logo
هوامش الكتب.. القراءة لا تتم إلا بسواد الحبر

هوامش الكتب.. القراءة لا تتم إلا بسواد الحبر

البيانمنذ يوم واحد

المساحات البيضاء الصغيرة على حواف الكتب التي عادة ما تسمى بـ«الهوامش»، ليست مساحة فارغة بالنسبة للقرّاء، خاصة الذين يتقنون الكتابة أدباً، أو شعراً، أو رواية، أو بحثاً، أو غيرها الكثير، فهي بمثابة مكان خصب لكتابة أفكار جديدة تنبثق من تلك التي يحويها الكتاب، أو تابعة لها، أو أوحت بها، والعديد من الكتّاب يبدأون مشاوير جديدة في الكتابة والإبداع من خلال فكرة واحدة طرأت على بالهم خلال قراءتهم، فبادروا بتدوينها على الهامش.
أكدت الأديبة شيماء المرزوقي أنها تعتبر تلك الهوامش والتعليقات المكتوبة فيها بمثابة صوت القارئ، وتفاعله مع النص، وهي أيضاً تعمل على وضع خطوط أسفل الجمل والكلمات التي لامستها بشدة، أو وجدت فيها أهمية للعودة لها لاحقاً.
وأردفت: «الحقيقة أنني أعتبر مثل تلك التعليقات الهامشية مفيدة، لأنها ردة فعل طبيعية على النص الذي أقرأ، وتوحي بمدى التفاعل مع المعلومات التي بين يدي، وهذا التفاعل يحدث بعدة حالات، منها ما يشكل نواة لفكرة ما، أو للتوسع في موضوع محدد، وبالتالي هناك فائدة بالغة وكبيرة لهذه الحالة، فتدوين التعليقات على ما نقرأ، يجعلنا في حالة محادثة مع الكتاب الذي نقرأه».
تفاصيل
الشاعرة شيخة المطيري أوضحت أن حكايتها مع هوامش الكتب بدأت منذ طفولتها، حيث وجدت كتاباً من كتب والدها يحكي عن العملات باللغة الإنجليزية، ووقتها لم تكن أي لغة غير العربية تعني لها شيئاً، لأنها لم تكن تتقن غيرها بعد، وكان يهيأ لها أن الهوامش يجب أن تملأ بتفاصيل كثيرة، فرسمت فيها وكتبت لنفسها رسالة على أحد هوامشه، وكانت رسالة تشجيع لنفسها، مؤكدة أنها ستصبح شخصية ذات أهمية في المستقبل، ومن هنا استمرت العلاقة بهوامش الكتب.
وقالت المطيري: «انتقلت بعدها إلى كتب المدرسة، وعلى الرغم من أنني كنت أؤمن بأن الكتب المدرسية لها قدسيتها واحترامها، ولا يتعين أن نكتب عليها، ولكني كنت أجد مساحة جيدة في الهوامش، ووجدت أنها قابلة لكتابة تفسيرات وتحليلات معينة تتعلق بالدرس نفسه، فهذا الهامش الذي يشكل مساحة صغيرة كان يعني لي عالماً واسعاً من اقتناء الكتب، وبما أني أضع اسمي على أحدها كنت أشعر بأني امتلكت عالماً كاملاً من القراءة، وبعد أن كبرت كنت أدوّن ذكرياتي مع كل كتاب، متى اشتريته، أو إذا كنت سآخذه في رحلة أكتب رسالة لنفسي عن ذلك البلد والرحلة أيضاً، ثم أعلق تعليقاً يتناسب مع طبيعة الدولة التي سأسافر إليها برفقة ذلك الكتاب».
وأضافت: «تعلمت من عالم المخطوطات عندما عملت في هذا المجال، وعلمت أن «الغرة» هي الأسطر أو الفراغات المتاحة على هامش المخطوط، كنت أرى فرصة لوضع العديد من الملاحظات والرسائل على الهامش، سواء الشعرية أو الأدبية أو المعلومات، بالإضافة إلى أنها نفسها كانت تتضمن معلومات وافية مكتوبة على هوامش العديد منها توضيحية أو تعليقات، وانتقلت بعدها إلى الكتب التي أقرأها، سواء المتعلقة بالدراسة أو حتى القراءة للمتعة والاستزادة، كنت ولا زلت أكتب العديد من الملاحظات والأفكار التي أعود إليها باستمرار وأجد أني أحمل ذاكرة ممتلئة بكل تلك التفاصيل الجميلة التي فيها العديد من الإبداعات والملاحظات التي أحب العودة إليها، مكتبتي مليئة بهذه الهوامش التي تجعلنا ندور في فلكها دوراناً صوفياً لا ينتهي من الإبداع والجمال».
وقال الكاتب والباحث مؤيد الشيباني: «لا أقرأ أي كتاب وأنتهي منه إلا وقد اكتساه سواد قلمي، وامتلأت هوامشه بالخطوط والملاحظات والتواريخ والإشارات والأسهم، والخطوط التي أكتب فيها مصادر أخرى تدعم هذا الرأي، لأني واثق أني سأعود للكتاب فأعود فوراً للهوامش عوضاً عن البحث في الصفحات، لأجدها جاهزة وعاملاً مساعداً للتذكير المباشر».
وأكد الشيباني أن تلك الهوامش كثيراً ما توحي له بالعديد من الأفكار لبدء مشاريع جديدة، مضيفاً: «لا أخفي أن الكتاب قد يأتيني بفكرة قد تتحول من جملة إلى برنامج تلفزيوني، أو عمل سيناريو لفيلم، أو عنوان لكتاب أبحر فيه من جديد من تأليفي، كون الكتاب ملاذي، ومصدر عيش ورزق بالنسبة لي، أقصد بذلك أنه يدلني على الفكرة الإبداعية التي تبقيني على قيد الحياة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جلسات نقاشية مُلهِمة ضمن معرض «كلنا دوائر مفتوحة»
جلسات نقاشية مُلهِمة ضمن معرض «كلنا دوائر مفتوحة»

