
للسنة العاشرة.. شواطئ أكادير واشتوكة خارج نطاق العلم الأزرق
ووفق الإفادات، فإن العلم الأزرق ليس مجرد راية صغيرة ترفرف في مهب الريح، بل هو حجّة تسويقية بيئية للمناطق السياحية الراغبة في تصنيف عرضها الشاطئي بيئيا. وفيما يخص وجهة أكادير، التي تُعدّ المحطة الساحلية الأولى بالمملكة، والتي تضم محور أكادير، وأنزا، وأورير، وتغازوت، وإيمي ودار،وإمسوان، فإن راية العلم الأزرق لن تُرفع خلال ذروة الموسم الصيفي (من يوليوز إلى بداية شتنبر2025) على أي من هذه الشواطئ. وبالتالي، فإن هذه المراكز الشاطئية لم تحصل مرة أخرى هذا العام على العلم الأزرق، الذي يندرج ضمن البرنامج الوطني 'شواطئ نظيفة' التابع لمؤسسة محمّد السّادس لحماية البيئة. وتبقى هذه الشواطئ، المعروفة بالإقبال الكبير عليها وممارسة مختلف الرياضات البحرية، غائبة عن التصنيف منذ سنة 2016.
ولا يقتصر هذا الوضع على شاطئ أكادير فقط، بل يشمل جميع المواقع الرئيسية جنوب وشمال المدينة، وخصوصا الشواطئ التابعة لأراضي أورير، وتغازوت، وتامري، التي تحتضن محطتين (تغازوت باي، وإيمي ودار المخصصة للسياحة الداخلية)، بالإضافة إلى شاطئ إمسوان.
ومع ذلك، باستثناء شاطئ أكلو التابع لإقليم تيزنيت، لم تتقدم باقي الجماعات بطلب طوعي لترشيح شواطئها لنيل العلامة. ويعود السبب في ذلك إلى استمرار مصادر التلوث التي تُضعف جودة مياه السباحة، رغم كونها صالحة من الناحية الصحية، إلا أنها لا تفي بمعايير التميز المطلوبة للحصول على التصنيف البيئي.
جودة المياه غير كافية
هذا التصنيف البيئي، المنظم حسب المعيار المغربي 03.7.199 المستمد من التوجيه الأوروبي لسنة 2006، يشترط جودة ممتازة لمياه السباحة. والهدف من ذلك هو مكافأة جهود الجماعات المحلية في مجالات جودة المياه، والمعلومات، والتحسيس، والتربية البيئية، إضافة إلى النظافة، والسلامة، وتدبير وتخطيط الشواطئ.
ولمعالجة الوضع، أطلقت الشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس–ماسة (SRM-SM) طلب عروض لإقامة نظام مراقبة جودة مياه السباحة في المناطق الحساسة المحيطة بأنابيب تصريف المياه في البحر بأكادير الكبير. ويشمل هذا الإجراء التحليلات الدورية التي يقوم بها المختبر الوطني للدراسات ومراقبة التلوث (LNESP) عبر محطات متعددة.
هذه المصادر الملوثة ما زالت تُضعف جودة المياه، وتمنع تصنيف شواطئ أكادير الكبير ضمن الشواطئ الحاملة للعلم الأزرق. ولهذا السبب، فإن المشروع الذي يمتد تنفيذه على مدى 12 شهراً، يُعدّ ذا أهمية قصوى لحماية البيئة الساحلية والصحة العامة.
مصادر متعددة للتدهور
وتعدّ منطقة السباحة في أكادير شديدة الهشاشة بسبب التأثير الكبير للتصريفات الصناعية بمنطقة أنزا، حيث تستمر هذه المنطقة في تلقي كميات كبيرة من النفايات السائلة التي تُفرغها وحدات الصناعات السمكية (مصانع التعليب ودقيق السمك والزيوت). ورغم أن شاطئ أكادير مفتوح على البحر ما يسهّل تجديد المياه، فإن اتجاه وسرعة الرياح يساهمان في نقل هذه الملوثات نحو الشاطئ.
وتشمل التهديدات أيضا أنشطة الموانئ، خصوصا ميناء أكادير والميناء الترفيهي، حيث تُفرغ النّفايات السّائلة ضمن شبكة الصّرف الصّحي، وهو ما قد يشمل مخلّفات الهيدروكربونات الناتجة عن السّفن.
ويتفاقم التلوث خلال فترة الراحة البيولوجية بسبب تراكم السّفن في ميناء الصيد، مما يؤدي إلى تصريف الزيوت المستعملة، والطين المحمل بالزيوت، ومياه الصهاريج. ويحدث الشيء نفسه في الميناء الترفيهي الذي يعرف ارتفاعاً في نشاط الرحلات البحرية والتزلج المائي.
