logo
من يكون "ليو 14" البابا الجديد للفاتيكان؟

من يكون "ليو 14" البابا الجديد للفاتيكان؟

أخبارنا٠٩-٠٥-٢٠٢٥

في لحظة فارقة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، انتُخب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدًا خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، ليصبح بذلك أول أمريكي يعتلي كرسي البابوية على الإطلاق، والبابا رقم 267 في تاريخ الفاتيكان، بعد أن حظي بثقة 133 كاردينالًا من 70 دولة. وقد اختار اسم "ليون الرابع عشر" ليقود به الكنيسة الكاثوليكية نحو مرحلة جديدة، مليئة بالتحديات السياسية والاجتماعية والروحية.
البابا الجديد، البالغ من العمر 69 عامًا، وُلد يوم 14 شتنبر 1955 في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، وينحدر من أصول فرنسية وإيطالية وإسبانية. مسيرته العلمية بدأت بدراسة الرياضيات والفلسفة، قبل أن ينخرط في سلك الرهبنة، ويصبح عضوًا بارزًا في رهبنة القديس أوغسطين، ويُنتخب رئيسًا عامًا لها سنة 2001، وهو المنصب الذي شغله حتى سنة 2013.
لكن أبرز محطات مساره، حسب المتابعين، تبلورت في أمريكا اللاتينية، حيث عمل مبشرًا في بيرو لسنوات طويلة، وخدم لاحقًا كأسقف لمدينة شيكلايو منذ 2014، قبل أن يستدعيه البابا فرنسيس إلى الفاتيكان سنة 2023 ليشغل منصب رئيس دائرة الأساقفة، وهي تجربة منحته قربًا مؤسساتيًا وروحيًا من قضايا الكنيسة عبر العالم، وخصوصًا الجنوب العالمي.
من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس، وجه البابا ليون الرابع عشر أول نداء له إلى شعوب العالم، دعا فيه إلى السلام وبناء الجسور، مشددًا على أن "الإنجيل ليس دعوة إلى العزلة، بل إلى الحوار والتقارب". واقتبس من القديس أوغسطين جملة لافتة: "من أجلكم، أنا أسقف؛ ومعكم، أنا مسيحي"، في إشارة رمزية إلى التواضع والاقتراب من الناس، بعيدًا عن هالة السلطة الدينية.
في موقف لافت أثار انتباه وسائل الإعلام، رد البابا الجديد، عبر تدوينة سابقة، على نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الذي قال إنه "يرتب محبته حسب الأولويات، واضعًا عائلته أولًا وباقي العالم أخيرًا"، مؤكدًا أن المسيحية لا تدعو إلى التدرج في المحبة، بل إلى الانفتاح الكلي على الجميع.
ورغم الاستبشار الكبير بانتخابه، إلا أن البابا الجديد يواجه تحديات ثقيلة. فقد سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على اتهامات طالته بعدم دعمه الكافي لضحايا اعتداءات جنسية ارتكبها كاهنان في أبرشية شيكلايو، عندما كان مسؤولًا عنها، وهي قضية يُرتقب أن تعود للواجهة.
كما أشار تقرير حديث إلى تحفظه النسبي بشأن قضايا LGBTQIA+، وهو ما يثير تباينات داخل أوساط الكرادلة والمجتمع الكاثوليكي، خاصة في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية العميقة التي تعيشها الكنيسة.
يبقى انتخاب بابا من الولايات المتحدة تطورًا لافتًا في معادلة القوى داخل الكنيسة، وقد يكون رسالة ضمنية إلى أهمية الحضور الأمريكي – اللاتيني في قلب القرار الكنسي، في عالم يزداد انقسامًا بين شمال غني وجنوب يعاني، وبين خطاب ديني منفتح وآخر أكثر محافظة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة تقبل رسمياً هدية قطر
الولايات المتحدة تقبل رسمياً هدية قطر

