logo
أبرز 10 دول في العالم تتداول العملات الرقمية بينها دولة عربية

أبرز 10 دول في العالم تتداول العملات الرقمية بينها دولة عربية

الجزيرة١٣-٠٥-٢٠٢٥

منذ ظهور عملة البيتكوين في عام 2009، اجتاحت العملات الرقمية العالم باعتبارها ثورة في النظام المالي العالمي، وباتت أداة استثمار وتبادل مالي في العديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وفي حين تتسابق دول كبرى على تنظيم وتبني هذه العملات، لا تزال مواقف الدول العربية متفاوتة بين السماح والحظر والتجريب والتنظيم الجزئي.
في هذا التقرير تلقي الجزيرة نت الضوء على تاريخ العملات الرقمية، والدول العشر الأبرز عالميا في مجال تبني هذه العملات، ونتناول واقع هذه الظاهرة المالية في العالم العربي.
تاريخ العملات الرقمية
في عام 2008، أصدر شخص مجهول الهوية يُعرف باسم ساتوشي ناكاموتو الورقة البيضاء لبيتكوين التي وصف فيها عملة رقمية لا مركزية تعمل من نظير إلى نظير من دون تدخل البنوك أو الحكومات، مع حد أقصى لإجمالي العرض عند 21 مليون عملة.
وتم تعدين أول كتلة بيتكوين في عام 2009، وتمت أول معاملة حقيقية بها في 2010، ورغم بداياتها البسيطة، ارتفعت قيمة البيتكوين سريعا، وبدأت العملات الرقمية تحظى باهتمام أوسع وفقا لمنصة "وورد" (world.org).
شهدت السنوات اللاحقة تحديات كبيرة مثل اختراق منصة (Mt.Gox ) عام 2014 وسرقة آلاف العملات، مما أدى إلى خسائر ضخمة وهز الثقة بالسوق، ورغم ذلك، ساعدت هذه الحادثة في تحسين البنية التحتية الأمنية وإنشاء بورصات مركزية أكثر أمانا.
في الفترة نفسها، ظهرت عملة الإيثيريوم عام 2015، والتي أدخلت مفهوم العقود الذكية وسمحت بتطوير تطبيقات لامركزية مما فتح الباب أمام ثورات مثل التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).
وبحلول عام 2020، بلغ سوق العملات الرقمية ذروته مع تسجيل البيتكوين أعلى سعر له آنذاك، وبدأت مؤسسات كبرى مثل تسلا (Tesla) ومايكروستراتيجي (MicroStrategy) باعتماد العملات الرقمية.
مع ذلك، بقي القطاع يعاني من تقلبات حادة وانهيارات مثل أزمة (يو إس تي) (UST) في 2022.
ومع تطور التنظيمات الحكومية، يبدو أن مستقبل العملات الرقمية مرهون بمدى التوازن بين الابتكار والرقابة وفقًا للمصدر السابق.
مواقف دول وحكومات العالم من العملات الرقمية
مع تزايد اعتماد الأفراد والمؤسسات على التكنولوجيا الرقمية في مجالات النقود والمدفوعات، أدركت البنوك المركزية حول العالم أن بقاءها في صدارة النظام المالي يقتضي مواكبة هذا التحول من خلال تقديم خيار رقمي رسمي، وإلا فلن يكون لها مستقبل في عالم المال.
ونتيجة لذلك، بدأت عشرات البنوك المركزية حول العالم في تطوير وإطلاق عملاتها الرقمية الخاصة، المعروفة باسم "العملة الرقمية للبنك المركزي" (Central Bank Digital Currency – CBDC).
وفيما يلي أبرز مستجدات هذا التوجه العالمي، وفقًا لما نشرته منصة أتلانتيك كاونسل:
تدرس 134 دولة واتحادا نقديا في العالم، تمثل 98% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إصدار عملة رقمية للبنك المركزي الخاص بها، وفي مايو/أيار 2020، كان هذا العدد 35 دولة فقط، وحاليا، ثمة 66 دولة في مرحلة متقدمة من الاستكشاف أو التطوير أو التجربة أو الإطلاق.
جميع دول مجموعة العشرين تستكشف حاليا إمكانية إصدار عملة رقمية للبنك المركزي، و19 منها في مراحل متقدمة في هذه العملية، ومن بين هذه الدول، ثمة 13 دولة في المرحلة التجريبية بالفعل، وتشمل البرازيل واليابان والهند وأستراليا وروسيا وتركيا.
