جادة واتفقنا على استمرارها.. الهجمات قوضت أمن المنشآت النووية

اختتمت إيران جولة المحادثات بشأن البرنامج النووى مع الترويكا الأوربية (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) في إسطنبول؛ الجمعة، وهى ثانى جولة محادثات تجمع طهران بالقوى الغربية منذ حرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وضربت خلالها مواقع نووية وعسكرية رئيسية، وتدخلت فيها الولايات المتحدة بضرب 3 مواقع نووية إيرانية، وكانت الجولة السابقة في جنيف يونيو الماضى . مثلت جولة اسطنبول فرصة ل"تصحيح" موقف هذه القوى الأوروبية من برنامج طهران النووي، على حد وصف "خارجية طهران"، في وقت تهدد فيه الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.وقد توافد ممثلو دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى مقر القنصلية الإيرانية في إسطنبول، صباح الجمعة، للمشاركة في المفاوضات النووية مع طهران على مستوى نواب وزراء الخارجية، وقد مثل الجانب الإيراني في هذه المحادثات نائبا وزير الخارجية الايرانيان كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي.تأتى هذه الجولة بينما لا تزال الهوة واسعة جدا بين واشنطن وطهران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، إذ تعتبر الأخيرة هذه الأنشطة حقّا "غير قابل للتفاوض" بينما تعتبرها واشنطن "خطا أحمر".جددت إيران تأكيدها على أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، واصفة إياه على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي بأنه مسألة فخر وطني، وأكد عراقجي أنه من المهم لهم (الأوروبيين) أن يعلموا أن مواقف إيران ثابتة وأن تخصيبنا سيستمر.وأكد عراقجي أن أنشطة تخصيب اليورانيوم "متوقفة حاليا" بسبب الأضرار "الجسيمة والشديدة" التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية والإسرائيلية.من جانبه قال نائبا وزير الخارجية الإيراني "أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع مجموعة الترويكا الأوروبية، واتفقنا على استمرار المشاورات بشأن الملف النووي، وأضافا أن طهران ناقشت مع دول الترويكا آخر التطورات المتعلقة برفع العقوبات المفروضة على إيران والملف النووي.وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، أن بلاده اتفقت مع الترويكا الأوروبية، التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على مواصلة المحادثات حول برنامج طهران النووي، مشيراً عقب الجولة الأولى من المفاوضات في إسطنبول، إلى أن المحادثات كانت "جادة وصريحة ومفصلة"، فيما أعرب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، عن تفاؤله بعودة مفتشي الوكالة لإيران خلال العام الجاري.وتابع غريب آبادي: "انتقدنا بشدة مواقفهم تجاه الحرب العدوانية الأخيرة على شعبنا (الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران)، وأوضحنا مواقفنا المبدئية، بما في ذلك ما يسمى بآلية الزناد"، لافتاً إلى أن الجانبين بحثا خلال لقاء إسطنبول "أفكاراً محددة من جوانبها المختلفة".كما شددت الخارجية الإيرانية على أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية قوضت سلامة وأمن المنشآت النووية الإيرانية.كما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن اجتماع الجمعة في إسطنبول اختبار لواقعية الأوروبيين وفرصة لتصحيح مواقفها من المسألة النووية الإيرانية، وفق وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا).العقوبات على إيرانتمثل الدول الأوربية الثلاث بالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين وروسيا، الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران، ونص على فرض قيود كثيرة على النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي لعقوبات الأمم المتحدة عن طهران؛ لكن الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 من هذا الاتفاق من جانب واحد خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران.وبالمقابل، تمسكت باريس ولندن وبرلين باتفاق 2015، مؤكدة رغبتها بمواصلة التجارة مع إيران، مما جنب الأخيرة إعادة فرض العقوبات الأممية أو الأوروبية عليها.لكن هذه العواصم الأوروبية الثلاث تتهم اليوم طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها وتهددها بإعادة فرض العقوبات بموجب آلية منصوص عليها بالاتفاق، وبمجرد انتهاء صلاحية هذه الآلية في أكتوبر المقبل يمكن إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.