ما هي إستراتيجيّة ترامب الجديدة في الشرق الأوسط؟
ذكر موقع "الإمارات 24"، أنّ المحلل المختص بشؤون السياسة الخارجية ألكسندر لانغلويس، قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقر في خطابه في العاصمة السعودية الرياض، أنّ النهضة الحقيقية في المنطقة لم تأتِ من الخارج، بل انطلقت من داخلها، بقيادة شعوبها وحكوماتها.
وبحسب الكاتب فإن التحولات الكبرى التي شهدتها أبوظبي والرياض لم تكن من صُنع الغرب، بل من جهود محلية صُممت وبنت رؤاها السيادية بعيداً عن التدخلات الغربية التي غالباً ما خلّفت دماراً أكثر من البناء، بسبب جهلها بتعقيدات المجتمعات التي تدخلت فيها.
وأضاف الباحث في مقاله في موقع مجلة "ناشونال إنترست": "يبدو أن ترامب يتبنى وجهة نظر مفادها أنه من الأفضل ترك المنطقة تحلُّ مشاكلها بنفسها، وهو يُعيد تشكيل سياسة
واشنطن الخارجية في الشرق الأوسط على نحو جذريّ".
وأضاف: "إذا التزم ترامب بهذا النهج غير التقليدي، الذي يدور في مدار سياسة خارجية متحفظة تدرك حدود القوة والمصلحة الأميركية، فقد يساهم في تمكين قادة المنطقة من الانطلاق في مسار جديد قوامه البراغماتية والتنمية".
وتابع الباحث: "جسّد أول خطاب خارجي رئيس لترامب في الرياض في 13 أيار تحولاً في نهج السياسة الخارجية الأميركية، ولم يضيع الرئيس وقتاً في انتقاد الإدارات الأميركية السابقة وسياساتها الإقليمية".
وأوضح الكاتب أن هذا الخطاب غير مسبوق في تاريخ الرؤساء الأميركيين المعاصرين، ورغم أن محاولات سابقة لإعادة توجيه أولويات السياسة الخارجية الأميركية ونهجها في المنطقة ليست بالظاهرة الجديدة، فهي لم تُطرَح بهذا القدر من القوة أو تُترجَم إلى أفعال بهذه الدرجة من الجدية.
وبالغت واشنطن منذ زمن بعيد في تدخلاتها في شتى أنحاء العالم، فخاضت كل صراع في كل قارة، في محاولة للتأثير على كل شيء في كل مكان.
لكن هذا الإفراط لم يراعِ المصالح الأميركية الحقيقية ولا القدرات اللازمة لتحقيقها، مما أسفر عن "حروب لا نهاية لها" في القرن الحادي والعشرين.
وفي غضون ذلك، تفاقمت المشكلات الداخلية، فيما ألحقت الأولويات الأمنية المتزايدة الضرر بالحريات المدنية في الداخل.
ولو نظرنا إلى كل خطوة لإدارة ترامب، من الاتفاق مع الحوثيين إلى المفاوضات مع إيران، فإن العامل المشترك هو رفض ترامب الواضح للتنسيق مع إسرائيل.
وحاصر ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حقاً في المكتب البيضاوي يوم 8 نيسان عندما أعلن عن أن إدارته ستدخل في محادثات مباشرة مع إيران.
كما اتبع ترامب النهج عينه في عدة محادثات مباشرة مع حركة حماس، بما في ذلك واحدة أدت إلى إطلاق سراح المواطن الأميركي - الإسرائيلي والجندي في الجيش الإسرائيلي عيدان ألكسندر في 11 أيار.
وقرار ترامب تخفيض رتبة مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، استناداً إلى ما تشير إليه بعض التقارير عن علاقة مفرطة القرب مع مسؤولين إسرائيليين، يؤكد حجم هذه التحركات، وربما يبين مدى استياء ترامب من الوضع الراهن.
وليس قرار استبعاد إسرائيل من القضايا التي تراها الولايات المتحدة حيوية في الشرق الأوسط بالأمر الهيّن، يضيف الكاتب.
ورغم ذلك، يواصل ترامب اتباع هذا المسار بعد مرور 4 أشهر فقط على بداية ولايته الرئاسية الثانية، ولأسباب وجيهة وواضحة، إذ تفاخر نتنياهو طويلاً بقدرته على التأثير على السياسة الأميركية، محققاً انتصارات سياسية كبيرة تتحول في النهاية إلى خسائر لواشنطن. ومن أبرز الأمثلة على ذلك دعوته عام 2002 لغزوالعراق.
وتابع الكاتب أن "سجل الولايات المتحدة في المنطقة مروع للغاية، إذ دعمت احتلال إسرائيل غير القانوني لفلسطين دون تمييز، حتى عندما انتقل النزاع من غزة بحيث هدَّدَ مصالح وجنود أميركا في المنطقة، كما أطاحت أميركا بحكومات في عدة دول، مما مهد لنشأة جماعات متطرفة مثل داعش، وقصفت المدنيين بأعداد لا حصر لها بحجّة إرساء "الديمقراطية"، بينما كانت تدعي دعم مبادئ حقوق الإنسان التي نادراً ما تحترمها".
وختم قائلاً: "إن الاعتراف بالماضي وقبول هذا الواقع، يدل على انتصار النهج الذي ينصب تركيزه على ضبط النفس في التعامل مع المنطقة. وهذا يعني تقليص تدخلات الولايات المتحدة، وإعادة عبء المسؤولية عن الاستقرار في المنطقة إلى أهلها، حيث ينبغي أن يكون".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 35 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
قلقٌ من ضربة محتملة ضد إيران... وترامب يحذّر نتنياهو!
ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن الإدارة الأميركية أعربت عن قلقها المتزايد من احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، في وقت وجّه فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيراً واضحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتخاذ أي خطوة قد تعيق المفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران. ونقل الموقع عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله أن "ترامب أبلغ نتنياهو بوضوح أنه يسعى للوصول إلى حل دبلوماسي مع إيران، ولا يريد لأي طرف أن يقف في طريق هذه المساعي". وأضاف المسؤول أن ترامب، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، عبّروا عن خشيتهم من أن يُقدم نتنياهو على أمر عملياتي ضد المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن ينسف المسار التفاوضي. وتابع المسؤول، "الرئيس ترامب أكد لرئيس الحكومة الإسرائيلية أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً، لكنه يفضّل استنفاد الخيار الدبلوماسي أولاً". وأكد المصدر أن هذا التحذير نُقل إلى نتنياهو خلال محادثات جرت الأسبوع الماضي، شدد خلالها ترامب على أهمية عدم الإقدام على أي خطوة قد تؤدي إلى تقويض المحادثات مع إيران. وفي السياق ذاته، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصدرين إسرائيليين مطّلعين، بأن الجيش الإسرائيلي يُجري استعدادات متقدمة لتنفيذ ضربة مفاجئة ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المحادثات الجارية بين طهران وواشنطن. ولفت المصدران إلى أن "تل أبيب باتت تميل إلى الاعتقاد بأن فرص التوصل لاتفاق نووي تتضاءل، وأن انهيار المحادثات بات وشيكاً". وأشار أحد المصدرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يرى أن "نافذة الفرصة لتنفيذ ضربة فعالة قد تُغلق قريباً"، مضيفاً أن أي تأخير قد يؤثر سلباً على جدوى الهجوم. ورفض المصدر الإفصاح عن الأسباب التقنية أو الاستخبارية التي تقف خلف هذا التقييم. وكان تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" الأميركية قد أكد أن الجيش الإسرائيلي كثّف تدريباته العسكرية في الآونة الأخيرة تحضيراً لاحتمال توجيه ضربة ضد مواقع إيرانية، في تطور يعكس التوتر المتصاعد بين تل أبيب وطهران وسط الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


منذ 43 دقائق
"غزة سجن مغلق"... نتنياهو: سياستنا تتركز على ملاحقة حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أن قطاع غزة يشبه "السجن المغلق"، مشيرًا إلى أن سياسة إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب تتركز على ملاحقة "حماس". وأضاف نتنياهو، في تصريح صحافي، أن "لو كان الأمر بيد إسرائيل، لسمحنا لسكان غزة بالمغادرة"، زاعمًا أن الجيش الإسرائيلي "لا يستهدف المدنيين، لكن حماس تستخدمهم كدروع بشرية". وتابع، "دخلنا رفح رغم التحذيرات الدولية، بما فيها من أقرب الحلفاء، لكننا اتخذنا كل الإجراءات لضمان مغادرة المدنيين قبل بدء العملية العسكرية، وإسرائيل تبذل أقصى جهدها لحمايتهم، على عكس حماس التي تستغلهم وتعرّضهم للخطر". وشدد نتنياهو على أن "الجيش الإسرائيلي يستهدف عناصر حماس فقط"، متهمًا الحركة بأنها "تنهب المساعدات الإنسانية وتبيعها بأسعار باهظة"، بينما "عملت إسرائيل مع الولايات المتحدة على خطة تضمن إيصال المساعدات مباشرة إلى المدنيين". وأشار إلى أن الهدف الإسرائيلي يتمثل في إطلاق سراح المحتجزين وتفكيك حماس وضمان عدم تحوّل غزة إلى تهديد أمني مستقبلي. في المقابل، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم، بـ"تدخل دولي وأميركي عاجل لوقف جرائم الإبادة والتهجير والضم، التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية". ويأتي هذا النداء في أعقاب اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى صباحًا، برفقة مجموعات من المستوطنين، وتحت حماية مشددة من قوات الجيش الإسرائيلي. تتواصل الغارات الإسرائيلية المكثّفة على قطاع غزة، منذ الثلاثاء 18 آذار 2025، بعد توقف دام نحو شهرين، وتحديدًا منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 كانون الثاني، والذي تعثّرت مفاوضات تمديده أو الانتقال إلى مرحلته الثانية.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
ترامب يحذّر نتنياهو
كشف موقع 'واللا' الإسرائيلي، عن أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من ضربة إسرائيلية محتملة على منشآت إيرانية نووية، فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من إعاقة المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران. ونقل الموقع عن مسؤول في البيت الأبيض، أن 'ترامب أبلغ نتنياهو أنه يريد التوصل لحل دبلوماسي مع إيران، ولا يريد أن يقف أي شيء في طريقه إلى ذلك'. وأعلن المسؤول أن 'ترامب ومسؤولين آخرين أعربوا عن قلقهم من أن يأمر نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية أو يتخذ خطوات تفشل الجهود الدبلوماسية'. وتابع: 'ترامب أكد لنتنياهو أن -الخيار الثاني لا يزال مطروحا على الطاولة، لكنه يفضل أولا رؤية إن كان من الممكن التوصل لحل دبلوماسي'. كما أكد أن 'ترامب حذر نتنياهو الأسبوع الماضي من اتخاذ خطوات قد تضر بالمفاوضات النووية مع إيران'. وكان موقع 'أكسيوس' قد ذكر نقلا عن مصدرين إسرائيليين، أن تل أبيب تجري استعدادات لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية إذا انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.