logo
ترامب، الحرب، والدستور

ترامب، الحرب، والدستور

الغدمنذ 5 ساعات

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
اضافة اعلان
أندرو ب. نابوليتانو* - (ذا كوريَر) 23/6/2025تُقيد المعاهدات المتعددة التي تكون الولايات المتحدة طرفًا فيها قدرتها على شن الحرب، بحيث يجب أن تكون هذه الحرب دفاعية، ومتناسبة، ومعقولة. فإذا كانت قوة أجنبية على وشك شن هجوم -كما حدث في 11 أيلول (سبتمبر)، حين كانت الحكومة نائمة- يمكن للرئيس أن يوجه ضربة استباقية لحماية البلاد.* * *هل أصبحت الولايات المتحدة الآن ما أدانه الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا؟ هل يستطيع الرئيس أن يخوض أي حرب يشاء؟ هل يملك الكونغرس الصلاحية لتمويل أي حرب يختارها؟ هل هناك متطلبات دستورية وقانونية يجب الوفاء بها قبل شن الحرب؟ينبغي أن تكون هذه الأسئلة في صلب النقاش حول انخراط الولايات المتحدة في أوكرانيا، وغزة، وإيران.لكنّ مثل هذا النقاش الكبير لم يحدث، للأسف. وما تزال وسائل الإعلام الرئيسية تردد ما تقوله لها وكالة الاستخبارات المركزية، وليس هناك مَن يتحدى الحكومة في حروبها المتهورة وغير الأخلاقية وغير القانونية والمخالفة للدستور سوى بعض المواقع الإلكترونية والبودكاستات القليلة. وإليكم الخلفية:تأتي كل سلطة في الحكومة الفيدرالية من الدستور، وليس هناك أي مصدر للسلطة غيره. والكونغرس مقيّد بالدستور وبالمعاهدات التي تكون الولايات المتحدة طرفًا فيها. ولا يمكن للكونغرس، من الناحية القانونية، أن يقوم بإعلان الحرب على روسيا ولا غزة ولا إيران، لعدم وجود أسباب عسكرية يمكن أن تبرر مثل هذه الحرب. في الوقت الراهن، لا تشكل روسيا تهديدًا للأمن القومي الأميركي، ولا للأشخاص، ولا للممتلكات الأميركية؛ وكذلك هو حال غزة أو إيران. كما لا توجد معاهدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا أو إسرائيل تفرض عليها التزامًا عسكريًا تجاه أي منهما.بموجب الدستور، لا يحق لأي شخص أو جهة في الولايات المتحدة إعلان الحرب على دولة أو جماعة إلا الكونغرس الأميركي. وكانت آخر مرة فعل فيها الكونغرس ذلك عندما بدأ تدخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية.لكن الكونغرس تنازل عن سلطة محدودة للرؤساء، وسمح لهم بخوض حروب غير مُعلنة -مثل قرار صلاحيات الحرب للعام 1973، واجتياحات جورج دبليو بوش لكل من أفغانستان والعراق.والآن، لم يعلن الكونغرس الحرب على روسيا أو غزة أو إيران؛ كما أنه لم يأذن باستخدام القوات الأميركية في تلك الدول. لكنه مع ذلك منح الرئيس شيكًا على بياض، وفوضه بصرفه على المعدات العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل بالطريقة التي يراها مناسبة.جاء ترامب إلى سدة السلطة مع وعد بإنهاء "الحروب الأبدية" الأميركية. ولكن، بدلًا من ذلك، تواصل الولايات المتحدة تمويل حرب كان سلفه قد دخلها في أوكرانيا، وكان الهدف منها هو طرد القوات الروسية من أوكرانيا والقرم، وإزاحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السلطة. ولا يبدو أن أياً من هذين الهدفين يمكن تحقيقه واقعيًا.وفي غزة، كان الهدف الإسرائيلي هو إزالة كل الفلسطينيين من أرضهم التاريخية هناك -إما بالقتل أو بالقوة. وقد أسفر السعي إلى تحقيق هذا الهدف، الذي يُعتبر من الناحية الأخلاقية مرفوضًا ومن الناحية العسكرية غير قابل للتحقيق، عن أكثر من 55.000 وفاة مدنية -من دون أن يجلب أي فائدة يمكن التحدث عنها للولايات المتحدة.أما عندما يتعلق الأمر بإيران، فقد مارس الرئيس الخداع مع الإيرانيين ليظنوا أن الولايات المتحدة تتفاوض معهم بجدية، بينما كانت أصول الاستخبارات الأميركية تخطط وتساعد في تنفيذ الهجمات الإسرائيلية على طهران في الأسبوعين الأخيرين، والتي قُتل فيها حتى بعض المفاوضين الإيرانيين أنفسهم.هل تشكل إيران، التي خلصت أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية إلى أنها لا تمتلك أسلحة نووية، بينما تفعل إسرائيل، أدنى تهديد للأمن القومي الأميركي؟ الجواب: لا.