logo
العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-

العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-

جزايرسمنذ 8 ساعات

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بطريقة مكشوفة ووقحة ودمويةبقلم: أ. د. محسن محمد صالح
استهدف العدوان الإسرائيلي الذي شَنَّه على إيران قبيل فجر يوم الجمعة (13 حزيران/ يونيو 2025) ثلاثة مستويات: الأول: منظومة القيادة والسيطرة العسكرية المتمثلة في قيادات الجيش والحرس الثوري.
والثاني: البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني وخصوصا المحطات والمفاعلات النووية، وقواعد إطلاق الصواريخ والمسيرات.
والثالث: المستوى النوعي المتمثل في علماء الذرة الكبار القائمين على المشروع النووي الإيراني. وبالتالي، فإن هذا الاستهداف، الذي تم حتى كتابة هذه السطور على مدى خمس موجات، حاول توجيه ضربة استباقية قاسية للبرنامج النووي، وإرباك منظومة القيادة والتحكّم، وتعطيل ما يمكن تعطيله من قدرات الردع الإيراني في الرد على الهجوم الإسرائيلي.
ومع تأكد اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني ورئيس الحرس الثوري، وعدد من قيادات الصف الأول في الجيش والحرس، بالإضافة إلى عدد من علماء الذرة، وتحقيق دمار مباشر في المفاعلات النووية المستهدفة؛ فإن العدو الإسرائيلي أخذ يحتفي بإنجازه؛ في الوقت الذي سادت فيه حالة ترقُّب حول الرد الإيراني. ونحن إذ نكتب هذا المقال بعد ساعات من الهجوم، فإنه لا يعدو قراءة أولية للعدوان.
نتنياهو الذي سمى هذا العدوان "الأسد الصاعد" رأى فيه لحظة حاسمة في تاريخ الصراع لدى الكيان، وعملا ضروريا في مواجهة التهديد "الوجودي" الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني، وفي ضمان أمن الكيان. وقد
حصل نتنياهو على موافقة مجلس الوزراء المصغر على الهجوم بالإجماع. وبررت مصادر إسرائيلية الهجوم بأن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت في الأشهر الماضية تسارعا إيرانيا باتجاه استكمال متطلبات السلاح النووي، وأن إيران اقتربت من نقطة "اللاعودة" في برنامجها، كما أشارت تقارير للمفتشين الدوليين إلى أن إيران لديها ما يكفي لإنتاج 9 قنابل نووية، وهو ما أشار إليه نتنياهو في خطابه.
ويتسق العدوان الإسرائيلي مع الرؤية الأمنية المستقبلية التي يسعى نتنياهو لتثبيتها، وهي لا تقتصر على استعادة صورة الردع الإسرائيلي التي فقدتها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ بل تمتد لتوسيع دائرة الهيمنة الأمنية في البيئة الاستراتيجية المحيطة، وبطريقة مكشوفة ووقحة ودموية، وهو ما أعلن عنه نتنياهو في ذكرى مرور عام على معركة طوفان الأقصى (7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024)، بدعوى ضمان أمن "إسرائيل" ومستقبل الأجيال الصهيونية. وهي السياسة التي يمارسها هذه الأيام في لبنان وفي سوريا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-
العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-

