
العيد ربيقة يُعزي في وفاة المجاهد شقة أحمد
وجاء في رسالة التعزية: 'لا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلته الكريمة ورفاقه في الجهاد بأخلص التعازي. داعيا الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويتقبله إلى جوار النبئيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا'.
وأضاف الوزير: 'وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حدث كم
منذ 29 دقائق
- حدث كم
'14 غشت' ذكرى استرجاع وادي الذهب: محطة تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة وتكريس مسار تنموي متواصل
13/08/2025 تحل يوم غد الخميس 14 غشت 2025 الذكرى السادسة والاربعين لاسترجاع اقاليم وادي الذهب الى حظيرة الوطن الأم .، ففي مثل هذا اليوم من كل سنة يستحضر الشعب المغربي هذه المحطة التاريخية الكبرى، وملحمة الوحدة الوطنية ومبدع المسيرة الخضراء ، الراحل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، لاسترجاع اقاليم الصحراء المغربية. وتعود هذه الذكرى إلى يوم 14 غشت 1979، حين ألقى وفد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب بين يدي جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه نص البيعة معلنين ارتباطهم الوثيق بالمغرب. وكانت هذه البيعة تعبيرا من قبل وفود هذه المناطق المسترجعة عن تشبثهم الأكيد والثابت بمغربيتهم وبوحدة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة محبطين بذلك كل مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وفي اطار الجهوية المتقدمة التي عرفها المغرب، حظيت الجهات الثلاثة للاقاليم الجنوبية : كلميم واد نون، العيون الساقية الحمراءن والداخلة وادي الذهب، بمشاريع تنموية هائلة اطلقها جلالة الملك محمد السادس غلافها المالي حوالي 77 مليار درهم .. كما سبق وان عرفت هذه الجهات والاقاليم عدة منجزات تنموية، منها على سبيل المثال، قطاعات الإسكان والسياسة العمرانية حيث خصصت لها استثمارات تتجاوز قيمتها مليار و500 مليون درهم لتصحيح الاختلالات وتحقيق تنمية ترابية متوازنة وذلك من خلال تفعيل عدة برامج جديدة في إطار مقاربة استباقية تروم التأهيل الحضري وتصحيح ما يمكن تصحيحه في النسيج العمراني. وعلى مستوى المنشآت المينائية فقد عرف ميناء الداخلة الجديد عملية توسيع بميزانية تبلغ 334 مليون درهم وتندرج هذه العملية في إطار تحسين جودة البنيات التحتية لميناء الداخلة على اعتبا ر الأهمية التي يكتسيها قطاع الصيد البحري في الرفع من الاقتصاد الإقليمي والجهوي. وبفضل هذه المجهودات التنموية أصبح الإقليم يتوفر على بنيات تحية حديثة ومرافق اجتماعية في مستوى التطلعات جعلت منه منطقة استقطاب لاستثمارات وطنية وأجنبية همت مجالات السياحة والصيد البحري وتربية الإبل وزراعة الخضروات بالإضافة إلى بعض الأنشطة الرياضية التي تجلب روادا من داخل البلاد وخارجها وبعض اللقاءات الدولية والوطنية. وتتواصل بهده الجهات ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسيرة البناء والتشييد في ظل الإجماع الوطني من طنجة إلى الكويرة . ح/م


