logo
عاصي الحلاني يطلق فيديو كليب أغنيته الخليجية أشتكي لله بتقنية الذكاء الاصطناعي

عاصي الحلاني يطلق فيديو كليب أغنيته الخليجية أشتكي لله بتقنية الذكاء الاصطناعي

مجلة سيدتيمنذ يوم واحد

أطلق الفنان عاصي الحلاني فيديو كليب أغنيته الجديدة باللهجة الخليجية " أشتكي لله" عبر قناته الخاصة على يوتيوب وجميع منصاته الرقمية. الأغنية من كلمات الشاعر خالد فيرناس وتلحين ياسر نور وتوزيع هاني ربيع. وأشرف على عملية الماسترينغ ماهر صلاح. أما الفيديو كليب فمن إخراج عبدالفتاح إسماعيل.
"أشتكي لله"وأول تجربة لعاصي الحلاني في مجال الذكاء الاصطناعي
واللافت أن تنفيذ كليب " أشتكي لله" جاء بأكمله بتقنية الذكاء الاصطناعي في أول تجربة للفنان عاصي الحلاني في هذا المجال، ما منح الصورة جاذبية خاصة متفرّدة وجمالية جديدة من نوعها في عالم تصوير الكليبات مع اعتماد التكنولوجيا التي غلّفت الكليب بصبغة عصرية تنسجم وروح العصر الحالي حيث بات الذكاء الاصطناعي يهيمن على معظم القطاعات الحياتية.
وهذا الأمر بدا منسجماً مع تطلعات الفنان عاصي الحلاني المعروف بتجدده الدائم وسعيه لمجاراة التطور في كل ما يتطلبه عمله الفني على جميع الأصعدة، وأيضاً لإرضاء الذوق العام وجمهوره، من خلال خليط يجمع بين الفن الأصيل الذي يقدمه عاصي الحلاني والتطور التكنولوجي المتسارع في الوقت الراهن.
وقد أجمعت الآراء على جمالية هذا الكليب الذي يضاف إلى رصيد الفنان عاصي الحلاني الثري بالإبداع والتميز. فعاصي الحلاني حريص دوماً على تقديم أعمال رائدة ومواكبة لكل جديد في عالم الموسيقى والفن وتصوير الكليبات.
وتركز كلمات أغنية " أشتكي لله" على الشكوى لله من الفراق الذي وقع بين حبيبين ومعاناة الهجر حيث جاء في بعض عباراتها " أشتكي لله وحده ما أبي اشكي لغيره جرحك إنت والله ذبحني ما توقعته كبيره صرت أبكي وحدي واتذكر الأيام وأمشي في شوارعنا عساي ألقاك تركتني وحتى ما تركتلي أسباب ظني خاب فيك ترى خلاص أنا بنساك".
لقطات بصرية آسرة تجمع بين الواقع والخيال
وقد جاءت مشاهد كليب " أشتكي لله" معتمدة بأكملها على الذكاء الاصطناعي حيث يظهر عاصي الحلاني في كل لقطات بصرية آسرة في الكليب تركز على مشاهد تجمع بين الواقع والخيال منسجمة مع كلمات الأغنية التي تركز على الشكوى لله وحده من هجر الحبيب. وكان لافتاً التركيز على اشتعال النار الذي كان العنصر المشترك في كل لقطات الكليب وذلك في أماكن مختلفة سواء في الجبل أو على سطح الماء أو في الباخرة أو من خلال شهب من ألسنة النار التي كانت تنطلق من يديه وقلبه أو من خلال البرق والرعد في السماء، ما يدل على اشتعال الألم في قلب الحبيب والحزن الذي يعانيه. وقد لاقى فيديو كليب " أشتكي لله" تفاعلاً من متابعي وجمهور الفنان عاصي الحلاني الذين أشادوا على خوضه تجربة الذكاء الاصطناعي في تصوير أغنيته مشيدين بتجدده الدائم وأنه يسير في التحديث وهذا هو سر استمراريته ونجوميته.
أغنية الحق علينا والندم على فراق الحبيب
وكان الفنان عاصي الحلاني قد أصدر في وقت سابق على قناته الرسمية على يوتيوب ومنصاته الرقمية أغنية "الحق علينا" التي طغى عليها اللون الرومانسي وجاءت من كلمات وألحان وتوزيع سليم عساف وإخراج أحمد المنجد. وجاءت مشاهد الفيديو كليب رومانسية حيث يظهر الحزن على ملامح عاصي الحلاني مجسداً مشاعر الندم لخسارة حبيبته ولكن بعد فوات الأوان حيث هجرته، وجاءت المشاهد مطابقة لكلمات الأغنية إذ يحمّل عاصي نفسه كامل المسؤولية على خسارته حبيبته، معترفاً لقلبه أنها أكثر من أحبته ولكنه لم يدرك قيمة هذا الحب إلا بعد رحيلها مما جعله يقع في فخ الندم والحزن والشعور الألم. وجاء في بعض كلماتها " بتفلّ لكن عطرها بيضل. بيضل تا يذكرني بجروحي. غلطان معها، ومعها حق تفلّ. بإيدي أنا مني شلت روحي. الحق علينا يا قلبي فكّرنا حبها لعبة. ما بتستاهل يلي فيها عملناه. أكتر واحدة حبّتني خسرتها وضيعتا مني. الله يسامحنا يا قلبي شو عملنا".
//
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الله يغديك فُرجة
الله يغديك فُرجة

