logo
ملاحقة جماعة «الإخوان» عالمياً

ملاحقة جماعة «الإخوان» عالمياً

اليمن الآنمنذ 3 أيام

ملاحقة جماعة «الإخوان» عالمياً
قبل 2 دقيقة
تأخرت أوروبا كثيراً في التحرك لمنع خطر جماعة «الإخوان»، وها هي فرنسا التي كانت متأخرةً هي الأخرى تبدأ في ملاحقة نشاط جماعة «الإخوان» اليوم، فهذا مجلس الدفاع في باريس برئاسة إيمانويل ماكرون يُحذّر من تنامي نفوذ جماعة «الإخوان المسلمين» في الضواحي الفرنسية، بل ويعدُّ الحركة تشكّل «تهديداً للتماسك الوطني»، ويطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار ما يُعرف بـ«الإسلام السياسي» وتأثيره على المجتمع الفرنسي.
التقرير الفرنسي الذي وُصف بالسري حذَّر من تنامي نفوذ جماعة «الإخوان» في المجتمعات المحلية الفرنسية ومدى خطورته على «التآكل التدريجي للقيم العلمانية»، كما وصفها التقرير نصاً: «إنّ حقيقة هذا التهديد، حتى وإن لم يكن عنيفاً، تُشكّل خطراً على نسيج المجتمع وعلى نطاق أوسع، على التماسك الوطني»، فباريس تلاحق مؤسسة «ابن رشد» الإخوانية بعد أن تسللت جماعة «الإخوان» مستغلةً حكماً قضائياً مما يعقد المسألة على السلطات الفرنسية في ملاحقة الجماعة وتسللها داخل المجتمع.
إن المساعي «الإخوانية» لإقامة خلافة أوروبية ضمن محاولات تنظيم جماعة «الإخوان» إيجاد حاضنة مجتمعية في المجتمعات المحلية الفرنسية هي محاولة اختراق دولة من خلال مجتمعها، وهي إحدى طرق الاختراق والتغلغل التي تستخدمها الجماعة بزرع خلاياها وعناصرها للانتشار والتوسع في المجتمعات، خصوصاً التي تعاني من اضطهاد أو تهميش، كما هو حاصل في الضواحي البارسية وغيرها، وهي نقطة ضعف ما لم تدرك سرعة معالجتها السلطات الفرنسية وإدماج المهمشين في المجتمع الفرنسي والتوقف عن النظرة الاستعلائية في التعاطي مع هؤلاء، سيكونون تربةً خصبةً لنمو نبتة جماعة «الإخوان» وتمدد سرطانها في المجتمع الفرنسي.
لقد فشلت الجماعة في قيادة أي مجتمع تسللت إليه، ورغم مشاريع التمكين الضخمة، فإن منهج الإقصاء الذي تنتهجه الجماعة وتعاطيها كجماعة وحزب في أي بلد تمكنت من حكمه بسياسة التمكين، مثل مصر وليبيا وتونس، أفقدها أي حضور شعبي أو مجتمعي سبق أن تمتعت به بالخداع ولبس عباءة المظلومية سنوات طوالاً، فالتجارب المحدودة لجماعة «الإخوان» في السلطة تؤكد أن الولاء لديهم للجماعة فقط، وأنهم لن يستطيعوا تمثيل أمة أو شعب، لأنهم اعتادوا الولاء للجماعة والتنظيم، الأمر الذي أفقدهم الإحساس بالانتماء الجغرافي للوطن ضمن حدود جغرافية محددة، وذلك مرده لكونهم ينتمون لتنظيم وجماعة عابرة للحدود وللقارات.
العالم لم يتوقف إنما تغيّر الداعم والمستخدم بعد أن تراجعت الإدارة الأميركية الجديدة في عهد ترمب الأول خطوات إلى الوراء في علاقتها مع الجماعة، وصلت إلى درجة التلويح بالحظر واعتبار الجماعة منظمةً إرهابيةً، دون التقدم في ملف حظر الجماعة رغم ثقل ملف إدانتها بالإرهاب في أدراج المخابرات الأميركية، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة، هل فعلاً هناك إرادة دولية حقيقية للتخلص من هذا التنظيم، أم أنَّ هناك من لا تزال لديه رغبة في وجود التنظيم واستخدامه بندقيةً مستأجرةً.
صحيح أن الإدارة الأميركية لا تزال تتردد في إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، رغم ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي السابق، رون ديسانتس، من أن «الإخوان المسلمين هي منظمة مسلحة لها جماعات تتبعها في العالم، وسياسة واشنطن أخفقت في التصدي لنهج العنف لدى تنظيم الإخوان الإرهابي ودعمه لجماعات متشددة».
الجماعة التي أسسها حسن البنا في مصر في مارس (آذار) عام 1928م بتمويل من السفير البريطاني قدره 500 جنيه في حينها باعتراف جون كولمان، وهو ضابط سابق ووكيل المخابرات البريطانية «MI6»، حيث كانت السياسة البريطانية في ذلك الوقت في حاجة لاختراق جماعة القوميين العرب.
العالم تغير وحتى نعرة القوميات والإثنيات انخفضت مما أصبح استخدام جماعة أو تنظيم مثل جماعة «الإخوان» حتى استخباراتياً بندقيةً مستأجرةً ن الماضي، خصوصاً وأن التنظيم ليس دائماً يرغب في أن يكون بندقية مستأجرة، بل سقف طموحات قادته يكمن في دولة «الخلافة» للمرشد مما يعني أنها ستسعى حتى للانقلاب على من احتضنها، أو حتى قدم لها الدعم وصنع لها الأمان، والشواهد كثيرة فقد انقلبت الجماعة على كل من ساعدها وأخرجها من السجون ليجد نفسه أمام عفريت خرج من مصباح يفتك بمن حرره.
فقد سبق للملك الراحل إدريس السنوسي أن أحسن وفادتهم بعد فرارهم من عبد الناصر، عقب ملاحقتهم بسبب حادثة المنشية، ولكنهم تآمروا عليه، وزرعوا نبتتهم البائسة في ليبيا رغم تعهدهم بعدم الدعوة للجماعة طيلة اللجوء في ليبيا، وسبق أن حررهم أنور السادات وانقلبوا عليه وقتلوه، وحررهم القذافي من السجون وقدموا مراجعات سرعان ما نكثوها ونالوا منه.
هذه الجماعة المبتدعة دينياً والمفلسة سياسياً، ولاؤها خارج الجغرافيا والسيادة الوطنية، ولا يمكن الوثوق بها والتعاطي مع هدنتها، أو الاطمئنان لانكسار شوكتها، لأنها سرعان ما تعود وتنقلب متى توفرت لها الظروف الانتهازية، مما يؤكد أن الجماعة فكرها شاذ وتتبنى العنف للوصول إلى السلطة وهذا مما ينبغي أن يتصدَّى له.
الشرق الاوسط

