logo
مساعد وزير الخارجية الفلسطينى للأمم المتحدة لـ«البوابة نيوز»: غزة لا تُباع ولاتُشترى.. وعلى أمريكا ألا تتعايش مع أحلام وأوهام ثُلة من المُجرمين يديرون إسرائيل.. فيديو

مساعد وزير الخارجية الفلسطينى للأمم المتحدة لـ«البوابة نيوز»: غزة لا تُباع ولاتُشترى.. وعلى أمريكا ألا تتعايش مع أحلام وأوهام ثُلة من المُجرمين يديرون إسرائيل.. فيديو

البوابة١٨-٠٢-٢٠٢٥

السفير د. عمر عوض الله مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأمم المتحدة في حوار لـ «البوابة نيوز»:
أقولها لترامب.. غزة لأهلها ولشعبها
إسرائيل تديرها ثُلة من الفاشية المُجرمين هدفهم إبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم قسرًا
الشعب الفلسطينى لن يُهجر من قطاع غزة لأى مكان فى العالم.. ومتمسك بدياره الأصلية فى 48
التهجير القسري للفلسطينيين إرهاب وترهيب واعتداء سافر لا يمكن قبوله
الولايات المتحدة مُتهمة بجريمة التواطؤ في الإبادة الجماعية للفلسطينيين
تهجير الفلسطينيين تخريب متعمد لمُعادلة الأمن القومى العربى
على أمريكا ألا تتعايش مع أحلام وأوهام ثُلة من المُجرمين يديرون إسرائيل
لا نُقيم وزنًا لتصريحات الإدارة الأمريكية عن التهجير.. وأصحاب الأرض لن يُغادروها
بدون إقامة دولة وإعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه لن يكون هناك أمن فى المنطقة والعالم
لا تزال أزمة تصريحات وتهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تتصدر المشهدين الفلسطينى والعربي، فما إن توصلت جهود الوسطاء لاتفاق وفق إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بعد أكثر من 15 شهرًا من عدوانٍ غاشم أباد البشر والحجر وأدى لارتفاع عد الشهداء لأكثر من 48 ألف شهيد وما يزيد على 11 ألف مصاب، ليخرج «ترامب» بتصريحات وصفت بـ «الجنون»؛ إثر مُقترح لتهجير أهالى القطاع لـ«مصر والأردن» أو إقامة دولة جديدة للغزاوية بالمملكة العربية السعودية، وتحويل غزة لـ«ريفييرا الشرق الأوسط» بعد إخراج أهلها وبسط السيطرة الأمنية على القطاع بتحكم إسرائيلى كامل.
مُقترح ترامب لقى قبولًا وتشجيعًا واسعين من قبل الحكومة الإسرائيلية؛ بعد أن أشار نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى أن «ترامب هو الصديق الأعظم لإسرائيل فى تاريخ البيت الأبيض»؛ إضافة إلى رفض إسرائيل سلطة المحكمة الجنائية الدولية. «المقترح المجنون» لقى رفضًا قاطعًا عربيًا ودوليًا، وأكدت المقاومة أن الفلسطينيين سيظلون متمسكين بأرضهم ووطنهم، ولن يقبلوا بأى حل ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال؛ وهو ما أكدت عليه مصر والأردن بضرورة البدء الفورى لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
«البوابة» حاورت السفير د. عمر عوض الله، مساعد وزير الخارجية الفلسطينية للأمم المتحدة، للوقوف على آخر التحركات الدبلوماسية والحكومية لدعم استمرار وقف إطلاق النار واستمرار تهدئة الأوضاع ودفع خطة الإعمار للأمام؛ مؤكدًا رفض خطة ترامب وأن الشعب الفلسطينى لن يُهجر من قطاع غزة لأى مكان فى العالم سوى إلى دياره الأصلية التى هُجر منها فى 48.. وإلى نص الحوار..
حوار الصحفي احمد الساعاتي مع عمر عوض الله مساعد وزير الخارجية الفلسطيني
■ ماذا عن الأوضاع فى غزة والضفة الغربية تحديدًا بعد وقف إطلاق النار؟