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

الله يغديك فُرجة

كانت إحدى الأمهات كلما أغضبها ابنها الشقيّ، تدعو عليه بقولها (الله يغديك فُرجة)، وهذا قبل أن تطغى الفُرجة على العالم، وفي زمن لم يكن عند المجتمعات المنتجة أوقات تتسع ليتفرّج بعضهم على بعض، ولم أسمع عبارة (نتفرج) إلا عندما دخل التلفزيون بيوتنا، وحتى مناسبات العرضة التي تقام في الزواجات، لم يكن يُطلق على متابعتها (فُرْجَة) بل يقول عُشاقها: (هيا نغدي نخيّل في العرضة)، ولا أدري نخيّل من الخيال، أو التخييل، والمصطلحات ليست عبثيّة عند من نحتها. ولربما، كانت إحدى إشكالات المرحلة، صعوبة الحكم على حالات، بأنها واعية تنويرية، أو جامدة تقليدية، فالظاهر والباطن، متصلان منفصلان؛ وربما كان أحدهما خادعاً، أو مراوغاً، أو انتهازيّاً، وما بين الحداثة والتجديد، والتقليدية والجمود، مسافات تزداد وتنقص بحسب دواعي التقهقر للوراء، ومساعي المُضيّ إلى الأمام، وليس كُلّ مضيّ؛ مُضيّاً ولا مُضيئاً، إذ إن البعض يمضي بالشكل دون الجوهر، أو بالمبنى دون المعنى، وبالجسد فقط، لا بالروح ولا بالعقل، ولأن الحياة رحلة سيرورة عقلانية؛ فإنها لا تنتظر أحداً، وليست مسؤولة عن تعثّر المتأخرين ولا المتخلفين. ويُدرك علماء الاجتماع، وعلماء النفس؛ أكثر من غيرهم ما للمورثات الجينية، والبيئة الاجتماعية، والظروف الاقتصادية من أدوار في بناء شخصياتنا، التي يراها بعضهم سويّة، ويراها البعض معتلّة، والسويّة والاعتلال ربما لا تكون أحكاماً موضوعية، كون من يطلقها يحتكم إلى ردّة فعله تجاه تصرّف أو سلوك، وردات الفعل غالباً ذاتية، وعاطفية، والذهاب إلى العُمق في تشخيص حالة أو ظاهرة ما، مدعاة للغرق، والإبحار دون بوصلة متاهة، والذين ادّعوا أنهم (فهموا) كُنه الصور والمراحل الضبابية تورّطوا. أزعمُ أن الشكل لا يُنبئ عن المضمون (الجوهر) في كل الأحوال، وفي الحديث النبوي (ربّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه) وكم نعرف أناساً فنقول ليتنا لم نعرفهم، ونعرف آخرين ونقول؛ ليتنا عرفناهم من زمن متقدّم، والانطباع الأول ربما يُكبّد صاحبه ثمناً فادحاً، وكما قيل: المظاهر خدّاعة، ومجتمع الفُرجة لا يعطيك صورة حقيقية عن واقع الشخص، كالنص الحزين الذي يكتبه أديب وهو في ذروة وناسته؛ والشاعرة القرويّة انتبهت لتحسين الشكل (الهيكل) وخراب (الماكينة) وهي تقول: (يزبرقون الغمارة والبلا جُوّا). ومن مظاهر الطفرة، والصحوة، بروز شرائح مجتمعية، لم تكن تحلم بما حققته من ظهور اقتصادي واجتماعي، فالثراء ألبسها لبوساً غير لبوسها الأصلي، والتديّن الشكّلي منحها القبول والثقة المُفرطة، وكما قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه (إذا أقبلت الدنيا على عبد كسته محاسن غيره، وإن أدبرتْ عن عبد سلبته محاسن نفسه)، والتديّن في زمن الصحوة يخلق مثالية مبنيّة على الشكل الخارجي، والهيئة المتديّنة؛ والمال، من وسائل الكسب والوصول السريع إلى كل ما يصعب الوصول إليه، بحساب المادية والشكلانيّة. لعلي أميلُ إلى عدم نبش