logo
سوريا التي نرجو

سوريا التي نرجو

العربيةمنذ يوم واحد
الأخبار الواردة من سوريا مقلقة. الإدارة الجديدة أنتجت في الأشهر الثمانية تقريباً حتى اليوم الكثير من الإيجابيات، أكبرها الإطاحة بالنظام السابق، وكانت معجزة. كان نظام الأسد التسلطي وأجهزته القمعية والدول المناصرة له صعبة المراس، ولم تكن هينة أو قليلة الأدوات، ولكن الثورة السورية انتصرت في نهاية المطاف.
منذ ذلك الوقت حدث الكثير من الإيجابيات، رفعت سوريا من معظم القوائم الدولية التي وضعت عقوبات مختلفة عليها، وقدم رأس المال الغربي للاستثمار، وكذلك العربي، ودخلت سوريا الجديدة في علاقات إيجابية مع الجوار بخاصة الجوار العربي والجوار التركي، والفضاء الدولي.
كان من الطبيعي جداً أن ترحب دول عربية وازنة بهذا التغيير رجاءً للأفضل لسوريا، كمثل موقف المملكة العربية السعودية المساند القوي، ودول الخليج، وعدد آخر من الدول العربية وتركيا لم تتأخر في الدعم والمساندة، وأيضاً تسهيل الطريق أمام سوريا الجديدة للدخول في الفضاء العالمي بإيجابية.
رغم ذكاء الإدارة القائمة في تحريك الدعم، إلا أن مشروع سوريا الجديدة لم يظهر بعد أو يتبلور، من أجل طمأنة المجتمع السوري على المستقبل. من الطبيعي، كما حدث، أن تظهر منغصات في الطريق، بخاصة من مجموعات حرمت طويلاً إبداء رأيها في الحكم، أو مجموعات حرمت امتيازاتها السابقة. فكلا الطرفين يريد أن يضع عقبات وشروطاً من أجل موقع أفضل له في الدولة السورية الجديدة، ذلك متوقع وأيضاً طبيعي.
ما يجب الحذر منه هو إبدال الحوار بالقمع. فالقبضة الأمنية لم تنفع النظام السوري السابق، حتى بعد طول سنوات من الصراع القاتل، ولم تنفع نظام القذافي على صلابته وقسوته، ولم تنفع أيضاً نظام بن علي في تونس. فعلى الأرض، يتعامل البشر مع القمع بأساليب مختلفة ومضادة، تنتج في نهاية الأمر إزاحة ذلك القمع.
لذلك، لا بدّ من استبدال القبضة الأمنية والقمع بالحوار، وفي الحوار شجاعة أكثر من القمع. القمع يمكن أن يطفئ بعض الشرور، لكنه غير مستدام النتائج، ويتحول تدريجاً إلى طريق للانتقام. والحوار يحتاج إلى شجاعة وحكمة، وهو أول متطلبات الحكم الرشيد، وأفضل طريق لتقليل أكلاف المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها سوريا. والحوار أكلافه أقل من القمع، وأكلافه على الدولة أقل.
أهم عناصر الحوار هو الاستماع إلى الآخر، والتعرف على مخاوفه (الحقيقية أو المتخيلة). العالم اليوم يتغير في ظل أدوات فاعلة جديدة في المجتمعات، ولم تعد الأيديولوجيا (أي الأفكار القطعية) صالحة للحكم في زماننا. ما يصلح هو التوافق الجمعي والمرحلي المرن، والقابل للتطور، وقد آن الأوان لتصحيح آليات العمل السياسي وتغييرها، وإضافة النجاح على النجاح.
