
غارات إسرائيلية «تذكيرية» على الضاحية الجنوبية... الحرب لم تنته
- عون يدعو أميركا ولبنان إلى "إجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها"
- 3 غارات تحذيرية ضد منشأة للحزب في الحدث سبقت غارة عنيفة
- هلع في الضاحية الجنوبية ونزوح منها في ثالث هجوم جوي بعد وقف النار
- غارات الضاحية ربما تكون رداً ضمنياً على رسم "حزب الله" خطاً أحمر حول سلاحه
- هل غارة الضاحية «تحمية» إسرائيلية ربطاً بمفاوضات النووي؟
هل تحوّلت الضاحية الجنوبية لبيروت مسرحاً لـ «ضربات تذكيرية» أقرب إلى «الرسائل بالنار» التي توقّعها إسرائيل وتوجّهها عبر «صندوقة بريد» لم تعُد محصورة بجغرافيا محدَّدة وباتت تُكَرِّسُ تحويلَها لبنان ملعباً لسلاح جوّها؟
هذا السؤال أطلّ من قلب غبار الغارة التي نفّذها الطيران الإسرائيلي مساء أمس في الضاحية الجنوبية، وتحديداً في منطقة الجاموس - الحدث، مستهدفاً ما زَعَمَت تل أبيب أنه منشآت (هنغار) لـ «حزب الله» تُستخدم لتخزين أسلحة، وذلك بعد إنذار عاجل ومباغِت وجّهه الناطق باسم جيشها افيخاي أدرعي عبر منصة «إكس» وسرعان ما تسبب بحال هلع وحركة نزوح كثيفة على وقع إطلاق رصاص كثيف لحضّ السكان على إخلاء المباني المحيطة بالموقع الذي وُضعت عليه علامة X لإسقاطه وهو ما حصل بعد 3 غارات تحذيرية.
وما جَعَلَ استهداف الضاحية يوم أمس، مدجَّجاً بأبعاد ما فوق عادية وجديدة، أنه الأول الذي يحصل منذ اتفاق وقف النار (27 نوفمبر) من خارج معادلتيْن سابقتين رسمتهما تل أبيب، واحدة معلنة وثانية ضمنية، على قاعدة «الجليل مقابل بيروت»، وهو ما تُرجم في 28 مارس بغارة بعد ساعات على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، ثم ان «لا خطوط حمر أمام الاغتيالات» وفق ما عبّرت عنه الضربة الجوية فجر الأول من أبريل حين تم استهداف القيادي في «حزب الله» حسن بدير ونجله مع شخصين آخرين.
واعتبرت أوساط سياسية أن غارة يوم أمس ضدّ مخزن أسلحة، وفق مضبطة الاتهام الإسرائيلية، تشكّل واقعياً تطويراً إضافياً لحرصها على تظهير «يدها العليا» في تطبيق اتفاق وقف النار بحسب تفسيرها لمندرجاته، معربة عن الخشية من أن تكون زيادةُ تل أبيب لجرعة التجرؤ على قصف الضاحية (لم يُعرف إذا سبق ذلك إبلاغها اللجنة الخماسية المولجة الإشراف على تطبيق اتفاق 27 نوفمبر بوجود «المخزن» ومطالبتها بمصادرة موجوداته من دون معالجة الطلب) في إطار إرساء واقع جديد يعكس توغُّلَها في كسْر آخِر الضوابط التي اشتمل عليها اتفاق وقف النار وتعميق ما تَعتقد أنه «انكسار شوكة» حزب الله وربما «الربط» مع مسارين:
- الأول «الخطوط الحمر» التي رسمها «حزب الله» تباعاً بلسان قيادته أمام لبنان الرسمي في ما خص مناقشة مسألة سحب سلاحه، وصولاً إلى رميه الكرة في ملعب إسرائيل عبر اشتراط انسحابها أولاً من التلال الخمس التي أبقتها تحت الاحتلال على الحافة الحدودية، وإطلاقها الأسرى اللبنانيين، ووقف اعتداءاتها (الى جانب بدء إعادة الإعمار)، وذلك قبل الموافقة على بدء بحث قضية سلاحه وضمن حوار حول إستراتيجية دفاعية وعلى قاعدة أن تُستثمر ترسانته العسكرية كعنصر قوة فيها للدفاع عن لبنان مع الجيش.