جزايرس

timeمنذ 8 ساعات

  • جزايرس

العدوان الإسرائيلي على إيران.. واللعب بالنار –ج1-

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. بطريقة مكشوفة ووقحة ودمويةبقلم: أ. د. محسن محمد صالح استهدف العدوان الإسرائيلي الذي شَنَّه على إيران قبيل فجر يوم الجمعة (13 حزيران/ يونيو 2025) ثلاثة مستويات: الأول: منظومة القيادة والسيطرة العسكرية المتمثلة في قيادات الجيش والحرس الثوري. والثاني: البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني وخصوصا المحطات والمفاعلات النووية، وقواعد إطلاق الصواريخ والمسيرات. والثالث: المستوى النوعي المتمثل في علماء الذرة الكبار القائمين على المشروع النووي الإيراني. وبالتالي، فإن هذا الاستهداف، الذي تم حتى كتابة هذه السطور على مدى خمس موجات، حاول توجيه ضربة استباقية قاسية للبرنامج النووي، وإرباك منظومة القيادة والتحكّم، وتعطيل ما يمكن تعطيله من قدرات الردع الإيراني في الرد على الهجوم الإسرائيلي. ومع تأكد اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني ورئيس الحرس الثوري، وعدد من قيادات الصف الأول في الجيش والحرس، بالإضافة إلى عدد من علماء الذرة، وتحقيق دمار مباشر في المفاعلات النووية المستهدفة؛ فإن العدو الإسرائيلي أخذ يحتفي بإنجازه؛ في الوقت الذي سادت فيه حالة ترقُّب حول الرد الإيراني. ونحن إذ نكتب هذا المقال بعد ساعات من الهجوم، فإنه لا يعدو قراءة أولية للعدوان. نتنياهو الذي سمى هذا العدوان "الأسد الصاعد" رأى فيه لحظة حاسمة في تاريخ الصراع لدى الكيان، وعملا ضروريا في مواجهة التهديد "الوجودي" الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني، وفي ضمان أمن الكيان. وقد حصل نتنياهو على موافقة مجلس الوزراء المصغر على الهجوم بالإجماع. وبررت مصادر إسرائيلية الهجوم بأن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت في الأشهر الماضية تسارعا إيرانيا باتجاه استكمال متطلبات السلاح النووي، وأن إيران اقتربت من نقطة "اللاعودة" في برنامجها، كما أشارت تقارير للمفتشين الدوليين إلى أن إيران لديها ما يكفي لإنتاج 9 قنابل نووية، وهو ما أشار إليه نتنياهو في خطابه. ويتسق العدوان الإسرائيلي مع الرؤية الأمنية المستقبلية التي يسعى نتنياهو لتثبيتها، وهي لا تقتصر على استعادة صورة الردع الإسرائيلي التي فقدتها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ بل تمتد لتوسيع دائرة الهيمنة الأمنية في البيئة الاستراتيجية المحيطة، وبطريقة مكشوفة ووقحة ودموية، وهو ما أعلن عنه نتنياهو في ذكرى مرور عام على معركة طوفان الأقصى (7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024)، بدعوى ضمان أمن "إسرائيل" ومستقبل الأجيال الصهيونية. وهي السياسة التي يمارسها هذه الأيام في لبنان وفي سوريا.

المنازلة الكبرى: "إسرائيل" ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية - إيطاليا تلغراف
المنازلة الكبرى: "إسرائيل" ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 20 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

