logo
عائشة سلطان لـ«البيان»: روايتي قادمة لا محالة

عائشة سلطان لـ«البيان»: روايتي قادمة لا محالة

البيانمنذ 6 ساعات

أطلّت الكاتبة عائشة سلطان هذا العام على القارئ العربي من نافذة مختلفة، بعد أن كانت نافذتها الدائمة زاوية «أبجديات»، التي تطل منها يومياً على القراء من خلال صحيفة «البيان»، إذ قدمت مجموعتها القصصية «خوف بارد»، التي استقبلت بحفاوة في الأوساط الأدبية والنقدية في الدولة وخارجها.
«البيان» التقت الكاتبة للحديث حول تجربتها الجديدة في حقل القصة القصيرة، فكان الحوار التالي، الذي أكدت فيه أن كتابة الرواية مشروع يندرج ضمن خطط أعمالها المقبلة؛ وبذا فإن «روايتها قادمة لا محالة»، كما تقول.
نعيش عصر الرواية، لكنك اخترت القصة القصيرة، لماذا؟
هذا سؤال يُطرح وواجهته قبل الآن، على أية حال يمكن القول إن القصة القصيرة هي كما أعتقد أساس السرد قبل الرواية، الرواية جاءت أصلاً من القصة القصيرة، وكبار الأدباء كانوا قصاصين في البداية، وفي صدارتهم أنطون تشيخوف طبعاً. وما حصل هو أنه مع تطور التقنيات والأساليب الأدبية، ومع ظهور الجوائز الكبرى، على رأسها نوبل للأدب، التي «تقدس» الرواية وتحتفي بها، تعزز الاهتمام بالرواية، وهذا له علاقة بتطور السياقات الاجتماعية في المجتمعات الغربية؛ لأن الرواية بالأساس هي ابنة المجتمع الصناعي الجماهيري الغربي، الذي كان بحاجة إلى هذا النوع الأدبي، ولهذا احتُفي بهذا النوع من الكتابة ولا يزال يُحتفى به إلى يومنا هذا، أيضاً ظهر الكثير من الكتاب والنقاد الكبار الذين أكدوا أننا نعيش في زمن الرواية.
هل هذا موقف من الرواية، أم انتصار للقصة القصيرة؟
بالنسبة لي، أعتقد أن هذا الذي يجري مع الرواية له علاقة في جزء منه بالاحتفاء الرسمي والمؤسساتي، وبالجوائز وخيارات الناشرين والموزعين وغيرهم، وهذا مقبول، أما ما أقصده على وجه التحديد، فهو ما كان يجب أن يصل الأمر إلى حد أن يأتي ذلك على حساب أنواع أدبية أخرى أصيلة بالوجود والتقدير المستحق، وعموماً أعتقد أن الأنواع الأدبية الأخرى لو حظيت بما حظيت به الرواية من رعاية، خصوصاً على مستوى النقد والإعلام، لتصدرت المشهد تماماً كما فعلت الرواية.
ولكن القول بـ«عصر الرواية» يختزل فكرة تشير بحد ذاتها إلى أن هناك أنواعاً أدبية، مثل القصة القصيرة، عفا عليها الزمن؟
لا أظن أن الزمن توقف عند الرواية كما يعتقد كثيرون، ولا هو تجاوز الأنواع الأدبية الأخرى، وخصوصاً في أيامنا هذه مع الدور المتزايد الذي يقوم به الإعلام الجديد ومواقع التواصل في صياغة ذائقة الجمهور، لا بل إن ظروف الحياة اليوم، ومتطلباتها، التي أوجدت وسائل التواصل، بميلها المعروف نحو الالتقاطات والنصوص القصيرة، تتجه نحو إعادة الاعتبار للقصة القصيرة بكونها فن الحياة.
لاحظنا هذا الاحتفاء الكبير بمجموعتك القصصية «خوف بارد»، محلياً وعربياً، فهل هذا يشجعك على الاستمرار في مجال القصة القصيرة، أم سنراك تتحولين إلى كتابة الرواية؟