ومن هنا يخشى خصوم الحزب أن تكون تل أبيب بدأت الردّ على هذه «المعاندة» من الحزب، عبر زيادة الضغط العسكري عليه والمزيد من حشر الدولة اللبنانية وتذكيرها بأن «الساعة الرملية» قُلبت وأن المهلة الزمنية غير مفتوحة لنزْع السلاح وأن المطالبات بانسحابها أولاً مع ملحقاته تلقى «صفر» قبول لديها بل ستزيد من إصرارها على «سحب السلاح أولا».
- والمسار الثاني المفاوضات حول النووي الإيراني وسط مخاوف من أن تكون إسرائيل تُعطي إشارةً «متفجرة» إلى أن ملف حزب الله وسلاحه معزول تماماً عن مآلات التفاوض بين واشنطن وطهران، وأنه سيبقى «تحت النار»، وربما يتجّه إلى مزيدٍ من التسخين ولو سلكت المحادثات الإيرانية – الأميركية طريق الانفراج الذي قد يعزّز احتمالات العودة إلى الحرب الشاملة وليس العكس.
وجاء التطور العسكري التسخيني يوم أمس، ليضع لبنان مجدداً أمام اختبارٍ صعب لمدى قدرته على دفع البلاد إلى الأمام في الوقت الذي يبدو ملف السلاح بمثابة «الحصان الذي يجرّ» ورشة النهوض إلى الوراء، في ظل خشية تتفاقم من أن يكون خيار معالجة هذا الملف على طريقة الخطوة خطوة عبر حوارٍ لتنفيذ «القرار المتَّخَذ» بسحبه ومع مراعاةِ عوامل عدة لبلوغ الهدف «على البارد» محفوفاً بخطر أن «تسبق الأحداث الجميع» وألّا يكون لبنان الرسمي قادراً على تفادي أن يتجرّع الوطن الصغير كأس الحرب مجدداً.
عون يدين
ودان الرئيس جوزف عون الاعتداء الإسرائيلي، وقال إن "على أميركا ولبنان كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، تحمل مسؤولياتهما في إجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها". ورأى أن "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
وترى أوساط سياسية أن بقاء لبنان في مرمى النار الإسرائيلية لا يهدّد فقط كل عملية النهوض التي يصر الخارج على أنها ينبغي أن تسير على خطين متوازيين هما، الإصلاح عبر إقرار القوانين التي تُعتبر حجر الزاوية فيه وبينها السرية المصرفية كما حصل، وسحْب سلاح «حزب الله» كمدخلٍ لأي رفدٍ لـ «بلاد الأرز» بدعمٍ لزوم تسريع خطوات التعافي من الانهيار المالي وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، بل أن خطر عودة لغة الدم والدمار يفرّغ أي عملية بناء سياسي ومؤسساتي من مفاعيلها بما في ذلك الانتخابات البلدية والاختيارية التي تُفتتح الأحد في محافظة جبل لبنان وتشكّل «تمريناً» للانتخابات النيابية بعد نحو سنة.
وفي الوقت الذي كانت الأنظار مشدودة إلى الأحد الأول من رباعي جولات الانتخابات البلدية التي يتم التعاطي معها على أنها مقياس أوّلي، ولكن ذات مغزى كبير، لأحجام قوى سياسية عدة، فإنّ الغارة عززت أهمية المحطة البارزة للرئيس عون غداً في الإمارات العربية المتحدة هو الذي كان دشّن جولاته الخارجية من المملكة العربية السعودية قبل زيارة فرنسا وبعدها قطر.
الإمارات وقطر
وكما في محطاته السابقة، يَحمل عون معه رسالةَ تشديدٍ على عودة لبنان إلى العالم العربي وتأكيد أنه ينتظر عودة أشقائه إليه، ودعوة لمساندته للضغط على إسرائيل لالتزام اتفاق وقف النار.
