logo
ثلاثة فنانين إماراتيين في عرض عالمي بلندن

ثلاثة فنانين إماراتيين في عرض عالمي بلندن

صحيفة الخليجمنذ 4 ساعات

* إيهاب درويش وفاطمة الهاشمي وأحمد الحوسني يبدعون بروائع موسيقية
* هدى الخميس: بداية فصل جديد في علاقاتنا الثقافية بالمملكة المتحدة
====
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وبرعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، قدّم المهرجان، بالتعاون مع صندوق السلام والازدهار، حفلاً استثنائياً جمع للمرة الأولى ثلاثة فنانين إماراتيين مع آخرين عالميين على مسرح قصر كنسينغتون في لندن، الجمعة الماضي، ضمن برنامج «المهرجان في الخارج».
ويشكّل الحفل محطة مفصلية جديدة في مسيرة المهرجان نحو ترسيخ حضور الإمارات الثقافي على الساحة الدولية، وتأكيد رسالته في بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي من خلال الموسيقى.
وجاء هذا الإنتاج المشترك تتويجاً لبرنامج الإقامة الفنية المكثفة الذي امتد لثلاثة أسابيع في المملكة المتحدة، بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وبالتعاون مع صندوق السلام والازدهار. وخضع الفنانون المشاركون لسلسلة من التدريبات والورش والحوارات الفنية تحت إشراف نخبة من كبار المربين الموسيقيين في عدد من أهم المسارح البريطانية. وقدّم الحفل نتاج هذا التفاعل الفني البنّاء، بمزيج إبداعي جمع بين التقاليد الموسيقية الإماراتية والتأثيرات العالمية، في تأكيد لأهمية التبادل الثقافي في صناعة الحوارات الفنية وإلهام أشكال جديدة من الإبداع المعاصر.
وشكّل العرض العالمي الأول للعمل الموسيقي «أطلال الزمن» المحور الرئيسي للأمسية، وهو مؤلّف جديد بتكليف حصري من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وضعه المؤلف الإماراتي البارز إيهاب درويش، المعروف بإيصال الهوية الثقافية للإمارات إلى الجمهور العالمي من خلال الموسيقى. وتضمّن البرنامج أداء مميزاً لـ «الميزو - سوبرانو» فاطمة الهاشمي، التي قدّمت روائع من أعمال سان سانس وموزارت وجول ستاين، إلى جانب «الباريتون» أحمد الحوسني، الذي أبدع في تقديم مختارات من أعمال دي كورتيز وبيزيه، بمشاركة نخبة من الموسيقيين الدوليين من صندوق السلام والازدهار. وقاد الحفل توبي بيرسر، المدير الفني للصندوق، في عرضٍ سلّط الضوء على المواهب الإماراتية المتنامية وإسهامها النوعي في المشهد الإبداعي العالمي.
وجاء الحفل امتداداً لنجاح مبادرة «الفنون في السفارات» الرائدة في الدبلوماسية الثقافية، التي ينظمها مهرجان أبوظبي، وأُقيمت بتاريخ 22 مايو/أيار في سفارة الإمارات بلندن.
وشارك الفنانون الإماراتيون الثلاثة في جلسة حوارية استعرضوا خلالها مسيراتهم الفنية وتأملاتهم الملهمة في مفاهيم التراث، والهوية، والابتكار، والاكتشاف، وهي روايات تسهم في رسم ملامح مستقبل الموسيقى. وجددت الجلسة تأكيد الدور المحوري للفنون منصة لتعزيز الحوار، وترسيخ التفاهم، وتوطيد الروابط الثقافية بين الإمارات والمملكة المتحدة.
تعزيز التبادل