الخبر
منذ 14 ساعات
- الخبر
انقسام بين الإسلاميين حول زعامة تأسيس الإخوان
أثار الشيخ عبد الله جاب الله، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والدعوية، بعدما أعلن أنه المؤسس الحقيقي لتيار الإخوان المسلمين في الجزائر، نافياً وجود تنظيم طلابي للإخوان في الجامعات قبل 1985 غير جماعته. وقوبلت هذه التصريحات برفض شديد من أنصار الشيخ الراحل محفوظ نحناح، الذين اعتبروا أن الأخير هو من مثّل الإخوان في الجزائر منذ بدايات الصحوة في مشهد يعيد إلى الواجهة صراع الزعامة التاريخية داخل التيار الإسلامي. قال الشيخ جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، في العدد الأخير من بودكاست "للتاريخ" الذي يُبث على قناة "الخبر" الإلكترونية، أنه بدأ نشاطه الدعوي في إطاره الجماعي سنة 1974، نافيا في السياق أي ارتباط تنظيمي بالإخوان في مصر، وأوضح أنّه تبنى الفكر الإخواني بعد الاطلاع على كتب منظريهم وأفكارهم، وبالتالي فهو يتبنى الإخوان كفكرة لا كتنظيم، مؤكداً أنه لم يصرّح يوما بأنه ممثل لتنظيم جماعة الإخوان في الجزائر، بل يعتبر نفسه مؤسس الإخوان في الجزائر كفكرة لا كتنظيم. وخلال حديثه، أكد أن جماعته التي كانت تعرف باسم "جماعة جاب الله" كانت الوحيدة التي تمثل تيار الإخوان المسلمين داخل الجامعات حتى سنة 1985 إلى جانب جماعة البناء الحضاري أو ما يعرف بـ"الجزأرة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا ينكر وجود شخصيات دعوية بارزة مثل الشيخ محفوظ نحناح والشيخ محمد بوسليماني كدعاة أفراد، لكنه نفى وجود تنظيم لهم داخل الجامعات قبل ذلك التاريخ. وأوضح الشيخ جاب الله أن جماعته المعروفة آنذاك باسم "جماعة جاب الله"، لم تُطلق على نفسها تسمية "جماعة الشرق"، بل إن الشيخ محفوظ نحناح هو من أطلق هذه التسمية لتصويرها على أنها محصورة في الشرق. كما أكد أن جماعة مالك بن نبي لم تُسمِّ نفسها "جماعة الجزأرة"، وإنما كان الشيخ نحناح هو من أطلق عليها هذا الاسم. واتهم الشيخ جاب الله الشيخ نحناح بإطلاق إشاعة انفصاله عن تيار الإخوان أثناء دخوله السجن سنة 1985، على خلفية أحداث الصومعة وهجوم بويعلي على مدرسة الشرطة، مؤكداً أن الشيخ نحناح استغل فترة سجنه من أجل الاستحواذ على أنصاره أو استمالتهم، بعد أن روّج لإشاعة انشقاقه عن تيار الإخوان. "نحناح أفشل الوحدة " وتحدث الشيخ عبد الله جاب الله عن محاولات عديدة لتحقيق الوحدة بين الإخوان والجماعات الإسلامية التي كانت تنشط سرّا آنذاك، (جماعة الشيخ جاب الله وجماعة الشيخ نحناح وجماعة البناء الحضاري). وأشار المتحدث إلى أنّ أبرز تلك المحاولات كانت سنة 1987، حين اجتمع كل من الشيخ عباسي مدني والشيخ نحناح والشيخ عبد الله جاب الله والشيخ بوساق، في موسم الحج وكانت المناسبة فرصة لبحث الوحدة بينهم تحت إشراف المرشد العام للإخوان المسلمين في ذلك الوقت، حامد أبو نصر. غير أن جاب الله أوضح أنه في