logo
يعتمده رؤساء أميركا.. هذه قصة "التوقيع الآلي"

يعتمده رؤساء أميركا.. هذه قصة "التوقيع الآلي"

ليبانون 24١٩-٠٣-٢٠٢٥

على مدى عقود، لجأ الرؤساء الأميركيون إلى استخدام أجهزة التوقيع الآلي (أوتوبن) للتعامل مع السيل الكبير من الأوراق التي تتدفق على مكاتبهم.
ويتجاوز الأمر مجرد تجنب إجهاد اليد، فعندما يكون الرئيس مسافراً، تتطلب بعض المستندات العاجلة، مثل مشاريع قوانين استمرارية عمل الحكومة، توقيعا فورياً، بينما يصعب عمليا إرسال المستندات الأصلية إلى موقع تواجد الرئيس.
غير أن هذه التقنية تثير منذ مدة تساؤلات عديدة، إذ تفتح المجال لاحتمالية ممارسة أي شخص يستطيع الوصول للجهاز صلاحياتٍ رئاسية، دون وجود توثيق كتابي يؤكد موافقة الرئيس شخصيا على ذلك.
وعاد الجدل بشأن هذه التقنية في أعقاب اتهام الرئيس دونالد ترامب لسلفه جو بايدن بتوقيع سلسلة من قرارات العفو الاستباقية في كانون الثاني الماضي، لعدد من الأشخاص باستخدام التوقيع الآلي بدلا من توقيعه الشخصي.
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشال"، أن قرارات العفو هذه "تُعتبر بموجب هذا لاغية وباطلة وليس لها أي مفعول قانوني آخر نظراً لكونها صدرت بواسطة التوقيع الآلي".
وإذا صحت مزاعم ترامب بشأن استخدام التوقيع الآلي، فإن ذلك يفتح الباب أمام وزارة العدل لملاحقة خصومه السياسيين المعفى عنهم، أمام القضاء ، ويغيّر من طبيعة السلطة الرئاسية بشكل جذري وإلى الأبد، وفقا لوكالة بلومبرغ.
ما هو التوقيع الآلي (أوتوبن)؟
التوقيع الآلي هو اسم عام يُطلق على آلة تستخدم حبراً حقيقياً لإعادة إنتاج التوقيعات.
وتتكون هذه الآلة نت ذراع يحمل قلم رصاص أو حبر بإمكانه إعادة إنتاج التوقيع المبرمج على الورق الموضوع تحته، مما يجعل التوقيع يبدو وكأنه مكتوب بخط اليد.
تطور تقنية التوقيع الآلي واستخدامها الرئاسي
سُجلت براءة اختراع أول جهاز كتابة ميكانيكي عام 1803، الذي ابتكر نظاماً ذكياً يربط قلمين عبر مجموعة من الروافع لإنتاج نسخة مطابقة من الوثيقة الأصلية.
وكان المستخدم يكتب بقلم أساسي، فيتحرك القلم الثاني بتناغم على ورقة منفصلة، مما أعجب الرئيس توماس جيفرسون الذي أشاد به كـ"أفضل اختراع في العصر الحالي" واستخدمه بانتظام.
وتطورت هذه التقنية لاحقاً لتصل إلى مرحلة متقدمة تتيح لذراع آلية استنساخ التوقيع دون تدخل بشري.
وانتشرت أجهزة التوقيع الآلي في المؤسسات الحكومية الأميركية، خلال أربعينيات القرن الماضي، ليصبح هاري ترومان أول رئيس يتبناها رسمياً.
وبدأ استخدام الرؤساء لهذه التقنية بتوقيع المراسلات الجماعية الاحتفالية كبطاقات الأعياد ورسائل التعازي.
وحرصاً على الاحتفاظ بانطباع الخصوصية، تعامل البيت الأبيض بحذر عند الحديث عن هذه الممارسة، إلى أن كسر ليندون جونسون هذا الستار في 1968 بالسماح بتصوير جهازه لصالح مقال في "ناشيونال إنكوايرر" بعنوان "الروبوت الذي ينوب عن الرئيس".
وكان باراك أوباما أول من استخدم التوقيع الآلي للتوقيع على تشريع فيدرالي عندما وقع عن بُعد على تمديد قانون باتريوت من أوروبا عام 2011.
ووظف هذه التقنية لتوقيع 7 مشاريع قوانين حساسة على الأقل، إضافة إلى 78 عفواً رئاسياً في شهره الأخير بالبيت الأبيض. وقد أثار هذا الاستخدام مساءلات من بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين.
أما دونالد ترامب، فقد أقر باستخدامه للتوقيع الآلي لكن حصراً "للأوراق غير المهمة"، بينما ذكرت شبكة "NBC" أن بايدن، على غرار سلفه أوباما، له تاريخه الخاص مع هذه التقنية.
خلال رئاسة أوباما، أثار جمهوريون اعتراضات على استخدامه للتوقيع الآلي لتوقيع التشريعات. إذ وقع مجموعة من الأعضاء في الكونغرس، عام 2011، رسالة تطالبه بإعادة توقيع تمديد قانون باتريوت بخط اليد وإنهاء ممارسة توقيع مشاريع القوانين بالتوقيع الآلي.
وقبلها في 2005، التمس محامو البيت الأبيض رأيا قانونيا من وزارة العدل حول مشروعية توقيع التشريعات بهذه الطريقة.
وأقرت الوزارة أن المفهوم التاريخي والقانوني للتوقيع يسمح للشخص "بالتوقيع على مستند من خلال توجيه آخر بإضافة توقيعه"، وأن الرئيس ليس ملزماً بأداء الفعل المادي للتوقيع، لكنه لا يستطيع تفويض قرار التوقيع ذاته.
ولم يتم الطعن في هذه الممارسة أبدا في المحكمة، وفقا لوكالة بلومبرغ.
وتنص مذكرة رأي من مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل خلال فترة الرئيس جورج دبليو بوش، في البيت الأبيض على أن الرئيس يمكنه توقيع مشروع قانون عبر أمر شخص تحت إمرته "بإضافة توقيع الرئيس عليه".
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس ترامب لا يستخدم التوقيع الآلي للوثائق القانونية الملزمة مثل قرارات العفو.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض لشبكة فوكس نيوز، أن السياسة الرسمية لإدارة ترامب خلال فترتي رئاسته كانت تقضي باستخدام توقيع ترامب اليدوي على كل وثيقة تنفيذية أو ملزمة قانونياً.
وصرح ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة "إير فورس ون"، الأحد بأنه رغم استخدامه للتوقيع الآلي في المراسلات، فإن استخدامه لتوقيع وثائق مثل قرارات العفو يعد "أمرا مخزياً".
وقال ترامب: "قد نستخدمه، على سبيل المثال، لإرسال رسالة لشاب ما لأن ذلك أمر لطيف. تصلنا آلاف الرسائل، رسائل دعم للشباب، من أشخاص لا يشعرون بخير وما إلى ذلك. لكن توقيع قرارات العفو وكل الأشياء التي وقعها باستخدام التوقيع الآلي أمر مخزٍ".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتفاق بن ترامب ورامابوزا على تعزيز الروابط التجارية والاستثمارات
اتفاق بن ترامب ورامابوزا على تعزيز الروابط التجارية والاستثمارات