- كنا متوقعين أن الأوضاع فى غزة ستظهر صعوبتها أكتر بعد وقف إطلاق النار، وأن الألم الحقيقى سيظهر بعد رؤية الكم الهائل من الدمار والإبادة الجماعية للأهالي على مدار أكثر من ١٥ شهرًا فى قطاع غزة.
الأوضاع صعبة جدًا فى قطاع غزة؛ حتى المساعدات التى تدخل لا تكفى شيئًا؛ هناك أكثر من ٢ مليون فلسطينى بالقطاع تقطعت بهم سبل الحياة وبسبب تدمير كل مناحى الحياة وحتى البنية الاجتماعية والتحتية.
الآن الأوضاع كارثية؛ وأهالى غزة الذين عادوا إلى بيوتهم فى الشمال شاهدون على عدوان إسرائيل الغاشم الذى مسح وأباد كمًا هائلا من المنازل وأصبحت منطقة الشمال مدمرة بالكامل؛ ورغم كل هذا؛ أهالى غزة مصممون على العودة لديارهم المدمرة؛ والتفكير فى إعادة الحياة مرة أخرى والإغاثة هو الشاغل الأهم لحكومة الدولة الفلسطينية والقفز سريعًا فى التعافي وإعادة الإعمار.. لا نريد الإطالة فى مرحلة الإغاثة أكثر من البدء فى العمل السريع لإعادة الحياة ومحو آثار الدمار والغراب الذى خلفه الاحتلال الإسرائيلي.
ما أقوله هو تأكيد على فكر وعقيدة الشعب الفلسطيني الرافض للتهجير والخروج من الأرض والرافض لاستمرار الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة.
■ هناك تعكير لوقف إطلاق النار وتبادل الأسر؟
- إسرائيل تحاول أن تلعب بقضية وقف إطلاق النار وقولنا منذ اليوم؛ وأن قرار وقف إطلاق النار لابد أن يستند لقرار «٢٧ -٣٥ لمجلس الأمن»؛ والذى تحدث بوضوح عن قرار وقف إطلاق نار دائم وشامل ومستدام؛ لأنه لا يمكن أن تكون الإغاثة والتعافى وإعادة الإعمار بدون أن يكون هناك وضوح لوقف إطلاق النار فى غزة.
والآن نرى جميعًا أن إسرائيل تحاول أن تعكر اتفاق وقف إطلاق النار؛ وبدأت تشعل أنه يتم تشجيعها على أعلى المستويات للاستمرار فى حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني؛ خاصة وأن الإبادة والتهجير القسرى هما برنامج الحكومة الإسرائيلية الفاشية؛ وأى أزمة جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو تأخير دخول المساعدات فهى مسئولية الحكومة الإسرائيلية؛ فهى تريد أن تكمل جرائمها بعد أن شعرت لديها تشجيع من بعض الجهات الدولية.
■ لماذا اختيار هذا التوقيت بشأن خطة التهجير؟
- الإدارة الأمريكية تستطيع أن تطرح ما تريد فى أى وقت؛ ولكن نحن كفلسطينيين وعرب؛ لينا الحق أيضًا فى الرفض أوالقبول، وبالفعل تم رفض المخطط وإعلان ذلك؛ ولكن من الواضح أن هناك تسوقًا مع المشروع الإسرائيلى مع حكومة اليمين الفاشية الإسرائيلية؛ ونؤكد أن التهجير جريمة والشعب الفلسطينى لم يذهب أو يوافق على جريمة التهجير قسرًا.
وإن أراد الشعب الفلسطيني أن يهاجر من قطاع غزة فإنه سيعود إلى دياره الأصلية التى شرد وهجر منها فى عام ١٩٤٨ «٧٠٪ من أهالى قطاع غزة وهم من اللاجئين» عائلتنا التى عادت من جنوب القطاع إلى شماله قطعت أكثر من ٣٠ كيلومترًا سيرًا على الأقدام؛ لذلك إن تمت الموافقة على الهجرة فإنها سوف تكون للديار الأصلية التى شرد منها الشعب فى ٤٨.
