
باراك.. طرق الباب وينتظر الجواب
جاء في 'الراي الكويتية':
هل يكون لـ «الإنزال الدبلوماسي» الذي نفّذه الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب خلف خطوط الحرب العابرة للحدود بين إسرائيل وإيران، والتي أَعلن بـ «كبسة زرٍ» إطفاءها، «تأثيرُ الدومينو» على المساراتِ الأخرى المرتبطة، عبر «الأوعية المتصلة»، بالانفجارِ الأكبر الذي حوّل المنطقةَ على مدى 12 يوماً برميل «نار وبارود» اشتعلتْ فتائله الأخطر وكادت أن تحرق كل جسور العودة عن الصِدام المتعدد الجبهة؟
سؤالٌ فرض نفسه على بيروت، وهي تراقب ما يشبه وقف نار «الطوارئ» الذي باغَتَ به ترامب الأقربين والأبعدين و«أكره» إسرائيل عليه وألْزم إيران به، وبدا أنه حلقةٌ في الطريق إلى «السلام بالقوة» الذي بدأ يفْرَضَه بـ «مطرقة منتصف الليل» التي حقق بها لتل أبيب «الهدف الأكبر» للحرب مع إيران، بالتدمير المفترض لـ «أمّ المنشآت» النووية في فوردو، وفتَح البابَ أمام طهران، لردّ اختارت أن ينزلق إلى اعتداءٍ صارخ على دولة قطر وسيادتها وأمنها.
وفي الوقت الذي كان العالم مأخوذاً بـ «الصدمات» المتوالية التي يفاجئ بها ترامب الجميع، بقراراتٍ في الحرب والسلم يصفها البعض بأنها أقرب الى «الارتجال» ويعتبر البعض الآخر أنها امتدادٌ لسلوك الرئيس الأميركي بـ «الارتحال» في خيارات الحد الأقصى من مقلب إلى آخَر، فإن لبنان «التقط أنفاسَه» التي حبَسها منذ 13 يونيو وهو يعدّ الساعات في انتظار أن تمرّ العاصفة الأعتى في الإقليم من دون أن يُقتاد إليها فـ «يعضّ الأصابع» ندماً.
ورغم أن وقفَ النار الذي أعلنه ترامب بعدما حوّل نفسَه من حامل «العصا» كطرفٍ مباشر في الحرب إلى ضارب بـ«مطرقة» التحكيم بين «العدوين اللدودين»، كان أمس في فترة اختبارٍ دقيق لمدى صموده وهو ما تَسَمّرت عواصم الشرق والغرب لرصْده، فإنّ الجانب الخفيّ من سكْب المياه الباردة على «الحريق» الإقليمي الأكثر التهاباً خَطَفَ الاهتمامات عربياً ودولياً كما في لبنان الذي بدا معنياً أكثر من غيره بالتحري عن أرضية إطلاقِ «صافرة النهاية» لعملية «الأسد الصاعد» وكامل الإطار الناظم لِما بعدها وتالياً لمضامين الاتفاق الذي سيكرّس طيَّ صفحة المكاسرة الطاحنة.
وإلى جانب عدم وضوح الرؤية حتى الساعة حيال مصير البرنامج النووي الإيراني الذي تؤكد طهران أنه «باقٍ» لأغراض سلمية وصناعية مقابل جزم ترامب بأن «لا تخصيب بعد اليوم ولا معاودة بناء للمنشآت»، راسماً ضمناً معادلة «بقاء النظام في إيران وترويضه لجعله شريكاً تجارياً مقابل التخلي عن النووي»، فإنّ «القِطَع المفقودة» في البازل الذي أفضى إلى إعلان وقف النار تحت عنوان «حان وقت السلام» تشمل أيضاً مصير الجبهات الأخرى خصوصاً لبنان وغزة، وسط أسئلة حول هل ينسحب «لجْمُ» الولايات المتحدة لتل أبيب عن مزيدٍ من الضربات لإيران على «أذرعها» ولا سيما «حزب الله»، وهل اشتملتْ تفاهماتُ «الأحرف الأولى» بالحبر السري بين طهران وواشنطن على أن تتولى الأولى ضبْط وكلائها وردعهم عن أي استهداف لإسرائيل في انتظارِ استئناف مفاوضات الطاولة؟
«السلة الواحدة»
وفي حين بدا من المبكر استشرافُ هل سيكون التفاوض «شاملاً» لكل الملفات معاً، النووي والبالستي والأذرع، وهي «السلة الواحدة» التي أصرت عليها تل أبيب من الأصل، وهل يكون ذلك «تعويضاً» لإسرائيل عن عدم مراعاتها في رغبتها بتغيير النظام الإيراني، أم أن الأولوية الأكثر إلحاحاً تبقى لموضوع النووي وتحديد مواقع اليورانيوم المخصّب وهل دُفن كله في أعماق فوردو أم «نجا» قسم منه وإين حُفظ، فإن أوساطاً مطلعة ترى أن ملف «حزب الله» بات يَحكمه واقعياً مَسارٌ أميركي يفترض أن يكتسب مزيداً من الطابع الضاغط في ضوء السلوك «الزاجر» الذي أظهره ترامب حيال إيران وملفاتها.