يوم الموعد المخصص للقاء الوحدة، تغيب الشيخ نحناح عن الحضور واكتفى بإرسال رسالة إلى المرشد الذي قرأها أمام الحاضرين، وفيها -حسب رواية جاب الله- قلّل نحناح من شأنهم وصوّرهم على أنهم مجرد دعاة وزعماء محدودي التأثير، مؤكدا في الوقت نفسه أنه هو "الممثل الوحيد والمكتسح للساحة الإسلامية في الجزائر". أثارت تصريحات الشيخ عبد الله جاب الله جدلا واسعا بين الإسلاميين، حيث خرج أنصار الشيخ الراحل محفوظ نحناح للدفاع عنه، مؤكدين أنه المؤسس الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين في الجزائر. وقد بلغت حدة النقاشات حدّ السبّ والقذف، ما دفع الشيخ أبو جرة سلطاني الذي تولى قيادة حركة مجتمع السلم عقب وفاة مؤسسها، إلى التنديد بهذه التصرفات. وفي منشور له، سجل أبوجرة سلطاني ملاحظتين، الأولى تاريخية: قال فيها إنه إذا كان الشيخ عبد الله قد ابتلي بالسجن سنة 1982، بعد أحداث الجامعة المركزية، فإن الشيخ نحناح رحمه الله ابتلي بالسجن سنة 1976 بعد نشر بيان (إلى أين يا بومدين؟) وقطع 19 عمودا حاملا لأسلاك الهاتف الرابطة -في ذلك الوقت- بين الناحية العسكرية الأولى ووزارة الدفاع. والملاحظة الثانية جغرافية: قدم فيها شهادته الشخصية قائلا "التقيت الشيخ جاب الله لأول مرة سنة 77 وكان الشيخ نحناح في السجن، فكان انطباعي الأساس عنه أنه داعية مسكون بهموم طرد الشيوعية، وأن أولويته الأولى تطهير الجامعة من وجودهم.. والتقيت الشيخ نحناح رحمه الله سنة 82 في باتنة وكان الشيخ عبد الله في السجن، فكان انطباعي الأساس عنه أنه رجل أولويته الأولى بناء أرضية صلبة تتأسس عليها الدعوة". وتابع "استنتجت أن الشيخين زعيمان من الطراز الأول تقاسما الجغرافية الوطنية شطرين: من برج بوعريريج إلى ورقلة موكول أمر دعوة الإخوان فيه للشيخ جاب الله حفظه الله، ومن البويرة إلى تلمسان موكول أمر الحركة فيه إلى الشيخ نحناح رحمه الله". مستدركا "لكني اكتشفت سنة 1984 أن الأمر لم يكن تقسيم أدوار ولا هو اتفاق مسبق على نشر دعوة الإخوان في مناطق نفوذ حركي منظم.. وإنما هو خلاف تنظيمي". وأوضح أن الشيخ جاب الله كان يدعو إلى عالمية الفكرة وإقليمية التنظيم بغير غطاء ولا تزكية والشيخ نحناح كان يدعو إلى شمولية الفكرة والدعوة والتنظيم بغطاء عالمي وبتزكية مُنحت له سنة 1974. ولكن سجنه سنة 76 قطع حبلها فتمددت "الإقليمية" في الفراغات العالمية. وبخروج الشيخ نحناح من السجن في نوفمبر 1980 بعد زلزال الأصنام ودخول الشيخ جاب الله السجن شتاء سنة 82 امتدت الحركة العالمية في فراغات الشرق والغرب والشمال والجنوب، من منطلق أن الطبيعة الدعوية لا تقبل الفراغ وتابع أنه لما خرج الشيخ جاب الله من معتقله، تنظيم الشيخ نحناح قد اكتسح الساحة -في مواجهة الجزأرة- ولم يبق له سوى من كانوا منتسبين لعالمية الدعوة وإقليمية التنظيم. وختم مؤكدا أن "كل فصيل زرع باجتهاده خيرا في هذا الوطن فحصدت الأجيال المتعاقبة ما شاء الله لها أن تحصد وكل طرف اجتهد في ما اعتقد أنه خير للأمة فأصاب وأخطأ".