ماضي البشر، لتشويه أو تعكير مزاج حاضرهم، لكن الظواهر تُدْرس قبل أن تندرس معالمها، ومن ذلك اندراج الصحوي في الحداثة، وتمثّل الثري أخلاق الكادحين، علماً بأن المرئي لا يكشف الخفي، ومن غير الحكمة إحسان الظن في الوعي، بمجرد قراءة تغريدة أو مقالة أو مشاهدة موقف توحي بالتمدن، كما من الحماقة إطلاق وصف نزيه على إداري مطاطي الذمة، فكما يتستّر الظلامي بالتنوير كي لا ينكشف، يتغنّى المطاطي بالنزاهة والأنظمة والرزق الحلال، لتفادي سوء الظن به، والأمور ليست على ظاهرها دوماً. والحداثة، تفترض الانتقال من تقليدية الأفكار والسلوك إلى التمدين والتحديث، في الشكل والجوهر، بالعلم والثقافة والأدب والفن؛ إلا أنها لا تُلغي القِيم؛ وعلى رأسها، الصدق، والأمانة؛ والعدل، والأخلاق؛ ولجهل البعض بمفهومها، انبرى للاذعان لمتطلبات السوق، ظناً أنها حداثة، والمُحزن غرق جوهر هذه الأجسام الحديثة شكلاً في التقليدية حدّ تسليمه بالخرافات والشائعات والعصبيّة والعنصرية والعبثيّة. ولعل الطبيعي أن يكون لكل عصر تقدميته، ورجعيته، والتقدمي ليس متهوراً بالضرورة، ولا الرجعي جباناً حتماً، فالمحفّز لتمثّل ما نميل إليه، وما نؤمن به، متصل بالجوهر، الذي ربما كان ناصحاً أميناً، أو غاشّاً أو مغشوشاً، والبعض يلجأ إلى تدريب نفسه على تمثيل كل الأدوار، ولا يستعيب من التلوّن بحسب الموقع والموقف، علماً بأن المتلوّن يغدو مادة فُرجة، في حين يرفض بعضناً أن يكون معرضاً أو (بينالي) للفرجة، يعتني بديكوراته لشد انتباه الزوّار، ولو غدا مثار سخرية، ونقد لاذع، فيوصف بالفارغ، والهشّ؛ والديكوري، الشكلاني، ولا ينتبه إلى أن ما هو عليه من (أراجوزية) لا علاقة له بالحداثة؛ بل مرتبط بجذور، وتراكمات، وعوارض نقص، نظراً لما لحق به أو بأسلافه من تهميش، أو استهانة مجتمعية، أو فاقة وعَوَز فهو معنيٌّ بالتعويض ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتحوّل إلى (فُرْجة) وكأنّه ربي استجاب دعاء أمّه (الله يغديك فُرْجة). ويبدو أن التواصل الاجتماعي والعهد الرقمي انتصر لأبطال ومشاهير، ممن يجيدون (رزّة النفس)، وسخّرتهم ليكونوا مادة عرض، أو استعراض؛ ومن اللافت أن جرأة البعض تتجاوز حدود اللياقة، لكن كثرة الشين لا تعني نُدرة الزين، فالتواصل الاجتماعي مثلما يبرز الغثاء في الأعلى، يحفظ حق ما ينفع الناس، وتسويق الضار لا يلغي النافع، وإذا كان البعض لا يتبرّم من الاحتيال على الله؛ فلن يتورّع عن الاحتيال على خلقه. في زمن الفُرجة، يغدو المعروض (العارض نفسه) أقرب لسلعة، أو بضاعة، ومن البضائع رخيص، ومنها نفيس، وليس كل من تغنّى بالحداثة حضاريّاً في حداثته؛ وكم رأينا وسمعنا وعشنا تجارب، مع من أوهمنا أنه مُغرم بالحداثة، وردد مصطلحاتها، وحفظ مناهجها، ودرّس أدبياتها، إلا أن الإخفاق يلازمه عند أوّل اختبار ومحكّ، فيغدو (فُرجة). تلويحة؛ من الحكم المتوارثة (لا تُعاشِر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل، وعاشر نفساً جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل). أخبار ذات صلة