أخبارنا

timeمنذ 10 ساعات

  • أخبارنا

الولايات المتحدة تقبل رسمياً هدية قطر

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة قبلت طائرة بوينغ 747-8 فاخرة كهدية من الحكومة القطرية، ويجري حالياً تقييم إمكانية تعديلها لتكون الطائرة الرئاسية الأمريكية الجديدة "إير فورس وان"، المخصصة لنقل الرئيس السابق دونالد ترامب في حال انتخابه مجددًا. ونقلت نيويورك تايمز عن متحدث باسم البنتاغون أن الطائرة قُبلت "بما يتوافق مع القوانين الفيدرالية"، وأن العمل جارٍ لتزويدها بإجراءات الأمان والتجهيزات الخاصة لتلبي المعايير الرئاسية، من بينها أنظمة دفاع صاروخي وحماية من الانفجارات النووية، وهي تجهيزات ضرورية لأي طائرة تُستخدم لنقل رئيس الولايات المتحدة. وتبلغ قيمة الطائرة نحو 200 مليون دولار، وهي واحدة من طرازات بوينغ المتقدمة، وتطلب تجهيزها العسكري والتقني تعديلات معقدة، وفقاً لما أكده وزير سلاح الجو الأمريكي تروي ماينك، الذي قال في جلسة استماع بمجلس الشيوخ إن الوزارة "تُقيّم حالياً ما يلزم لتأهيل الطائرة للاستخدام الرئاسي". لكن هذه الخطوة أثارت مخاوف عدد من أعضاء الكونغرس، خصوصاً من تسريع عمليات التعديل على حساب متطلبات الأمن. وعبّرت السيناتورة الديمقراطية تامي داكوورث عن قلقها من "الضغوط السياسية التي قد تمارسها إدارة ترامب للإسراع في تحويل الطائرة، بما قد يؤدي إلى التنازل عن معايير الأمن التشغيلي". من جانبها، قالت الحكومة القطرية في تصريحات سابقة إن الهدية قُدّمت في إطار شراكة استراتيجية واحترام متبادل بين الدوحة وواشنطن، إلا أن توقيت قبولها واحتمالية استخدامها من قبل ترامب أعادا إشعال الجدل السياسي في أروقة الكونغرس الأمريكي.

ترامب يكشف ما دار بينه وبين بوتين حول السيدة الأولى
ترامب يكشف ما دار بينه وبين بوتين حول السيدة الأولى

كش 24

timeمنذ يوم واحد

  • كش 24

ترامب يكشف ما دار بينه وبين بوتين حول السيدة الأولى

ذكرت شبكة "سكاي نيوز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخبر نظيره الأمريكي دونالد ترامب أن زوجة هذا الأخير، ميلانيا، "تحظى باحترام كبير". وأضاف ترامب: "سألت: ماذا عني؟ فأجابوني: لا، ميلانيا تعجبهم أكثر". كما شدد الرئيس الأمريكي على أن البلاد محظوظة بسيدة أولى "مخلصة وعطوفة". وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أفادت سابقا أن ميلانيا نادرا ما تظهر في البيت الأبيض. ووفقا للمنشور، فإن ميلانيا قضت أقل من 14 يوما في المجمل بالبيت الأبيض منذ تنصيب ترامب في 20 يناير. حيث تولى الرئيس نفسه عددا من مهامها، بما في ذلك اختيار ديكور مقر البيت الأبيض، وتزيين حديقة الورود، واستقبال مجموعات الزوار في الجناح الشرقي، واستضافة فعاليات شهر تاريخ المرأة. يذكر أن محادثة هاتفية بين الزعيمين الروسي والأمريكي جرت أمس الاثنين واستمرت لأكثر من ساعتين.

