
هل تعلمنا من درسك البليغ؟
مع انك تعرف مسبقا بخسارة المعركة كسيف ورمح وصهيل خيل، وتعلم ان ضحاياها أهل بيتك وصحبك عنوان الوفاء في أحلك الأيام، الذين تشربوا بماء العقيدة ليؤمنوا بك وريثا للرسالة، والطريق المستقيم الى الله، وتدرك تماما ان القوم قساة، ولا يتوانون عن ذبح رضيع او حرق خيمة او انتهاك ستر، كل ذلك تعرفه، ومع ذلك خضته، وثمنه كان دمك المقدس.
وسألنا أنفسنا عندما كنا صغارا ما الذي حمل رجلا ببصيرتك وحلمك أن يقدم أهل بيته قربانا، ويتيح لأراذل القوم رفع رأسه على رمح الى حيث الفاسقين، وعرفنا كبارا ان كراسي الدنيا لا تساوي عندك عفطة عنز، فلم تأت لجاه، فأنتم الجاه كله، ألست سبط الرسول، وابن سيد البلغاء وامام المتقين، اذن لا مجال للتأويل سوى ان منازلتك الأعداء أردت بها درسا عظيما للانسانية، تتعلم منه ان الدنيا متاع، وان الخلود في زهدها، وان الحياة بلا معنى ان غاب العدل، وشاع الظلم، وكثر الفقراء، وساد الاستعباد، وان لا قيمة للوجود من دون رسالة، وبدونها ليس الانسان بأرقى من بهيمة. تريد بها معنى جديدا للانتصار، فالانتصار ليس سيفا مضرجا بدم الخصوم دائما، بل الوقوف بشموخ أمام الظلم، وان يكون للفقير ما للغني، وللضعيف أن لا يُذل من القوي، وللانسانية العيش بسلام، ولرسالة السماء أن تسود ليستقيم الاعوجاج، ولذلك جئت بعزيمة جدك لاصلاح المسار، وتحملت من أجله كل ما حدث.
ومع انك في وجداننا أبدا، لكن في يوم ذكراك تفر القلوب من أجسادها اليك، ونردد مع أنفسنا، الكل لابد يوما أن يموت، ولكن من سيكون منارا تعتنيه القلوب، وفكرة مدى الدهر راسخة في العقول، ونبضا حيا في الوجدان، وهذا هو الخلود، وذلك ما أردت فعله للجميع خصوما وأنصارا، وجسدته سلوكا وليس كلاما، ولكن هل تعلمنا من درسك البليغ، هذا هو السؤال؟
وفي يوم ذكراك يا سيدي أشكو لك أهل الحل والعقد فينا، فلم يعد الحل والعقد في بلادنا بيد الحكماء او من لهم وجدان، غدا تقدم الصفوف ميدانا منتهكا مفتوحة أبوابه للتافهين، لمن لا يستحي من تبادل اللكمات تحت قبة البرلمان، او يخجل من وصفه بالفاسد في وسائل الاعلام، او يقطر عرقا من ارتمائه في أحضان الغرباء، صار بيد من يبيع الوطن دون أن يتحرك بين ضلوعه ضمير.
حمدنا الله يا سيدي يوم تخلصنا من الطواغيت، أصحاب الأنوف المتعالية على خلق الله، الرعاع الذين معهم خشينا قول ما بدواخلنا، فنلوذ بالصمت مقهورين، وظننا ان الغد المشرق صار على الأبواب، والعدل قريبا، والرفاهية في طريقها الينا وما هي الا أيام، واذا بطواغيت ناعمة تطل من النوافذ، يرونك من الكلام أحلاه، ومن الأفعال أقبحها، لا يرون في بلادنا وطنا لهم، وشاءت الأقدار أن يتقدموا صفوفنا. واليوم، وفي الروح انكسار وفي القلب لوعة، جئت لمحرابك أشكو لك ما فعلوه بنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التحري
منذ ساعة واحدة
- التحري
السيد: أتوقّع أن يحصل شيء غير طبيعي ' الله يستر'
أشار النائب جميل السيد، في تصريح، إلى أنّ 'ما يحصل اليوم في العالم وفي المنطقة، ولا سيما في فلسطين وسوريا ولبنان، هو شيء غير طبيعي على الإطلاق'. وأضاف: 'أتوقّع أن يحصل شيء غير طبيعي، سواء في لبنان او خارجه، حتّى يعود الوضع مجددًا إلى طبيعته.. الله يستُر'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"للسويداء ثلاثة شرايين للحياة" ...