لا يتعلق الأمر بالنية، ولا بالقرار المسبق؛ الأمر يتعلق بالإرادة والحاجات الإبداعية لدي، فمثلاً، في حالتي، وجدت أن قلمي ووجداني يرتاحان أكثر في كتابة القصة القصيرة، وأنها أكثر ملاءمة لما أريد أن أقوله وأسرده.
ولكنك معروفة بالمقال اليومي، الذي تحرصين على كتابته منذ وقت طويل، هل لهذه التجربة صلة باختيارك القصة القصيرة؟
بالمناسبة، نعم لذلك علاقة بتجربتي في كتابة المقال اليومي القصير المكثف، الذي هو أقرب إلى القصة القصيرة منه إلى أي شيء آخر، ويمكن الإشارة إلى أن الكثير من المقالات التي كتبتها خلال كل هذه السنوات كان فيها ميل واضح نحو السرد، وكثير من هذه المقالات كانت تذهب باتجاه ما يسمى بالقصة الومضة، وأظن أنني دون أن أدري دربت نفسي من خلال كتابة المقال على كتابة القصة القصيرة، وربما لهذا كانت كتابة القصة القصيرة بالنسبة لي أمراً سلساً، حتى إنني كتبت مجموعة «خوف بارد» في أربعة أشهر فقط.
وماذا عن الرواية، هل هي على جدول اهتماماتك ومشروعاتك القادمة؟
أنا أكتب على نحو يومي منذ سبعة وعشرين عاماً، وذلك من خلال كتابة المقال، ولا أعرف لماذا لم أكتب قصة من قبل، رغم أن ذلك كان ممكناً، ولكن يبدو أن الكتابة اليومية كانت تلبي حاجتي إلى التعبير والسرد؛ لذا لم أكتب القصة، غير أنه جاء الوقت وكتبتها، ومن هنا يمكنني القول بثقة إنه رغم أنني لم أطرق بابها بعد، إلا أن الرواية قادمة لا محالة.
«خوف بارد» عنوان لافت وعميق، هل يمكن أن نقترب من دلالاته قليلاً، من وجهة نظرك؟
الخوف في ظني هو من أكثر أشكال المشاعر الإنسانية شيوعاً وانتشاراً على مستوى البشرية، وهو ليس مقصوراً على أفراد معينين أو دول دون غيرها، أو أمم دون سواها، بل البشرية كلها تعيش في زمن الخوف، وللخوف في زمننا مواضيع مشتركة وعامة، مثل الخوف من الأسلحة النووية، والتغير المناخي، وغير ذلك الكثير، إنها مخاوف جمعية كونية، ولا تخص أمة دون سواها. ومنذ سنوات قليلة، مررنا بخوف جمع البشرية كلها؛ «جائحة كورونا»، وواجهنا هذا الخوف بالعزلة، وهذا ما يفعله الخوف بالإنسان، يهرب منه إلى العزلة.
ولكن ماذا يعني أن يكون الخوف بارداً؟
حينما كتبت هذه المجموعة دون أن أدري، وجدت أن أغلب القصص ترتبط بقاسم مشترك، هو الخوف، أما كيف يكون الخوف بارداً فهذا يتعلق بحالة محددة، ورد سردها في القصة التي حملت هذا العنوان، في هذه القصة تلجأ البطلة إلى الذهاب إلى السينما، وفي كل مرة تتقمص واحدة من شخصيات الفيلم، وبهذا تعيش طوال مدة الفيلم حياة أخرى غير حياتها، وحين تتذكر أشياء تخيفها من حياتها الأصلية، لا يتحرك فيها الخوف كما يحصل دائماً؛ لأنها في تلك اللحظة تكون شخصية أخرى.
ومن هنا فالمقصود بالخوف البارد هو ذلك الخوف الذي لا يحركنا إن خلعنا شخصياتنا التي جبلت به وعليه، إنه خوف لنا، ولكنه لا يحركنا في لحظة وظرف ما، من هنا هو بارد، حتى إن المحبين أنفسهم يعيشون مثل هذا الشعور، فالحب الذي بطبيعته يكون دافئاً يصبح بمرور الوقت بعد انتهاء العلاقة مجرد مشاعر باردة. والخوف كذلك يمكن مع الزمن، أو في ظرف ما أن يصبح بارداً رغم أنه يبقى موجوداً مثل الوشم في الذاكرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