المنازلة الكبرى: "إسرائيل" ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف إدريس عدار بعد أن استطاعت إيران صناعة معادلة جديدة في 'المنازلة' مع 'إسرائيل'، وهي منازلة غير مسبوقة، تساءل كثيرون عن الوضع كيف سيكون إذا تدخلت أمريكا بشكل مباشر. هذه الفرضيات مبنية على الفصل بين المشروع الأمريكي والمشروع 'الإسرائيلي'، وهو فصل تغيب عنه الارتباطات العميقة، بل تغيب عنه هوية 'إسرائيل' السياسية، التي لا تعدو أن تكون ثكنة متقدمة لدولة خزاريا الخفية. لقد تتبعت الباحثة تاتيانا غراتشوفا في كتابها 'دولة خزاريا المخفية' عشرة قرون من المسألة 'اليهودية'، منذ سقوط دولة خزاريا التي كانت على بحر قزوين إلى السيطرة على الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبرها الكاتبة هي دولة خزاريا المخفية. فإسرائيل مشكلة من متهودين من بقايا يهود خزاريا، وبالتالي لا يمكن فصل المشروعين. غير أن ترامب لا يريد توريط المصالح الأمريكية في المنطقة، وإلا فإن المعركة هي معركته قصد تركيع إيران في المفاوضات حول النووي. ماذا سيقدم الأمريكي لتكنته من وسائل؟ نتنياهو يقول اليوم إنه غير قادر على تدمير المفاعلات النووية لوحده، ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين إنهم طلبوا رسميا من أمريكا الدخول في المعركة، والحديث عن قنابل اختراقية قد لا تنفع، فقد اعترف غروتسي، المدير العام للوكالة الدولية (تم ضبطه يتعامل مع تل أبيب)، أن المفاعلات النووي تقع تحت الأرض بعمق كبير يصل إلى حوالي 800 متر. ولهذا فإن توقع التدخل الأمريكي لن يعدو تغيير الأساليب والسلاح، وإلا الحرب فهي أمريكية لأن نتنياهو لن يصمد أمام المقاومات وليس أمام دولة سيادية ولها اقتدار من حيث الصناعة والسلاح. هم يعرفون من يحاربون، فهذه الدولة التي يواجهون، جربت حربا مدمرة كانت تديرها أمريكا ولمدة ثماني سنوات، وخرجت منها مقتدرة بل كانت سببا في اقتدارها، وكل يوم يخرج الإيرانيون يطالبون بمزيد من الضربات ومساندين لبلادهم، بمن فيهم معارضون للنظام، بينما الإسرائليون أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم في الملاجيء. ظن الإسرائيلي أنه بضربة 'الغفلة' كان بإمكانه حسم المعركة لصالحه وخرج مبتهجا. ينبغي التأكيد على أن ما تعرضت له إيران صبيحة الجمعة ليس بسيطا حيث تم اغتيال كل القيادة العسكرية، مع تعطيل شامل للدفاعات الجوية، بما يوحي بتعاون داخلي كبير، قد يشبه 'حالة انقلاب' تم إفشاله، ولهذا بعد استجماع الخيوط من جديد شرعت الدفاعات الجوية في التصدي للهجمات وإسقاط الطائرات الإسرائيلية بل احتجاز ربان أنثى تم الهجوم، الذي لم تتوقعه القيادة في تل أبيب. فتعطيل الدفاع وضبط شبكات ومتفجرات وقنابل ومسيرات