وحتى ميناء القوارب الترفيهية يُعدّ مصدرا للتلوث المنزلي، بسبب إقامة البعض بشكل دائم على القوارب. كما أن وجود حاويات النفايات قرب الحاجز الصخري يؤدي إلى تسرب عصارة النفايات إلى البحر، وخصوصاً في الجهة الشمالية للشاطئ.
تدفقات مائية مجهولة في الطقس الجاف
تشكل مياه الأودية خلال الأمطار مصدرا إضافيا للتلوث. فشبكة تصريف مياه الأمطار، نظرا لوجود منفذ في منطقة السباحة، قد تجلب معها ملوثات بكتيرية أثناء العواصف. لكن الغريب أن هذا المنفذ يشهد تدفقات في الطقس الجاف، ذات مصدر ومعدل غير معروفين، مما يثير استياء المصطافين.
كما أن بعض المجاري المائية مثل وادي الغزوة، ووادي تيلدي، ووادي تنّوت، ووادي الحوار، ووادي سوس تصبّ في الشاطئ خلال الأمطار الغزيرة، حاملة معها المياه العادمة.
اختلالات في محطات الضّخ والرفع
تشمل المصادر الأخرى للتلوث اختلالات في محطات الرفع والضخ في المنطقة السياحية والساحلية، وأيضا في أكادير الكبير، إضافة إلى تصريف مياه الصرف غير المعالجة بالكامل من محطة المعالجة 'المزار' جنوب مصب وادي سوس. كما أن نقص شبكة التطهير السائل في الجماعات الواقعة شمال أكادير يزيد من الوضع سوءا.
وتتأثر جودة مياه السباحة أيضا بعدة عوامل أخرى مثل انتشار الكلاب الضالة، وسوء تصميم المرافق الصحية العامة مقارنة مع استخدامات الشاطئ الترفيهية والرياضية.
ورغم تنفيذ العديد من الإجراءات (ذات أولوية أو تكميلية) لتحسين ملف جودة مياه السباحة في أكادير، فإن غياب خطة تدبير مندمجة تعالج كافة الإشكاليات – التي تتجاوز مسؤولية الجماعات المحلية وحدها – ما زال يعرقل تحسين الوضع.
'لكم'

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شتوكة بريس
منذ 3 أيام
- شتوكة بريس
للسنة العاشرة.. شواطئ أكادير واشتوكة خارج نطاق العلم الأزرق
باستثناء شاطئ أكلو، لم تتمكن وجهة أكادير، التي تُعدّ المحطة الساحلية الأولى وتشمل محور أكادير، وأنزا، وأورير، وتغازوت، وإيمي ودار،وإمسوان، من رفع العلم الأزرق مرة أخرى خلال ذروة الصيف، على خلفية استمرار مصادر تدهور جودة مياه السباحة، التي وإن كانت صالحة للاستحمام، إلا أنها لا تستوفي معايير التميز التي يشترطها التصنيف. ووفق الإفادات، فإن العلم الأزرق ليس مجرد راية صغيرة ترفرف في مهب الريح، بل هو حجّة تسويقية بيئية للمناطق السياحية الراغبة في تصنيف عرضها الشاطئي بيئيا. وفيما يخص وجهة أكادير، التي تُعدّ المحطة الساحلية الأولى بالمملكة، والتي تضم محور أكادير، وأنزا، وأورير، وتغازوت، وإيمي ودار،وإمسوان، فإن راية العلم الأزرق لن تُرفع خلال ذروة الموسم الصيفي (من يوليوز إلى بداية شتنبر2025) على أي من هذه الشواطئ. وبالتالي، فإن هذه المراكز الشاطئية لم تحصل مرة أخرى هذا العام على العلم الأزرق، الذي يندرج ضمن البرنامج الوطني 'شواطئ نظيفة' التابع لمؤسسة محمّد السّادس لحماية البيئة. وتبقى هذه الشواطئ، المعروفة بالإقبال الكبير عليها وممارسة مختلف الرياضات البحرية، غائبة عن التصنيف منذ سنة 2016. ولا يقتصر هذا الوضع على شاطئ أكادير فقط، بل يشمل جميع المواقع الرئيسية جنوب وشمال المدينة، وخصوصا الشواطئ التابعة لأراضي أورير، وتغازوت، وتامري، التي تحتضن محطتين (تغازوت باي، وإيمي ودار المخصصة للسياحة الداخلية)، بالإضافة إلى شاطئ إمسوان. ومع ذلك، باستثناء شاطئ أكلو التابع لإقليم تيزنيت، لم تتقدم باقي الجماعات بطلب طوعي لترشيح شواطئها لنيل