logo
سقطرى.. جزيرة يمنية تخطف الأنظار بجمالها الفريد وتقاوم اندثار طبيعتها وثقافتها

سقطرى.. جزيرة يمنية تخطف الأنظار بجمالها الفريد وتقاوم اندثار طبيعتها وثقافتها

اليمن الآنمنذ 3 أيام

في أقصى جنوب اليمن، حيث يعانق المحيط الهندي رمال الشواطئ البيضاء، تبرز جزيرة سقطرى كتحفة طبيعية منسية تأسر أنظار من تطأ أقدامهم أرضها. بعيدًا عن أزيز الحروب وصخب المدن، تشكّل سقطرى عالمًا قائمًا بذاته، تزخر بتنوع بيولوجي نادر، وتحتضن ثقافة ضاربة بجذورها في التاريخ، ولغة يتحدث بها سكانها الستون ألفًا، أقدم من العربية نفسها.
لكن الوصول إلى هذه "الفردوس المنعزل" ليس بالأمر السهل. الرحلات الجوية محدودة تنطلق فقط من أبوظبي مرتين أسبوعيًا، في ظل نفوذ إماراتي متزايد على الجزيرة. أما الإقامة، فغالبًا ما تقتصر على التخييم أو فنادق متواضعة في مدينة حديبو. إلا أن رحلات "سقطرى إكسبيديشنز"، التي يديرها الجندي البريطاني السابق شون نيلسون، قدّمت خيارًا آخر: مخيم متنقل فاخر يمتزج بعراقة البيئة المحلية ويشغل العشرات من السكان في تنظيم تجربة فريدة لا تُنسى.
نيلسون، الذي ينسج علاقات وثيقة مع شيوخ القبائل ويرتّب رحلات بعيدة عن المسارات السياحية المزدحمة، يعمل مع لغويين محليين كمرافق ودليل مثل سالم أحمد، في مسعى لحماية لغة سقطرى من الاندثار. على امتداد الرحلة، تنقل الضيوف بين كهوف وممرات جبلية، ومياه فيروزية ووديان خضراء، يعيشون لحظات سحرية يتوسطها فطور يمني على الشاطئ وقهوة تُقدَّم على وقع هدير الأمواج.
في هضبة ديكسام، حيث تقف أشجار دم التنين الشاهقة كشهود على قرون من التاريخ، يستقبل الزوار سليمان المروه، راعٍ محلي ومرشد، وُلد في كهف قريب ولا يزال يعيش متشبثًا بالأرض. يُظهر سليمان كيف تُحصد مادة اللبان الحمراء من الأشجار، ويحذر من تأثير السياحة غير المنضبطة والجفاف والأعاصير على نظام الجزيرة البيئي الهش. رغم تقدمه في السن، يؤسس مشتلًا صغيرًا لحماية هذه الأشجار للأجيال القادمة.
الرحلة إلى سقطرى لا تقتصر على المناظر، بل هي تفاعل مع سكان يملكون إرثًا ثقافيًا وبيئيًا يُخشى عليه من الزوال. من جهود توثيق اللغة السقطرية، إلى الترويج لسياحة مستدامة تحفظ طبيعة الجزيرة وسكانها، تظل سقطرى شاهدًا حيًا على كيف يمكن للجمال النادر أن يكون مهددًا إن لم يُحتضن بوعي ومسؤولية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سقطرى وجهة سياحية طبيعية نادرة تواجه تحديات التنمية والحفاظ على التراث
سقطرى وجهة سياحية طبيعية نادرة تواجه تحديات التنمية والحفاظ على التراث