جميع الدول الأعضاء الأصلية في مجموعة البريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا – تُجري حاليا تجربة على عملة رقمية للبنك المركزي، ودأبت مجموعة البريكس على الترويج لتطوير نظام مدفوعات بديل للدولار الأميركي.
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية واستجابة مجموعة الدول السبع لعقوباتها، تضاعفت مشاريع تداول العملات الرقمية للبنوك المركزية بالجملة عبر الحدود، ويوجد حاليا 13 مشروعا منها مشروع "إم بريدج" (mBridge) الذي يربط البنوك في الصين وتايلند والإمارات وهونغ كونغ والسعودية، ومن المرجح أن يتوسع هذا المشروع ليشمل المزيد من الدول هذا العام.
لا يزال "اليوان الرقمي (e-CNY) "أكبر عملة رقمية تجريبية لبنك مركزي في العالم، وفي يونيو/حزيران 2024، وبلغ إجمالي حجم المعاملات 7 تريليونات يوان رقمي (986 مليار دولار) في 17 منطقة إقليمية، شملت قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والسياحة. ويقترب هذا الرقم من 4 أضعاف الرقم الذي سجله بنك الشعب الصيني في يونيو/حزيران 2023، والبالغ 1.8 تريليون يوان (253 مليار دولار).
سُجلت أعلى نسبة جديدة من العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) بـ44 مشروعا تجريبيا جاريا، بما في ذلك اليورو الرقمي، وتُجري الدول الأوروبية، سواءً في منطقة اليورو أو خارجها، اختبارات متزايدة على العملات الرقمية للبنوك المركزية بالجملة، محليا وعبر الحدود.
أبرز 10 دول في العالم تتداول العملات الرقمية عام 2025
في عام 2025، ومع استمرار نمو صناعة العملات المشفرة، برزت بعض الدول كقادة عالميين في تعزيز بيئات داعمة للعملات المشفرة، وتوفر هذه الدول وضوحا تنظيميا وحوافز ضريبية وبنية تحتية داعمة، مما يجعلها مراكز جاذبة لشركات البلوك تشين والمستثمرين.
وهذه أبرز 10 دول تتعامل بالعملات الرقمية وتعتبر من كبار الداعمين لها عام 2025 وفقا لعدد من المواقع والمنصات منها كوين ماركت كاب ونوماد كابيتلاست وكوين كاب و "سام ساب".
1- سويسرا
تُعد سويسرا، وتحديدا مدينة تسوغ المعروفة بـ"وادي العملات المشفرة"، من أبرز الرواد العالميين في مجال ابتكارات تقنية البلوك تشين.
وتتميز البلاد بإطار تنظيمي واضح وشفاف للعملات الرقمية، وتوفر هيئة الرقابة على السوق المالية السويسرية إرشادات مفصلة لعروض العملات الأولية ولشركات الأصول الرقمية، إضافة إلى ذلك، تعتمد سويسرا سياسات ضريبية مرنة وميسرة تُشجع المستثمرين في العملات المشفرة، مما يعزز مكانتها كوجهة رائدة لمشاريع البلوك تشين العالمية.
تُعرف سنغافورة بموقفها المتقدم والداعم للعملات المشفرة، حيث تنظم هيئة النقد السنغافورية (MAS) الأصول الرقمية ضمن إطار قانون خدمات الدفع، مما يوفر بيئة تنظيمية واضحة وآمنة للشركات والمستثمرين على حد سواء.
وتلعب المؤسسات الأكاديمية دورا محوريا في تعزيز هذا القطاع، وتقدّم جامعات مرموقة مثل الجامعة الوطنية السنغافورية (NUS) وجامعة سنغافورة للإدارة برامج تعليمية متخصصة في تقنية البلوك تشين، كما تسهم فعاليات كبرى، مثل (أسبوع البلوك تشين)، في نشر الوعي وتعزيز المعرفة في هذا المجال.
وتُعد السياسة الضريبية الجاذبة، بما في ذلك ضريبة أرباح رأس المال المنخفضة على معاملات العملات المشفرة، من العوامل التي جعلت سنغافورة بيئة مثالية للشركات الناشئة في قطاع البلوك تشين.
3- هونغ كونغ
