logo
مهلة لتسليم السلاح: لبنان يطلب أيامًا إضافية وإسرائيل ترفض المقترحات

مهلة لتسليم السلاح: لبنان يطلب أيامًا إضافية وإسرائيل ترفض المقترحات

المركزيةمنذ 5 أيام
تبلغ لبنان رفض إسرائيل والولايات المتحدة لمقترحاته. وبدل أن يتلقّى جوابًا على طلبه تحديد مهلة لوقف إطلاق النار ريثما يتم سحب السلاح، جاء الرد بضرورة التزام لبنان بمهلة لسحب السلاح، من دون الأخذ باقتراح الحوار حول السلاح أو الاستراتيجية الدفاعية. وردٌّ كهذا يفتح باب الاحتمالات على مصراعيه.
"إسرائيل الجديدة"
خلال زيارة الموفد الأميركي توم باراك، ظنّ لبنان أنه أعاد الكرة إلى الملعب الأميركي بطلب العودة إلى اتفاق وقف النار، ليتبيّن لاحقًا أن المطلوب واحد، وكل ما تمّ نقاشه كان بلا جدوى.
قبل فترة، جاء من ينصح حزب الله بأن يعتاد على "إسرائيل الجديدة" بسماتها الثلاث: تملّصها من تنفيذ أي اتفاق بمباركة أميركية، وسعيها إلى خلق مناطق عازلة على جانبي الحدود مع سوريا وجنوب لبنان، واعتبار نفسها مخوّلة باستهداف أي مكان في العالم من دون رادع. وهذه هي السياسة التي تتبعها حيال سوريا كما لبنان وغزة.
وفي سوريا كما في لبنان، تسعى إسرائيل إلى إنشاء مناطق عازلة لم تحدد حدودها النهائية بعد. ولبنان يتحسّب لهذا الأمر، وكان يسعى إلى منعه عبر القنوات الدبلوماسية ومن خلال الموفد الأميركي، توم باراك، وكذلك عبر رئيس الجمهورية، الذي يدعو إلى وقف العدوان وانسحاب إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل ترفض ذلك، يبرز السؤال: ما المانع أن يتخذ حزب الله قرارًا بسحب سلاحه، حتى لا يمنح إسرائيل ذريعة لعدوان قد يكون وشيكًا؟
لكن الصورة مختلفة لدى حزب الله. فالإسرائيلي -من وجهة نظره- لا يحتاج إلى ذريعة. القضية لم تعد مرتبطة فقط بالسلاح، بل تتعلق بوجود المقاومة وهواجسها وبيئتها، التي باتت ترفض تسليم السلاح في ظل الأجواء المعادية، خصوصًا وأن إسرائيل رفضت مبدأ تقديم الضمانات أو وقف العدوان.
الحزب والبيئة أيضاً
من وجهة نظر الثنائي الشيعي، فإن الجانب الأميركي يعلم أن مطالب لبنان بسيطة، لكن إسرائيل لا تريد وقف الحرب. علمًا أن حزب الله يُظهر مرونة فيما يخص تسليم السلاح وقرار السلم والحرب.
وإن سلم حزب الله سلاحه، لا توجد أي ضمانة تردع إسرائيل عن السعي لتوسيع احتلالها في لبنان حتى أحد النهرين: الأولي أو الليطاني، ضمن إطار تطبيق نظرية المناطق العازلة، وهي الخريطة التي سبق أن وضعها نتنياهو عندما حدد حدود إسرائيل حتى نهر الأولي. ولهذا، تصر إسرائيل على عدم التجاوب أو الالتزام بأي متطلبات للتوصل إلى اتفاق مع لبنان. وهذا يذكّر برفضها خلال معركة "الأسناد" لهدنة الـ21 يومًا، حيث تبيّن لاحقًا أنها كانت تحضّر للحرب. واليوم، ترفض المقترحات اللبنانية بوقف العدوان.
الإشكالية أن مقاربة حزب الله لموضوع السلاح لم تعد محصورة بموقف قادته الرافضين لتسليمه، بل إن بيئته باتت تسبقه في الرفض، ولا تقبل المناورة بهذا الملف. وهذه المقاربة تمتد لتشمل طوائف أخرى، منها مسيحية ودرزية. وهناك تفهم من الرئيس بري والرئيس عون بأن ورقة السلاح باتت أكثر تشدّدًا.