وفي وقت تُستكمل تحضيرات عون - الذي كان شارك مع عقيلته السيدة نعمت في جنازة البابا فرنسيس - لزيارة أبوظبي، شهدت الدوحة لقاءاتٍ ذات دلالاتٍ مهمة أجراها كل من نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزير الثقافة غسان سلامة مع قيادتها التي أكدت دعمها للبنان ووجوب حفظ استقراره وتطبيق كل الأطراف اتفاق وقف النار.
وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية فإن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد خلال استقباله متري «دعم بلاده للبنان في المجالات كافة، مع التشديد على أهمية الحفاظ على الاستقرار ومواصلة مسار الإصلاح الذي تقوم به الحكومة»، مشيراً إلى ان دولة قطر جاهزة دائماً لمساعدة لبنان.
كما التقى متري رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث تم البحث في الأوضاع العامة والمساعي الدبلوماسية المبذولة من أجل انسحاب إسرائيل جنوب لبنان والتزامها اتفاقية وقف الأعمال العدائية.
وجاءت لقاءات متري مع المسؤولين القطريين بعد مشاركته في اجتماعات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومشاركته متحدثاً في مؤتمر الاستشراق الذي تنظمه وزيرة التربية القطرية لولوة الخاطر.
كما التقى سلامة، محمد بن عبدالرحمن، حيث جرى استعراض علاقات التعاون وسبل دعمها وتطويرها وآخر المستجدات في لبنان، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وجدد رئيس الوزراء القطري «موقف دولة قطر الداعم للبنان، ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، كما أكد ضرورة التزام الأطراف الكامل بتنفيذ اتفاق وقف النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ ساعة واحدة
- المدى
العدو الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات!
أنهت هيئة الأركان العامة لجيش العدو الإسرائيلي تمرينا واسعا يحاكي شن حرب متعددة الجبهات، في حال فشل المفاوضات الأمريكية مع إيران حول الملف النووي. وفي أعقاب تقرير شبكة CNN حول استعداد إسرائيل المحتمل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كثف الجيش الإسرائيلي استعداداته لسيناريو حرب متعددة الجبهات. ووفق بيان صادر عن الجيش مساء الجمعة، جرى استكمال مناورة لهيئة الأركان العامة، شملت تدريبات على استمرارية العمليات في الجبهة الداخلية، والعمليات الدفاعية، والحفاظ على جاهزية المكونات الحيوية للنشاط العسكري. تأتي هذه التحركات وسط تجدد المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، رغم الشكوك العميقة التي يبديها الطرفان إزاء فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وقد اختتمت اليوم الجولة الخامسة من هذه المحادثات، التي استضافتها سلطنة عمان. وفي ختام الجولة، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة 'إكس' بأنه 'تم تحقيق بعض التقدم، لكنه ليس نهائيا'. أما نظيره الإيراني عباس عراقجي، فوصف المفاوضات بأنها 'معقدة'، مؤكدا أن لدى سلطنة عمان 'أفكارا مختلفة' لكسر الجمود، داعيا في الوقت نفسه إلى استمرار الحوار. في المقابل، عبر مسؤولون إيرانيون عن شكوكهم في النوايا الأميركية، وقالوا لـCNN إن مطالبة واشنطن بتفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل ستقوض فرص التوصل إلى اتفاق. وأكد مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني لوكالة رويترز أن 'المحادثات ستستمر، على أن يتم تحديد الزمان والمكان من قبل سلطنة عمان'. من جانبه، هاجم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التهديدات الإسرائيلية، محذرا من أن طهران 'ستتخذ إجراءات خاصة' لحماية منشآتها النووية. وأوضح في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة 'ستتحمل المسؤولية القانونية' في حال تنفيذ إسرائيل هجوما على إيران. وكتب عبر منصة إكس: 'التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكن التسريبات الأخيرة التي نقلت عن مصادر أميركية تكشف خططا لهجوم على إيران، تتطلب إدانة شديدة من مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية'. وفي سياق متصل، أبدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تشاؤمه إزاء المفاوضات، منتقدا ما وصفه بـ'المطالب الفاحشة' للولايات المتحدة. وقال: 'لا أحد في إيران ينتظر موافقة الأميركيين على تخصيب اليورانيوم… لن نقبل بأي طلبات أميركية أو أوروبية بوقف التخصيب'. وأضاف: 'لا أعتقد أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتيجة'. وفي تل أبيب، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التمرين العسكري الأخير، والذي أُطلق عليه اسم 'باراك تامير'، جاء لمحاكاة سيناريوهات حرب متعددة المسارح، بهدف 'تحسين التنسيق بين الأذرع المختلفة للجيش في حالات الطوارئ، وتعزيز سرعة وكفاءة الاستجابة الميدانية للأحداث المتفجرة'.


