حوار مع الكاتب النيجري عمر مختار الأنصاري !ماجيد صراح
الكاتب والسياسي النيجري عمر مختار الأنصاري يرافع لأجل:
حوار هادئ بين الجزائر ودول الساحل لتصحيح الوضع
ماجيد صراح*
في ظل استمرار الأزمة بين الجزائر والسلطات العسكرية في مالي واستدعاء السفراء وتبادل التصريحات الحادة، تتوسع دائرة القلق في الساحل من تبعات هذا الوضع الذي قد تكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة.
في هذا الحوار مع 'الشروق/الشروق أونلاين' يعود الكاتب والسياسي النيجري، عمر مختار الأنصاري، إلى ما يجمع الجزائر ودول الساحل، مؤكدا بأنها حليف تاريخي يدعم تطلعات شعوب المنطقة نحو الحرية والتنمية، داعيا إلى حوار هادئ بعيدًا عن التصعيد الذي لا يخدم سوى أعداء الاستقرار.
الشروق/الشروق أونلاين: كيف تتابعون تطورات الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، خاصة بعد التوتر الأخير والتصريحات المتبادلة؟
عمر مختار الأنصاري: كسياسي ديمقراطي في النيجر، نتابع بقلق بالغ التطورات بين الجزائر ومالي، لأننا نؤمن بأن الاستقرار الإقليمي يعتمد على التعاون بين الدول الملتزمة بالديمقراطية واحترام إرادة الشعوب.
الجزائر كشريك استراتيجي للنيجر، قدمت دعمًا مستمرًا لاستقرارنا، من خلال مبادرات مثل التعاون الأمني المشترك لمكافحة الإرهاب، ودعم مشاريع التنمية في مناطقنا الحدودية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المدنية والعسكرية.
وفي مالي كذلك، لعبت الجزائر دورًا تاريخيًا هامًا حيث ساهمت في استقرارها عبر دعمها الأمني خلال ثورة التوارق عام 1963، من خلال تسليم قادة التمرد، مما ساعد على إنهاء النزاع. كما واصلت الجزائر جهودها من خلال وساطتها في أزمات التوارق خلال التسعينيات، وصولاً إلى اتفاق الجزائر للسلام عام 2015 الذي سعى لإنهاء النزاع في شمال مالي. هذه المبادرات تؤكد التزام الجزائر بالحلول السلمية.
نرى أن التوتر الحالي قد يكون مرتبطًا بانحراف بعض الأنظمة الانقلابية عن مبادئ الحكم الرشيد، مما يعيق جهود الجزائر الدبلوماسية، لذلك، ندعو إلى حوار هادئ يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، بعيدًا عن التصعيد الذي لا يخدم سوى أعداء الاستقرار.
مثل مالي، استدعت كل من النيجر وبوركينا سفيريهما من الجزائر. هل ترى أن هناك إمكانية لانخراطهما في تصعيد أكبر ضد الجزائر إذا استمرت الأزمة؟
قرار استدعاء السفراء يعكس موقفًا مؤسفًا من بعض الأنظمة التي تسيطر عليها توجهات انقلابية، وهو لا يمثل إرادة شعوب النيجر وبوركينا فاسو. الجزائر، بالنسبة لنا ليست خصمًا، بل حليف تاريخي يدعم تطلعات شعوبنا نحو الحرية والتنمية.
نعتقد أن التصعيد ضد الجزائر لن يخدم إلا أجندات تستهدف زعزعة المنطقة، ونحن في النيجر نسعى لتعزيز الحوار مع الجزائر لإعادة بناء الثقة.
الأنظمة الانقلابية قد تجد نفسها معزولة إذا استمرت في هذا النهج، بينما الحل الدبلوماسي هو السبيل لضمان استقرار الجميع.
حسب رأيك، ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التوتر غير المسبوق بين الجزائر ومالي؟ وهل هناك أطراف خارجية تساهم في تأجيج الخلاف؟
التوتر الحالي ينبع من اختلاف جوهري في الرؤى: الجزائر تدافع عن حلول سياسية ودبلوماسية ترتكز على احترام السيادة والحكم الديمقراطي، بينما يعتمد النظام الانقلابي في مالي مقاربات عسكرية متشددة أثارت قلق الجزائر ودول الجوار. قرار مالي الاستعانة بمجموعات مثل فاغنر، إلى جانب تعزيز التعاون العسكري مع قوى خارجية، يتعارض مع جهود الجزائر للحفاظ على استقرار المنطقة.