تبنّت هونغ كونغ قطاع العملات المشفرة من خلال تطوير أطر تنظيمية واضحة وداعمة لبورصات التداول وشركات الأصول الرقمية، وتُشرف هيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة على هذا القطاع عبر إصدار إرشادات مفصلة لمنصات تداول الأصول الافتراضية، بالإضافة إلى تطبيق قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الذي يعزز الشفافية التنظيمية، ويحدد متطلبات الامتثال لمزودي خدمات الأصول الافتراضية، إلى جانب حماية المستثمرين.
ويُسلط مشروع إنسيمبل ساندبوكس الضوء على جهود هونغ كونغ في استكشاف تقنيات ترميز الأصول، بينما تدعم الصناديق الحكومية الابتكار وريادة الأعمال في المجال الرقمي.
وتُعزّز البنية التحتية المالية المتقدمة لهونغ كونغ، إلى جانب سهولة الوصول إلى الأسواق العالمية، مكانتها كوجهة مثالية لمشاريع العملات المشفرة.
4- الإمارات
أصبحت الإمارات وبالأخص إمارة دبي مركزا عالميا في مجال العملات الرقمية، وقد أسست دبي سلطة تنظيم الأصول الافتراضية التي وضعت إطارا تنظيميا واضحا وشاملا لتنظيم تداول الأصول الرقمية.
وأنشأت الدولة مناطق حرة داعمة لصناعة العملات المشفرة، أبرزها مركز دبي للسلع المتعددة الذي يُعد من أبرز البيئات المحفزة لنمو شركات البلوك تشين والعملات الرقمية.
تُعد كندا من أوائل الدول التي تبنّت لوائح تنظيمية واضحة للعملات المشفرة، حيث أصدرت هيئة الأوراق المالية الكندية إرشادات شاملة لتنظيم هذا القطاع، وتمتلك البلاد نظاما بيئيا متقدما في مجال تقنية البلوك تشين، وتُعتبر من أوائل الدول التي سمحت بإطلاق صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) مما يعزز شرعية الاستثمار في الأصول الرقمية.
كما توفر بنوك كبرى مثل سكوتيا بنك خدمات مخصصة لشركات العملات المشفرة، في خطوة تعكس دعم النظام المالي التقليدي لهذا المجال، وتتميز كندا كذلك بسياسات ضريبية مشجعة، خاصة للمستثمرين الذين يتبنون إستراتيجيات طويلة الأجل، مما يجعلها بيئة جاذبة لنمو وتطور سوق العملات الرقمية.
6- أميركا
رغم التحديات التنظيمية التي يواجهها قطاع العملات المشفرة في الولايات المتحدة ، فإنها لا تزال تُعد من أبرز اللاعبين العالميين في هذا المجال، وتحتضن البلاد عددا كبيرا من الشركات الناشئة في تقنيات البلوك تشين، إلى جانب منصات التداول الكبرى والمستثمرين المؤسسيين.
إعلان
وتشرف هيئات تنظيمية مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات وهيئة تداول العقود الآجلة للسلع" على تنظيم هذا القطاع، بينما تبنت ولايات مثل "وايومنغ" و"تكساس" تشريعات داعمة تُعزز بيئة الابتكار والعملات الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية الكبرى مثل فيديليتي وباي بال بدمج خدمات العملات المشفرة في عروضها، مما يوسع من نطاق الاستخدام، وبفضل وجود رأس مال استثماري ضخم ومؤسسات مالية قوية، تُعد الولايات المتحدة بيئة خصبة لتطور وتوسع صناعة الأصول الرقمية.
7- جزر كايمان
تُعد جزر كايمان مركزا ماليا عالميا بارزا يتمتع بإطار قانوني مُتقدم يدعم شركات العملات المشفرة، ويُوفر قانون الأصول الافتراضية (مقدمو الخدمات) في الجزر قواعد ترخيص واضحة وإرشادات صارمة مما يُضفي على بيئة الأعمال قدرا عاليا من الشفافية والموثوقية.
وتتميز بعدم فرض ضرائب مباشرة على معاملات العملات المشفرة، مما يجعلها وجهة للمستثمرين والشركات، كما تسهم البنية التحتية المصرفية المتطورة، إلى جانب تقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في دعم عمليات مزودي خدمات الأصول الرقمية، وبفضل هذه المزايا الضريبية والتنظيمية، أصبحت جزر كايمان خيارا مفضلا للعديد من شركات العملات المشفرة وصناديق التحوط العالمية.