كويت نيوز
منذ 7 ساعات
- كويت نيوز
الاحتلال يعترض صاروخاً باليستياً في هجوم حوثي جديد
ودوت صافرات الإنذار في عدة مناطق في جميع أنحاء إسرائيل، حسبما ذكر الجيش الإسرائيلي على منصة التواصل الاجتماعي 'إكس'. وبحسب البيان، نجحت الدفاعات الجوية اعتراض صاروخ باليستي، أطلقه الحوثيون، المدعومون من إيران في اليمن. وقبل انطلاق صفارات الإنذار بحوالي دقيقة، أُصدر تحذير مبكر للسكان، لتنبيههم بالهجوم الصاروخي بعيد المدى، عبر إشعار فوري على هواتفهم. ولم ترد تقارير أولية عن وقوع إصابات أو أضرار. وتستهدف ميليشيا الحوثيين اليمنية، المدعومة من إيران، إسرائيل بانتظام منذ بدء الحرب على غزة، دعماً لحركة حماس الفلسطينية التي تحاربها إسرائيل في قطاع غزة. ومنذ 18 مارس الماضي عندما استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة، أطلقت ميليشيا الحوثيين في اليمن 37 صاروخاً باليستياً، وما لا يقل عن 10 طائرات مسيّرة على إسرائيل.


الأنباء
منذ 8 ساعات
- الأنباء
غياب التوافق والتزكية يفرض الانتخاب في القرى الحدودية
يؤكد أبناء الجنوب، وعلى وجه الخصوص، أهالي القرى الحدودية، على أهمية الانتخابات البلدية والاختيارية كاستحقاق وطني، وضرورة مشاركة الجميع في ممارسة حقهم الديموقراطي، أكانوا في بلداتهم أو خارجها، كرد على العدوان والأطماع الإسرائيلية الهادفة إلى تفريغ وتهجير القرى والبلدات الحدودية. وفيما تحرص القوى السياسية المؤثرة والمعنية بالقرار في الجنوب (حزب الله وحركة أمل)، على تعميم ثقافة التوافق لإنتاج مجالس بلدية تفوز بالتزكية، لتوفير الأعباء والمعاناة، وتأمين أجواء تكون على مستوى تحديات المرحلة وظروفها الصعبة من كل الجوانب، فقد نجحت في العديد من البلدات، لكنها بالمقابل فشلت في بلدات أخرى تحظى بتنوع سياسي من جهة، وبتعدد طائفي ومذهبي. ومن هذه البلدات، بلدة حولا (قضاء مرجعيون)، حيث يبدو المشهد الانتخابي نشطا بعد غياب التوافق بين الأحزاب المكونة للمجتمع في حولا. وأعلن عن لائحتين: واحدة للأحزاب وأخرى للمستقلين، وسط سخونة في الجو الانتخابي، لإيصال مجلس بلدي من 15 عضوا. حولا من البلدات الحدودية الأمامية ونالت نصيبا كبيرا من عمليات الإبادة لمعالمها، جراء غارات الطيران الحربي الإسرائيلي والقصف المدفعي، بالإضافة إلى أعمال التفجير. وتوزع أهاليها على عدد من بلدات الجنوب والعاصمة بيروت. هذه الأوضاع خلقت عوامل مؤثرة سلبا على العملية الانتخابية، لوجود أهالي البلدة في الشتات، خصوصا لدى كبار السن، حيث تبقى المشكلة في كيفية انتقالهم. وقد وضعت صناديق الاقتراع لحولا في بلدة زبدين بالقرب من مدينة النبطية. رئيس البلدية شكيب قطيش قال لـ«الأنباء»: «حولا مهدمة كليا والأخطار الإسرائيلية تلفها من كل حدب وصوب، وليس فيها من مكان آمن ويصلح كمركز انتخابي». وشدد على «أنه رغم كل الظروف والأوضاع والتهديدات والاعتداءات الإسرائيلية، علينا إنتاج مجلس بلدي جديد أينما كنا، ونأمل أن نوصل فريق عمل لخدمة البلدة وأبنائها». وأكد «اهتمام الناس بالاستحقاق الانتخابي»، واعتبر «ان المشاركة هي للتأكيد على أن الأرض لنا بمواجهة الأطماع الصهيونية الاحتلالية والتوسعية»، مشددا على رفع شعار «العودة والوفاق والتنمية». المشهد بدا مختلفا أيضا في القرى الحدودية التي ينتمي أهاليها إلى العشائر والقبائل العربية من الطائفة السنية في قضاء صور، ومنها بلدات يارين والزلوطية ومروحين، التي تنتمي إلى عشيرة «القليطات»، فيما ينتمي أهالي بلدة البستان، إلى عشيرة عرب «الخريشة»، وأهالي بلدة الضهيرة إلى عشيرة عرب «العرامشة»، الذين سلخهم ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين عن بعضهم البعض العام 1923، فبقي قسم منهم داخل الأراضي الفلسطينية، في قرية العرامشة، التي يفصلها جدار إسمنتي عن أهلهم في الضهيرة. وتتنافس في يارين التي يبلغ عدد سكانها 7000 نسمة، وعدد ناخبيها 2870 لائحتان. وتعيش تلك البلدات التي لم تعرف التوافق على وقع التأثيرات العائلية وحساباتها الانتخابية، وقد بذلت محاولات حثيثة ليكون التوافق سيد الموقف، لكن الحسابات العائلية وحساسياتها التاريخية وخلافاتها، حالت دون ذلك، وسبق ان أدت إلى حل المجلس البلدي السابق. وقال رئيس بلديتها السابق عدنان أبو دلة: «سعينا وحاولنا كثيرا التوصل إلى توافق لإيصال مجلس بلدي بالتزكية، ولكن للأسف لم نوفق.. المجلس البلدي مؤلف من 15 عضوا جميعهم من الطائفة السنية. لدينا في البلدة 3 مخاتير، ولا زلنا مهجرين، في صور والسباعية والبرغلية والعاقبية، حيث العدد الاكبر، وفي بيروت والجية. بإذن الله سيكون هناك اقبال كثيف على الاقتراع، لايصال مجلس بلدي منسجم، لان الاهالي عانوا لمدة تسع سنوات من غياب مجلس بلدي». في بلدة مروحين (قضاء صور)، التي يبلغ عدد ناخبيها 1500 وسكانها 4000 نسمة، تتحكم العوامل العائلية بمسار ومفاصل العملية الانتخابية. وتتكثف الاتصالات بين العائلات في محاولة للوصول إلى توافق ينشده الجميع، لتوفير الأجواء الملائمة لأبناء البلدة، كما أكد رئيس بلديتها محمد صالح غنام. البلدة المدمرة كليا بآلة الحرب الإسرائيلية، ويتحسر أهلها على الأوضاع التي وصلت اليها، وهي المرة الأولى في تاريخها تشهد هذه الوحشية التدميرية. وتم اعتماد ثانوية الإمام موسى الصدر في مدينة صور – دوار البص، كمركز انتخابي لأهالي البلدة، ووضعت أقلام الاقتراع فيها، لانتخاب مجلس بلدي من 15 عضوا.