على الإدارة الأمريكية أن تعى وتعرف جيدًا أن الشعب الفلسطينى إلى جانب أنه لم يهجر لن يترك أرضه؛ فنفس الشعب لا يقبل أن ترتكب ضده جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية بأى شكل من الأشكال بالمخالفة للقانون الدولي؛ فالشعب الفلسطينى لا ينساق مع المشاريع التى تخرب وتدمر القانون الدولي.. نؤكد أن التهجير القسرى إرهاب وبأى شكل هو جرائم ضد الإنسانية، وهذا مرفوض قولا وعملا، مرفوض رفضًا قاطعًا؛ والموقفان العربى والدولى بكل وضوح رفضا هذا الكلام؛ ونحن لا نقيم وزنًا لهذا الحديث، نعم نتعامل معه بشكل جدى وهناك قمة عربية مزعم إقامتها فى الـ٢٧ من الشهر الجار من أجل الإجابة عن هذا الأمر.
■ ماذا ينتظر الشعب الفلسطينى من القمة العربية؟
- الإجماع العربى الموحد هام جدًا بشأن القضية الفلسطينية؛ باعتبارها القضية المركزية للعرب، وهذا ما شهدناه من المواقف الهامة التى عبرت عنها الدول الأشقاء «مصر والسعودية والأردن» وغيرها، بشأن رفض التهجير الفلسطينى من أرضه واعتباره أمنا قوميا عربيا، وهو تخريب فى معادلة الأمن القومي العربي وهو ما يجب أن يتفهمه كل الاعبين الدوليين بما فيهم الإدارة الأمريكية ويجب ألا تتساوى مع أحلام وأوهام ثلة من المجرمين الذين يديرون إسرائيل فى هذا التوقيت؛ فالقمة العربية فى هذا التوقيت لتعيد تعزيز وتمكين وتصليب الموقف العربى أمام العالم بشأن القضية الفلسطينية، ومن المؤكد أن تعكس هذه المواقف لتكون مخرجًا من أعلى مستوى عربى ترفض وتقول لا للتهجير لا للضم لا للإبادة الجماعية؛ وأنا بدون دولة فلسطين في المنطقة وإعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه لن يكون هناك لا أمن فى المنطقة ولا فى العالم ويجب أن يكون هذا الأمر واضحًا؛ أضف إلى ذلك الرسائل الكثيرة المعلنة بأنه لن يكون هناك تطبيع مع سلطة الاحتلال دون أن يكون هناك دولة فلسطين مستندة لقواعد القانون الدولي، وأن تكون الدول قابلة للحياة ليس تحت وصاية الاحتلال الاسرائيلى ويحقق الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير.
■ ماذا عن تواصل الحكومة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟
- تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تهجير الفلسطينيين ليست مستفزة فقط.. بل هى مرفوضة جملة وتفصيلا ولا خطوة للخلف بشأن قضية تهجير الشعب الفلسطينى أو ضمة أو تأخير أى شيء من حقوق أبناء الشعب الفلسطيني.
كان هناك اتصال بين السلطة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية مع بدء توليها السلطة الجديدة؛ وكان الاتصال جديًا وواعدًا تحدثت الرئاسة الفلسطينية مع الرئيس ترامب تحدث فيه عن الدولة الفلسطينية وحقوق شبعها ومستقبل السلام الذى نريد أن ننظر إليه استنادًا الى قواعد القانون الدولي.
نحن على كامل الاستعداد والعمل مع الإدارة الأمريكية لكى يكون هناك وضوح حول آلية تنفيذ حل الدولتين استنادًا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني بشكل عام، وأي خطاب أو نقاش أو حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية عن تهجير الفلسطينيين غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلًا ويدعوا لاختراع جديد فى مرجعيات عملية السلام والمرجعية السياسية لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى ونؤكد على ذلك ونثبته.
■ كيف ترى حديث ترامب بشأن امتلاك غزة.. وكأنه يتحدث عن سلعة للبيع والشراء؟