خلال خلوة جمعت رئيس الجمهورية جوزاف عون بالموفد الأميركي توم باراك، صارحه الرئيس باستحالة استكمال النقاش من دون خطوة تعزز موقف الدولة، كانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها أو وقف اعتداءاتها. فردّ باراك سائلاً: هل يمكن انتزاع تعهّد من الحزب بسحب سلاحه، أو أن تتعهّد الدولة بذلك؟ فأجابه عون أن هذه النقطة في عهدة رئيس مجلس النواب، وهو سيبلغك الموقف.
الحزب لن يسلم من ضربة
وعندما التقى باراك مع بري -الذي كان قد تبلّغ الموقف النهائي من حزب الله- سمع شرحًا مفصلًا حول التزام الحزب باتفاق وقف النار، وعدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وتمسكه بسياسة ضبط النفس. كما أشار بري إلى أن الحزب سلّم سلاحه جنوب الليطاني، وشارك في إعادة إنتاج السلطة، وخضع لمعايير اختيار الوزراء في الحكومة، ومن الصعب عليه أن يوافق على ورقة تُعدّ استسلامًا. وأكّد بري أن المطلوب هو وقف إطلاق النار، لفتح الباب أمام مسار تفاوضي قد يؤدي إلى نتائج إيجابية. فوعد باراك بحمل الرسالة إلى إسرائيل وإبلاغ الجواب.
لاحقًا، التقى باراك مع موفد من قبل بري، وأعاد التأكيد على اقتراح وقف إطلاق النار لفترة وجيزة، تُستأنف خلالها المحادثات مع الحزب بشأن سلاحه.
كان المنتظر أن يزور باراك إسرائيل للاستماع إلى رأيها، لكنه لم يفعل، واكتفى بنقل جواب سلبي من الإدارة الأميركية تجاه الطرح اللبناني. ويربط الثنائي هذا الموقف الأميركي السلبي بتدخلات دولة خليجية لا تزال تصرّ على إفشال أي مسعى إيجابي تجاه حزب الله.
ثمة قناعة راسخة لدى حزب الله أنه سواء سلّم سلاحه أو احتفظ به، فلن يسلم من ضربة إسرائيلية، لأن لا ضمانات تردع إسرائيل، بدليل ما حصل في سوريا وما يحصل في غزة.
لدى حزب الله هواجس عميقة من إسرائيل ومن الولايات المتحدة، التي طرحت ورقة استسلامه. وحتى لو سعت الدولة لتعديل بعض البنود، ستبقى هناك بنود أخرى أكثر صعوبة يُطلب تنفيذها، كأن تبدأ بتسليم الصواريخ، ثم تُطلب المسيّرات، ضمن سلّة مطالب لا تنتهي.
هناك احتمالان خلف التهديدات الإسرائيلية: إما أنها تهويل للتراجع، أو أنها تعكس نوايا مبيتة لحرب وشيكة. وفي الحالتين، يتحسب حزب الله، ولن يكون المبادر إلى حرب لا يريدها.
الوضع غير مريح، في ظل وجود رئيس حكومة إسرائيلية يستمر في حروبه حتى موعد الانتخابات، ليحمي نفسه من المحاسبة. وقد تبلغ لبنان القرار الأميركي، وطلب من واشنطن مهلة لأيام، إفساحاً في المجال للتفاوض مع حزب الله. ويرى بري أن الموافقة على وقف العدوان كفيلة بجعل الحزب يتجاوب مع مطلب سحب السلاح. لكن الرد الأميركي المختصر، فهو أن الورقة اللبنانية كأنها لم تكن، وقد تم تجاوزها نحو فرض مهَل زمنية تحت تهديد التصعيد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نضال السبع: حزب الله بين الاجتياح والاختراق... والفراغ بعد نصر الله
نضال السبع: حزب الله بين الاجتياح والاختراق... والفراغ بعد نصر الله

