logo
لمواجهة السياحة المفرطة.. سكان جزر الكناري يوجهون رسالة إلى الزوار: رجاء قليلا من الاحترام

لمواجهة السياحة المفرطة.. سكان جزر الكناري يوجهون رسالة إلى الزوار: رجاء قليلا من الاحترام

يورو نيوز١٦-٠٢-٢٠٢٥

زار ما يقرب من 100 مليون سائح أجنبي إسبانيا في عام 2024 - وذهب 30.5 مليون منهم إلى جزر الكناري وجزر البليار.
وفيما البلاد مقبلة على مزيد من الاحتجاجات ضد السياحة المفرطة في تلك المناطق ، سألت يورونيوز ترافيل السكان المحليين حول مخاوفهم بشأن مستقبل جزر الكناري. فقالوا إن الأمر لا يعني رفضهم استقبال لسياح - لكنهم يريدون أن يروا تغييرًا في كيفية تخطيط الوافدين لعطلتهم وتصرفهم بمجرد وصولهم إلى الأرخبيل.
جزر الكناري.. كل الفصول مواسم ذروة لتوافد السياح
يقول غييرمو، وهو مرشد سياحي فيغران كناريا،** إن هذا الشتاء كان الأكثر ازدحامًا على الإطلاق وهذا بشهادة الأرقام أيضًا. فقد سجل شهر ديسمبر الماضي نسبة أعلى بنحو 1.1 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وفقًا لبيانات المعهد الوطني الإسباني للإحصاء (INE).
يقول غييرمو: لطالما كانت غران كناريا وهي أكبر الجزر وجهة يؤمها السياح في فصل الشتاء أكثر من الفصول الأخرى.، وأشار إلى أن البريطانيين جاءوا إلى شمال الجزيرة قبل 200 عام بحثًا عن الاستجمام بفضل المناخ المعتدل والمياه العلاجية والمنتجعات الصحية الكبرى الموجودة في أزواخي وبيرازاليس.
"تغيرت الأمور في الخمسينيات والستينيات. ذهب الناس إلى الساحل الجنوبي بحثاً عن دفء الشمس. وأعتقد أن الأمورالآن تتغير مجددا حيث يأتي الناس في موسم الصيف وينظرون إلى عوامل الجذب الأخرى، مثل المناظر الطبيعية والثقافة والتاريخ، وجمال أماكن التنزه والغوص ومشاهدة الحيتان. إنها ليست مثل جزر البليار حيث يتوقف كل شيء في فصل الشتاء."
على عكس بعض أقرانه الذين يعملون في شركات سياحية كبيرة، يقول غييرمو إنه "محظوظ" لأنه يدير شركته الخاصة المتخصصة في تنظيم رحلات للتعريف بالطبيعة والتاريخ والمدن الصغيرة.
وقد اعتاد غييرمو أن يقضي الصيف في القيام بنشاطات إرشادية أقل، مفضلاً المساعدة في جهود الحفاظ على البيئة المحلية، ولكنه يجد في الوقت الحاضر أن الزوار يحجزون خدماته على مدار العام.
معظم زوار إسبانيا من المملكة المتحدة
في عام 2024، جاء معظم زوار إسبانيا من ثلاث دول أوروبية: المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وقد أنفق البريطانيون في إسبانيا ما مجموعه 22.602 مليار يورو في عام 2024، أي بزيادة 13.5% عن عام 2023.
واستقبلت مقاطعة كاتالونيا (شمال شرق إسبانيا)، أكبر نسبة من السياح حيث بلغ عددهم 19.9 مليون سائح جاؤوا لقضاء العطلات في أهم المعالم التي تشتهر بها المنطقة مثل برشلونة ومنتجع كوستا برافا الشاطئ النابض بالحياة.
ولكن لم تكن جزر البليار والكناري بعيدة عن هذه الأرقام حيث استقبلت 15.3 مليون زائر للأولى و15.2 مليون زائر للثانية.
والمفارقة في هذه الأرقام الصادمة أن عدد سكان جزر الكناري السبع نفسها يبلغ 2.2 مليون نسمة فقط، مما يعني أن عدد الزوار في العام الماضي كان أكثر من عدد السكان بسبع مرات تقريبا ( 6.9 مرة).
في العام الماضي، خرج المحتجون إلى شوارع إيبيزا قائلين إنهم مضطرون للعيش في السيارات والكارافانات لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف السكن لأن الشقق السياحية تسبب في ارتفاع الإيجارات. ومثلهم مثل السكان المحليين في جزر الكناري، قالوا إنهم ليسوا ضد السياحة في حد ذاتها، بل ضد آثارها السلبية على الحياة اليومية.
تشير البيانات إلى أن أعداد الزائرين إلى جزر الكناري سترتفع مرة أخرى في عام 2025، استنادًا إلى أعداد الزوار من الأشهر القليلة الأولى من هذا العام.
السكان المحليون العاملون في السياحة يشاركون في الاحتجاجات