- غزة ليست سلة للبيع أو الشراء.. غزة لأهلها وشعبها ودولتها المعترف بها من أكثر من ١٤٩ دولة وليس هكذا تدار العلاقات الدولية، وإذا الإدارة الأمريكية جاهزة للتحدث معنا استنادًا على قوانين المجتمع الدولى والإرث الذى وضعه المجتمع الدولى بعد الحرب العالمية الثانية فنحن أيضًا جاهزون للانخراط بكل نوايا حسنة؛ أما إذا كانت الإرادة العودة لما قبل الحرب العالمية الثانية فهذا أمرض مختلف؛ فالعالم ارتضى القانون الدولى كأساس لحل النزاعات الدولية، ونحن متمسكون بالقوانين الدولية، ونقول ونؤكد أن غزة ليست سلعة تباع وتشترى والشعب الفلسطيني باق وصامد فيها وسيكمل حياته بها كما بدأها أجداده الكنعانيون قبل ذلك.
■ ماذا عن تهديد ترامب بشأن تسليم الأسرى وتحويل غزة لجحيم؟
- هناك وسطاء دوليون فى موضوع وقف إطلاق النار ويديرون هذا الأمر، هناك اتفاق وضمانة ما بين الأطراف الوسطاء بما فيهم مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية نفسها؛ لذلك الأهم استمرار هذا الوساطات وتنفيذ الأطراف لما تم الاتفاق عليه وليس القفز على الاتفاق وعدم تنفيذه.
لغة التهديد والوعيد التى سمعناها من ترامب ليست اللغة الصحيحة التي يتم استخدامها فى تنفيذ الاتفاقيات ما بين الجهات الدولية التى لها وزنها وكبيرة. فتهديدات ترامب تدعم وتشجع إسرائيل في استمرار ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني؛ خاصة وأن الولايات المتحدة متهمة بجريمة التواطؤ فى الإبادة الجماعية، هذا المخزون العسكرى التى استخدمته إسرائيل على أبدان الشعب الفلسطينى فى الإبادة الجماعية سلاح أمريكي؛ وهناك تقارير قالت: «إن أمريكا مولت الحرب ضد الشعب الفلسطينى بأكثر من ٧٠٪، فهل نستطيع أن نقول إن الإدارة الأمريكية تشن حربًا ضد الشعب الفلسطينى وعلى الإدارة الأمريكية الجديدة توطيد علاقتها بالمجموع العربى والإسلامى وعدم الانحياز لأطراف على حساب الشعب الفلسطيني. وأعتقد الأمر يحتاج إلى تقييم من جديد والحديث بلغة مختلفة بعيدًا عن التهديد والوعيد فنحن الآن فى قرن لا يعتمد لغة القوة إلا إذا كان هناك تغيير فى قواعد اللعبة على المستوى العالمي».
■ بما أنك مساعد لوزير الخارجية الفلسطينية للأمم المتحدة.. كيف ترى المنظمة الأممية بشأن ما يحدث فى فلسطين؟
- الأمم المتحدة موقفها واضح وصريح بشأن التهجير وأنه جريمة حرب، وقضية التهجير قسرًا هو أكثر شيء حذرنا منه منذ بداية العدوان قبل أكثر من ١٥ شهرًا وطالبنا بوضع كل السبل لمنع التهجير القسري، وإسرائيل قامت بارتكاب كل أنواع الإبادة الجماعية، ومن بينها تجويع وتعطيش الشعب الفلسطيني، ولكن كان موقف الأمم المتحدة واضحًا ضد الجرائم الإنسانية، ولا أرى أن لهجة الإدارة الأمريكية صحيحة فى الوقت الراهن وأن التعامل مع حقوق الشعوب على أنها سلع تباع أو تشترى.
■ ما الذى يجعل وقف إطلاق الناس ثابتًا ومستدامًا؟
- أولًا ربط اتفاق وقف إطلاق النار بقرار الأمن والأمم المتحدة، وصلابة الموقف العربى لدعم القضية الفلسطينية؛ وإدخال المساعدات الكافية بأسرع وقت ممكن والقفز سريعًا للحديث عن إعادة إعمار غزة؛ إلى جانب إطلاق أفق سياسى واضح لتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني؛ لأن سبب كل ما حدث إصرار الحكومة الإسرائيلية على منع حقوق الشعب الفلسطيني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غصن الزيتون الأمريكي.. هكذا توقفت الهجمات الإسرائيلية على سوريا
غصن الزيتون الأمريكي.. هكذا توقفت الهجمات الإسرائيلية على سوريا

