logo
المنازلة الكبرى: "إسرائيل" ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية - إيطاليا تلغراف

المنازلة الكبرى: "إسرائيل" ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغرافمنذ 15 ساعات

إيطاليا تلغراف
إدريس عدار
بعد أن استطاعت إيران صناعة معادلة جديدة في 'المنازلة' مع 'إسرائيل'، وهي منازلة غير مسبوقة، تساءل كثيرون عن الوضع كيف سيكون إذا تدخلت أمريكا بشكل مباشر. هذه الفرضيات مبنية على الفصل بين المشروع الأمريكي والمشروع 'الإسرائيلي'، وهو فصل تغيب عنه الارتباطات العميقة، بل تغيب عنه هوية 'إسرائيل' السياسية، التي لا تعدو أن تكون ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية.
لقد تتبعت الباحثة تاتيانا غراتشوفا في كتابها 'دولة خزاريا المخفية' عشرة قرون من المسألة 'اليهودية'، منذ سقوط دولة خزاريا التي كانت على بحر قزوين إلى السيطرة على الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبرها الكاتبة هي دولة خزاريا المخفية. فإسرائيل مشكلة من متهودين من بقايا يهود خزاريا، وبالتالي لا يمكن فصل المشروعين. غير أن ترامب لا يريد توريط المصالح الأمريكية في المنطقة، وإلا فإن المعركة هي معركته قصد تركيع إيران في المفاوضات حول النووي.
ماذا سيقدم الأمريكي لتكنته من وسائل؟ نتنياهو يقول اليوم إنه غير قادر على تدمير المفاعلات النووية لوحده، ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين إنهم طلبوا رسميا من أمريكا الدخول في المعركة، والحديث عن قنابل اختراقية قد لا تنفع، فقد اعترف غروتسي، المدير العام للوكالة الدولية (تم ضبطه يتعامل مع تل أبيب)، أن المفاعلات النووي تقع تحت الأرض بعمق كبير يصل إلى حوالي 800 متر.
ولهذا فإن توقع التدخل الأمريكي لن يعدو تغيير الأساليب والسلاح، وإلا الحرب فهي أمريكية لأن نتنياهو لن يصمد أمام المقاومات وليس أمام دولة سيادية ولها اقتدار من حيث الصناعة والسلاح.
هم يعرفون من يحاربون، فهذه الدولة التي يواجهون، جربت حربا مدمرة كانت تديرها أمريكا ولمدة ثماني سنوات، وخرجت منها مقتدرة بل كانت سببا في اقتدارها، وكل يوم يخرج الإيرانيون يطالبون بمزيد من الضربات ومساندين لبلادهم، بمن فيهم معارضون للنظام، بينما الإسرائليون أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم في الملاجيء.
ظن الإسرائيلي أنه بضربة 'الغفلة' كان بإمكانه حسم المعركة لصالحه وخرج مبتهجا.
ينبغي التأكيد على أن ما تعرضت له إيران صبيحة الجمعة ليس بسيطا حيث تم اغتيال كل القيادة العسكرية، مع تعطيل شامل للدفاعات الجوية، بما يوحي بتعاون داخلي كبير، قد يشبه 'حالة انقلاب' تم إفشاله، ولهذا بعد استجماع الخيوط من جديد شرعت الدفاعات الجوية في التصدي للهجمات وإسقاط الطائرات الإسرائيلية بل احتجاز ربان أنثى تم الهجوم، الذي لم تتوقعه القيادة في تل أبيب.