على الرغم من أنه يكسب رزقه من هذه الصناعة، انضم غييرمو إلى ما يسمى ب الاحتجاجات "المناهضة للسياحة" في غران كناريا وأخبر "يورونيوز ترافيل" أن وسائل الإعلام الدولية تسيء فهم حقيقة ما يدور هناك.
ويقول إن السكان يريدون "استعادة التوازن" والمساعدة في حل المشاكل الناجمة عن ضغط الزوار المتزايد.
يقول غييرمو إن معظم أموال السياحة تغادر الجزيرة في الوقت الحالي.
"نريد أن يذهب قدر لا بأس به من الدخل الذي تدره السياحة إلى السكان المحليين. فمعظم الفوائد تذهب خارج الجزيرة إلى الشركات الأجنبية."
ويشير إلى أن واحدة من أكبر المشاكل هي أزمة السكن والتي يعود سببها في الغالب إلى الإيجارات قصيرة الأجل التي تديرها جهات خارجية.
ماذا جلبت Airbnb للسكان المحليين؟
"منذ أن ازدهر نشاط شركة Airbnb وبلغ مستويات غير مسبوقة، لم يعد بإمكان السكان المحليين العيش في المناطق التي اعتادوا عليها، وأصبح السكن مستحيلاً في جميع الجزر. عندما تجد أشخاصاً [كناريين] لديهم وظائف بدوام كامل ولا يستطيعون دفع الإيجار، يمكنك أن ترى أن هناك مشكلة في هذا الأمر."
يقول غييرمو: عندما وصلت منصة الحجز عبر الإنترنت إلى الجزيرة، فإن معظم السكان اعتقدوا أنها ستكون وسيلة جيدة للمساهمة فيما تدرّه السياحة.
ويضيف: "لمدة 10 أو 20 عاماً، كانت الأمور تسير على النحو التالي: "إذا كان لديك منزل عائلي لا يسكن فيه أحد، فإنه يصبح مصدر لدخل للأشقاء ويسمح لهم بأن يجنوا بعض المال".
"ولكن الآن أصبحت مبانٍ كاملة في لاس بالماس، حيث كان الناس يعيشون في السابق، مخصصة لتأجيرها لقضاء العطلات. يجب تنظيم ذلك. هناك شركات أجنبية تشتري منازل بأكملها ولا تضطر إلى دفع ضرائب عليها هنا - أو في أي مكان آخر. وهذا أمر مرفوض تماماً."
تنطبق بعض القوانين على الإيجارات قصيرة الأجل في الأرخبيل، بما في ذلك نظام تسجيل إلزامي. واعتبارًا من 3 أبريل 2025، سيصوت السكان في استفتاء على حظر بعض الإيجارات الجديدة لقضاء العطلات في مناطق السكن المحلية.
وبالمثل اقترحت الحكومة الإقليمية قانونًا جديدًا بشأن "Viviendas Vacacionales" (الإيجارات قصيرة الأجل). ولكن يركز مشروع القانون بشكل أساسي على عروض الإيجار غير القانونية ومعايير السلامة، ورصد المزيد من عناصر الشرطة المخولة بإزالة الإعلانات غير القانونية، وفرض غرامات قدرها 30,000 يورو على أصحاب المساكن غير المرخصة.
كما يوجه نيستور ماريرو رودريغيز، سكرتير جمعية أصدقاء الطبيعة في تينيريفي (جمعية أصدقاء الطبيعة)، وأحد منظمي احتجاجات السياحة المفرطة في تينيريفي، نفس الرسالة للسياح وهي: "تجنب استخدام Airbnb لأنه يزيد من أسعار الإيجارات للسكان المحليين ويساهم في ظاهرة الطبقية." وبدلاً من ذلك، يقترح على الزوار الإقامة في أماكن الإقامة التي يديرها السكان المحليون.
يقول نيستور إنه سيجري تنظيم احتجاجات حاشدة في أبريل 2025، إضافة إلى فعاليات مستقلة أصغر حجماً لزيادة الوعي. ويشمل ذلك مسيرة تُنظم في 16 فبراير في عاصمة تينيريفي، سانتا كروز دي تينيريفي، لتتزامن مع مؤتمر FVW Travel Talk، وهو حدث دولي كبير للسفر.
ويضيف "غييرمو": "ربما لم تكن هذه الاحتجاجات لتحدث لو تمتع السكان المحليون بمردود أفضل للاقتصاد الذي تولده السياحة".
سلوك السائحين يصب الزيت على النار
يشعر سكان كناريا بالقلق إزاء طبيعة الأرخبيل الهشة واستخدام الموارد، ويشعرون أن بعض الزوار لا يحترمون دائماً خصوصية المكان.
تشمل "أسوأ السلوكيات" التي رصدها نيستور في تينيريفي الاعتداء على موظفي الطائرات، ("التي تسبب التأخير")، والخروج عن المسارات المصرح بها، وجمع الصخور والأصداف، وتحليق الطائرات بدون طيار في المناطق المحمية، وهو ما يحذر من أنه "غير قانوني في معظم الأرخبيل إذا قمنا بهذه النشاطات دون إذن".