لا يمكن استبعاد دور أطراف خارجية تسعى لاستغلال هذا التوتر لتعزيز نفوذها في الساحل، مستفيدة من الفوضى التي تخلقها الأنظمة غير الشرعية. نحن ندعو إلى وحدة إقليمية تحمي مصالح شعوبنا من هذه التدخلات، مع دعم نهج الجزائر الدبلوماسي.
ما هي المخاطر التي قد تنجم عن استمرار هذا التوتر على استقرار منطقة الساحل؟ وهل هناك خطر أن تتحول المنطقة إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية؟
استمرار التوتر، خاصة بسبب سياسات الأنظمة الانقلابية، قد يقوّض التعاون الإقليمي الضروري لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وتحديات التنمية.
الساحل منطقة هشة، والانقسامات ستفتح المجال أمام الجماعات المتطرفة وقوى خارجية تسعى لاستغلال شعوب المنطقة، ونخشى أن يتحول الساحل إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية إذا لم نعزز الحوار عبر آليات مثل 'الإيكواس' والاتحاد الإفريقي، وندعم الجهود الدبلوماسية للحفاظ على السيادة الإقليمية ومنع أي استغلال خارجي.
رغم دور الجزائر المناهض للاستعمار ومساهمتها في حركات التحرر الإفريقية، والروابط التاريخية والثقافية مع مالي والنيجر، نشهد حملات تشويه عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تتهم الجزائر بدعم الإرهاب وتدعو للتصعيد ضدها. ما تحليلك؟
هذه الحملات مؤسفة ولا تعكس الحقيقة التاريخية لدور الجزائر كمدافع عن الحرية والاستقرار. الجزائر قدمت دعمًا موثقًا لإفريقيا، مثل تدريب مقاتلي حركات التحرر في الستينيات والسبعينيات، واستضافة مفاوضات السلام لدول مثل إثيوبيا وإريتريا، ودعم استقلال ناميبيا وزيمبابوي. في الساحل، قادت الجزائر مبادرات مثل اتفاق الجزائر 2015، وتوفير المساعدات الإنسانية للنازحين في مالي والنيجر، ودعم مشاريع مكافحة التصحر والتنمية المستدامة.
نحن في النيجر، نرى أن هذه الحملات قد تكون مدفوعة من أطراف تستفيد من إضعاف الجزائر، خاصة تلك التي تدعم الأنظمة الانقلابية لزعزعة الوحدة الإقليمية؛ كما أننا لا ننسى للجزائر رفضها للتدخل العسكري بالنيجر وإغلاق أجوائها عن الطيران الفرنسي ودعوتها إلى مبادرة للحل السلمي والدبلوماسي، نأسف لرفضها من طرف المجلس العسكري الحاكم بناء على توجيهات من باماكو.
وفي الختام ندعو إلى تعزيز التواصل بين شعوبنا ودحض هذه التهم والادعاءات بالحقائق المشهرة والموثقة، والحفاظ على الروابط الأخوية مع الجزائر الشقيقة التي لم نر منها سوى الأخوة وحسن الجوار.