النهار

timeمنذ 42 دقائق

  • النهار

اتفاق بن ترامب ورامابوزا على تعزيز الروابط التجارية والاستثمارات

سبق المحادثات المغلقة في البيت الأبيض الأربعاء اجتماع متوتر تم بثه على الهواء مباشرة، إذا عرض ترامب مقاطع مصورة قال إنها تثبت ارتكاب إبادة جماعية ضد البيض في جنوب إفريقيا. وقال الرئيس الاميركي "لقد قتلوا"، تعليقا على مقطع يظهر عشرات السيارات التي تضم على قوله "عائلات بكاملها" لمزارعين بيض فروا من اراضيهم. وتدهورت العلاقات بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة في عهد ترامب، إذ تتّهم واشنطن بريتوريا بانتهاج سياسات معادية لذوي البشرة البيضاء. ويعدّ إصلاح نظام ملكية الأراضي الزراعية قضية شائكة في جنوب إفريقيا بعد 30 عاما على نهاية الفصل العنصري، إذ ما زال أكثر من 70 بالمئة من المزارع التجارية بيد الأقلية البيضاء.

استثمار خليجي بتدهور علاقات أوروبا بإسرائيل أجبر ترامب على كَبْس "الزرّ اليساري"؟؟؟...
استثمار خليجي بتدهور علاقات أوروبا بإسرائيل أجبر ترامب على كَبْس "الزرّ اليساري"؟؟؟...

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 43 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

استثمار خليجي بتدهور علاقات أوروبا بإسرائيل أجبر ترامب على كَبْس "الزرّ اليساري"؟؟؟...