يقول: "أكاد أجزم أن السياح البريطانيين هم الأسوأ سلوكاً وهم يظهرون ردود فعل دراماتيكية في شخصهم وفي وسائل الإعلام عندما يتم الكشف عن سلوكهم ورفض السكان المحليين لهم"، مضيفاً أن هذا الأمر غالباً ما يتفاقم بسبب الإفراط في شرب الكحول والعنف.
أما غييرمو فهو أقل انتقاداً للزوار البريطانيين. "أنا مرشد ناطق بالإنجليزية، لذا فإن رأيي مبني فقط على ما أراه حولي. وأرى أن معظم البريطانيين في جولاتي السياحية هم أناس محترمون، ولكن مع كل الثقافات سيكون هناك دائماً أشخاص يجب أن أقول لهم ألا يلقوا القمامة أو يسقطوا فلاتر سجائرهم على الأرض. وستكون هناك دائماً فئة معينة من الأشخاص الذين يأتون فقط من أجل المشروبات أو الشمس."
يقول المرشد المحلي إن طبيعة عمله تعتمد على الحفاظ على طبيعة غران كناريا. "قد تظن أنه لا يهم إذا كنت تتجول خارج المسار الرسمي في منطقة محمية - مثل المحمية الطبيعية الخاصة في كثبان ماسبالوماس الطبيعية. ولكن اعلم أنك لست وحدك من يفعل ذلك - فهناك أربعة ملايين شخص يفعلون الشيء نفسه! عندما يعتدي الآلاف من الناس على ممتلكات الغير يوميًا فإن كل ذلك يتراكم".
"أتفهم أن الجميع لا يبحثون عن الثقافة المحلية، ولكنني أطلب منكم أن تدركوا أن هناك أشخاصاً يعيشون هنا على مدار 365 يوماً في السنة. إنها ليست حديقة ترفيهية. لا يمكنك أن تفعل ما يحلو لك لأنك تعتقد أن هناك من سيأتي لتنظيف الفوضى التي تتركها خلفك. نحن نتأثر بشكل مباشر بسبب سوء تصرفاتكم وسلوكياتكم".
رسالة إلى سائح: لا تكن جزءا من المشكلة!
يقول غييرمو إن أفضل طريقة لضمان ألا تكون جزءاً من المشكلة هي "اتباع القواعد". "لا تقد سيارتك المستأجرة في مكان غير مسموح به. لا تقطف الزهور والصخور كتذكار أو تتجول في الطرقات الرسمية. حاول ألا تترك أثراً وراءك"
يشعر نيستور أن السياح الذين يقيمون في الفنادق التي تقدم خدمات شاملة "لا يتركون سوى أثر سلبي للموارد على الجزيرة"، مثل مشاكل القمامة واستهلاك المياه، ويضيف أن معظم شركات السياحة الشاملة "عادة ما تكون مملوكة لشركات أجنبية... لا تترك سوى الفتات للسكان المحليين فيما يخص الأرباح".
يقول سكان الجزيرة إنه يمكنك المساعدة و"جعل أموالك السياحية ذات أهمية" من خلال دعم الشركات المحلية في ذات الوقت.
ويقترح غييرمو: "استكشف الجزيرة بنفسك واستأجر مرشداً سياحياً وقم بزيارة متاحفنا أو اذهب في زيارات ممتعة إلى مصانع النبيذ أو مصانع الجبن".
ولنيستور نفس الرسالة فيقول: "إذهب إلى الشاطئ بدلاً من استخدام حمام السباحة، واحجز جولات وتجارب حقيقية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي - يمكنك العثور على شركات جيدة تقدم تجربة حقيقية."
فكرة أخرى يقترحها غييرمو فيقول: "حتى إذا جئت بغرض قضاء عطلة على الشاطئ، تناول العشاء في مطعم محلي بدلاً من الفندق"، فهو يعتقد أن معظم الزوار سيستمتعون بالمأكولات. ويشير إلى أن السائح لن يجد دائماً النكهة المحلية الحقيقية في بعض المناطق السياحية حيث تكون وجبات الإفطار الإنجليزية المطبوخة هي القاعدة.
هناك حاجة إلى المزيد من الموارد لإدارة أعداد الزوار
كمرشد طبيعي، يعتقد غييرمو أن أي دخل من السياحة يجب أن يُستخدم لتحسين درجة الوعي في المناطق الطبيعية المحمية في جزيرة الكناري. ويعتقد أنه يجب على الإدارة المحلية إنشاء ميزانية لدفع تكاليف تحسين البنية التحتية وحماية الموارد الطبيعية فيقول: "في جزيرة لانزاروتي بأكملها، لديهم حارسان أو ثلاثة فقط من حراس الغابات، وهذا عدد قليل جداً!"
ويختم بالقول: "في روكي نوبلو ولوس أزوليجوس - وهي الصخور الأكثر شهرة في غران كناريا - جاوز الأمركل الحدود، حيث ترى تقف السيارات في منتصف الطريق، حتى أن سيارات الإطفاء والإسعاف لا تستطيع المرور".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع
بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع