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

غصن الزيتون الأمريكي.. هكذا توقفت الهجمات الإسرائيلية على سوريا

في تصريح لافت أبدى مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا توماس باراك بالخطوات الجادة التي اتخذتها الإدارة السورية فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، وكذلك العلاقات مع إسرائيل، ما يشير إلى تطورات لافتة بدأت ملامحها تتضح شيئاً فشيئاً عقب لقاء دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع في الرياض خلال جولة خليجية. ومن الملاحظ أن الغارات الإسرائيلية توقفت تقريباً، منذ لقاء الشرع وترامب، بينما بلغت خلال الأشهر التي تلت الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار أكثر من 700 هجوم، تمثل أحدها في غارة على بعد أقدام قليلة من القصر الرئاسي في دمشق. ترامب يقلب عقوداً من السياسة الأمريكية لكن بعد أيام قليلة من الغارة الجوية الإسرائيلية في 2 مايو/ أيار قرب القصر الرئاسي السوري، قلب ترامب عقوداً من السياسة الخارجية الأمريكية رأساً على عقب باجتماعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وإعلانه عن خطط لرفع جميع العقوبات المفروضة على البلاد. وقال الرئيس الأمريكي: إن لدى الشرع «فرصة حقيقية لاستعادة توازن سوريا، بعد حرب مدمرة دامت قرابة 14 عاماً. ويقول مراقبون: إنه لقاء ترامب والشرع في 14 مايو/ أيار، قوّض مساعي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتشددة لاستغلال حالة عدم الاستقرار في سوريا. وقبل اللقاء كان نتنياهو وكبار مساعديه في إسرائيل عازمين على حرمان الحكومة السورية الجديدة من الوصول إلى مجموعة واسعة من الأسلحة الثقيلة التي تعود لفترة حكم الأسد. وتؤكد كارميت فالنسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي، أن «الجزء الأكبر من الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية كان يستهدف أسلحة استراتيجية كانت بحوزة الجيش السوري السابق»، مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية تبدو الآن وكأنها بدأت في إيجاد طرق لتجنب المزيد من المواجهة. وأضافت أن «كل هذا يشير إلى مسعى لتجنب الصراع والتصعيد، بل الاستعداد لفتح حوار مع الإدارة السورية الجديدة». وبحسب عدد من الخبراء، فإن «غصن الزيتون» الذي قدمه ترامب للإدارة السورية من شأنه أن يعقد الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا، ويمثل أحدث مثال على كيفية إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط. ويقول يعقوب أميدرور، وهو مستشار سابق لنتنياهو: «ما لا نريده في سوريا هو نسخة أخرى من الحوثيين»، لكن الرئيس الشرع أكد مراراً أن بلاده سئمت الحروب، ويريد أن يرأس نظاماً مستقراً وأن يكون شريكاً موثوقاً به للدول الغربية. تنديد بالهجمات