وضعت أستراليا إطارا قانونيا متكاملا لتنظيم سوق العملات المشفرة، تشرف عليه هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية التي تضمن الامتثال وتوفير بيئة آمنة للأصول الرقمية.
وتُظهر الحكومة الأسترالية انفتاحا كبيرا على التعاون مع شركات البلوك تشين، سعيا لتحقيق التوازن بين الرقابة والتنمية، حيث توفر بيئة تنظيمية تجريبية تُشجع الابتكار في هذا القطاع. كما تعتمد البلاد سياسات ضريبية تصاعدية تُراعي طبيعة التداولات الرقمية، مما يُوفر حوافز مهمة للمتداولين والمستثمرين على المدى الطويل.
تُعدّ البرتغال من أكثر الدول الأوروبية ملاءمة للعملات المشفرة، بفضل إعفاء أرباح الأصول المحتفظ بها لأكثر من عام من الضرائب، وبيئة تنظيمية مفتوحة من دون تراخيص إلزامية، وتُبدي بنوكها المحلية انفتاحا متزايدا على التعامل مع شركات العملات المشفرة، وتبرز لشبونة كمركز رئيسي للابتكار الرقمي، مدعومة بخطط وطنية للتحول الرقمي ودمج تقنية البلوك تشين.
يُطلق الكثيرون على مالطا اسم جزيرة البلوك تشين، وتعد من الدول الرائدة في تبني العملات المشفرة بفضل إطارها التنظيمي الواضح والداعم، توفر الحكومة بيئة شفافة ومشجعة على الابتكار لشركات الويب 3، كما أن مالطا لا تفرض ضريبة على أرباح رأس المال من المكاسب طويلة الأجل، مما يشجع على الاحتفاظ بالاستثمارات.
وتُقدم البنوك في مالطا خدمات للعملات المشفرة، ويستضيف البلد شركات كبيرة مثل بينانس وأوكي إكس مما يعزز مكانتها كوجهة رئيسية للعملات الرقمية.
العملات المشفرة في الدول العربية
تختلف سياسات الدول العربية تجاه العملات الرقمية، وتتراوح بين السماح والدعم الكامل وإصدار الأنظمة التي تنظم عملها كما هو الحال في الإمارات والبحرين، وبين الدول التي تحظر هذه العملات بالكامل مثل الجزائر ومصر والأردن.
وإليكم نظرة موجزة على واقع العملات الرقمية في عدد من أبرز الدول العربية:
الإمارات
تُعد الإمارات، وخاصة دبي، من أكثر الدول العربية تقدما في مجال تنظيم العملات الرقمية، وأنشأت دبي سلطة تنظيم الأصول الافتراضية التي وضعت إطارا تنظيميا واضحا وشاملا لتنظيم تداول الأصول الرقمية.
وجذبت هذه السياسات شركات كبرى مثل "بينانس" (Binance)، مما جعل دبي مركزا مرموقا للعملات الرقمية.
تُعتبر البحرين من الدول الرائدة في تنظيم العملات الرقمية في المنطقة، وأصدر مصرف البحرين المركزي إرشادات تنظيمية تسمح بتشغيل بورصات العملات الرقمية وتقديم خدمات الأصول المشفرة، وقد جذبت هذه السياسات شركات عالمية مثل بينانس، التي حصلت على ترخيص للعمل في البحرين.
تتبنى السعودية نهجا حذرا تجاه العملات الرقمية، ومع ذلك يشهد الإطار التنظيمي للعملات الرقمية في السعودية تطورا مستمرا، وقد اتخذت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) خطوات لتنظيم سوق العملات الرقمية والإشراف عليه لضمان الاستقرار المالي وحماية المستهلكين وفقا لمنصة (غرانت ثورنتون).
العملات المشفرة، بما في ذلك البيتكوين، غير قانونية بموجب القانون المصري، ويحظر قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي صراحة إصدار أو تداول أو الترويج للعملات المشفرة من دون موافقة مسبقة من البنك المركزي المصري.
ويحدد القانون عقوبات صارمة، بما في ذلك الغرامات والسجن، لمن يمارسون أنشطة غير مصرح بها تتعلق بالعملات المشفرة.