ومن هنا يسود اقتناعٌ بأن لبنان سيخطئ في حال مضى في سياسة إبطاء قضية سحب سلاح «حزب الله» وربطها مجدداً بمآلات ما بعد حرب الـ 12 يوماً، خصوصاً أن الموفد الأميركي الى سوريا توم باراك الذي سيعود إلى بيروت بعد أقل من 3 أسابيع سيحلّ عليها هذه المرة على وهج خلاصات المطاحنة الإسرائيلية – الإيرانية والانخراط «الجِراحي» لأميركا فيها.
ولم يكن عابراً أن تتقاطع المعطيات عند أن باراك نبّه المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الأسبوع الماضي، من أي مماطلة في ملف «حزب الله» ومن اختبار صبر ترامب، وسط تقارير عن أن هؤلاء ينكبّون على مناقشة المقترح الذي قدّمه إليهم لصوغ جواب موحّد عليه، وأن لبنان يميل إلى السير يمنطق «الخطوة مقابل خطوة» بمعنى أن تبدأ إسرائيل بالانسحاب من التلال الخمس التي مازالت تحتلها وتتعهد بوقف اعتداءاتها في مقابل أن تلاقي بيروت ذلك بتفعيل تنفيذ تعهُّدها بسحب سلاح الحزب وربما بموجب جدول زمني أو تحت سقف قرار في مجلس الوزراء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 30 دقائق
- الديار
ترامب: ستكون لدينا أخبار جيدة عن غزة!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي انعقدت اليوم الأربعاء في لاهاي بهولندا أن "إسرائيل تضررت بشدة خلال الأيام الأخيرة"، مؤكداً أنه حقق "انتصاراً كبيراً في إيران" عبر الضربة الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. وذكر ترامب أن الضربة الأميركية دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، مشدداً على أنه "لو لم ندمر المنشآت الإيرانية، لما كان ممكناً التوصل إلى تسوية مع الإيرانيين". وأوضح أن ما حدث في إيران يمثل "دماراً كاملاً للمنشآت النووية"، منتقداً ما وصفها بـ"التقارير الكاذبة" التي تصدرها بعض الشبكات الإعلامية ومنها سي إن إن بشأن تدمير المنشآت الإيرانية. وأفاد ترامب بأن وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران يسير بشكل جيد، وأنه "لن يسمح للإيرانيين بتخصيب أي يورانيوم بعد الآن". وأشار إلى أن "إسرائيل أعادت الطائرات أمس التي كانت تنوي قصف إيران"، مؤكداً أن الضربة الأميركية كانت "ممتازة" ودمرت كل ما لم تتمكن "إسرائيل" من تدميره. وأضاف أن العلاقات مع إيران قد تتطور إلى نوع من التفاهم، لافتاً إلى تواصله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عرض المساعدة في قضية إيران، لكنه طلب منه تركيز الدعم على أوكرانيا بدلاً من إيران. وحول قطاع غزة، قال ترامب إنه "يحرز تقدماً كبيراً بسبب الضربة التي نفذها"، متوقعاً "أخباراً جيدة قريباً" بشأن غزة، ومشيراً إلى أن الضربة الأميركية ستساعد في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك. ونقل عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قوله إن "اتفاقاً بشأن غزة بات قريباً". وفي ملف حلف شمال الأطلسي، أعلن ترامب أنه طلب منذ سنوات من دول الناتو رفع نسبة الإنفاق الدفاعي إلى 5%، وكشف أن هذه الدول سترفع إنفاقها الدفاعي من 2% إلى 5%، معتبراً أن ذلك خطوة مهمة لتعزيز قدرات الحلف الدفاعية.

المركزية
منذ 33 دقائق
- المركزية
في العراق كما لبنان.. الأمن بيد طهران طالما فصائلها مسلّحة!