الإسرائيلية الحجم الهائل ونطاق الهجمات الإسرائيلية على سوريا أثار انتقادات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقى الشرع في منتصف مايو/ أيار. وقال ماكرون عن إسرائيل: «لا يمكنكم ضمان أمن بلدكم من خلال انتهاك السلامة الإقليمية لجيرانكم». وحتى إن بعضهم داخل إسرائيل يقولون: إن الحملة العسكرية المنظمة لن تكون مفيدة لإسرائيل على المدى الطويل. وأشار تمير هايمان، رئيس الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي، إنه يشعر بالقلق من أن تؤدي الضربات إلى خلق التطرف الذي تريد إسرائيل ردعه. وأضاف: «يجب علينا إعادة النظر في كل تلك المهام التي نقوم بها». مبررات إسرائيل للهجمات على سوريا وفي العلن، برر المسؤولون الإسرائيليون هجماتهم على سوريا، بعدة عوامل، في مقدمتها الدفاع عن الأقلية الدرزية بعد هجمات من قبل مسلحين، حيث لديها ارتباطات بالدروز في إسرائيل والبالغ عددهم نحو 150 ألف درزي، كما أنهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي ويشاركون في الحياة السياسية. ويتمركز الدروز السوريين في منطقة السويداء ذات الموقع الاستراتيجي في الجنوب الغربي السوري بالقرب من إسرائيل، ومؤخراً قامت وفود منهم بزيارات إلى إسرائيل. وفي أواخر شهر إبريل/ نيسان، عندما اندلعت اشتباكات طائفية عنيفة، عرضت إسرائيل تقديم المساعدة للدروز، واعتبر بعض المراقبين أن الغارة قرب القصر الرئاسي بدمشق كانت بمنزلة رسالة لضرورة حمايتهم. لكن يرى مراقبون أن الدوافع وراء مئات الضربات الإسرائيلية على سوريا خلال الأشهر الأخيرة تتجاوز ملف الدروز، حيث أدت الهجمات إلى تدمير البحرية السورية، والطائرات المقاتلة، والطائرات من دون طيار، والدبابات، وأنظمة الدفاع الجوي، ومصانع الأسلحة، ومجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف في جميع أنحاء البلاد. ويقول خبراء عسكريون: إن جزءاً من الدافع وراء الضربات الإسرائيلية كان رغبة نتنياهو في تأمين الأجزاء من جنوب غرب سوريا الأقرب إلى مرتفعات الجولان، وهي هضبة استراتيجية احتلتها إسرائيل عام 1967 ثم ضمتها لاحقاً. وبعد سقوط نظام الأسد، سيطرت القوات الإسرائيلية أيضاً على المزيد من الأراضي السورية إضافة إلى خلافات تركية إسرائيلية بشأن الملف السوري. ولكن ربما تكون جهود الولايات المتحدة للتقارب مع سوريا هي التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إحباط الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في سوريا. وقال ترامب خلال جولته الخليجية الشهر الجاري: إنه يأمل أن تنجح الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار والحفاظ على السلام. وأضاف: «لقد نالوا نصيبهم من المآسي والحروب والقتل. ولهذا السبب اتخذت إدارتي بالفعل الخطوات الأولى نحو استعادة العلاقات الطبيعية».