صوت لبنان

timeمنذ 32 دقائق

  • صوت لبنان

نضال السبع: حزب الله بين الاجتياح والاختراق... والفراغ بعد نصر الله

كتب نضال السبع عبر منصة اكس: خيارات الحزب صعبة في حال سلم السلاح من يضمن ان لا يقوم الاسرائيلي باجتياح كامل ويصل الى بيروت ويقيم مستوطنات في جنوب لبنان ، وفي حال لم يسلم السلاح من يضمن ان لا تستمر عمليات الاغتيال والحصار ودخول فصائل سورية من الشرق مع تقدم اسرائيلي من الجنوب ، حزب الله في وضع صعب جدا وهو مكشوف امنيا بفعل الاختراقات ، ومكشوف سياسيا بعد تخلى حلفائه عنه ، وهو يفتقر الى شخصية القائد بعد اغتيال نصر الله.

الورقة الاميركية تربك المشهد... حزب الله ينتظر "مقاربة الدولة" فهل اقترب الانفجار؟
الورقة الاميركية تربك المشهد... حزب الله ينتظر "مقاربة الدولة" فهل اقترب الانفجار؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

الورقة الاميركية تربك المشهد... حزب الله ينتظر "مقاربة الدولة" فهل اقترب الانفجار؟

تسلّم لبنان، وفق معلومات صحفية، الورقة الأميركية النهائية والتي تتضمّن تعديلات على الصيغة الأولية، بما يجعل النص غير قابل للمراجعة أو التعديل، وفيها طلب لمهلة زمنية مع مراحل تسليم السلاح، الذي يبدأ بالثقيل وينتهي بالخفيف، مع إعادة ترتيب الأولويات، والوقاحة في إعادة الترسيم بما يقضم جزءًا من حصة لبنان بمياه الوزاني، وتأجيل البحث في مزارع شبعا، مع التركيز على إما القبول الكامل أو الرفض الكامل، وبالتالي تحمّل التداعيات. الورقة التي نفت مصادر مطلعة على قصر بعبدا تسلّمها، وصلت عشية انعقاد مجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء، بما يعني فرض بحثها في الجلسة التي تُشكّل جدلًا حول مشاركة الثنائي الشيعي فيها. كل ذلك يأتي وسط دعوات من هيئات ثقافية إلى تحركات واسعة قبل جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء، رفضًا لما أسموه "إعدام المقاومة". فهل سيشارك حزب الله، وبالتالي الثنائي، في هذه الجلسة؟ وما موقفه من التحركات هذه؟ توضح مصادر قريبة من حزب الله أن الحزب لم يوجّه أي دعوة رسمية للتحرك يوم الثلاثاء، وبالتالي لا علاقة له بالتحرك المذكور، وهي حتمًا مبادرات فردية. أما فيما يتعلق بمشاركة وزراء الثنائي في الجلسة، مع غياب وزيرين بداعي السفر، فإن المصادر تؤكد أن الاتصالات لا تزال جارية بهذا الخصوص، ولكن الورقة التي وصلت ليل أمس من الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان، قلبت كل الأولويات اللبنانية، ووضعت لبنان في مكان آخر، وهي ورقة مطلوب تنفيذها بدون مناقشة. وتسأل المصادر عن كيفية تعاطي الدولة اللبنانية مع هذا الطلب الذي يفرض عليها وضع جدول لتسليم السلاح، ولا يوجد مقابل ذلك حتى وقف لإطلاق النار أو الانسحاب أو تسليم الأسرى. وتؤكد أن الحزب يدرس المواقف ويتواصل مع الجميع لتقدير الأمور بدقة وحكمة بعيدًا عن الانفعال، لأن الموضوع حساس، على حدّ تعبيرها، ويحتاج إلى الكثير من الحكمة والتروّي في مقاربته، حيث لا توجد فكرة نهائية حول كيفية هذه المقاربة. وتنبه إلى أن الحزب والثنائي عمومًا لا ينطلقان من فكرة مقاطعة جلسة مجلس الوزراء، بل ينتظران كيفية تعاطي السلطة السياسية الرسمية مع الورقة الأميركية، وكيفية مقاربة موضوع السلاح خلال الجلسة المرتقبة، ليُبنى على الشيء مقتضاه، من المشاركة أو عدمها. جلسة الحكومة التي حُدّدت في 5 آب لاتخاذ قرار نزع السلاح تعيد إلى الأذهان جلسة 5 أيار 2008، التي حاولت مصادرة شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، وبالتالي اعتُبرت أنها تمسّ بجوهر المقاومة، فتصدى لها حزب الله في 7 أيار وأسقط ما أسماه مؤامرة. فهل سيسمح اليوم بمصادرة سلاحه ، أم سيتصدى مرة أخرى لما يسميه البعض "إعدام المقاومة"؟. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