2025-04-17
The post حوار مع الكاتب النيجري عمر مختار الأنصاري !ماجيد صراح first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- شفق نيوز
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، ومقتل نحو 58 في هجوم أمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي بمناطق سيطرة الحوثيين
ارتفع عدد قتلى الغارات الأمريكية التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي غربي اليمن إلى 58، إضافة إلى إصابة 126 آخرين، وفق ما نقلته قناة المسيرة التابعة للحوثيين. وقالت القناة إن الضحايا من العاملين والموظفين داخل المنشأة النفطية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وفي لقطات بثتها قناة المسيرة، فجر الجمعة، ظهرت مشاهد أولية للغارات على الميناء، حيث أضاءت كرة من النار منطقة ترسو فيها سفن، بينما تصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما بدا أنه حريق. وكان الجيش الأمريكي قد أعلن، يوم الخميس، أن قواته دمّرت ميناء رأس عيسى، في خطوة قال إنها تهدف إلى قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين. وقالت القيادة المركزية الأمريكية عبر منصة "كس إن العملية جاءت "للقضاء على هذا المرفق الذي يشكل مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران، وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات"، حسب البيان. وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظوماته الدفاعية الجوية اعترضت صاروخاً أُطلق من اليمن. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوّت في عدة مناطق وسط إسرائيل، دون تسجيل إصابات. وأوضحت القناة أن منظومة "حيتس 3" الدفاعية استُخدمت لاعتراض الصاروخ، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجبهة الداخلية فعّلت نظام تحذير جديداً للمدنيين قبيل إطلاق صفارات الإنذار. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر يقولون إنها ذات صلة بإسرائيل، وذلك في إطار ما تصفه الجماعة بـ "إسناد الفلسطينيين في غزة". وفي منتصف يناير/كانون الثاني 2025، توصلت إسرائيل وحماس لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء يتضمن عدة مراحل، لتبدأ هدنة في القطاع استمرت نحو شهرين. وفي بداية شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف دخول المساعدات والإمدادات إلى قطاع غزة، متهمة حماس برفض مقترح أمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وفي الـ 18 من الشهر ذاته، استأنفت إسرائيل غاراتها وعملياتها العسكرية في القطاع، لتنهي بذلك الهدنة. وبالتزامن مع ذلك، هدّد الحوثيون باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية، ما حدا بواشنطن إلى إطلاق عملية عسكرية ضدهم في 15 مارس/آذار بهدف وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. ومنذ ذلك الحين، تتعرض المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن لغارات شبه يومية. وتوعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحوثيين المدعومين من إيران بالقضاء عليهم، محذّراً طهران من مواصلة دعمهم. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن شركة أقمار اصطناعية صينية تدعم هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن "شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأمريكية". وأضافت المتحدثة أن "دعم بكين للشركة، حتى بعد محادثاتنا الخاصة معهم، مثال آخر على مزاعم الصين الفارغة بدعم السلام"، على حدّ تعبيرها. ولم تقدّم بروس في البداية تفاصيل عن طبيعة دعم الشركة للمتمردين، لكنها أشارت لاحقاً إلى "شركة صينية تقدم صور أقمار اصطناعية للحوثيين". وشركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، هي ذاتها التي فرضت عليها واشنطن عقوبات عام 2023، بعدما اتهمتها بتوفير صور عالية الدقة لشركة فاغنر الأمنية الروسية، التي أدت دوراً رئيسياً في حرب أوكرانيا. في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات على مصرف يمني على خلفية "دعمه المتمردين الحوثيين في اليمن". وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن فرض العقوبات على "بنك اليمن الدولي" يشكّل استكمالاً للجهود الحكومية الرامية إلى "وقف هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر". من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان منفصل، إن واشنطن "ملتزمة بتعطيل الشبكات المالية للحوثيين وتعطيل وصولهم إلى الخدمات المصرفية".


الزمان
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- الزمان
واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بمساعدة الحوثيين
واشنطن (أ ف ب) – أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن شركة أقمار صناعية صينية تدعم هجمات الحوثيين في اليمن على المصالح الأميركية، فيما أعلن الجيش الأميركي شن غارات على ميناء نفطي يمني بهدف قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين. بدأ الحوثيون استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 تضامنا مع الفلسطينيين في غزة على حد قولهم، وقد شنت القوات الأميركية غارات مكثفة عليهم في محاولة لوقف هذه الهجمات. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس بأن 'شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية (…) تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأميركية'. أضافت أن 'دعم بكين للشركة، حتى بعد محادثاتنا الخاصة معهم (…) مثال آخر على مزاعم الصين الفارغة بدعم السلام'. ولم تقدم بروس في البداية تفاصيل عن طبيعة دعم الشركة للمتمردين، لكنها أشارت لاحقا إلى 'شركة صينية تقدم صورا أقمار صناعية للحوثيين'. وفرضت واشنطن عقوبات على شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية عام 2023 بعدما اتهمتها بتوفير صور عالية الدقة لشركة فاغنر الأمنية الروسية التي أدت دورا رئيسيا في حرب موسكو ضد أوكرانيا قبل أن يتم حلها. ومنعت هجمات الحوثيين السفن من عبور قناة السويس، الممر الحيوي بين آسيا وأوروبا الذي تمر عبره 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر الكثير من الشركات على اتخاذ مسارات بديلة أكثر كلفة. وأطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة جديدة من العمليات العسكرية ضد الحوثيين اعتبارا من 15 آذار/مارس. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية 'سنتكوم' الخميس أن الضربات الأميركية دمرت ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن. وجاء في بيان لسنتكوم عبر منصة إكس أن 'قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات'.