علياء تنضم إلى برنامج مبادلة للتميز لتواصل مسيرة زوارق «فورمولا 4»
علياء تنضم إلى برنامج مبادلة للتميز لتواصل مسيرة زوارق «فورمولا 4»

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

علياء تنضم إلى برنامج مبادلة للتميز لتواصل مسيرة زوارق «فورمولا 4»

أعلن برنامج مبادلة للتميز عن انضمام المتسابقة الإماراتية، علياء عبدالسلام، إلى قائمة المبدعين الذين يدعمهم البرنامج، لتواصل مسيرتها في عالم سباقات الزوارق السريعة نحو تحقيق المزيد من النجاحات. وأعربت علياء في تصريحات صحافية عن سعادتها بالانضمام إلى البرنامج، وقالت إن هدفها المهم الجيل القادم من الفتيات الإماراتيات للسعي خلف شغفهن مهما كانت التحديات، وإنه من خلال هذه الشراكة تكتسب منظوراً أوسع وتطور من مهاراتها بمساعدة الخبراء، كما عبرت عن فخرها بالثقة التي منحتها إياها مبادلة. وأضافت أنها تأمل من خلال هذه التجربة أن تشجع الفتيات على دخول عالم رياضة قوارب المحركات، وأن تسهم في تحفيز الشباب على الابتكار، ورفع علم الدولة عالياً في الرياضات البحرية، معربة عن فخرها بكون مبادلة الشريك الرئيس لها في هذه الرحلة. ويعد برنامج مبادلة للتميز مبادرة مجتمعية تهدف إلى دعم الموهوبين في مختلف أنحاء الدولة في مجالات الرياضة والفنون والثقافة والابتكار، فيما تنضم مبادلة كشريك رئيس في بطولة العالم للزوارق السريعة «فورمولا 4» لموسم 2025. وتعد مشاركة علياء لحظة مهمة في مسيرة الرياضة النسائية في الدولة، باعتبارها أول امرأة إماراتية تشارك في بطولة العالم لـ«الفورمولا 4»، إذ تمثل الإمارات في السباقات المقبلة التي تقام في السويد والنرويج وإيطاليا. وتحصل علياء من خلال البرنامج على الدعم اللازم لتحقيق شغفها، إذ يسعى البرنامج الذي أطلق في عام 2021 إلى تمكين المبدعين وإطلاق قدراتهم في مختلف المجالات، الى جانب تعزيز الأثر المجتمعي الهادف ضمن التزام مبادلة برعاية المواهب المحلية. ونشأت علياء في بيئة رياضية ملهمة، متأثرة بمسيرة والدها، عبدالسلام فيروز، البطل السابق في رياضة قوارب المحركات المائية، حيث جذبتها هذه الرياضة منذ الصغر، وواصلت تقدمها متجاوزة التحديات لتثبت جدارتها محلياً وتشق طريقها نحو العالمية.

رحلة بين أسماك القرش والراي
رحلة بين أسماك القرش والراي

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

رحلة بين أسماك القرش والراي

يبهر «دبي أكواريوم»، أكبر حوض مائي معلّق في العالم، زوار ومرتادي «دبي مول»، حيث يوفر رحلة مدهشة لاكتشاف أكثر من 140 نوعاً من الأسماك، والمئات من أسماك القرش وأسماك الراي، وكلها تقطن حوضاً بسعة 10 ملايين لتر. وتمثل رحلات الغواصين المحترفين، لإطعام أسماك القرش والراي، لحظات مشوقة ومفيدة، حيث تقدم للزوار لمحة عن سلوك هذه الحيوانات، وطرق التعامل معها.

تقاليد الموسيقى الإماراتية حاضرة في أعرق المسارح العالمية
تقاليد الموسيقى الإماراتية حاضرة في أعرق المسارح العالمية