يورو نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • يورو نيوز

بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع

أكدت حكومة نيبال التزامها بحماية جبال الهيمالايا، وعلى رأسها قمة إيفرست، من التهديدات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ والارتفاع غير المسبوق في أعداد المتسلقين. وقال وزير السياحة النيبالي، بدري براساد باندي، في مؤتمر عقد في كاتماندو: "من واجبنا حماية الجمال الطبيعي لقممنا، وضمان سلامة المتسلقين، وتمكين المجتمعات المحلية من الازدهار إلى جانب تنامي روح المغامرة". وجاء ذلك خلال قمة متسلقي إيفرست التي جمعت نحو 100 من نخبة المتسلقين العالميين ممن تمكنوا من بلوغ أعلى قمة في العالم، والتي يصل ارتفاعها إلى 8,849 متراً. وقد ركز المؤتمر على مناقشة سبل تعزيز السلامة وحماية البيئة الجبلية الهشة. ويثير التزايد الكبير في أعداد محاولات تسلق إيفرست قلقًا متناميًا، وسط شكاوى من ازدحام المسارات وتراكم النفايات على الجبل. وفي خطوة غير مسبوقة، موّلت الحكومة النيبالية العام الماضي عملية تنظيف كبرى، تم خلالها جمع أكثر من 11 طنًا من القمامة بالإضافة إلى أربع جثث وهيكل عظمي، في إطار جهود لحماية النظام البيئي في إيفرست. وأضاف باندي: "يهدد تغير المناخ والاحتباس الحراري مستقبل هذه الجبال، ولهذا علينا أن نتصرف بوعي واحترام عميق لقدسية هذه القمم. مسؤوليتنا اليوم هي حمايتها للأجيال القادمة". ورغم أهمية جبل إيفرست كوجهة سياحية وجغرافية فريدة، لا تفرض نيبال حالياً قواعد واضحة على عدد أيام التأقلم أو تدريبات التسلق التي يجب أن يخضع لها المتسلقون قبل الشروع في صعود القمة. وتبلغ تكلفة تصريح تسلق إيفرست نحو 11 ألف دولار أمريكي (ما يعادل 9,700 يورو)، وتكون التصاريح صالحة لمدة 90 يومًا. أما موسم التسلق، فينتهي عادةً مع بداية الرياح الموسمية في أواخر مايو/ أيار، حيث تتدهور الأحوال الجوية بشكل كبير. ومنذ أن نجح النيوزيلندي إدموند هيلاري ومرشده الشيربا تينزينغ نورغاي في غزو قمة إيفرست عام 1953، أصبحت هذه القمة الأسطورية هدفًا لآلاف المتسلقين من حول العالم. لكن اليوم، تشهد إيفرست ازدحامًا متزايدًا يهدد سلامة المتسلقين ويثير تساؤلات حول مدى جاهزية البعض لهذا التحدي الخطير. وفي مواسم التسلق القصيرة التي تتميز بطقس مناسب، تتشكل طوابير طويلة من المتسلقين على الطريق الضيق المؤدي إلى القمة، مما يزيد من مخاطر الحوادث في الممرات الجليدية والمنحدرات الحادة. ويخشى الخبراء من أن الشعبية المتزايدة لتسلق إيفرست قد تتجاوز القدرة الاستيعابية للجبل، خاصة مع وجود متسلقين يفتقرون إلى الخبرة الكافية. وفي هذا الإطار، قالت البريطانية أدريانا براونلي، أصغر امرأة تتسلق أعلى 14 قمة في العالم: "الازدحام هو المشكلة الأكبر اليوم. علينا التأكد من أن كل من يحاول الصعود يمتلك الخبرة الكافية لإنقاذ نفسه في حال حدوث طارئ، حتى لو كان بمفرده". ومن جانبها، اعتبرت المتسلقة النيبالية بورنيما شريستا أن تسلق إيفرست بات نشاطًا تجاريًا بحتًا، وقالت: "ليس الجميع على استعداد جسدي أو نفسي لخوض هذا التحدي. وهذا، في رأيي، يشكل نوعًا من عدم الاحترام لإيفرست. ومن هنا تنبع أزمة الازدحام التي نشهدها على طريق القمة". بالمحصلة، تسلط هذه التحذيرات الضوء على ضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة للحد من أعداد المتسلقين غير المؤهلين، وحماية سلامة الجميع، وضمان بقاء إيفرست مكانًا ملهمًا للتحدي وليس ساحة للفوضى. وفي خطوة مبتكرة لتحسين سلامة وتسلق قمة إيفرست، دافع مرشد جبلي بريطاني متمرس عن استخدام غاز الزينون كوسيلة لتسريع الصعود وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بداء المرتفعات. وقد قاد لوكاس فورتنباخ فريقًا من المتسلقين البريطانيين في رحلة استغرقت من لندن حتى القمة والعودة في أقل من أسبوع، حيث بدأوا رحلتهم في 16 مايو/ أيار وصعدوا القمة في 21 مايو/ أيار، ثم عادوا إلى بلادهم بعد يومين فقط، مسجلين بذلك واحدة من أسرع محاولات تسلق إيفرست على الإطلاق. ومع ذلك، أثار استخدام غاز الزينون جدلاً واسعًا بين سلطات تسلق الجبال في نيبال، التي أعلنت عن فتح تحقيق في الموضوع، وسط مخاوف من مدى أمان وشرعية استخدام هذا الغاز خلال محاولات التسلق. وقال فورتنباخ لوكالة أسوشيتد برس عند عودته إلى كاتماندو: "هدفنا من استخدام غاز الزينون هو زيادة أمان المتسلقين وحمايتهم من داء المرتفعات. نرى سنويًا حالات وفاة على قمة إيفرست، واستخدام هذه التقنية قد يكون خطوة مهمة لتقليل هذه المخاطر". وقد تلقى المتسلقون تدريبات مكثفة في خيام محاكاة نقص الأكسجين، وخضعوا لعلاج غاز الزينون في مركز متخصص بألمانيا قبل توجههم إلى نيبال بأسبوعين، في محاولة لتحسين تأقلم أجسامهم مع ظروف الارتفاع الشاهق. وأشار فورتنباخ إلى أن تسريع عملية التسلق يقلل من فترة التوقف الطويلة في معسكر قاعدة إيفرست، ما ينعكس إيجابيًا على البيئة، حيث تشكل النفايات البشرية واحدة من أكبر مشاكل المخيم، حيث قال "تقليل مدة البقاء من ثمانية أسابيع إلى أسبوع واحد يخفض النفايات بنسبة 75٪، مما يحد من التلوث ويحافظ على نظافة الجبل". وفي الوقت نفسه، أصدرت إدارة تسلق الجبال في نيبال بيانًا أكدت فيه بدء تحقيق رسمي حول استخدام غاز الزينون في موسم التسلق الحالي. ويؤكد فورتنباخ أن هذا الغاز لم يُستخدم سابقًا في نيبال، لكنه يُعتقد أنه آمن ويملك القدرة على تغيير قواعد اللعبة في تسلق الجبال المرتفعة، مع ضمان حماية أكبر للمتسلقين والبيئة على حد سواء.