علي بوزردة من الرباط إلى واشنطن... الصحافيون بين مطرقة السلطة وسندان المصالح الاقتصادية الثلاثاء 20 ماي 2025
علي بوزردة من الرباط إلى واشنطن... الصحافيون بين مطرقة السلطة وسندان المصالح الاقتصادية الثلاثاء 20 ماي 2025

لكم

timeمنذ يوم واحد

  • لكم

علي بوزردة من الرباط إلى واشنطن... الصحافيون بين مطرقة السلطة وسندان المصالح الاقتصادية الثلاثاء 20 ماي 2025

كان بوب ديلان Bob Dylan، الحائز على جائزة نوبل للشعر، يغني في ستينيات القرن الماضي: « TheThe Times They Are A-Changing' » 'الأزمنة تتغير…' — وبعد ستين سنة، يبدو أن هذا المقطع الشيق أصبح نبوءة حزينة بالنسبة للصحافيين في العالم، الذين يواجهون ضغوطًا متعددة ومتزايدة يوماً بعد يوم. اليوم، لم تعد الصحافة تعمل فقط في مناخ من انعدام الثقة، بل تجد نفسها وسط عاصفة تتقاطع فيها الرقابة المقنعة، الضغوط القضائية، التبعية المالية، والتلاعبات الأيديولوجية. إنها مرحلة غامضة يقف فيها الصحافي «بين المطرقة والسندان»: من جهة، واجبه المقدس في نقل المعلومة بكل حرية وتجرد، ومن جهة أخرى، تهديد القوى السياسية والاقتصادية التي تسعى إلى إسكات صوته. المغرب ليس استثناءً. عدد المحاكمات المرتبطة بحرية التعبير منذ مطلع القرن لازال يثير القلق. صحافيون متابعون بتهم القذف، وسائل إعلام معاقبة لكشفها وقائع حساسة: مساحات التعبير تقلصت مع مرور الزمن، رغم التصريحات الرسمية المتكررة عن «الحداثة الديمقراطية» و«احترام حرية تعبير الصحافة». ويبدو أن الرقابة الذاتية، بل الصمت الكامل عما يزعج، أصبحت سيدة الموقف في المشهد الإعلامي المغربي، مقابل التركيز على الحوادث العابرة، والفضائح الجنسية، و«التفاهة» التي تضمن النقرات، ولكن قد تجلب الصفعات أيضًا. وإذا كنا نتوقع (بحق أو بغير حق) مثل هذه الانحرافات في ديمقراطيات ناشئة، فإن المفاجأة تكون أكبر عندما تقع في معاقل الحرية المعلنة، كحال الولايات المتحدة الأمريكية. نشرت صحيفة نيويورك تايمز New York Times في عددها الصادر بتاريخ 18 ماي 2025 سؤالًا يبعث على القشعريرة: 'كيف يمكن أن يحدث هذا هنا، في بلد يتفاخر بالتعديل الأول؟' The first amendment وينص هذا التعديل في الدستور الأمريكي على أنه: 'لا يجوز للكونغرس إصدار أي قانون يحد من حرية التعبير أو حرية الصحافة.' ويعني ذلك أن الدولة لا يمكنها قانونيًا فرض رقابة على الصحافيين أو منع المواطنين من التعبير بحرية — وهي ركيزة أساسية للديمقراطية الأمريكية. تطرقت هذه الصحيفة الواسعة الانتشار إلى شكلين من أشكال قمع الإعلام: الأول مباشر ووحشي، كما في الأنظمة السلطوية مثل الصين أو روسيا، حيث يُسجن الصحافيون أو يُقتلون. والثاني أكثر مكرًا وخطورة، يوجد في الديمقراطيات الحديثة، حيث لا رقابة رسمية، بل مضايقات قضائية، ضغوط تنظيمية، ملاحقات تعسفية، أو استهداف مصالح ملاك وأصحاب وسائل الإعلام الاقتصادية. الهدف: ردع الصحافيين عن التطرق للمواضيع الحساسة، وإجبارهم على الرقابة الذاتية، أو صرف نظرهم عن ما تود السلطة إبقاءه في الظل بعيدا عن فضول الجمهور . لقد ولّى الزمن الذي كشفت فيه صحيفة واشنطن بوست فضيحة ووترغيت Watergate وتسببت في إسقاط الرئيس نيكسون. هذه الآلية ليست