البعريني لـ"حزب الله": تتحملون مسؤولية حماية لبنان بقراركم او تدميره بسلاحكم
البعريني لـ"حزب الله": تتحملون مسؤولية حماية لبنان بقراركم او تدميره بسلاحكم

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

البعريني لـ"حزب الله": تتحملون مسؤولية حماية لبنان بقراركم او تدميره بسلاحكم

اعتبر عضو تكتّل "الاعتدال الوطنيّ" النّائب وليد البعريني أن "ساعة الحقيقة تقترب وعلى لبنان أن يكون على قدر كاف من الجرأة والوطنية لمواجهة الأمور"، مشيرًا الى ان "جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء ستكون حاسمة في هذا المجال". وخلال سلسلة لقاءات واستقبالات في مكتبه في عكار، توجه البعريني الى "حزب الله" بالقول: "انتم اليوم تتحملون مسؤولية حماية لبنان بقراركم او تدميره بسلاحكم، تتحملون مسؤولية السلام فيه او الحرب، فالامور رهن موقفكم، فإما أن يكون قراركم الدولة واما السلاح، اما التحايل عبر تعابير فضفاضة عن التزاوج بين السلاح لخدمة الدولة فلم تعد تنفع." وأضاف: "السلاح ليس قضيتكم، بل هو وسيلة تمّ اعتمادها من قِبلكم لحماية لبنان، وقد اثبتت الاشهر الاخيرة فشلها، وبالتالي بات هذا السلاح عبئًا على لبنان، ولا يجوز لكم الاستمرار بالمكابرة." وتابع: "تسليم السلاح ليس ضعفًا بل عين العقل والحكمة، ليس إهانة بل دليل على حس وطني وحس بالمسؤولية. اخرجوا من اوهام القوة التي اوصلتكم واوصلتنا الى ما نحن فيه، عودوا الى منطق لبناني وطني وتخلصوا من اي ارتباط اقليمي وخارجي. فاما ان تتخذوا الموقف الصحيح واما أن تغامروا مرة جديدة بلبنان، وهذه المرة ستكون مغامرتكم اشبه بالانتحار، وهو ما يرفضه كل اللبنانيين." وختم البعريني: "اليوم لا أحد يدعوكم الى تسليم السلاح لاسرائيل كما تقولون في خطاباتكم، بل الدعوة لبناء دولة، وهنا يأتي خطاب رئيس الجمهورية ليشكل البوصلة الحقيقية لانقاذ البلد." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store