رغم أن المغرب حظر العملات الرقمية منذ عام 2017، فإن البنك المركزي المغربي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن إعداد مشروع قانون لتنظيم الأصول الرقمية.
وهذا يشير إلى تحول تدريجي نحو تقنين استخدامها، مع التركيز على تعزيز الشمول المالي، كما يستكشف المغرب أيضا إصدار عملة رقمية للبنك المركزي وفقا لوكالة رويترز.
تحظر الجزائر تماما استخدام العملات الرقمية، وفق قانون المالية لعام 2018، شراء أو بيع أو حيازة هذه العملات، ويعكس هذا القانون مخاوف السلطات الجزائرية من التأثيرات السلبية المحتملة لهذه العملات على الاقتصاد المحلي والأمن المالي.
يحظر البنك المركزي الأردني استخدام العملات الرقمية مثل البيتكوين منذ عام 2014. ومع ذلك، هناك اهتمام متزايد بتقنية البلوك تشين وتطبيقاتها في مجالات مثل الخدمات الحكومية والمالية.
يزدهر نظام العملات المشفرة بالابتكار المستمر، الذي وسّع نطاق استخدامه إلى ما هو أبعد من المدفوعات الرقمية.
وحوّلت العقود الذكية، التي كانت إيثيريوم رائدة فيها، شبكات بلوك تشين إلى منصات قابلة للبرمجة، مما يُتيح تنفيذًا آليًا وآمنًا للاتفاقيات دون وسطاء.
وقد أدى ذلك إلى ظهور التمويل اللامركزي (DeFi)، وهو قطاع مزدهر يُقدم خدمات مثل الإقراض والاقتراض والتحصيل دون الحاجة إلى البنوك التقليدية.
واجتذبت بروتوكولات التمويل اللامركزي مليارات الدولارات من الاستثمارات، مما يُبرز قدرة السوق على إحداث نقلة نوعية في التمويل التقليدي وفقا لمنصة "غلوب نيوز واير".
وقالت دينيل ديكسون، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "ستريلار ديفلومبمنت فاونديشن" (Stellar Development Foundation) في جلسة بمنتدى دافوس الاقتصادي: "إن العملات المشفرة لا تزال في بداياتها".
وأضافت "أعتقد أن نحو نصف شركات "فورتشن 500″ لديها مشروع تجريبي في مجال العملات المشفرة. هذه تقنية ستُحدث النظام المالي عالميًا، وتجعله أسرع وأرخص وأكثر كفاءة".
وتابعت في جلسة دافوس: "لا يُركز الكثير على الفائدة الفعلية، أو سرعة جميع الأصول، أو ما يحدث فعليًا على السلسلة والذي يُحدث تحولًا حقيقيًا". الهدف من هذه التقنية هو إمكانية نقل الأصول بسرعة فائقة، من نظير إلى نظير، وإيصالها، بلا حدود، إلى جميع أنحاء العالم.
واستطردت " تخيّلوا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يُوصلون المساعدات إلى أوكرانيا (باستخدام تقنية البلوك تشين)، ويستلمها المستخدم النهائي في أقل من 3 دقائق. هذا أمرٌ مُذهل، ولكن هذا ما تفعله تقنية البلوك تشين".
وختاما، وفي ظل ما تشهده العملات الرقمية وتقنية البلوك تشين من تطور متسارع، يبدو أن العالم يقف على أعتاب ثورة مالية حقيقية.
فهذه التقنيات لا تقتصر على كونها بدائل للمدفوعات التقليدية، بل باتت تشكّل بنية تحتية جديدة لأنظمة مالية أكثر شفافية وشمولية وفعالية.
وإذ لا تزال في مراحلها الأولى، فإن هناك مؤشرات قوية على الإمكانات الهائلة التي تحملها هذه التكنولوجيا. ومع استمرار الابتكار والتوسع، من المرجح أن تلعب العملات الرقمية دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي، وتحقيق نقلة نوعية في مفهوم القيمة والتبادل المالي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‫ منتدى قطر الاقتصادي 2025.. إيلون ماسك يستعرض رؤيته المستقبلية للذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية
‫ منتدى قطر الاقتصادي 2025.. إيلون ماسك يستعرض رؤيته المستقبلية للذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية

العرب القطرية

timeمنذ 3 ساعات

  • العرب القطرية

‫ منتدى قطر الاقتصادي 2025.. إيلون ماسك يستعرض رؤيته المستقبلية للذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية

دعا السيد ايلون ماسك مستشار وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية والرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس إلى تنظيم عملية التشريعات المتعلقة بصناعة السيارات والذكاء الاصطناعي لتواكب التطور الحاصل في هذه المجالات التي تتطلب مجاراتها بتشريعات مناسبة. وأعلن ماسك، في حوار أجراه عن بعد في منتدى قطر الاقتصادي، عن استمراره في قيادة شركة تصنيع السيارات الكهربائية تسلا لمدة خمس سنوات، وذلك على خلفية تصريحات لمستثمرين شككوا في مدى التزامه بقيادة الشركة، مبينا أن وجوده في منصب مستشار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر وزارة كفاءة الحكومة المعروفة باسم "دوج DOGE" لا يعتبر تضارب مصالح، وأن دوره استشاري فقط وليس صاحب قرار، مشيرا إلى أن وزارة كفاءة الحكومة حققت خلال الفترة الماضية نجاحا وتطورا. وتحدث إيلون ماسك، في الحوار، عن مستقبل الذكاء الاصطناعي ومستقبل السيارات الكهربائية وكيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة تغيير مستقبل العالم، إلى جانب تطرقه لخدمة الانترنت عبر الأقمار الاصطناعية ستارلينك، والنظرة المستقبلية لها. كما نوه، في اجابته عن بعض الأسئلة، إلى تمويله المستقبلي للحملات الانتخابية بالقول "أفكر بإنفاق قدر أقل على الحملات في المستقبل.. وإذا رأيت هناك حاجة للانفاق السياسي سأفعل"، نافيا من جهة أخرى تواصله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يعود آخر حديث بينهما إلى خمس سنوات ماضية.

تراجعت 11 مرتبة.. تونس تنحدر في تصنيف حرية الصحافة
تراجعت 11 مرتبة.. تونس تنحدر في تصنيف حرية الصحافة

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

تراجعت 11 مرتبة.. تونس تنحدر في تصنيف حرية الصحافة

المرصد كشف أحدث تقارير منظمة 'مراسلون بلا حدود' عن تراجع تونس 11 مرتبة دفعة واحدة في مؤشر حرية الصحافة، لتسجل أكبر تراجع بمنطقة شمال أفريقيا على مستوى المؤشر الاقتصادي المرتبط بحرية الصحافة. اقرأ المزيد

نقص المعادن الأرضية النادرة الصينية يهدد سلاسل التوريد العالمية
نقص المعادن الأرضية النادرة الصينية يهدد سلاسل التوريد العالمية