على وقع مراجعة الإتحاد الأوروبي اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، والخطوات البريطانية التصعيدية بوجه تل أبيب، التي شملت تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، وفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية، واستقبال رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية للسفيرة الفلسطينية خلال تقديم أوراق اعتمادها، لتصبح أول سفير فلسطيني يُستقبل بهذا المستوى الرفيع داخل مؤسسات الإتحاد الأوروبي، وذلك على وقع معطيات تُفيد بأن أكثر من 20 دولة أوروبية تستعدّ لاتخاذ خطوات عقابية ضد الحكومة الإسرائيلية، في رسالة سياسية قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، (على وقع كل ذلك) يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية المُحرَجَة تجاه دول الخليج والاتفاقيات التريليونية التي وقّعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإمارات وقطر والسعودية قبل أسبوع، اختارت هي أيضاً (أميركا) توجيه رسالة معيّنة لإسرائيل ولمن يعنيهم الأمر، يدفع الإحراج عن واشنطن، بعد تدهور الأوضاع العسكرية في قطاع غزة. رسالة أميركية؟ فعلى قدر ما يمكن التعاطي مع حادثة إطلاق النار التي وقعت قرب المتحف اليهودي في واشنطن، والتي أدت إلى مقتل موظفَيْن من السفارة الإسرائيلية، على أساس أنها خرق أمني، إلا أنه يمكن التعامل معها أيضاً كرسالة سياسية أميركية موجَّهَة في اتجاهات عدة، تقول إن إسرائيل ليست بأمان أبداً، لا من حرب ولا من رصاصة، حتى في قلب أميركا، و(تقول) إن إسرائيل ليست "الرقم 1" على أي أحد في الشرق الأوسط بالنسبة الى أميركا، و(تقول) أيضاً إنه لا يتوجب على أحد أن يطالب أميركا بالضغط على إسرائيل، و(تقول) إنه لا يجب الاسترسال بهكذا ضغط لأي سبب كان، نظراً للارتفاع المستمر في معاداة السامية حول العالم. تيارات يسارية وبذلك يكون ترامب أخرج نفسه "كالشعرة من العجيبة" من كل شيء، وضرب "عصافير عدة" بحجر "يساري" واحد، قد يسمح له بالاستثمار في ما جرى لاحقاً، للانقضاض على تيارات يسارية عدة في الداخل الأميركي مستقبلاً. فما هي الخلفيات السياسية المُحتَمَلَة التي قد تكون سهّلت لمنفّذ الهجوم قرب المتحف اليهودي في واشنطن، ما قام به؟ عمل أمني؟ استبعد مرجع مُتابِع "وجود خلفيات غير أمنية في الحادث، خصوصاً أن هناك الكثير من الأجهزة في الولايات المتحدة الأميركية، وهي لا تتعاون كلّها مع بعضها البعض بالشكل اللازم". وشكّك في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأن "يكون هناك مجالات واسعة لما يُحكى عن ضغوط أميركية على إسرائيل، أو عن احتمال تخلّي واشنطن عن تل أبيب، أو حتى على مستوى تطبيق ما قيل عن استعداد إسرائيلي للتخلي التدريجي عن المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل، التي تصل الى نحو 4 مليار دولار". أوروبا والخليج وأكد المرجع أنه "لو كان ترامب جدياً وصارماً بالضّغط على إسرائيل لوقف حرب غزة سريعاً، لكان بإمكانه أن يُصدر أمراً بذلك، فتتوقف الحرب بشكل فوري. ولكنه (ترامب) سعيد أيضاً الآن بأن الأوروبيين يضيّقون على نتنياهو، لأن ذلك يساعده (ترامب) على أن يضغط على إسرائيل كما يحلو له الآن ولاحقاً في مواضيع مختلفة". وختم:"دول الخليج تستثمر حالياً بالمواقف الأوروبية تجاه إسرائيل، وهي تحاول أن تضغط على الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، من خلال ذلك. فدول الخليج، وتحديداً قطر والسعودية، هي التي دفعت أميركا الى ممارسة الضغط لدخول المساعدات الى قطاع غزة. وهذه من تداعيات زيارات ترامب الخليجية، والاتفاقيات التي وقّعها هناك". أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

إدارة ترامب تمنع جامعة هارفارد بتسجيل الطلاب الأجانب
إدارة ترامب تمنع جامعة هارفارد بتسجيل الطلاب الأجانب

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

إدارة ترامب تمنع جامعة هارفارد بتسجيل الطلاب الأجانب

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنها أبطلت حق جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب في خضم نزاع متفاقم بين سيّد البيت الأبيض والصرح التعليمي المرموق. وترامب مستاء من الجامعة التي تخرّج منها 162 فائزا بجوائز نوبل، لرفضها طلب إدارته إخضاع عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف، على خلفية اتّهامه إياها بأنها 'مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية' ومنخرطة في 'أيديولوجيا اليقظة (Woke)' التي لا ينفك يوجّه إليها انتقادات حادة. وجاء في رسالة وجّهتها وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إلى رابطة 'آيفي ليغ' التي تضم 8 من أشهر جامعات البلاد 'بمفعول فوري: تم إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب بجامعة هارفارد'، في إشارة إلى النظام الرئيسي الذي يُسمح بموجبه للطلاب الأجانب بالدراسة في الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store