يوحي بأن هناك تعاون أرضي من الداخل كان في مستويات معينة قادرا فتح المجال للإسرائيلي لعبثه الابتدائي، وبمجرد لملمة الأمور انقلبت الأمور، التي لا يمكن التنبؤ بمدياتها، في ظل سيطرة الحماقة على رأس جيش العدو ورأس البيت الأبيض. غير أن إيران تعاملت بعقل 'فارسي' مع الضربة، وهو العقل الذي لا ينفعل بل يبحث عن الوقوف، وامتزجت هذه الروح بالروح الإسلامية، حيث يحكي مسؤولون إيرانيون أنه بعد احتلال خرمشهر بالكامل من قبل الجيش العراقي، ترددوا في الطريقة التي يمكن من خلالها إخبار الإمام الخميني، وتركوه إلى صلاة العشاء، وعندما كبّر أخبره واحد من القادة، فقال 'إنها الحرب، الله أكبر' وأكمل الصلاة. كما تعاملت مع مشروع الحرب عليها بصبر كبير، فهو مشروع ليس بجديد، ولكن لو كانت هي التي قادت الحرب ابتداء، لتم فورا استصدار قرار من مجلس الأمن لحرب دولية ضدها، وسيكون فعلا محرجا لحلفائها، فهي نفسها لحد الآن لم تدعم روسيا علانية، والصين حليفة روسيا تدعو إلى حوار الأطراف ولا تعلن انحيازها لروسيا رغم الدعم من تحت الطاولة. لكن اليوم هي في حالة دفاع عن نفس مشروع وفق القانون الدولي. وفي هجماتها عبر الفرط صوتي والمسيرات اختارت أهدافا دقيقة، فرغم الأخبار التي ينشرها الإعلام الموالي لإسرائيل، فإن ما استهدفه مرتبط بأهداف عسكرية وأمنية واستخباراتية ومركز وايزمان للأبحاث النووية، وهذه الدقة مهمة في رسم صورة المحارب، الذي ليس غرض قتل المدنيين، في وقت استهدفت فيه إسرائيل طائرة ركاب مدنية نجت بأعجوبة واستهدفت منازل سكنية. ويبدو أن إسرائيل ذهبت إلى أوراقها الكبرى في الضربة الأولى باغتيال قادة الجيش والاستخبارات ومهاجمة مفاعلي نطنز وفوردو، فكل الهجمات الأخرى لم تعد قابلة للتسويق لدى الإسرائيلي، الذي يعيش أغلب أوقاته في الملاجئ، بينما أوراق إيران ما زالت كلها فوق الطاولة، تسير بشكل تصاعدي من حيث الضربات التي توجهها للعمق الصهيوني، لكن أوراق أخرى ما زالت بحوزتها. المتحدث باسم الجيش الإيراني اليوم توجه إلى الإسرائليين ليقول لهم إن هذه الأرض لم تعد صالحة للعيش، وحاول نتنياهو بعد الضربة الأولى استنفار الشعب الإيراني، الذي رد عليه بمظاهرات كبرى داعمة لدولته، بينما الإسرائيلي لا يستطيع العيش في دولة غير قادة على حمايته. كما تمتلك إيران ورقة النفط، إذ قال مستشار خامنئي ان مس نفطنا لن ينعم أحد بالنفط، ولدى إيران للتحكم في مضيق هرمز. هكذا تخلق المعادلات في حرب عنوانها صراع إرادات وكسر عظام، فما يقوم به الإيراني اليوم هو ما أكدته الحرب منذ قرابة سنة ونصف التي صنعت معادلة 'إسرائيل غير الآمنة'، وهذا لأول مرة في تاريخ الكيان، وليس عبثا أن يقول نتنياهو إننا نخوض معركة وجود. إيطاليا تلغراف