العلامة. ويعود السبب في ذلك إلى استمرار مصادر التلوث التي تُضعف جودة مياه السباحة، رغم كونها صالحة من الناحية الصحية، إلا أنها لا تفي بمعايير التميز المطلوبة للحصول على التصنيف البيئي. جودة المياه غير كافية هذا التصنيف البيئي، المنظم حسب المعيار المغربي 03.7.199 المستمد من التوجيه الأوروبي لسنة 2006، يشترط جودة ممتازة لمياه السباحة. والهدف من ذلك هو مكافأة جهود الجماعات المحلية في مجالات جودة المياه، والمعلومات، والتحسيس، والتربية البيئية، إضافة إلى النظافة، والسلامة، وتدبير وتخطيط الشواطئ. ولمعالجة الوضع، أطلقت الشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس–ماسة (SRM-SM) طلب عروض لإقامة نظام مراقبة جودة مياه السباحة في المناطق الحساسة المحيطة بأنابيب تصريف المياه في البحر بأكادير الكبير. ويشمل هذا الإجراء التحليلات الدورية التي يقوم بها المختبر الوطني للدراسات ومراقبة التلوث (LNESP) عبر محطات متعددة. هذه المصادر الملوثة ما زالت تُضعف جودة المياه، وتمنع تصنيف شواطئ أكادير الكبير ضمن الشواطئ الحاملة للعلم الأزرق. ولهذا السبب، فإن المشروع الذي يمتد تنفيذه على مدى 12 شهراً، يُعدّ ذا أهمية قصوى لحماية البيئة الساحلية والصحة العامة. مصادر متعددة للتدهور وتعدّ منطقة السباحة في أكادير شديدة الهشاشة بسبب التأثير الكبير للتصريفات الصناعية بمنطقة أنزا، حيث تستمر هذه المنطقة في تلقي كميات كبيرة من النفايات السائلة التي تُفرغها وحدات الصناعات السمكية (مصانع التعليب ودقيق السمك والزيوت). ورغم أن شاطئ أكادير مفتوح على البحر ما يسهّل تجديد المياه، فإن اتجاه وسرعة الرياح يساهمان في نقل هذه الملوثات نحو الشاطئ. وتشمل التهديدات أيضا أنشطة الموانئ، خصوصا ميناء أكادير والميناء الترفيهي، حيث تُفرغ النّفايات السّائلة ضمن شبكة الصّرف الصّحي، وهو ما قد يشمل مخلّفات الهيدروكربونات الناتجة عن السّفن. ويتفاقم التلوث خلال فترة الراحة البيولوجية بسبب تراكم السّفن في ميناء الصيد، مما يؤدي إلى تصريف الزيوت المستعملة، والطين المحمل بالزيوت، ومياه الصهاريج. ويحدث الشيء نفسه في الميناء الترفيهي الذي يعرف ارتفاعاً في نشاط الرحلات البحرية والتزلج المائي. وحتى ميناء القوارب الترفيهية يُعدّ مصدرا للتلوث المنزلي، بسبب إقامة البعض بشكل دائم على القوارب. كما أن وجود حاويات النفايات قرب الحاجز الصخري يؤدي إلى تسرب عصارة النفايات إلى البحر، وخصوصاً في الجهة الشمالية للشاطئ. تدفقات مائية مجهولة في الطقس الجاف تشكل مياه الأودية خلال الأمطار مصدرا إضافيا للتلوث. فشبكة تصريف مياه الأمطار، نظرا لوجود منفذ في منطقة السباحة، قد تجلب معها ملوثات بكتيرية أثناء العواصف. لكن الغريب أن هذا المنفذ يشهد تدفقات في الطقس الجاف، ذات مصدر ومعدل غير معروفين، مما يثير استياء المصطافين. كما أن بعض المجاري المائية مثل وادي الغزوة، ووادي تيلدي، ووادي تنّوت، ووادي الحوار، ووادي سوس تصبّ في الشاطئ خلال الأمطار الغزيرة، حاملة معها المياه العادمة. اختلالات في محطات الضّخ والرفع تشمل المصادر الأخرى للتلوث اختلالات في محطات الرفع والضخ في المنطقة السياحية والساحلية، وأيضا في أكادير الكبير، إضافة إلى تصريف مياه الصرف غير المعالجة بالكامل من محطة المعالجة 'المزار' جنوب مصب وادي سوس. كما أن نقص شبكة التطهير السائل في الجماعات الواقعة شمال أكادير يزيد من الوضع سوءا. وتتأثر جودة مياه السباحة أيضا بعدة عوامل أخرى مثل انتشار الكلاب الضالة، وسوء تصميم المرافق الصحية العامة مقارنة مع استخدامات الشاطئ الترفيهية والرياضية. ورغم تنفيذ العديد من الإجراءات (ذات أولوية أو تكميلية) لتحسين ملف جودة مياه السباحة في أكادير، فإن غياب خطة تدبير مندمجة تعالج كافة الإشكاليات – التي تتجاوز مسؤولية الجماعات المحلية وحدها – ما زال يعرقل تحسين الوضع. 'لكم'