غضب واسع.. مؤامرة سرية في كليات عسكرية للتمرد على أوامر ترامب
غضب واسع.. مؤامرة سرية في كليات عسكرية للتمرد على أوامر ترامب

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

غضب واسع.. مؤامرة سرية في كليات عسكرية للتمرد على أوامر ترامب

واجهت كليات عسكرية أمريكية مرموقة ردود فعل غاضبة وسريعة بعد الكشف عن استخدام وسائل سرية لمناقشة كتب وقضايا حظرتها إدارة الرئيس ترامب. وكشفت تقارير عن قيام طلاب وأساتذة في الأكاديمية البحرية الأمريكية بإنشاء حسابات بريد إلكتروني خاصة - غير خاضعة للرقابة الحكومية - لتبادل أفكار حول قضايا حساسة مثل "نظرية العرق النقدية" متحدين بذلك القيود الصارمة التي فرضتها الإدارة على المناهج التعليمية العسكرية. رقابة ممنهجة وأدوات ذكاء اصطناعي لتنقية المحتوى خلال حملة ترامب لـ"تنقية" المناهج من المفاهيم التي يراها "مُسببة للانقسام"، طُلب من الأساتذة تمرير أبحاثهم عبر أنظمة ذكاء اصطناعي لفحصها قبل النشر، مع وضع قائمة سوداء تضم كلمات ممنوعة مثل "الحاجز" و"أسود" و"الاختلافات الثقافية". كما أُمر الأساتذة بتدريس الطلاب أن "الولايات المتحدة ووثائقها التأسيسية هي القوة الأكثر إيجابية في تاريخ البشرية"، وفقًا لمذكرة رسمية صادرة عن وزير الدفاع بيت هيغسيث، أحد أبرز مؤيدي ترامب. احتجاجات داخل الصفوف: "نحن نفشل طلابنا" عبّر أساتذة عن تململهم من هذه السياسات، معتبرين أنها تقوّض مهمتهم التعليمية. وقال أحدهم لصحيفة "واشنطن بوست"، رافضا ذكر اسمه خوفًا من العقوبات: "وظيفتنا إعداد ضباط قادرين على القيادة بوعي. كيف ننجح في ذلك إذا أخفينا حقائق تاريخية أو روجنا لأكاذيب؟". وأضاف أن بعض الطلاب يشعرون بالارتباك تجاه مستقبلهم العسكري في ظل سياسات تُجبرهم على الاختيار بين الولاء للأوامر والالتزام بضمائرهم، حيث نصحهم أستاذ آخر: "إذا تلقيتُم أمرًا تعتقدون أنه غير قانوني، فارفضوه ولا تساوموا على مبادئكم". استقالات رمزية وتصعيد الاحتجاج تصاعدت حدة الاحتجاجات مع استقالة غراهام بارسونز، الأستاذ في قسم الفلسفة بأكاديمية ويست بوينت، احتجاجًا على إلغاء برامج التنوع والمساواة والشمول. ووصف بارسونز في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الوضع الحالي للجيش بأنه "مُربك"، قائلًا: "كنا نناقش علنًا مشاكل العنصرية والتمييز الجنسي، أما الآن فلا يُسمح حتى بالإشارة إليها". وأكد أن استقالته جاءت بسبب عجزه عن التدريس بضمير حي في ظل مناخ "يُجرم الحقيقة". وفي خطابٍ استفزازي خلال حفل تخريج دفعة جديدة من ويست بوينت، هاجم ترامب ما وصفه بـ"الملهيات الليبرالية" داخل الجيش، معلنًا عزمه إلغاء كل البرامج الداعمة للمتحولين جنسيًا وبرامج العدالة الاجتماعية. وقال: "مهمة الجيش هي سحق أعداء أمريكا، وليس تنظيم عروض تنكرية أو تغيير ثقافات الشعوب"، في إشارة إلى عروض "الدراغ" التي كانت تُقام في القواعد العسكرية قبل إيقافها بإدارة بايدن. كما اتهم الحكومات السابقة بـ"إهدار موارد الجيش في مشاريع اجتماعية"، مؤكدًا سعيه لـ"تطهير" المؤسسة العسكرية من الأفكار "المنحرفة" وفق تعبيره. جيشٌ على مفترق طرق وتُظهر هذه الأزمة الانقسام العميق داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية بين رؤية ترى في التنوع والتحليل النقدي أدوات لتطوير الجيش، وأخرى تُصر على تحويله إلى آلة حرب "خالية من الشوائب الأيديولوجية". ويحذر منتقدو سياسات ترامب من أن قمع النقاش حول قضايا مثل العنصرية والعدالة قد يُنتج جيلًا من الضباط غير قادر على فهم تعقيدات العالم الذي يُكلَّفون بالتعامل معه، مما قد يُهدد – على المدى البعيد – مصداقية الجيش وقدرته على تجنيد كفاءات متنوعة. aXA6IDgyLjI1LjIwOS4xMDIg جزيرة ام اند امز FR

صندوق ثروة سيادي مشترك بين أمريكا واليابان.. حل مبتكر لفض الاشتباك التجاري
صندوق ثروة سيادي مشترك بين أمريكا واليابان.. حل مبتكر لفض الاشتباك التجاري