إسرائيل اندفعت بجنون نحو هلاكها
إسرائيل اندفعت بجنون نحو هلاكها

إيطاليا تلغراف

timeمنذ يوم واحد

  • إيطاليا تلغراف

إسرائيل اندفعت بجنون نحو هلاكها

إيطاليا تلغراف د. عبد الحفيظ السريتي كاتب مغربي اندلعتْ بشكل مفاجئ، مواجهات عنيفة بين إسرائيل وإيران كانت المبادرة فيها لإسرائيل التي شنّت هجمات استباقية واسعة ونفذت جملة اغتيالات في صفوف قيادات عسكرية من الصف الأول وعدد من العلماء والخبراء المرتبطين بالمشروع النووي الإيراني. والحال أن إيران كانت ضحية لخديعة كبرى، أميركية وإسرائيلية، فمن مسار جولات التفاوض مع الإدارة الأميركية من أجل اتفاق نووي جديد إلى شن مواجهات مباشرة مع إسرائيل التي تريد جرّ المنطقة إلى حرب واسعة، تكون من نتائجها -من منظور نتنياهو وعصابته- إزالة الخطر الوجودي الذي بات يقترب من إنتاج القنبلة النووية. ويبدو أن أهداف نتنياهو كبيرة جدًا وطموحة. فالحديث عن تفكيك المشروع النووي الإيراني، وتغيير النظام السياسي في إيران، يشبه حديثه عن الأهداف التي سبق أن تم الإعلان عنها أثناء عدوانه على غزة بإنهاء المقاومة الفلسطينية، وإعادة الأسرى. فإسرائيل وعلى لسان نتنياهو ماضية في أهدافها، وعلى رأسها إعادة تشكيل شرق أوسط جديد، وهذه العملية لا يمكن إنجازها مع بقاء إيران ونظامها السياسي المعادي لإسرائيل. لكن السؤال المحوري الذي يطرح في هذا السياق، هو: هل تقوى إسرائيل على حرب طويلة ضد إيران؟ خاصة أن إسرائيل ما زالت عالقة في غزة، ولم تتمكن من إحراز نصر عسكري واضح. الحروب الخاطفة انتهت لعلّ أخطر ما في هذه المواجهة نهاية وصية بن غوريون القاضية بخوض الحروب في ساحة الأعداء. ففي هذا النزال بين إيران وإسرائيل لم تعد المعارك في عقر دار أعداء إسرائيل، كما لم يبقَ العمق الإسرائيلي في مأمن من الصواريخ الهجومية الإيرانية، ولم تعد هذه الأخيرة في مرمى القبة الحديدية، ولا مقلاع داود، ولا منظومة حيتس. والأهم أن الصواريخ الإيرانية لم تعد تخطئ طريقها إلى إصابة أهدافها بدقة. والأخطر من ذلك أنها وصلت إلى مواقع محصنة ودكت أبنية شاهقة وقتلت وجرحت كثيرين. ولعلّ ما يرعب إسرائيل في مواجهتها لإيران هو هذا التوازن الذي حققته إيران للتعويض عن التفوق الجوي الإسرائيلي الذي كان يعتمد على امتلاكها أسرابًا من الطائرات المتطورة، وخاصة 'إف-35″، و'إف-16″، و'إف-15'. وواضح أن إسرائيل التي تمّ غرسها في قلب الوطن العربي، تريد الحفاظ على تفوّقها في المنطقة. فإضافة لامتلاكها تجهيزات عسكرية أميركية وغربية، فهي الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية بأكثر من 200 رأس نووي. وعلى الرغم من أن إسرائيل نجحت في الضربة الأولى التي وجهتها لإيران وكبدتها خسائر على مستوى قيادتها العسكرية والعلمية، فإن مسار الحرب وتدحرجها وضعا إسرائيل في الزاوية الضيقة، وكشفا أن المعركة مع إيران لن تكون سهلة كما تصورها نتنياهو وعصابته. فالمعركة وإن كان التفوّق الجوي فيها لصالح إسرائيل، فإن حسمها سريعًا لن يكون لصالحها. فالمواجهة اليوم مع إيران لن تكون سهلة، وربما إسرائيل راهنت كثيرًا على ما حققته في الجبهتين: اللبنانية والفلسطينية، واعتبرت الفرصة سانحة للانقضاض على إيران الجريحة. في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى نجاح المضادات الإيرانية التي تمكنت من إسقاط طائرة 'إف-35″، والحديث عن اعتقال الطيار الذي تمكن من القفز منها، وهناك من يتحدث عن كون الطيار ضابطة في سلاح الجو الإسرائيلي. لهذا الأمر لن يكون سهلًا في ظل المواجهة المفتوحة مع إيران. الهجوم بدأته إسرائيل ولن تكون قادرة على إنهائه لا يخفى الدور الذي تقوم به إسرائيل في المنطقة ولا يخفى التنسيق مع الولايات المتحدة في إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط. ورغم نفي إدارة الرئيس ترامب تورطها في الهجوم على إيران فإنها