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

سقطرى وجهة سياحية طبيعية نادرة تواجه تحديات التنمية والحفاظ على التراث

قشن برس- تتزايد أعداد السياح الوافدين إلى جزيرة سقطرى اليمنية التي تشتهر بتنوعها البيولوجي الفريد ومناظرها الطبيعية الخلابة، رغم كونها بعيدة عن أضواء الصراعات على البر الرئيسي. الجزيرة التي تضم نحو 60 ألف نسمة، وما زالت تحافظ على لغتها السقطرية القديمة، تستقطب اليوم عشاق الطبيعة والمصورين ومنصات التواصل الاجتماعي، ما يفتح الباب أمام فرص تنمية سياحية جديدة. ومع ذلك، تبقى الرحلات الجوية محدودة، حيث تغادر طائرتان أسبوعيًا فقط من أبوظبي، ما يحد من أعداد الزوار إلى حوالي 4000 سائح سنويًا. كما يعاني قطاع الإقامة في عاصمة الجزيرة، حديبو، من ضعف البنية التحتية، إذ لا يتوفر سوى فندقين بسيطين، مما يدفع أغلب الزوار إلى الاعتماد على التخييم البسيط. في المقابل، يوفر مخيم فاخر متنقل تجربة سياحية مميزة، مع خيام مجهزة تجهيزًا راقيًا وتنقل بين مختلف أركان الجزيرة. يركز منظمو الرحلات، وعلى رأسهم شون نيلسون، الجندي البريطاني السابق ومؤسس شركة تنظيم الرحلات، على تقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الرفاهية والبساطة، وتعمل على توظيف السكان المحليين والبقاء ضمن سياق الجزيرة الثقافي والبيئي. وتُعد هضبة ديكسام ومواقع أشجار دم التنين العتيقة من أبرز الوجهات التي تستقطب السياح الباحثين عن مشاهد طبيعية استثنائية. لكن التحديات البيئية تزداد مع تراجع معدل الأمطار وتكرار الأعاصير التي تؤثر على الغطاء النباتي، بالإضافة إلى سلوك بعض السياح الذي قد يضر بالمحيط الطبيعي، كما يوضح حارس المنطقة سليمان المروه. وفي هذا السياق، تبذل جهود محلية للحفاظ على التراث النباتي واللغوي، إذ يعمل سالم أحمد، المرشد اللغوي السقطري، على أرشفة اللغة القريبة من الاندثار. تُظهر سقطرى مثالًا حيًا على التوازن الدقيق بين جذب التنمية السياحية والحفاظ على بيئة وتراث فريدين، وسط تحديات تتطلب تعاونًا مستدامًا بين منظمي الرحلات والمجتمعات المحلية والسلطات. المصدر: مجلة فوغ

جزيرة سقطرى اليمنية.. الجنة البعيدة المليئة بالعجائب الطبيعية الخلابة (ترجمة خاصة)
جزيرة سقطرى اليمنية.. الجنة البعيدة المليئة بالعجائب الطبيعية الخلابة (ترجمة خاصة)

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

جزيرة سقطرى اليمنية.. الجنة البعيدة المليئة بالعجائب الطبيعية الخلابة (ترجمة خاصة)