أشارت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إلى أن حفل قصر كنسينغتون برعاية وحضور الأمير ريتشارد، دوق غلوستر، بالشراكة مع صندوق السلام والازدهار، ضمن برنامج المهرجان، يُمثّل بداية فصل جديد في العلاقات الثقافية بين الإمارات والمملكة المتحدة، وقالت: «يُقدّم هذا العرض العالمي الأول المؤلف الموسيقي إيهاب درويش، والـ «ميتزو سوبرانو» فاطمة الهاشمي و«الباريتون» أحمد الحوسني، في إطار رؤيتنا لتعزيز التبادل المعرفي وحوار الثقافات وتقديم المنجز الفني والموسيقي الإماراتي عالمياً، ترسيخاً لمكانة الدولة حاضنة للإبداع ووجهة للمبدعين».
وأضافت: «بالتزامن مع هذا الإنتاج التاريخي المشترك، قدّمنا مبادرة الدبلوماسية الثقافية الرائدة «الفنون في السفارات» في سنتها الرابعة؛ إذ نظّمنا الندوة الحوارية بمشاركة الفنانين درويش، وفاطمة الهاشمي والحوسني، وإدارة صانعة الأفلام نور كانو، سعياً منا إلى إبراز مسيرتهم وتجاربهم في التأليف والموسيقى».
وختمت هدى الخميس: «ترفد الثقافة عمق وقوة العلاقات الدبلوماسية وتزيدها زخماً، والفنون هي الجسر الذي يوحدنا، ويخلق روابط تجتاز الحدود، لذا، فإن تقديمنا الفنانين الإماراتيين ضمن برنامج الإقامة الفنية في المملكة المتحدة، يترك للفن نفسه دوراً في قيادة هذا الدرب، في واحدة من العديد من الشراكات الناجحة التي عقدتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مع المؤسسات الثقافية البريطانية لأكثر من عقدين، والتي بُنيت على أسس التعاون والصداقة الراسخة بين المملكة المتحدة والإمارات».
إرث ملهم
خلال الندوة الحوارية التي عُقدت 22 مايو/أيار ضمن مبادرة «الفنون في السفارات»، قال الشيخ خالد القاسمي، نائب رئيس بعثة الإمارات في لندن: «يمثل هؤلاء الفنانون الثلاثة أفضل ما في الثقافة الإماراتية، ويؤدون دوراً محورياً في تعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات وأصدقائنا في المملكة المتحدة وخارجها. إنهم يبنون إرثاً يلهم الأجيال القادمة، ويشكلون جسراً بين الثقافات، ويعرضون المواهب الإماراتية الكبيرة. تستمر الإمارات في تأكيد مكانتها بصفتها حاضنة للتعبير الفني والإبداعي، مستندة إلى تراثنا العميق والغني، إضافة إلى الأساليب الحديثة في الأداء، وكنت فخوراً بأن أرحب بهذا الاحتفال بأفضل ما في الثقافة الإماراتية في السفارة».
من جانبه، أكد رجائي خوري، مؤسس صندوق السلام والازدهار، تميز الحفل في قصر كينسينغتون، مشيراً إلى أنه أول تعاون بين الصندوق ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. وقال: «لم يكن هذا التعاون الأول بين فناني الإمارات والصندوق فحسب؛ بل شهد أيضاً العرض العالمي الأول لتأليف موسيقي من إبداع إيهاب درويش خُصّص لهذه المناسبة. أدهشني كيف أن فكرة بسيطة بدأت مزيجاً موسيقياً بين الأوبرا والموسيقى العربية، تحولت إلى علامة ثقافية فريدة تجمع جمهورها وفنانيها».
وأضاف: «في السابق، كان اختيار الأعمال الموسيقية يرتكز غالباً على احتياجات وأهداف الحفلات، أما هذا الحفل فهو منصة لستة فنانين في مراحل مختلفة من مسيرتهم المهنية، ومن خلفيات وأنماط موسيقية متنوعة، من دون وجود أجندة فنية محددة سوى تقديم الموسيقى بأفضل ما لديهم من قدرة».
وتابع: «يأتي هذا الحفل بعد ثلاثة أسابيع من التدريب والتوجيه المكثف الذي خضع له المطربون الإماراتيون مع فنانين محترفين مشهورين. وهو ثمرة فكرة رؤيوية تحققت بفضل هدى إبراهيم الخميس، عندما التقت قبل عامين بدوق غلوستر وبي».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