تراكمت طموحات الشعب السوري خلال 14 عاماً منذ بدء الثورة ضد النظام السابق في 2011، وكانت طموح الإعلان الدستوري، أو ما يمكن تسميته الوثائق الدستورية الموقتة، محوراً لعديد من محاولات للمعارضات تهدف إلى وضع أسس قانونية، وبنيوية لقيام دولة جديدة بديلة من نظام الحكم القائم الأسدي.
جاءت هذه المحاولات من أطراف متعددة، أبرزها المعارضة السياسية السورية، والهيئات المدنية، والمجالس المحلية، وكذلك بعض القوى الدولية والإقليمية. برزت الحاجة إلى وضع تصور قانوني بديل من نظام الحكم السابق منذ 2012، وبدأت المعارضة السورية المختلفة بما تسمى إعلانات دستورية، أو مسودات أولية للدستور الجديد، منها الوثيقة الدستورية للهيئة العامة للثورة 2011-2012 التي أعدتها جهات معارضة في الداخل والخارج، والوثيقة الدستورية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في 2013، ووثيقة مؤتمر الرياض والمعارضة في 2015 و2016، ومبادرة المجتمع المدني والحقوقيين السوريين. أنتجت هذه المحاولات كلها تراكماً معرفياً متوافراً، وأبرزت أهمية وجود الدولة المدنية العادلة، ولا مجال (كما نصت الوثائق) لوجود الدولة الدينية أو العسكرية، وأكدت حقوق الإنسان، وضمان الحريات الفردية والعامة، والمواطنة المتساوية، ورفض الطائفية والتمييز العرقي، وأيضاً أكدت مركزية الإدارية السورية. وكما في كل الوثائق، كان استقلال القضاء ركيزة أساسية للعدالة، إذ لدينا أدبيات يمكن البناء عليها.
السرعة التي تم بها الإعلان الدستوري بعد وصول رجال الثورة إلى دمشق في كانون الأول/ديسمبر الماضي هي محاولة، لكنها محدودة وسريعة، وتحتاج إلى إعادة نظر، والقيام بتنظيم مؤتمر وطني يستمر عدداً من الأيام، يدخل كل المكونات السورية في نقاش واسع وموضوعي، لأولئك الذين يعتقدون أن سوريا الموحدة يجب أن تكون هي سوريا الجديدة، وأن سوريا ديموقراطية ومدنية، لا عسكرية ولا دينية.
قد تضع هذه القواعد النظام السوري على سكة النجاحات، إضافة إلى النجاحات التي حققها حتى الآن، بهذا الإعلان المرجو والمتوافق عليه، ويمكن بعد ذلك معالجة الشواذ والمزايدين بأريحية أكبر، وبدعم عربي وعالمي أوسع.
إن المراوحة في مكان واحد لن تجدي نفعاً، والاستماع إلى الصقور أيضاً يقلص من قاعدة النظام الجديد، هذا الجمهور الذي استقبل النظام الجديد بفرح، متمنياً أن تكون سوريا الجديدة أفضل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: رئيسَا وفدَي روسيا وأوكرانيا يعقدان اجتماعاً في إسطنبول
تقرير: رئيسَا وفدَي روسيا وأوكرانيا يعقدان اجتماعاً في إسطنبول