اقترب موعد الصعود إلى الطائرة في مطار أبوظبي، ويمتد طابور الانتظار من البوابة، ويضم حشدًا متنوعًا بشكل ملحوظ. هناك رجال يرتدون أثوابًا بيضاء ناصعة، ونساء يرتدين حجابات حريرية، بالطبع، لكن ينضم إليهم مجموعة أكثر تنوعًا: شباب في العشرينيات من عمرهم يلتقطون صورًا شخصية ويثرثرون بالروسية والإيطالية والأفريقانية؛ وعائلات صينية ترتدي ملابس أنيقة. لمحت متقاعدين أوروبيين يرتدون ملابس كاكي ممسكين بعدسات كاميرات عملاقة، وسيدة بريطانية أنيقة تبدو وكأنها انتُشلت حديثًا من منزلها في نوتينغ هيل. لم يكن هذا الحشد الذي توقعت أن أجده على متن رحلة متجهة إلى اليمن. لكن سقطرى ليست اليمن التي تراها في الأخبار. أقرب إلى الصومال منها إلى صنعاء، وقد نجت هذه البقعة النائية في بحر العرب إلى حد كبير من الحرب الأهلية التي تمزق البر الرئيسي. غارقة في عزلةٍ دامت قرونًا، يتحدث سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة لغةً أقدم من العربية، ويتحدثون عن جزيرتهم كما لو كانت بلدًا مختلفًا تمامًا. وبصفتها مركزًا للتنوع البيولوجي، تضم واحدة من أكثر التجمعات كثافةً في العالم للنباتات والحيوانات البرية المتوطنة، كانت سقطرى في يومٍ من الأيام محميةً لعلماء الآثار الجريئين ومراقبي الطيور المتحمسين. أما الآن، فقد جذبت مناظرها الطبيعية الغريبة ونباتاتها التي تعود إلى العصر الجوراسي جمهورًا جديدًا: مستخدمو إنستغرام الذين يطيرون بالطائرات المسيرة، وينشرون ، يتوقون لجمع أدلة على وجودهم في هذه الجنة. مع ذلك، لا أرى أيًا منهم لأيام. فعلى الرغم من الاهتمام المتزايد، فإن رحلات الطيران المتقطعة، المعروفة برحلاتها المتقطعة، تغادر من أبوظبي (نتيجةً لنفوذ الإمارات العربية المتحدة على الجزيرة) مرتين فقط أسبوعيًا، مما يحدّ من أعداد السياح إلى حوالي 4000 سائح سنويًا. ويشكل السكن عقبة أخرى. حديبو، عاصمة الجزيرة المُغبرة، لا تضم ​​سوى فندقين يُمكن وصفهما بـ"الكافيين". يكتفي معظم المسافرين بمواقع تخييم بسيطة. لكنني لستُ واحدةً منهم. إقامتي - في مخيم فاخر متنقل تُديره شركة رحلات جزيرة سقطرى - تُشبه فندق ريتز بالمقارنة (وتُطابق الأسعار). خيامه الفسيحة مُجهزة بملاءات قطنية، وحمامات خاصة، وصالة مجلس على الطراز البدوي مُغطاة بسجاد منسوج يدوياً ووسائد فارسية. بمساعدة الجمال، وشاحنة بيك آب مُتهالكة، وجهدٍ كبير في التنظيم، ينتقل المخيم عبر بعضٍ من أكثر أركان الجزيرة وحشية. يقود الرحلة شون نيلسون، مؤسس شركة تنظيم الرحلات السياحية، وهو جندي سابق في مشاة البحرية البريطانية، وقد أمضى أشهرًا في البحث عن أفضل المسارات وبرك الأودية في سقطرى. وصل إلى هنا أولًا على متن قارب شراعي من موطنه الجديد في عُمان، حيث نام على سطح قارب مليء بالماعز وبراميل على طراز الكابتن باجواش. قال لي بينما كنا نمرّ بخشخشة عبر الوديان المكسوة بأشجار النخيل في طريقنا إلى موقع تخييمنا الأول: "كان الوصول بالقارب أمرًا رائعًا. بدت الجزيرة من بين الضباب وكأنها سراب - كانت آسرة ورومانسية بشكل لا يُصدق". تردد صدى كلماته في صباح اليوم التالي، عندما فتحتُ خيمتي على وقع هدير الأمواج الخافت وهي تضرب شاطئًا خالٍ على طول الطرف الشرقي للجزيرة. في الأفق، تتهادى كثبان رملية بيضاء ضخمة أسفل منحدرات الحجر الجيري، متوهجة بلون الكهرمان في ضوء الصباح. أسير حافي القدمين نحو البحر الزجاجي، لا أعبر سوى آثار الماعز وسرطانات الناسك بحجم قبضة اليد وهي تجرّ منازلها المستعارة. بعد لحظات، يصل مدير المخيم ومعه قهوة يمنية فرنسية الصنع وفطور من خبز مسطح ساخن مخبوز في القرية أعلى التل. قد تحتوي الصورة على وسائد، ديكورات منزلية، هندسة معمارية، بناء، مأوى، أريكة، أثاث، كوب، وداخل المنزل اتخذت مخيم الشاطئ مقرًا لي، وسأقضي الأيام القليلة القادمة في استكشاف الساحل. يقودني مرشدي، سالم أحمد، عالم لغوي سقطري وقاصّ موهوب بالفطرة، في رحلات مشي إلى كهوف كاتدرائية ومسارات جبلية تتخللها أشجار قناني غريبة وجذوع لبان معقودة تفوح منها رائحة راتنج عطرية، يقول إنها كانت في يوم من الأيام أغلى من الذهب. نسبح في برك وادي بلون اليشم، ونغوص فوق حدائق مرجانية تعجّ بأسماك الفوّار والببغاء. من نتوء صخري قرب خيمتي، أشاهد صبية حفاة يرمون خيوطهم في الأمواج، يصطادون سمك التريفالي الفضي لبيعه لطهاة المخيم مقابل حفنة من الريالات. قد تحتوي الصورة على مشاهد