380 ألف زائر لحدائق ومرافق بلدية دبي خلال العيد
380 ألف زائر لحدائق ومرافق بلدية دبي خلال العيد

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

380 ألف زائر لحدائق ومرافق بلدية دبي خلال العيد

كشفت بلدية دبي أن عدد زوار حدائق دبي والمرافق التابعة لها بلغ خلال عطلة عيد الأضحى المبارك 380 ألف زائر من بينهم 20 ألفاً و500 زائر لبرواز دبي. وشهدت الحدائق والأماكن الترفيهية في دبي، خلال عطلة العيد إقبالاً كبيراً من العائلات والزوار، حيث اتخذت بلدية دبي الإجراءات اللازمة كافة لاستقبال الجمهور، لقضاء تجارب مميزة مع خيارات متنوعة من المناطق والمرافق الترفيهية. وكانت بلدية دبي أعلنت عن استعدادات جميع المرافق التابعة لها للاحتفال بعيد الأضحى المبارك في مختلف مناطق الإمارة، من خلال تكثيف جهود الفرق الإشرافية والميدانية، لتعزيز نظافة الطرق والمرافق العامة، إضافة إلى تحديد مواعيد المرافق والحدائق لاستقبال الزوار. واحتضنت حدائق ومرافق بلدية دبي بهجة واستمتاع الزوار في العيد وسط بيئة آمنة ومنظمة، وأجواء من الفرحة بالعيد وبهجة الأطفال والأسر. وتعزيزاً للخصوصية وتنظيم أعداد الزوار، خصصت بلدية دبي 4 شواطئ عامة تابعة لها في الإمارة، لتكون حصراً للعائلات خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، تضم شاطئ «جميرا 2»، و«جميرا 3»، و«أم سقيم 1»، و«أم سقيم 2»، حيث تشهد شواطئ الإمارة إقبالاً كبيراً من جميع فئات المجتمع خلال العطلات الرسمية والأعياد. وتعمل بلدية دبي على تعزيز جودة الحياة وتوفير بيئة ترفيهية آمنة للعائلات، ما يسهم في ترسيخ مكانة دبي وجهة سياحية متميزة خلال الأعياد والمناسبات، وحرصت البلدية على توفير مدينة جاذبة تتمتع بمرافق ترفيهية وسياحية متكاملة، تناسب جميع أفراد العائلات، وتشجعهم على ارتياد الحدائق والمرافق الترفيهية التابعة لها، انطلاقاً من التزامها بتقديم أفضل مستويات جَودة الحياة والرفاهية للسكان والزوار. كما حرصت بلدية دبي على ضمان سلامة وراحة مرتادي الشواطئ من خلال تخصيص فريق إنقاذ مكون من 126 فرداً مؤهلاً ومزوداً بأحدث المعدات، وتشكيل فريق رقابي ميداني يضم 100 فرد لتنظيم الحشود وحركة المرور كما توفر البلدية مرافق خدمية وترفيهية متكاملة، بما في ذلك مناطق لعب للأطفال ومسارات للمشي، بهدف إتاحة الفرصة أمام أفراد العائلة للاستمتاع بخوض تجربة ممتعة في شواطئ دبي خلال عطلة العيد، والتي تعد إحدى أفضل الوجهات السياحية في الإمارة.

عائشة سلطان لـ«البيان»: روايتي قادمة لا محالة
عائشة سلطان لـ«البيان»: روايتي قادمة لا محالة