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

نقص المعادن الأرضية النادرة الصينية يهدد سلاسل التوريد العالمية

سمحت الصين بدخول بعض شحنات المعادن الأرضية النادرة بموجب قواعد جديدة لضوابط التصدير، إلا أن بطء وتيرة الموافقات يُهدد بتعطيل سلاسل التوريد العالمية، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مشاركين في القطاع. وفرضت بكين في أوائل أبريل/نيسان الماضي قيودًا على تصدير 7 عناصر أرضية نادرة ومغناطيسات أساسية، وهي عناصر حيوية لمنتجات تتراوح بين المركبات الكهربائية وتوربينات الرياح والروبوتات الشبيهة بالبشر والطائرات المقاتلة. أفاد مصدّرون ومجموعات صناعية صينية وخبراء في سلاسل التوريد بأنه بعد أسابيع من التأخير وافقت وزارة التجارة الصينية على بعض تراخيص التصدير إلى أوروبا، ولكن بوتيرة أبطأ بكثير من أن تُلبي الطلب. ونقلت الصحيفة البريطانية عن عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية فولفغانغ نيدرمارك قوله "فرصة تجنب إلحاق ضرر كبير بالإنتاج في أوروبا تتلاشى بسرعة". وأعربت شركات تصنيع أميركية، بما في ذلك تسلا وفورد ولوكهيد مارتن، عن قلقها إزاء ضوابط التصدير الصينية الجديدة في إحاطات للمستثمرين مؤخرًا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول تنفيذي أوروبي في الصين، لم تكشف عن هويته، قوله إن التأخيرات الحالية "لا تُحتمل" بالنسبة للمصنعين الأجانب، مضيفا "ما أشهده على أرض الواقع هو انعدام كفاءة حقيقي؛ لقد قللوا من تقدير الأثر المتوقع وما يجب الاستعداد له على مستوى العمل". جاء توسيع الصين ضوابطها على صادرات المعادن الأرضية النادرة ردًا على التعريفات الجمركية الشاملة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل/نيسان الماضي. وسلطت هذه الضوابط، التي تُلزم المصدرين بالحصول على تراخيص من مسؤولي وزارة التجارة لشحنات المعادن الأرضية النادرة السبعة المستهدفة والمغناطيسات الأساسية المصنوعة منها، الضوء على النفوذ الجيوسياسي الذي تمنحه هيمنة الصين على إمدادات المعادن العالمية. وحسب الصحيفة، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت الصين بدأت في الموافقة على الصادرات إلى الولايات المتحدة منذ أن اتفقت القوتان الاقتصاديتان على وقف حرب التعريفات هذا الشهر. وذكرت شركة يانتاي تشنغهاي للمواد المغناطيسية، وهي شركة تصدير مقرها مقاطعة شاندونغ شرقي الصين ، أنها حصلت على تراخيص تصدير، و"استأنفت" تلقي الطلبات من بعض العملاء. وفي سياق منفصل، قال مصدران مطلعان إنه تمت الموافقة على شحنة واحدة على الأقل متجهة إلى شركة فولكس فاغن الألمانية لصناعة السيارات. وأكدت فولكس فاغن استقرار إمداداتها من القطع التي تحتوي على معادن أرضية نادرة، وأن مورديها قد مُنحوا "عددًا محدودا من تراخيص التصدير". وثمة مخاوف واسعة النطاق في قطاع الصناعة من أن بيروقراطية التراخيص في الصين ستُثقل كاهلها مع تزايد عدد الطلبات، حسب الصحيفة. وقالت الهيئة التنفيذية الأوروبية إن الشركات الأوروبية "غير متأكدة من كيفية إثبات" عدم إعادة تصدير شحناتها إلى الولايات المتحدة، مما يُمثل انتهاكًا لشروط الترخيص. تحدٍ وقال رئيس شركة تسلا إيلون ماسك للمستثمرين الشهر الماضي إن الصين سعت للحصول على ضمانات بأن مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة التي تحتاجها شركته لأذرع الروبوتات لن تُستخدم لأغراض عسكرية، وقال "هذا مثال على التحدي هناك. أنا واثق من أننا سنتغلب على هذه المشكلات". إعلان وقال الرئيس التنفيذي لوحدة السيارات التابعة لشركة ماهيندرا آند ماهيندرا الهندية راجيش جيجوريكار إن الحصول على شهادة الاستخدام النهائي -التي تهدف إلى ضمان عدم استخدام الإمدادات في الأسلحة- غير واضح في الوقت الحالي. وقالت مديرة في شركة تشنغدو غالاكسي ماغنتس، التي تبيع المغناطيسات الدائمة، إن وقف الشحنات ذات الصلة بالأغراض العسكرية كان مصدر قلق للسلطات الصينية، مضيفة أن شركتها تساعد العملاء على تقديم بيانات إلى السلطات للحصول على موافقة التصدير، لكن الطلبات "ذات الصلة بالأغراض العسكرية" غير مسموح بها. ونقلت الصحيفة عن المسؤولة من دون كشف هويتها، قولها "قد يُسمح بالتصدير للتطبيقات غير العسكرية". وتُستخدم المغناطيسات الأساسية في الطائرات المقاتلة مثل طائرة إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد، ومن المتوقع أن تتسبب الضوابط الجديدة في مشاكل قصيرة المدى وتفرض تحولات طويلة المدى في سلسلة التوريد. وقال إيفان سكوت المدير المالي لشركة لوكهيد للمستثمرين هذا الأسبوع إن للشركة ما يكفي من المواد الأرضية النادرة لهذا العام، وتوقع أن تُعطي السلطات الأميركية الأولوية لتوريد لوكهيد "نظرًا لأهمية برامجنا". وفي ضوء التهدئة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا، يتوقع كومبس أن تمنح وزارة التجارة المزيد من الموافقات، لكنه حذر من استمرار حالة عدم اليقين، قائلا "يريد الجميع من وزارة التجارة توضيح الأمور. لكن النفوذ الإستراتيجي للصين يعتمد جزئيًا على قدرتها على استخدام ذراع التحكم في الصادرات إلى الحد الذي لا تُقدم فيه الولايات المتحدة صفقة مُرضية". وقال خبراء إن أحدث ضوابط على المعادن الأرضية النادرة ستُعزز الجهود الغربية لتقليل اعتمادها على الصين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store