جزر الكناري ومعضلة السياحة المفرطة: أعداد قياسية من الزوار رغم احتجاجات السكان
جزر الكناري ومعضلة السياحة المفرطة: أعداد قياسية من الزوار رغم احتجاجات السكان

يورو نيوز

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

جزر الكناري ومعضلة السياحة المفرطة: أعداد قياسية من الزوار رغم احتجاجات السكان

برغم كل المحاولات الهادفة لتقليل عدد الوافدين الأجانب والتنديد بالسياحة المفرطة، فقد غرقت جزر الكناري بأعداد "قياسية" من الزوار هذا العام، وفقًا لأرقام السلطات المحلية. وتعتبر البيانات الجديدة بمثابة ضربة قاصمة لآلاف السكان الذين خرجوا على مدى الأشهر الماضية في مسيرات احتجاجية ضد السياحة المفرطة وظروف العمل السيئة في قطاع الضيافة. يعج الأرخبيل الإسباني بالزوار في موسم الذروة، مما يشكل ضغطًا على الخدمات المحلية، ويرفع تكاليف السكن ويهدد البيئة الطبيعية. في تينيريفي، أعلنت السلطات عن فرض ضريبة بيئية جديدة في العام المقبل لحماية المتنزه الوطني الشهير. استقبلت جزر الكناري أكثر من 1.55 مليون زائر أجنبي في مارس/آذار، أي بزيادة 0.9 في المائة عن الرقم القياسي المسجل في الشهر نفسه من العام الماضي. وصدرت الأرقام عن المعهد الوطني للإحصاء في جزر الكناري يوم الإثنين الماضي. وقد بلغ إجمالي عدد السياح الأجانب في الربع الأول من عام 2025 نحو 4.36 مليون زائر، أي بزيادة سنوية قدرها 2.1% . كما وجد المعهد الوطني للإحصاء أيضًا أن الربع الأول شهد "أعلى أرقام إنفاق على الإطلاق"، وفقًا لما ذكره موقع كناريان ويكلي الإخباري المحلي. ففي شهر مارس وحده، أنفق الزوار الأجانب 2.43 مليار يورو، بزيادة 4.5% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024. وبحسب المختصين، فإن هذا الرقم قد يعكس الاهتمام المتزايد بالوجهة، إلا أنه أيضًا ناتج عن نسبة التضخم. وتأتي الزيادة في أعداد السياح على الرغم من عشرات الاحتجاجات التي نظمها سكان جزر الكناري العام الماضي والتي استمرت أيضا هذه العام. فخلال عيد الفصح، خرج حوالي 80,000 من عمال الضيافة في تينيريفي ولا بالما ولا غوميرا وإل هييرو في نزاع مع النقابات حول الأجور. في 18 مايو/أيارالجاري، تخطط مجموعة تسمّي نفسها Canarias Tiene Un Límite (جزر الكناري لها حدود) لتنظيم حركة احتجاجية ضد السلطات والمؤسسات لتجاهلها دعوات السكان لاتخاذ إجراءات تحد من التدفق الكبير للسياح على الأرخبيل. اتخذت السلطات في تينيريفي خطوة صغيرة للتخفيف من الآثار السلبية للسياحة الجماعية. حيث ستفرض الجزيرة ضريبة بيئية في عام 2026 على غير المقيمين الذين يزورون منتزه تيد الوطني. وقد شهد المكان المصنّف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو أعدادًا كبيرة من الزوار في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى أضرار بيئية، بما في ذلك التلوث والتآكل. كما سيتم تقييد وصول السيارات الخاصة إلى المعلم الطبيعي في العام المقبل، مع توفير حافلات مكوكية كهربائية بدلاً من ذلك. وقالت روزا دافيلا، رئيسة كابيلدو تينيريفي، يوم الإثنين، إن عائدات ضريبة الزوار ستُستخدم لتمويل مشاريع الحفاظ على البيئة.