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عدد السجناء في فرنسا يصل إلى مستوى غير مسبوق
عدد السجناء في فرنسا يصل إلى مستوى غير مسبوق

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 2 أيام

  • وكالة الأنباء اليمنية

عدد السجناء في فرنسا يصل إلى مستوى غير مسبوق

باريس – سبأ : سجلت السجون الفرنسية، مستويات غير مسبوقة في عدد السجناء، حيث بلغ عددهم حتى الأول من مايو الحالي ، 83 ألفاً و681 شخصاً وراء قضبان السجون التي تعاني من اكتظاظ مزمن،، وفق بيانات جديدة نشرتها وزارة العدل الفرنسية، اليوم السبت. وحتى الأول من مايو الحالي، بلغت الكثافة السجنية الإجمالية في فرنسا 133,7%، مقابل 125,3% في الأول من مايو 2024، وفق وكالة 'فرانس برس'. ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها ستة آلاف سجين في عام واحد، وما يقرب من 25 ألف سجين إضافي في خمس سنوات، منذ نهاية فترة الإغلاق الأولى المرتبطة بجائحة كوفيد والتي شهدت عمليات إفراج مبكر عن سجناء. وتجاوزت كثافة السجون 200% في الأول من مايو في 23 منشأة أو منطقة سجنية، وفق بيانات الوزارة. ويُعتبر اكتظاظ السجون مشكلة مزمنة في فرنسا، حيث يُضطر 5234 سجينا إلى النوم على مراتب على الأرض. وتصل كثافة السجون إلى 163,2% في مراكز الاحتجاز الاحتياطي، حيث يُحتجز السجناء الذين ينتظرون المحاكمة، وبالتالي يتمتعون بقرينة البراءة، والسجناء المحكوم عليهم بعقوبات قصيرة. وقد جرى تجاوز عتبة 80 ألف سجين لأول مرة في 1 نوفمبر 2024 بواقع 80130 سجينا، واستمر العدد في الارتفاع مذاك، باستثناء 1 يناير الذي شهد انخفاضا طفيفا بواقع 80 ألفا و669 سجينا مقارنة بـ80 ألفا و792 سجينا في 1 ديسمبر، وهو وضع ليس مستغربا في هذا الوقت من العام. وتُصنّف فرنسا من بين أسوأ الدول أداءً في أوروبا من حيث اكتظاظ السجون، إذ تحتل المرتبة الثالثة بعد قبرص ورومانيا، وفق دراسة نشرها مجلس أوروبا في يونيو 2024. وتدرس السلطات الفرنسية إمكانية استئجار أماكن لإيواء المساجين في منشآت سجنية أخرى في أوروبا، خصوصا في شرق القارة. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة حول هذا الموضوع في 13 مايو على قناة 'تي اف 1' إنه 'لا توجد محظورات في هذا الشأن'.