طبيعية، خارجية، بحر، ماء، مناظر طبيعية، سماء، أمواج، ويابسة. حول نار مشتعلة في تلك الليلة، يشرح نيلسون كيف صمم عمليات مخيمه على غرار تلك التي بدأها في عُمان منذ أوائل الألفية الجديدة: رفاهية غامرة، منخفضة التكلفة، تتناسب مع الجزيرة وسكانها، وليس حولهم. يقول، مُلخّصًا سائقي الشاحنات، ورعاة الإبل، والصيادين، والموسيقيين الذين يُساعدونه في رسم ملامح مغامراته: "نحاول أن ننسج أنفسنا في نسيج المكان". ويضيف: "في أي رحلة، نوظف على الأرجح حوالي أربعين شخصًا من المجتمعات المحيطة". كما ساعدته لغته العربية الطليقة على بناء ثقة نادرة مع شيوخ القرى وشيوخ القبائل، الذين يُسلّمونه بدورهم مفاتيح أركان الجزيرة التي لا يستطيع الوصول إليها إلا القليلون. تُكلّل هذه العلاقة بالنجاح بعد بضعة أيام، عندما نتجه إلى هضبة ديكسام، حيث تمتد آلاف أشجار دم التنين العتيقة عبر المرتفعات الوعرة. الطريق إلى الأعلى زاحفٌ كصخريٍّ عبر الغبار والأنقاض، يعجّ بسيارات الدفع الرباعي المتهالكة. بين الحين والآخر، يخرج السياح المجهزون بحاملات ثلاثية القوائم وفساتينهم المنفوشة لالتقاط الصور تحت تيجان الأشجار الشبيهة بالأطباق الطائرة. يُصدر أحد المساعدين تعليماته بالصينية. يبدو على السائق المرافق الملل. لم نتوقف. قد تحتوي الصورة على شخص، وسيلة نقل، مركبة، وسيارة بدلاً من ذلك، قفزنا على طول مجرى وادي جاف، متجاوزين مواقع التخييم التي يستخدمها معظم الزوار، حيث كانت الموسيقى الصاخبة تصدح من مكبر صوت. قطعنا الجزء الأخير سيرًا على الأقدام، وانتهى بنا المطاف في فسحة لم أكن لأجدها لولا شخص مثل نيلسون. استقبلنا صديقه سليمان المروح، حارس المنطقة، عند بداية الطريق مرتديًا شبشبًا وعصا مشي رفيعة. أخبرني أنه وُلد في كهف قريب، ولا يزال يرعى ماعزه بين الأشجار. بينما يُعيد فريق نيلسون تجميع المخيم على منحدر صخري، يُرشدني المروح في جولة حول غابة أشجار دم التنين. أمام شجرة مُعقّدة - قال: "ربما كانت أكبر سنًا من جد جدي" - أخرج شفرةً غير حادة، وشرح كيفية حصاد راتنجها القرمزي، الذي كان ثمينًا في جميع أنحاء العالم القديم، في كل شيء من الطب إلى المكياج إلى درء الجن الشرير. لكن على مدار سبعين عامًا تقريبًا قضاها على الهضبة، شهد ألماروه تغيرًا في المشهد: فقد تضاءل هطول الأمطار، واقتلعت الأعاصير المتكررة مساحات شاسعة من الأشجار. ازدادت أعداد السياح، ولكن بثمن. يقول: "حيواناتي تأكل القمامة التي تتركها وراءها. وبعض [السياح] يتسلقون الأشجار، رغم أننا نطلب منهم عدم القيام بذلك". وهو الآن يعتني بمشتل لأشجار دم التنين في حديقته الخلفية، ويحيطها بسياج دقيق لحمايتها من الماعز المتجول الذي قضم بالفعل الكثير من نباتات الجزيرة. يقول: "لن أعيش لأراها تنمو طويلًا. لكن جدي قال لي: أحب هذه الأشجار أكثر من أطفالك. إنها تمنحنا الحياة". في الأيام التالية، نجد نوعًا مختلفًا من العجائب. يقودنا ألماروه إلى جبال هاجر، متوقفًا بين الحين والآخر ليسمح لنا بالاسترخاء في برك الوادي وتناول التمر الهندي اللذيذ المقطوفة مباشرة من الأشجار. قضينا الليل في مخيم طيران بسيط في مكان أعلى، حيث تنمو أشجار دم التنين بشكل أقل، لكنها تبدو أقدم، وأكثر ارتباطًا بالكتاب المقدس. في الطريق، يشاركنا أحمد أخبارًا عن مشروع يعمل عليه مع نيلسون: أرشيف سمعي للغة السقطرية، التي، في ظل عدم وجود أبجدية مكتوبة وتنامي التأثير العربي في الجزيرة، معرضة لخطر الاندثار خلال جيل. قد تحتوي الصورة على: مناظر طبيعية، طبيعة، هواء الطلق، نباتات، أشجار، مناظر طبيعية، برية، حقول، مراعي، سماء، نباتات وتربة بعد أسبوع، عدتُ إلى مطار حديبو الصغير، لأشاهد نفس المجموعة الغريبة تتشكل مرة أخرى. بعضهم يُعدّل فيديوهات تيك توك، وآخرون يقفون لالتقاط صورهم الأخيرة على أرض سقطرى، مُستعدين لإطلاق ذكرياتهم على الخوارزمية لجذب المزيد من الزوار بلا شك - ومعها، التطور - في أعقابهم. عالم فوغ بين يديك كن في طليعة عالم الموضة مع تطبيق فوغ الجديد كليًا والمجاني. دعوة للعمل: حمل التطبيق أتمنى فقط أن يُنصتوا. إلى نيلسون، الذي يُرسي نموذجًا لسياحة راقية أكثر وعيًا؛ وإلى أحمد، الذي يُحافظ على لغته قبل أن تندثر. وإلى ألماروه، الذي لا يتقن الإنجليزية إطلاقًا، لكنه سيحرص على فهم الجمال الهشّ الذي على المحك. يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا *ترجمة خاصة بالموقع بوست