نوال الزغبي تطرح تروج لأحدث أغانيها.. "ماضي وفات"
نوال الزغبي تطرح تروج لأحدث أغانيها.. "ماضي وفات"

مجلة سيدتي

timeمنذ 3 ساعات

  • مجلة سيدتي

نوال الزغبي تطرح تروج لأحدث أغانيها.. "ماضي وفات"

طرحت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي منذ يومين أحدث أغانيها والتي جاءت بعنوان والتي تُعد ثاني أغاني ألبومها الغنائي الجديد. نوال الزغبي تطرح فيديو كليب "ماضي وفات" وكانت قد طرحت الفنانة نوال الزغبي أغنية "ماضي و فات" على طريقة الفيديو كليب عبر قناتها الرسمية بـ"يوتيوب"، وقد حققت الأغنية نسبة مُشاهدة تصل إلى ما يُقارب المليون. وجاءت أغنية "ماضي وفات" من كلمات أحمد حسان ومن ألحان أحمد زعيم والتوزيع الموسيقي لـ عمر عبد الفتاح، وتميزت الأغنية بالطابع الرومانسية وقدمتها باللهجة المصرية. نوال الزغبي تروج للأغنية الجديدة وكانت قد روجت الفنانة نوال الزغبي لأغنيتها الجديدة " ماضي وفات" عبر حسابها الخاص بـ"إنستغرام"، حيث نشرت مجموعة صور من كواليس تصوير الـ فيديو كليب الخاص بالأغنية. View this post on Instagram A post shared by Nawal El Zoghby - نوال الزغبي (@nawalelzoghbi) وخلال الأيام الماضية كانت قد كشفت نوال الزغبي عن السبب وراء طرحها لأغاني ألبومها الجديد "يا مشاعر" بفارق زمني بين كل أغنية وأخرى، وجا ذلك رداً على تعليق أحد متابعيها على منصة "إكس"، الذي اعتبر أن هذه الطريقة تقتل الحماس لدى الجمهور، حيث كتب: "عن جد طريقة طرح الألبوم قتلت حماسي يعني مش معقول ما ينزل كلو... مع احترامي الك مدام نوال طريقة طرح الألبوم بتقتل حماسنا." يُمكنكم قراءة: وكانت أكدت الفنانة نوال الزغبي خلال ردها بأن اختيارها لهذه الاستراتيجية جاء بعد تفكير عميق قائلة: "لما بكون شاغلة على كل أغنية كأنها هيي هيت الألبوم، وإلها دعم ما بيفرق عن الأغنية اللي قبلها، بدي أعطي شوية وقت بين كل أغنية وأغنية"، وأضافت قائلة بأن الهدف هو إعطاء كل عمل فرصته الكاملة في الوصول للجمهور، بدلاً من طرح الألبوم دفعة واحدة مما قد يظلم بعض الأغاني. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