كتب الناشط السياسي المهندس "يحيى القضماني" على حسابه على فيسبوك : هناك ثلاث شرايين للحياة لمدينه السويداء لا رابع لهما شريان من دمشق شريان من الاردن شريان من اسرائيل وحين تحاصر سلطة دمشق السويداء وتقطع عنها شريان الحياة وتصليها بالموت و الذل لو فتحته وترفض الأردن فتح شريانها ولو مؤقتا نظرا لرفض دمشق هذا الاقتراح لا يبقى لنا سوى شريان الحياة من اهلنا الميامين دروز اسرائيل وأمام الواقع الذي تعيشه السويداء في هذا الحصار المجرم خيارين اما الموت جوعا وعطشا ومرضا وقهرا او الموافقه على الحياة بشريان اخوتنا الدروز في اسرائيل وهذا الخيار لم تجبر عليه السويداء عبر تاريخها الطويل ولا حتى ايام النظام البائد عندما تحدت السويداء النظام ورفضت ارسال ابنائها كي لا يشاركوا في قتل اخوتهم السوريين واستقبلت حوالي مائة الف اسره من المدن والقرى السوريه من الشمال والجنوب وكرمتهم واحتضنتهم وحين أسقطت السويداء نظام بشار الاسد على مدار عام ونصف في ساحة الكرامه لم يجرؤ النظام البائد ان يفعلها ويقطع عنها شريان الحياة الان حكام دمشق الجدد فعلوها عن سابق قصد واصرار وفتحوا شريان الموت علينا ثم اغلقوا شريان الحياة عنا وكأنهم في مهمه رسميه كلفوا بها وقد نفذوها بإتقان المجرمين المتخصصين بتدمير المجتمعات والأوطان وانتم اخوتنا السوريين تشاهدون كارثتنا الان ولا تفعلون ما تستحقه السويداء منكم وتعيشون بخوف وحيره تحت صدمة خيبتكم بهؤلاء القادمين الجدد فان سكتم سيأتي الدور عليكم بالتاكيد ويمكنكم اقل الايمان ان تخرجوا الى الشوارع وتعبروا عن رفضكم سلميا لما يجري على ارض السويداء او اصدار بيانات استنكار على الاقل ورفع الصوت في مواجهة هذه الفئه التي استفردت بحكمكم وحنثت بوعودها يمكنكم على الاقل الاعتراض على بيعها للوطن بالجملة والمفرق كما يحصل الان يمكنكم رفض عقودها المزيفه مع اشخاص وشركات هلاميه واخيرا لن يسامح الله عز وجل من طابق وصمت على قتل المدنيين الأبرياء في محافظة السويداء لن يسامح الله من اجبرنا للذهاب الى الخيار الاصعب في حياتنا وفصلنا قسرا عن وطننا الحبيب سوريا لن يسامح الله المتآمرين على الوطن سوريا وشعبها المغلوب على امره لن يسامح الله من دمر وطنا ولم يرف له جفن وانتم ايها الفئة الضاله المتمترسه على التلة الواطئه في قصر الشعب والذين تأملنا فيكم خيرا دمشق لنا وليست لكم كما تدعون دمشق ليست امويه كما تعلنون دمشق عشرات الحضارات وآلاف السنين والأقوام وصانعو التاريخ بنوا مجدها العريق دمشق ستبقى عامرة باهلها وحيه بهم فلا تخنقوها بتطرفكم وجهلكم وغزوكم البربري لاحيائها المكابره انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
مفتي تونس: مصر تقوم بدَور كبير في القضية الفلسطينية.. وستبقى رايتها شامخة عالية
وجَّه الشيخ هشام بن محمود، مفتي الجمهورية التونسية، كلمةً إلى أهل غزة الذين يتعرضون لأبشع حصار مدمر لم تمر البشرية بمثله من قبلُ، داعيًا إلى تكاتف الأمة الإسلامية حتى تنقشع الغمَّة عن أهل فلسطين وتعود الأراضي المقدسة مرة أخرى، وتُرفع فيها راية رسول الله في مسجده الأقصى. دور مصر في دعم فلسطين وأثنى خلال كلمته في جلسة الوفود بالمؤتمر الدولي العاشر للإفتاء، الذي يأتي تحت عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، على دَور الدولة المصرية وموقفها من القضية الفلسطينية، لا سيما خدمة قضايا الأمة الإسلامية بشكل عام، واختتم بقوله: "ستبقى مصر شامخة عالية الهمة، وأرجو الانتصار الكامل لهذا الشعب الأَبِيِّ". صناعة المفتي الرشيد ولفت إلى أن صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي ضرورة مُلحة وأهمية كبرى، في وقت تتسابق فيه الإبداعات البشرية على كافة جبهات المعرفة. ودعا مفتي تونس إلى ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي وتقنياته المختلفة متناغمةً مع مقاصد الدين والشريعة الإسلامية، التي أرسى أُسسها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.وتابع قائلًا: إذا كان الذكاء البشري يعني سرعة الإدراك، فمن منطلقات هذا الذكاء أن يبرز الذكاء الاصطناعي المعتمد على فَهْم الإنسان لينطلق إلى أبعاد أعمق وأكثر تأثيرًا، داعيًا إلى ضرورة وضع ميثاق أخلاقي ينظِّم عمل الذكاء الاصطناعي واستخداماته للحيلولة دون استخدامه لهدم الإنسانية. كما أشاد في الوقت ذاته على مؤتمر دار الإفتاء وموضوعه وفعالياته، مشيرًا إلى أن موضوع المؤتمر التاسع لدار الإفتاء الذي تناول الفتوى والبناء الأخلاقي جاء في وقت مهمٍّ تمر خلاله الأمة بتحديات أخلاقية وإشكاليات متعددة، لكن المؤتمر العاشر يأتي في عصر الذكاء الاصطناعي؛ وهو ما يجعله مُطالَبًا بأن يكون أداة للتناغم ومواكبة العصر.