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

تقرير: رئيسَا وفدَي روسيا وأوكرانيا يعقدان اجتماعاً في إسطنبول

نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، الأربعاء، عن مصدر أن فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي ونظيره الأوكراني روستم أوميروف عقداً اجتماعاً منفرداً في إسطنبول، الأربعاء، قبل جولة ثالثة من محادثات السلام. وكانت روسيا قد أكدت أنها ستُشارك في محادثات مع أوكرانيا، خلال وقت لاحق، الأربعاء، بمدينة إسطنبول التركية، لكنها توقعت أن تكون المفاوضات «صعبة جداً». وقال الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي: «لقد غادر وفدُنا إلى إسطنبول، ومن المقرر إجراء محادثات، هذا المساء... لا أحد يتوقع مساراً سهلاً، ستكون (المحادثات) صعبة جدّاً». المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (أ.ب) وقال مصدر دبلوماسي أوكراني، لوكالة «رويترز»، إن وفداً من بلاده وصل إلى أنقرة لعقد اجتماعات ثنائية مع المسؤولين الأتراك، قبيل إجراء محادثات مع روسيا في إسطنبول، في وقت لاحق، الأربعاء. وأضاف المصدر أن كييف مستعدّة لاتخاذ خطوات مهمة نحو السلام والوقف الكامل لإطلاق النار. وأكد مصدر في الوفد الأوكراني، أنّ كييف مستعدّة للموافقة على وقف لإطلاق النار، لكن نتائج المباحثات تبقى رهن اتخاذ روسيا «موقفاً بنّاء». وقال المصدر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يعتمد كلّ شيء على ما إذا كانت روسيا ستتوقف عن اعتماد لهجة الإنذارات وتتخذ موقفاً بنّاءً»، مضيفاً أنّ «هذا سيُحدّد ما إذا كان بالإمكان تحقيق نتائج في هذا الاجتماع». ويلتقي المفاوضون الروس والأوكرانيون في إسطنبول، لعقد جولة ثالثة من المحادثات منذ شهر مايو (أيار) الماضي، رغم أن التوقعات بإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات تظل ضعيفة بسبب التباعد الكبير في المواقف. وأظهرت بيانات من موقع «فلايت رادار 24» لتتبُّع الرحلات الجوية، أن الطائرة التي استقلّها رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، في رحلة المحادثات السابقة بإسطنبول، أقلعت من موسكو. وخفّض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من سقف التوقعات، قائلاً إن المحادثات لن تتناول وقف إطلاق النار بشكل مفصل. إردوغان وزيلينسكي في أنقرة (الرئاسة التركية) وأشار زيلينسكي، في حديثه لدبلوماسيين في كييف، الاثنين، إلى أن اجتماع الأربعاء سيُركز، بدلاً من ذلك، على دفع جهود إعادة أسرى الحرب الأوكرانيين والأطفال الذين اختطفتهم روسيا، بالإضافة إلى التحضير لاجتماع على المستوى الرئاسي. وقال: «نحن في حاجة إلى زخم أكبر في المفاوضات لإنهاء الحرب»، موضحاً أنه لهذا السبب يُصرّ على عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من جانبها، تُصر موسكو على أن تناقش، خلال الاجتماع، الأوراق التي جرى تبادلها سابقاً بين الطرفين بشأن مسارات محتملة لتحقيق السلام. لكن المتحدث باسم «الكرملين»، ديميتري بيسكوف، حذّر أيضاً من التفاؤل، قائلاً إن «جهوداً دبلوماسية كبيرة» ستكون مطلوبة للتوصل إلى تقارب بشأن وقف إطلاق النار. الرئيسان رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين (أ.ب) وفي حين تُصرّ كييف على وقف إطلاق نار غير مشروط لتهيئة أجواء المفاوضات لإنهاء النزاع، فإن موسكو تُواصل التمسك بمطالبها القصوى، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من المناطق الشرقية التي ضمّتها روسيا. وكانت أوكرانيا وروسيا قد بدأتا، مايو (أيار) الماضي، محادثات مباشرة، لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات، وأسفرت، حتى الآن، عن تبادل واسع لأسرى الحرب، شمل مؤخراً جنوداً دون سن الخامسة والعشرين ومصابين بجروح خطيرة. وسيقود الوفد الروسي مجدداً المستشار الرئاسي وزير الثقافة السابق، فلاديمير ميدينسكي، وفق الكرملين، في حين سيرأس الفريق الأوكراني وزير الدفاع السابق روستم عمروف، الذي عُيّن لاحقاً رئيساً لمجلس الأمن القومي والدفاع.

ابن فرحان يتلقى رسالة من لافروفواتصالاً من وزير الخارجية البريطاني
ابن فرحان يتلقى رسالة من لافروفواتصالاً من وزير الخارجية البريطاني

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ابن فرحان يتلقى رسالة من لافروفواتصالاً من وزير الخارجية البريطاني

تلقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية رسالة خطية، من معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة. وتسلم الرسالة معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، خلال استقباله أمس في مقر الوزارة بالرياض، سفير روسيا الاتحادية لدى المملكة سيرجي كوزلوف. وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. كما تلقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اتصالاً هاتفيًا، أمس، من معالي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة ديفيد لامي. وجرى خلال الاتصال بحث التطورات الإقليمية والدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