ماكرون يحذر إسرائيل من مواجهة موقف أوروبي أكثر صرامة.. وإسرائيل تتهم فرنسا بشن "حرب صليبية"
ماكرون يحذر إسرائيل من مواجهة موقف أوروبي أكثر صرامة.. وإسرائيل تتهم فرنسا بشن "حرب صليبية"

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

ماكرون يحذر إسرائيل من مواجهة موقف أوروبي أكثر صرامة.. وإسرائيل تتهم فرنسا بشن "حرب صليبية"

الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بران برس: وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 30 مايو/أيار 2025، تحذيرًا شديد اللهجة إلى إسرائيل، محذرًا إياها من إمكانية مواجهة موقف أوروبي أكثر تشددًا، في حال عدم اتخاذها خطوات فورية للسماح باستجابة إنسانية مكثفة في قطاع غزة خلال "الساعات أو الأيام المقبلة". وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في سنغافورة: "إذا لم تكن هناك استجابة مناسبة للوضع الإنساني في الساعات أو الأيام المقبلة، فمن الواضح أنه سيتعين علينا تشديد موقفنا الجماعي". وشدّد الرئيس الفرنسي على التزام باريس بحل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مؤكدًا أن فرنسا لا تستبعد فرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين متورطين في أعمال عنف ضد المدنيين في الضفة الغربية. وأشار إلى أنه ينبغي على أوروبا التمسك بقواعدها الحالية لحقوق الإنسان، وإذا لزم الأمر، فرض عقوبات "كما فعلنا بشكل فردي فيما يتعلق بالمستوطنين الإسرائيليين الذين أطلقوا النار عشوائيًا على المدنيين في الضفة الغربية". وأضاف ماكرون أن "الاعتراف بدولة فلسطينية ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل ضرورة سياسية"، معتبرًا أن الجهود الأوروبية في الأسابيع المقبلة يجب أن تشكل استجابة سياسية حقيقية للأزمة الراهنة، في ظل تراجع الآمال بإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة. في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، بشن "حرب صليبية على الدولة اليهودية". وقالت الوزارة في بيان نشرته على منصة "إكس": "الحقائق لا تهم ماكرون. لا يوجد حصار إنساني، هذا كذب فاضح"، مذكّرة بأنها عاودت السماح بإدخال المساعدات إلى القطاع. وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الجمعة، إن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية، غداة إعلانها إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة. وقال كاتس في بيان: "هذه الخطوة تمثل ردًا قاطعًا على التنظيمات الإرهابية التي تسعى للنيل منا، وتبعث برسالة واضحة إلى ماكرون وأمثاله: بينما يعترفون بدولة فلسطينية على الورق، نحن نبني الدولة اليهودية على الأرض". واختتم كاتس بيانه بالقول: "سيُرمى هذا الورق في سلّة مهملات التاريخ، وستزدهر دولة إسرائيل". وفي 18 مارس/آذار 2025، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استئناف الحرب على غزة، متذرّعًا بما وصفه برفض حركة "حماس" مقترحات أمريكية لتمديد وقف إطلاق النار. وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة رسميًا في 1 مارس/آذار الجاري، والتي استمرت 42 يومًا، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، وسط عراقيل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وعقب انتهاء الهدنة، قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب. وقد أسفر استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، والقصف المتواصل منذ 18 مارس/آذار، عن مقتل ما لا يقل عن 3,822 فلسطينيًا، وإصابة 10,925 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. الرئيس الفرنسي حرب غزة الاعتراف بفلسطين

أول تعليق من ترامب على فيديو صفعة الرئيس الفرنسي
أول تعليق من ترامب على فيديو صفعة الرئيس الفرنسي

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

أول تعليق من ترامب على فيديو صفعة الرئيس الفرنسي

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، على فيديو صفعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلًا: «تأكد من إغلاق باب الطائرة». وكانت قد تداولت حسابات مقطع فيديو عبر الشبكات الاجتماعية لما زُعم أنه يُظهر شجارًا بين الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت ماكرون، وذلك بعد جدل أثارته لقطات حقيقية للحظة قيامها بما وُصف بـ"دفعة على وجهه" لدى وصولهما إلى مطار نوي باي في العاصمة الفيتنامية، هانوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store