فتعطيل الدفاع وضبط شبكات ومتفجرات وقنابل ومسيرات يوحي بأن هناك تعاون أرضي من الداخل كان في مستويات معينة قادرا فتح المجال للإسرائيلي لعبثه الابتدائي، وبمجرد لملمة الأمور انقلبت الأمور، التي لا يمكن التنبؤ بمدياتها، في ظل سيطرة الحماقة على رأس جيش العدو ورأس البيت الأبيض.
غير أن إيران تعاملت بعقل 'فارسي' مع الضربة، وهو العقل الذي لا ينفعل بل يبحث عن الوقوف، وامتزجت هذه الروح بالروح الإسلامية، حيث يحكي مسؤولون إيرانيون أنه بعد احتلال خرمشهر بالكامل من قبل الجيش العراقي، ترددوا في الطريقة التي يمكن من خلالها إخبار الإمام الخميني، وتركوه إلى صلاة العشاء، وعندما كبّر أخبره واحد من القادة، فقال 'إنها الحرب، الله أكبر' وأكمل الصلاة.
كما تعاملت مع مشروع الحرب عليها بصبر كبير، فهو مشروع ليس بجديد، ولكن لو كانت هي التي قادت الحرب ابتداء، لتم فورا استصدار قرار من مجلس الأمن لحرب دولية ضدها، وسيكون فعلا محرجا لحلفائها، فهي نفسها لحد الآن لم تدعم روسيا علانية، والصين حليفة روسيا تدعو إلى حوار الأطراف ولا تعلن انحيازها لروسيا رغم الدعم من تحت الطاولة. لكن اليوم هي في حالة دفاع عن نفس مشروع وفق القانون الدولي.
وفي هجماتها عبر الفرط صوتي والمسيرات اختارت أهدافا دقيقة، فرغم الأخبار التي ينشرها الإعلام الموالي لإسرائيل، فإن ما استهدفه مرتبط بأهداف عسكرية وأمنية واستخباراتية ومركز وايزمان للأبحاث النووية، وهذه الدقة مهمة في رسم صورة المحارب، الذي ليس غرض قتل المدنيين، في وقت استهدفت فيه إسرائيل طائرة ركاب مدنية نجت بأعجوبة واستهدفت منازل سكنية.
ويبدو أن إسرائيل ذهبت إلى أوراقها الكبرى في الضربة الأولى باغتيال قادة الجيش والاستخبارات ومهاجمة مفاعلي نطنز وفوردو، فكل الهجمات الأخرى لم تعد قابلة للتسويق لدى الإسرائيلي، الذي يعيش أغلب أوقاته في الملاجئ، بينما أوراق إيران ما زالت كلها فوق الطاولة، تسير بشكل تصاعدي من حيث الضربات التي توجهها للعمق الصهيوني، لكن أوراق أخرى ما زالت بحوزتها.
المتحدث باسم الجيش الإيراني اليوم توجه إلى الإسرائليين ليقول لهم إن هذه الأرض لم تعد صالحة للعيش، وحاول نتنياهو بعد الضربة الأولى استنفار الشعب الإيراني، الذي رد عليه بمظاهرات كبرى داعمة لدولته، بينما الإسرائيلي لا يستطيع العيش في دولة غير قادة على حمايته.
كما تمتلك إيران ورقة النفط، إذ قال مستشار خامنئي ان مس نفطنا لن ينعم أحد بالنفط، ولدى إيران للتحكم في مضيق هرمز.
هكذا تخلق المعادلات في حرب عنوانها صراع إرادات وكسر عظام، فما يقوم به الإيراني اليوم هو ما أكدته الحرب منذ قرابة سنة ونصف التي صنعت معادلة 'إسرائيل غير الآمنة'، وهذا لأول مرة في تاريخ الكيان، وليس عبثا أن يقول نتنياهو إننا نخوض معركة وجود.
إيطاليا تلغراف