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

جلسات نقاشية مُلهِمة ضمن معرض «كلنا دوائر مفتوحة»

تنظّم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع متحف سيؤول للفنون «SeMA»، موضوعات الذاكرة والهوية والتحولات الثقافية والعمرانية المتعددة، من خلال جلستين حواريتين عميقتين ضمن البرنامج العام لمعرض «الوسائط المتعددة: كلنا دوائر مفتوحة»، المُقام بمنارة السعديات في أبوظبي، خلال الفترة من 16 مايو إلى 30 يونيو الجاري. تنطلق الجلستان في 14 و20 يونيو، بمشاركة نخبة من الفنانين والقيّمين والمفكرين الثقافيين، ضمن برنامج «حوارات متعدّدة»، الذي يوفّر منصة حوارية رفيعة للتفاعل مع أبرز الأصوات في مشهد الفن والثقافة المعاصرة. ويُعدّ المعرض ثمرة تنسيق مشترك بين المنسّقتين الفنيتين، كيونغ هوان يو، من متحف سيؤول للفنون، ومايا الخليل، ويضم 48 عملاً لـ29 فناناً كورياً، من بينهم روّاد، مثل نام جون بايك وبارك هيونكي، وأسماء معاصرة بارزة، مثل لي بول، وهيغي يانغ، وأيونغ كيم، وموكا لي، ويستمد المعرض عنوانه من المقولة الشهيرة للفنان الكوري الرائد نام جون بايك: «نحن في دوائر مفتوحة»، حيث يعيد طرح الوسيط الفني ليس كمجرد مادة، بل كنظام تواصلي يتقاطع مع الزمن والتكنولوجيا والجغرافيا والهوية. تستكشف جلسة المجتمع «كوسيط الأشياء كنقطة ارتكاز» الدور المستمر الذي تؤديه الأشياء، من القطع الطقسية إلى تفاصيل الحياة اليومية، بوصفها وسائط مادية محمّلة بالمعنى والذاكرة، تعبّر عن سرديات شخصية وجماعية تمتد عبر الزمن والجغرافيا، ويشارك في الجلسة كلّ من الفنانة سوجونغ جون والفنانة رند عبدالجبار، وتدير الحوار الدكتورة تينا شيرويل، المدير المشارك لبرنامج الماجستير في الفنون الجميلة في الفن والإعلام، والأستاذة المشاركة في جامعة نيويورك أبوظبي. أما الجلسة الحوارية «الفضاء كوسيط» فتتناول البُنى التحتية الخفية التي تُشكّل المدن المعاصرة وتُسهم في استدامتها. وانطلاقاً من المشهد الحضاري في منطقة الخليج، يناقش المتحدثون المدينة ليس فقط كحيّز عمراني مشيّد، بل كنظام متعدد الطبقات من الآليات المرئية وغير المرئية، يشارك في الجلسة الفنانة مينوك ليم، والمعماري وائل الأعور، الشريك المؤسس والمصمم الرئيس في «واي واي».

«اللوفر أبوظبي» يحتفي بـ «ملوك إفريقيا وملكاتها»
«اللوفر أبوظبي» يحتفي بـ «ملوك إفريقيا وملكاتها»

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

«اللوفر أبوظبي» يحتفي بـ «ملوك إفريقيا وملكاتها»

احتفل «اللوفر أبوظبي» بمعرضه «ملوك إفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه»، المستمر منذ أربعة أشهر، واستقطب أكثر من 182 ألفاً و391 زائراً، ما يعكس الإقبال المتزايد في المنطقة على استكشاف السرديات الثقافية العالمية. وزار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان، المعرض الذي يقام بالتعاون مع متحف كيه برانلي - جاك شيراك، وكانت تلك المرة الأولى التي يُقام فيها مثل هذا المعرض في دولة الإمارات والمنطقة، حيث قدم لمحة استثنائية عن حياة وإرث أبرز الشخصيات المرموقة وأكثرها نفوذاً في إفريقيا، كما عمل متحف اللوفر أبوظبي أيضاً في إطار تعاون وثيق مع مؤسسات يقع مقرها في دولة الإمارات، بما في ذلك متحف جوجنهايم أبوظبي ومؤسسة الشارقة للفنون، إضافة إلى جهات خاصة لإعارة الأعمال الفنية، والعديد من المؤسسات الإفريقية الشهيرة. وأبرزت زيارة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ارتباط القيم التي يجسدها المعرض بالقيم الإماراتية المتعلقة بالانفتاح الثقافي، والشمول، والتعايش، حيث سلطت الضوء على أهمية تعميق الفهم المشترك بين مختلف الثقافات، والاحتفاء بالإرث الإنساني المشترك من خلال الفن، وشمل المعرض عرض مقتنيات ملكية تعكس مهارات حرفية رائعة، ورموزاً مقدسة للسلطة الروحية، وأغراض احتفالية تُجسد المكانة البارزة التي حظيت بها الأسر الملكية الإفريقية من منظور الثقافة، وكذلك من المنظور التاريخي. ومن المقرر أن تستمر رحلة معرض «ملوك إفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه»، حيث سيُقام المعرض في متحف كيه برانلي - جاك شيراك في باريس عام 2027، ما سيعزز بشكل أكبر الدور الذي يسهم به المعرض في تعزيز الحوار بين الحضارات وتعميق الفهم العالمي للإرث التاريخي الثري الذي تتميز به قارة إفريقيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store