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

تقاليد الموسيقى الإماراتية حاضرة في أعرق المسارح العالمية

قدّم مهرجان أبوظبي، بالتعاون مع صندوق السلام والازدهار، حفلاً استثنائياً جمع للمرة الأولى ثلاثة فنانين إماراتيين مع فنانين عالميين على مسرح قصر كنسينغتون العريق، ضمن برنامج «المهرجان في الخارج»، ليشكّل الحفل محطة مفصلية جديدة في مسيرة المهرجان، المقام برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وبرعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، نحو ترسيخ حضور الإمارات الثقافي على الساحة الدولية، وتأكيد رسالته في بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي من خلال الموسيقى. وجاء هذا الإنتاج المشترك تتويجاً لبرنامج الإقامة الفنية المكثفة، الذي امتد لثلاثة أسابيع في المملكة المتحدة، بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وبالتعاون مع صندوق السلام والازدهار، حيث خضع الفنانون المشاركون لسلسلة من التدريبات والورش والحوارات الفنية، تحت إشراف نخبة من كبار المربين الموسيقيين في عدد من أهم المسارح البريطانية. وقدّم الحفل نتاج هذا التفاعل الفني البنّاء، بمزيج إبداعي جمع بين التقاليد الموسيقية الإماراتية والتأثيرات العالمية، في تأكيد على أهمية التبادل الثقافي في صناعة الحوارات الفنية، وإلهام أشكال جديدة من الإبداع المعاصر. وقد شكّل العرض العالمي الأول للعمل الموسيقي «أطلال الزمن» المحور الرئيس للأمسية، وهو مؤلَّف جديد بتكليف حصري من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وضعه المؤلف الإماراتي البارز إيهاب درويش، المعروف بإيصال الهوية الثقافية لدولة الإمارات إلى الجمهور العالمي من خلال الموسيقى. كما تضمّن البرنامج أداءً مميزاً للميزو - سوبرانو فاطمة الهاشمي، التي قدّمت روائع من أعمال سان سانس وموزارت وجول ستاين، إلى جانب الباريتون أحمد الحوسني، الذي أبدع في تقديم مختارات من أعمال دي كورتيز وبيزيه، بمشاركة نخبة من الموسيقيين الدوليين من صندوق السلام والازدهار. وقد قاد الحفل توبي بيرسر، المدير الفني لصندوق السلام والازدهار، في عرضٍ سلّط الضوء على المواهب الإماراتية المتنامية وإسهامها النوعي في المشهد الإبداعي العالمي. وأشارت مؤسِّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المؤسِّسة والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي، هدى إبراهيم الخميس، إلى أنّ حفل قصر كنسينغتون برعاية وحضور الأمير ريتشارد دوق غلوستر، بالشراكة مع صندوق السلام والازدهار، ضمن برنامج مهرجان أبوظبي في الخارج، يُمثّل بداية فصل جديد في العلاقات الثقافية بين الإمارات والمملكة المتحدة، وقالت: «يُقدّم هذا العرض العالمي الأول المؤلف الموسيقي إيهاب درويش، والميتزو سوبرانو فاطمة الهاشمي، والباريتون أحمد الحوسني، في إطار رؤيتنا لتعزيز التبادل المعرفي وحوار الثقافات، وتقديم المنجز الفني والموسيقي الإماراتي عالمياً، ترسيخاً لمكانة الدولة حاضنة للإبداع ووجهة للمبدعين». وخلال الندوة الحوارية التي عُقدت ضمن مبادرة «الفنون في السفارات»، قال الشيخ خالد القاسمي، نائب رئيس بعثة دولة الإمارات في لندن: «يمثل هؤلاء الفنانون الثلاثة أفضل ما في الثقافة الإماراتية، ويلعبون دوراً محورياً في تعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات وأصدقائنا في المملكة المتحدة وخارجها. إنهم يبنون إرثاً يلهم الأجيال القادمة، ويشكلون جسراً بين الثقافات، ويعرضون المواهب الإماراتية الكبيرة. تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في تأكيد مكانتها حاضنةً للتعبير الفني والإبداعي، مستندة إلى تراثنا العميق والغني، إضافة إلى الأساليب الحديثة في الأداء، وكنت فخوراً بأن أرحب بهذا الاحتفال بأفضل ما في الثقافة الإماراتية في السفارة». وأكد مؤسِّس صندوق السلام والازدهار، رجائي خوري، تميز الحفل في قصر كينسينغتون، مشيراً إلى أنه أول تعاون بين الصندوق ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. وقال: «لم يكن هذا التعاون الأول بين فناني دولة الإمارات العربية المتحدة وفناني صندوق السلام والازدهار فحسب، بل شهد أيضاً العرض العالمي الأول لتأليف موسيقي من إبداع إيهاب درويش، خُصّص لهذه المناسبة. لقد أدهشني كيف أن فكرة بسيطة بدأت كمزيج موسيقي بين الأوبرا والموسيقى العربية، تحولت إلى علامة ثقافية فريدة تجمع جمهورها وفنانيها». • شكّل العرض العالمي الأول للعمل الموسيقي «أطلال الزمن» - الذي وضعه المؤلف الإماراتي إيهاب درويش، المعروف بإيصال الهوية الثقافية لدولة الإمارات إلى الجمهور العالمي - المحور الرئيس للأمسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store