الشروق
منذ 15 ساعات
- الشروق
نتنياهو يتحدى العالم
في الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي جهودا حثيثة لوقف حرب الإبادة الجماعية والمجاعة في غزة، يصعّد نتنياهو اللهجة ويقرر مجلسه الأمني المصغر احتلال غزة من البر إلى البحر في تحد صارخ للمجتمع الدولي الذي طفقت فيه بعض الدول الوازنة في مجلس الأمن وعلى استحياء تلوِّح بوقف إمدادات الأسلحة وتقليص حجم التعاملات الاقتصادية والتجارية مع تل أبيب، لكن يبدو أن الضغط الدولي رغم سقفه العالي لن يثني نتنياهو عن تنفيذ خطته في غزة طالما أن هناك دعما أمريكيا غير محدود وضعفا دوليا غير محدود أيضا. إن قرار المجلس الأمني المصغر (الكابينت) في إسرائيل باحتلال غزة يضع المجتمع الدولي أمام امتحان صعب وتحديات حقيقية، تحتم عليه تغيير الخطاب تجاه إسرائيل والانتقال من التنديد إلى التنفيذ باتخاذ مواقف حاسمة وصارمة تجاه نتنياهو الذي تجاهل الرفض الداخلي والخارجي، ويهم بإصدار أوامره للجيش الإسرائيلي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بحذافيره رغم المخاطر والمحاذير التي يتحدث عنها معارضوه وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير الذي قال إن احتلال غزة مغامرة غير محسوبة ومحفوفة بالمخاطر، وإن الاحتلال الكامل سيكون ثمنه الفشل الكامل والخسائر الثقيلة في صفوف الجيش والتضحية بالرهائن لأن التصعيد العسكري من جانب إسرائيل سيقابله تصعيد من قبل حماس، وعندها سيتحوّل النصر المحتوم الذي يحلم به نتنياهو إلى نكسة غير مسبوقة قد تُدخل إسرائيل في دوامة حرب استنزاف طويلة الأمد. يتصرف نتنياهو بعقلية دركي العالم الذي يدير الحرب كما يحلو له، يعلنها ويوقفها كما شاء ومتى شاء وكيفما شاء غير آبه بالمجتمع الدولي الذي يتهمه بالوقوع في أحابيل حماس التي تروِّج –حسب زعمه- لصورة كاذبة عن الوضع في غزة وتفتعل مجاعة جماعية من أجل استعطاف العالم والتأثير على إسرائيل وتؤلّب الرأي العام العالمي ضدها. ملامح هذه الخطة التوسعية عبّر عنها اليميني المتطرف 'بتسلئيل سموتريتش' بقوله: 'الحرب في غزة ستنتهي بإنهاء حكم حماس وإخراجها من غزة وقتل قادتها ونفي من تبقى منهم ممن يشكّلون خطرا من الدرجة الثانية خارج حدودها'، وأضاف سموتريتش: 'سنُنهي هذه الحرب وقد فكَّكنا سوريا وأنزلنا ضربة قاسية بحزب الله وستكون إيران مجردة من أي سلاح نووي، سنُنهي الحرب وقد نظفنا غزة كليا من حماس وسيكون آلاف الغزيين وأكثر في طريقهم إلى الخارج إلى دول أخرى…'. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير هو: لماذا ينجح المجتمع الدولي في تأديب روسيا وإيران ويعجز في المقابل عن تأديب نتنياهو وحمله على الانصياع للإرادة الدولية؟ الجواب على هذا السؤال نجده فيما قاله عبد الوهاب المسيري رحمه الله، الذي قدَّم تحليلا موضوعيا وواقعيا ودقيقا للشخصية اليهودية وللسلطة في إسرائيل ومن جملة ما قاله في هذا الصدد: 'إن مقومات الحياة بالنسبة لإسرائيل ليست من داخلها بل من خارجها، هناك مقومان أساسيان: الدعم الأمريكي بلا حدود والغياب العربي بلا حدود أيضا، هذان العنصران هما اللذان يضمنان بقاء إسرائيل واستمرارها'. لقد صدق المسيري رحمه الله فيما ذهب إليه، ولكن سياسة الأمر الواقع التي يفرضها الكيان الصهيوني حيال غزة وصمت المجتمع الدولي، تجعلنا نلتمس بعض الأعذار للموقف العربي، الذي اتهم على مدى سنوات بتضييع القضية الفلسطينية وتمييعها وبيعها. لا شك أن للموقف العربي جزءا كبيرا من المسؤولية تجاه فلسطين، ولكن مستجدات الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة وتهديد نتنياهو ومجلسه الأمني المصغر بمحو غزة