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

صندوق ثروة سيادي مشترك بين أمريكا واليابان.. حل مبتكر لفض الاشتباك التجاري

اقترح مؤسس شركة سوفت بنك، ماسايوشي سون، فكرة إنشاء صندوق ثروة سيادي مشترك بين الولايات المتحدة واليابان، على أن يكون الهدف منه هو القيام باستثمارات واسعة النطاق في مجالي التكنولوجيا والبنية التحتية عبر الولايات المتحدة. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن ثلاثة أشخاص مطلعين أنه تم طرح الفكرة على أعلى المستويات السياسية في واشنطن وطوكيو وقد تصبح نموذجًا لحكومات أخرى لتشكيل علاقات استثمارية أوثق مع الولايات المتحدة. والخطة، التي نوقشت مباشرة بين سون ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وجرى عرضها على شخصيات حكومية بارزة أخرى في كلا البلدين، لم تتبلور بعد إلى اقتراح رسمي، وفقًا للمصادر. لكن فكرة الصندوق المشترك طُرحت عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي يقترب فيه المفاوضون اليابانيون وإدارة ترامب من التوصل إلى اتفاق تجاري. وقد تمسكت اليابان بموقفها الذي يدعو إلى إلغاء الرسوم الجمركية بالكامل، بينما أوضحت الولايات المتحدة أنها لن تنزل عن "الحد الأدنى" للرسوم الجمركية وهو 10%. لكن بعد مكالمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا يوم الجمعة، قال الأخير لوسائل الإعلام المحلية إنه يتوقع الآن أن يكون الاجتماع المخطط له بينهما على هامش قمة مجموعة السبع في كندا في منتصف يونيو/حزيران "نقطة تحول" في المفاوضات. الخطة وبموجب الهيكل المقترح لصندوق الثروة، ستكون وزارة الخزانة الأمريكية ووزارة المالية اليابانية مالكين ومشغلين مشتركين للصندوق، لكل منهما حصة كبيرة. ثم سيتم فتح المجال أمام مستثمرين آخرين كشركاء محدودين، وقد يُعرض على الأمريكيين واليابانيين العاديين فرصة لامتلاك حصة. وبحسب المصادر، فإن الصندوق، ليكون فعالًا في طموحاته الاستثمارية، يجب أن يكون "ضخمًا" — مع رأس مال ابتدائي محتمل قدره 300 مليار دولار، ثم يتم تعزيزه بالتمويل بالديون بشكل كبير. وستكمن جاذبية الصندوق المشترك في قدرته على توفير تدفق للإيرادات لكلا الحكومتين. وقال شخص مطلع على الوضع: "النظرية هي أن بيسنت يبحث عن مصادر إيرادات لوزارة الخزانة لا تتضمن رفع الضرائب، ومهما بدت فكرة الصندوق المشترك بعيدة، إلا أنها من الناحية النظرية توفر ذلك"، وأضاف أن الفكرة عُرضت كخطوة واضحة عن الاستراتيجيات السابقة. وأضاف الشخص أنه يعتقد أن بيسنت "يريد شيئًا يمكن أن يصبح نموذجًا أوليًا لهندسة مالية جديدة بين الدول، بينما تريد اليابان اتفاقية مُحكمة الحوكمة تحميها من القرارات الارتجالية للسياسة في المكتب البيضاوي." وفي الماضي، كانت الحكومة الأمريكية، أو الولاية الفردية، تقدم حوافز ضريبية للمستثمرين المباشرين الكبار لبناء مصانع أو مشاريع بنية تحتية. وكان التوقع من وراء تلك الاستراتيجية أن تحصل الحكومة في النهاية على ضرائب بشكل غير مباشر. لكن الاستثمار الذي يقوم به الصندوق المشترك المقترح سيحقق أرباحًا مباشرة تتناسب مع الاستثمار الأصلي. دور سون وسون مقرب من ترامب وكان زائرًا بارزًا لمنزل الرئيس المنتخب في مارالاغو في ديسمبر/كانون الأول. وقد كان محوريًا في اقتراح الصندوق المشترك، وفقًا للمصادر. وقد يأمل سون في النهاية أن يلعب دورًا في توجيه قرارات الاستثمار الخاصة بالصندوق. ورئيس سوفت بنك معتاد على القيام برهانات مالية ضخمة، وكان قد وقف إلى جانب ترامب في يناير/كانون الثاني للكشف عن خطة "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار لبناء مراكز بيانات أمريكية وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع OpenAI وأوراكل. وقال أحد الأشخاص المطلعين إن هذا النوع من المشاريع يمكن أن يجذب استثمارًا من صندوق الثروة المقترح. aXA6IDg0LjMzLjMwLjgxIA== جزيرة ام اند امز IT

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store