لا نعرف كم هو عدد ضباط الاستخبارات الأميركيين الموجودين في أوكرانيا أو غزة أو إيران. لكننا نعلم أنهم هناك. خلال الولاية الأولى لترامب، أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية 20 منشأة لضباطها وعملائها في مختلف أنحاء أوكرانيا. ونعلم أيضًا أن هؤلاء الضباط والجنود الأميركيين يشاركون في العمليات القتالية، حيث تتطلب العديد من المعدات الأميركية المستخدمة ضد روسيا وغزة، وفي الدفاع عن إسرائيل، خبرة أميركية في التشغيل والصيانة.هل يقتل ضباط الاستخبارات الأميركيون جنودًا روسًا، أو مدنيين في غزة، أو مسؤولين إيرانيين؟ يفضل البيت الأبيض عدم الرد، ومع ذلك لم يحصل أي من هذا على تفويض من الكونغرس. ولنعد الآن إلى الدستور.الحرب الدفاعية، المتناسبة والمعقولةإن "قرار صلاحيات الحرب"، الذي يتطلب من الرئيس إخطار الكونغرس باستخدام القوة العسكرية الأميركية، هو قانون غير دستوري، لأنه يتضمن تنازل الكونغرس عن إحدى وظائفه الأساسية -إعلان الحرب. وقد صنفت المحكمة العليا في الولايات المتحدة تفويض الوظائف الأساسية للكونغرس للرئيس على أنه انتهاك لمبدأ فصل السلطات، وبالتالي هو غير دستوري.بالإضافة إلى ذلك، لا ينطبق هذا القانون إلا على الجيش. ولا يقيد أو يفرض الإبلاغ عن استخدام أفراد الاستخبارات في خوض الحروب.لم يُخطر ترامب الكونغرس بنيته استخدام القوات الأميركية لتنفيذ أعمال عنيفة. ومع ذلك، استخدم البحرية، وسلاح الجو، ووكالة الاستخبارات المركزية في مهاجمة المدنيين في اليمن -وهي جريمة حرب بحد ذاتها- كما أرسل جنودًا بملابس مدنية إلى أوكرانيا، في استمرار للخداع نفسه الذي بدأ في عهد بايدن، المتمثل في إعلان أن "الوجود الأميركي على الأرض غير موجود".لا ينبغي أن يتفاجأ أحد بما إذا كان ترامب قد قدّم إخطارًا بموجب "قانون صلاحيات الحرب" سرًا لـ"عصبة الثمانية" -وهي مجموعة بمثابة كونغرس داخل الكونغرس، تتألف من رؤساء وقيادات الأقلية في لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في كلا المجلسين، والذين يشاركهم الرئيس الأسرار قانونيًا.كما أنه لا يجوز للكونغرس التنازل عن صلاحياته في إعلان الحرب للرئيس، كذلك لا يمكنه أيضًا تفويض هذه الصلاحيات إلى "عصبة الثمانية". إن مفهوم "عصبة الثمانية" يتناقض بحد ذاته مع القيم الديمقراطية. وإبلاغهم بما يفعله الرئيس من أعمال تنطوي على العنف يتم تحت القسم، وبشكل سري. ولكن، أي نوع من الديمقراطية يعمل ويقتل في السر؟تُقيد المعاهدات المتعددة التي تكون الولايات المتحدة طرفًا فيها قدرتها على شن الحرب، بحيث يجب أن تكون هذه الحرب دفاعية، ومتناسبة، ومعقولة. فإذا كانت قوة أجنبية على وشك شن هجوم -كما حدث في 11 أيلول (سبتمبر)، حين كانت الحكومة نائمة- يمكن للرئيس أن يوجه ضربة استباقية لحماية البلاد.أما خارج حالة الهجوم الوشيك، فيجب أن تكون أسباب الحرب حقيقية، وأن يكون سلوك الخصم العسكري ضد الولايات المتحدة خطيرًا ووشيكًا، وأن تكون أهداف الحرب واضحة وقابلة للتحقيق، وأن تكون الوسائل متناسبة مع التهديد. فهل هددت روسيا أو غزة أو إيران الولايات المتحدة فعليًا بأي عمل خطير؟ الجواب: لم تفعل.في الشهر الماضي، بينما كان في زيارة إلى المملكة العربية السعودية، أدان ترامب "الحروب الأبدية" التي شنها المحافظون الجدد والتدخل العسكري الغربي في الشرق الأوسط. والآن أصبحنا نعلم جيدًا أنه لم يكن يعني ما قاله.لقد أودعنا الدستور أمانةً في أيدي مَن يتجاهلونه. والنتيجة هي مقتل الأبرياء وتقويض الأعراف الدستورية. وما تزال الولايات المتحدة تمارس ما أدانه ترامب خطابيًا.*أندرو ب. نابوليتانو Andrew P. Napolitano: قاضٍ سابق في المحكمة العليا في نيوجيرسي، كان كبير المحللين القضائيين في قناة فوكس نيوز، ويقدم بودكاست Judging Freedom. كتب سبعة كتب عن الدستور الأميركي، أحدثها هو "اتفاق انتحاري: التوسع الراديكالي في صلاحيات الرئيس والتهديد القاتل للحريات الأميركية" Suicide Pact: The Radical Expansion of Presidential Powers and the Lethal Threat to American Liberty.*نشر هذا المقال تحت عنوان: Trump, War & the Constitution