وسحق حماس وتهجير سكانها كشفت -بما لا يدع مجالا للشك- بأن المجتمع الدولي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية حيال غزة والضفة وفلسطين، فنتنياهو لا يعبأ بالموقف الدولي ويهوِّن من شأنه تماما كما يفعل مع الموقف العربي، فأوروبا كلها وبكلكلها عاجزة عن مواجهة نتنياهو وحمله على الانصياع لقرارات المجلس الأوروبي الذي يدعم حل الدولتين ويرفض احتلال غزة رغم إجماعه على زحزحة حماس عن الحكم وتسليم إدارة القطاع إلى جهة أخرى 'معتدلة'، بحسب التعبير الوارد في بيانات المجلس الأوروبي. يتلاعب نتنياهو ومجلسه الأمني المصغر بالمصطلحات، ويضحك على أذقان المجتمع الدولي بزعمه أن الغرض من الاستيلاء الكامل على غزة هو تضييق الخناق على حماس لحملها على الاستسلام ووضع السلاح، فهو احتلال يراد منه –حسب تعبير أعضاء الكابينت– 'تحرير' غزة من هيمنة حماس وإعادة بنائها من جديد وإعادة الحياة إليها في ظل سلطة حاكمة بديلة معتدلة ومسالمة تعمل لرفاه غزة ولا تفكر في إيذاء جارتها إسرائيل. لا نعلم طبيعة هذه السلطة التي تريدها إسرائيل في غزة ولا شكلها، ولكن الراجح في اعتقادنا أن تكون مشكَّلة من الجماعات المسترزقة والمرتزقة التي تسبِّح بحمد إسرائيل ولا ترى مستقبلا زاهرا للقطاع إلا في الحضن الصهيوني الذي يمنِّي الغزيين بالمنّ والسلوى ويرفع عنهم غبن السنين وينسيهم سنوات الجمر والقهر التي عانوها في ظل حكم حماس. إن نتنياهو وفريقه الأمني لا يفكر فقط في احتلال غزة بل يفكر في توسيع حدود إسرائيل وتنفيذ الوعد التوراتي: 'حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل'. إن ملامح هذه الخطة التوسعية بدأت في الظهور فما قاله اليميني المتطرف 'بتسلئيل سموتريتش' يصب في هذا الاتجاه إذ قال: 'إن الحرب في غزة ستنتهي بإنهاء حكم حماس وإخراجها من غزة وقتل قادتها ونفي من تبقى منهم ممن يشكّلون خطرا من الدرجة الثانية خارج حدودها'، وأضاف سموتريتش: 'سنُنهي هذه الحرب وقد فكَّكنا سوريا وأنزلنا ضربة قاسية بحزب الله وستكون إيران مجردة من أي سلاح نووي، سنُنهي الحرب وقد نظفنا غزة كليا من حماس وسيكون آلاف الغزيين وأكثر في طريقهم إلى الخارج إلى دول أخرى، سنُنهي الحرب بعودة المخطوفين الأحياء والموتى إلى إسرائيل وستكون إسرائيل دولة قوية وأكثر ازدهارا، هذه ليست أهداف الحكومة بل أهداف تحظى بإجماع شعب يهودي يتطلع إلى الحياة ونهاية حرب فُرضت عليه'. إن سؤالنا لسموتريتش والذي يسأله كل عارف بالسياسة الصهيونية هو: هل تستطيع إسرائيل تنفيذ ما توعدت به فيما عجزت عن تحقيقه في اثنين وعشرين شهرا من العدوان؟ هل كانت في مرحلة إحماء أم كانت تدَّخر جهدها وقوتها لهذا اليوم؟ نصيحتي للغزيين أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ويحتسبوا وأن لا يتبرموا بالقدر أو يستبطئوا النصر، فإن بعد العسر يسرا وإنه لا يتسع الأمر إلا إذا ضاق، إن بعد المحنة منحة وإن للصبر لذة لا يجد حلاوتها إلا من وثق في نصر الله ينصر من يشاء ويُعز من يشاء ويذل من يشاء، يقول الله تعالى: 'ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون'. (الصافات 171/172). صبرا آل غزة وعذرا فما تخلينا عنكم بإرادتنا وما باليد حيلة ولا إلى دعمكم وسيلة غير الدعاء لكم بالنصر على عدوكم وعدونا وعدو الإنسانية جمعاء. إن الضياء لا يأتي إلا بعد ليل مدلهم فطوبى لمن رضي بالقضاء وصبر عند البلاء وتصرَّف عند الملمّات والأزمات مقتديا بقول الشاعر قطري بن الفجاءة مخاطبا نفسه الخائرة الحائرة: أقول لها وقد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لن تراعي فإنك لو سألت بقاء يوم على الأجل الذي لك لم تطاعي.