ساحة التحرير
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
حوار مع الكاتب النيجري عمر مختار الأنصاري !ماجيد صراح
الكاتب والسياسي النيجري عمر مختار الأنصاري يرافع لأجل: حوار هادئ بين الجزائر ودول الساحل لتصحيح الوضع ماجيد صراح* في ظل استمرار الأزمة بين الجزائر والسلطات العسكرية في مالي واستدعاء السفراء وتبادل التصريحات الحادة، تتوسع دائرة القلق في الساحل من تبعات هذا الوضع الذي قد تكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة. في هذا الحوار مع 'الشروق/الشروق أونلاين' يعود الكاتب والسياسي النيجري، عمر مختار الأنصاري، إلى ما يجمع الجزائر ودول الساحل، مؤكدا بأنها حليف تاريخي يدعم تطلعات شعوب المنطقة نحو الحرية والتنمية، داعيا إلى حوار هادئ بعيدًا عن التصعيد الذي لا يخدم سوى أعداء الاستقرار. الشروق/الشروق أونلاين: كيف تتابعون تطورات الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، خاصة بعد التوتر الأخير والتصريحات المتبادلة؟ عمر مختار الأنصاري: كسياسي ديمقراطي في النيجر، نتابع بقلق بالغ التطورات بين الجزائر ومالي، لأننا نؤمن بأن الاستقرار الإقليمي يعتمد على التعاون بين الدول الملتزمة بالديمقراطية واحترام إرادة الشعوب. الجزائر كشريك استراتيجي للنيجر، قدمت دعمًا مستمرًا لاستقرارنا، من خلال مبادرات مثل التعاون الأمني المشترك لمكافحة الإرهاب، ودعم مشاريع التنمية في مناطقنا الحدودية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المدنية والعسكرية. وفي مالي كذلك، لعبت الجزائر دورًا تاريخيًا هامًا حيث ساهمت في استقرارها عبر دعمها الأمني خلال ثورة التوارق عام 1963، من خلال تسليم قادة التمرد، مما ساعد على إنهاء النزاع. كما واصلت الجزائر جهودها من خلال وساطتها في أزمات التوارق خلال التسعينيات، وصولاً إلى اتفاق الجزائر للسلام عام 2015 الذي سعى لإنهاء النزاع في شمال مالي. هذه المبادرات تؤكد التزام الجزائر بالحلول السلمية. نرى أن التوتر الحالي قد يكون مرتبطًا بانحراف بعض الأنظمة الانقلابية عن مبادئ الحكم الرشيد، مما يعيق جهود الجزائر الدبلوماسية، لذلك، ندعو إلى حوار هادئ يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، بعيدًا عن التصعيد الذي لا يخدم سوى أعداء الاستقرار. مثل مالي، استدعت كل من النيجر وبوركينا سفيريهما من الجزائر. هل ترى أن هناك إمكانية لانخراطهما في تصعيد أكبر ضد الجزائر إذا استمرت الأزمة؟ قرار استدعاء السفراء يعكس موقفًا مؤسفًا من بعض الأنظمة التي تسيطر عليها توجهات انقلابية، وهو لا يمثل إرادة شعوب النيجر وبوركينا فاسو. الجزائر، بالنسبة لنا ليست خصمًا، بل حليف تاريخي يدعم تطلعات شعوبنا نحو الحرية والتنمية. نعتقد أن التصعيد ضد الجزائر لن يخدم إلا أجندات تستهدف زعزعة المنطقة، ونحن في النيجر نسعى لتعزيز الحوار مع الجزائر لإعادة بناء الثقة. الأنظمة الانقلابية قد تجد نفسها معزولة إذا استمرت في هذا النهج، بينما الحل الدبلوماسي هو السبيل لضمان استقرار الجميع. حسب رأيك، ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التوتر غير المسبوق بين الجزائر ومالي؟ وهل هناك أطراف خارجية تساهم في تأجيج الخلاف؟ التوتر الحالي ينبع من اختلاف جوهري في الرؤى: الجزائر تدافع عن حلول سياسية ودبلوماسية ترتكز على احترام السيادة والحكم الديمقراطي، بينما يعتمد النظام الانقلابي في مالي مقاربات عسكرية متشددة أثارت قلق الجزائر ودول الجوار. قرار مالي الاستعانة بمجموعات مثل فاغنر، إلى جانب تعزيز التعاون العسكري مع قوى خارجية، يتعارض مع جهود الجزائر للحفاظ على استقرار المنطقة. لا يمكن استبعاد دور أطراف خارجية تسعى لاستغلال هذا التوتر لتعزيز نفوذها في الساحل، مستفيدة من الفوضى التي تخلقها الأنظمة غير الشرعية. نحن ندعو إلى وحدة إقليمية تحمي مصالح شعوبنا من هذه التدخلات، مع دعم نهج الجزائر الدبلوماسي. ما هي المخاطر التي قد تنجم عن استمرار هذا التوتر على استقرار منطقة الساحل؟ وهل هناك خطر أن تتحول المنطقة إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية؟ استمرار التوتر، خاصة بسبب سياسات الأنظمة الانقلابية، قد يقوّض التعاون الإقليمي الضروري لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وتحديات التنمية. الساحل منطقة هشة، والانقسامات ستفتح المجال أمام الجماعات المتطرفة وقوى خارجية تسعى لاستغلال شعوب المنطقة، ونخشى أن يتحول الساحل إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية إذا لم نعزز الحوار عبر آليات مثل 'الإيكواس' والاتحاد الإفريقي، وندعم الجهود الدبلوماسية للحفاظ على السيادة الإقليمية ومنع أي استغلال خارجي. رغم دور الجزائر المناهض للاستعمار ومساهمتها في حركات التحرر الإفريقية، والروابط التاريخية والثقافية مع مالي والنيجر، نشهد حملات تشويه عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تتهم الجزائر بدعم الإرهاب وتدعو للتصعيد ضدها. ما تحليلك؟ هذه الحملات مؤسفة ولا تعكس الحقيقة التاريخية لدور الجزائر كمدافع عن الحرية والاستقرار. الجزائر قدمت دعمًا موثقًا لإفريقيا، مثل تدريب مقاتلي حركات التحرر في الستينيات والسبعينيات، واستضافة مفاوضات السلام لدول مثل إثيوبيا وإريتريا، ودعم استقلال ناميبيا وزيمبابوي. في الساحل، قادت الجزائر مبادرات مثل اتفاق الجزائر 2015، وتوفير المساعدات الإنسانية للنازحين في مالي والنيجر، ودعم مشاريع مكافحة التصحر والتنمية المستدامة. نحن في النيجر، نرى أن هذه الحملات قد تكون مدفوعة من أطراف تستفيد من إضعاف الجزائر، خاصة تلك التي تدعم الأنظمة الانقلابية لزعزعة الوحدة الإقليمية؛ كما أننا لا ننسى للجزائر رفضها للتدخل العسكري بالنيجر وإغلاق أجوائها عن الطيران الفرنسي ودعوتها إلى مبادرة للحل السلمي والدبلوماسي، نأسف لرفضها من طرف المجلس العسكري الحاكم بناء على توجيهات من باماكو. وفي الختام ندعو إلى تعزيز التواصل بين شعوبنا ودحض هذه التهم والادعاءات بالحقائق المشهرة والموثقة، والحفاظ على الروابط الأخوية مع الجزائر الشقيقة التي لم نر منها سوى الأخوة وحسن الجوار. 2025-04-17 The post حوار مع الكاتب النيجري عمر مختار الأنصاري !ماجيد صراح first appeared on ساحة التحرير.