الداخلية السورية: سنحاسب كل من ارتكب انتهاكات في السويداء
الداخلية السورية: سنحاسب كل من ارتكب انتهاكات في السويداء

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

الداخلية السورية: سنحاسب كل من ارتكب انتهاكات في السويداء

شدد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، الأربعاء، على أن انتهاكات السويداء لا تمثل الدولة. وقال البابا في مقابلة مع "العربية" من دمشق: "نعمل على تحديد المتورطين في انتهاكات السويداء". كما أضاف أن "كل الأطراف ارتكبت انتهاكات في السويداء"، مردفاً: "سنحاسب كل من ارتكب انتهاكات". كذلك مضى قائلاً: "نقوم بما يلزم لضمان نجاح اتفاق السويداء". وكشف البابا أنه تم إجلاء أكثر من 3000 عائلة من السويداء. كما تابع: "نعمل على تأمين كل محافظة السويداء، والحكومة ستتولى الأمن". فيما شدد على أن "خروج السويداء عن هيكل الدولة السورية سيهدد دول الجوار". "انتهاكات صادمة وجسيمة" وكان وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، قد أكد، الثلاثاء، أنه لن يتم التسامح مع أي من مرتكبي الانتهاكات في مدينة السويداء جنوب البلاد، حتى لو كان منتسباً لوزارة الدفاع. كما أعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن الوزارة ممثلة بأبو قصرة تابعت تقارير حول "انتهاكات صادمة وجسيمة ارتكبتها مجموعة غير معروفة ترتدي الزي العسكري في مدينة السويداء". كذلك قالت إدارة الإعلام والاتصال في الدفاع السورية، في بيان نُشر على حساب الوزارة في منصة "إكس"، إنه "بناء على التعميمات الصارمة التي أصدرتها الوزارة بعدم دخول أية تشكيلات غير تابعة لها إلى منطقة العمليات العسكرية، تم تشكيل لجنة لمتابعة الانتهاكات التي حصلت في مدينة السويداء، والتحقيق في تبعية وخلفية الأفراد المرتكبين لها". وأضافت أنه سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق الأفراد المرتكبين للانتهاكات في مدينة السويداء، بعد التعرف عليهم. "عمليات انتقامية" كذلك أردفت إدارة الإعلام والاتصال في الدفاع السورية أن أبو قصرة سيتابع تحقيقات لجنة الانتهاكات العسكرية بشكل مباشر. وتابعت: "أكدنا في تصريحات سابقة أن العديد من المجموعات المناطقية كانت متواجدة بمدينة السويداء، ونفذت عمليات انتقامية فيها". فيما ختمت قائلة إن "التحقيقات ستشمل كل من ظهر في التقارير الصادمة والمروعة، وستعرض النتائج حالما تنتهي أعمال اللجنة". اشتباكات السويداء يذكر أن السويداء شهدت الأسبوع الفائت اشتباكات بين مسلحين محليين وعشائر بدوية، ما استدعى تدخل قوات حكومية. فيما دخلت إسرائيل على خط المواجهة فشنت في 16 يوليو سلسلة غارات ولا سيما قرب مقر الأركان العامة وفي محيط قصر الرئاسة في دمشق، بحجة "الدفاع عن الدروز". إلى ذلك انسحبت القوات السورية، في 17 يوليو، من السويداء وفقاً لاتفاق وقف للنار تم التوصل إليه وأعلنته وزارة الداخلية. غير أن الاشتباكات استمرت بين مسلحين محليين وعشائر بدوية. ثم أعلنت الرئاسة السورية، فجر 19 يوليو، وقفاً "فورياً" لإطلاق النار ودعت كل الأطراف إلى الالتزام به، مع بدء قوات الأمن الانتشار في السويداء بعد الاشتباكات التي شهدتها المحافظة. كما أعلنت الولايات المتحدة، في 19 يوليو، اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف النار، بعد الغارات التي شنتها إسرائيل في خضم المعارك بالسويداء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store