ومن جانبه وصف كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الإيراني، اللجوء إلى آلية "سناب باك" بأنه "غير قانوني بتاتا" مؤكدا أن الدول الأوروبية أنهت التزاماتها بعدما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.وأضاف غريب آبادي لقد حذرناهم من المخاطر، لكننا ما زلنا نسعى إلى أرضية مشتركة.عرض أوربىوقال دبلوماسيون غربيون وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن الدول الأوروبية مستعدة لعرض تأجيل الموعد النهائي المرتقب لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، في حال وافقت الأخيرة على مجموعة من الشروط، من بينها استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، والتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة المعنيين بالبرنامج النووي.ويتعين على الدول الأوروبية الثلاث، الموقعة على الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 والذي انهار بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد خلال فترة ولايته الأولى، أن تقرر ما إذا كانت ستفعّل آلية "سناب باك".وذكرت الصحيفة، أن الدول الثلاث، المعروفة باسم E3، حذرت بشكل متكرر من أنها ستلجأ إلى هذه الآلية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في كبح برنامج إيران النووي، الذي شهد توسعاً كبيراً بعد انسحاب ترمب وفرضه عقوبات أميركية مشددة على طهران.وفي محاولة لخفض التصعيد، قال دبلوماسيون غربيون رفيعو المستوى ل"فاينانشيال تايمز"، إن الدول الأوروبية الثلاث، تقترح تمديد المُهلة المحددة للعقوبات الأممية لعدة أشهر.وبدون هذا التمديد، يتعين على الدول الثلاث اتخاذ قرار بشأن تفعيل آلية "سناب باك" بحلول منتصف سبتمبر المقبل، أي قبل شهر واحد من موعد انتهاء بعض البنود الرئيسية في اتفاق 2015، المقررة في 18 أكتوبر.وأوضح الدبلوماسيون، أن العرض الأوروبي سيكون مشروطاً بموافقة إيران على عدة التزامات، من بينها استئناف المحادثات مع إدارة ترامب والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرين إلى أن أي تمديد محتمل قد يستمر لعدة أشهر، وسيتطلب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، فيما رفضت مصادر أوروبية رسمية الرد على طلبات الصحيفة الحصول على تعليق بشأن هذه المعلومات.جولات التفاوضكانت إيران والدول الثلاث قد أجرت مفاوضات في جنيف، خلال يونيو الماضي، بعد نحو أسبوع من بداية الحرب الإسرائيلية الإيرانية. حينها أكد عراقجي رفض طهران أي تفاوض عن قدراتها العسكرية أو أنظمتها الدفاعية، مشدداً على ضرورة حصر المحادثات في الملف النووي فقط.وكانت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والتي جرت على 5 جولات قبل الحرب في مسقط وروما التي كانت ترعاها سلطنة عمان قد توقفت عقب الحرب التى شنتها إسرائيل وهجمات الولايات المتحدة ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية فوردو، ونطنز، وأصفهان.وفى مطلع يوليو الجارى أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن مفتشيها غادروا إيران عائدين إلى مقر الوكالة. وأفادت الوكالة بأن المفتشين كانوا في طهران طوال فترة التصعيد العسكري الذي استمر 12 يوماً مع إسرائيل الشهر الماضي، والذي تضمن ضربات أمريكية على المنشآت النووية في إيران.وحذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الثلاثاء الماضى، من أنه إذا لم تُفضِ المفاوضات النووية مع إيران إلى "اتفاق يمكن التحقق منه"، فسيتم تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران بحلول 31 أغسطس المقبل.ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين، إلى جانب باريس ولندن، تواصل جهودها المكثفة للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم بشأن الملف النووي الإيراني. وحذرت مجددًا من أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل، في غضون شهر ونصف الشهر تقريبا من الآن، فسيظل خيار تفعيل آلية الزناد مطروحًا.كانت إيران قد عقدت اجتماعاً ثلاثياً مع روسيا والصين في طهران، الثلاثاء، على مستوى المديرين العامين لمناقشة احتمالية تفعيل "آلية الزناد".كما التقى علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد الماضى، لبحث قضايا، بينها البرنامج النووي الإيراني.كما حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في منتصف الشهر الجارى من أن الوقت المتاح لتفعيل آلية الزناد "ينفد"، مشيرة إلى أن الملف سيُناقش في الاجتماع القادم لمجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store