المركزية - قبل القصف الاميركي لايران فجر الاحد، هدد المسؤول الأمني في "كتائب حزب الله العراقي" أبو علي العسكري، بإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب في حال دخلت الولايات المتحدة في الحرب بين إيران وإسرائيل. وقال في تدوينة على "إكس": نؤكد مجدداً، بلا ريب ستتحول قواعد أميركا في المنطقة إلى ما يشبه ميادين صيد البط، وسيغلق مضيق هرمز وباب المندب، وتتوقف الموانئ النفطية في البحر الأحمر، ناهيك بالمفاجآت التي قد تحدث لطائراتها في السماء. ايضا، ردّ الأمين العام لـ"حركة النجباء" العراقيّة أكرم الكعبي، على تصريح الرّئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"أنّنا نعرف تمامًا مكان اختباء المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي، قائلًا: خبت وخسئت وفي فمك التّراب أيّها المجرم ترامب، فليس لمثلك أن يتوعّد مرجعًا من مراجع الأمّة الإسلاميّة بالقتل! بدوره، حذّر الناطق باسم جماعة "عصائب أهل الحق" جواد الطليباوي من أنهم سيدخلون على خط المواجهة الحالية في حال تدخلت واشنطن. وقال الطليباوي، في بيان: نحذر الإدارة الأميركية من تبعات أي مشاركة عسكرية إلى جانب حليفها الإسرائيلي في استهداف إيران، مضيفاً أن "الحقائق قد انجلت ولم يعد هناك مجال للتراجع". وتابع "نجدد إعلان البيعة والعهد الثابت لنائب الإمام المهدي أرواحنا فداه ولي أمر المسلمين (المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي) وقائد المقاومة ضد الاستكبار العالمي، نقدّم أرواحنا دفاعاً عن الإسلام وأهله ضد المعتدين الصهاينة". اما بعد التدخل الاميركي، فقد اتخذت هذه التهديدات بعدا اكبر، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، حيث كان من غير المستبعد ان يأتي الرد الإيراني الذي هددت به طهران، عبر هذه الفصائل الموالية لها في العراق وان يستهدف قواعدَ الاميركيين في العراق. من هنا، بدأت هذه الاذرع تتحسب لضربات استباقية (إسرائيلية او اميركية) لها، تتابع المصادر، حيث اتخذت إجراءات وقائية على الارض لحماية نفسها، كما ان بغداد باشرت سلسلة اتصالات مع دول القرار ومع طهران والفصائل، لعدم اقحام العراق في الحرب الدائرة ومنع تمدد نيرانها الى اراضيه. هذا الواقع يشبه الى حد كبير، الواقعَ اللبناني اليوم، مع وجود حزب الله، مسلّحا، على اراضيه. لحسن الحظ، الرد الايراني لم يحصل عبر العراق، ونجحت الحكومة العراقية في مساعيها لتحييد بلاد الرافدين عن الحرب التي انتهت فجر الثلثاء. لكن وفق المصادر، فإن شعوب الدول التي لإيران أذرع عسكرية او فصائل مسلّحة فوق اراضيها، ستبقى تعيش كلما تعرضت طهران لاي تهديد، هاجسَ اشتعال اراضيها واهتزاز امنها، ولا حلّ لهذا الوضع غير الطبيعي الا من خلال تجريد هذه القوى من سلاحها بحيث يُحصر بالقوى الشرعية، فهل يلحظ اتفاق وقف النار بين اسرائيل وايران تخلّي الاخيرة عن هذه الاذرع كأدوات مسلّحة؟ على الارجح، نعم، لكن اذا لم يكن الامر كذلك، فإن معاناة شعوب هذه الدول، ستستمر، تختم المصادر.


المركزية
منذ 34 دقائق
- المركزية
الجيش الاسرائيلي: القضاء على الآلية الإيرانية لتحويل الأموال إلى حزب الله
كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر اكس اليوم الاربعاء: "أغارت طائرات سلاح الجو أمس بتوجيه استخباري دقيق في منطقة جنوب لبنان وقضت على هيثم عبد الله بكري، رئيس شبكة "الصادق" للصرافة. وكان المدعو بكري يعمل بوعي كامل مع حزب الله الإرهابي لتحويل الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية للتنطيم". وكشف عن أن "شبكة 'الصادق" للصرافة تُستخدم كبنية تحتية لتخزين وتحويل الأموال بهدف تمويل أنشطة حزب الله الإرهابية، بتمويل وتوجيه من فيلق القدس الإيراني، تُستخدم هذه الأموال لأغراض عسكرية تشمل شراء وسائل قتالية، معدات إنتاج، ودفع رواتب العناصر، إلى جانب تمويل العمليات الإرهابية واستمرار أنشطة حزب الله الإرهابية". كما تابع: "خلال نهاية الأسبوع الماضي، قضى جيش الدفاع في إيران على المدعو بهنام شهرياري، قائد الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس الإيراني والذي كان يدير بشكل حصري اجهزة نقل مئات ملايين الدولارات سنويًا إلى فيلق القدس وأذرعه والتي تضمنت محاور لتحويل الأموال من فيلق القدس إلى حزب الله، عبر تسويات بين مكاتب صرافة في تركيا، العراق، والإمارات مع شبكات صرافة لبنانية. يشكل القضاء على المدعو هيثم بكري وعلى المدعو بهنام شهرياري ضربة قاسية لمسارات تمويل إيران لمنظمة حزب الله الإرهابية".