أقرت بتزويد إسرائيل بصواريخ 'هيلفاير' وبكمية كبيرة، قدرت بحوالي 300 صاروخ. كما أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركي ساعدت إسرائيل في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية. وهذا يؤكد أن إسرائيل من دون الدعم والحماية الأميركية لا يمكن أن تتجرأ على خوض حروب مع دول ومنظمات تتوفر على عقيدة قوية تدفعها وتحفزها على مقاومة كيان غاصب، تعتبره طارئًا في المنطقة وتستعد لمجابهته ومواجهته. فالمعركة اليوم تخوضها إسرائيل مع إيران التي عاشت لأكثر من أربعة عقود تحت الحصار، وهي على الأقل تمكنت من بناء قوتها وتعايشت مع العقوبات القاسية، ما دفعها إلى البحث عن بدائل لإكمال مسيرتها في فرض نفسها كقوة إقليمية لا يمكن الاستهانة بها. فإسرائيل التي اعتادت على استعراض قوتها وتدمير أعدائها، هي اليوم في الملاجئ وتبدو غير قادرة على شل التهديدات الصاروخية الإيرانية التي ضربت أهدافها وحولت أجزاء من إسرائيل إلى أثر بعد عين. فالمسؤولون الإيرانيون الذين لملموا جراحهم، أكدوا أن الحرب التي بدأتها إسرائيل لن يكون بمقدورها تحديد وقت نهايتها، وأنها ستستمر إلى أن تستعيد إيران كرامتها وتنتقم لرموزها الذين قضوا في الغارات الغادرة الإسرائيلية. فترامب الذي دفع عن إدارته تهمة التورط في الهجوم على إيران صرح أن الضربات التي تلقتها إيران ستكون مساعدة في إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران. فالولايات المتحدة تريد إيران جريحة وضعيفة حتى تقبل بكل الشروط الأميركية. لكن الرياح سارت بعكس ما تشتهيه السفن الأميركية والإسرائيلية وشرعت الولايات المتحدة تدعو لوقف الحرب في وقت كانت فيه إيران واضحة في رفضها لاستئناف جولات المفاوضات في ظل الهجوم الذي تعرضت له من إسرائيل بدعم أميركي. هل استوعبت إيران الضربات القوية التي تلقتها؟ شكلت الضربات الموجعة التي تلقتها إيران في قلب المؤسسة العسكرية والعلمية اختراقًا وإنجازًا استخباراتيًا للموساد الإسرائيلي الذي هيأ المجال في الداخل الإيراني للقيام بعمليات نوعية لهز ثقة الشعب الإيراني في قيادته، وهو الشيء الذي يتماشى مع دفع الأوضاع في إيران نحو الانفجار وإطلاق ثورات داخلية لإضعاف النظام الإيراني المناهض للغرب وإسرائيل. لكن الرد الإيراني عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي اخترقت الدفاعات الإسرائيلية وضربت أهدافًا حساسة، أنهى مقولة 'الصبر الإستراتيجي'، وغيّر صورة إيران التي كانت تقول كثيرًا وتفعل قليلًا. فالردّ الإيراني كان قويًا ودقيقًا ولأوّل مرّة في تاريخ الحروب والمواجهات مع إسرائيل، تحدث الصواريخ الإيرانية دمارًا كبيرًا وسط إسرائيل، وتنجح الهجمات الإيرانية في تدمير بنايات شاهقة. هذا إلى جانب أن جيش الاحتلال يمنع تصوير المواقع التي استهدفتها إيران، وهو ما يفيد بأن الأضرار الإسرائيلية أكثر مما شاهدناه، وهو في الغالب من هواتف محمولة. لكن تبقى الاغتيالات وبهذه الأعداد والأهمية، نقطة ضعف كبيرة، خاصة أن إسرائيل نجحت قبل ذلك في تحييد عدد من القيادات في صفوف المقاومة اللبنانية والفلسطينية. على سبيل الختم واضح جدًا أن إسرائيل لن تصمد كثيرًا في معركة تدور رحاها في عقر بيتها، لقد اندفعت بجنون نحو هلاكها. فقطار الوساطة انطلق وتصريحات ترامب واضحة ودعوته إلى إنهاء هذه الحرب ودخول عواصم كثيرة على الخط يعكس كل ذلك الرغبة في تطويق هذه الحرب. فالتصريحات لا تقول كل الحقيقة والأهداف التي تم ضربها في إسرائيل ما زال التكتم عليها شاملًا، والأيام القليلة المقبلة كفيلة برفع الغطاء عن بعضها. فالولايات المتحدة نفسها فوجئت بدقة الصواريخ الإيرانية. ولو كانت الهجمات تمكنت من القضاء على القدرات الإيرانية لما رأينا كل هذه الحركة الدبلوماسية لإنزال إسرائيل من فوق الشّجرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store