سقطرى.. جزيرة يمنية تخطف الأنظار بجمالها الفريد وتقاوم اندثار طبيعتها وثقافتها
سقطرى.. جزيرة يمنية تخطف الأنظار بجمالها الفريد وتقاوم اندثار طبيعتها وثقافتها

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

سقطرى.. جزيرة يمنية تخطف الأنظار بجمالها الفريد وتقاوم اندثار طبيعتها وثقافتها

في أقصى جنوب اليمن، حيث يعانق المحيط الهندي رمال الشواطئ البيضاء، تبرز جزيرة سقطرى كتحفة طبيعية منسية تأسر أنظار من تطأ أقدامهم أرضها. بعيدًا عن أزيز الحروب وصخب المدن، تشكّل سقطرى عالمًا قائمًا بذاته، تزخر بتنوع بيولوجي نادر، وتحتضن ثقافة ضاربة بجذورها في التاريخ، ولغة يتحدث بها سكانها الستون ألفًا، أقدم من العربية نفسها. لكن الوصول إلى هذه "الفردوس المنعزل" ليس بالأمر السهل. الرحلات الجوية محدودة تنطلق فقط من أبوظبي مرتين أسبوعيًا، في ظل نفوذ إماراتي متزايد على الجزيرة. أما الإقامة، فغالبًا ما تقتصر على التخييم أو فنادق متواضعة في مدينة حديبو. إلا أن رحلات "سقطرى إكسبيديشنز"، التي يديرها الجندي البريطاني السابق شون نيلسون، قدّمت خيارًا آخر: مخيم متنقل فاخر يمتزج بعراقة البيئة المحلية ويشغل العشرات من السكان في تنظيم تجربة فريدة لا تُنسى. نيلسون، الذي ينسج علاقات وثيقة مع شيوخ القبائل ويرتّب رحلات بعيدة عن المسارات السياحية المزدحمة، يعمل مع لغويين محليين كمرافق ودليل مثل سالم أحمد، في مسعى لحماية لغة سقطرى من الاندثار. على امتداد الرحلة، تنقل الضيوف بين كهوف وممرات جبلية، ومياه فيروزية ووديان خضراء، يعيشون لحظات سحرية يتوسطها فطور يمني على الشاطئ وقهوة تُقدَّم على وقع هدير الأمواج. في هضبة ديكسام، حيث تقف أشجار دم التنين الشاهقة كشهود على قرون من التاريخ، يستقبل الزوار سليمان المروه، راعٍ محلي ومرشد، وُلد في كهف قريب ولا يزال يعيش متشبثًا بالأرض. يُظهر سليمان كيف تُحصد مادة اللبان الحمراء من الأشجار، ويحذر من تأثير السياحة غير المنضبطة والجفاف والأعاصير على نظام الجزيرة البيئي الهش. رغم تقدمه في السن، يؤسس مشتلًا صغيرًا لحماية هذه الأشجار للأجيال القادمة. الرحلة إلى سقطرى لا تقتصر على المناظر، بل هي تفاعل مع سكان يملكون إرثًا ثقافيًا وبيئيًا يُخشى عليه من الزوال. من جهود توثيق اللغة السقطرية، إلى الترويج لسياحة مستدامة تحفظ طبيعة الجزيرة وسكانها، تظل سقطرى شاهدًا حيًا على كيف يمكن للجمال النادر أن يكون مهددًا إن لم يُحتضن بوعي ومسؤولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store