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

عائشة سلطان لـ«البيان»: روايتي قادمة لا محالة

أطلّت الكاتبة عائشة سلطان هذا العام على القارئ العربي من نافذة مختلفة، بعد أن كانت نافذتها الدائمة زاوية «أبجديات»، التي تطل منها يومياً على القراء من خلال صحيفة «البيان»، إذ قدمت مجموعتها القصصية «خوف بارد»، التي استقبلت بحفاوة في الأوساط الأدبية والنقدية في الدولة وخارجها. «البيان» التقت الكاتبة للحديث حول تجربتها الجديدة في حقل القصة القصيرة، فكان الحوار التالي، الذي أكدت فيه أن كتابة الرواية مشروع يندرج ضمن خطط أعمالها المقبلة؛ وبذا فإن «روايتها قادمة لا محالة»، كما تقول. نعيش عصر الرواية، لكنك اخترت القصة القصيرة، لماذا؟ هذا سؤال يُطرح وواجهته قبل الآن، على أية حال يمكن القول إن القصة القصيرة هي كما أعتقد أساس السرد قبل الرواية، الرواية جاءت أصلاً من القصة القصيرة، وكبار الأدباء كانوا قصاصين في البداية، وفي صدارتهم أنطون تشيخوف طبعاً. وما حصل هو أنه مع تطور التقنيات والأساليب الأدبية، ومع ظهور الجوائز الكبرى، على رأسها نوبل للأدب، التي «تقدس» الرواية وتحتفي بها، تعزز الاهتمام بالرواية، وهذا له علاقة بتطور السياقات الاجتماعية في المجتمعات الغربية؛ لأن الرواية بالأساس هي ابنة المجتمع الصناعي الجماهيري الغربي، الذي كان بحاجة إلى هذا النوع الأدبي، ولهذا احتُفي بهذا النوع من الكتابة ولا يزال يُحتفى به إلى يومنا هذا، أيضاً ظهر الكثير من الكتاب والنقاد الكبار الذين أكدوا أننا نعيش في زمن الرواية. هل هذا موقف من الرواية، أم انتصار للقصة القصيرة؟ بالنسبة لي، أعتقد أن هذا الذي يجري مع الرواية له علاقة في جزء منه بالاحتفاء الرسمي والمؤسساتي، وبالجوائز وخيارات الناشرين والموزعين وغيرهم، وهذا مقبول، أما ما أقصده على وجه التحديد، فهو ما كان يجب أن يصل الأمر إلى حد أن يأتي ذلك على حساب أنواع أدبية أخرى أصيلة بالوجود والتقدير المستحق، وعموماً أعتقد أن الأنواع الأدبية الأخرى لو حظيت بما حظيت به الرواية من رعاية، خصوصاً على مستوى النقد والإعلام، لتصدرت المشهد تماماً كما فعلت الرواية. ولكن القول بـ«عصر الرواية» يختزل فكرة تشير بحد ذاتها إلى أن هناك أنواعاً أدبية، مثل القصة القصيرة، عفا عليها الزمن؟ لا أظن أن الزمن توقف عند الرواية كما يعتقد كثيرون، ولا هو تجاوز الأنواع الأدبية الأخرى، وخصوصاً في أيامنا هذه مع الدور المتزايد الذي يقوم به الإعلام الجديد ومواقع التواصل في صياغة ذائقة الجمهور، لا بل إن ظروف الحياة اليوم، ومتطلباتها، التي أوجدت وسائل التواصل، بميلها المعروف نحو الالتقاطات والنصوص القصيرة، تتجه نحو إعادة الاعتبار للقصة القصيرة بكونها فن الحياة. لاحظنا هذا الاحتفاء الكبير بمجموعتك القصصية «خوف بارد»، محلياً وعربياً، فهل هذا يشجعك على الاستمرار في مجال القصة القصيرة، أم سنراك تتحولين إلى كتابة الرواية؟ لا يتعلق الأمر بالنية، ولا بالقرار المسبق؛ الأمر يتعلق بالإرادة والحاجات الإبداعية لدي، فمثلاً، في حالتي، وجدت أن قلمي ووجداني يرتاحان أكثر في كتابة القصة القصيرة، وأنها أكثر ملاءمة لما أريد أن أقوله وأسرده. ولكنك معروفة بالمقال اليومي، الذي تحرصين على كتابته منذ وقت طويل، هل لهذه التجربة صلة باختيارك القصة القصيرة؟ بالمناسبة، نعم لذلك علاقة بتجربتي في كتابة المقال اليومي القصير المكثف، الذي هو أقرب إلى القصة القصيرة منه إلى أي شيء آخر، ويمكن الإشارة إلى أن الكثير من المقالات التي كتبتها خلال كل هذه السنوات كان فيها ميل واضح نحو السرد، وكثير من هذه المقالات كانت تذهب باتجاه ما يسمى بالقصة الومضة، وأظن أنني دون أن أدري دربت نفسي من خلال كتابة المقال على كتابة القصة القصيرة، وربما لهذا كانت كتابة القصة القصيرة بالنسبة لي أمراً سلساً، حتى إنني كتبت مجموعة «خوف بارد» في أربعة أشهر فقط. وماذا عن الرواية، هل هي على جدول اهتماماتك ومشروعاتك القادمة؟ أنا أكتب على نحو يومي منذ سبعة وعشرين عاماً، وذلك من خلال كتابة المقال، ولا أعرف لماذا لم أكتب قصة من قبل، رغم أن ذلك كان ممكناً، ولكن يبدو أن الكتابة اليومية كانت تلبي حاجتي إلى التعبير والسرد؛ لذا لم أكتب القصة، غير أنه جاء الوقت وكتبتها، ومن هنا يمكنني القول بثقة إنه رغم أنني لم أطرق بابها بعد، إلا أن الرواية قادمة لا محالة. «خوف بارد» عنوان لافت وعميق، هل يمكن أن نقترب من دلالاته قليلاً، من وجهة نظرك؟ الخوف في ظني هو من أكثر أشكال المشاعر الإنسانية شيوعاً وانتشاراً على مستوى البشرية، وهو ليس مقصوراً على أفراد معينين أو دول دون غيرها، أو أمم دون سواها، بل البشرية كلها تعيش في زمن الخوف، وللخوف في زمننا مواضيع مشتركة وعامة، مثل الخوف من الأسلحة النووية، والتغير المناخي، وغير ذلك الكثير، إنها مخاوف جمعية كونية، ولا تخص أمة دون سواها. ومنذ سنوات قليلة، مررنا بخوف جمع البشرية كلها؛ «جائحة كورونا»، وواجهنا هذا الخوف بالعزلة، وهذا ما يفعله الخوف بالإنسان، يهرب منه إلى العزلة. ولكن ماذا يعني أن يكون الخوف بارداً؟ حينما كتبت هذه المجموعة دون أن أدري، وجدت أن أغلب القصص ترتبط بقاسم مشترك، هو الخوف، أما كيف يكون الخوف بارداً فهذا يتعلق بحالة محددة، ورد سردها في القصة التي حملت هذا العنوان، في هذه القصة تلجأ البطلة إلى الذهاب إلى السينما، وفي كل مرة تتقمص واحدة من شخصيات الفيلم، وبهذا تعيش طوال مدة الفيلم حياة أخرى غير حياتها، وحين تتذكر أشياء تخيفها من حياتها الأصلية، لا يتحرك فيها الخوف كما يحصل دائماً؛ لأنها في تلك اللحظة تكون شخصية أخرى. ومن هنا فالمقصود بالخوف البارد هو ذلك الخوف الذي لا يحركنا إن خلعنا شخصياتنا التي جبلت به وعليه، إنه خوف لنا، ولكنه لا يحركنا في لحظة وظرف ما، من هنا هو بارد، حتى إن المحبين أنفسهم يعيشون مثل هذا الشعور، فالحب الذي بطبيعته يكون دافئاً يصبح بمرور الوقت بعد انتهاء العلاقة مجرد مشاعر باردة. والخوف كذلك يمكن مع الزمن، أو في ظرف ما أن يصبح بارداً رغم أنه يبقى موجوداً مثل الوشم في الذاكرة.