أكادير 24
١٩-٠٦-٢٠٢٥
- أكادير 24
إعدادية بأكادير بدون تيار كهربائي منذ ثلاثة أشهر
agadir24 – أكادير24 تعاني الثانوية الإعدادية أزراراك التابعة للمديرية الإقليمية أكادير إداوتنان من غياب تام للتيار الكهربائي منذ ثلاثة أشهر أي منذ بداية شهر مارس وذلك على إثر سحب مصالح الشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس ماسة للعداد الكهربائي الخاص بالمؤسسة. ويرجع سحب عداد الكهرباء، حسب مصادر مقربة من جمعية آباء وأولياء تلاميذ هذه المنشأة التربوية الواقعة في المجال الترابي لجماعة الدراركة، إلى عدم أداء مستحقات الإستهلاك المحددة في 7000 درهما. وتعود ملكية العداد في الأصل للشركة التي أشرفت على تشييد المؤسسة التعليمية في إطار مشروع تقليص الفوارق المجالية الذي تشرف عليه شركة التنمية المحلية سوس تهيئة. هذا، وتوقفت إحدى الجمعيات المحلية الذي حلت محل الشركة عن أداء فواتير استهلاك الكهرباء، مقابل استمرار تزويدها للمؤسسة بمادة الماء وذلك في انتظار تسلم مصالح المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأكادير للبناية. ونتيجة لهذه الوضعية الغير الطبيعية، سجل المتتبعون بامتعاض كبير حجم المعاناة في ظل غياب مادة أساسية وحيوية في مؤسسة تربوية عمومية، فبالإضاقة لحرمان التلاميذ من حصص تعليمية وخاصة في المواد العلمية، عان المرفق الإداري بدوره من تبعات غياب الكهرباء وعجز عن توفير طبع الوثائق ونسخها وتمكين أولياء الأمور من الشواهد المدرسية. ويعود آخر تحرك لحلحلة مشكل انقطاع التيار الكهربائي عن الثانوية الإعدادية أزراراك الى21 ماي 2025، عقب تحرك جمعيات المجتمع المدني بمنطقة أزراراك، حيث عقد اجتماع بمقر قيادة الدراركة بحضور ممثلي كل المتداخلين ( قيادة وجماعة الدراركة ومديرية التعليم) في هذا الملف. ولحدود اليوم، يظل استمرار غياب التيار الكهربائي هو العنوان الأبرز لمؤسسة تربوية ناشئة تتلمس طريقها في العتمة بكل ثقة على أمل أن تشعل مصابيحها في أقرب فرصة ممكنة…


أكادير 24
١٤-٠٦-٢٠٢٥
- أكادير 24
نتائج الباكالوريا بسوس ماسة: طاطا تتصدر بـ90% وإنزكان تسجل أدنى نسبة نجاح
agadir24 – أكادير24 أحرزت جهة سوس ماسة نسب نجاح متفاوتة في امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم الموسم الدراسي الجاري، حيث تصدرت إقليم طاطا الترتيب بنسبة نجاح بلغت 90 في المائة، متفوقًا على باقي أقاليم الجهة بفارق واضح. وجاء إقليم تيزنيت في المرتبة الثانية بنسبة 66 في المائة، متبوعًا بتارودانت بنسبة 64 في المائة، ثم إقليم اشتوكة أيت باها بـ63 في المائة، في حين بلغت نسبة النجاح بأكادير إداوتنان 62 في المائة. أما أدنى نسبة نجاح فسُجّلت بإقليم إنزكان أيت ملول، حيث لم تتجاوز 52 في المائة، مما يضعه في ذيل ترتيب أقاليم الجهة. وتعكس هذه النتائج تفاوتات على مستوى الأداء الدراسي والتربوي، مما يفتح باب النقاش حول أسباب التراجع ببعض المناطق وسبل الرفع من جودة التعليم والدعم المدرسي بها.