بجديدة. ففي سبعينيات القرن الماضي، تَسرّب الصحافي الألماني غونتر فالراف إلى صحيفة Bild الشعبوية، والتي تطبع ملايين من النسخ يومياً، تحت هوية مزيفة، لكشف ممارسات صحافة منحرفة في خدمة أصحاب المال والنفوذ. وفي كتابه: الصحافي غير المرغوب فيه (1977)، لم يتردد في وصف صحافة تكذب، وتشوه، وتضلل لإرضاء الممولين والمعلنين. واشتهرت عبارته اللاذعة: 'الصحافيون كالعاهرات، يفعلون ما يُطلب منهم مقابل المال.' رغم قسوتها، إلا أنها لا تزال تُحدث صدى، خاصة في زمن باتت فيه الاستقلالية التحريرية مشروطة بالمصالح المالية. وفي كتابه: كبش فداء (1985)، ذهب الكاتب الألماني هذا إلى أبعد من ذلك، منتقدًا التهميش المنهجي للعمال المهاجرين خاصة الأتراك، ودور الإعلام في هذا التواطؤ. وقد لجأ بعد ذلك إلى هولندا بعد الحملة الشعواء التي شنتها عليه وسائل الإعلام المقربة من أصحاب المال والجاه مطالبة بمحاكمته. وهكذا أصبحت العلاقة المشتبه فيها بين الإعلام والسلطة مكشوفة للرأي العام. فحسب تحليل نشره الموقع الإخباري الأمريكي Splinter، وحدهم الديمقراطيون الأمريكيون فوق سن الخمسين يحتفظون ببعض الثقة في الإعلام التقليدي، أما باقي الفئات — على اختلاف انتماءاتهم السياسية — فتعبر عن شكوك عميقة تجاه الصحافة الرصينة. هذا مثال صارخ: فرغم الشكوك حول تلقي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رشوة فاضحة من قطر، لم تجرؤ الصحافة الأمريكية الكبرى على استعمال مفردات مثل «رشوة» أو «فساد». هذه قضية استغلال السلطة يعترف به بعض المؤثرين من اليمين المتطرف المساندين لترامب، في حين تمتنع المؤسسات الإعلامية الكبرى عن تسميته علنًا. تقرأ، كل يوم، هذه العبارة تحت شعار صحيفة واشنطن بوست Washington Post : 'الديمقراطية تموت في الظلام' ( Democracy dies in darkness) ولا يُراد من هذا الكلام شيطنة «الإعلام» بجملته. هناك الكثير من الصحافيين الذين لا يزالون يقاومون، يحققون، يكشفون — وغالبًا على حساب مستقبلهم المهني، وأحيانًا حياتهم. لكن المؤشرات الحمراء تتكاثر: فلا ديمقراطية بدون صحافة مستقلة وشجاعة. فالمعركة من أجل إعلام حر لا تُخاض فقط في ساحات المحاكم، بل في كل غرف التحرير، وكل خط افتتاحي، وفي العلاقة بين الصحافي وقارئه. وفي هذا الزمن الملتبس، أصبحت المعركة ضرورة قصوى. ولا غرابة أن تذكّر واشنطن بوست قراءها، للأسف، بأن «الديمقراطية تموت في الظلام». وهي جملة تعيدنا إلى المقولة الشهيرة للفيلسوف والمناضل أنطونيو غرامشي Antonio Gramsci من زنزانته: 'العالم القديم يحتضر، والعالم الجديد لم يولد بعد، وفي هذه الحالة الملتبسة بين النور والظلام تظهر الوحوش.' منعطف تاريخي حافل بالغموض… حادث له علاقة بالموضوع في 2012، نشر موقع Gawker الجريء والرائد في الصحافة الرقمية مقطعًا حميميًا لنجم المصارعة الشهير هالك هوغان (تيري بوليا). فرفع هذا الأخير دعوى بتهمة التعدي على الخصوصية، وكسب تعويضًا بقيمة 140 مليون دولار سنة 2016. لكن خلف الكواليس، كان يقف الملياردير بيتر ثيل (أحد مؤسسي PayPal)، الذي موّل سرًا القضية بدافع الانتقام: إذ كشف الموقع عن مثليته سنة 2007 دون موافقته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store