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كاتس: خامنئي تفادى الاغتيال بالاختباء تحت الأرض إلى أعماق كبيرة
كاتس: خامنئي تفادى الاغتيال بالاختباء تحت الأرض إلى أعماق كبيرة

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

كاتس: خامنئي تفادى الاغتيال بالاختباء تحت الأرض إلى أعماق كبيرة

اضافة اعلان قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الخميس، إن إسرائيل كانت ستغتال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لو تسنى لها ذلك خلال الحرب التي استمرت 12 يوما بين البلدين.وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، قال كاتس: "وفقا لتقديري، لو كان خامنئي في مرمى نيراننا لكنا قتلناه".وأضاف "لكن خامنئي أدرك ذلك، ونزل تحت الأرض إلى أعماق كبيرة جدا وقطع الاتصالات مع القادة الذين حلوا محل من جرى اغتيالهم؛ لذا لم يكن الأمر قابلا للتنفيذ في النهاية".وتابع كاتس: "سياستنا كانت تقضي بقتل زعيم إيران وبحثنا عنه بشكل مكثف. هناك فرق بين ما قبل وقف إطلاق النار وما بعده وخلال العملية كنا سنقضي عليه لو أتيحت الفرصة".وقتلت إسرائيل عددا من كبار القادة والعلماء النوويين الإيرانيين في 13 يونيو في بداية الحرب.وأشار كل من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في أوقات مختلفة خلال تبادل الضربات الجوية إلى أن حياة خامنئي ربما تكون في خطر لأن تغيير النظام ربما يكون إحدى نتائج هذه الحرب. غير أن الحرب انتهت بوقف لإطلاق النار يوم الثلاثاء.

انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران

عمون

timeمنذ 4 ساعات

  • عمون

انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران

عمون - قدم مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية، الخميس، أول إفادة للنواب حول قرار الرئيس دونالد ترامب بقصف 3 مواقع نووية إيرانية، في الوقت الذي تزايدت فيه التساؤلات بشأن فاعلية الهجوم ومدى الانخراط العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يقدم كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون راتكليف، ووزيري الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيغسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، الإفادة السرية لأعضاء مجلس الشيوخ، التي كان من المقرر لها في الأصل الثلاثاء. وقال أعضاء جمهوريون لدى مغادرتهم بعد الإفادة، إنه من الواضح أن البرنامج النووي الإيراني "تراجع بشكل كبير"، بينما أعرب بعض الديمقراطيين عن شكوكهم بشأن مدى حجم الأضرار. وأوضح السيناتور الجمهوري توم كوتون من ولاية أركنساس قائلا: "أعتقد، بدون الحاجة إلى أي معلومات سرية، أنه من المقبول القول إننا، إلى جانب أصدقائنا في إسرائيل، وجهنا ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني". بينما قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت، بعد خروجه من الإفادة، إنه: "لا تزال هناك قدرات كبيرة باقية". وجاءت هذه الجلسة في وقت كان به أعضاء مجلس الشيوخ يدرسون دعمهم لقرار يؤكد ضرورة أن يحصل ترامب على تفويض من الكونغرس قبل الشروع في شن أي عمل عسكري إضافي ضد إيران، ومن الممكن إجراء التصويت على هذا القرار قريبا. وقال ديمقراطيون وبعض الجمهوريين، إن البيت الأبيض تجاوز صلاحياته عندما لم يسع للحصول على مشورة الكونغرس، كما أنهم يرغبون أيضا في معرفة المزيد عن المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها ترامب عند إعطائه الضوء الأخضر لتنفيذ الهجمات. وفي وقت سابق أفاد تقرير استخباراتي أولي أميركي أن الضربات أخرت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، وهو ما يتناقض مع تصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن وضع المنشآت النووية الإيرانية، وفقا لما ذكره مصدران مطلعان على التقرير. وأثار التقرير ضجة وموجة غضب في الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذبه أبرز المسؤولين في البلدين. وقال هيغسيث خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون)، الخميس: "سواء أردتم تسميته تدميرا أو دحرا أو محوا، اختاروا ما شئتم من الكلمات. لقد كانت هذه ضربة ناجحة بالمقاييس التاريخية". وأصدر كل من مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، وراتكليف، الأربعاء، بيانين يؤيدان فيهما تصريحات ترامب بأن المنشآت "دمرت بالكامل وبشكل تام". سكاي نيوز

ترامب: وقعنا اتفاقا متعلقا بالتجارة مع الصين
ترامب: وقعنا اتفاقا متعلقا بالتجارة مع الصين

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا نيوز

ترامب: وقعنا اتفاقا متعلقا بالتجارة مع الصين

قال الرئيس دونالد ترامب الخميس، إن الولايات المتحدة وقعت أمس اتفاقا مع الصين يتعلق بالتجارة، وذلك دون الخوض في تفاصيل. وأدلى ترامب بذلك التعليق خلال فعالية في البيت الأبيض تهدف إلى الترويج لمشروع قانون الإنفاق الحكومي الذي يريد من الكونجرس إقراره قبل عطلة الرابع من تموز. وكان البلدان قد توصلا إلى هدنة تجارية في لندن في وقت سابق من الشهر الحالي، بعد محادثات وصفها وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بأنها 'أكملت بنود' اتفاق تسنى التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف لخفض الرسوم الجمركية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store