شربل روحانا ومارانا سعد: فيضُ الموسيقى بالمعنى
شربل روحانا ومارانا سعد: فيضُ الموسيقى بالمعنى

الشرق الأوسط

timeمنذ 9 ساعات

  • الشرق الأوسط

شربل روحانا ومارانا سعد: فيضُ الموسيقى بالمعنى

في كلّ مرة يُقدَّم فيها فنٌّ يرقى إلى مستوى عالٍ من المعنى، نشعر بأننا نصبح بشراً أفضل. وفي أمسية «صدى قصائد الحكمة المغنّاة» التي جمعت الموسيقي اللبناني شربل روحانا، وجوقة «عشتار» التابعة لمعهد «فيلوكاليا»، والفرقة الموسيقية بقيادة الأخت مارانا سعد، ساد شعور بالارتفاع، كما لو أنَّ الأرواح خرجت من ضيق اليوميّ لتتسلَّق جبالاً من نور. سُمِعت كلمات القصائد كأنها دعوة إلى الأعالي ووصية تُقال على أبواب الجدوى. كان كلّ شيء مُعدّاً لخلق دهشة: الأضواء، والموسيقى، والصوت، والشِّعر. وجاء الحفل المُقام على خشبة «كازينو لبنان» ليقول بثقة إنَّ الفنّ الأنيق سيظلُّ قادراً على ملامسة أعمق ما فينا. القصائد لا تُسمع فقط... بل تُرى أيضاً (الشرق الأوسط) شابات جوقة «عشتار» كأنهنّ زهر الربيع، ففساتينهنّ الملوَّنة جعلتهنّ مقيمات في حديقة حيّة. أخذن مواقعهنّ على المسرح، كما فعل الموسيقيون وشربل روحانا، المُعانِق لعوده. وما إن اتّخذت الأخت مارانا سعد مكانها الوسيط، واقفة بعصا المايسترا، حتى اندلعت الموسيقى مثل جرفٍ يسبق الصفاء ليكشف النقطة التي تبدأ منها الحقيقة. 15 أغنية أدّتها الفرقة مع شربل روحانا، تارةً بصوته وعوده، وتارةً بمشاركة شبّان موهوبين من الجوقة: موريال الجردي، وجورج نصراني، ومارك نصر، وجو عازار، ورودولف الخوري. أصواتٌ واثقة وواعدة، والحناجر لا تخشى صعوبة القصيدة، ولا تتعثّر في دهاليز النحو والصرف. تُغنّي بلا ورق وتُتقن المَخارج. فالجمال الفنّي لم يكن في الأداء وحده، وإنما في علاقةٍ متينة مع اللغة العربية، وفي اجتهاد لتقديم القصائد إلى جمهور ذوَّاق يدرك قيمة الكلمة. عود شربل روحانا جسرٌ من وترٍ إلى الذاكرة (الشرق الأوسط) وحين أطلق شربل روحانا تقاسيمه على العود، أخذ الجمهور إلى الغيمة الأولى؛ ومنها توالى الارتفاع. قصيدة «إذا المرء» للإمام الشافعي جاءت مثل إقامة في غيمة مُشبَّعة بالحكمة والماء. في البيت: «فما كلّ مَن تهواه يهواكَ قلبُه/ ولا كلّ مَن صافيتَه لك قد صفا» تكمن بلاغة المسافة بين الحنين والخذلان. هنا كان التحدّي: أن تُحافظ الأمسية على سويّتها العالية. أن تختار جوقة من شابات وشبّان لأداء هذا النوع من القصائد، فهذا هو الرهان، وقد أثبتوا أنهم أهله. تمشي الجوقة بين الضوء والقصيدة (الشرق الأوسط) تخيط القصائدَ رابطةٌ واحدة: الحكمة. في كلّ نصّ، يخفق صوتُ العقل. ذلك الصوت الذي كثيراً ما ينبثق من الألم، كما في قصيدة سعيد بن حميد «أقلل عتابك»، التي تنتهي بعِبرة: «ولعلَّ أيام