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رويترز: طهران تستنجد بدول خليجية للضغط على واشنطن لوقف الحرب مقابل مرونة في المفاوضات
رويترز: طهران تستنجد بدول خليجية للضغط على واشنطن لوقف الحرب مقابل مرونة في المفاوضات

خبر للأنباء

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر للأنباء

رويترز: طهران تستنجد بدول خليجية للضغط على واشنطن لوقف الحرب مقابل مرونة في المفاوضات

(رويترز) – قال مصدران إيرانيان وثلاثة مصادر إقليمية لرويترز يوم الاثنين إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستخدام نفوذه للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار مقابل أن تبدي إيران مرونة في المفاوضات النووية. وعكف زعماء الخليج وكبار الدبلوماسيين على إجراء اتصالات هاتفية طوال مطلع الأسبوع، وتحدثوا مع بعضهم بعضا ومع طهران وواشنطن وغيرهما في محاولة لتجنب اتساع رقعة الصراع مع تكثيف إسرائيل وإيران هجماتهما في أكبر مواجهة بينهما على الإطلاق. وقال أحد المصدرين الإيرانيين إن طهران مستعدة لإبداء مرونة في المحادثات النووية إذا تسنى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال مصدر خليجي مقرب من مسؤولين حكوميين لرويترز إن دول الخليج تشعر بقلق بالغ من خروج الصراع عن السيطرة. وقال المصدر الخليجي إن قطر وسلطنة عُمان والسعودية ناشدت جميعها واشنطن الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي. ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق.

العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-
العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-

جزايرس

timeمنذ 3 ساعات

  • جزايرس

العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. بطريقة مكشوفة ووقحة ودمويةبقلم: أ. د. محسن محمد صالح استهدف العدوان الإسرائيلي الذي شَنَّه على إيران قبيل فجر يوم الجمعة (13 حزيران/ يونيو 2025) ثلاثة مستويات: الأول: منظومة القيادة والسيطرة العسكرية المتمثلة في قيادات الجيش والحرس الثوري. والثاني: البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني وخصوصا المحطات والمفاعلات النووية، وقواعد إطلاق الصواريخ والمسيرات. والثالث: المستوى النوعي المتمثل في علماء الذرة الكبار القائمين على المشروع النووي الإيراني. وبالتالي، فإن هذا الاستهداف، الذي تم حتى كتابة هذه السطور على مدى خمس موجات، حاول توجيه ضربة استباقية قاسية للبرنامج النووي، وإرباك منظومة القيادة والتحكّم، وتعطيل ما يمكن تعطيله من قدرات الردع الإيراني في الرد على الهجوم الإسرائيلي. ومع تأكد اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني ورئيس الحرس الثوري، وعدد من قيادات الصف الأول في الجيش والحرس، بالإضافة إلى عدد من علماء الذرة، وتحقيق دمار مباشر في المفاعلات النووية المستهدفة؛ فإن العدو الإسرائيلي أخذ يحتفي بإنجازه؛ في الوقت الذي سادت فيه حالة ترقُّب حول الرد الإيراني. ونحن إذ نكتب هذا المقال بعد ساعات من الهجوم، فإنه لا يعدو قراءة أولية للعدوان. نتنياهو الذي سمى هذا العدوان "الأسد الصاعد" رأى فيه لحظة حاسمة في تاريخ الصراع لدى الكيان، وعملا ضروريا في مواجهة التهديد "الوجودي" الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني، وفي ضمان أمن الكيان. وقد حصل نتنياهو على موافقة مجلس الوزراء المصغر على الهجوم بالإجماع. وبررت مصادر إسرائيلية الهجوم بأن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت في الأشهر الماضية تسارعا إيرانيا باتجاه استكمال متطلبات السلاح النووي، وأن إيران اقتربت من نقطة "اللاعودة" في برنامجها، كما أشارت تقارير للمفتشين الدوليين إلى أن إيران لديها ما يكفي لإنتاج 9 قنابل نووية، وهو ما أشار إليه نتنياهو في خطابه. ويتسق العدوان الإسرائيلي مع الرؤية الأمنية المستقبلية التي يسعى نتنياهو لتثبيتها، وهي لا تقتصر على استعادة صورة الردع الإسرائيلي التي فقدتها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ بل تمتد لتوسيع دائرة الهيمنة الأمنية في البيئة الاستراتيجية المحيطة، وبطريقة مكشوفة ووقحة ودموية، وهو ما أعلن عنه نتنياهو في ذكرى مرور عام على معركة طوفان الأقصى (7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024)، بدعوى ضمان أمن "إسرائيل" ومستقبل الأجيال الصهيونية. وهي السياسة التي يمارسها هذه الأيام في لبنان وفي سوريا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store