نتوقع الاحترام": جزيرة بالي تضيّق الخناق على السياح "المشاغبين" بقواعد جديدة صارمة
نتوقع الاحترام": جزيرة بالي تضيّق الخناق على السياح "المشاغبين" بقواعد جديدة صارمة

يورو نيوز

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

نتوقع الاحترام": جزيرة بالي تضيّق الخناق على السياح "المشاغبين" بقواعد جديدة صارمة

اعلان في 24 مارس/آذار الجاري، أعلن المحافظ أي وايان كوستر عن إجراءات جديدة خاصة بالسياحة قائلاً: "لقد أصدرنا لوائح مماثلة من قبل، ولكن في ظل المتغيرات الحالية، نحتاج إلى التكيف مع الوضع الجديد لضمان أن تظل السياحة في بالي محترمة ومستدامة ومتناغمة مع قيمنا المحلية". وتركز الإرشادات الجديدة على ضبط السلوك وإظهار الاحترام عند زيارة المواقع المقدسة، إضافة إلى دفع الضرائب السياحية عند الوصول. كما تلزم السائحين باستخدام مرشدين معتمدين والإقامة في أماكن مرخصة، فضلًا عن الالتزام بقوانين المرور وصرف العملة في المنافذ المصرح بها. وأضاف كوستر: "أطبق هذا التعميم كإجراء فوري لتنظيم السياح الأجانب أثناء وجودهم في بالي". قواعد جديدة تحظر التصرفات غير اللائقة والمواد البلاستيكية وتحظر الإرشادات الصور غير اللائقة والمواد البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير . كما تفرض على السائحين ارتداء ملابس محتشمة والتصرف باحترام في المواقع الدينية، المطاعم، مناطق التسوق، والطرق العامة. وإلى جانب ذلك، يُحظر على الزائرين توجيه الشتائم أو التسبب في الإزعاج أو التصرف بوقاحة مع السكان المحليين أو المسؤولين أو زملائهم السياح. كما شدد المحافظ على منع "مشاركة خطاب الكراهية أو المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي". ومن النشاطات المحظورة أيضًا دخول مناطق المعابد المقدسة دون إذن، إلقاء القمامة، والعمل بدون تصاريح. Related شاهد: نفوق حوت ضخم على أحد شواطئ جزيرة بالي الإندونيسية مخاوف من ثوران بركان بجزيرة بالي الاندونيسية زلزال يضرب قبالة جزيرة بالي في إندونيسيا وينشر الذعر بين السياح وتتضمن الإرشادات أيضًا ضرورة احترام العادات والتقاليد المحلية، خاصة أثناء الاحتفالات، وارتداء الملابس المناسبة عند زيارة المعابد أو المعالم السياحية. ومنع "دخول المعابد المقدسة على غير المصلين" أو النساء الحائض ، وكذلك الالتزام بالزي التقليدي أثناء الدخول إليها. كما يُحظر على السياح تسلق الأشجار أو المعالم المقدسة أو التقاط صور غير لائقة أو عارية فيها. فرض ضريبة سياحية جديدة في بالي في فبراير/ شباط الماضي، فرضت بالي ضريبة دخول لمرة واحدة قدرها 150,000 روبية إندونيسية (حوالي 9 يورو) على الزوار الدوليين لتمويل جهود الحفاظ على البيئة. وعلى ضوء الإرشادات الجديدة، سيتم منع السائحين الذين لا يدفعون ضريبة السياحة من دخول المعالم السياحية، وسيواجهون عواقب قانونية وفقًا للقانون الإندونيسي. وتوقع كوستر أن تتعامل بالي بحزم مع أي سائح مشاغب خلال عيد "نيبي" الذي يشهد توقف العمل لمدة 24 ساعة، في 29 مارس، حيث سيكون الجميع، بما في ذلك السياح، مطالبين بالبقاء في منازلهم. وعن العيد المقدس، قال كوستر: "لقد أعددنا فريقًا خاصًا وسيتم التعامل مع السائحين الأجانب المشاغبين على الفور بحزم"، حسبما نقلت عنه صحيفة "ذا بالي صن" المحلية. وأضاف المحافظ أن وحدة شرطة الخدمة المدنية بالجزيرة ستقوم بمراقبة سلوك السائحين والتأكد من التزامهم بالقوانين الجديدة. وأردف: "بالي جزيرة جميلة ومقدسة، ونتوقع من ضيوفنا أن يظهروا نفس الاحترام الذي نكنه لهم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store