الحياة قصيرةٌ/ فعلامَ يكثُر عتبنا ويطول». في الإصغاء إلى النصوص، شعور بالأبدية. فبينما يمرّ معظم الفنّ عابراً، تَخلُد بعض القصائد في الذاكرة، ومنها «الآن في المنفى» لمحمود درويش، التي غنّاها روحانا بتوقيرٍ للشِّعر وجمالياته. القصيدة حوار صادق مع الحياة تتشبَّع مفرداته بالوعي والحسرة: «سيري ببطء يا حياةُ لكي أراكِ بكامل النقصان حولي. كم نسيتُك في خضمِّكِ باحثاً عني وعنكِ. وكلّما أدركتُ سراً منكِ قلتِ بقسوةٍ: ما أجهَلَك!». غيمات، تجرُّ غيمات. ومن أبهى عطور الأمسية، فلسفة «الخيال» لميخائيل نعيمة. من كتابه «سبعون»، غنّت الجوقة وصاحب العود، بإيقاع عصا مارانا سعد، هذا النصّ المتّقد بالحكمة: «ألا أطلقوا خيالكم من أقفاص العقل وحلّقوا معه حيثما حلّق بكم، وعندئذٍ تجدون أن ليس في الكون أرجاء إلا ولكم فيها أثر...». تُرافق الموسيقى هذه الأبعاد الشعرية، بتوزيعٍ لنديم روحانا حيناً ولشربل روحانا حيناً آخر؛ وتتلاحق القصائد: «بالله يا قلبي» لجبران خليل جبران، و«رأيتُ الناس» للإمام الشافعي، و«طمأنينة» لميخائيل نعيمة، و«بمَ التعلُّل» لأبي الطيّب المتنبّي، حيث يتكثَّف الاغتراب وتتكشّف الحكمة: «ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركُه/ تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ». كان الغناء طَقْساً شعرياً استعاد فيه الصوت جوهر الكلمة (الشرق الأوسط) ثمّ يستريح الشِّعر الفصيح، ويفسح المجال للهجة المحكيّة. من توزيع شربل روحانا، عادت «عالروزانا» إلى المسرح، ومعها «شو عملت الروزانا... الله يجازيها». الأضواء تبدّلت، وقد أحسن طوني صافي التلاعُب بتشكيلاتها الفنّية، في انسجامٍ تام مع مزاج اللحظة: احترام العقل، مداراة الذوق، وخلق أثر لا يُستهلك في التوّ. هناك ما يُشبه العطر يبقى، وسحرٌ يشتعل. ومن كلمات شربل روحانا، جاءت «تركني الليل»، فيما القمر بدرٌ على الشاشة خلف الفرقة. وطوال الأمسية، أضافت سابين تركي لمسة بصرية رافقت الغناء، فقرّبت الرسوم المُرافِقة القصائدَ من قلوب امتلأت بها. مع «سلامي معك» لبطرس روحانا، و«القهوة» الشهيرة لجاد الحاج، استمرّ الغناء، ليُختَم بـ«ميلي يا حلوة» لجرمانوس جرمانوس. تدير الأخت مارانا سعد اللحظة وتُجمّلها (الشرق الأوسط) هكذا انطوت أمسية «صدى قصائد الحكمة المغنّاة» كما تنطوي صفحة مضيئة من كتابٍ تحلو قراءته. كان الغناء طَقْساً شعرياً استعاد فيه الصوت جوهر الكلمة، ومدَّ الجمالُ يده إلى كلّ قلب جلس يُنصت، ليجعل الحضور شهوداً على لحظة يتّحد فيها الفنّ بالعقل، واللغة بالعاطفة، والقصيدة بالموسيقى. والفنّ، حين يُمسك بالحكمة، ينجح في التخفُّف من عبء العالم، ولو لساعة من الزمن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store