الأدب الإماراتي.. مناهل اقتصاد إبداعي خلاق مستدام
الأدب الإماراتي.. مناهل اقتصاد إبداعي خلاق مستدام

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

الأدب الإماراتي.. مناهل اقتصاد إبداعي خلاق مستدام

سياسات رشيدة، وخطط مدروسة، واستراتيجيات مبتكرة، تتبنّاها الإمارات في سبيل تعزيز الاستثمار في مجالات الإبداع المتنوعة، وتترجمها في صورة مبادرات ثرية، تدعم الشباب المبدع على وجه الخصوص، وتحث خطاهم نحو هذا التوجه، الذي كان لدبي فيه بصمات فريدة، إذ أثبتت فيه ريادتها ورسوخ مكانتها. كل ذلك يلقي على عواتق المبدعين الإماراتيين مسؤوليات كبيرة، ويفرض عليهم إيقاعاً جديداً للتعامل مع ما ينتجونه من أعمال أدبية، تحقق غايات مفهوم الاقتصاد الإبداعي، ويستلزم منهم الانسجام بأفكارهم ورؤاهم مع مستجدات الابتكار والاستثمار في المشاريع الإبداعية، ليتمكنوا من صناعة منتج اقتصادي رائج، قوامه الكلمة البليغة والصياغة المحكمة. قيمة اقتصادية وأكدت الكاتبة الإماراتية أسماء صدِّيق المطوَّع رئيسة ومؤسّسة «صالون الملتقى الأدبي»، لـ«البيان»، أن الأدب الإماراتي شهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، سواء على مستوى الانتشار، أو على صعيد تحويل الإبداع إلى منتج ثقافي ذي قيمة اقتصادية، مشيرةً إلى أن بعض الأدباء استطاعوا بالفعل استثمار مواهبهم، عبر التعاقدات مع دور نشر محلية وعالمية، وتحويل أعمالهم إلى مشاريع إعلامية. ولفتت إلى أن المشاركة في معارض الكتب والفعاليات الثقافية، تعزز أيضاً استثمار الأدباء الإماراتيين مواهبهم الإبداعية، لتحقيق أرباح مادية، وتتيح لهم تسويق إنتاجهم الأدبي بصورة مباشرة، موضحةً أنه مع ذلك، ما زالت الفرص بحاجة إلى مزيد من الدعم لتعزيز جدوى الاستثمار المادي للأدباء بصورة أوسع. وعن مستقبل الأدب الإماراتي، في ضوء مفهوم الاقتصاد الإبداعي، قالت أسماء: «أنا متفائلة جداً، فاليوم باتت الدولة تضع الثقافة في قلب استراتيجياتها التنموية، وهناك اهتمام متزايد بتحويل الإبداع إلى قيمة اقتصادية»، متوقعةً أن الأدباء سيكونون جزءاً أساسياً من الحراك الاقتصادي الوطني، ما يوفر لهم فرصاً أوسع للانتشار والاستدامة المالية عبر الترجمة، والنشر الرقمي، والتحويلات السينمائية والدرامية لأعمالهم الأدبية. وأضافت: «لا يمكننا إلا أن نشيد بالمبادرات الكبيرة التي أطلقتها الدولة، مثل تأسيس الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، وكذلك دعم معارض الكتب المحلية والدولية، وبرامج دعم الكتاب والنشر والترجمة»، منوهةً بأن هذه الجهود مجتمعةً، تخلق بيئة محفزة للأدباء لعرض إنتاجهم، وتسهم في تعزيز حضورهم الثقافي والاقتصادي إقليمياً وعالمياً. من جانبها، رأت الكاتبة الإماراتية مريم الغفلي أن نجاح الأدباء الإماراتيين خلال العصر الراهن، في استثمار مواهبهم الإبداعية بصورة تحقق لهم أرباحاً مادية مجزية، يكاد يكون منحصراً بهذه المرحلة في الفوز بالجوائز الثقافية، نظير عمل أدبي، أو عبر ترجمة الكتب، مؤكدةً أن الكتابة الأدبية والنشر حتى اللحظة، ليست ذات جدوى اقتصادية، وهو ما لمسته بنفسها من تجربتها في نشر مؤلفاتها. وأوضحت أن هذا الوضع الحالي، هو ما يدفع معظم المثقفين والكتَّاب إلى الاعتماد في حياتهم المعيشة على الوظائف أو الأعمال الخاصة، معربةً عن تفاؤلها بمستقبل الأدب الإماراتي، في ضوء مفهوم الاقتصاد الإبداعي، وفي ظل تطور تقنيات التواصل والتكنولوجيا، التي ربما يستطيع الجيل القادم من خلالها الاستفادة مادياً من أعماله الأدبية، وذلك عبر الترويج الإلكتروني، والاستثمار بواسطة التقنيات المتنامية. وبخصوص الجهود الحكومية المبذولة في مجال الاقتصاد الإبداعي، ومدى قدرة الأدباء الإماراتيين على توظيفها، بحيث تصبُّ في مصلحة استثمار الأعمال الإبداعية، قالت مريم: «هناك دعم للاقتصاد الإبداعي، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة التي تركز على تنمية أجيال مستقبلية، ورعاية جيل المستقبل من المفكرين المبدعين، وإثراء معرفتهم، وتطوير مهاراتهم وخبراتهم»، مشيرةً إلى أنه، مع ذلك، لا يزال استثمار المبدع المحلي في مجال الكتابة محصوراً في فئة قليلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store